إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القحـــطانــــــــي مجدد العلوم الألهية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القحـــطانــــــــي مجدد العلوم الألهية

    القحـــطانــــــــي

    مجدد العلوم الألهية





    اعداد

    جارالله الناصري


    الأهداء :
    الى الصادر الأول النور المحمدي الخالد ...
    الى آية الله العظمى والنبأ العظيم ...
    الى باب الله وديان دينه وبقيته في أرضه ...
    الى من قال فيه امير المؤمنين .. باقرا .. باقرا .. باقرا
    أهدي هذا الجهد المتواضع .....






    بسم الله الرحمن الرحيم

    القحطاني مجدد العلوم الالهية

    مقدمة :
    من السهولة ان يكتب الانسان عن عنوان علمي في حياتنا تدرج بالعلم الكسبي الذي - شربناه جميعا - تدرج
    طبيعي حاضر لدى الجميع وكتب بالحروف التي يعرفها الجميع ، ولكن من الصعوبة بمكان ان تكتب عن شخصية علمية تفاجأ بها الزمن بلحظة من لحظات سكونه وخموله ، بل من الصعوبة ان تكتب عن عنوان علمي تجهل كنهه ، بفترة قصيرة يتفاجأ الجميع ولأول مرة ان اوراق التاريخ تفرز ، من الصعوبة ان يتحول الفكر البشري من الاسطورة الى الواقع ، ومن الخيال الى الحقيقة ، انا هنا اكتب عن شخصية ليست عادية بل شخصية آتية من الزمن البعيد لتقف على عتبة الحاضر بكل عنفوان ، شخصية تسللت من تحت طيات النصوص المقدسة لتحقق مصداقها ، شخصية جمعت بين الماضي والحاضر في نفس بشرية ، شخصية سارت مع نبضات الزمن بخطى رتيبة والجميع غافلون ، ربما صعب على الفكر البشري التقليدي ان يدرك ان صاحبهم يمشي في اسواقهم ويطأ فرشهم ، شخصية علمية أذن للزمن ان يزيل الستار عنه لتتحول من مفهوم فكري في بطون الاسفار الى مصداق خارجي تجمع بين طرفي الزمن تحت مظلة عصر الظهور الشريف مثل هكذا شخصيات تعرف بالآثارالعلمية لاباالألقاب ، ان شخصيتنا التي نتحدث عنها قلبت موازين العلم والمعرفة ، وغيرت وجه التاريخ ، وجمعت قزع الرجال من هنا وهناك تحت روابط الاسلام النقي وحولت تعاليمه الى سلوك قل نظيره في التاريخ وابحرت بسفينة العلم الالهي الذي لم يتذوقه احد من جهابذة العلوم الكسبية وحولت اهم قضية من قضايا الفكر البشري (القضية المهدوية) من الاسطورة الى الحقيقة ومن الخرافة الى الواقع ، نتكلم هنا ونؤرخ عن الأستاذ الكبير والعلامة القدير ((ابو عبدالله الحسين القحطاني)) صاحب اروع الاطروحات العلمية التي كشف بها عن اسرار وخبايا الكثير من العلوم الخافية على الجميع 0 عشنا زمنا طويلا ونحن نعيش بغياهب المجهول لم نرى النور منذ ان فتحت الغيبة ابوابها علينا وتهنا كتيه بني اسرائيل ، لقد استطاع القحطاني ان يزيل حجب الظلام عنا وحول العلم التقليدي الذي كنا عاكفين عليه الى سراب لطالما ظنناه انه الحقيقة .
    بالوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى من يخبرنا عن الكثير من المجهولات التي تكتنف حياتنا المستقبلية ، ونحن بحاجة الى من يضع لنا اطروحات علمية في هذا الخصوص والساحة العلمية مفتوحة للجميع ومن اراد فليسل سيف العلم ولا ننسى ان الله سبحانه وتعالى فضل بعض عباده على غيرهم كما فضل بعض الرسل على البعض لالخصوصية اعتبارية بل لخصوصية موضوعية بقدر قاعدة الاستيعاب والقرب الالهي الذي هو محل التفاضل بين العباد فليس لنا الاختيار بل لله سبحانه قال تعالى(انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الاسراء:21) وقال تعالى(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة:4) وقال تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36) .
    تمهيد :
    لقد بدء العلم منذ ان خطت البشرية الركن الاساسي للتراكمية العلمية عندما اكتشفت الكتابة وان اقدم النصوص التي كتبت كما يخبرنا التاريخ عن ذلك كانت عند ادريس (ع) حيث ذكر المسعودي في أخبار الزمان قال(( وفي بعض الاخبار انه اول من كتب من ولد آدم(ع) هو ادريس وقال اخرون انه لم يخل قط جيل ولا امة من الكتابة لان ادريس بدت فيه النبوة وعلم عدة خطوط وامر بجمع المصاحف وتركها في الهيكل وامر بني ادم وغيرهم بدرسها )) اخبار الزمان ص77 ،وللكتابة دور كبير في حفظ اثار الاجيال من العلم والمعرفة وخصوصيات الحضارات فبدء العلم يخطو خطواته السريعة فاصبح كل جيل يكمل المسيرة العلمية للجيل الذي سبقه فتراكمت العلوم وبوبت بابواب عديدة وشيدت الحضارات مع تحرك عجلة الزمن فاصبح البعيد قريب واصبح الخيال حقيقة وصار الاعمى بصير كل ذلك بفضل العلم والتراكمية العلمية وحتى اصبحت الاديان تنادي بالعلم والمعرفة وتؤسس بذوره في كل المجالات حتى ان الرسول الاعظم (ص) جعله فريضة على كل مسلم ومسلمة لانه سلم الارتقاء والتفاضل بين العباد والعز والمجد
    وهنا يجب ان نلتفت الى حقيقة مفادها ان العلم يقسم الى نوعين علم كسبي وعلم لدني كما قسمه اهل المعرفة والنوع الثاني هو علم خاص اختصه الله سبحانه وتعالى لأنبيائه ورسله وعباده الصالحين دون غيرهم كل حسب درجة قربه من الله واستعداده القلبي لذلك قال تعالى في محكم كتابه (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا )(الرعد: من الآية17) وسمي هذا النوع من العلم باللدني على اعتبار من لدن ساحة قدسه تبارك وتعالى قال تعالى حكاية عن عبده الصالح الخضر(ع) (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف:65) وهذا النوع من العلوم لانعرف منه الا حروفه فهو ليس من سنخ العلوم المتعارفة لدينا ولم يتذوقه احد الا اهله ولايمكن تحصيله بالأساليب العلمية المتعارفة بل يؤخذ من اهله فقد ورد عن امير المؤمنين علي(ع) انه قال ((ان رسول الله (ص) أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم وفتح لي كل باب ألف باب ، وقال ايضا: لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين اهل التوراة بتوراتهم واهل الانجيل بأنجيلهم ، واهل الفرقان بفرقانهم)) بحار الانوار ج40 ص126 0 وقد ذكر الغزالي في ذيل هذه الرواية بعد ان نقلها ((وهذه المرتبة لاتنال بمجرد التعلم بل يتمكن المرء في هذه المرتبة بقوة العلم اللدني ، وقال ايضا : وهذه الكثرة والسعة والانفتاح في العلم لايكون الا من لدن الهي سماوي)) الطرائف ص136 0
    اذن تبين ان العلم اللدني هو علم خلاف العلوم المتحصله عندنا ولا يمكن ان يمسه احد غير اولياءه واحباءه
    وهو من مختصات الامام المهدي(مكن) ومن يفيض عليه الامام(ع) لبعض خواصه كلا حسب استعداده وقابلياته لاسيما ونحن نعرف بانه سلام الله عليه وارث علوم اباءه واجداده بل هو وارث علوم الانبياء والرسل على طول خط الزمن الرسالي من ادم الى الخاتم(ص) ، عن الامام الباقر(ع) قال(كأني انظر الى القائم (ع) واصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير فنيت ازوادهم وخلقت ثيابهم متنكبين قسيهم قد اثر السجود بجباههم ليوث بالنهار رهبان بالليل كأن قلوبهم زبر الحديد يعطي الرجل منهم قوة اربعين رجلا ويعطيهم صاحبهم التوسم لايقتل احد منهم الا كافرا او منافقا) منتخب الانوار المضيئة ص195 .
    وهذه الرواية واضحة الدلالة على ان القائم يفيض ببعض ماعنده من العلوم الالهية على اصحابه لما تتطلبه المرحلة من افاضة هذه العلوم لخواصه حسب استعداداتهم الفكرية والايمانية .


