من كتاب اليماني
(من فكر السيد القحطاني)
الدعوة إلى الحق
قليلة هي الدعوات إلى الحق وقليلون هم الذين آمنوا بها واتبعوها ، فإن أكثر الناس كما أخبرنا المولى تبارك وتعالى في كتابه يكرهون الحق ويقفون ضده ويقفون بوجه الداعي له منكرين ومكذبين .
قال تعالى : {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} .
وهذه الآية في الواقع جعلها الله ميزاناً وفيصلاً بين دعوة الحق ودعوة الباطل ، فإن من الصفات الواجب توفرها في دعوة الحق أن يكون أنصارها والمؤمنين بها قليلون ويكون الناس لها كارهون .
بينما نجد إن أكثر الناس يميلون إلى الدعوات الباطلة ولو عدنا إلى التاريخ قليلاً لوجدنا ذلك يتجسد واضحاً في دعوات الأنبياء والرسل والأوصياء (عليهم السلام) حيث نجد أنصارهم دوماً قليلون ، فالدعوة الحقة إذن تمتاز عن الدعوة الباطلة بأن أنصارها والمؤمنين بها قلة قليلة ، كما ذكر لنا لمولى تبارك وتعالى في موارد عديدة من كتابه وكما بين لنا من سيرة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) .
بقي أن نعرف ما معنى الحق والحقيقة ، وذلك لا يتبين إلا من خلال القرآن وأحاديث وروايات أهل البيت عليهم السلام فالقرآن يؤكد لنا إن الحق هو الله عز وجل وهذا مما لا خلاف عليه عند أهل الديانات فالله هو الحق المطلق وهو مصدر الحق ومنبعه وأصله وجوهره .
قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} .
ثم إن الأنبياء والرسل وأوصيائهم عليهم السلام أجمعين كل واحد منهم يمثل الحق وهو الحق من زمان بعثته إلى يومنا هذا فإنهم جاءوا من الحق ودعوا إلى الحق ومضوا في سبيل الحق .
كما إن تعاليمهم وشرائعهم وكتبهم كلها حق لا ريب فيها .
ويظهر من كل ما تقدم إن الحق واحد ومصدره وأصله وجوهره ومنبعه واحد وإن تعددت مصاديقه وأفراده ومعنى ذلك إن الدعوة إلى الحق هي الدعوة إلى الله عز وجل وترك عبادة الأصنام سواء كانت الحجرية أو البشرية( ) .
وترك الشرك به فإن الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى التوحيد ونبذ كل معالم الشرك والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى ، كما إن الدعوة إلى لحق هي دعوة لأنبياء الله ورسله وأوصيائهم وهي الدعوة إلى السير على مبادئهم وفق شرائعهم وتعاليمهم التي تتكفل بإقامة العدل وإماتة الظلم والجور في كل مكان ونشر السعادة بين أفراد النوع الإنساني .
وقد يقول قائل إن ذلك يمكن أن يدعيه أي شخص أو حركة فكيف يمكن التمييز بين الداعي وغيره ،ونحن بدورنا نقول إضافة إلى ما بيناه من كون الدعوة إلى الحق تمتاز عن غيرها بأن المؤمنين بها قلة قليلة .
لابد أن تسير الدعوة الحقة كما سارت عليه الدعوات الإلهية للأنبياء والرسل والأوصياء عليهم السلام ولا بد أن يتصف الداعي بصفاتهم ويسير بسيرتهم ويحذو حذوهم ويتخذ من مبادئهم وتعاليمهم شعاراً له ويجعل منهم أسوة له في طريق الحق فمن كان متصفاً بهذه الصفات وسائراً على هذا النهج ، فهو حتماً من الدعاة إلى الحق وأهله وأما من عمل ببعض دون بعض فلا يصدق عليه إنه داعي إلى الحق فضلاً عمن لا يسير بتلك السيرة أصلاً .
