من كتاب ويسئلونك عن القائم (ع)
(من فكر السيد القحطاني)
من الاسئلة التي وجهت الى مكتب السيد القحطاني
وتمت الاجابة عليها وفق احاديث النبي (ص) والائمة الاطهار (ع)
الأسئلة حول الإمام المهدي (عليه السلام) ومواصفاته
س1/ ما هي مواصفات الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
ج/ وردت الكثير من الروايات في صفة المهدي (عليه السلام) تصفه بأنه أسمر مشرب بحمرة منها.
ما جاء عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم..)( بحارا لأنوار ج43، غيبة الطوسي ص187). والآدم هو الأسمر ومأخوذ من الأدمة وهي السمرة. والأدمة في الناس هي شربة من سواد، وسمي آدم من اللون لأنه خلق من أدمة الأرض وهو لونها( كتاب العين ج8 ص342، يوم الخلاص ص58).
وعن أبي الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام): ( انه بعثه إلى المدائن وأخبره انه عند عودته سيجده قد استشهد (عليه السلام) وإن الإمام من بعده من تكون فيه علامات منها: (ويخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي فخرج وجئت فكان كما قال فقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( الصراط المستقيم ج2 ص256 وهذا الصبي هو الإمام المهدي (عليه السلام)).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في صفة المهدي (عليه السلام) قال: ( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي (أي اسمر ) وجسمه جسم إسرائيلي (طويل الجسم ضخم الجثة))( بحار الأنوار ج51 ص80)
ومعنى جسمه إسرائيلي أي ضخم الجثة لأن بني إسرائيل يمتازون بذلك.
أما ما جاء في وصف عيني الإمام (عليه السلام).
فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال..أدعج...)( الحاوي للفتاوي ج2 ص147، الملاحم والفتن ص58، يوم الخلاص ص58 ). والأدعج يعني شدة سواد العين( كتاب العين ج1 ص219).
وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( الغائر العينين )( بحار الأنوار ج51 ص40، غيبة النعماني ص215 ).
وقد وردت عبارة: ( غائر العينين من السهر )( يوم الخلاص ص57).
وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( مشرف الحاجبين، غائر العينين بوجهه اثر )( إلزام الناصب ج1 ص417).
أما ما جاء في وصف أسنان الإمام (عليه السلام) بأنه منفرج الأسنان فقد ورد في رواية الإمام العسكري الآنفة الذكر المروية عن أبي الأديان وجاء في بعض منها: ( فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( الصراط المستقيم ج2 ص257 )
كما هو حال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان من مواصفاته أفلج الثنايا( بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270).
فضلاً عن ذلك فإن هناك مواصفات أخرى ذكرتها المصادر للإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( رجل أجلى الجبين أقنى الأنف...)( بحارا لأنوار ج51 ص131، شرح نهج البلاغة ج1 ص281 ).
وهي من مواصفات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)( بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270 ).
وفي روية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( افرق الثنايا أبلج واضح الجبين )( منتخب الأثر ص165 ، يوم الخلاص ص57 ).
كما ورد في صفاته (عليه السلام) إن حاجبيه عاليان معقودان فقد جاء عن الإمام الباقر أنه قال: (مشرف الحاجبين)( يوم الخلاص 58 ).
وفي رواية ثالثة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:
( ذلك المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بأبي.... المقرون الحاجبين...)( فلاح السائل ص200 ).
كما ورد في وصفه (عليه السلام) أنه كث اللحية أقبل أي في عينيه قُبل يقال رجل أقبل أي كأنه ينظر إلى طرف أنفه( المنجد ق1 ص607).
وقيل الأسود العين فقد ورد عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث
عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( ...المهدي أقبل ...)( بحار الأنوار ج52 ص252، غيبة النعماني ص304 ).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): (... المهدي أقبل...هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر...)( بشارة الإسلام ص220 ، منتخب الأثر 186 ، يوم الخلاص ص54 ).
كما ورد أنه كث اللحية في الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( أكحل العين كث اللحية...)(يوم الخلاص ص54 ).
أما بالنسبة لشعر الإمام فإنه مائل إلى القصر وفيه تجعد أو تكسر وليس مسترسل، فقد جاء في صفته (عليه السلام): ( في شعره قطط...)( بحار الأنوار ج52 ص67 ، الخرائج ج3 ص1102 ).