    يتبع لطفآ
    التعديل الأخير تم بواسطة المشرف العام; الساعة 04-09-13, 06:12 PM.

  • #2
    القضية المهدوية في التاريخ:

    لم نجد في التاريخ الاسلامي او غيره من تاريخ الامم قضية متجذرة في عمق التاريخ كالقضية المهدوية ونحن لانبالغ ان قلنا ذلك ، فقد بدءت القصة المهدوية منذ ان بدءت الارادة الالهية تقول كلمتها في الارض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة: من الآية30) وهذا الخليفة الارضي الذي تمخض من الجعل الالهي لابد ان يرتدي كل صفات وتجليات المستخلف ، ولا يتوهم احدنا بأن يقول ان الانسان هو خليفة الله في ارضه ، فهذا القول لاينسجم مع مستحقات الخلافة الالهية اضافة الى ان الدليل يقع بخلافه فان الله سبحانه يصف بعض الناس بالانعام فكيف يستحقون منصب الخلافة قال تعالى(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44) وفي اية اخرى يقول المولى(ا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(لأعراف: من الآية179) وهل تنسجم الغفلة مع المنصب الخلائفي 0 اذن هذه الخلافة الالهية لاتنسجم الا مع المطهرين الصادقين الذين هم تجليات الجعل الالهي ، فقد ورد عن ((اسحاق بن عمار قال: قلت لابي الحسن الاول(ع) الا تدلني الى من اخذ عنه ديني ؟ فقال : هذا ابني علي إن ابي اخذ بيدي فأدخلني الى قبر رسول الله(ص) فقال: يابني ان الله عز وجل قال(ِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة) وان الله اذا قال وفى به)) الكافي ج1 ص312 0 اذن القضية المهدوية هي البذرة الالهية في عصا التكوين منذ البدء ولكنها مؤجلة الى اخر الزمان بسبب الاستحقاقات الزمنية فلا يمكن لأي زمن ان يحتضن هذه البذرة الا اخر الزمان لما له من خصائص ذاتية وموضوعية تفتقر اليها باقي الازمنة ، وبما ان القضية المهدوية تعتبر ثمرة وعصارة الرسالات السماوية لايمكن لها ان تعيش الا في اخر العصور الذي يعتبر عصارة خط الزمن وقمة تراكماته العلمية
    وقد عاشت هذه القضية في حضن الرسالات الثلاثة وارتضعت من ثدي مبادئها مرورا بالتوراة والانجيل ثم تربعت في الكتاب الخاتمي ونطق بها خاتم الانبياء والرسل رسولنا الاعظم(ص) واستمرت على شفاه نقبائه الأئمة الاطهار يتحدثون بها ويرسخوها في اذهان معاصريهم وبعد ان سقتها دماء سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين(ع) جمرة البقاء وجعلتها مشتعلة مع الزمن مهما تطاولت غياهب الغيبة لتحط رحالها في سنة 255 هـ في المنتصف من شعبان حيث تحولت تلك القضية الالهية من لغة ارادية وكلمة ملكوتية ووحي سماوي الى صفحة مادية تعيش بين الناس
    ان مثل هكذا قضية والتي تحمل هكذا قدسية من قبل المولى تبارك وتعالى ولها ارتباطات بعالمنا المادي يجب ان تأخذ حيزا واسعا وعميقا (كما ونوعا) في تراثنا الاسلامي ، ويجب ان يتصدى لها الباحثين على مختلف مشاربهم الدينية والمذهبية لأن القضية المهدوية هي قضية المصلح العالمي الموعود ، فلا يوجد مذهب من المذاهب او دين سماوي الا ومن اولوياته التبشير بالمصلح الموعود الذي يصلح الارض بعد فسادها قال تعالى(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105) الا اننا ومع شديد الاسف لم نجد بتراثنا الاسلامي اهتمام بحجم تلك القضية ، ماعدا الجيل الاول من المحدثين حيث دونوا روايات و نصوص هذه القضية وحفظوها لنا
    والمسلمون عموما انقسموا الى قسمين في عصر الغيبة اصحاب مدرسة الخلفاء وهم(السنة) واصحاب مدرسة الأئمة(الشيعة ) فالقسم الاول ذهب الى القول الى ان المهدي(ع) يولد في اخر الزمان استنادا الى بعض الروايات التي يعتبرونها صحيحة عندهم كالرواية المنقوله عن ابي اسحاق قال : (قال على (رض) ونظر الى ابنه الحسن فقال : ان ابني هذا سيدا كما سماه النبي(ص) وسيخرج من صلبه رجل يسمى بأسم نبيكم يشبهه في الخلق ولايشبهه في الخلق ) سنن ابي داود ج2 ، والشيعة ذهبت الى ان المهدي(ع) هو محمد بن الحسن ولد سنة 255هـ وهو حي غائب ،وقد عاش قسم منهم في صراع عقائدي تارتا وروائي تارتا اخرى لأثبات هذه الحقيقة مع معانديهم مهملين الأبعاد الاخرى في هذه القضية ، وبعد ان تطاولت الغيبة امتدت يد النسيان الى جوهر هذه القضية واصبحت من المهملات عند العلماء واستعيض عنها باالفقه والاصول ليحل محل الفراغ الذي شكله اهمالهم بتلك القضية وكلما اقتربنا من عصر الظهور نجد اهمالا اكثر من سابقه حتى اصبح المتكلم بقضية الامام المهدي(ع) ((كما يقولون ))عمل العاجزين
