الشهيد الصدر والسيد اليمانيان هذا الموضوع من اهم المواضيع التي تحتاج الى المزيد من الموضوعية والصدق والواقعية في الطرح في قضية السيد الشهيد الصدر(قده) بعيداً عن المغالاة والتزييف فشخص السيد الشهيد بعد كل ما ذكرنا لا يحتاج الى اضافات غير واقعية لا تمت اى سيرة حياته ومكانته الشريفة ومنزلته عند الله والناس فهو اشهر من نار على علم في عصرنا الحالي ، فنحن بعد ان اثبتنا بما لا يقبل الشك ان حركة السيد الشهيد كانت هي الحركة الممهدة للظهور المقدس للامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) لا بد من لفت الانتباه الى مسألة رئيسية ومهمة تتعلق بنظام تتابع وتعاقب الاحداث والعلامات في آخر الزمان قبيل ظهور الحجة(عجل الله فرجه الشريف) ، وهي كما وصفها اهل البيت(عليه السلام) كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً) ، فالمعلوم لدى الباحثين في قضية الامام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) ان ظهور اليماني يكون سابق لظهور المهدي (عليه السلام) باعتباره صاحب اهدى الرايات التي تظهر وكونه من تناط اليه مهمة تسليم الراية الى يدي الحجة المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) ، وعلى الرغم من قلة الروايات والاخبار التي تتناول هذه الشخصية المهمة في حركة الظهور لكن هذا لا يقلل من محوريتها في الاحداث حيث ورد خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم ، فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على ( الناس و ) كل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإن رأيته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار ، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) البحار ج52 ص232 ، ويتضح من الاخبار ان ظهور اليماني هو من احد علامات الظهور التي تسبق قيام الامام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) حيث ورد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : ( النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ،واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال : وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج الفتاة من خدره)الغيبة للنعماني ص261-262 اذن يثبت لدينا ان خروج او قيام اليماني يسبق قيام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) مع اعتباره احد علامات الظهور ، لذلك يثبت لدينا ايضاً ان حركة السيد الشهيد(قده) هي حركة ممهدة بشكل رئيسي لحركة السيد اليماني الذي سوف يسلم الراية للمهدي(عجل الله فرجه الشريف) ، والحقيقة انني اردت ان اصل بالقاريء الكريم الى هذه النقطة المهمة لأننا نعتقد بظهور السيد اليماني قبيل ظهور الامام المهدي (عليه السلام) لكي يعد العدة ويهيء المؤمنين لكي يكونوا على مستوى النصرة الحقيقية للموعود المنتظر وهذا الاعتقاد ناشيء من الاخبار التي جائت عن المعصومين مبينة لهذه العلامة الحتمية لظهور الامام المهدي (عليه السلام) ، ومن هذا نستنتج ان حركة السيد الشهيد كانت ممهدة بشكل فعلي لحركة السيد اليماني الذي يقوم مقام عيسى(عليه السلام) في آخر الزمان والذي وصفته الاخبار ان شبيه عيسى (عليه السلام) ، لكن لكي لا تكون هذه المسالة نقطة عبور متيسرة لعدد من المدعين الذين سيحاولون استغلال اطروحة الكتاب هذا للصعود على اكتاف السيد الشهيد(قده) ويختطفوا الحركة التمهيدية التي قام بها (قده) وينسبوها الى حركاتهم المنحرفة ومقاماتهم الكاذبة المزيفة، فهي قضية خطيرة لا بد من ان نكون على مستوى الوعي الثقافي المهدوي الكافي الذي يمكننا من التصدي لكل مدع كاذب وكل حركة مهدوية منحرفة عن نهج اهل البيت(عليه السلام) القويم ، لأجل ذلك كله لا بد من قطع الطريق على امثال هؤلاء من خلال استعراض صفات السيد اليماني اولاً :-الصفات الجسمانية :صفة الوجه : تكاثرت الروايات الواردة في وصف وجهه ومن أهم هذه الصفات ما يلي :
* إن اليماني أبيض الوجه : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب حمرة [3]) . وعن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (واضح الجبين أبيض الوجه ([4]) . وفي خبر يعقوب بن منقوش : (واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شتن الكفين معطوف الركبتين ([5]) . وبهذا يظهر واضحاً أن اليماني أبيض الوجه والبشرة . * إن اليماني مربوع أي ليس بالطويل ولا بالقصير: [COLOR="Black"]عن الإمام الباقر (عليه السلام) قالً: (هو شاب مربوع - أي ليس بالطويل ولا بالقصير- حسن الوجه ([6]) . وقد جاء في صفة اليماني ً: ((كفص بان أو كقضيب ريحان ليس بالطويل ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة ([7]) . وورد أيضاً في صفته قال : (وجهه مثل فلقة القمر لا بالخرق ولا بالنزق ولا بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق محدود القامة[8]) . وورد أيضاً أنه ً: (شاب مربوع القامة) ([9]) . [/COLOR]* إن اليماني شعره يسيل على كتفيه :[COLOR="Black"]فعن أبي جعفر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ) وورد أيضاً(والشعر يسيل على منكبيه ([11]) ).ومن هذه الروايات يتبين أن اليماني يكون طويل الشعر وشعره يسيل على كتفيه [/COLOR]* إن اليماني يظهر في عمر الثلاثين :فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة ([12]).