وفي رواية أخرى: ( شعر رأسه قطط... )( بحار الأنوار ج52 ص16، غيبة الطوسي ص273، منتخب الأنوار ج2 ص475).
والقطط في اللغة من قط قططاً وقطاطة، قطاطة الشعر أي كان قصير جعداً أو قصير الشعر جعد(( المنجد ق1 ص637)
).
ويبدو من ظاهر الروايات إن الإمام المهدي (عليه السلام) في رأسه داء الحزاز، والحزاز (قشرة الرأس).
فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفي وصف الإمام المهدي (عليه السلام): ( ذلك المشرب بحمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين.. برأسه حزاز...)(بحار الأنوار ج51 ص40، غيبة النعماني ص215 ).
وكذلك من صفات الإمام المهدي (عليه السلام) وجود شامات في جسده المقدس فقد جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله في صفة المهدي (عليه السلام): ( أكحل العينين وكث اللحية على خده الأيمن خال..)( منتخب الأثر ص166 ، ينابيع المودة ج3 ص35 ، الملاحم والفتن ص58 ، يوم الخلاص ص54).
وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( في خده الأيمن خال أسود...)( بحار الأنوار ج51 ص80).
وفي رواية أخرى: ( على خده خال كأنه كوكب دري )( الصواعق المحرقة ص164، كنز العمال ج14 ص264 ).
وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ( المهدي أقبل أجعد هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر صاحب الشامة والعلامة...)( بشارة الإسلام ص220، أعلام الورى ص434، يوم الخلاص ص54 ).
وفي رواية أخرى: ( أقنى أجلى في كتفه علامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)...)( الفتن لأبن حماد ص366).
وعن الصادق (عليه السلام): (شامة في رأسه منتدح البطن)( المصدر السابق).
وعن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري اللون لون عربي الجسم جسم إسرائيلي يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته أهل السماوات وأهل الأرض والطير في الجو يملك عشرين سنة)( بحار الأنوار ج51 ص91 ).
س2/ ما الفرق بين تسمية الإمام بالمهدي (عليه السلام) والقائم (عليه السلام) ؟
ج/ أما الفرق بينهما فلا فرق إلا في اللفظ فللإمام ألقاب كثيرة أشهرهما هو المهدي والقائم والفارق بينهما يتبين من خلال ما ورد عن أبي سعيد الخرساني قال: ( قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المهدي والقائم واحد ؟ قال: نعم فقلت: لأي شيء سمي المهدي ؟ قال (عليه السلام): لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، وسمي القائم لأنه يقوم بعد ما يموت ذكره، انه يقوم بأمر عظيم )( غيبة الطوسي ص471 ).
س3/ لماذا لقب الإمام المهدي (عليه السلام) بالمنتظر؟
ج/ بالحقيقة هو المنتظَـَر والمنتظِر, المنتظـَر وهو انتظار الخلص من الشيعة والمنتظِر هو المنتظِر لأمر الله تبارك وتعالى وكشف حجاب الغيبة والإذن له بالظهور والقيام لتكوين دولة العدل الإلهي.
س4/هل يشبه الإمام المهدي (عليه السلام) احد من الأنبياء أو الأوصياء ومن هو؟
ج/ إن الإمام المهدي (عليه السلام) أشبه الناس خَلقاً وخٌلقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كما جاء في الحديث الشريف المروي
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض إطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا، ثم أطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووليا ووصيا وخليفة ووزيرا، فعلي مني وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين، ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري، ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي، ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله عز وجل، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما)( كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 257 - 258 ).
س5/ هل يسمى الإمام المهدي (عليه السلام) بأمير المؤمنين؟ ولماذا؟
ج/ كلا لا يسمى بأمير المؤمنين كون هذا اللقب مخصوص فقط للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: (لا ذاك أسم سمى الله به أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يسمي به احد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر, قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه؟ قال: يقول السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ: {بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ })( الكافي ج1 ص214 ).
س6/ ما مقدار علمه (عليه السلام)؟
ج/ إن العلم هو سبعة وعشرون جزءا وما علم الناس منها منذ آدم (عليه السلام) إلى اليوم هي حرفان من العلم فقط وعندما يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) يحمل خمسة وعشرون جزءً من العلم فيضم هذه الحرفان إلى الخمس والعشرون, فقد ورد عن أبان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس، وضم إليها الحرفين، حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا( بحار الأنوار ج52 ص336).