    وفي الحقيقة ونحن نعيش عصر الظهور الشريف نحن بحاجة الى معرفة كنه القضية المهدوية وبكل مايحيط بهذه القضية من غموض وفك رموزها للوصول الى امامنا المنتظر(عج) اكثر من احتياجنا الى الفقه والاصول فقد ورد عن احمد بن عمر قال : ((سألت ابا الحسن الرضا(ع) عن قول الله عز وجل (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) قال : السابق بالخيرات الامام ، والمقتصد العارف للامام ، والظالم لنفسه الذي لايعرف الامام )) الكافي ج1، لأنه مامن شك بأن الامام (ع) هو صاحب الاحكام الحقيقية التي تجعلنا في طريق الهداية الالهية لاالأحكام الظنية التي هي من مبتنيات الفقه والاصول
    وعلى الرغم من كثرة العلماء فأن الغموض مازال يلف القضية المهدوية واصبحت الروايات تزيدها تعقيدا وغموضا لأنها مرموزة وليست صريحة المقال اضافة الى ذلك فأن لروايات اهل البيت(عليهم السلام ) محكم ومتشابه كمحكم القرآن ومتشابهه ومن لم يستطع ان يرجع متشابهه الى محكمه وقع في حيرة من امره وزاده بحثه تعقيدا وابعده عن الحقيقة اكثر من الوصول اليها وضل وأضل غيره فحمل وزره ووزر من اتبعه على ذلك ، وقد حاول بعض العلماء الولوج في تفاصيل ظهور الامام المهدي(ع) وحاول ان يؤسس نظرياته معتمدا على الروايات المعصومة لكنه اضطر في النهاية ان يرفع يده عن طائفة كبيرة من الروايات المتناقضة لكي يستطيع ان يصل الى نتيجة مرضية في هذا المقام ، فضلا عن ان الكثير من الروايات لم يستطيع ان يقف على كنه حقيقتها كروايات الرجعة مثلا فاكتفى بأدلة الرجعة دون الخوض بتفاصيلها
    واستمرت القضية المهدويه مع غموض رواياتها التي لم يستطع احدا من الباحثين ان يسبر اغوارها الى عصرنا الحاضر ، الى ان تسنا لأحد الباحثين الذي كشف الزمن عنه ان يضع العلم في موازينه الصحيحة ويبحر في القضية المهدوية بسفينة العلم الالهي ويسبر اغوار الاحاديث بعد ان بقر أستار العلم بقرا وطرح على ساحة العلم والمعرفة نظرياته العلمية المنسجمة تمام الانسجام مع الروايات المعصومة والقرآن اعجز بها جميع علماء عصره ليعلم زمن الغيبة كيف ان العلم يكتب ، وكيف ان العلم لايحمله الا اهله ،الا وهو صاحب العظائم استاذنا الكبير السيد ابو عبدالله الحسين القحطاني
    وسوف اقوم(بعد التوكل على الله) بأستعراض الغموض الذي اكتنف القضية المهدوية والتي عجز العلماء على ان يضعوا المنتظرين لأمامهم على طريق الصواب والحقيقة بل زادوهم ((رهقا)) وكيف استطاع السيد القحطاني ان ينعطف بقضية المصلح الموعود من مفهوم الاسطورة والخرافة الى قضية الهية حقيقية منسجمة مع ذهنية الواقع وتسير بمحاذات قانون الاسباب والمسببات الحاكم في عالم المادة
    وقبل ان اتكلم عن هذه القضية لابد لنا ان نخصص فصلا نتحدث فيه عن العلم واقسامه ، وماهي ادوات العلم التي يتسلح بها العالم لكي يبحث فيها عن اية قضية الهية ،واية سفينة يبحرون بها في بحور العلم الالهي المقدس لكي يتصفوا بانهم علماء يستحقون القسم الالهي قال تعالى(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18) .
    ولابد من التنويه الى حقيقة مهمة وهي ان فهم مكنون أي قضية لابد ان يكون من سنخ تلك القضية والا وقع في الارباك واربك غيره ، وبما ان القضية المهدوية قضية الهية فيتعين من ذلك لايمكن فهمها فهما صحيحا الا من تذوق العلوم الالهية وتعرف على اسرارها (وما اندرهم في الازمان ) .



    يتبع لطفآ

    تعليق


    • #3
      العلوم التحصيلية والعلوم الالهية :

