اليماني لماذا هذا اللقب
لليماني الموعود الكثير من الاسماء والالقاب التي اطلقت عليه لأجل احاطته بشيء من الرمزية والغموض والضبابية نظراً لما لهذه الشخصية من دور مهم ورئيسي في القضية الكبرى قضية الامام المهدي(عليه السلام) وكل ذلك لأجل الحفاظ على هذا الشخص وتوفير اسباب الحماية والحفظ له قدر المستطاع اضافة لامر اخر هو في غاية الاهمية وهو عدم وضوح معالم هذه الشخصية كاملة لكي لا يتسنى لاحد من المنحرفين ودعاة الضلالة ومريدي الهوى والشيطان من انتحال هذه الشخصية ومحاولة تقمص دورها وبالتالي اضلال الناس واغوائهم .
فمن اسمائه والقابه اليماني وهو اشهرها على الاطلاق .
ان هذا اللقب مما جاء ذكره في الاحاديث والروايات الشريفة المعتبرة فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا (ع) انه قال قبل هذا الامر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا ؟) وفي رواية اخرى عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله(ع) انه قال النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم...) وايضاً عن ابي بصير عن محمد بن علي (ع) في حديث طويل الى ان قال خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم فأذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فانهض اليه فان رايته راية هدى ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لان يدعو الى الحق والى طريق مستقيم)
الا ان جميع هذه الروايات وغيرها التي لم نذكرها لم تتحدث كثيراً عن اليماني فقد تكلمت عن مجموعة من الروايات كعلامة من العلامات الحتمية التي يسبق تحققها القيام المقدس للامام المهدي(عليه السلام) والتي تكون دالة على قربه وظهور شخصه ، كما ان البعض من تلك الروايات وصفت اليماني بكونه صاحب دعوة وان دعوته اهدى الدعوات ولا يصح مخالفته او القعود عن نصرته او عدم الالتحاق بدعوته الا اننا نجد تلك الروايات قد سكتت عن ماهية دعوة اليماني وكيفية ظهورها وما تؤول اليه ومن اين تبدأ وتنطلق كما ان الروايات التي جاءت بلفظ اليماني لم تحدثنا عن شخص اليماني ونسبه وصفته وما الى ذلك ونحن في هذا البحث سنحاول الكشف عن هذه الشخصية المهمة لان الاحاطة بها ومعرفتها ومعرفة ماهيتها كل هذه الامور سوف تقودنا حتماً لمعرفة امامنا المهدي صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه البررة . فما هي العلة يا ترى في اطلاق هذا اللقب . والحقيقة ان هناك عدة اطروحات :-
الاطروحة الاولى :- لقب باليماني نسبة الى بلاد اليمن فان الذي ينتسب الى تلك البلاد يسمى يمانياً اي انه ولد وعاش فيها وهناك الكثير من الاشخاص من اطلق عليهم هذا اللقب لانهم كانوا من بلاد اليمن ومنهم اصحاباً للائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كصافي الصفا اليماني احد اصحاب الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام . وطاووس اليماني ، وقد لقبوا بهذا اللقب لانهم من اليمن وقد تعارف وشاع واشتهر بين المجتمعات الانسانية تسمية الشخص نسبة الى بلده كفلان العراقي مثلاً او الكوفي او البصري وكفلان المصري او كفلان الشامي نسبة الى بلاد الشام وهكذا وقد عرفت الكثير من الشخصيات التاريخية والاسلامية باسماء بلدانهم وتاريخنا الاسلامي حافل بهذا المعنى . وهذه الاطروحة لها مايؤيدها من احاديث النبي(ص) وروايات الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن جابر بن عبد الله الانصاري قال وفد على رسول الله (ص) اهل اليمن فقال النبي(ص) جاءكم اهل اليمن يبسون بسيسا ، فلما دخلوا على رسول الله (ص) ، قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخة ايمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين الفاً ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك)غيبة النعماني .
