نقل الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة توقيع ينسب للسفير الرابع ï´؟السمريï´¾ ينسبه للإمام المهدي (ع)جاء فيه : ï´؟...وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة الإمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتري . ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم ï´¾ . أن الغريب عند المعتقدين بصحة هذا التوقيع أنهم ينقلون هذا التوقيع ثم يقولون أيضاً بتشرف فلان بمشاهدة الإمام المهدي (ع)وخدمته وعندما أنصدموا بهذا التناقض الفضيع راحوا يزيدون على الكلام المنسوب للإمام (ع)ويقولون أن مدعي المشاهدة بمعنى مدعي النيابة ولا أدري ماهو الربط بين مدعي المشاهدة ومدعي النيابة خصوصاً أذا عرفنا بأن المشاهدة في اللغة تعني المعاينة ï´؟لسان العرب ج3 ص 239ï´¾ فهل أن الإمام المهدي (ع)أراد ان يقول وسيأتي لشيعتي من يدعي النيابة ولكنه لم يستطع التعبير عن النيابة فقال المشاهدة وشتان ما بين الاثنين ام هل الإمام لا يجيد اللغة العربية وهو أبن أسياد المتكلمين ووارث علومهم سلام الله عليهم أجمعين. لقد تطرق العلامة المجلسي لهذا التوقيع وقال بانه مرسل( طبعا من المعروف ان العلماء لا يعملون بالمراسيل في باب الفقه والافتاء فكيف يمكن ان يعملون به في باب العتقاد والإمامة ) لم يعمل به ناقله وهو الشيخ الطوسي وذلك في قوله : ï´؟ أنه خبر واحد مرسل غير موجب علما فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل ومن بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره (ع) فكيف يجوز الإعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله وهو الشيخ في الكتاب المذكور كما يأتي كلامه فيه فكيف بغيره والعلماء الأعلام تلقوها بالقبول وذكروها في زبرهم وتصانيفهم معولين عليها معتنين بهاï´¾ ï´؟بحارالأنوار ج : 53 ص : 319ï´¾ .
ولعل الشيخ المجلسي قد أصاب كبد الحقيقة بهذه الكلمات فما هو الداعي من الشيخ الطوسي أن ينقل هذا الخبر ثم ينقل أخبار من تشرف بمشاهدة الإمام المهدي (ع)وهم من الثقاة والمعول عليهم أليس هذا دليل على عدم عمل الشيخ بهذا الخبر يا أولي الالباب .
ثم انه قد صدرت مكاتبتين من الناحية المقدسة بعد ثمانون عاما من وفاة السفير الرابع السمري وهذا خير شاهد على ان المكاتبة لا صحة لها بل ويوجد من تآمر على الامام المهدي لكي يغلق الباب في وجهه ويدفت قضيته ولكن الله بالغ أمره لذلك عبر عن الإمام المهدي (ع) بأنه الشمس الطالعة بعد المغيب فهؤلاء هم اخوة يوسف الذين القوا باخيهم في البئر ليتخلصوا منه ولكن الله سيرجعه اليهم وهو سيد الكون ولكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها فالملك هنا (الامام المهدي ) سيقوم غاضبا ولا يستتيب احد ولن يستغفر لهؤلاء الخونة فعلتهم بل سيقتلهم جميعا ويجمع الناس على أمر واحد
اليكم احبائي المكاتبتين
قال العلاّمة الطبرسيّ رحمه الله: «ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر موصلُه أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز؛ نسخته:
للأخ السديد و الوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ـ أدام الله إعزازه ـ من مستودع العهد المأخوذ على العباد
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد؛ سلام عليك أيها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين، ونُعلمك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك، أعزّهم الله بطاعته وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته.
فقف ـ أيّدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه ـ على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله:
نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا، ومباءتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
اعتصموا بالتقيّة من شبّ نار الجاهلية يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرمِ فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرْضيّة، إذا حلّ جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يُحزن ويُقلق، ويَغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يسترّ بهلاكه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي الحجّ من الآفاق ما يؤمّلونه منه على توفيرٍ عليه منهم واتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتّساق.
فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا، ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام.
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا، الصفيّ والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطّرناه بما له ضمنّاه أحداً وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين».