وهذه النسبة تبين الفارق بين علم الإمام وعلم غيره
س7/ ما مقدار قوته (عليه السلام)؟
ج/ إن قوة الإمام (عليه السلام) لا تضاهيها قوة فقد ورد عن الريان بن الصلت قال: (قلت للرضا (عليه السلام): أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال: أنا صاحب هذا الأمر، ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذاك على ما ترى من ضعف بدني ؟ وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ، ومنظر الشباب قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها)( بحار الأنوار ج52 ص322 ).
س8/ ما معنى الروايات التي تشير إلى انه رب؟
ج/ ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: { وأشرَقَت الأرض بنور ربِّهَا } قال: ( ربّ الأرض يعني إمام الأرض.
قال الراوي: قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟
قال: إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام)( تفسير القمي ج2 ص253).
وذلك إن لكل شيء رب كرب البيت ورب العمل ورب البلد أي الحاكم أو الملك وقد قال تعالى على لسان يوسف (عليه السلام): {اذكرني عند ربك} مخاطباً احد السجينين الذين كانا معه في السجن, وبذلك فقد سمى الملك رباً, وهنا فإن الإمام المهدي (عليه السلام) يكون رب الأرض.
س9 / ما هي الإمامة ؟
ج/ إن الإمامة درجة عالية سندع المعصوم يصفها ويحيط بها حيث ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وارث الأوصياء أن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ومقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وميراث الحسن والحسين(عليه السلام) إن الإمامة زمام الدين ونظام أمور المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين إن الإمامة هي أس الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام، وحفظ الثغور والأطراف)( تحف العقول ص438 ).
س10/ هل من الممكن أن يكون المهدي في الأمم السابقة ؟
ج/ هذا غير ممكن أبدا، فقد ورد أنه لا يوجد في الأمم مهدي منتظر غيره واليك هذه الرواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (ألا أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل؟ قلنا بلا يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أفضل الرسل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، وان أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء الأسباط، وان خير الأسباط سبطا نبيكم ـ الحسن والحسين ـ وان أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وان أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، قال ذلك النبي، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين مخضبان، بكرامة خص الله بها نبيكم، والمهدي منا في آخر الزمان، لم يكن في امة من الأمم مهدي ينتظر غيره)( شرح الأخبار للقاضي النعماني ج2 ص124).
س11/ ما معنى كلمة المهدي ولما سمي المهدي مهدياً ؟ ثم هل يجوز إطلاق تسمية المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)؟ لا سيما إن هذه التسمية هي من التسميات التي عرف وأشتهر بها الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) بين الناس ماضياً وحاضراً.
ج/ إن المهدي في اللغة مأخوذ من الفعل هدى يهدي هدياً وهدية وهداية يقال هداه أي أرشده وهو ضد الضلالة، أي إن كلمة المهدي مأخوذة من الهداية، يقال هداه الله إلى الإيمان أرشده إليه. والمهدي الذي قد هداه الله إلى الحق( المنجد ق1 ص859).
أما أهل البيت (عليهم السلام) فإنهم أجابوا على تسمية المهدي وما المقصود منها، فقد ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس )( دلائل الإمامة ص249 ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وظل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ج51 ص30 ).
من هذه الأخبار نستشف السبب الذي أدى إلى إطلاق لقب المهدي، فالروايات هذه تشير إلى أن سبب تسميته بالمهدي لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه أي إن الشخص الذي يطلق عليه هذا اللقب يقوم بهداية الناس إلى أمر قد ضل عنه الناس فكل من يفعل ذلك يسمى مهدياً.
وهذا هو جواب الشق الأول من السؤال.
أما الشق الثاني من السؤال حول أمكانية إطلاق لقب المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)، نقول إن بالإمكان إطلاق مثل هذه التسمية على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأن كل من يهدي إلى الله عز وجل ويهدي الناس إلى أمر قد خفي ومظلول عنه يسمى مهدياً هذا أولاً.
وثانياً إن الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) توضح لنا إطلاق لقب المهدي على أكثر من شخص أو صنف من الناس اتصفوا بصفة الهداية والصلاح والدعوة إلى الله عز وجل وهداية الناس.
