إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنته من موسى غلبة السحرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنته من موسى غلبة السحرة

    سنته من موسى غلبة السحرة
    ان من بين السنن التي تجري على سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (ع) من نبي الله موسى (ع) سنة ( الغلبة على السحرة ) الذين القوا سحرهم وألقى موسى (ع) عصاه فإذا هي تلقف كل ما ألقوا ومن الواضح والمعروف ان السحر كان هو السائد في عصر موسى (عليه السلام) حيث كان سحرة فرعون هم المسيطرون على أفكار الملأ من خلال سحرهم النافذ الذي كان فرعون يستخدمه بشكل واسع لأيهام الناس بأنه هو الرب الواجب إطاعته وعدم جواز إطاعة غيره في عموم البلاد لذلك أتى موسى (عليه السلام) بمعجزة تخرق نواميس الطبيعة السائدة أنذاك ، مثل ما كان تأويل الرؤيا هو السائد في عصر يوسف (ع) كانت معجزة يوسف (ع) لأهل مصر وعزيزهم هو تأويل الرؤيا التي لم يستطيع أحد تأويلها وكانت هي المعجزة التي أثبت بها يوسف (ع) نبوته وأصبح على خزائن الأرض ونفس الحال مع عيسى (ع) حيث كان السائد ان ذلك الطب الذي اشتهر بين الناس على ايدي كبار الحكماء وكانت معجزة السيد المسيح عيسى بن مريم هو الطب لكي تكون معجزة تفوق ما هو سائد بحيث كان عيسى (ع) يحيي الموتى ويبرأ الأكمه والأبرص بأذن الله ويشفي الأمراض وأثبت ما أثبت وأقام الحجة عليهم.
    وأيضاً محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما أتى الناس وجدهم يتبادرون في الكلام البليغ والخطب والشعر المنمق حيث كانوا يقيمون لذلك المهرجانات والاحتفالات في جميع المواسم والاعياد فإستطاع نبينا نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يبطل ما كانوا به يتفاخرون وآتاهم بما هو أبلغ موعظة وحكمة وأثبت به الحجة عليهم وغلبهم به.
    ومما يدل على هذه الحقيقة ما روي عن ابن السكيت انه قال لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : ( لماذا بعث الله موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا ويده بيضاء (عليه السلام) : وآلة السحر ؟ وبعث عيسى بآلة الطب ؟ وبعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى جميع الانبياء - بالكلام والخطب ؟ فقال ابو الحسن (عليه السلام) : ان الله لما بعث موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله ، وما أبطل به سحرهم ، وأثبت به الحجة عليهم ، وان الله بعث عيسى (عليه السلام) في وقت قد ظهرت فيه الازمات ، واحتاج الناس الى الطب ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيي لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله واثبت به الحجة عليهم.
    وان الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) في وقت كان الغالب على اهل عصره الخطب والكلام - وأظنه قال : الشعر فاتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما ابطل به قولهم ، واثبت به الحجة عليهم ( اصول الكافي ج1 ص24).
    ونأتي الى سنة الامام المهدي من موسى (عليهما السلام) وهي إبطال ما هو سائد في المجتمع ، فإن السائد في هذا الزمان هو البيان وهو أحد اقسام البلاغة المراد منها ايصال المعنى المطلوب بطريقة بلاغية فاذا كانت الطريقة البلاغية مصاغة بطريقة كلامية جميلة ومنمقة وذات سجعة متوافقة فإنها تكون مؤثرة بالمقبل وتطرب اسماعه مما يؤدي به الى حال شبه ( المسحور ) لذلك انتشرت هذه العبارة على هذا الاسلوب مما يؤكد ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ان من البيان لسحراً).
    لذلك ان من البيان ما يُصنع ويُموه الباطل الذي هو ليس من الشرائع والسنن حتى يشبهه بالحق فينطلي على السامع وبظنه حق وهنا يلعب البليغ دوراً مهما يبلغ بيانه ما يبلغ به السحر بلطافة حليته بسحره ، لذلك تراهم يطلقون عليه السحر الحلال فقال بعضهم:
    وحديثها السحر الحلال لــــو انه
    لم يجن قتل المسلم المحرز
    ان طال لم يملل وان هـي أوجزت
    ودَّ المـحدث أنـها لــم تـوجز
    تشرك القلوب وفتنة مــا مــــثلها
    للـمستهام وعـقله المـستوفز
    واكد ذلك الحديث الوارد عن ابو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد ، عن ابيه ، عن ابن ذكوان ، قال ابو عبد الرحمن : ( أذم البيان ام مدحه ؟ فما أبان احد بشيء .. فقال : ذمه ، لأن السحر تمويه ، فقال : ان البيان من الفهم والذكاء ، قال الشيخ ابو هلال (رحمه الله ) : الصحيح انه مدحه ، وتسميته سحراً انما هو على جهة التعجب منه ، لأنه لما ذم عمرو الزيرقان ومدحه في حالٍ واحدة ، وصدق في مدحه وذمه فيماذكر ، عجب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك كما يُعجب من السحر ، فسماه سحراً من هذا الوجه ) . انباه الرواة ج1 ص32.
    ومن خلال هذا العرض يتبين لنا ان تصوير الحق في صورة الباطل ، والباطل في صورة الحق من ارفع درجات البلاغة لهذا كله سوف يقف كبار هذا النوع من السحر في وجه دعوة الامام المهدي (عليه السلام) المتمثلة بشخص اليماني الموعود حيث يقوم بالطرح الجديد الذي يغير المسار الذي يسيرون عليه ويصحح كل الافكار ويفك رموز الحكمة الموجودة في احاديث وروايات اهل البيت ونشر علوم اهل البيت (عليهم السلام) الحقيقة وابطال المفاهيم والمعتقدات الخاطئة السائدة في المجتمع ودحر كل ما ألقو به من ما اسموه ( السحر الحلال ) وبذلك ينكشف المستور ويعقل اصحاب العقول ويفهم أصحاب الفهم بأن كل ذلك البيان كان خطئاً كبيراً حينها تثبت للملأ أحقية السيد اليماني في قيادة الامة واعداد النصرة للأمام المهدي (عليه السلام) رغم أصواتهم المريضة التي تتعالى لصد الناس عن نصرة ابن فاطمة الزهراء (ارواحنا له الفداء).

    - قال رسول الله (ص) : " أبشروا بالمهدي فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة وزلازل ، يسع الله له الأرض عدلا وقسطا " . (معجم أحاديث المهدي ج1 ص98
يعمل...
X