هذه الرسالة صدرت في عام 410 هـ بينما السفير الرابع السمري توفي في عام 329هـ فكيف حدث ان شرّف الإمام المهدي (ع) الشيخ المفيد بالمكاتبة اليس الذي يتشرف بالمكاتبة عن الإمام يكون سفيرا له ثم اين ذهبت المكاتبة التي صدرت من السفير الرابع اليست تقول بان من يدعي المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر وهذه المكاتبتين التي نقلت لكم الاولى وستاتي الثانية اجمع العلماء على صحتها بل ان لهجة البلاغة والحكمة تفوح منها رائحة الامام المهدي العطرة الزكية على خلاف المكاتبة التي صدرت من السمري او التي نسب اليه والتي لا يظهر منها إلا التخبط وعدم الموضوعية
انقل لكم الان المكاتبة الثانية
المكاتبة الثانية
وورد على الشيخ المفيد كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة 412 هـ ؛ نسخته:
من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الناصر للحقّ، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو إلهنا وإله آبائنا الأولين، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين.
وبعد؛ فقد كنّا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ينصب في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفاً من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا إلى صحصح من غير بعد من الدهر و لا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منّا يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، والله موفّقك لذلك برحمته.
فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام ـ أن تقابل لذلك فتنة تبسل نفوس قوم حرثت باطلاً لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمّم مستحلّ للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليتّقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين ـ أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين ـ أنّه من اتقى ربّه من إخوانك في الدين، وأخرج مما عليه إلى مستحقّيه، كان آمناً من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المضلّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسراً بذلك لأولاه وآخرته.
ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتّصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم، وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
«هذا كتابنا إليك أيها الوليّ الملهم للحقّ العليّ بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفهِ عن كلّ أحد، واطوِهِ، واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا ـ شملهم الله ببركتنا إن شاء الله ـ الحمد لله والصلاة على سيّدنا محمد النبي وآله الطاهرين»
المصادر ( كتاب المزار للشيخ المفيد ص10، الاحتجاج للشيخ الطبرسي ج2 ص324،معجم احاديث الامام المهدي ج4ص462)
اذن يثبت بالدليل الذي لا يقبل الشك فيه إلا من عرج بعقله في زمن غياب العقول بان المكاتبة التي تقول ( ألا من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر ) مكاتبة خاطئة ومكذوبة على الامام المهدي (ع) ولا صحة لها وقد حصلت مؤامرة على السفراء والسفارة وعلى الامام من خلال فقهاء ذلك الزمان فالسفراء الاربعة الاوائل قد ضلموا وحوصروا لذلك رأى الفقهاء ان الحل الافضل أن يغلقوا الباب بوجه الإمام ظنا منهم انه ونسوا ان لهم يوم ستضيق عليهم الأرض بما رحبت وسيكونون خير مثال لقوله تعالى {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } فالحمر جمع حمار والقسورة هو الاسد ففقهاء السوء مثلهم مثل الحمار يحمل اسفارا والإمام مثله مثل الاسد الذي سينقض على هذه الحمير ويقتلها شر قتلة
علما ان هناك مناقشة لمتن المكاتبة المكذوبة على المعصوم اعرضنا عنها خشية الاطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ولعل الشيخ المجلسي قد أصاب كبد الحقيقة بهذه الكلمات فما هو الداعي من الشيخ الطوسي أن ينقل هذا الخبر ثم ينقل أخبار من تشرف بمشاهدة الإمام المهدي (ع)وهم من الثقاة والمعول عليهم أليس هذا دليل على عدم عمل الشيخ بهذا الخبر يا أولي الالباب .
ثم انه قد صدرت مكاتبتين من الناحية المقدسة بعد ثمانون عاما من وفاة السفير الرابع السمري وهذا خير شاهد على ان المكاتبة لا صحة لها بل ويوجد من تآمر على الامام المهدي لكي يغلق الباب في وجهه ويدفت قضيته ولكن الله بالغ أمره لذلك عبر عن الإمام المهدي (ع) بأنه الشمس الطالعة بعد المغيب فهؤلاء هم اخوة يوسف الذين القوا باخيهم في البئر ليتخلصوا منه ولكن الله سيرجعه اليهم وهو سيد الكون ولكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها فالملك هنا (الامام المهدي ) سيقوم غاضبا ولا يستتيب احد ولن يستغفر لهؤلاء الخونة فعلتهم بل سيقتلهم جميعا ويجمع الناس على أمر واحد
اليكم احبائي المكاتبتين
قال العلاّمة الطبرسيّ رحمه الله: «ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر موصلُه أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز؛ نسخته:
للأخ السديد و الوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ـ أدام الله إعزازه ـ من مستودع العهد المأخوذ على العباد
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد؛ سلام عليك أيها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين، ونُعلمك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك، أعزّهم الله بطاعته وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته.
