س12/ علمنا أن اليماني هو اقرب الناس من الإمام المهدي (عليه السلام) فهل هناك دليل على إطلاق لقب المهدي عليه؟
ج/ نعم هناك أدلة تخص إطلاق لقب المهدي على اليماني الموعود كما يطلق على الإمام المهدي وإن الروايات التي تتحدث عن المهدي إنما تتحدث عنهما معاً وليس عن شخص واحد والأدلة كما يأتي:
الدليل الأول: مكان خروج المهدي
فالروايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من اليمن وأخرى تشير إلى خروجه من مكة.
حيث جاء عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله: ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة )( بحار الأنوار ج51 ص80، كشف الغمة ج2 ص469)
وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة..)( -أعيان الشيعة ج2 ص53).
بينما هناك روايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من مكة وقيامه بالسيف من هناك، فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام): ( ذكر المهدي من ولده يرضى به كل مؤمن يحكم بالعدل ويأمر به يظهر من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات..)( الخرائج ج2 ص550 ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( ويظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقميصه وسيفه وعلامات ونور )( الصراط المستقيم ج2 ص225 ).
الدليل الثاني: قائد الرايات السود
ما ورد عن ثوبان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي )( بحار الأنوار ج51 ص82، كشف الغمة ج2 ص472).
وهذا ما يدل على إن المهدي هنا هو اليماني حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) يكون خروجه من مكة حسب المتواتر من الأخبار، والذي يأتي بالرايات السود هو اليماني وأصحابه الذين يبعثون بالبيعة للإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتل لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي )( كشف الغمة ج2 ص473).
وكما هو واضح من الرواية الأولى إن الرايات السود قائدها اليماني ويكون فيها، وعبرت عنه الرواية بـ ( فيها خليفة الله المهدي ).
أما الرواية الثانية فتشير إلى مجيء المهدي (عليه السلام) بعد مجيء الرايات السود وتعبر عنه الرواية بـ ( ثم يجيء خليفة الله المهدي ).
وعليه فالمهدي اليماني هو صاحب الرايات السود وقائدها وأما الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الذي يبايعه صاحب الرايات السود ( اليماني ) وأصحابه.
الدليل الثالث:
هو ما ورد عن حذلم بن بشر قال: ( قلت لعلي بن الحسين صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته قال يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي.. ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني أختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )( بحار الأنوار ج52 ص213، غيبة الطوسي ص443).
إن الإمام المهدي (عليه السلام) غائب ولن يقوم إلا في مكة المكرمة في العاشر من محرم الحرام ( يوم عاشوراء ) بينما الرواية تقول إن المهدي (عليه السلام) يختفي بعدما يخرج السفياني وهذا يقتضي إن المهدي (عليه السلام) يكون حاضراً موجوداً قبل خروج السفياني لأنه يختفي بعد خروج السفياني وهذا غير ممكن لأن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يقوم إلا في العاشر من محرم وإن خروج السفياني يسبق خروج المهدي (عليه السلام).
وعليه فالذي يختفي بعد خروج السفياني ثم يخرج مرة أخرى هو ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل هو السيد اليماني.
الدليل الرابع:
وهي الرواية التي نختم بها الحديث عن لقب المهدي جاء فيها: ( ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد ويقتل رجلاً من مسميهم ثم يخرج المهدي، فإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرهم على أبن أبي سفيان، التحقوا بمكة فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي منادي من السماء أيها الناس إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( بحار الأنوار ج52 ص207).
وهذه الرواية كما يتضح تتحدث عن دخول السفياني إلى الكوفة، وتحرك المهدي باتجاهها بعد معرفته باجتماع أهل الشام على السفياني وهذا أيضاً ما لا يمكن حمله على أن المقصود بذلك هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه يكون في هذه الفترة غائباً.
أما الذي يقوم بقتال السفياني قبل ذلك فهو اليماني والذي عبر عنه في هذه الرواية بالمهدي، بدليل انه بعد الصدام الحاصل بين المهدي اليماني- حسب الرواية- وبين السفياني ينادي مناد من السماء باسم الإمام المهدي (عليه السلام) وهو ( المهدي الحجة بن الحسن حسب الرواية ).
