من يلي المهدي (ع)
اختلف العلماء والباحثين في من يلي المهدي (عليه السلام) بعد وفاته، واختلافهم هذا نشأ من اختلاف ظاهر الأحاديث والروايات الشريفة التي تحدثت عن هذا الموضوع، حيث نجد إن بعض هذه الأحاديث والروايات ذكرت أن الذي يلي المهدي (عليه السلام) إثنا عشر مهدياً من الشيعة في حين نجد البعض من الأخبار حدثت أن الذي يلي الإمام المهدي (عليه السلام) الحسين .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
( ويقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته )( ) .
فبناء على هذه الرواية الشريفة يتبين أن الذي يلي الإمام المهدي (عليه السلام) هو الإمام الحسين (عليه السلام) ولكن جاء في رواية عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام):
( يابن رسول الله، إني سمعت من أبيك (عليه السلام) انه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً.
فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )( ) .
وجاء عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قوله : ( يقوم القائم من ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً )( ) .
من هذه الروايات يتبين لنا أن الذي يلي المهدي (عليه السلام) هم اثنا عشر مهدياً وهم ليسوا بأئمة كما ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) بل هم من الشيعة المخلصين الممحصين، أي أن المهدي الأول من هؤلاء الاثنا عشر مهدياً هو من يلي المهدي (عليه السلام).
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) إنه قال: ( سيكون من أهل بيتي رجلاً يملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( ).
ومن هذا الحديث يتبين لنا أن الذي يلي الإمام المهدي (عليه السلام) هو القحطاني.
إذن نصل في النهاية إلى ثلاثة أقوال في من يلي الإمام (عليه السلام):
القول الأول: الإمام الحسين (عليه السلام).
القول الثاني: اثنا عشر مهدياً قوم من الشيعة وهم ليسوا بأئمة.
القول الثالث: القحطاني.
وجمعاً بين الروايات وبناء على ما في الجزء الثاني من هذه الموسوعة من أن القحطاني هو اليماني وهو المسدد بروح الإمام الحسين (عليه السلام) لذلك عبر في الرواية بأن الذي يلي المهدي هو الحسين (عليه السلام) ، كما أن القحطاني اليماني المسدد بروح الحسين (عليه السلام) هو أول الاثنا عشر مهدياً .
ولا يمكن أن نتصور أن الذي يلي المهدي (عليه السلام) هو الحسين (عليه السلام) ببدنه وروحه لأن ذلك يعني أن الذي يلي المهدي إمام إلا أن الصادق (عليه السلام) ذكر أن الذين يلون المهدي ليسوا أئمة، بل هم مهديين من الشيعة.
وبهذا يتبين لنا أن الذي يلي الإمام (عليه السلام) هو القحطاني المسدد بروح الحسين (عليه السلام) وهو أول المهديين الاثنا عشر، وبهذا نفهم ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (عليه السلام))( ).
فالمقصود بالحسين (عليه السلام) هنا هو أول المهديين الإثنا عشر وهو القحطاني وقد سمي في الرواية المتقدمة بالحسين لأنه مسدداً بروح الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وغيره أحد عشر مهدياً يأتون بعده، فالحسين هو أحد هؤلاء المهديين الإثنا عشر، وهو من يلي الإمام المهدي (عليه السلام) مباشرة ثم من بعده أحد عشر مهدياً.
ومما يؤكد ما ذهبنا إليه - من ان الذي يلي المهدي هو أحد المهديين وهو من الشيعة وليس الإمام الحسين (عليه السلام) ببدنه وروحه – ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي الجارود قال:
( قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت فبأي شيء يعرف من يجيء بعده ؟
قال: بالهدى والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شيء بين صدفيها إلا أجاب )( ).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن الذي يجيء بعد الإمام المهدي (عليه السلام) يعرف بصفات معينة وهي كما في الرواية المتقدمة الهدى والإطراق وإقرار آل محمد له بالفضل ولا يسأل عن شيء إلا أجاب.