وبناءاً على ما تقدم فاليماني يدعو إلى الله عز وجل ويدعو إلى الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) لأنه بقية الله في أرضه وهو بقية آل محمد وهو البقية من الأنبياء والرسل فقد دلت الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام إنه قال :
(...وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم...) .
وهذا يعني إن اليماني يخرج في وقت قل فيه الهادون وكثر فقهاء وعلماء السوء والضلالة وظهرت الرايات المنحرفة كما ثبتت الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر قال : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( لترفعن اثنا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ).
بل إنه سوف يظهر في وقت يخرج فيه اثنا عشر رجلاً من بني هاشم يدعون الناس إلى أنفسهم إي إن دعواتهم من أول الأمر يشوبها طابع الأنا وحب الذات في محاولة لكسب بعض المناصب والمطامع الدنيوية الزائلة .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال : ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله أثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو على نفسه ) .
وبذلك نفهم معنى إن اليماني كما في الرواية المتقدمة عبر عنه الإمام الباقر عليه السلام بأنه (( يدعو إلى صاحبكم)) .
ففي وقت خروج هؤلاء الأشخاص الذين يتصفون بالدعوة إلى النفس تكون صفة اليماني الرئيسية هي الدعوة إلى الإمام المهدي (عليه السلام) لا إلى نفسه والدعوة إلى الإمام ليست بالأمر السهل أو الهيّن بل هي لوحدها من أصعب وأعقد الأمور على الإطلاق .
ولابد أن يكون اليماني متصلاً اتصالاً مباشراً بالإمام (عليه السلام) ولا بد إنه يأخذ توجيهاته منه ، وذلك يظهر من خلال الرواية السالفة والتي تتحدث عن اليماني ، حيث ورد فيها هدايته للناس إلى الطريق المستقيم وهذه الصفة لا تكون إلا برعاية إلهية خاصة فلم نسمع إن أحداً غير الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) قام بهداية الناس إلى طريق مستقيم ، وهذا يعني إن اليماني يقوم بالهداية بتوجيه ورعاية وتسديد من الإمام المهدي (عليه السلام) .
(من فكر السيد القحطاني)
الدعوة إلى الحق
قليلة هي الدعوات إلى الحق وقليلون هم الذين آمنوا بها واتبعوها ، فإن أكثر الناس كما أخبرنا المولى تبارك وتعالى في كتابه يكرهون الحق ويقفون ضده ويقفون بوجه الداعي له منكرين ومكذبين .
قال تعالى : {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} .
وهذه الآية في الواقع جعلها الله ميزاناً وفيصلاً بين دعوة الحق ودعوة الباطل ، فإن من الصفات الواجب توفرها في دعوة الحق أن يكون أنصارها والمؤمنين بها قليلون ويكون الناس لها كارهون .
بينما نجد إن أكثر الناس يميلون إلى الدعوات الباطلة ولو عدنا إلى التاريخ قليلاً لوجدنا ذلك يتجسد واضحاً في دعوات الأنبياء والرسل والأوصياء (عليهم السلام) حيث نجد أنصارهم دوماً قليلون ، فالدعوة الحقة إذن تمتاز عن الدعوة الباطلة بأن أنصارها والمؤمنين بها قلة قليلة ، كما ذكر لنا لمولى تبارك وتعالى في موارد عديدة من كتابه وكما بين لنا من سيرة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) .
بقي أن نعرف ما معنى الحق والحقيقة ، وذلك لا يتبين إلا من خلال القرآن وأحاديث وروايات أهل البيت عليهم السلام فالقرآن يؤكد لنا إن الحق هو الله عز وجل وهذا مما لا خلاف عليه عند أهل الديانات فالله هو الحق المطلق وهو مصدر الحق ومنبعه وأصله وجوهره .
قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} .
ثم إن الأنبياء والرسل وأوصيائهم عليهم السلام أجمعين كل واحد منهم يمثل الحق وهو الحق من زمان بعثته إلى يومنا هذا فإنهم جاءوا من الحق ودعوا إلى الحق ومضوا في سبيل الحق .