وبهذا تبين لنا أن اليماني حينما يظهر يكون في الثلاثين من العمر . والحقيقة فإن هناك الكثير من الصفات لكن نتركها مراعاة للاختصار آملين أن نأتي بجميع التفاصيل في الأبحاث القادمة إنشاء الله تعالى ثانياً:- علمه بعظائم الامور كالرجعة وتأويل القرآن :-في جميع الأشياء توجد أشياء عظيمة، فالعلمفيه عظائم والموجودات فيها عظائم والكتب فيها كتب عظيمة، فكتاب الله عز وجل فيهقرآن عظيم وهكذا. ويعتقد البعض ان اليماني الموعود يأتي بالعظائم، وقبل معرفة هذه العظائم لابد من معرفة صحة هذا الرأي فهل له ما يؤيده من أحاديث وروايات وردت عن النبي أو الأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)
والحقيقة إننا لو رجعنا إلى الأحاديث والراويات التي تحدثت عن أمر المهدي (عليه السلام) نجد أنها ذكرت هذا الأمر ودلت عليه.فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر، قالً: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) الكافي ج1 ص340 ،إثبات الهداة ج3 ص445 ، بحار الأنوار ج52 ص157 ، غيبة النعماني ص178 .
.إذن فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا أن المعيار في معرفة أي داعي هو سؤاله عن العظائم وليس عن شيء آخر، فما هي العظائم يا ترى ؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن نتوصل لإجابته.
والحقيقة لا يمكن تعيين العظائم ما لم نرجع إلى كتاب الله عز وجل وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وروايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والمعلوم أن كتاب الله عز وجل هو أعظم هذه العظائم فقد وصفه المولى تبارك وتعالى بالعظمة، قال تعالى:
(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)الحجر 87. فكل ما يتعلق بالقرآن من أسرار وخفايا يكون عظيماً حتماً. أما لو عدنا إلى الأحاديث والروايات الشريفة نجد أنها ذكرت أن الرجعة من عظائم الأمور فمعرفتها تعني معرفة أمر من الأمور العظام. فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة قالً: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها. فقال : إن هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه، وقد قال الله عز وجل:
( بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه ) - بحار الأنوار ج53 ص40 .
وعن حمران قالً: (سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأمور العظام من الرجعة غيرها،فقال: إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأتي أوانه، قال الله : (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه ) ) تفسير العياشي ج2ص122 .
فمن هاتين الروايتين الشريفتين يتبين لنا واضحاً أن الرجعة من عظائم الأمور، ومن هاتين الروايتين أيضاً يتأكد لنا أن التأويل من عظائم الأمور وذلك لأن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) عندما سئلا عن الرجعة في الروايتين ذكرا التأويل ، والواضح من كلامهما (عليهما السلام) أن الرجعة تكون على نحو التأويل وليس على النحو المتعارف والفهم والفكر التقليدي السائد. أما بالنسبة لأشباه الرجعة والتي هي أيضاً من عظائم الأمور فهي توضيح خروج دابة الأرض، ونزول عيسى بن مريم (عليهما السلام) وأمر الإمام المهدي وخروجه كل هذه الأمور هي من الأمور العظام والداعي لابد أن يكون عالماً بكل هذه العظائم بحيث لو سئل عنها أو ما يتعلق بها لأجاب .والواجب علينا كمكلفين ومنتظرين لأمر الإمام (عليه السلام)، أن نسأل كل من يدعي أنه نائب المهدي أو رسوله أو مبعوثه أو الداعي إلى نصرته عن هذه العظائم كما أمرنا أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) ، ويكون بذلك متصف بصفة بقر الحديث اي شق بطون الاحاديث كما جاء في المعنى الوارد في الاخبار :
فقد جاء عن المسيب أنه قالً: (وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين ومعه رجل يقال له أبوالسوداء فقال يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله ورسوله ويتشهدك فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) هذا عرض وطول يقول ماذا فقال يذكر جيش الغضب فقال خل سبيلالرجل أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف الرجل والرجلان والثلاثة فيكل قبيلة حتى يبلغ تسعة أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم ثم نهض وهويقول باقرا باقراباقرا ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً )( بحار الأنوارج51 ص298 ، غيبة النعماني ص113).
