سـنن الأمام المهدي من يوسف (ع)
1- السجن والتقية
وردت الكثير من الأخبار والروايات المعصومية الشريفة التي تحكي لنا عن صاحب الأمر وكيف أن له سنن من الأنبياء (عليهم السلام) فقد ورد عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: (في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء: سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) - إلى إن قال - قلت فما سنة يوسف؟ قال: السجن والغيبة ...)( غيبة النعماني ص168 ).
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: (في صاحب الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأما من موسى فخائف يترقب وأما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى وأما من يوسف فالسجن والتقية ....)( - بحار الأنوار ج51 ص218 ).
ومن هاتين الروايتين يتبين لنا إن لصاحب الأمر سنة من يوسف (عليه السلام) وهي السجن والغيبة والسجن والتقية ولكن الحق إن هذه الروايات يصعب حملها على الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأنه من غير الممكن أن يسجن الإمام (عليه السلام)، فإن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يظهر حتى يكون له جيشا وأنصارا وقاعدة معدة قبل ظهوره الشريف (عليه السلام) كما جاء في الروايات.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما يخرج إلا في أولي قوة وما يكون أولي القوة أقل من عشرة آلاف)( - كمال الدين وتمتم النعمة ص654 ).
وعنه أيضا (عليه السلام): (لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال (عليه السلام) عشرة آلاف)( غيبة النعماني ص320 ).
وهذا مما لا يحتاج للاستدلال عليه، كما انه قد جاء في الروايات إن العلة من الغيبة حتى لا تكون في عنق الإمام بيعة لأحد فلو أن الإمام (عليه السلام) يسجن كان لابد أن تكون في عنقه بيعة سواء كان لأحد الحكام والطغاة أو إحدى الدول أو أن هناك من يبايعه أو يعاهده، فعن إبراهيم بن عمر اليماني قال سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: (لا يقوم القائم ولأحد في عنقه بيعة)( - غيبة النعماني ص176 ).
وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (يقوم القائم (عليه السلام) وليس لأحد في عنقه عقد ولا عهد ولا بيعة)( الكافي ج1 ص234 ).
وعن إسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان: (وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } انه لم يكن احد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي...)( بحار الأنوار ج52 ص92 ).
وأما ما ذهب إليه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حيث قال تعليقا على الرواية التي تذكر إن لصاحب الأمر سنه من يوسف وهي السجن والغيبة (هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا- فإن قيل- صاحبكم لم يسجن في الحبس -قلنا- لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لأنه بحيث لا يوصل إليه ولا يعرف شخصه على التعيين فكأنه مسجون)( غيبة الطوسي ص60 ).
وهنا نقول لو كان المراد من السجن في الرواية هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي لما صح أن يقول الإمام (عليه السلام) في الرواية السجن والغيبة فالإمام (عليه السلام) من أفصح الناس وابلغهم وكان الأصح أن يقول الغيبة فقط ولا يحتاج إلى ذكر السجن لو كان المقصود من السجن هو الغيبة كما ذكر.
كما انه من الواضح إن السجن غير الغيبة وهما أمران لا أمر واحد. وهذا أيضاً يجري على الرواية الثانية التي تقول إن لصاحب الأمر سنة من يوسف السجن والتقية وهذه الرواية إن دلت على شيء فإنها تدل على أن التقية تكون في السجن وإلا لو كان المقصود من السجن هو الغيبة وان التقية هي الغيبة أيضا لكان في الكلام خلل واضح وهو مما لا يجوز في كلام المعصوم (عليه السلام) فلا يصح أن يقال إن السجن معناه الغيبة والتقية معناها الغيبة لان النتيجة سوف تكون هكذا (الغيبة والغيبة) وهذا مما لا يصح نسبته إلى الإمام (عليه السلام) كما قلنا لأنه من اللغو في الكلام.