والسؤال هنا لو أن الذي يجيء بعد المهدي (عليه السلام) هو الإمام الحسين (عليه السلام) لما سأل أبي الجارود عن صفته، لأنه سيكون معروفاً وسيخرج من قبره ويرجع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، إلا أن الصحيح أن الرجعة روحية وإن الذي يلي أمر المهدي (عليه السلام) يعرف بهذه الصفات التي وردت في الرواية الشريفة.
لماذا الحسين (ع) ؟
نحن نعتقد أن الأئمة كلهم معصومون، وإنهم قاموا بما أمرهم الله تعالى بدون تقصير، وكلهم واحد ولكن اختلاف وتباين سيرهم وأفعالهم جاء نتيجة اختلاف الظروف الموضوعية المحيطة بكل واحد منهم.
ولما كانت الظروف المحيطة بالحسين (عليه السلام) من انتشار الظلم وكثرة الباطل كما قال (سلام الله عليه):
( ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ).
وقوله (عليه السلام): ( لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)، هي أشبه ما يكون بها في زمن الظهور المقدس للإمام القائم (عليه السلام) حيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً.
فإن مثل هذه الظروف هي ظروف استثنائية ومميزة فكذلك رد فعل الحسين (عليه السلام) إزاءها هو أيضاً مميز واستثنائي، نجد ذلك في روايات أهل البيت (عليهم السلام) حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): ( إن لقتل جدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفئ إلى يوم القيامة )( ).
من كل ما تقدم نستطيع أن ندرك السبب في إنفراد الحسين (عليه السلام) بروايات الرجعة في زمان الإمام المهدي (عليه السلام) مع جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
بل إن الإمام المهدي (عليه السلام) سيرفع شعار ( يالثارات الحسين ) ويقوم بقتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) كونهم راضين بأفعال أجدادهم ومفتخرين بها بل ويقومون بأفعال مشابهة لها، من قتل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وتشريدهم من ديارهم وتهجيرهم من أوطانهم وتكفيرهم واعتبارهم خوارج، وقتلهم على الأسماء.
فيقتلون كل من اسمه حسين أو حسن أو علي ومن كانت اسمها فاطمة أو زينب أو سكينة ويقطعون رؤوس الشيعة كما قطع أجدادهم رأس الحسين (عليه السلام) ويمثلون بهم ويطئون صدورهم كما وطئت خيل العدى صدر الحسين الشريف.
الداعي والحسين
من السنن الإلهية إرسال الرسل والدعاة إلى الخلق مبشرين ومنذرين قال تعالى : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}( ).
وذلك لسد باب الاعتذار والاحتجاج على الله بعدم العلم، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى}( ) .
ولما كانت سنن الله في خلقه لا تتخلف ولا تتبدل قال تعالى :{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}( ) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : ( لتتبعن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة )( ).
فإن هناك داعٍ للقائم من آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه) سيرفع صوته في الوقت الذي سيأذن به الله ، قال تعالى { يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إلى شَيْءٍ نُّكُرٍ }( ) .
وستكون لهذا الداعي واعية كواعية الحسين ( عليه السلام ) الذي قال: ( من سمع واعيتنا فلم ينصرنا أكبه الله على وجهه في نار جهنم )( ).
فينبغي للمؤمن الذي ينتظر ظهور إمامه بقية الله في أرضه أن يجيب دعوة الداعي الذي يدعو للإمام القائم والذي يكون بمثابة القمر للشمس، فكما أن القمر كاشف عن نور الشمس في حال غيبتها فهو كاشف عن نور الإمام قبيل ظهوره .
وهذا الداعي الذي هو وزير الإمام والمسدد بروح الحسين (عليه السلام) سينصره من كان مؤهلاً ومتكاملاً بالدرجة التي يريدها الإمام وستسددهم أرواح المؤمنين الأوائل .
نسأل الله أن يوفقنا للدعوة الحقة التي توصلنا إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام).