والملعوم لدى الباحثين ان أمير جيش الغضب هو اليماني وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وهو المقصود بباقراً باقراً لأن بقر الشيء شقه وإظهاره ويبقر الحديث بقراً يعني شقه واظهار معناه الباطني أي كشف الباطن واظهار التأويل، وهذا يعني إن السيد اليماني يظهر التأويل الباطني ومكنون الحديث وخفيه، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على علمه الذي يفوق به غيره من العلماء على رغم صغر سنه.ثالثاً:-علمه بالتوسم :-
علمه بعلم التوسم اي ان الداعي الى نصرة الامام المهدي (عليه السلام) عالما بالتوسم ومعنى ذلك ان له القدرة على معرفة عدوه من وليه بالتوسم كما انه يعرف الصالح من الطالح والبر من الفاجر من خلال هذا العلم الذي هو من مختصات الانبياء والائمة الاطهار(صلوات الله عليهم) فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الباقر (عليه السلام) : (كاني انظر الى القائم ع واصحابه في نجف الكوفة كان على رؤوسهم الطير , قد فنيت ازوادهم وخلقت ثيابهم منتكسين قسيهم قد اثر السجود بجباههم, ليوث بالنهار رهبان في الليل ,كان قلوبهم زبر الحديد ,يعطي الرجل منهم قوة اربعين رجلا ويعطيهم صاحبهم التوسم , لا يقتل احد منهم الا كافرا او منافقا ,فقد وصفهم الله با لتوسم في كتابه : (ان في ذالك لايات للمتوسمين ) اذن فلا بد ان يكون الداعي الحقيقي للامام المهدي (عليه السلام) عالما بالتوسم .رابعاً:- حُسن الخلقاتصف الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والأولياء والصالحين بحسن الخلق والآيات التي تشير إلى ذلك كثيرة، وخير الناس وأحسنهم خُلقاً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم سليما) حتى نزلفيه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (ثم يأتي من بعده أهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، ولابد أن يكون في كل داعي للحق حسن الخلق وصفات حميدة يمتاز بها عن غيره ويعرف بها بين الناس قبل دعوته ليكون حجة عليهم. فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يُعرف بين أهل مكة بالصادق الأمين، وكذلك الأئمة الأطهار (عليهم السلام)
إذن فلابد أن يكون اليماني معروفاً بين الناس بحسن الخُلق والصفات الحميدة والعبرة في ذلك حتماً تكون قبل الدعوة وليس بعدها،لأنه بعد الدعوة سيتهم بالكذب والسحر والجنون وغيرها كما اتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بذلك فبعد أن كان يسمى الصادق الأمين راح أهل مكة يسمونه بعد الدعوة (بالكذاب الأشر)، قال تعالى(أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ خامساً:-الدعوة للإمام المهدي (عليه السلام)
فاليماني الموعود كما جاء ذكره في الروايات يدعو إلى الإمام المهدي(عليه السلام)، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قالً: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم ) غيبة النعماني ص264 .[IMG]
[/IMG]
).