فيتضح مما تقدم إن هناك شخصيتين رئيسيتين تظهران في آخر الزمان كما جاء ذكرهما في الأحاديث النبوية الشريفة، وإن هاتين الشخصيتان هما من تكون على عاتقهما مهمة القيام وقيادة القضية المهدوية والتمهيد لها وإقامة دولة العدل الإلهي وهما السيد اليماني والإمام المهدي (عليه السلام) الإمام الثاني عشر.
وإن السيد اليماني هو من سيقوم بإعداد الأنصار ويمهد الطريق ويعد الأنصار والتمهيد للإمام ومن ثم يسلم الراية إلى ابن عمه الإمام المهدي (عليه السلام).
س13/ هل يطلق لقب القائم على غير الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
وهل هناك قائم آخر غير الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
ج/ للإجابة على هذا السؤال لا بد من الرجوع إلى الروايات ومناقشتها مناقشة موضوعية وتحليلها لغرض الحصول على النتائج المطلوبة، ولابد لنا أولاً من معرفة معنى القائم وسبب التسمية واللقب.
إن القائم في اللغة مأخوذ من الفعل قام يقوم قوماً وقومته قياماً، قام بالأمر تولاه، وقام الحق ظهر وثبت وقام على الأمر راقبه وأدامه وثبته( المنجد ق1 ص663 ).
وقد ورد في سبب التسمية عن أهل البيت روايات منها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( وسمي القائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ج51 ص30 ، الإرشاد ج2 ص383 ، أعلام الورى ص261 ).
وفي رواية ثانية عنه (عليه السلام): ( يسمى القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ج51 ص30).
وفي رواية ثالثة عنه أيضاً: ( وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت إنه يقوم بأمر عظيم )( بحار الأنوار ج51 ص30، غيبة الطوسي ص471).
وفي رواية (سمي بذلك لقيامه بالسيف)( بحار الأنوار ج51 ص217).
ولما كان السبب في التسمية هو القيام بالحق تبين إنه لا مانع من أن يكون هناك أكثر من شخص يسمى بالقائم، فإذا وجد من يقوم بالحق جاز أن يطلق عليه هذا اللقب وهو القائم فقط وليس الإمام القائم لأنه خاص بالإمام المهدي (عليه السلام).
ومما يدل على وجود أشخاص آخرين يمكن إطلاق لقب ( القائم ) عليهم هو أن الأئمة (عليهم السلام) كلهم يطلق عليهم لقب القائم.
وهذا ما ورد عن الحكيم بن أبي نعيم في حديثه مع الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( لا أخرج من المدينة حتى أعلم إنك قائم آل محمد أم لا.. فقال يا حكيم كلنا قائم بأمر الله...)( الكافي ج1 ص536 ).
وفي رواية أخرى عن السيد عبد العظيم الحسني أنه قال: ( قلت لمحمد بن موسى (عليه السلام) إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. فقال: يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله )( بحار الأنوار ج51 ص157).
وقد ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): ( وكنت لله طائعاً ولجدك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) تابعاً.. وفي غمرات الموت سابحاً وللفساق مكافحاً وبحجج الله قائماً وللإسلام عاصماً...)( بحار الأنوار ج98 ص239 ).
مما يدل على إن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يلقب كل منهم بهذا اللقب وانه لا يختص بالإمام المهدي (عليه السلام) فقط.
كما ورد في الدعاء: ( وأمتني على فراشي في عافية أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت :كانهم بنيان مرصوص على طاعتك وطاعة رسولك مقبلاً على عدوك غير مدبر قائماً بحقك غير جاحد لآلائك )( مصباح الكفعمي ص37 ، مصباح المتهجد ص78 ).
وهذا الدعاء دليل على أن كل إنسان يقوم بحق الله تعالى أفضل القيام يصدق عليه لقب (القائم) ويمكن إطلاق هذا اللقب على غير ألائمة (عليهم السلام).
وكذلك يمكن انطباقه على السيد اليماني الذي يطلق عليه لقب القائم والعلة في ذلك كالآتي :
إن الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) تشير بوضوح إلى ان أمر الله هو الإمام المهدي (عليه السلام).
فقد ورد عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } أنه قال: ( هو أمرنا يعني قيام قائمنا آل محمد أمرنا الله عز وجل أن لا نستعجل به، يؤيده بثلاثة أجناد بالملائكة والمؤمنين والرعب وخروجه كخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وذلك قوله عز وجل {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ })( تأويل الآيات ص256 ).