      العلوم التحصيلية :
      اعتقد انني ليس لي الحق ان اصطف مع العلم واهلة حتى لايتهمنا البعض ويقول لنا انك من طبقة ليس لها الحق ان ترتدي قميص ليس لها ، او أن تضرب بعصا مجهولة عنها ، وانا اقر بذلك ، ولكن اقولها وبصوت مرتفع نحن لنا حق التقييم الموضوعي بما قهرنا الله سبحانه وتعالى حيث فضلنا على كثير من مخلوقاته حيث قال جل ثناءه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الاسراء:70) وان نبتعد عن ذاتية الكتابة ونتجرد عن العواطف والانفعالات النفسية وان نبني جوانحنا بناء علمي موضوعي مستنير بنور الهداية الالهية لتفيض جوارحنا كينونة ذلك العلم لأن الجوارح اسيرة للجوانح
      ان العلم ومنذ ان بدءت التراكمية العلمية بحر عميق هلك فيه من ليس لديه ادواته العلمية التي تطفو فوق عذب زلاله ، ولا ننسى ان الله سبحانه جعل فوق كل ذي علم عليم حسب القوابل والاستعدادات (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (يوسف:76)
      ولا يفوتنا ان نذكر في المقام ان ما من معلول في الوجود الا وله علة يتكأ عليها ليظهره من الامكان الى الوجود ، وان علة العلم هو الارتباط بالله سبحانه والعبودية الحقة فكلما كان الارتباط بالله اشد مع العبودية الخالصة التي لاترى الانا في قبال الذات المقدسة كلما كان العلم انقى وادق قال المصطفى (ص) (من اخلص لله اربعين صباحا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) ، ولا ننسى قول الله سبحانه وتعالى لحبيبه المصطفى(ص) حيث البسه اجمل حلية ووصفه باجمل الاوصاف والتي نال بها درجة القرب الالهي (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (الاسراء:1) فلا يمكن ان يصل أي مخلوق لمرتبة ((قاب قوسين او ادنى )) الا ان يتقمص هذه المرتبة من العبودية .
      ولا نستثني من ذلك العلوم الطبيعية فأنها جميعا جارية مجرى العلوم الالهية على حسب قانون الطبيعة وهي فرع العلوم الالهية على طول خط الزمن ولكن الانسان عندما ابتعد عن الاصل ولم يستطع تذوق العلوم الالهية لابتعاده عن مصدر الفيض توهم ان العلوم الطبيعية اصل العلوم لافرعه ويشهد على ذلك قول النبي(ص) (العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان) البحار ج1، ويذكر ان الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال يوما لعلي بن الحسين بن واقد ليس في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان علم الاديان وعلم الابدان فقال له علي:قد جمع الله الطب كله في نصف اية من كتابنا فقال له ماهي ؟ قال قوله تعالى(ٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) فقال النصراني ولا يؤثر عن رسولكم شيء من الطب فقال علي جمع رسول الله (ص) الطب في الفاظ يسيره فقال ماهي قال(المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء واعط كل جسد ماعوته) فقال النصراني : ماترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا ) تفسير القرطبي ج7 ، ويعتقد البعض جهلا ان الديانات السماوية بعيدة عن العلم الحديث وان هناك فصل بين العلم والدين وغالبا مايصف اهل العلم المتدينين بالتخلف والجمود ، فالعلم لم يوجد على الارض لولا الانبياء والاوصياء ولولا اصحابهم واتباعهم فهم من علم الناس واوجدوا المعرفة وبعلومهم قامت الحضارات والثقافات وظهرت العلوم وازدهرت ، ولو تصفحنا التاريخ بدقة موضوعية نجد ان الامام الصادق(ع) تكلم عن نظريات كثيرة لها ثقلها في العلوم الطبيعية واسس اعمدة هذه العلوم فقد تكلم بالطب والكيمياء والفلك والوراثة في الوقت التي كانت اوربا تعيش في مستنقع الجهل وظلام الحيرة وتحكم ((بنظرية الحق الالهي)) ولم ينقل لنا التاريخ انه تتلمذ على يد احد ثم انتقلت علومه (ع)اليهم بعد ذلك لأن المسلمين لم تكن فيهم اذن واعية تطبق نظرياته ، وهذا تلميذه جابر بن حيان خير شاهد على ذلك فقد ذكر عبدالحسين الشستري في كتابه اصحاب الامام الصادق(ع) (جابر بن حيان من مفاخر علماء الشيعة الامامية ومن مشاهير علماء الفلسفة والحكمة والطب والرياضيات والفلك والمنطق والنجوم وكان متصوفا اديبا مؤلفا في شتى صنوف العلم والمعرفة ، تتلمذ على يد الامام الصادق(ع) واخذ علومه عنه(عليه السلام) اصحاب الامام اصادق ج1 ص277 0 وقال خير الدين الزركلي في الاعلام((جابر بن حيان فيلسوف كيميائي له تصانيف كثيرة عددها 232 كتابا وقيل بلغت خمسمائة ضاع اكثرها وترجم بعض مابقي منها الى اللاتينية منها (اسرار الكيمياء) و(علم الهيئة) و (والمكتسب) و(اصول الكيمياء) وغيرها ولجابر شهرة كبيرة عند الافرنج بما نقلوه من كتبه في بدء يقظتهم العلمية ، قال برتو (لجابر في الكيمياء مالارسطو طاليس قبله في المنطق وهو اول من استخرج حامض الكبريتيك وسماه زيت الزاج واول من استحضر ماء الذهب وينسب اليه مركبات اخرى مثل كاربونات الصوديوم وكاربونات البوتاسيوم ) وذكر لوبون(تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ماوصل اليه علم الكيمياء عند العرب في عصره وهو اول من وصف اعمال التقطير والتبلور والتذويب)) الاعلام ج2 ص103-104 0وذكر جرجي زيدان في مجلة الهلال(انه من تلامذة الصادق(ع) وان اعجب شيء عثرت عليه في امر الرجل ان الاوربيين اهتموا بأمره اكثر من المسلمين والعرب وكتبوا فيه وفي مصنفاته تفاصيل) .
      وهذا امير المؤمنين علي(ع) حيث وقف على النهر بعد رجوعه من وقعة النهروان وقال لو شئت لأستخرجت من هذا الماء نورا يستضيء به ، ولكن في نفس الوقت يجب الالتفات الى امر مهم وهو ان هذه العلوم لايمكن ان تولد مالم تكن هناك قاعدة فكرية مسانخة لهذا الانجاز ، وبعبارة اخرى لايمكن للعلم ان يولد خارج اطار قانون الزمن .
      كل الذي اريد ان اقوله في هذا المجال والنتيجة التي اتوصل اليها هو ان العلوم الطبيعية هي فرع العلوم الالهية ومن سنخها ولايمكن ان نفصل بينهما ، ولو اتيح لشخصية علمية في زماننا هذا لها القدرة على بقر العلوم الالهية لأستطاع ان يضع لنا نظريات علمية في العلوم الطبيعية يقفز بالزمن العلمي الى مكتشفات لايتخيلها من هو مازال متقوقع في زوايا الماضي والدليل على ذلك قوله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ )(النحل: من الآية89) وقوله تعالى(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(الأنعام: من الآية38) فكل شيء في عالم الامكان هو واقع تحت جناح العلوم الالهية المقدسة ، والامر يكون واضحا بعد ان نتكلم في الفصول القادمة عن النظرية التي حققها استاذنا الكبير السيد القحطاني (نظرية الترابط الثلاثي ) بين الكون (الكتاب التكويني) والقرآن(الكتاب التدويني) والانسان (الكتاب الانساني) فيصبح الجميع مترابط بنسق الهي عجيب جل صانعه ومن هذا الترابط تستخرج كنوز العلم والمعرفة التي كانت ومازالت خافية على البشر ، والا كيف يفهم من هذه الرواية المتواترة وهي ان الامام المهدي(مكن) يضيف الى العلم عند ظهوره الشريف خمسة وعشرون حرفا يضيفها على الحرفين فيبثها بين الناس فقد ذكر أبان عن ابي عبدالله(ع) قال(العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ماجاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فاذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم اليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا) بحار الانوار ج52 ص336 وهذه الخمسة والعشرون حرفا التي يضيفها الامام(ع) مما لاشك يستخرجها الامام من القرآن لامن غيره لاسيما وهو وريث القرآن وعدله الثاني ،وقد ورد عن السكوني عن ابي عبدالله(ع) عن ابائه (عليهم السلام) قال(شكا رجل الى النبي (ص) وجعا في صدره فقال(ص) استشف بالقرآن فأن الله عز وجل يقول ،وشفاء لما في الصدور) الكافي ج2 .


