إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين الدعوة والقيام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الدعوة والقيام

    بين الدعوة والقيام


    أجمع المسلمون على أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) لا يخرج إلا عند قيامه المقدس في مكة المكرمة في آخر الزمان عند امتلاء الأرض ظلماً وجوراً .
    وقد دلت الروايات المعصومية الشريفة على أن الإمام يخرج غضبان موتور وإنه يخرج نقمة ويقوم بالسيف ويتخذ من أسلوب القتل منهجاً في سيرته إلى أن يستتب الأمر له ويفرض سيطرته على الكرة الأرضية بأجمعها .
    وإنه عند قيامه المقدس لا يستتيب أحداً أي إنه لا يقبل توبة من أحد ، وفيما يلي نورد طائفة من الأحاديث والروايات الشريفة التي تؤكد ذلك :

    1- عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( قلت له : صالح من الصالحين سمه لي – أريد القائم (عليه السلام) – فقال : اسمه اسمي . قلت : أيسير بسيرة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) سار في أمته بالمن كان يتآلف الناس ، والقائم يسير بالقتل بذلك الكتاب الذي معه أن يسير بالتل ولا يستتيب أحد ، ويل لمن ناواه )( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج5 ).
    2- وعن الحسن ابن هارون بياع الأنماط قال : ( كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالساً فسأله المعلى ابن خنيس أيسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي (عليه السلام) ؟ فقال : نعم وذاك أن علياً سار بالمن والكف ، لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده ، وأن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي ، وذلك أنه علم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده أبداً )( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج52 ).
    3- عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد ، على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحداً ولا تأخذه في الله لومة لائم )( غيبة النعماني . إثبات الهداة ، ج 3 . بحار الأنوار ، ج5 ).
    4- وعن محمد ابن مسلم قال : (سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : ( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس ، أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ، ولا يعطيه إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم )( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج52 . بشارة الإسلام ).
    5- وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ، ما يأخذ منها إلا السيف ، وما يستعجلون بخروج القائم ؟ والله ما لباسه إلا الخشن وما طعامه إلا الشعير الجشب وما هو إلا السيف ، والموت تحت ظل السيف )( غيبة النعماني ).
    6- وعن أبي حمزة الثمالي قال : ( سمعت أبا عبد جعفر محمد ابن علي (عليهما السلام) يقول : لو قد خرج قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) – إلى أن قال – يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم )( غيبة النعماني . إثبات الهداة ، ج3 . بحار الأنوار ، ج52 ).
    7- وعن بشر بن غالب الأسدي قال : (قال لي الحسين بن علي (عليه السلام) : يا بشر ، ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم صبراً ، ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً ، ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً ، قال : قلت له أصلحك الله ، أيبلغون ذلك ؟ فقال الحسين (عليه السلام) إن مولى القوم منهم . قال : فقال لي بشير بن غالب أخو بشر بن غالب : أشهد أنه الحسين بن علي (عليه السلام) عد علي أخي ست عدات )( إثبات الهداة . غيبة النعماني . البحار ، ج52 ).
    8- وعن أبي عبد الله (عليه السلام) : ( ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى حلقه )( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج52 ) .
    وعن الحارث الهمداني قال : ( قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بأبي ابن خير الإماء – يعني القائم من ولده – يسومهم خسفاً ، ويسقيهم بكأس مصبرة ، ولا يعطيهم إلا السيف هرجاً فعند ذلك تتمنى فجرة قريش لو أن لها مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها لا نكف عنهم حتى يرضى الله )( غيبة النعماني . إثبات الهداة ، ج3 . الملاحم والفتن ).
    9- وعن مالك بن ضمرة قال : ( قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا – وشبك أصابعه ودخل بعضها في بعض - ؟
    فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال : الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمراً واحد )( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج52 . إثبات الهداة ، ج3 ).
    10- عن المفضل بن عمر قال :
    ( سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال له بيت الحمد ، فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف لا يطفئ ) ( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج52 ) .
    11- عن أبي بصير قال : (سمعت أبا جعفر الباقر (عليهما السلام) يقول إن لصاحب الأمر سنة من أربعة أنبياء : سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) - إلى أن قال - قلت وما سنته من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ قال : إذا قام سار بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنه يبين آثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجاً ومرجاً حتى يرضى الله .... )( غيبة النعماني ، غيبة الطوسي ، كمال الدين ج16 ) .
    12- وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية ، فإن الله عز وجل بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة ويبعث القائم نقمة )( روضة الكافي ) .