موسوعة القائم /للسيد القحطاني
اختلف العلماء والباحثين في من يلي المهدي (عليه السلام) بعد وفاته، واختلافهم هذا نشأ من اختلاف ظاهر الأحاديث والروايات الشريفة التي تحدثت عن هذا الموضوع، حيث نجد إن بعض هذه الأحاديث والروايات ذكرت أن الذي يلي المهدي (عليه السلام) إثنا عشر مهدياً من الشيعة في حين نجد البعض من الأخبار حدثت أن الذي يلي الإمام المهدي (عليه السلام) الحسين .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
( ويقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته )( ) .
فبناء على هذه الرواية الشريفة يتبين أن الذي يلي الإمام المهدي (عليه السلام) هو الإمام الحسين (عليه السلام) ولكن جاء في رواية عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام):
( يابن رسول الله، إني سمعت من أبيك (عليه السلام) انه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً.
فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )( ) .
وجاء عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قوله : ( يقوم القائم من ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً )( ) .
من هذه الروايات يتبين لنا أن الذي يلي المهدي (عليه السلام) هم اثنا عشر مهدياً وهم ليسوا بأئمة كما ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) بل هم من الشيعة المخلصين الممحصين، أي أن المهدي الأول من هؤلاء الاثنا عشر مهدياً هو من يلي المهدي (عليه السلام).
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) إنه قال: ( سيكون من أهل بيتي رجلاً يملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( ).
ومن هذا الحديث يتبين لنا أن الذي يلي الإمام المهدي (عليه السلام) هو القحطاني.
إذن نصل في النهاية إلى ثلاثة أقوال في من يلي الإمام (عليه السلام):
القول الأول: الإمام الحسين (عليه السلام).
القول الثاني: اثنا عشر مهدياً قوم من الشيعة وهم ليسوا بأئمة.
القول الثالث: القحطاني.
وجمعاً بين الروايات وبناء على ما في الجزء الثاني من هذه الموسوعة من أن القحطاني هو اليماني وهو المسدد بروح الإمام الحسين (عليه السلام) لذلك عبر في الرواية بأن الذي يلي المهدي هو الحسين (عليه السلام) ، كما أن القحطاني اليماني المسدد بروح الحسين (عليه السلام) هو أول الاثنا عشر مهدياً .
ولا يمكن أن نتصور أن الذي يلي المهدي (عليه السلام) هو الحسين (عليه السلام) ببدنه وروحه لأن ذلك يعني أن الذي يلي المهدي إمام إلا أن الصادق (عليه السلام) ذكر أن الذين يلون المهدي ليسوا أئمة، بل هم مهديين من الشيعة.
وبهذا يتبين لنا أن الذي يلي الإمام (عليه السلام) هو القحطاني المسدد بروح الحسين (عليه السلام) وهو أول المهديين الاثنا عشر، وبهذا نفهم ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (عليه السلام))( ).
فالمقصود بالحسين (عليه السلام) هنا هو أول المهديين الإثنا عشر وهو القحطاني وقد سمي في الرواية المتقدمة بالحسين لأنه مسدداً بروح الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وغيره أحد عشر مهدياً يأتون بعده، فالحسين هو أحد هؤلاء المهديين الإثنا عشر، وهو من يلي الإمام المهدي (عليه السلام) مباشرة ثم من بعده أحد عشر مهدياً.
ومما يؤكد ما ذهبنا إليه - من ان الذي يلي المهدي هو أحد المهديين وهو من الشيعة وليس الإمام الحسين (عليه السلام) ببدنه وروحه – ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي الجارود قال:
( قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت فبأي شيء يعرف من يجيء بعده ؟
قال: بالهدى والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شيء بين صدفيها إلا أجاب )( ).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً أن الذي يجيء بعد الإمام المهدي (عليه السلام) يعرف بصفات معينة وهي كما في الرواية المتقدمة الهدى والإطراق وإقرار آل محمد له بالفضل ولا يسأل عن شيء إلا أجاب.