إذن فلابد من أن المقصود من السجن غير الغيبة كما أن المقصود من التقية غير ذلك أيضا. والحق إن الكثير من السنن التي ورد بأنها تجري على صاحب الأمر إنما يجري منها على صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) والممهد له وهو وزيره اليماني فإن الذي يجري على الوكيل يجري على الأصيل فلو قام شخص ما بالإساءة لوزير احد رؤساء الدول إنما تعني الإساءة لرئيس تلك الدولة لا محالة إذن فسجن وزير الإمام (عليه السلام) هو في الواقع سجن للإمام (عليه السلام) وتكذيب قول وزير الإمام ورد دعوته هو تكذيب للإمام وعدم قبول أمره .
وبالعودة لقصة يوسف (عليه السلام) والتأمل فيها نجد أن يوسف (عليه السلام) قد غاب عن أهله كما انه قد سجن أيضا، فانه لم يغيب فقط حتى يعبر عن غيبته بالسجن بل انه قد مر بالأمرين فقد عاش وطرا من حياته في مصر غائبا عن أهله ثم بعد ذلك تعرض للسجن بسبب ما شوهد عليه انه (عليه السلام) على غير دين الملك.
وبهذا يتبين لنا إن التقية التي مارسها يوسف (عليه السلام) كانت في السجن وهنا نصل إلى نتيجة إن الذي يسجن هو وزير الإمام المهدي وليس الإمام (عليه السلام) وانه يمارس التقية في السجن حيث انه يسجن نتيجة دعوته للإمام (عليه السلام) وفي السجن يظهر لهم انه ترك ذلك الأمر حتى يأمنوا منه ويثقوا به فيخرج من السجن كما خرج يوسف (عليه السلام)، وان السجن سوف يكون في إيران وذلك لان يوسف قد سجن في نفس البلد الذي أصبح حاكما له بعد خروجه من السجن وانه من الثابت لدينا إن وزير الإمام المهدي (عليه السلام) سوف يحكم إيران قبل قيام الإمام (عليه السلام) .
فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فاتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي)( الملاحم والفتن لأبن طاووس ص119 ).
والمقصود بخليفة الله المهدي ليس الإمام (عليه السلام)(راجع الجزء الثاني من هذه الموسوعة مبحث القاب ونعوت اليماني ) لان الرايات السود تخرج قبل قيام الإمام (عليه السلام) وان الإمام (عليه السلام) يخرج من مكة لا من خراسان ولكن المقصود هنا هو السيد اليماني، فهو الخليفة الذي يستخلف قبل قيام الإمام (عليه السلام) في خراسان ويقود الرايات السود باتجاه الكوفة لفتحها وطرد جيش السفياني منها وقد جاء من ضمن تسميات اليماني انه يلقب بالمهدي أيضا كما جاء في الرواية (يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة)(غيبة النعماني ص213 ).
إذن المهدي المقصود في الرواية هو وزير الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يدعى اليماني كما جاء في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله انس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولاذا هو ولكنه خليفة يماني)(الملاحم والفتنص77 ).
فإن اليماني بالنظر إلى الرواية الأخيرة خليفة وبالنظر إلى الرواية التي قبلها هو مهدي فعليه تكون النتيجة انه خليفة الله المهدي، وقد ورد عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: (إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف بن امة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة)(كمال الدين وتمام النعمة ص328 ) أي انه بعد أن كان سجينا في تلك الدولة يخرج فيكون حاكما عليها كما حصل ذلك مع نبي الله يوسف (عليه السلام).
وأخيرا اختم هذا البحث بما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس- إلى أن قال- ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس)( غيبة النعماني ص166 ).
فمن هذه الرواية يتبين لنا أن هناك شخصا يخرج قبل الإمام المهدي (عليه السلام) من أهل بيته أي انه سيدا علويا يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر وبالعودة إلى الرواية التي ذكرناها في بداية البحث الواردة عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) التي ورد في آخرها (وأما من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله)( الملاحم والفتن لأبن حماد ص139 ).
يتضح لنا أن المقصود في الروايتين شخصا واحدا يخرج قبل الإمام المهدي (عليه السلام) يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل أعداء الله وتجري عليه سنن الأنبياء ومنها سنة يوسف السجن والغيبة والتقية وهو وزير الإمام (عليه السلام).