    وقد بينت هذه الروايات الشريفة أن خروج الإمام (عليه السلام) هو العذاب والقيامة الصغرى إلا أن المولى تبارك وتعالى أكد أن الحساب والعقاب والعذاب لا يكون إلا بعد إرسال الرسل مبشرين ومنذرين ليقيموا الحجة على الناس ولكي لا تكون للناس على الله عز وجل والإمام حجة ، وقد قال تعالى :
    { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }( لإسراء (15) ).
    وليس المقصود من كلمة الرسول بالضرورة المرسل من قبل الله عز وجل أي الذي يأتيه الوصي (جبرائيل (عليه السلام) ) ، كما كان من شأن الرسل والأنبياء المبعوثين من قبل المولى تبارك وتعالى .
    كما أن الأحاديث والروايات الشريفة بينت لنا أن هناك دعوة للمهدي (عليه السلام) تشبه دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الدعوة هي التي تتكفل بنشر القضية المهدوية وجمع الأنصار وتأسيس القواعد الشعبية المناصرة للإمام (عليه السلام) ، والمعدة والمهيأة لإحقاق الحق وإبطال الباطل وبيان الصحيح من الخطأ والحق من الباطل ودعوة الناس إلى الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) وإتمام الحجة على الناس عند ذلك يقوم الإمام من مكة المكرمة .
    وفيما يلي نورد طائفة من الروايات التي تبين أن أمام الإمام المهدي (عليه السلام) دعوة تسبق قيامه المقدس :

    1- جاء في الرواية الواردة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون .. )( غيبة النعماني ).
    2- عن الصادق المصدق (عليه السلام) وهو يصف خروج الإمام (عليه السلام) قال : ( ما يخرج إلا في أولي قوة ولا يكون أولي قوة أقل من عشرة آلاف )( بحار الأنوار ، ج52 ) .
    3- وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) قال : ( لا يخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة . قال الراوي : وكم الحلقة ؟ فقال : ( عشرة آلاف )( بحار الأنوار ، ج52 ) .
    إذن حتى تتم الحلقة الموصوفة ويجتمع له هذا العدد الكبير من الأنصار - الذين وصفتهم الروايات أنهم قوم ممحصين ومؤهلين لنصرة داعي الحق – يجب أن يكون هناك دعوة تجمع هؤلاء الأنصار يقودها داعي يقع على عاتقه دعوة الناس إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وهدايتهم إلى الحق والطريق المستقيم الذي لا عوج له ، والذي يجب أن يحضى بشرف الاتصال والتوجيه المباشر من قبل الإمام ونحن نعلم علم اليقين أن الرايات في عصر الظهور كثيرة ولا يعرف أي من أي فتكون مواصفات هذه الدعوة أنها تهدي الناس لا أن تضلهم لذلك تكون أهدى الرايات (الدعوات) .
    وإليك أيها العزيز الكلمة الفصل في ذلك :
    4- عن كامل عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال : ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقلت : اشرح لي ذلك أصلحك الله ، فقال : يستأنف الداعي منا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )( بحار الأنوار ، ج13 ) .
    5- عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : أخبرني عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (( الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء )) فقال :
    ( يا أبا محمد إذا قام القائم (عليه السلام) يستأنف دعاءاً جديداً كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . قال : فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت : أشهد أنك إمامي في الدنيا والآخرة أوالي وليك وأعادي عدوك وإنك ولي الله ، فقال : رحمك الله )( غيبة النعماني ).
    6- روي عن محمد ابن عجلان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال :
    ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وظل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ، ج51 ).


    ولما تبين ذلك أقول كيف لنا أن نجمع بين كلتا الطائفتين التي أكدت الأولى منها على أن الإمام يقوم بالسيف ولا يخرج إلا من مكة المكرمة وبين الطائفة الثانية التي بينت أن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة تسبق قيامه وهذا فيه تناقض واضح لو قلنا كما يقول البعض من أن جميع هذه الروايات في الطائفتين تتحدث عن الإمام المهدي (عليه السلام) لا غير .
    والحقيقة إن الطائفة الأولى من الروايات التي تتحدث عن كثرة القتل وعدم الاستتابة إنما كان المقصود منها هو الإمام المهدي (عليه السلام) لا غير .
    أما الطائفة الأخرى والتي تحدثت عن وجود دعوة وظهورها فالمقصود منها السيد اليماني الذي هو وزير المهدي والقائم بالدعوة إليه ومهدي الناس إلى نصرته وأمره والداعي إلى الحق والطريق المستقيم .
    فاليماني هو من يقوم بمهام الدعوة ويتحمل أعباءها وهو من يقوم بتسليم الراية للإمام ويأخذ البيعة له قبل قيامه المقدس ومما يؤكد ويدل على ذلك ما ورد في الرواية الشريفة الواردة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال :
    ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه لأن رايته راية هدى ولا يحق لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )( غيبة النعماني . بحار الأنوار ، ج52 ) .
    فكما هو واضح من الرواية الشريفة أن اليماني صاحب دعوة حيث ورد لفظ (يدعو) في الرواية مرتين مما يؤكد على ذلك .
    كما أن دعوته أهدى الدعوات على الإطلاق لأنها تدعو إلى الإمام وتدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم وليس عوج أو انحراف .





    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد
يعمل...
X