وإن أمر الله هو الإمام المهدي (عليه السلام) وينادي به جبرائيل (عليه السلام)( بحار الأنوار ج2 ص285 ، 356 ، تفسير العياشي ج2 ص254).
ولما كان الإمام المهدي (عليه السلام) هو أمر الله، فإن القائم بأمر الله يطلق عليه لقب (القائم) كما ذكرنا آنفاً، وعليه فاليماني يصدق عليه هذا اللقب لأنه يقوم بأمر الله أي يقوم بأمر الإمام المهدي (عليه السلام)
أما الأدلة على إن تسمية القائم يمكن أن تطلق على السيد اليماني فهي:
أولاً: تعدد لفظ القائم
عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان أمير المؤمنين حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم فقال الحسين يا أمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين:
قال: (لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام. ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل وقال: إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان والملتان وجاز الجزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان وأجابته الأبر والديلم وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والحرامات وكانوا بين هنات وهنات إذا خربت البصرة وقام أمير الأمرة.
فحكا (عليه السلام) حكاية طويلة ثم قال: إذا جهزت الألوف وصفت الصفوف وقتل الكبش الخروف هناك يقوم الآخر ويثور الثائر ويهلك الكافر ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله بين الركنين في دريسين باليين يظهر في الثقلين ولا يترك في الأرض الأدنين طوبى لمن أدرك زمانه ولحق أوانه وشهد أيامه ..(بحار الأنوار ج52 ص235 ، 274 )
عند مطالعة الرواية من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) يظهر لنا إن هناك أكثر من قائم مع ملاحظة إن ورود اسم القائم في صدر الحديث كان مجرداً أي القائم فقط، وفي آخر الحديث ذكر القائم المأمول والإمام المجهول يستدل من هذا الكلام انه ليس قائم واحد بل أكثر من قائم، فالقائم الذي ذكر في بداية الحديث هو السيد اليماني والذي يقوم في خراسان بينما من سمي بالقائم المأمول فهو الإمام المهدي (عليه السلام).
وقد وصف بالقائم المأمول أي الذي تأمله الناس وتتأمل ظهوره وهو الإمام المهدي (عليه السلام) بينما القائم الآخر الذي يخرج من خراسان لم تذكره الرواية بلفظ المأمول لأنه ليس الإمام المهدي بل وزيره اليماني .
ثانياً: عمر القائم (عليه السلام)
فهناك رواية تشير إلى إنه يظهر وهو ابن ثلاثين سنة وروايات تشير إلى إنه يظهر وهو ابن أربعين سنة( بحار الأنوار ج51 ص44 ، دلائل الإمامة ص258).
فاليماني يظهر في عمر الثلاثين، بينما الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر في عمر الأربعين.
فقد ورد في عمر الإمام المهدي (عليه السلام): ( يخرج المهدي وهو أبن أربعين سنة كأنه رجل من بني إسرائيل )(الفتن لأبن حماد ج1 ص365 ).
أما اليماني فقد ورد في عمره: ( القائم من ولدي يعمر عمر خليل الرحمن يقوم في الناس وهو ابن ثلاثين سنة..)( دلائل الإمامة ص258 ).
وهنا قد أطلق على اليماني لقب (القائم).
ثالثاً: صفات القائم
فقد ورد في بعض الروايات إن القائم أبيض مشرب بحمرة برأسه الحزاز شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام) بينما ورد في روايات أخرى إن القائم غائر العينين مشرف الحاجبين بوجهه أثر شبيه موسى (عليه السلام)( بحار الأنوار ج51 ص40 ، غيبة النعماني ص215 ، أعلام الورى ص465).
مما يدل على أن هناك غير الحجة بن الحسن من يطلق عليه لقب القائم أيضاً وهو اليماني.
رابعاً: التنويه بالإسم
نهت الروايات عن التنويه باسم القائم في حين إن روايات أخرى ذكرت القائم (عليه السلام) وسمته باسمه واسم أبيه ورفعته إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
وهذا يعني أن هناك قائم غير الحجة بن الحسن هو اليماني، أما القائم الآخر فهو الإمام المهدي (عليه السلام)( - بحار الأنوار ج36 ص40 ، غيبة النعماني ص215 )( تستطيع الإطلاع على تفاصيل أكثر في هذا الصدد من خلال موسوعة القائم الجزء الأول ( النهي عن التسمية) ).