فكما هو واضح من الرواية الشريفة أن اليماني يدعو للمهدي (عليه السلام) الذي عبر عنه الإمام الباقر (عليه السلام) بكلمة–صاحبكم- وهذه الصفة المهمة يجب توفرها في من يدّعي أنه اليماني خاصة إذا ما علمنا أن الكثير من الدعاة الكاذبين سيظهرون قبل قيام الإمام عليه السلام وإن كل واحد منهم يقوم بالدعوة إلى نفسه، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قالً: (لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر منبني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه ) الإرشاد ص358 .وهذا هو المائز في الحقيقة بين الداعي الحقيقي وبين الدعاة الكاذبين، فالمائز والفارق هو أن الأول يدعو للإمام (عليه السلام) بينما تكون دعوة الآخرين لأنفسهم وإن ادعوا خلاف ذلك.سادساً:- الدعوة إلى الحق والطريق المستقيم يمتاز اليماني بأنه يدعو إلى الحق أي أنه يدعو إلى الكثير من الأمور الحقة في زمن كثر فيه الباطل، كما أن اليماني يدعو إلى طريق مستقيم واضح متصل بالإمام (عليه السلام)سابعاً:- يكون اليماني مؤيداً بالرؤيا وشهادة غيره له [COLOR="Blue"]فالظاهر أن المولى تبارك وتعالى يؤيد دعوة اليماني بالرؤيا، كما كان شأن الدعوات الإلهية.
المقصود من ذلك أن البعض ممن يسمعون بتلك الدعوة يعطيهم الله عز وجل الرؤيا التي تدل على صدق تلك الدعوة وصدق الداعي، بل تكون بعض الرؤى صريحة في صحة الدعوة وصدق الداعي والله أعلم بحقيقة الحال.
اذن اصبح واضحاً لدى الجميع انه لا يمكن لأي احد ان يدعي انه اليماني الموعود الذي يسلم الراية للامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) ما لم يكن متصفاً بتلك الصفات التي ذكرناها في البحث اعلاه ، وعليه فنحن بانتظار ظهور هذه الشخصية العظيمة التي ستتحمل الكثير من المعاناة والمسؤولية على عاتقها في سبيل اعداد الناس للقاء الحجة المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وان غذاً لناظره لقريب.[/COLOR](منقول من كتاب السيد الشهيد الصدر يحيى عصر الظهور)من فكر السيد القحطاني
* إن اليماني أبيض الوجه : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب حمرة [3]) . وعن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (واضح الجبين أبيض الوجه ([4]) . وفي خبر يعقوب بن منقوش : (واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شتن الكفين معطوف الركبتين ([5]) . وبهذا يظهر واضحاً أن اليماني أبيض الوجه والبشرة . * إن اليماني مربوع أي ليس بالطويل ولا بالقصير: [COLOR="Black"]عن الإمام الباقر (عليه السلام) قالً: (هو شاب مربوع - أي ليس بالطويل ولا بالقصير- حسن الوجه ([6]) . وقد جاء في صفة اليماني ً: ((كفص بان أو كقضيب ريحان ليس بالطويل ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة ([7]) . وورد أيضاً في صفته قال : (وجهه مثل فلقة القمر لا بالخرق ولا بالنزق ولا بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق محدود القامة[8]) . وورد أيضاً أنه ً: (شاب مربوع القامة) ([9]) . [/COLOR]* إن اليماني شعره يسيل على كتفيه :[COLOR="Black"]فعن أبي جعفر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ) وورد أيضاً(والشعر يسيل على منكبيه ([11]) ).ومن هذه الروايات يتبين أن اليماني يكون طويل الشعر وشعره يسيل على كتفيه [/COLOR]* إن اليماني يظهر في عمر الثلاثين :فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة ([12]).
وبهذا تبين لنا أن اليماني حينما يظهر يكون في الثلاثين من العمر . والحقيقة فإن هناك الكثير من الصفات لكن نتركها مراعاة للاختصار آملين أن نأتي بجميع التفاصيل في الأبحاث القادمة إنشاء الله تعالى ثانياً:- علمه بعظائم الامور كالرجعة وتأويل القرآن :-في جميع الأشياء توجد أشياء عظيمة، فالعلمفيه عظائم والموجودات فيها عظائم والكتب فيها كتب عظيمة، فكتاب الله عز وجل فيهقرآن عظيم وهكذا. ويعتقد البعض ان اليماني الموعود يأتي بالعظائم، وقبل معرفة هذه العظائم لابد من معرفة صحة هذا الرأي فهل له ما يؤيده من أحاديث وروايات وردت عن النبي أو الأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)
والحقيقة إننا لو رجعنا إلى الأحاديث والراويات التي تحدثت عن أمر المهدي (عليه السلام) نجد أنها ذكرت هذا الأمر ودلت عليه.فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر، قالً: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) الكافي ج1 ص340 ،إثبات الهداة ج3 ص445 ، بحار الأنوار ج52 ص157 ، غيبة النعماني ص178 .
