منقول من الموسوعة القرآنية ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني ) الجزء الثاني
سفينة نوح هي رآية الهدى
ان قصة النبي نوح (عليه السلام) وتفاصيلها غير خافية على أحد على الأقل نقاطها المهمة وعناوينها ، وبما اننا نؤمن بالنظرية التي تقول ان القران كله يحكي للإمام المهدي (عليهم السلام) لانه وارث الانبياء والمرسلين والذي على يديه يمّكن الله الدين ليظهره على الدين كله .
ومن هذا المنطلق تكون حركات وخطوات الانبياء المذكورة في القران هي رسم لحركة الإمام (عليهم السلام) وخطوات دعوته المباركة .
فقد أكدت الروايات ان للقائم (عليه السلام) سُنّة من النبي نوح (عليه السلام) كما جاء في الرواية عن زين العابدين (عليه السلام) : ( في القائم سنة من سبع انبياء – إلى ان قال - وسنة من نوح ) ( ).
ومما يثبت عندنا ان سفينة نوح في التأويل هي راية الهدى للمهدي (عليه السلام) ما جاء عن أبو ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
(انما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك ) ، وسمعت (يعني أبو ذر) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
( اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس فان الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين )( ).
وهذا ما يؤكد على ان سفينة المهدي (عليه السلام) هي سفينة هداية وراية هدى .
وقبل الدخول في صلب الموضوع نبرز أهم نقاط التشابه بين نوح النبي (عليه السلام) ونوح آخر الزمان المهدي (عليه السلام) ومن هذه النقاط :
أولاً : المشابهة بالتسمية
فقد ذكر ان سبب تسمية نوح بهذا الاسم لكثرة نياحه على قومه .
وقد أشتهر عن الإمام المهدي (عليهم السلام) في الأخبار المروية عن آبائه (عليهم السلام) والروايات الكثيرة انه من أعظم البكائيين والنائحين على جده الحسين (عليه السلام) .
وخير شاهد على ذلك الزيارة الواردة عنه (عليه السلام) والمعروفة بزيارة الناحية المقدسة حيث يقول في إحدى فقراتها مخاطباً جده الحسين (عليه السلام) :
( لاندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) .
ثانياً: طول العمر
فقد أكدت الروايات ان عمر نوح يزيد على ألف سنة وكذا المهدي (عليه السلام) حيث ان عمره الشريف يناهز الان 1172 سنة .
ثالثاً : التشريع
فقد أكدت الروايات على ان أول من جاء مشرعاً من الانبياء هو نوح (عليه السلام) .
فقد قال تعالى في محكم كتابه : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ان أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }( ) .
فنرى ان حركة التشريع في العالم بدأت من الكوفة مع بدء رسالة نوح (عليه السلام) وانتشرت في باقي الأرض مع انتشار الرسالات للانبياء (عليهم السلام) ، حتى استقرت بعد هذه المسيرة في مكة في عهد رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وبعدها عاد التشريع إلى الكوفة بانتقال الرسالة في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة فجعلها عاصمة الدولة الإسلامية.
ولذلك فهي تشابه رحلة سفينة نوح (عليه السلام) من انطلاقها وطوافها بمكة وعودتها إلى الكوفة وهي بذلك تشابه في التأويل راية الهداية للإمام المهدي (عليه السلام) .
حيث تبدأ من الكوفة دعوتها وتمهيدها للإمام وتهيئة الانصار لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وستعود بعد خروجها من الكوفة في طوفان الفتن إلى مكة حيث خروج الإمام المهدي (عليه السلام) ، وبعد توجهه بجيشه إلى الكوفة تعود سنة أمير المؤمنين وهي مشابهة لعودة سفينة نوح إلى الكوفة فتكون عاصمة الإمام التشريعية للعالم .
ومما يؤكد هذا المعنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكر مسجد الكوفة : منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق ، ان سفينة نوح كانت مأمورة فطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت منى في أيامها ثم رجعت السفينة وكانت مأمورة وطافت بالبيت طواف النساء .
ومما يؤكد عودة راية الهدى إلى الكوفة ما جاء عن المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ان يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (عليهم السلام) على الجودي ) ( ).
وهذا هو نفس اليوم الذي سيخرج فيه المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الرواية :
( يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة )( ) وهذا شاهد مهم على التشابه ما بين سفينة نوح واستقرار راية الهدى في الكوفة .
رابعاً : العذاب بالطوفان
جاء في معنى الطوفان هو : (طفى الماء على كل شيء) وقد كان الطوفان عذاب لقومين هما قوم نوح والشاهد عليه قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطوفان وَهُمْ ظَالِمُونَ }( ) .
وقوم فرعون الذي دلت عليه الآية الكريمة : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }( ) .
حيث ابتلاهم الله بهذا النوع من العذاب بسبب تكبرهم وسوء أعمالهم وقد كان الطوفان هو جزء من عذابات قد نزلت بهم .
ولكن في طوفان نوح كان العذاب الأكبر كما هو الحال في طوفان الفتن في عصر المهدي (عليه السلام) فيكون طوفان من الدم والفتن في قبال طوفان نوح من الماء .
والشاهد ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قال المفضل : يا سيدي كيف تكون دار الظالمين في ذلك الوقت؟
قال ( عليه السلام ) : في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يحلب الجريرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد ، والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سكنا فان المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله ) ( ).
وهذا بيان واضح من الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف طوفان زمن المهدي (عليه السلام) بانه طوفان دم وفتن لانه ناتج عن إستخدام السيف .
ولعل أرقى ما قيل في وصف هذه الفتن بلسان أحد شعراء أهل البيت وهو جرير (ره) :
طوفان آل محمــد في الأرض غرق جهلها
وسفينتهم حمل الـذي طلب النجاة وأهلهـا
فاقبض بكفـك عروة لا تخشى منها فصلهـا
ومن يتتبع قصة نوح (عليه السلام) يجد انه بدء دعوته بالكوفة والشاهد على ذلك مقامه في مسجدها ومكان سفينته ومكان صنعها وكل هذا مؤكداً في الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) .
وبعد ان أتم نوح النبي (عليه السلام) دعوته وانذار قومه بتماديهم وكفرهم فحق عليهم العذاب فأمره الله ان يركب ومن معه السفينة فقال تعالى :
{حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }( ).
وقال تعالى : { فانجَيْنَاهُ وَأصحاب السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ) .
والمعروف والثابت ان السفينة انطلقت من الكوفة لتجوب الأرض ، ثم طافت حول موضع الكعبة في مكة ثم رجعت لتستقر في الكوفة ويمكن رسم خارطة لحركة السفينة في رحلتها فنجدها مرتكزة على ثلاث نقاط .
النقطة الأولى والأخيرة هي الكوفة والوسط هي مكة وبعبارة أخرى ( تبدأ من الكوفة وتطوف حول الكعبة وتعود إلى الكوفة ) ولم تكن هذه الحركة للسفينة خاصة لنوح (عليه السلام) وانما بأمر من الله .
يتبع
سفينة نوح هي رآية الهدى
ان قصة النبي نوح (عليه السلام) وتفاصيلها غير خافية على أحد على الأقل نقاطها المهمة وعناوينها ، وبما اننا نؤمن بالنظرية التي تقول ان القران كله يحكي للإمام المهدي (عليهم السلام) لانه وارث الانبياء والمرسلين والذي على يديه يمّكن الله الدين ليظهره على الدين كله .
ومن هذا المنطلق تكون حركات وخطوات الانبياء المذكورة في القران هي رسم لحركة الإمام (عليهم السلام) وخطوات دعوته المباركة .
فقد أكدت الروايات ان للقائم (عليه السلام) سُنّة من النبي نوح (عليه السلام) كما جاء في الرواية عن زين العابدين (عليه السلام) : ( في القائم سنة من سبع انبياء – إلى ان قال - وسنة من نوح ) ( ).
ومما يثبت عندنا ان سفينة نوح في التأويل هي راية الهدى للمهدي (عليه السلام) ما جاء عن أبو ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
(انما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك ) ، وسمعت (يعني أبو ذر) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
( اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس فان الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين )( ).
وهذا ما يؤكد على ان سفينة المهدي (عليه السلام) هي سفينة هداية وراية هدى .
وقبل الدخول في صلب الموضوع نبرز أهم نقاط التشابه بين نوح النبي (عليه السلام) ونوح آخر الزمان المهدي (عليه السلام) ومن هذه النقاط :
أولاً : المشابهة بالتسمية
فقد ذكر ان سبب تسمية نوح بهذا الاسم لكثرة نياحه على قومه .
وقد أشتهر عن الإمام المهدي (عليهم السلام) في الأخبار المروية عن آبائه (عليهم السلام) والروايات الكثيرة انه من أعظم البكائيين والنائحين على جده الحسين (عليه السلام) .
وخير شاهد على ذلك الزيارة الواردة عنه (عليه السلام) والمعروفة بزيارة الناحية المقدسة حيث يقول في إحدى فقراتها مخاطباً جده الحسين (عليه السلام) :
( لاندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) .
ثانياً: طول العمر
فقد أكدت الروايات ان عمر نوح يزيد على ألف سنة وكذا المهدي (عليه السلام) حيث ان عمره الشريف يناهز الان 1172 سنة .