ج/ نعم هناك أدلة تخص إطلاق لقب المهدي على اليماني الموعود كما يطلق على الإمام المهدي وإن الروايات التي تتحدث عن المهدي إنما تتحدث عنهما معاً وليس عن شخص واحد والأدلة كما يأتي:
الدليل الأول: مكان خروج المهدي
فالروايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من اليمن وأخرى تشير إلى خروجه من مكة.
حيث جاء عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله: ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة )( بحار الأنوار ج51 ص80، كشف الغمة ج2 ص469)
وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة..)( -أعيان الشيعة ج2 ص53).
بينما هناك روايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من مكة وقيامه بالسيف من هناك، فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام): ( ذكر المهدي من ولده يرضى به كل مؤمن يحكم بالعدل ويأمر به يظهر من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات..)( الخرائج ج2 ص550 ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( ويظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقميصه وسيفه وعلامات ونور )( الصراط المستقيم ج2 ص225 ).
الدليل الثاني: قائد الرايات السود
ما ورد عن ثوبان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي )( بحار الأنوار ج51 ص82، كشف الغمة ج2 ص472).
وهذا ما يدل على إن المهدي هنا هو اليماني حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) يكون خروجه من مكة حسب المتواتر من الأخبار، والذي يأتي بالرايات السود هو اليماني وأصحابه الذين يبعثون بالبيعة للإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتل لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي )( كشف الغمة ج2 ص473).
وكما هو واضح من الرواية الأولى إن الرايات السود قائدها اليماني ويكون فيها، وعبرت عنه الرواية بـ ( فيها خليفة الله المهدي ).
أما الرواية الثانية فتشير إلى مجيء المهدي (عليه السلام) بعد مجيء الرايات السود وتعبر عنه الرواية بـ ( ثم يجيء خليفة الله المهدي ).
وعليه فالمهدي اليماني هو صاحب الرايات السود وقائدها وأما الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الذي يبايعه صاحب الرايات السود ( اليماني ) وأصحابه.
الدليل الثالث:
هو ما ورد عن حذلم بن بشر قال: ( قلت لعلي بن الحسين صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته قال يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي.. ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني أختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )( بحار الأنوار ج52 ص213، غيبة الطوسي ص443).
إن الإمام المهدي (عليه السلام) غائب ولن يقوم إلا في مكة المكرمة في العاشر من محرم الحرام ( يوم عاشوراء ) بينما الرواية تقول إن المهدي (عليه السلام) يختفي بعدما يخرج السفياني وهذا يقتضي إن المهدي (عليه السلام) يكون حاضراً موجوداً قبل خروج السفياني لأنه يختفي بعد خروج السفياني وهذا غير ممكن لأن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يقوم إلا في العاشر من محرم وإن خروج السفياني يسبق خروج المهدي (عليه السلام).
وعليه فالذي يختفي بعد خروج السفياني ثم يخرج مرة أخرى هو ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل هو السيد اليماني.
الدليل الرابع:
وهي الرواية التي نختم بها الحديث عن لقب المهدي جاء فيها: ( ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد ويقتل رجلاً من مسميهم ثم يخرج المهدي، فإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرهم على أبن أبي سفيان، التحقوا بمكة فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي منادي من السماء أيها الناس إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( بحار الأنوار ج52 ص207).
وهذه الرواية كما يتضح تتحدث عن دخول السفياني إلى الكوفة، وتحرك المهدي باتجاهها بعد معرفته باجتماع أهل الشام على السفياني وهذا أيضاً ما لا يمكن حمله على أن المقصود بذلك هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه يكون في هذه الفترة غائباً.
أما الذي يقوم بقتال السفياني قبل ذلك فهو اليماني والذي عبر عنه في هذه الرواية بالمهدي، بدليل انه بعد الصدام الحاصل بين المهدي اليماني- حسب الرواية- وبين السفياني ينادي مناد من السماء باسم الإمام المهدي (عليه السلام) وهو ( المهدي الحجة بن الحسن حسب الرواية ).
فيتضح مما تقدم إن هناك شخصيتين رئيسيتين تظهران في آخر الزمان كما جاء ذكرهما في الأحاديث النبوية الشريفة، وإن هاتين الشخصيتان هما من تكون على عاتقهما مهمة القيام وقيادة القضية المهدوية والتمهيد لها وإقامة دولة العدل الإلهي وهما السيد اليماني والإمام المهدي (عليه السلام) الإمام الثاني عشر.