      الفقه والاصول :

      ان الفقه والاصول من العلوم التحصيلية الكسبية وليس من العلوم الالهيه فيستطيع كل من وجدت عنده الاهلية الكاملة لتحصيل الدرس والمثابرة يستطيع ان يصل الى فهم كامل لهذه العلوم ، فهي ليست من العلوم التي تحتاج في فهمها طهارة روحية وقلبية ورسوخ في العلم لنيل مبتنياتها كتأويل القرآن مثلا والاحاديث وعلم التوسم وغيرها
      ويجب الالتفات الى مسألة في غاية الاهمية والدقة نحن عندما صنفنا الفقه من العلوم الكسبية وليست من العلوم الالهية لايعني هذا اننا نستهين بالفقه (معاذ الله) انما الفقه نوعان : الاول الفقه القرآني والثاني الفقه الاصولي : فالفقه القرآني واجب على كل مسلم ومسلمة ان يحيط بجميع مبتنياته حتى يتجنب النواهي الالهية ويعمل بالاوامر لكي يهذب نفسه وينال الرضا الالهي ، وهذا النوع من الفقه مرتبط بالعلوم الالهية ارتباط وثيق فلا يمكن للأنسان ان يدرك كنه الفقه القرآني مالم يدرك فهم القرآن الكريم فهما تاما مع الاحاطة الكاملة بروايات بيت العصمة(عليهم السلام) ومعرفة تأويلها وارجاع متشابهها الى محكمها لكي ينتج من ذلك حكما فقهيا واقعيا حقيقيا ، فهذا النوع من الفقه مأمورين باتباعه بل ومحاسبين عليه يوم القيامة فقد ورد عن رسول الله (ص) في الحديث المتواتر (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) البحار ج1 فامثال هذه الاحاديث تتكلم عن الفقه القرآني لاغيره وبدليل رواية اخرى ينقلها العلامة الحلي عن رسول الله(ص) قال وهو يتكلم عن القرآن(القرآن جعله الله000وربيعا لقلوب الفقهاء ) تذكرة الفقهاء ج1، فالفقيه الذي يكون ربيع قلبه القرآن هو المقصود من الروايات ، فالفقه الذي دليله القرآن والرواية هو الفقه المقدس عندنا ، ومثل هذا الفقه جميعه موجود في القرآن والعترة الطاهرة ولكننا بحاجة الى شخصية علمية تستطيع ان تستخرجه لنا قال تعالى(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) فالآية واضحة الدلالة على ان الدين لايحتاج الى قواعد عقلية لأستكماله ، ولكنه يحتاج الى من يستخرج منه الاحكام الحقيقية ففيه كل شيء قال تعالى(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء)(النحل: من الآية89) فهل ان القرآن بيّن كل شيء وعجز عن تبيان احكامه ؟
      اما الفقه الاصولي وهو النوع الثاني فهو الفقه الكسبي الذي يبتني احكامه على قواعده الأصولية والعقلية فأن احكامه ظنية حيث لايستطيع صاحبه معرفة مكنون القرآن والروايات المعصومة وليس له القدرة على سبر اغوارها فألتجأ الى علم الاصول وابتدع قواعده العقلية واحتكم اليها في محاكمة الاحكام الشرعية عندما لم يستطع فك رموز روايات بيت العصمة محتجا بذلك ان المستحدثات الشرعية لم يرد بها نص صريح يمكن تطبيقه في الحوادث العصرية مع فقدان المعصوم(ع) محتجين برواية اسحاق بن يعقوب حيث قال سألت محمد بن عثمان العمري رضى الله عنه ان يوصل لي كتابا قد سألته فيه عن مسائل اشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (ع) (ماسألت عنه ارشدك الله وثبتك ... الى ان قال واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانا حجة الله) وسائل الشيعة ج27 0 وقد علق الشيخ الصدوق على هذه الرواية شارحا لها حيث قال(والمراد من رواة الحديث الفقهاء الذين يفقهون الحديث ويعلمون خاصه من عامه ومحكمه من متشابهه ويعرفون صحيحه من سقيمه ) كمال الدين ص484 ، اقول ان الفقيه الذي بهذه الاوصاف الذي وصفها الشيخ الصدوق هو من النوع الاول الذي تحدثنا عنه وسميناه بالفقه القرآني دون الثاني وان الذي يكون بهذه المواصفات فأن احكامه تكون احكام حقيقية واقعية صادرة من المعصوم وليست ظنية كما هي الحال عند الفقيه الاصولي 0 ثم ان عبارة الرواية(رواة حديثنا) وليست (رواة الحديث) تدل بوضوح تام وتعني الفقهاء الذين يأخذون الاحكام الشرعية من احاديثنا أي ينقلون احكامنا لكم كما بيناها لاان يأخذون الاحكام الشرعية من الادلة العقلية لأن دين الله لايصاب بالعقول فتكون الرواية مؤيدة للفقه القرآني دون الثاني .
      ثم هناك استفهام مهم في هذه الرواية وهو ان الرواية منقولة عن طريق محمد بن عثمان العمري المتوفي سنة305هـ والكل يعلم ان محمد بن عثمان هو السفير الثاني من سفراء الغيبة الصغرى حيث يأتي بعده الحسين بن روح ومن ثم علي بن محمد السمري المتوفي سنة 329هـ فهل يعقل ان الامام(ع) يوجه الشيعة الى الفقهاء ويترك نفسه وهو يعلم ان الغيبة الكبرى لم تقع بعد وان الرواية بينها وبين بداية الغيبة الكبرى اكثر من 25سنة ؟ وهذا دليل واضح على ان الرواية لاتتكلم عن الغيبة الكبرى ، ثم ان في نفس الرواية العديد من العلماء الذين ذمهم الامام(ع) وخرج التوقيع بلعنهم وفسقهم ، اذن هذه الرواية تتكلم عن مواصفات خاصة في بعض الفقهاء والتي تنسجم مع النوع الاول من فقهاء الفقه القرآني الذي جعلناه من العلوم الالهية لاالفقه الاصولي الذي هو من مبتنيات العلوم الكسبية التي لاتحتاج في تحصيلها الى قرب الهي او رسوخ علمي ، واكتفي بنقل هذه الرواية الشريفة المنقولة عن ابي عبدالله(ع) حيث قال( الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية ) الكافي ج7 ، وهذه الرواية لها دلالة واضحة اما ان تكون احكامنا حقيقية واقعية لأنها صادرة من الله سبحابه او من تجليات فيضه او تكون احكامنا ظنية فهي من النوع الثاني التي وصفها الامام الصادق(ع) في الرواية فاذا كانت الاحكام ظنية كما في الفقه الاصولي فأن الله سبحانه يقول(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً )(يونس: من الآية36) .