والمنصور هو اليماني ومن هذا الحديث نفهم ان اليماني من اهل اليمن . وفي بشارة الاسلام وردت هذه الرواية يخرج ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين او حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً وهادياً مهدياً وسيداً علوياً )
وجاء ايضاً في الرواية الواردة عن عبيد بن زرارة عن الامام الصادق(ع) قال بعد ان ذكر عنده السفياني : انى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء) غيبة النعماني .
وكل هذه الاحاديث لم تنص صريحاً على اليماني وان كان الحديث الاول يتحدث عنه ولكن بصفة ولقب اخر الا انه لا يثبت كون اليماني مولود في اليمن وقضى عمره هناك فان غاية ما يفيده ان اليماني الذي سمي في الحديث بالمنصور هو من اهل اليمن وكون الشخص من اهل هذا البلد او ذاك فيه عدة اعتبارات كأن يكون ولد وعاش في اليمن او انه يرجع نسبه الى اهل اليمن او انه سكن لفترة من الزمن في اليمن فنسب لها وبهذا فان هذه الاطروحة غير كافية للاثبات .
الاطروحة الثانية : ان اليماني يرجع نسبه الى القبائل اليمنية وليس بالضرورة ان يكون مولود في اليمن او انه مضى عمره فيها ، وهذا المعنى له وجه من الصحة والقبول ، فأن الكثير من القبائل اليمنية قد هجرت موطنها الاصلى واتجهت شمالاً نحو العراق وبلاد الشام وغيرها من الدول وهذا ما يؤكده علماء الانساب ، فأن الكثير من القبائل العراقية والشامية يرجع اصلها ونسبها الى القبائل اليمنية والى اليمن وبناء على هذا فمن المحتمل ان يكون اليماني قد ولد وعاش وسكن في بلد اخر غير اليمن .
الاطروحة الثالثة : ان يكون اليماني من بلد آخر وليس من اليمن كما يتصور البعض وقد قضى فترة من الزمن في اليمن او يكون سافر من بلده اليها واقام فيها ثم عاد منها الى بلده واي بلد آخر وذلك اما نتيجة قيامه بالدعوة لنصرة الامام المهدي او هرباً واختفاء من بعض اعدائه من الحكومات الجائرة لحكومة بني العباس او غيرها فسمي ولقب باليماني لذلك السبب وهذا المعنى ليس غريباً فقد سمي النبي عيسى عليه السلام بالناصري نسبة الى مدينة الناصرة علماً انه لم يولد فيها ولم يعيش فيها الا انه قد سكن فيها مع امه مريم عليها السلام لفترة من الزمن ثم عاد منها فسمي بالناصري فقد جاء في الانجيل : ( ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم ، وهو في مصر وقال له : قم ، خذ الطفل وامه وارجع الى ارض اسرائيل ، لأن الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا فقام واخذ الطفل وامه ورجع الى ارض اسرائيل ، لكنه سمع ان ارخيلاس يملك على اليهودية خلفاً لأبيه هيرودس ، فخاف ان يذهب اليها . فأنذره الله في الحلم ، فلجأ الى الجليل .. وجاء الى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها ، ليتم ما قال الانبياء : ( يدعى ناصرياً ) متى 2،3 . فأن هذا النص يحكي لنا كيف ان يوسف النجار خطيب مريم عليها السلام كيف انه هرب بها وبولدها عيسى عليهما السلام من الحاكم الروماني الى مصر ثم انه رأى في المنام ان الحاكم الروماني قد مات وقد أمره احد الملائكة بالرجوع الى انه لم يرجع الى بلدتهما اليهودية بل أخذهما الى الجليل ومنه الى مدينة الناصرة وذلك كله لحكمة من الله عز وجل ولتتم وتتحقق نبؤة انبياء بني اسرائيل الذين أخبروا قومهم بأنه سيظهر لهم نبي من الناصرة فيدعى ذلك النبي ( بالناصري ) .