وإن السيد اليماني هو من سيقوم بإعداد الأنصار ويمهد الطريق ويعد الأنصار والتمهيد للإمام ومن ثم يسلم الراية إلى ابن عمه الإمام المهدي (عليه السلام).
س13/ هل يطلق لقب القائم على غير الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
وهل هناك قائم آخر غير الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
ج/ للإجابة على هذا السؤال لا بد من الرجوع إلى الروايات ومناقشتها مناقشة موضوعية وتحليلها لغرض الحصول على النتائج المطلوبة، ولابد لنا أولاً من معرفة معنى القائم وسبب التسمية واللقب.
إن القائم في اللغة مأخوذ من الفعل قام يقوم قوماً وقومته قياماً، قام بالأمر تولاه، وقام الحق ظهر وثبت وقام على الأمر راقبه وأدامه وثبته( المنجد ق1 ص663 ).
وقد ورد في سبب التسمية عن أهل البيت روايات منها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( وسمي القائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ج51 ص30 ، الإرشاد ج2 ص383 ، أعلام الورى ص261 ).
وفي رواية ثانية عنه (عليه السلام): ( يسمى القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق )( بحار الأنوار ج51 ص30).
وفي رواية ثالثة عنه أيضاً: ( وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت إنه يقوم بأمر عظيم )( بحار الأنوار ج51 ص30، غيبة الطوسي ص471).
وفي رواية (سمي بذلك لقيامه بالسيف)( بحار الأنوار ج51 ص217).
ولما كان السبب في التسمية هو القيام بالحق تبين إنه لا مانع من أن يكون هناك أكثر من شخص يسمى بالقائم، فإذا وجد من يقوم بالحق جاز أن يطلق عليه هذا اللقب وهو القائم فقط وليس الإمام القائم لأنه خاص بالإمام المهدي (عليه السلام).
ومما يدل على وجود أشخاص آخرين يمكن إطلاق لقب ( القائم ) عليهم هو أن الأئمة (عليهم السلام) كلهم يطلق عليهم لقب القائم.
وهذا ما ورد عن الحكيم بن أبي نعيم في حديثه مع الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( لا أخرج من المدينة حتى أعلم إنك قائم آل محمد أم لا.. فقال يا حكيم كلنا قائم بأمر الله...)( الكافي ج1 ص536 ).
وفي رواية أخرى عن السيد عبد العظيم الحسني أنه قال: ( قلت لمحمد بن موسى (عليه السلام) إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. فقال: يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله )( بحار الأنوار ج51 ص157).
وقد ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): ( وكنت لله طائعاً ولجدك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) تابعاً.. وفي غمرات الموت سابحاً وللفساق مكافحاً وبحجج الله قائماً وللإسلام عاصماً...)( بحار الأنوار ج98 ص239 ).
مما يدل على إن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يلقب كل منهم بهذا اللقب وانه لا يختص بالإمام المهدي (عليه السلام) فقط.
كما ورد في الدعاء: ( وأمتني على فراشي في عافية أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت :كانهم بنيان مرصوص على طاعتك وطاعة رسولك مقبلاً على عدوك غير مدبر قائماً بحقك غير جاحد لآلائك )( مصباح الكفعمي ص37 ، مصباح المتهجد ص78 ).
وهذا الدعاء دليل على أن كل إنسان يقوم بحق الله تعالى أفضل القيام يصدق عليه لقب (القائم) ويمكن إطلاق هذا اللقب على غير ألائمة (عليهم السلام).
وكذلك يمكن انطباقه على السيد اليماني الذي يطلق عليه لقب القائم والعلة في ذلك كالآتي :
إن الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) تشير بوضوح إلى ان أمر الله هو الإمام المهدي (عليه السلام).
فقد ورد عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } أنه قال: ( هو أمرنا يعني قيام قائمنا آل محمد أمرنا الله عز وجل أن لا نستعجل به، يؤيده بثلاثة أجناد بالملائكة والمؤمنين والرعب وخروجه كخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وذلك قوله عز وجل {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ })( تأويل الآيات ص256 ).