.إذن فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا أن المعيار في معرفة أي داعي هو سؤاله عن العظائم وليس عن شيء آخر، فما هي العظائم يا ترى ؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن نتوصل لإجابته.
والحقيقة لا يمكن تعيين العظائم ما لم نرجع إلى كتاب الله عز وجل وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وروايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والمعلوم أن كتاب الله عز وجل هو أعظم هذه العظائم فقد وصفه المولى تبارك وتعالى بالعظمة، قال تعالى:
(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)الحجر 87. فكل ما يتعلق بالقرآن من أسرار وخفايا يكون عظيماً حتماً. أما لو عدنا إلى الأحاديث والروايات الشريفة نجد أنها ذكرت أن الرجعة من عظائم الأمور فمعرفتها تعني معرفة أمر من الأمور العظام. فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة قالً: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها. فقال : إن هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه، وقد قال الله عز وجل:
( بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه ) - بحار الأنوار ج53 ص40 .
وعن حمران قالً: (سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأمور العظام من الرجعة غيرها،فقال: إن هذا الذي تسألوني عنه لم يأتي أوانه، قال الله : (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه ) ) تفسير العياشي ج2ص122 .
فمن هاتين الروايتين الشريفتين يتبين لنا واضحاً أن الرجعة من عظائم الأمور، ومن هاتين الروايتين أيضاً يتأكد لنا أن التأويل من عظائم الأمور وذلك لأن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) عندما سئلا عن الرجعة في الروايتين ذكرا التأويل ، والواضح من كلامهما (عليهما السلام) أن الرجعة تكون على نحو التأويل وليس على النحو المتعارف والفهم والفكر التقليدي السائد. أما بالنسبة لأشباه الرجعة والتي هي أيضاً من عظائم الأمور فهي توضيح خروج دابة الأرض، ونزول عيسى بن مريم (عليهما السلام) وأمر الإمام المهدي وخروجه كل هذه الأمور هي من الأمور العظام والداعي لابد أن يكون عالماً بكل هذه العظائم بحيث لو سئل عنها أو ما يتعلق بها لأجاب .والواجب علينا كمكلفين ومنتظرين لأمر الإمام (عليه السلام)، أن نسأل كل من يدعي أنه نائب المهدي أو رسوله أو مبعوثه أو الداعي إلى نصرته عن هذه العظائم كما أمرنا أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) ، ويكون بذلك متصف بصفة بقر الحديث اي شق بطون الاحاديث كما جاء في المعنى الوارد في الاخبار :
فقد جاء عن المسيب أنه قالً: (وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين ومعه رجل يقال له أبوالسوداء فقال يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله ورسوله ويتشهدك فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) هذا عرض وطول يقول ماذا فقال يذكر جيش الغضب فقال خل سبيلالرجل أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف الرجل والرجلان والثلاثة فيكل قبيلة حتى يبلغ تسعة أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم ثم نهض وهويقول باقرا باقراباقرا ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً )( بحار الأنوارج51 ص298 ، غيبة النعماني ص113).