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أطلق عليه هذا اللقب كما ورد في زيارته التي جاء فيها: ( وختمت به النبوة وفتحت به باب الخيرات وأظهرت مظهراً وبعثته نبياً وهادياً وأميناً مهدياً وداعياً إليك..)( بحار الأنوار ج51 ص97 ).
وكذلك الإمام علي (عليه السلام) أطلق عليه تسمية المهدي.
فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) نقلاً عن أبيه (عليه السلام) أنه قال: ( قال رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة.. فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سماءه علي المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون المهدي...)( غيبة الطوسي ص187 ).
كما ورد عن أبي حمزة عن أبي بصير أنه قال: ( قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يا بن رسول الله سمعت من أبيك (عليه السلام) أنه قال يكون بعد القائم أثنا عشر إماماً فقال: إنما قال إثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى مودتنا ومعرفة حقنا )( بحار الأنوار ج53 ص115).
يفهم من هذا البيان وهو واضح لا يحتاج إلى تكلف، إن هناك اثنا عشر مهدياً من الشيعة الذين يدعون الناس إلى موالاة أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة حقهم، وهؤلاء الإثنا عشر يظهرون بعد الإمام (عليه السلام) وكذلك يوجد مهديين قبله فمن الممكن أن يكون هناك مهديين يقومون بهداية الناس إلى طريق الحق وموالات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ومعرفتهم ومعرفة حقهم.
كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لولا حيائي من عبدي المؤمن لما جعلت له خرقة يواري بها جسده وإني إذا أكملت إيمانه ابتليته بقصر في ماله ومرض في بدنه، فإن هو خرج أضعفت عليه وإن هو صبر باهيت به ملائكتي، وإني جعلت علياً علماً للإيمان فمن أحبه واتبعه كان هادياً مهدياً ومن أبغضه وتركه كان ضالاًَ مضلاً )( بحار الأنوار ج39 ص253، إرشاد القلوب ج1 ص123 ).
وبذلك يتضح انه من الممكن أن يطلق لفظة (المهدي) على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وإنها -أي كلمة المهدي - مفهوم لعدة مصاديق، أي أن هناك أكثر من مهدي.
يتبع
(من فكر السيد القحطاني)
من الاسئلة التي وجهت الى مكتب السيد القحطاني
وتمت الاجابة عليها وفق احاديث النبي (ص) والائمة الاطهار (ع)
الأسئلة حول الإمام المهدي (عليه السلام) ومواصفاته
س1/ ما هي مواصفات الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
ج/ وردت الكثير من الروايات في صفة المهدي (عليه السلام) تصفه بأنه أسمر مشرب بحمرة منها.
ما جاء عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم..)( بحارا لأنوار ج43، غيبة الطوسي ص187). والآدم هو الأسمر ومأخوذ من الأدمة وهي السمرة. والأدمة في الناس هي شربة من سواد، وسمي آدم من اللون لأنه خلق من أدمة الأرض وهو لونها( كتاب العين ج8 ص342، يوم الخلاص ص58).
وعن أبي الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام): ( انه بعثه إلى المدائن وأخبره انه عند عودته سيجده قد استشهد (عليه السلام) وإن الإمام من بعده من تكون فيه علامات منها: (ويخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي فخرج وجئت فكان كما قال فقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( الصراط المستقيم ج2 ص256 وهذا الصبي هو الإمام المهدي (عليه السلام)).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في صفة المهدي (عليه السلام) قال: ( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي (أي اسمر ) وجسمه جسم إسرائيلي (طويل الجسم ضخم الجثة))( بحار الأنوار ج51 ص80)
ومعنى جسمه إسرائيلي أي ضخم الجثة لأن بني إسرائيل يمتازون بذلك.
أما ما جاء في وصف عيني الإمام (عليه السلام).
فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال..أدعج...)( الحاوي للفتاوي ج2 ص147، الملاحم والفتن ص58، يوم الخلاص ص58 ). والأدعج يعني شدة سواد العين( كتاب العين ج1 ص219).
وفي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( الغائر العينين )( بحار الأنوار ج51 ص40، غيبة النعماني ص215 ).
وقد وردت عبارة: ( غائر العينين من السهر )( يوم الخلاص ص57).
وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): ( مشرف الحاجبين، غائر العينين بوجهه اثر )( إلزام الناصب ج1 ص417).