      يتبع لطفآ
      التعديل الأخير تم بواسطة المشرف العام; الساعة 04-09-13, 06:32 PM.

      تعليق


      • #4
        العلوم الالهية والسيد القحطاني :

        العلوم الالهية :
        ويمكن ان نقسم هذه العلوم الى عدة اقسام سنتناولها بالبحث وهذا التقسيم لايتصور على انه تقسيم ذاتي في اصل العلوم انما هو تقسيم من اجل الدراسة والبحث لامن حيث ذاتية هذه العلوم فهذه العلوم لها وحدة متكاملة ومترابطة بنسق بحيث يكون مصدرها واحد لامتعدد ، وهذا يعني ان الذي عنده معرفة الهية بأحد هذه العلوم لابد ان يكون له معرفة بباقي افراد هذه العلوم والذي يجهل احدها يجهل باقي افرادها وليس له نصيب من تذوق هذه العلوم . على هذا الاساس يمكن تقسم العلوم الالهية الى :
        1) العلم بالكتب السماوية
        2) العلم بالتوسم
        3) العلم بالتأويل . وعلم التأويل له أفراد متعددة منها :
        ا) تأويل القرآن
        ب) تأويل الرؤى
        ج) تأويل الاحاديث

        1) العلم بالكتب السماوية :
        مما لاشك ان الكتب السماوية هي سر الله في ارضه وهذا السر الالهي لابد من وجود اوعية طاهرة مطهرة تستطيع حمله وله مراتب متعدده لكل مرتبة قدرا معينا واحكاما وقوانين وخواص تختلف مع المرتبة الاخرى ،فالكتب السماوية في مرتبة عالم المادة منسجمة مع قوانين ونواميس المادة وتجري عليها ماللمادة من قوانين من حيث التغيير والتحريف والتلاعب وغيرها من قوانين هذه المرتبة ، وفي مرتبة التجرد المادي توجد هذه الكتب ولكن بنظام وقوانين منسجمة مع مرتبة ام الكتاب بحيث لايعتريها فناء ولا تغير ولا تبدل ولا نفاد قال تعالى(مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ )(النحل: من الآية96) ، وقد مرت الكتب السماوية بمراتب متعددة في القوس النزولي من مرتبة ام الكتاب الى اخر مرتبة وجودية وهي عالم المادة قال تعالى(وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الزخرف:4) .
        والعلم بالكتب السماوية يتطلب معرفة الهية بكافة تلك المراتب وليس في مرتبة واحدة ليتسنى للأنسان ان يصل الى المفهوم الكامل لكافة نظرياته العلمية لهذا فان الله سبحانه جعل للكتب السماوية عدل ثاني لها وخصهم بالرسوخ بالعلم والطهارة والعصمة ليتسنى لهم بقر هذه العلوم وتفصيلها للناس لأن هذه الكتب الالهية وبالخصوص القرآن الكريم الحاوي لجميعها والمهيمن عليها لايمكن لأي انسان ان يبحر في مكنوناتها العلمية الا لمن ارتضى لبعض عباده .
        والمحصله من ذلك فان العالم لايمكن ان نخلع عليه ثوب العلم الا ان يكون له فهم دراية بهذه الكتب السماوية ويمتلك ادوات تحصيل العلوم التي تحملها لتستفيد البشرية من نتاجاته العلمية المستنبطة منها في الدارين الدنيا والاخرة لاان يكون عالما وهو لايعرف من القرآن الا رسمه ، وعندما نخص القرآن بالذكر فالجميع يعلم ان القرآن الكتاب الخاتم لجميع الكتب والمتضمن لجميعها وزيادة فقد ورد عن سعد الاسكاف قال(قال رسول الله(ص) اعطيت السور الطوال مكان التوراة واعطيت المئين مكان الانجيل واعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب والتوراة لموسى والانجيل لعيسى والزبور لداود) الكافي ج2
        لهذا يحق لنا ان نتسائل هل يوجد في وقتنا الحاضر ونحن نعيش عصر الأنفتاح والتطور العلمي شخصية علمية لها المؤهلات العلمية التي تستخرج لنا كنوز القرآن التي بقية معطله طيلة فترة غياهب الغيبة بحيث اصبحنا نستجدي العلم من الاجنبي الذي ليس له مالدينا ، ان مثلنا كمثل من جلس على كنز كبير وهو يمد يده للناس يستصرخهم العطف والسخاء ؟ واذا كنا لانستطيع ان نفهم القرآن ولانعرف اسراره فلماذا انتم علماء ؟ وبمن انتم علماء اذا كان القرآن مجهولا عندكم ؟ واذا قلتم ان جميع ماعندنا فهو من القرآن ونحن فاهمون له فلماذا احكامكم ظنية وليست واقعية ، فهل ان القرآن ظني ؟ علما ان القرآن ينفي الظن عن نفسه قال تعالى(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (يونس:36) .
        ان هذه الاستفهامات اضعها للقارىء اللبيب ليعرف اين نحن من وادي القرآن وخزائنه ، حتى اذا كشف لنا الزمن يوما ما عن شخصية علمية تضع العلم القرآني في مواضعه الصحيحة وتستخرج كنوزه فلا نبادره بالتكذيب لأن التكذيب صفة الجاحدين لفضل الله سبحانه ، وعلينا التدبر والتعقل بالروية لانه لكل شيء افاضه الله علينا مسؤلون عنه امامه سبحانه قال تعالى(ٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الاسراء: من الآية36) .