كما إن تعاليمهم وشرائعهم وكتبهم كلها حق لا ريب فيها .
ويظهر من كل ما تقدم إن الحق واحد ومصدره وأصله وجوهره ومنبعه واحد وإن تعددت مصاديقه وأفراده ومعنى ذلك إن الدعوة إلى الحق هي الدعوة إلى الله عز وجل وترك عبادة الأصنام سواء كانت الحجرية أو البشرية( ) .
وترك الشرك به فإن الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى التوحيد ونبذ كل معالم الشرك والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى ، كما إن الدعوة إلى لحق هي دعوة لأنبياء الله ورسله وأوصيائهم وهي الدعوة إلى السير على مبادئهم وفق شرائعهم وتعاليمهم التي تتكفل بإقامة العدل وإماتة الظلم والجور في كل مكان ونشر السعادة بين أفراد النوع الإنساني .
وقد يقول قائل إن ذلك يمكن أن يدعيه أي شخص أو حركة فكيف يمكن التمييز بين الداعي وغيره ،ونحن بدورنا نقول إضافة إلى ما بيناه من كون الدعوة إلى الحق تمتاز عن غيرها بأن المؤمنين بها قلة قليلة .
لابد أن تسير الدعوة الحقة كما سارت عليه الدعوات الإلهية للأنبياء والرسل والأوصياء عليهم السلام ولا بد أن يتصف الداعي بصفاتهم ويسير بسيرتهم ويحذو حذوهم ويتخذ من مبادئهم وتعاليمهم شعاراً له ويجعل منهم أسوة له في طريق الحق فمن كان متصفاً بهذه الصفات وسائراً على هذا النهج ، فهو حتماً من الدعاة إلى الحق وأهله وأما من عمل ببعض دون بعض فلا يصدق عليه إنه داعي إلى الحق فضلاً عمن لا يسير بتلك السيرة أصلاً .
وبناءاً على ما تقدم فاليماني يدعو إلى الله عز وجل ويدعو إلى الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) لأنه بقية الله في أرضه وهو بقية آل محمد وهو البقية من الأنبياء والرسل فقد دلت الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام إنه قال :
(...وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم...) .
وهذا يعني إن اليماني يخرج في وقت قل فيه الهادون وكثر فقهاء وعلماء السوء والضلالة وظهرت الرايات المنحرفة كما ثبتت الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر قال : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( لترفعن اثنا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ).
بل إنه سوف يظهر في وقت يخرج فيه اثنا عشر رجلاً من بني هاشم يدعون الناس إلى أنفسهم إي إن دعواتهم من أول الأمر يشوبها طابع الأنا وحب الذات في محاولة لكسب بعض المناصب والمطامع الدنيوية الزائلة .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال : ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله أثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو على نفسه ) .
وبذلك نفهم معنى إن اليماني كما في الرواية المتقدمة عبر عنه الإمام الباقر عليه السلام بأنه (( يدعو إلى صاحبكم)) .
ففي وقت خروج هؤلاء الأشخاص الذين يتصفون بالدعوة إلى النفس تكون صفة اليماني الرئيسية هي الدعوة إلى الإمام المهدي (عليه السلام) لا إلى نفسه والدعوة إلى الإمام ليست بالأمر السهل أو الهيّن بل هي لوحدها من أصعب وأعقد الأمور على الإطلاق .
ولابد أن يكون اليماني متصلاً اتصالاً مباشراً بالإمام (عليه السلام) ولا بد إنه يأخذ توجيهاته منه ، وذلك يظهر من خلال الرواية السالفة والتي تتحدث عن اليماني ، حيث ورد فيها هدايته للناس إلى الطريق المستقيم وهذه الصفة لا تكون إلا برعاية إلهية خاصة فلم نسمع إن أحداً غير الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) قام بهداية الناس إلى طريق مستقيم ، وهذا يعني إن اليماني يقوم بالهداية بتوجيه ورعاية وتسديد من الإمام المهدي (عليه السلام) .