والملعوم لدى الباحثين ان أمير جيش الغضب هو اليماني وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وهو المقصود بباقراً باقراً لأن بقر الشيء شقه وإظهاره ويبقر الحديث بقراً يعني شقه واظهار معناه الباطني أي كشف الباطن واظهار التأويل، وهذا يعني إن السيد اليماني يظهر التأويل الباطني ومكنون الحديث وخفيه، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على علمه الذي يفوق به غيره من العلماء على رغم صغر سنه.ثالثاً:-علمه بالتوسم :-
علمه بعلم التوسم اي ان الداعي الى نصرة الامام المهدي (عليه السلام) عالما بالتوسم ومعنى ذلك ان له القدرة على معرفة عدوه من وليه بالتوسم كما انه يعرف الصالح من الطالح والبر من الفاجر من خلال هذا العلم الذي هو من مختصات الانبياء والائمة الاطهار(صلوات الله عليهم) فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الباقر (عليه السلام) : (كاني انظر الى القائم ع واصحابه في نجف الكوفة كان على رؤوسهم الطير , قد فنيت ازوادهم وخلقت ثيابهم منتكسين قسيهم قد اثر السجود بجباههم, ليوث بالنهار رهبان في الليل ,كان قلوبهم زبر الحديد ,يعطي الرجل منهم قوة اربعين رجلا ويعطيهم صاحبهم التوسم , لا يقتل احد منهم الا كافرا او منافقا ,فقد وصفهم الله با لتوسم في كتابه : (ان في ذالك لايات للمتوسمين ) اذن فلا بد ان يكون الداعي الحقيقي للامام المهدي (عليه السلام) عالما بالتوسم .رابعاً:- حُسن الخلقاتصف الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والأولياء والصالحين بحسن الخلق والآيات التي تشير إلى ذلك كثيرة، وخير الناس وأحسنهم خُلقاً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم سليما) حتى نزلفيه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (ثم يأتي من بعده أهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، ولابد أن يكون في كل داعي للحق حسن الخلق وصفات حميدة يمتاز بها عن غيره ويعرف بها بين الناس قبل دعوته ليكون حجة عليهم. فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يُعرف بين أهل مكة بالصادق الأمين، وكذلك الأئمة الأطهار (عليهم السلام)
إذن فلابد أن يكون اليماني معروفاً بين الناس بحسن الخُلق والصفات الحميدة والعبرة في ذلك حتماً تكون قبل الدعوة وليس بعدها،لأنه بعد الدعوة سيتهم بالكذب والسحر والجنون وغيرها كما اتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بذلك فبعد أن كان يسمى الصادق الأمين راح أهل مكة يسمونه بعد الدعوة (بالكذاب الأشر)، قال تعالى(أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ خامساً:-الدعوة للإمام المهدي (عليه السلام)
فاليماني الموعود كما جاء ذكره في الروايات يدعو إلى الإمام المهدي(عليه السلام)، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قالً: (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم ) غيبة النعماني ص264 .[IMG]
[/IMG]
).
فكما هو واضح من الرواية الشريفة أن اليماني يدعو للمهدي (عليه السلام) الذي عبر عنه الإمام الباقر (عليه السلام) بكلمة–صاحبكم- وهذه الصفة المهمة يجب توفرها في من يدّعي أنه اليماني خاصة إذا ما علمنا أن الكثير من الدعاة الكاذبين سيظهرون قبل قيام الإمام عليه السلام وإن كل واحد منهم يقوم بالدعوة إلى نفسه، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قالً: (لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر منبني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه ) الإرشاد ص358 .وهذا هو المائز في الحقيقة بين الداعي الحقيقي وبين الدعاة الكاذبين، فالمائز والفارق هو أن الأول يدعو للإمام (عليه السلام) بينما تكون دعوة الآخرين لأنفسهم وإن ادعوا خلاف ذلك.سادساً:- الدعوة إلى الحق والطريق المستقيم يمتاز اليماني بأنه يدعو إلى الحق أي أنه يدعو إلى الكثير من الأمور الحقة في زمن كثر فيه الباطل، كما أن اليماني يدعو إلى طريق مستقيم واضح متصل بالإمام (عليه السلام)سابعاً:- يكون اليماني مؤيداً بالرؤيا وشهادة غيره له [COLOR="Blue"]فالظاهر أن المولى تبارك وتعالى يؤيد دعوة اليماني بالرؤيا، كما كان شأن الدعوات الإلهية.
المقصود من ذلك أن البعض ممن يسمعون بتلك الدعوة يعطيهم الله عز وجل الرؤيا التي تدل على صدق تلك الدعوة وصدق الداعي، بل تكون بعض الرؤى صريحة في صحة الدعوة وصدق الداعي والله أعلم بحقيقة الحال.
اذن اصبح واضحاً لدى الجميع انه لا يمكن لأي احد ان يدعي انه اليماني الموعود الذي يسلم الراية للامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) ما لم يكن متصفاً بتلك الصفات التي ذكرناها في البحث اعلاه ، وعليه فنحن بانتظار ظهور هذه الشخصية العظيمة التي ستتحمل الكثير من المعاناة والمسؤولية على عاتقها في سبيل اعداد الناس للقاء الحجة المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وان غذاً لناظره لقريب.[/COLOR](منقول من كتاب السيد الشهيد الصدر يحيى عصر الظهور)من فكر السيد القحطاني
تعليق