        السيد القحطاني وعلمه بالكتب السماوية :

        ان الكتب السماوية كانت ومازالت مجهولة لدى الجميع على اختلاف مشاربهم العلمية والفكرية منذ ان فتحت غيبة الامام (مكن) ابوابها على البشرية ، واصبحت التوراة والانجيل والقرآن كتب مقدسة عند معتنقيها توضع في الكنائس والجوامع للتبرك بها وتستخدم للتبرك والمناسبات السنوية كقطعة اثرية نادرة وبقية كنوزها معطلة ومرهونة رهن العقول البشرية وراح الانسان يبحث عن بدائله العلمية المناسبة لعله يجد ضالته فيها بعد ان عجز ان يستخرج مكنونات ومخزونات هذه الكتب المقدسة ، فوضع علماؤنا الفقه والاصول ليعوضوا كما تصوروا الفراغ الذي خلفه جهلهم بالكتاب ، بل اكثر من ذلك فقد راح سدنة هذه الكتب يرسوا للأجيال فكرة عنها معكوسة فأفهموهم بان هذه الكتب السماوية من مختصات يوم القيامة وفي قراءتها حصاد للحسنات والثواب يفيدك يوم الجزاء ، حتى اصبح لدى الحوزات العلمية الاسلامية في وقت ليس بالبعيد مقولة مشهورة عندهم ان عمل العالم في التفسير يعتبر عمل العاجز حيث انه عجز عن الفقه والاصول فألتجأ الى تفسير القرآن علما بأن التفسير ادنى مرتبة من مراتب الفهم لهذه الكتب فأصبحوا مصداقا حقيقيا لهذه الاية المباركة(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30) .
        استطاع السيد القحطاني ان يعيد لهذه الكتب المقدسة نضارتها العلمية بلباس عصري بعيد عن الخرافة والاسطورة واصبح بحق مجددا للعلوم الالهية بعد ان ابحر في مكنوناتها ، فقد فسر وأول الكثير من نصوص التوراة والانجيل التي بقية خافية على الكثير ومنذ عقود طويلة فهو من عرف ابن الانسان من يكون ومن هو قديم الايام فقد جاء في رؤيا دانيال حيث جاء فيها ((كنت أرى في رؤيا الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن الأنسان اتى وجاء الى قديم الأيام ، فقربه قدامه)) ففي هذا النص اظهر السيد القحطاني خطأ آراء علماء المسيح وعلما المسلمين معا ، فقد كان يعتقد المسيحيون ان ابن الانسان في هذا النص هو المسح عيسى بن مريم بذاته ، اما علماء المسلمين فقد اعتقدوا انه الامام المهدي(ع) ، فصحح القحطاني النظريتين معا حيث انه قال ان ابن الانسان في هذا النص ليس عيسى بن مريم بذاته كما اعتقده المسيحيون حيث ان دانيال قال((مثل ابن الانسان)) وهذا يدلل على انه شبيه عيسى بن مريم وليس هو بذاته بل ان روح عيسى تسدده بعد ان اثبت موت المسيح واثبت الرجعة الروحية التي سوف نتحدث عنها لاحقا ، اما نظريات المسلمون التي تؤكد بأن ابن الانسان هو الامام المهدي(ع) فلم تصمد امام حذاقة السيد القحطاني فبان زيفها حيث اكد على ان ابن الانسان في هذا النص التوراتي هو وزير الامام وصاحب دعوته (اليماني الموعود) وليس الامام المهدي(ع) حيث ان النص يذكر الى ان ابن الانسان جاء الى قديم الايام ، فمن هو اذن قديم الايام اذا كان ابن الانسان هو الامام ، فأثبت القحطاني ان ابن الانسان هو اليماني وقديم الايام هو الامام المهدي(عليه السلام) .


        السيد القحطاني ونصوص التوراة :
        ان كثير من نصوص التوراة والانجيل بقية خافية على الكثير من المفكرين وعلماء المسلمين على طول خط الغيبة فضلا عن علماء التوراة والانجيل وبالخصوص في مايرتبط بقضية المصلح العالمي الموعود ، ويجب ان نلتفت الى قضية مهمه الا وهي ان التوراة والانجيل قد امتدت اليها يد التحريف ولكن بما ان هذه النصوص قد كتبت برمزية شديدة جدا بحيث لايستطيع العلم الكسبي ان يفهم جميع مطالبها لهذا لم يستطع حتى اساطين التحريف التلاعب بها فبقية محفوظه في بطون كتبها دون تلاعب .
        سنقف على بعض النصوص التوراتية لاجميعها التي اجاد السيد القحطاني بتفسيرها فمثلا نجد هذا النص في سفر دانيال((كنت ارى انه وضعت عروش ، وجلس قديم الايام ، لباسه ابيض كالثلج ،وشعر رأسه كالصوف النقي ، وعرشه لهيب نار ، وبكراته نار متقدمة ، نهر نار جار وخروج من قدامه ، الوف الوف تخدمه ، ربوات ربوات وقوف قدامه ، فجلس الدين وفتحت الاسفار ، كنت انظر حينئذ من اجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن)) دانيال 7 . وفي نص اخر قال ((كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن الانسان أتى وجاء الى قديم الايام ، فقربوه قدامه ، فأعطي سلطانا ومجد او ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة ، سلطانه سلطان ابدي ، لن يزول ، وملكوته مالاينقرض )) دانيال 7 .
        قال : فالشخص المشار اليه في هذين النصين بقديم الايام هو الامام المهدي(ع) فهو حقا من يقال عنه قديم الايام لأن الامام المهدي(ع) كما في عقيدتنا الاسلامية ولد غائب وانه سيخرج في اخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا فهو طويل العمر لذلك عبر عنه بقديم الايام فمن هو الذي تخدمه الوف الوف غير الامام(ع) حينما يقيم دولته العادلة فتكون البشرية كلها يومئذ داخلة في حكمه وتحت طاعته وسلطانه ؟ اليس المسيحيون يقولون ان ابن الانسان هو السيد المسيح فمن يكون اذن قديم الايام الذي يقربون ابن الانسان امامه ليعطيه سلطانا ومجدا وملكوتا 0 اما اذا قال المسيحيون ان القديم الايام هو الله سبحانه وتعالى فنقول : هذا ليس صحيح اطلاقا فالله الخالق لايوصف بوصف يوصف به الانسان من ناحية الجلوس او انه يوصف بالمكان حاشاه من ذلك .