والسؤال هنا لو أن الذي يجيء بعد المهدي (عليه السلام) هو الإمام الحسين (عليه السلام) لما سأل أبي الجارود عن صفته، لأنه سيكون معروفاً وسيخرج من قبره ويرجع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، إلا أن الصحيح أن الرجعة روحية وإن الذي يلي أمر المهدي (عليه السلام) يعرف بهذه الصفات التي وردت في الرواية الشريفة.
لماذا الحسين (ع) ؟
نحن نعتقد أن الأئمة كلهم معصومون، وإنهم قاموا بما أمرهم الله تعالى بدون تقصير، وكلهم واحد ولكن اختلاف وتباين سيرهم وأفعالهم جاء نتيجة اختلاف الظروف الموضوعية المحيطة بكل واحد منهم.
ولما كانت الظروف المحيطة بالحسين (عليه السلام) من انتشار الظلم وكثرة الباطل كما قال (سلام الله عليه):
( ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ).
وقوله (عليه السلام): ( لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)، هي أشبه ما يكون بها في زمن الظهور المقدس للإمام القائم (عليه السلام) حيث تملأ الأرض ظلماً وجوراً.
فإن مثل هذه الظروف هي ظروف استثنائية ومميزة فكذلك رد فعل الحسين (عليه السلام) إزاءها هو أيضاً مميز واستثنائي، نجد ذلك في روايات أهل البيت (عليهم السلام) حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): ( إن لقتل جدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفئ إلى يوم القيامة )( ).
من كل ما تقدم نستطيع أن ندرك السبب في إنفراد الحسين (عليه السلام) بروايات الرجعة في زمان الإمام المهدي (عليه السلام) مع جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) .
بل إن الإمام المهدي (عليه السلام) سيرفع شعار ( يالثارات الحسين ) ويقوم بقتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) كونهم راضين بأفعال أجدادهم ومفتخرين بها بل ويقومون بأفعال مشابهة لها، من قتل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وتشريدهم من ديارهم وتهجيرهم من أوطانهم وتكفيرهم واعتبارهم خوارج، وقتلهم على الأسماء.
فيقتلون كل من اسمه حسين أو حسن أو علي ومن كانت اسمها فاطمة أو زينب أو سكينة ويقطعون رؤوس الشيعة كما قطع أجدادهم رأس الحسين (عليه السلام) ويمثلون بهم ويطئون صدورهم كما وطئت خيل العدى صدر الحسين الشريف.
الداعي والحسين
من السنن الإلهية إرسال الرسل والدعاة إلى الخلق مبشرين ومنذرين قال تعالى : {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}( ).
وذلك لسد باب الاعتذار والاحتجاج على الله بعدم العلم، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى}( ) .
ولما كانت سنن الله في خلقه لا تتخلف ولا تتبدل قال تعالى :{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}( ) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : ( لتتبعن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة )( ).
فإن هناك داعٍ للقائم من آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه) سيرفع صوته في الوقت الذي سيأذن به الله ، قال تعالى { يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إلى شَيْءٍ نُّكُرٍ }( ) .
وستكون لهذا الداعي واعية كواعية الحسين ( عليه السلام ) الذي قال: ( من سمع واعيتنا فلم ينصرنا أكبه الله على وجهه في نار جهنم )( ).
فينبغي للمؤمن الذي ينتظر ظهور إمامه بقية الله في أرضه أن يجيب دعوة الداعي الذي يدعو للإمام القائم والذي يكون بمثابة القمر للشمس، فكما أن القمر كاشف عن نور الشمس في حال غيبتها فهو كاشف عن نور الإمام قبيل ظهوره .
وهذا الداعي الذي هو وزير الإمام والمسدد بروح الحسين (عليه السلام) سينصره من كان مؤهلاً ومتكاملاً بالدرجة التي يريدها الإمام وستسددهم أرواح المؤمنين الأوائل .
نسأل الله أن يوفقنا للدعوة الحقة التي توصلنا إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام).
موسوعة القائم /للسيد القحطاني