من فكر السيد القحطاني
لليماني الموعود الكثير من الاسماء والالقاب التي اطلقت عليه لأجل احاطته بشيء من الرمزية والغموض والضبابية نظراً لما لهذه الشخصية من دور مهم ورئيسي في القضية الكبرى قضية الامام المهدي(عليه السلام) وكل ذلك لأجل الحفاظ على هذا الشخص وتوفير اسباب الحماية والحفظ له قدر المستطاع اضافة لامر اخر هو في غاية الاهمية وهو عدم وضوح معالم هذه الشخصية كاملة لكي لا يتسنى لاحد من المنحرفين ودعاة الضلالة ومريدي الهوى والشيطان من انتحال هذه الشخصية ومحاولة تقمص دورها وبالتالي اضلال الناس واغوائهم .
فمن اسمائه والقابه اليماني وهو اشهرها على الاطلاق .
ان هذا اللقب مما جاء ذكره في الاحاديث والروايات الشريفة المعتبرة فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا (ع) انه قال قبل هذا الامر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا ؟) وفي رواية اخرى عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله(ع) انه قال النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم...) وايضاً عن ابي بصير عن محمد بن علي (ع) في حديث طويل الى ان قال خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم فأذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فانهض اليه فان رايته راية هدى ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لان يدعو الى الحق والى طريق مستقيم)
الا ان جميع هذه الروايات وغيرها التي لم نذكرها لم تتحدث كثيراً عن اليماني فقد تكلمت عن مجموعة من الروايات كعلامة من العلامات الحتمية التي يسبق تحققها القيام المقدس للامام المهدي(عليه السلام) والتي تكون دالة على قربه وظهور شخصه ، كما ان البعض من تلك الروايات وصفت اليماني بكونه صاحب دعوة وان دعوته اهدى الدعوات ولا يصح مخالفته او القعود عن نصرته او عدم الالتحاق بدعوته الا اننا نجد تلك الروايات قد سكتت عن ماهية دعوة اليماني وكيفية ظهورها وما تؤول اليه ومن اين تبدأ وتنطلق كما ان الروايات التي جاءت بلفظ اليماني لم تحدثنا عن شخص اليماني ونسبه وصفته وما الى ذلك ونحن في هذا البحث سنحاول الكشف عن هذه الشخصية المهمة لان الاحاطة بها ومعرفتها ومعرفة ماهيتها كل هذه الامور سوف تقودنا حتماً لمعرفة امامنا المهدي صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه البررة . فما هي العلة يا ترى في اطلاق هذا اللقب . والحقيقة ان هناك عدة اطروحات :-
الاطروحة الاولى :- لقب باليماني نسبة الى بلاد اليمن فان الذي ينتسب الى تلك البلاد يسمى يمانياً اي انه ولد وعاش فيها وهناك الكثير من الاشخاص من اطلق عليهم هذا اللقب لانهم كانوا من بلاد اليمن ومنهم اصحاباً للائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كصافي الصفا اليماني احد اصحاب الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام . وطاووس اليماني ، وقد لقبوا بهذا اللقب لانهم من اليمن وقد تعارف وشاع واشتهر بين المجتمعات الانسانية تسمية الشخص نسبة الى بلده كفلان العراقي مثلاً او الكوفي او البصري وكفلان المصري او كفلان الشامي نسبة الى بلاد الشام وهكذا وقد عرفت الكثير من الشخصيات التاريخية والاسلامية باسماء بلدانهم وتاريخنا الاسلامي حافل بهذا المعنى . وهذه الاطروحة لها مايؤيدها من احاديث النبي(ص) وروايات الائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن جابر بن عبد الله الانصاري قال وفد على رسول الله (ص) اهل اليمن فقال النبي(ص) جاءكم اهل اليمن يبسون بسيسا ، فلما دخلوا على رسول الله (ص) ، قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخة ايمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين الفاً ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك)غيبة النعماني .
والمنصور هو اليماني ومن هذا الحديث نفهم ان اليماني من اهل اليمن . وفي بشارة الاسلام وردت هذه الرواية يخرج ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين او حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً وهادياً مهدياً وسيداً علوياً )
وجاء ايضاً في الرواية الواردة عن عبيد بن زرارة عن الامام الصادق(ع) قال بعد ان ذكر عنده السفياني : انى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء) غيبة النعماني .
وكل هذه الاحاديث لم تنص صريحاً على اليماني وان كان الحديث الاول يتحدث عنه ولكن بصفة ولقب اخر الا انه لا يثبت كون اليماني مولود في اليمن وقضى عمره هناك فان غاية ما يفيده ان اليماني الذي سمي في الحديث بالمنصور هو من اهل اليمن وكون الشخص من اهل هذا البلد او ذاك فيه عدة اعتبارات كأن يكون ولد وعاش في اليمن او انه يرجع نسبه الى اهل اليمن او انه سكن لفترة من الزمن في اليمن فنسب لها وبهذا فان هذه الاطروحة غير كافية للاثبات .
الاطروحة الثانية : ان اليماني يرجع نسبه الى القبائل اليمنية وليس بالضرورة ان يكون مولود في اليمن او انه مضى عمره فيها ، وهذا المعنى له وجه من الصحة والقبول ، فأن الكثير من القبائل اليمنية قد هجرت موطنها الاصلى واتجهت شمالاً نحو العراق وبلاد الشام وغيرها من الدول وهذا ما يؤكده علماء الانساب ، فأن الكثير من القبائل العراقية والشامية يرجع اصلها ونسبها الى القبائل اليمنية والى اليمن وبناء على هذا فمن المحتمل ان يكون اليماني قد ولد وعاش وسكن في بلد اخر غير اليمن .
الاطروحة الثالثة : ان يكون اليماني من بلد آخر وليس من اليمن كما يتصور البعض وقد قضى فترة من الزمن في اليمن او يكون سافر من بلده اليها واقام فيها ثم عاد منها الى بلده واي بلد آخر وذلك اما نتيجة قيامه بالدعوة لنصرة الامام المهدي او هرباً واختفاء من بعض اعدائه من الحكومات الجائرة لحكومة بني العباس او غيرها فسمي ولقب باليماني لذلك السبب وهذا المعنى ليس غريباً فقد سمي النبي عيسى عليه السلام بالناصري نسبة الى مدينة الناصرة علماً انه لم يولد فيها ولم يعيش فيها الا انه قد سكن فيها مع امه مريم عليها السلام لفترة من الزمن ثم عاد منها فسمي بالناصري فقد جاء في الانجيل : ( ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم ، وهو في مصر وقال له : قم ، خذ الطفل وامه وارجع الى ارض اسرائيل ، لأن الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا فقام واخذ الطفل وامه ورجع الى ارض اسرائيل ، لكنه سمع ان ارخيلاس يملك على اليهودية خلفاً لأبيه هيرودس ، فخاف ان يذهب اليها . فأنذره الله في الحلم ، فلجأ الى الجليل .. وجاء الى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها ، ليتم ما قال الانبياء : ( يدعى ناصرياً ) متى 2،3 . فأن هذا النص يحكي لنا كيف ان يوسف النجار خطيب مريم عليها السلام كيف انه هرب بها وبولدها عيسى عليهما السلام من الحاكم الروماني الى مصر ثم انه رأى في المنام ان الحاكم الروماني قد مات وقد أمره احد الملائكة بالرجوع الى انه لم يرجع الى بلدتهما اليهودية بل أخذهما الى الجليل ومنه الى مدينة الناصرة وذلك كله لحكمة من الله عز وجل ولتتم وتتحقق نبؤة انبياء بني اسرائيل الذين أخبروا قومهم بأنه سيظهر لهم نبي من الناصرة فيدعى ذلك النبي ( بالناصري ) .
من فكر السيد القحطاني
تعليق