فقف ـ أيّدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه ـ على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله:
نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا، ومباءتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
اعتصموا بالتقيّة من شبّ نار الجاهلية يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرمِ فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرْضيّة، إذا حلّ جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يُحزن ويُقلق، ويَغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يسترّ بهلاكه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي الحجّ من الآفاق ما يؤمّلونه منه على توفيرٍ عليه منهم واتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتّساق.
فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا، ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام.
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا، الصفيّ والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطّرناه بما له ضمنّاه أحداً وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين».
هذه الرسالة صدرت في عام 410 هـ بينما السفير الرابع السمري توفي في عام 329هـ فكيف حدث ان شرّف الإمام المهدي (ع) الشيخ المفيد بالمكاتبة اليس الذي يتشرف بالمكاتبة عن الإمام يكون سفيرا له ثم اين ذهبت المكاتبة التي صدرت من السفير الرابع اليست تقول بان من يدعي المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر وهذه المكاتبتين التي نقلت لكم الاولى وستاتي الثانية اجمع العلماء على صحتها بل ان لهجة البلاغة والحكمة تفوح منها رائحة الامام المهدي العطرة الزكية على خلاف المكاتبة التي صدرت من السمري او التي نسب اليه والتي لا يظهر منها إلا التخبط وعدم الموضوعية
انقل لكم الان المكاتبة الثانية
المكاتبة الثانية
وورد على الشيخ المفيد كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة 412 هـ ؛ نسخته:
من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الناصر للحقّ، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو إلهنا وإله آبائنا الأولين، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين.
وبعد؛ فقد كنّا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ينصب في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفاً من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا إلى صحصح من غير بعد من الدهر و لا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منّا يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، والله موفّقك لذلك برحمته.
فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام ـ أن تقابل لذلك فتنة تبسل نفوس قوم حرثت باطلاً لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمّم مستحلّ للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليتّقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين ـ أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين ـ أنّه من اتقى ربّه من إخوانك في الدين، وأخرج مما عليه إلى مستحقّيه، كان آمناً من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المضلّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسراً بذلك لأولاه وآخرته.
ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتّصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم، وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
«هذا كتابنا إليك أيها الوليّ الملهم للحقّ العليّ بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفهِ عن كلّ أحد، واطوِهِ، واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا ـ شملهم الله ببركتنا إن شاء الله ـ الحمد لله والصلاة على سيّدنا محمد النبي وآله الطاهرين»
المصادر ( كتاب المزار للشيخ المفيد ص10، الاحتجاج للشيخ الطبرسي ج2 ص324،معجم احاديث الامام المهدي ج4ص462)
اذن يثبت بالدليل الذي لا يقبل الشك فيه إلا من عرج بعقله في زمن غياب العقول بان المكاتبة التي تقول ( ألا من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر ) مكاتبة خاطئة ومكذوبة على الامام المهدي (ع) ولا صحة لها وقد حصلت مؤامرة على السفراء والسفارة وعلى الامام من خلال فقهاء ذلك الزمان فالسفراء الاربعة الاوائل قد ضلموا وحوصروا لذلك رأى الفقهاء ان الحل الافضل أن يغلقوا الباب بوجه الإمام ظنا منهم انه ونسوا ان لهم يوم ستضيق عليهم الأرض بما رحبت وسيكونون خير مثال لقوله تعالى {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } فالحمر جمع حمار والقسورة هو الاسد ففقهاء السوء مثلهم مثل الحمار يحمل اسفارا والإمام مثله مثل الاسد الذي سينقض على هذه الحمير ويقتلها شر قتلة
علما ان هناك مناقشة لمتن المكاتبة المكذوبة على المعصوم اعرضنا عنها خشية الاطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .