دعوة الإمام المهدي (عليه السلام)
واليماني الموعود
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
ذكرت الأحاديث والروايات الواردة عن النبي وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) إن الإمام المهدي (عليه السلام) يدعو إلى إسلام جديد والى كتاب جديد كما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال :
( الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء .
فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله .
فقال : يستأنف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )( بحار الأنوار ج13 ص194 ) .
وعن عبد الله بن عطاء قال : ( سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) . فقلت : إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال : يهدم ما قبله كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستأنف الإسلام جديدا )(بحار الأنوار ج52 ص354 ) .
وكذلك ورد عن عبد الله بن عطاء المكي عن شيخ الفقهاء - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) قال : ( سألته عن سيرة المهدي (عليه السلام) كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديدا )( إثبات الهداة ج3 ص539 ح499 ) .
وكذلك ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم بالقائم لقيامه بالحق )(الوافي ج2ص113ح11 ) .
والواقع إن هذه الروايات تؤكد لنا أمور منها إن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة أي إنه (عليه السلام) سوف يدعو الناس ، وإنه (عليه السلام) يدعو إلى إسلام جديد غير الذي كان معهودا عند الناس في عصر الظهور الشريف .
وليس معنى ذلك أن الإمام المهدي (عليه السلام) يأتي بدين وإسلام غير الدين والإسلام المحمدي ، ولكن الواقع أن الأمة تكون قد انحرفت عن الدين والإسلام المحمدي الأصيل وتعودت على أحكام وتعاليم بعيدة كل البعد عما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا إليه .
فإذا ما ظهرت دعوة المهدي (عليه السلام) ظهرت كدعوة جديدة ومختلفة في كثير من مبادئها وتعاليمها عن الواقع المعاش يومها .
ولما كان من المعلوم أن الإمام المهدي (عليه السلام) يخرج في اليوم العاشر من المحرم قائما بالسيف معلنا الحرب ضد الظلم والظالمين والطغاة والمتجبرين من حكام وحكومات وعلماء وفقهاء منحرفين وأناس مشركين كما قام جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسيف .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الحسين (عليه السلام) : ( في القائم منا سنن من الأنبياء ، سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنه من عيسى وسنة من يوسف وسنه من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فأما من نوح فطول العمر ، وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى فالخوف والغيبة ، وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فالخروج بالسيف )( الوافي ج102 ) .
وعن أبي بصير قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف ولا يستتيب أحداً ولا تأخذه في الله لومة لائم )(غيبة النعماني ص239 ) .
ومن هنا يتبين أن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يخرج إلا قائم بالسيف ومحاسبا ومعاقبا ويقيم في كثير من الناس حد الله .
الباب الأول
الداعي هو اليماني
بعد أن تبين لنا أن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم بالسيف كما قام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولما كان قيام الإمام (عليه السلام) يمثل القيامة الصغرى كان لابد من ظهور دعوة له لأجل التبشير والإنذار مصداقاً لما جاء في قوله تعالى :
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}(الإسراء (15) ) .
فمن هو الذي يقوم بتلك الدعوة يا ترى بعد أن تبين لنا أن الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) لا يخرج إلا قائماً بالسيف من مكة المكرمة كما ذكرت لنا الأحاديث والروايات .
والواقع إن من يقوم بتلك الدعوة إلى الإسلام الجديد ويدعو الناس إلى الحق والطريق المستقيم ونصرة الإمام هو اليماني الموعود الممهد الرئيسي للإمام والذي يبعثه (عليه السلام) ليقوم بتلك المهمة التي ينوب بها عنه .
ومما يدل على ذلك ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ( ....وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس - إلى أن قال- لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )( غيبة النعماني ص264 ) .
وهذا مما يؤكد أن اليماني هو من يدعو إلى نصرة الإمام (عليه السلام) والى الحق .
والحق هو الإمام المهدي (عليه السلام) كما ورد في تفسير قوله تعالى : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}( الإسراء (81) ) ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( الحق هو المهدي (عليه السلام) ) .
وهذا يثبت أيضا دحض أكاذيب وافتراءات بعض أهل الباطل الذين يدعون الناس إلى أنفسهم في حين أن اليماني يدعو إلى الإمام كما تقدم .
ولما تبين ذلك وثبت أن اليماني هو من يقوم بتلك الدعوة إلى الإسلام الجديد والى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) كان لابد لنا من التعرف على هذه الشخصية المهمة لأن التعرف على اليماني والالتحاق به يقود إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) .
وللتعرف على شخصية اليماني ودعوته لا بد من مقارنتها بدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبه بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما بينا سابقاً في طيات هذا البحث .
فقد جاء في الرواية الواردة عن كامل عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال : ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله وان الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء .
فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله فقال : يستأنف الداعي منا دعاءاً جديدا كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )( بحار الأنوار ج13ص194 ) .
فمن هذه الرواية وغيرها يظهر لنا واضحا الشبه بين الدعوتين المهدية والمحمدية فإن ما جرى وما مر من مراحل في الدعوة النبوية سيجري ويمر في الدعوة المهدية .
الباب الثاني
ماهية دعوة اليماني
كما هو معلوم إن الله تبارك وتعالى بشر جميع أنبيائه ورسله بمحمد وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فهم سادة الورى في الأولين والآخرين وأخذ منهم العهد بذلك وأعلمهم سبحانه بتمام نوره على الخلق أجمعين على يد خاتم أوصياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام المهدي (عليه السلام) .
أي أن الإمام المهدي سيكون المنتظر لإقامة دولة العدل الإلهي التي وعد بها الله تعالى جميع أنبيائه ورسله وسيكون (عليه السلام) متمم لما بدأه مائة وأربعة وعشرون ألف نبي من أنبياء الله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .
إذاً فلابد في هذه الحالة لابد من دعوة للإمام المهدي (عليه السلام) ولابد من رسول يظهر بهذه الدعوة ولان الإمام المهدي (عليه السلام) سيقوم بالسيف محاسبا ولا يستتيب احد أي انه سيمثل عذاب الله على الذين يكذبون دعوته ويعادون رسوله ، وقد ثبت لدينا بما لا يقبل الشك أن صاحب هذه الدعوة هو السيد اليماني وان كان هناك بعض الممهدين والدعاة الذين يقومون بالدعوة للإمام (عليه السلام) هنا وهناك إلا أنها دعوات فرعية بسيطة بخلاف دعوة اليماني فهي الدعوة الرئيسية للإمام المهدي (عليه السلام) .
بل إن الباحث والمتتبع للروايات الواردة عن النبي وآله (عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم) يرى أنهم لا يفرقون بين الإمام (عليه السلام) وبين الداعي له ( اليماني ) في العديد من المواقف والمراحل ، الأمر الذي سبب الاشتباه للكثير من الباحثين والكتاب .
وسنحاول في هذا البحث أن نسلط الضوء على ماهية دعوة اليماني والأدوار والمراحل التي تمر بها أثناء دعوته وما هي السنن التي تجري عليه وما الذي سيواجهه وغير ذلك من النقاط التي نراها مهمة للربط في هذا البحث ولكي تتضح الصورة لجمهور المنتظرين ولا يشتبه عليهم الأمر بظهور بعض الدعاة الكاذبين الذين ينتحلون هذه الشخصية المهمة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
إن الإمام المهدي (عليه السلام) سيبني دولة العدل الإلهي المنتظرة وبهذا سيمثل جانب الحق والإيمان كله قبال الباطل والكفر كله ولا يخفى أن الباطل في هذا الزمان منتشر في كل مكان وان الأرض امتلأت منه .
والمؤمنين في هذا الزمان بالإمام المهدي (عليه السلام) هم مؤمنين بالغيب أي في الواقع يؤمنون به في المفهوم أما المصداق أي شخصه (عليه السلام) ؟ ومن هي الشخصيات المرتبطة به حقيقة ؟ ، فهذا مما يحتاج إلى مزيد من الإيضاح والبيان ، وهذا يسري على كل الشخصيات المرتبطة بدعوة المهدي (عليه السلام) ، وأهمها شخصية اليماني وهذه حاجة أولى في المجتمع .
أما الحاجة الثانية فهي المحافظة على هذه الشخصيات وعدم كشفها أمام الباطل وأهله الذي سيكون قد سيطر على الأرض في زمان الظهور وهذا سلاح ذو حدين ، فنحن في نفس الوقت نحتاج إلى إيضاح لهذه الشخصيات ونحتاج أيضا إخفاء لها ، الأمر الذي استدعى أن يستعمل أهل البيت (عليهم السلام) نفس أسلوب القرآن فكانت النصوص الواردة عنهم (عليهم السلام) بهذا الخصوص ظاهرها أنيق وباطنها عميق وبعبارة أخرى يفهمها بعض الناس ولا يفهمها أكثرهم .
فإن تفاصيل القضية المهدوية لا يحيط بها أحد إلا الداعي الحقيقي للإمام (عليه السلام) ، فهو الذي يحمل على عاتقه فك رموزها ويكشف أسرارها في الزمان والمكان المناسبين وذلك لأنه مرتبط بالمعصوم ارتباطا مباشرا فيفيض عليه من علومه الربانية بما يجعله يبقر الحديث بقراً ويخرج أسراره .
كما ورد في معجم الملاحم والفتن ج1ص386 نقلا عن غيبة النعماني بإسناده عن جابر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يصف حال جيش الغضب وأميرهم اليماني وأسمه إلى أن قال جابر ثم نهض الإمام علي (عليه السلام) وهو يقول باقراً باقراً باقراً ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً .
الباب الثالث
مراحل دعوة اليماني
كما أثبتنا سابقا أن اليماني هو حامل دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الذي يقوم بإعداد الجيش له وتنبيه الناس وتوجيههم نحو الإمام (عليه السلام) وتهيئتهم لمرحلة قيام الإمام وكل هذا يقوم به اليماني .
والثابت أن الإمام يقوم من مكة محارباً بجيشه ولا يخفى الفرق بين من يقوم بالإعداد والإرشاد والتمهيد وبين من يقوم محارباً ومحاسباً أما كيفية دعوته فهي تكون على مراحل كمراحل دعوة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن بفوارق بسيطة فقد بينا أن هناك سبه كبير بين دعوة المهدي (عليه السلام) وبين دعوة جده رسول الله عليه وآله وسلم) .
وعليه لابد لمن أراد أن يفهم مراحل دعوة اليماني أن يفهم مراحل دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فالمعلوم انه بدأ بالدعوة السرية ثم أعلنها بعد أن قويت شوكة أصحابه وجرى عليه ما جرى من تكذيب واتهام بالباطل ثم هجرته مرتين وغير ذلك مما هو معلوم لدى عامة المسلمين .
وكذا في دعوة اليماني فإنها تمر في هذه المرحلة ولكن طبقا للتأويل الموافق للغيب وهو الإمام المهدي (عليه السلام) .
ونتيجة للتفاوت بين عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعصر الإمام المهدي فإن دعوة اليماني مضغوطة في الوقت , فتجري عليه مجموعة من سنن الأنبياء في نفس مرحلة دعوته فكما ورد أن له سنن من الأنبياء ( عن أبي بصير سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول :
( في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد - إلى أن قال- قلت : فما سنة يوسف ؟
قال السجن والغيبة )(غيبة الطوسي ) .
ومن هذا نفهم أن اليماني يتعرض للسجن وتكون له هجرتين كما كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هجرتين .
ونتيجة للتداخل في تحقق السنن فإن سنته من موسى (عليه السلام) في هذه المرحلة انه يخرج خائفا يترقب كما جاء في الرواية ومن المشابهة بينه وموسى (عليه السلام) أن موسى عاش بين العلماء نتيجة لإقامته في قصر فرعون في ذلك الزمان ، فكذلك ينشأ اليماني ويعيش فترة من الزمن بين الأوساط العلمية من زعماء الناس من سادة قريش في آخر الزمان في مكة المهدي (عليه السلام) الكوفة والنجف ، ثم ينقلب عليهم ويثبت بطلان علومهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب كما فعل موسى (عليه السلام) .
وأما الصفة الثالثة المشابهة لسنة موسى (عليه السلام) ، إن لليماني غيبتين ، حيث جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في أحدهما إلى أهله والأخرى يقال : هلك في أي واد سلك...)(غيبة النعماني ) .
وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه من حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) له غيبتين (الصغرى والكبرى) ولكنه لم يرجع في الأولى إلى أهله ، كذلك من غير الممكن أن نقول أن الشيعة الذين يؤمنون بالإمام (عليه السلام) أنه حي وغائب يرجعون ويقولون عنه في المقطع الثاني من الرواية أنه مات أو هلك ، ولذلك فهذه الرواية تنطبق على السيد اليماني لا على الإمام المهدي (عليه السلام) .
أدواره ومهامه :
نتيجة للمهام الملقاة على عاتق اليماني تعددت أدواره ومواقفه وهذا يقتضي تعدد أماكن خروجه وظهوره فيكون له ظهور في الكوفة للدعوة ويكون له ظهور في خراسان وظهور في اليمن وغير ذلك ، وكذلك له قيام في خراسان وفي أماكن أخرى يأتي عليها الكلام تباعا .
أما ظهوره في مكة فقد ذكرناه سابقا إن بداية دعوته تكون في الكوفة ، وأما ظهوره في خراسان فهو من ضمن مرحلة الهجرة إلى مدينة المهدي ، خراسان ، وبعد عودته إلى الكوفة وقيامه فيها بالدعوة العلنية تبدأ حكومة بني العباس في مطاردته فتبدأ غيبته .
فقد جاء في الرواية عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
( قال لي يا أبا الجارود إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك وبأي واد سلك وقال الطالب له : أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج )( غيبة النعماني ) .
وبعد الغيبة والاختفاء لابد له من خروج ، والظاهر أن ذلك يكون من اليمن .
وبعد الخروج لابد من القيام فيكون قيام اليماني من خراسان بجيش لفتح الكوفة وطرد السفياني منها فجاء في الرواية : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فأن فيها خليفة الله المهدي )( غيبة النعماني ) .
وكما ذكرنا أن اليماني في الرواية عند أهل البيت(عليه السلام) هو المهدي حيث جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني )( غيبة النعماني ) .
واليماني الموعود
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
ذكرت الأحاديث والروايات الواردة عن النبي وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) إن الإمام المهدي (عليه السلام) يدعو إلى إسلام جديد والى كتاب جديد كما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال :
( الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء .
فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله .
فقال : يستأنف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )( بحار الأنوار ج13 ص194 ) .
وعن عبد الله بن عطاء قال : ( سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) . فقلت : إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال : يهدم ما قبله كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستأنف الإسلام جديدا )(بحار الأنوار ج52 ص354 ) .
وكذلك ورد عن عبد الله بن عطاء المكي عن شيخ الفقهاء - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) قال : ( سألته عن سيرة المهدي (عليه السلام) كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديدا )( إثبات الهداة ج3 ص539 ح499 ) .
وكذلك ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم بالقائم لقيامه بالحق )(الوافي ج2ص113ح11 ) .
والواقع إن هذه الروايات تؤكد لنا أمور منها إن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة أي إنه (عليه السلام) سوف يدعو الناس ، وإنه (عليه السلام) يدعو إلى إسلام جديد غير الذي كان معهودا عند الناس في عصر الظهور الشريف .
وليس معنى ذلك أن الإمام المهدي (عليه السلام) يأتي بدين وإسلام غير الدين والإسلام المحمدي ، ولكن الواقع أن الأمة تكون قد انحرفت عن الدين والإسلام المحمدي الأصيل وتعودت على أحكام وتعاليم بعيدة كل البعد عما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا إليه .
فإذا ما ظهرت دعوة المهدي (عليه السلام) ظهرت كدعوة جديدة ومختلفة في كثير من مبادئها وتعاليمها عن الواقع المعاش يومها .
ولما كان من المعلوم أن الإمام المهدي (عليه السلام) يخرج في اليوم العاشر من المحرم قائما بالسيف معلنا الحرب ضد الظلم والظالمين والطغاة والمتجبرين من حكام وحكومات وعلماء وفقهاء منحرفين وأناس مشركين كما قام جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسيف .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الحسين (عليه السلام) : ( في القائم منا سنن من الأنبياء ، سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنه من عيسى وسنة من يوسف وسنه من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فأما من نوح فطول العمر ، وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى فالخوف والغيبة ، وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فالخروج بالسيف )( الوافي ج102 ) .
وعن أبي بصير قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه إلا السيف ولا يستتيب أحداً ولا تأخذه في الله لومة لائم )(غيبة النعماني ص239 ) .
ومن هنا يتبين أن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يخرج إلا قائم بالسيف ومحاسبا ومعاقبا ويقيم في كثير من الناس حد الله .
الباب الأول
الداعي هو اليماني
بعد أن تبين لنا أن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم بالسيف كما قام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولما كان قيام الإمام (عليه السلام) يمثل القيامة الصغرى كان لابد من ظهور دعوة له لأجل التبشير والإنذار مصداقاً لما جاء في قوله تعالى :
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}(الإسراء (15) ) .
فمن هو الذي يقوم بتلك الدعوة يا ترى بعد أن تبين لنا أن الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) لا يخرج إلا قائماً بالسيف من مكة المكرمة كما ذكرت لنا الأحاديث والروايات .
والواقع إن من يقوم بتلك الدعوة إلى الإسلام الجديد ويدعو الناس إلى الحق والطريق المستقيم ونصرة الإمام هو اليماني الموعود الممهد الرئيسي للإمام والذي يبعثه (عليه السلام) ليقوم بتلك المهمة التي ينوب بها عنه .
ومما يدل على ذلك ما جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ( ....وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس - إلى أن قال- لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )( غيبة النعماني ص264 ) .
وهذا مما يؤكد أن اليماني هو من يدعو إلى نصرة الإمام (عليه السلام) والى الحق .
والحق هو الإمام المهدي (عليه السلام) كما ورد في تفسير قوله تعالى : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}( الإسراء (81) ) ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( الحق هو المهدي (عليه السلام) ) .
وهذا يثبت أيضا دحض أكاذيب وافتراءات بعض أهل الباطل الذين يدعون الناس إلى أنفسهم في حين أن اليماني يدعو إلى الإمام كما تقدم .
ولما تبين ذلك وثبت أن اليماني هو من يقوم بتلك الدعوة إلى الإسلام الجديد والى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) كان لابد لنا من التعرف على هذه الشخصية المهمة لأن التعرف على اليماني والالتحاق به يقود إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) .
وللتعرف على شخصية اليماني ودعوته لا بد من مقارنتها بدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبه بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما بينا سابقاً في طيات هذا البحث .
فقد جاء في الرواية الواردة عن كامل عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال : ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله وان الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء .
فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله فقال : يستأنف الداعي منا دعاءاً جديدا كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )( بحار الأنوار ج13ص194 ) .
فمن هذه الرواية وغيرها يظهر لنا واضحا الشبه بين الدعوتين المهدية والمحمدية فإن ما جرى وما مر من مراحل في الدعوة النبوية سيجري ويمر في الدعوة المهدية .
الباب الثاني
ماهية دعوة اليماني
كما هو معلوم إن الله تبارك وتعالى بشر جميع أنبيائه ورسله بمحمد وآله الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فهم سادة الورى في الأولين والآخرين وأخذ منهم العهد بذلك وأعلمهم سبحانه بتمام نوره على الخلق أجمعين على يد خاتم أوصياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام المهدي (عليه السلام) .
أي أن الإمام المهدي سيكون المنتظر لإقامة دولة العدل الإلهي التي وعد بها الله تعالى جميع أنبيائه ورسله وسيكون (عليه السلام) متمم لما بدأه مائة وأربعة وعشرون ألف نبي من أنبياء الله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .
إذاً فلابد في هذه الحالة لابد من دعوة للإمام المهدي (عليه السلام) ولابد من رسول يظهر بهذه الدعوة ولان الإمام المهدي (عليه السلام) سيقوم بالسيف محاسبا ولا يستتيب احد أي انه سيمثل عذاب الله على الذين يكذبون دعوته ويعادون رسوله ، وقد ثبت لدينا بما لا يقبل الشك أن صاحب هذه الدعوة هو السيد اليماني وان كان هناك بعض الممهدين والدعاة الذين يقومون بالدعوة للإمام (عليه السلام) هنا وهناك إلا أنها دعوات فرعية بسيطة بخلاف دعوة اليماني فهي الدعوة الرئيسية للإمام المهدي (عليه السلام) .
بل إن الباحث والمتتبع للروايات الواردة عن النبي وآله (عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم) يرى أنهم لا يفرقون بين الإمام (عليه السلام) وبين الداعي له ( اليماني ) في العديد من المواقف والمراحل ، الأمر الذي سبب الاشتباه للكثير من الباحثين والكتاب .
وسنحاول في هذا البحث أن نسلط الضوء على ماهية دعوة اليماني والأدوار والمراحل التي تمر بها أثناء دعوته وما هي السنن التي تجري عليه وما الذي سيواجهه وغير ذلك من النقاط التي نراها مهمة للربط في هذا البحث ولكي تتضح الصورة لجمهور المنتظرين ولا يشتبه عليهم الأمر بظهور بعض الدعاة الكاذبين الذين ينتحلون هذه الشخصية المهمة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
إن الإمام المهدي (عليه السلام) سيبني دولة العدل الإلهي المنتظرة وبهذا سيمثل جانب الحق والإيمان كله قبال الباطل والكفر كله ولا يخفى أن الباطل في هذا الزمان منتشر في كل مكان وان الأرض امتلأت منه .
والمؤمنين في هذا الزمان بالإمام المهدي (عليه السلام) هم مؤمنين بالغيب أي في الواقع يؤمنون به في المفهوم أما المصداق أي شخصه (عليه السلام) ؟ ومن هي الشخصيات المرتبطة به حقيقة ؟ ، فهذا مما يحتاج إلى مزيد من الإيضاح والبيان ، وهذا يسري على كل الشخصيات المرتبطة بدعوة المهدي (عليه السلام) ، وأهمها شخصية اليماني وهذه حاجة أولى في المجتمع .
أما الحاجة الثانية فهي المحافظة على هذه الشخصيات وعدم كشفها أمام الباطل وأهله الذي سيكون قد سيطر على الأرض في زمان الظهور وهذا سلاح ذو حدين ، فنحن في نفس الوقت نحتاج إلى إيضاح لهذه الشخصيات ونحتاج أيضا إخفاء لها ، الأمر الذي استدعى أن يستعمل أهل البيت (عليهم السلام) نفس أسلوب القرآن فكانت النصوص الواردة عنهم (عليهم السلام) بهذا الخصوص ظاهرها أنيق وباطنها عميق وبعبارة أخرى يفهمها بعض الناس ولا يفهمها أكثرهم .
فإن تفاصيل القضية المهدوية لا يحيط بها أحد إلا الداعي الحقيقي للإمام (عليه السلام) ، فهو الذي يحمل على عاتقه فك رموزها ويكشف أسرارها في الزمان والمكان المناسبين وذلك لأنه مرتبط بالمعصوم ارتباطا مباشرا فيفيض عليه من علومه الربانية بما يجعله يبقر الحديث بقراً ويخرج أسراره .
كما ورد في معجم الملاحم والفتن ج1ص386 نقلا عن غيبة النعماني بإسناده عن جابر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يصف حال جيش الغضب وأميرهم اليماني وأسمه إلى أن قال جابر ثم نهض الإمام علي (عليه السلام) وهو يقول باقراً باقراً باقراً ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً .
الباب الثالث
مراحل دعوة اليماني
كما أثبتنا سابقا أن اليماني هو حامل دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الذي يقوم بإعداد الجيش له وتنبيه الناس وتوجيههم نحو الإمام (عليه السلام) وتهيئتهم لمرحلة قيام الإمام وكل هذا يقوم به اليماني .
والثابت أن الإمام يقوم من مكة محارباً بجيشه ولا يخفى الفرق بين من يقوم بالإعداد والإرشاد والتمهيد وبين من يقوم محارباً ومحاسباً أما كيفية دعوته فهي تكون على مراحل كمراحل دعوة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن بفوارق بسيطة فقد بينا أن هناك سبه كبير بين دعوة المهدي (عليه السلام) وبين دعوة جده رسول الله عليه وآله وسلم) .
وعليه لابد لمن أراد أن يفهم مراحل دعوة اليماني أن يفهم مراحل دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فالمعلوم انه بدأ بالدعوة السرية ثم أعلنها بعد أن قويت شوكة أصحابه وجرى عليه ما جرى من تكذيب واتهام بالباطل ثم هجرته مرتين وغير ذلك مما هو معلوم لدى عامة المسلمين .
وكذا في دعوة اليماني فإنها تمر في هذه المرحلة ولكن طبقا للتأويل الموافق للغيب وهو الإمام المهدي (عليه السلام) .
ونتيجة للتفاوت بين عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعصر الإمام المهدي فإن دعوة اليماني مضغوطة في الوقت , فتجري عليه مجموعة من سنن الأنبياء في نفس مرحلة دعوته فكما ورد أن له سنن من الأنبياء ( عن أبي بصير سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول :
( في صاحب هذا الأمر سنة من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد - إلى أن قال- قلت : فما سنة يوسف ؟
قال السجن والغيبة )(غيبة الطوسي ) .
ومن هذا نفهم أن اليماني يتعرض للسجن وتكون له هجرتين كما كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هجرتين .
ونتيجة للتداخل في تحقق السنن فإن سنته من موسى (عليه السلام) في هذه المرحلة انه يخرج خائفا يترقب كما جاء في الرواية ومن المشابهة بينه وموسى (عليه السلام) أن موسى عاش بين العلماء نتيجة لإقامته في قصر فرعون في ذلك الزمان ، فكذلك ينشأ اليماني ويعيش فترة من الزمن بين الأوساط العلمية من زعماء الناس من سادة قريش في آخر الزمان في مكة المهدي (عليه السلام) الكوفة والنجف ، ثم ينقلب عليهم ويثبت بطلان علومهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب كما فعل موسى (عليه السلام) .
وأما الصفة الثالثة المشابهة لسنة موسى (عليه السلام) ، إن لليماني غيبتين ، حيث جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في أحدهما إلى أهله والأخرى يقال : هلك في أي واد سلك...)(غيبة النعماني ) .
وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه من حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) له غيبتين (الصغرى والكبرى) ولكنه لم يرجع في الأولى إلى أهله ، كذلك من غير الممكن أن نقول أن الشيعة الذين يؤمنون بالإمام (عليه السلام) أنه حي وغائب يرجعون ويقولون عنه في المقطع الثاني من الرواية أنه مات أو هلك ، ولذلك فهذه الرواية تنطبق على السيد اليماني لا على الإمام المهدي (عليه السلام) .
أدواره ومهامه :
نتيجة للمهام الملقاة على عاتق اليماني تعددت أدواره ومواقفه وهذا يقتضي تعدد أماكن خروجه وظهوره فيكون له ظهور في الكوفة للدعوة ويكون له ظهور في خراسان وظهور في اليمن وغير ذلك ، وكذلك له قيام في خراسان وفي أماكن أخرى يأتي عليها الكلام تباعا .
أما ظهوره في مكة فقد ذكرناه سابقا إن بداية دعوته تكون في الكوفة ، وأما ظهوره في خراسان فهو من ضمن مرحلة الهجرة إلى مدينة المهدي ، خراسان ، وبعد عودته إلى الكوفة وقيامه فيها بالدعوة العلنية تبدأ حكومة بني العباس في مطاردته فتبدأ غيبته .
فقد جاء في الرواية عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
( قال لي يا أبا الجارود إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك وبأي واد سلك وقال الطالب له : أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج )( غيبة النعماني ) .
وبعد الغيبة والاختفاء لابد له من خروج ، والظاهر أن ذلك يكون من اليمن .
وبعد الخروج لابد من القيام فيكون قيام اليماني من خراسان بجيش لفتح الكوفة وطرد السفياني منها فجاء في الرواية : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فأن فيها خليفة الله المهدي )( غيبة النعماني ) .
وكما ذكرنا أن اليماني في الرواية عند أهل البيت(عليه السلام) هو المهدي حيث جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني )( غيبة النعماني ) .