وإن أمر الله هو الإمام المهدي (عليه السلام) وينادي به جبرائيل (عليه السلام)( بحار الأنوار ج2 ص285 ، 356 ، تفسير العياشي ج2 ص254).
ولما كان الإمام المهدي (عليه السلام) هو أمر الله، فإن القائم بأمر الله يطلق عليه لقب (القائم) كما ذكرنا آنفاً، وعليه فاليماني يصدق عليه هذا اللقب لأنه يقوم بأمر الله أي يقوم بأمر الإمام المهدي (عليه السلام)
أما الأدلة على إن تسمية القائم يمكن أن تطلق على السيد اليماني فهي:
أولاً: تعدد لفظ القائم
عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان أمير المؤمنين حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم فقال الحسين يا أمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين:
قال: (لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام. ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل وقال: إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان والملتان وجاز الجزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان وأجابته الأبر والديلم وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والحرامات وكانوا بين هنات وهنات إذا خربت البصرة وقام أمير الأمرة.
فحكا (عليه السلام) حكاية طويلة ثم قال: إذا جهزت الألوف وصفت الصفوف وقتل الكبش الخروف هناك يقوم الآخر ويثور الثائر ويهلك الكافر ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله بين الركنين في دريسين باليين يظهر في الثقلين ولا يترك في الأرض الأدنين طوبى لمن أدرك زمانه ولحق أوانه وشهد أيامه ..(بحار الأنوار ج52 ص235 ، 274 )
عند مطالعة الرواية من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) يظهر لنا إن هناك أكثر من قائم مع ملاحظة إن ورود اسم القائم في صدر الحديث كان مجرداً أي القائم فقط، وفي آخر الحديث ذكر القائم المأمول والإمام المجهول يستدل من هذا الكلام انه ليس قائم واحد بل أكثر من قائم، فالقائم الذي ذكر في بداية الحديث هو السيد اليماني والذي يقوم في خراسان بينما من سمي بالقائم المأمول فهو الإمام المهدي (عليه السلام).
وقد وصف بالقائم المأمول أي الذي تأمله الناس وتتأمل ظهوره وهو الإمام المهدي (عليه السلام) بينما القائم الآخر الذي يخرج من خراسان لم تذكره الرواية بلفظ المأمول لأنه ليس الإمام المهدي بل وزيره اليماني .
ثانياً: عمر القائم (عليه السلام)
فهناك رواية تشير إلى إنه يظهر وهو ابن ثلاثين سنة وروايات تشير إلى إنه يظهر وهو ابن أربعين سنة( بحار الأنوار ج51 ص44 ، دلائل الإمامة ص258).
فاليماني يظهر في عمر الثلاثين، بينما الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر في عمر الأربعين.
فقد ورد في عمر الإمام المهدي (عليه السلام): ( يخرج المهدي وهو أبن أربعين سنة كأنه رجل من بني إسرائيل )(الفتن لأبن حماد ج1 ص365 ).
أما اليماني فقد ورد في عمره: ( القائم من ولدي يعمر عمر خليل الرحمن يقوم في الناس وهو ابن ثلاثين سنة..)( دلائل الإمامة ص258 ).
وهنا قد أطلق على اليماني لقب (القائم).
ثالثاً: صفات القائم
فقد ورد في بعض الروايات إن القائم أبيض مشرب بحمرة برأسه الحزاز شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام) بينما ورد في روايات أخرى إن القائم غائر العينين مشرف الحاجبين بوجهه أثر شبيه موسى (عليه السلام)( بحار الأنوار ج51 ص40 ، غيبة النعماني ص215 ، أعلام الورى ص465).
مما يدل على أن هناك غير الحجة بن الحسن من يطلق عليه لقب القائم أيضاً وهو اليماني.
رابعاً: التنويه بالإسم
نهت الروايات عن التنويه باسم القائم في حين إن روايات أخرى ذكرت القائم (عليه السلام) وسمته باسمه واسم أبيه ورفعته إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
وهذا يعني أن هناك قائم غير الحجة بن الحسن هو اليماني، أما القائم الآخر فهو الإمام المهدي (عليه السلام)( - بحار الأنوار ج36 ص40 ، غيبة النعماني ص215 )( تستطيع الإطلاع على تفاصيل أكثر في هذا الصدد من خلال موسوعة القائم الجزء الأول ( النهي عن التسمية) ).
تعليق