ثالثاً : التشريع
فقد أكدت الروايات على ان أول من جاء مشرعاً من الانبياء هو نوح (عليه السلام) .
فقد قال تعالى في محكم كتابه : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ان أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }( ) .
فنرى ان حركة التشريع في العالم بدأت من الكوفة مع بدء رسالة نوح (عليه السلام) وانتشرت في باقي الأرض مع انتشار الرسالات للانبياء (عليهم السلام) ، حتى استقرت بعد هذه المسيرة في مكة في عهد رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وبعدها عاد التشريع إلى الكوفة بانتقال الرسالة في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة فجعلها عاصمة الدولة الإسلامية.
ولذلك فهي تشابه رحلة سفينة نوح (عليه السلام) من انطلاقها وطوافها بمكة وعودتها إلى الكوفة وهي بذلك تشابه في التأويل راية الهداية للإمام المهدي (عليه السلام) .
حيث تبدأ من الكوفة دعوتها وتمهيدها للإمام وتهيئة الانصار لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وستعود بعد خروجها من الكوفة في طوفان الفتن إلى مكة حيث خروج الإمام المهدي (عليه السلام) ، وبعد توجهه بجيشه إلى الكوفة تعود سنة أمير المؤمنين وهي مشابهة لعودة سفينة نوح إلى الكوفة فتكون عاصمة الإمام التشريعية للعالم .
ومما يؤكد هذا المعنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكر مسجد الكوفة : منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق ، ان سفينة نوح كانت مأمورة فطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت منى في أيامها ثم رجعت السفينة وكانت مأمورة وطافت بالبيت طواف النساء .
ومما يؤكد عودة راية الهدى إلى الكوفة ما جاء عن المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ان يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (عليهم السلام) على الجودي ) ( ).
وهذا هو نفس اليوم الذي سيخرج فيه المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الرواية :
( يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة )( ) وهذا شاهد مهم على التشابه ما بين سفينة نوح واستقرار راية الهدى في الكوفة .
رابعاً : العذاب بالطوفان
جاء في معنى الطوفان هو : (طفى الماء على كل شيء) وقد كان الطوفان عذاب لقومين هما قوم نوح والشاهد عليه قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطوفان وَهُمْ ظَالِمُونَ }( ) .
وقوم فرعون الذي دلت عليه الآية الكريمة : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }( ) .
حيث ابتلاهم الله بهذا النوع من العذاب بسبب تكبرهم وسوء أعمالهم وقد كان الطوفان هو جزء من عذابات قد نزلت بهم .
ولكن في طوفان نوح كان العذاب الأكبر كما هو الحال في طوفان الفتن في عصر المهدي (عليه السلام) فيكون طوفان من الدم والفتن في قبال طوفان نوح من الماء .
والشاهد ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قال المفضل : يا سيدي كيف تكون دار الظالمين في ذلك الوقت؟
قال ( عليه السلام ) : في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يحلب الجريرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد ، والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سكنا فان المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله ) ( ).
وهذا بيان واضح من الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف طوفان زمن المهدي (عليه السلام) بانه طوفان دم وفتن لانه ناتج عن إستخدام السيف .
ولعل أرقى ما قيل في وصف هذه الفتن بلسان أحد شعراء أهل البيت وهو جرير (ره) :
طوفان آل محمــد في الأرض غرق جهلها
وسفينتهم حمل الـذي طلب النجاة وأهلهـا
فاقبض بكفـك عروة لا تخشى منها فصلهـا
ومن يتتبع قصة نوح (عليه السلام) يجد انه بدء دعوته بالكوفة والشاهد على ذلك مقامه في مسجدها ومكان سفينته ومكان صنعها وكل هذا مؤكداً في الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) .
وبعد ان أتم نوح النبي (عليه السلام) دعوته وانذار قومه بتماديهم وكفرهم فحق عليهم العذاب فأمره الله ان يركب ومن معه السفينة فقال تعالى :
{حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }( ).
وقال تعالى : { فانجَيْنَاهُ وَأصحاب السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ) .
والمعروف والثابت ان السفينة انطلقت من الكوفة لتجوب الأرض ، ثم طافت حول موضع الكعبة في مكة ثم رجعت لتستقر في الكوفة ويمكن رسم خارطة لحركة السفينة في رحلتها فنجدها مرتكزة على ثلاث نقاط .
النقطة الأولى والأخيرة هي الكوفة والوسط هي مكة وبعبارة أخرى ( تبدأ من الكوفة وتطوف حول الكعبة وتعود إلى الكوفة ) ولم تكن هذه الحركة للسفينة خاصة لنوح (عليه السلام) وانما بأمر من الله .
يتبع
تعليق