منقول من
( موسوعة القائم )
( من فكر السيد القحطاني )
1- السجن والتقية
وردت الكثير من الأخبار والروايات المعصومية الشريفة التي تحكي لنا عن صاحب الأمر وكيف أن له سنن من الأنبياء (عليهم السلام) فقد ورد عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: (في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء: سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) - إلى إن قال - قلت فما سنة يوسف؟ قال: السجن والغيبة ...)( غيبة النعماني ص168 ).
وعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: (في صاحب الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأما من موسى فخائف يترقب وأما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى وأما من يوسف فالسجن والتقية ....)( - بحار الأنوار ج51 ص218 ).
ومن هاتين الروايتين يتبين لنا إن لصاحب الأمر سنة من يوسف (عليه السلام) وهي السجن والغيبة والسجن والتقية ولكن الحق إن هذه الروايات يصعب حملها على الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأنه من غير الممكن أن يسجن الإمام (عليه السلام)، فإن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يظهر حتى يكون له جيشا وأنصارا وقاعدة معدة قبل ظهوره الشريف (عليه السلام) كما جاء في الروايات.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما يخرج إلا في أولي قوة وما يكون أولي القوة أقل من عشرة آلاف)( - كمال الدين وتمتم النعمة ص654 ).
وعنه أيضا (عليه السلام): (لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال (عليه السلام) عشرة آلاف)( غيبة النعماني ص320 ).
وهذا مما لا يحتاج للاستدلال عليه، كما انه قد جاء في الروايات إن العلة من الغيبة حتى لا تكون في عنق الإمام بيعة لأحد فلو أن الإمام (عليه السلام) يسجن كان لابد أن تكون في عنقه بيعة سواء كان لأحد الحكام والطغاة أو إحدى الدول أو أن هناك من يبايعه أو يعاهده، فعن إبراهيم بن عمر اليماني قال سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: (لا يقوم القائم ولأحد في عنقه بيعة)( - غيبة النعماني ص176 ).
وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (يقوم القائم (عليه السلام) وليس لأحد في عنقه عقد ولا عهد ولا بيعة)( الكافي ج1 ص234 ).
وعن إسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان: (وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } انه لم يكن احد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي...)( بحار الأنوار ج52 ص92 ).
وأما ما ذهب إليه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حيث قال تعليقا على الرواية التي تذكر إن لصاحب الأمر سنه من يوسف وهي السجن والغيبة (هذا الخبر من الخصال كلها حاصلة في صاحبنا- فإن قيل- صاحبكم لم يسجن في الحبس -قلنا- لم يسجن في الحبس وهو في معنى المسجون لأنه بحيث لا يوصل إليه ولا يعرف شخصه على التعيين فكأنه مسجون)( غيبة الطوسي ص60 ).
وهنا نقول لو كان المراد من السجن في الرواية هو الغيبة كما قال الشيخ الطوسي لما صح أن يقول الإمام (عليه السلام) في الرواية السجن والغيبة فالإمام (عليه السلام) من أفصح الناس وابلغهم وكان الأصح أن يقول الغيبة فقط ولا يحتاج إلى ذكر السجن لو كان المقصود من السجن هو الغيبة كما ذكر.
كما انه من الواضح إن السجن غير الغيبة وهما أمران لا أمر واحد. وهذا أيضاً يجري على الرواية الثانية التي تقول إن لصاحب الأمر سنة من يوسف السجن والتقية وهذه الرواية إن دلت على شيء فإنها تدل على أن التقية تكون في السجن وإلا لو كان المقصود من السجن هو الغيبة وان التقية هي الغيبة أيضا لكان في الكلام خلل واضح وهو مما لا يجوز في كلام المعصوم (عليه السلام) فلا يصح أن يقال إن السجن معناه الغيبة والتقية معناها الغيبة لان النتيجة سوف تكون هكذا (الغيبة والغيبة) وهذا مما لا يصح نسبته إلى الإمام (عليه السلام) كما قلنا لأنه من اللغو في الكلام.