        السيد القحطاني ونصوص الانجيل :
        لقد وردت نصوص كثيرة في الانجيل اجاد السيد القحطاني على الرغم من رمزيتها ان يفسرها تفسير منطقي يستحق بجدارة ان يكون اعلم زمانه في الكتب السماوية فقد جاء في رؤيا يوحنا ((ورئيت وحشا خارجا من البحر ، له سبعة رؤوس وعشرة قرون ، على قرونه عشرة تيجان ، وعلى رؤوسه أسماء التجديف)) قال : ان هذه الفقرة تشير الى رجل وقائد هو في الواقع يمثل وحشا مفترسا يريد القضاء والفتك بالاخرين وهذا الرجل باعتقادنا هو جورج بوش الاب الرئيس الامريكي السابق الذي شن الحرب ضد العراق عن طريق البحر حيث سمية الحرب بحرب الخليج وذلك لأنها جاءت عن طريق البحر فالصواريخ التي قصفت بها المدن العراقية كانت تنطلق من البارجات الحربية الراسية في مياه الخليج والطائرات التي كانت تطير من حاملات الطائرات التي كانت ايضا راسية في الخليج وبذلك فان الحرب كانت عن طريق البحر لذا فقد وصف الوحش بأنه خارج من البحر كما لايخفى ، وبهذا يتضح لنا معنى النص ((وحشا خارجا من البحر)) . اما العبارة الاخرى ((له سبعة رؤوس)) قال : الرأس الاول منها هو رأس الوحش الاصلي وفيه تعبير واشارة الى فكره وسياسته ومبادئه التي يسير عليها ونظرياته التي يستخدمها في تحقيق اهدافه واما الرؤوس الستة الاخرى فهي ثانوية وليست اصلية لأن مقتضى الخلقة الطبيعية ان يكون في المخلوق رأس واحد فتكون الرؤوس الاخرى افكار ومبادىء ونظريات وسياسة ستة رؤساء سبقوا هذا الوحش الخارج من البحر استعان بها في اتمام مهمته والسير نحو هدفه فقد كان يستعين بتلك الافكار والسياسة التي سار عليها من سبقه من رؤساء الولايات المتحدة بدليل ماجاء في نص اخر من الانجيل ((وهنا لابد من الحكمة والفهم فالرؤوس السبعة هي التلال السبعة التي تجلس عليها المرأة وهي ايضا سبعة ملوك منهم خمسة سقطوا وواحد لازال يملك والاخر ماجاء بعد ومتى ماجاء لايبقى الا قليلا اما الوحش الذي كان وما عاد كائنا فهو ملك ثامن مع انه من السبعة ويمضي الى الهلاك)) فالظاهر ان السبعة ملوك كما قلنا هم رؤساء لأمريكا خمسة سقطوا أي انتهي ملكهم (والذي مازال يملك) فالظاهر ان الرؤية كانت تصور زمن ذلك الحكم (والذي ماجاء بعد ) هو جورج بوش الأب الذي لم يفلح في الحصول على فترة رئاسة ثانية فملك قليلا اما الملك الثامن الذي هو ايضا وحش وانه وان كان ثامنا الا انه من السبعة وهذا يشير الى احد احتمالين الاول انه ابنا للملك السابع . فيكون من السبعة مع انه ثامن والاحتمال الثاني انه من نفس جنسية الملوك السابقين ويسير بسيرتهم ويسلك طريقتهم ويتبع سياستهم في مدة ملكه وحكومته . واما قوله((وعشرة قرون على قرونه عشرة تيجان)) فالقرون العشرة هي عشرة جيوش لان القرن يرمز الى القوة والسلاح اما التيجان ففيها اشارة الى الرؤساء او الدول التي تسير تلك الجيوش وتأمرها ، اما قوله((وعلى رؤوسه اسماء التجديف))ففيه اشارة الى الأعلام الغربي أو بالاخص اعلام تلك الدول العشرة التي تم تسخيره لصالح تلك القوات الغازية وتلك الحرب بدليل ماورد في فقرة لاحقة من نفس النص حيث جاء فيها((وأعطي الوحش فما ينطق بكلام الكبرياء والتجديف)) وهذا مايؤكد ماذهبنا اليه((فأعطي فما ينطق)) اشارة الى الاعلام الذي تم تسخيره لصالح ذلك الرجل ومعنى التجديف هو الكذب والافتراء وتلفيق التهم وهذا ماحصل فعلا .
        وفي عبارة اخرى من نفس النص((وهذا الوحش الذي رأيته كان يشبه النمر ، وله قوام كقوائم الدب وفم كفم الاسد)) ففيه اشارة الى زي القوات الامريكية الذي يشبه جلد النمر ، أما قوائم الدب ففيها اشارة الى الدبابات التابعة لقوات الوحش فهي كادببة مقارنة بالانسان ، اما فم الاسد فيشير الى القوة والافتراس وهذا مانراه بصورة واضحة في القوات الامريكية .
        والعبارة الاخرى في نص يوحنا((فأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانا واسعا)) التنين هو اللوبي الصهيوني الذي يتدخل بصورة مباشرة ومؤثرة في صنع القرار واتخاذه بل حتى في نجاح المرشح للرئاسة في امريكا فلا يستطيع احد ان يفوز بالرئاسة الأمريكية مالم يكن على علاقة وثيقة مع اليهود ومالم يحض بموافقة اللوبي الصهيوني وهذا المعنى معروف عند الساسة والمتابعين للشأن المريكي .
        والعبارة الاخرى من نفس نص رؤيا دانيال تقول((ثم رأيت وحشا اخر خارجا من الارض وله قرنان كقرني خروف ، ولكنه ينطق مثل التنين)) وقد فسرها السيد القحطاني بقوله : ان هذا الوحش الاخر والثاني هو جورج بوش الابن حيث خاض الحرب ضد العراق عن طريق البر هذه المرة وليس كما فعل ابوه الوحش الاول حيث شنت قواته هجوما بريا على العراق اسفر عن احتلالهم له وهذا الامر لايختلف فيه اثنان والقرنان هما القوات الامريكية والقوات البريطانية وهما اكبر قوتين خاضتا الحرب ضد العراق للأطاحة بالطاغية صدام وبالتالي احتلال البلد والسيطرة عليه فهذين القرنين او القوتين هما من استعان بهما بوش الابن في حربه ضد العراق وهذا واضح للجميع فهما اكبر قوتين في العراق اليوم وقرني الخروف هما سلاح الخروف في قتاله ومهاجمته للاخرين كما هو واضح ، ((وينطق مثل التنين)) فكما قلنا ان التنين هو اللوبي الصهيوني وهذا الوحش الاخر سوف يردد مايريده ويمليه عليه اللوبي الصهيوني وهذا جورج بوش الابن نراه يسعى بصورة واضحة لارضاء اسرائيل وتحقيق اهدافها وله علاقات قوية وحميمة مع قادتها وهو عضو في الحركة الاصولية الصهيونية وهو يفعل كما تفعل اسرائيل واللوبي الصهيوني .
        الا تدل هذه النصوص التوراتية و الانجيلية وتفسيرها بلغة عصرية بالغة الدقة بعد فترة ركود علمي اكتنفت هذه الكتب ولفترة طويلة على اعلمية السيد القحطاني بالكتب السماوية ؟ او الا يدل على ان هذا العلم ليس من العلوم الكسبية المتحصلة بالطرق الطبيعية المتعارف عندنا ؟

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          تعليق

          يعمل...
          X