أما ما جاء في وصف أسنان الإمام (عليه السلام) بأنه منفرج الأسنان فقد ورد في رواية الإمام العسكري الآنفة الذكر المروية عن أبي الأديان وجاء في بعض منها: ( فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )( الصراط المستقيم ج2 ص257 )
كما هو حال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان من مواصفاته أفلج الثنايا( بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270).
فضلاً عن ذلك فإن هناك مواصفات أخرى ذكرتها المصادر للإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( رجل أجلى الجبين أقنى الأنف...)( بحارا لأنوار ج51 ص131، شرح نهج البلاغة ج1 ص281 ).
وهي من مواصفات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)( بحار الأنوار ج10 ص134، تفسير القمي ج2 ص270 ).
وفي روية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( افرق الثنايا أبلج واضح الجبين )( منتخب الأثر ص165 ، يوم الخلاص ص57 ).
كما ورد في صفاته (عليه السلام) إن حاجبيه عاليان معقودان فقد جاء عن الإمام الباقر أنه قال: (مشرف الحاجبين)( يوم الخلاص 58 ).
وفي رواية ثالثة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:
( ذلك المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بأبي.... المقرون الحاجبين...)( فلاح السائل ص200 ).
كما ورد في وصفه (عليه السلام) أنه كث اللحية أقبل أي في عينيه قُبل يقال رجل أقبل أي كأنه ينظر إلى طرف أنفه( المنجد ق1 ص607).
وقيل الأسود العين فقد ورد عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث
عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( ...المهدي أقبل ...)( بحار الأنوار ج52 ص252، غيبة النعماني ص304 ).
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): (... المهدي أقبل...هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر...)( بشارة الإسلام ص220 ، منتخب الأثر 186 ، يوم الخلاص ص54 ).
كما ورد أنه كث اللحية في الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( أكحل العين كث اللحية...)(يوم الخلاص ص54 ).
أما بالنسبة لشعر الإمام فإنه مائل إلى القصر وفيه تجعد أو تكسر وليس مسترسل، فقد جاء في صفته (عليه السلام): ( في شعره قطط...)( بحار الأنوار ج52 ص67 ، الخرائج ج3 ص1102 ).
وفي رواية أخرى: ( شعر رأسه قطط... )( بحار الأنوار ج52 ص16، غيبة الطوسي ص273، منتخب الأنوار ج2 ص475).
والقطط في اللغة من قط قططاً وقطاطة، قطاطة الشعر أي كان قصير جعداً أو قصير الشعر جعد(( المنجد ق1 ص637)
).
ويبدو من ظاهر الروايات إن الإمام المهدي (عليه السلام) في رأسه داء الحزاز، والحزاز (قشرة الرأس).
فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفي وصف الإمام المهدي (عليه السلام): ( ذلك المشرب بحمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين.. برأسه حزاز...)(بحار الأنوار ج51 ص40، غيبة النعماني ص215 ).
وكذلك من صفات الإمام المهدي (عليه السلام) وجود شامات في جسده المقدس فقد جاء عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله في صفة المهدي (عليه السلام): ( أكحل العينين وكث اللحية على خده الأيمن خال..)( منتخب الأثر ص166 ، ينابيع المودة ج3 ص35 ، الملاحم والفتن ص58 ، يوم الخلاص ص54).
وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( في خده الأيمن خال أسود...)( بحار الأنوار ج51 ص80).
وفي رواية أخرى: ( على خده خال كأنه كوكب دري )( الصواعق المحرقة ص164، كنز العمال ج14 ص264 ).
وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ( المهدي أقبل أجعد هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر صاحب الشامة والعلامة...)( بشارة الإسلام ص220، أعلام الورى ص434، يوم الخلاص ص54 ).
وفي رواية أخرى: ( أقنى أجلى في كتفه علامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)...)( الفتن لأبن حماد ص366).
وعن الصادق (عليه السلام): (شامة في رأسه منتدح البطن)( المصدر السابق).
وعن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري اللون لون عربي الجسم جسم إسرائيلي يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته أهل السماوات وأهل الأرض والطير في الجو يملك عشرين سنة)( بحار الأنوار ج51 ص91 ).
س2/ ما الفرق بين تسمية الإمام بالمهدي (عليه السلام) والقائم (عليه السلام) ؟
ج/ أما الفرق بينهما فلا فرق إلا في اللفظ فللإمام ألقاب كثيرة أشهرهما هو المهدي والقائم والفارق بينهما يتبين من خلال ما ورد عن أبي سعيد الخرساني قال: ( قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المهدي والقائم واحد ؟ قال: نعم فقلت: لأي شيء سمي المهدي ؟ قال (عليه السلام): لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، وسمي القائم لأنه يقوم بعد ما يموت ذكره، انه يقوم بأمر عظيم )( غيبة الطوسي ص471 ).
س3/ لماذا لقب الإمام المهدي (عليه السلام) بالمنتظر؟
ج/ بالحقيقة هو المنتظَـَر والمنتظِر, المنتظـَر وهو انتظار الخلص من الشيعة والمنتظِر هو المنتظِر لأمر الله تبارك وتعالى وكشف حجاب الغيبة والإذن له بالظهور والقيام لتكوين دولة العدل الإلهي.
س4/هل يشبه الإمام المهدي (عليه السلام) احد من الأنبياء أو الأوصياء ومن هو؟
ج/ إن الإمام المهدي (عليه السلام) أشبه الناس خَلقاً وخٌلقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كما جاء في الحديث الشريف المروي
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض إطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا، ثم أطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووليا ووصيا وخليفة ووزيرا، فعلي مني وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين، ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري، ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي، ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله عز وجل، يؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما)( كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 257 - 258 ).
س5/ هل يسمى الإمام المهدي (عليه السلام) بأمير المؤمنين؟ ولماذا؟
ج/ كلا لا يسمى بأمير المؤمنين كون هذا اللقب مخصوص فقط للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: (لا ذاك أسم سمى الله به أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يسمي به احد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر, قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه؟ قال: يقول السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ: {بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ })( الكافي ج1 ص214 ).
س6/ ما مقدار علمه (عليه السلام)؟
ج/ إن العلم هو سبعة وعشرون جزءا وما علم الناس منها منذ آدم (عليه السلام) إلى اليوم هي حرفان من العلم فقط وعندما يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) يحمل خمسة وعشرون جزءً من العلم فيضم هذه الحرفان إلى الخمس والعشرون, فقد ورد عن أبان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس، وضم إليها الحرفين، حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا( بحار الأنوار ج52 ص336).
وهذه النسبة تبين الفارق بين علم الإمام وعلم غيره
س7/ ما مقدار قوته (عليه السلام)؟
ج/ إن قوة الإمام (عليه السلام) لا تضاهيها قوة فقد ورد عن الريان بن الصلت قال: (قلت للرضا (عليه السلام): أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال: أنا صاحب هذا الأمر، ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذاك على ما ترى من ضعف بدني ؟ وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ، ومنظر الشباب قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها)( بحار الأنوار ج52 ص322 ).
س8/ ما معنى الروايات التي تشير إلى انه رب؟
ج/ ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: { وأشرَقَت الأرض بنور ربِّهَا } قال: ( ربّ الأرض يعني إمام الأرض.
قال الراوي: قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟
قال: إذن يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام)( تفسير القمي ج2 ص253).
وذلك إن لكل شيء رب كرب البيت ورب العمل ورب البلد أي الحاكم أو الملك وقد قال تعالى على لسان يوسف (عليه السلام): {اذكرني عند ربك} مخاطباً احد السجينين الذين كانا معه في السجن, وبذلك فقد سمى الملك رباً, وهنا فإن الإمام المهدي (عليه السلام) يكون رب الأرض.
س9 / ما هي الإمامة ؟
ج/ إن الإمامة درجة عالية سندع المعصوم يصفها ويحيط بها حيث ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وارث الأوصياء أن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ومقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وميراث الحسن والحسين(عليه السلام) إن الإمامة زمام الدين ونظام أمور المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين إن الإمامة هي أس الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام، وحفظ الثغور والأطراف)( تحف العقول ص438 ).
س10/ هل من الممكن أن يكون المهدي في الأمم السابقة ؟
ج/ هذا غير ممكن أبدا، فقد ورد أنه لا يوجد في الأمم مهدي منتظر غيره واليك هذه الرواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (ألا أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل؟ قلنا بلا يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أفضل الرسل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، وان أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء الأسباط، وان خير الأسباط سبطا نبيكم ـ الحسن والحسين ـ وان أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وان أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، قال ذلك النبي، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين مخضبان، بكرامة خص الله بها نبيكم، والمهدي منا في آخر الزمان، لم يكن في امة من الأمم مهدي ينتظر غيره)( شرح الأخبار للقاضي النعماني ج2 ص124).
س11/ ما معنى كلمة المهدي ولما سمي المهدي مهدياً ؟ ثم هل يجوز إطلاق تسمية المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)؟ لا سيما إن هذه التسمية هي من التسميات التي عرف وأشتهر بها الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) بين الناس ماضياً وحاضراً.
ج/ إن المهدي في اللغة مأخوذ من الفعل هدى يهدي هدياً وهدية وهداية يقال هداه أي أرشده وهو ضد الضلالة، أي إن كلمة المهدي مأخوذة من الهداية، يقال هداه الله إلى الإيمان أرشده إليه. والمهدي الذي قد هداه الله إلى الحق( المنجد ق1 ص859).
أما أهل البيت (عليهم السلام) فإنهم أجابوا على تسمية المهدي وما المقصود منها، فقد ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس )( دلائل الإمامة ص249 ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وظل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ج51 ص30 ).
من هذه الأخبار نستشف السبب الذي أدى إلى إطلاق لقب المهدي، فالروايات هذه تشير إلى أن سبب تسميته بالمهدي لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه أي إن الشخص الذي يطلق عليه هذا اللقب يقوم بهداية الناس إلى أمر قد ضل عنه الناس فكل من يفعل ذلك يسمى مهدياً.
وهذا هو جواب الشق الأول من السؤال.
أما الشق الثاني من السؤال حول أمكانية إطلاق لقب المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)، نقول إن بالإمكان إطلاق مثل هذه التسمية على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأن كل من يهدي إلى الله عز وجل ويهدي الناس إلى أمر قد خفي ومظلول عنه يسمى مهدياً هذا أولاً.
وثانياً إن الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) توضح لنا إطلاق لقب المهدي على أكثر من شخص أو صنف من الناس اتصفوا بصفة الهداية والصلاح والدعوة إلى الله عز وجل وهداية الناس.
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أطلق عليه هذا اللقب كما ورد في زيارته التي جاء فيها: ( وختمت به النبوة وفتحت به باب الخيرات وأظهرت مظهراً وبعثته نبياً وهادياً وأميناً مهدياً وداعياً إليك..)( بحار الأنوار ج51 ص97 ).
وكذلك الإمام علي (عليه السلام) أطلق عليه تسمية المهدي.
فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) نقلاً عن أبيه (عليه السلام) أنه قال: ( قال رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة.. فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سماءه علي المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون المهدي...)( غيبة الطوسي ص187 ).
كما ورد عن أبي حمزة عن أبي بصير أنه قال: ( قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يا بن رسول الله سمعت من أبيك (عليه السلام) أنه قال يكون بعد القائم أثنا عشر إماماً فقال: إنما قال إثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى مودتنا ومعرفة حقنا )( بحار الأنوار ج53 ص115).
يفهم من هذا البيان وهو واضح لا يحتاج إلى تكلف، إن هناك اثنا عشر مهدياً من الشيعة الذين يدعون الناس إلى موالاة أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة حقهم، وهؤلاء الإثنا عشر يظهرون بعد الإمام (عليه السلام) وكذلك يوجد مهديين قبله فمن الممكن أن يكون هناك مهديين يقومون بهداية الناس إلى طريق الحق وموالات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ومعرفتهم ومعرفة حقهم.
كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لولا حيائي من عبدي المؤمن لما جعلت له خرقة يواري بها جسده وإني إذا أكملت إيمانه ابتليته بقصر في ماله ومرض في بدنه، فإن هو خرج أضعفت عليه وإن هو صبر باهيت به ملائكتي، وإني جعلت علياً علماً للإيمان فمن أحبه واتبعه كان هادياً مهدياً ومن أبغضه وتركه كان ضالاًَ مضلاً )( بحار الأنوار ج39 ص253، إرشاد القلوب ج1 ص123 ).
وبذلك يتضح انه من الممكن أن يطلق لفظة (المهدي) على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وإنها -أي كلمة المهدي - مفهوم لعدة مصاديق، أي أن هناك أكثر من مهدي.
يتبع
تعليق