إذن فلابد من أن المقصود من السجن غير الغيبة كما أن المقصود من التقية غير ذلك أيضا. والحق إن الكثير من السنن التي ورد بأنها تجري على صاحب الأمر إنما يجري منها على صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) والممهد له وهو وزيره اليماني فإن الذي يجري على الوكيل يجري على الأصيل فلو قام شخص ما بالإساءة لوزير احد رؤساء الدول إنما تعني الإساءة لرئيس تلك الدولة لا محالة إذن فسجن وزير الإمام (عليه السلام) هو في الواقع سجن للإمام (عليه السلام) وتكذيب قول وزير الإمام ورد دعوته هو تكذيب للإمام وعدم قبول أمره .
وبالعودة لقصة يوسف (عليه السلام) والتأمل فيها نجد أن يوسف (عليه السلام) قد غاب عن أهله كما انه قد سجن أيضا، فانه لم يغيب فقط حتى يعبر عن غيبته بالسجن بل انه قد مر بالأمرين فقد عاش وطرا من حياته في مصر غائبا عن أهله ثم بعد ذلك تعرض للسجن بسبب ما شوهد عليه انه (عليه السلام) على غير دين الملك.
وبهذا يتبين لنا إن التقية التي مارسها يوسف (عليه السلام) كانت في السجن وهنا نصل إلى نتيجة إن الذي يسجن هو وزير الإمام المهدي وليس الإمام (عليه السلام) وانه يمارس التقية في السجن حيث انه يسجن نتيجة دعوته للإمام (عليه السلام) وفي السجن يظهر لهم انه ترك ذلك الأمر حتى يأمنوا منه ويثقوا به فيخرج من السجن كما خرج يوسف (عليه السلام)، وان السجن سوف يكون في إيران وذلك لان يوسف قد سجن في نفس البلد الذي أصبح حاكما له بعد خروجه من السجن وانه من الثابت لدينا إن وزير الإمام المهدي (عليه السلام) سوف يحكم إيران قبل قيام الإمام (عليه السلام) .
فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فاتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي)( الملاحم والفتن لأبن طاووس ص119 ).
والمقصود بخليفة الله المهدي ليس الإمام (عليه السلام)(راجع الجزء الثاني من هذه الموسوعة مبحث القاب ونعوت اليماني ) لان الرايات السود تخرج قبل قيام الإمام (عليه السلام) وان الإمام (عليه السلام) يخرج من مكة لا من خراسان ولكن المقصود هنا هو السيد اليماني، فهو الخليفة الذي يستخلف قبل قيام الإمام (عليه السلام) في خراسان ويقود الرايات السود باتجاه الكوفة لفتحها وطرد جيش السفياني منها وقد جاء من ضمن تسميات اليماني انه يلقب بالمهدي أيضا كما جاء في الرواية (يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة)(غيبة النعماني ص213 ).
إذن المهدي المقصود في الرواية هو وزير الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يدعى اليماني كما جاء في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله انس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولاذا هو ولكنه خليفة يماني)(الملاحم والفتنص77 ).
فإن اليماني بالنظر إلى الرواية الأخيرة خليفة وبالنظر إلى الرواية التي قبلها هو مهدي فعليه تكون النتيجة انه خليفة الله المهدي، وقد ورد عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: (إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف بن امة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة)(كمال الدين وتمام النعمة ص328 ) أي انه بعد أن كان سجينا في تلك الدولة يخرج فيكون حاكما عليها كما حصل ذلك مع نبي الله يوسف (عليه السلام).
وأخيرا اختم هذا البحث بما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس- إلى أن قال- ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس)( غيبة النعماني ص166 ).
فمن هذه الرواية يتبين لنا أن هناك شخصا يخرج قبل الإمام المهدي (عليه السلام) من أهل بيته أي انه سيدا علويا يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر وبالعودة إلى الرواية التي ذكرناها في بداية البحث الواردة عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) التي ورد في آخرها (وأما من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله)( الملاحم والفتن لأبن حماد ص139 ).
يتضح لنا أن المقصود في الروايتين شخصا واحدا يخرج قبل الإمام المهدي (عليه السلام) يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل أعداء الله وتجري عليه سنن الأنبياء ومنها سنة يوسف السجن والغيبة والتقية وهو وزير الإمام (عليه السلام).
منقول من
( موسوعة القائم )
( من فكر السيد القحطاني )
تعليق