من كتاب ويسئلونك عن القائم (ع)
(من فكر السيد القحطاني)
من الاسئلة التي وجهت الى مكتب السيد القحطاني
وتمت الاجابة عليها وفق احاديث النبي (ص) والائمة الاطهار (ع)
باب الظهور
س1/ ما هو الظهور وما هو القيام ؟
ج- إن معنى الظهور هو ظهور أمر معين أو دعوة أو حركة معينة وانتشارها بين الناس ومثال على ذلك إن للإمام المهدي (عليه السلام) ظهور وقيام، فالظهور هو حصول الإذن من الله تعالى للإمام بإظهار أمره واتصاله بالممهدين وإرسالهم إلى الناس لنصرة الإمام (عليه السلام) والالتحاق بدعوته الحقة.
وينقسم الظهور إلى ظهور اصغر وظهور اكبر أما الأصغر فهو اتصال الإمام (عليه السلام) بالممهدين وتحريكهم لأجل التمهيد والإعداد لنصرة الإمام ودعاته الحقيقيون ويكون ذلك عن طريق الكشف أو الرؤيا أو المشاهدة الحقيقية.
أما الظهور الأكبر فهو ظهور دعوة الإمام (عليه السلام) الحقيقية التي تكون على يد اليماني الموعود الذي ورد فيه عن الإمام الباقر(عليه السلام) بأنه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. وتكون الدعوة على يديه في آخر الزمان حيث انه يدعو بأمر الإمام المهدي (عليه السلام) ويكون ذلك عن طريق لقائه بالإمام المهدي واخذ التوجيهات منه (عليه السلام).
والدليل على أن هناك ظهور وقيام ما ورد عن أبي جعفر (عليه السلام): ( خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد )( - الإرشاد ج2 ص375
).
هذه الرواية تدل على القيام أما ما ورد عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: (يخرج قبل السفياني مصري ويماني)(غيبة الطوسي 448).فهي تشير إلى الظهور.
إذن يكون ظهور اليماني قبل قيامه وقبل ظهور السفياني، وإننا نرى في هذا الوقت الكثير من العلماء والباحثين وحتى عامة الناس يقولون إننا الآن نعيش عصر الظهور.
أما القيام: فهو التحرك العسكري وقيادة الجيوش والخروج للقتال، فقيام الإمام المهدي (عليه السلام) بين الركن والمقام هو قيامه بالسيف أي قيادته لأصحابه الـ(313) وجيش الغضب المكون من عشرة آلاف وإعلان الثورة ضد الظلم والظالمين.
س2/ من أي مكان يقوم الإمام (عليه السلام) ؟
ج/ يكون قيام الإمام المهدي (عليه السلام) من مكة بين الركن والمقام وذلك كما ورد في الأحاديث والروايات حيث روي عن الصادق (عليه السلام) قال: ( ووالله يا مفضل كأني انظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجليه نعلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المخصوفة وفي يده هراوته (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ....إلى أن قال المفضل يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر ؟ قال : يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل وحده)( - البحار الأنوار ج53 ص6
).
كذلك ورد في الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال: ( إن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل احد منكم طعاماً وشرابا .....)(الكافي ج1 ص231
).
وذكر عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنين بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد)( الإرشاد للشيخ المفيد ج2 ص380).
س3/ إذا كان الإمام يقوم من مكة فما معنى الرواية التي تقول يخرج المهدي من اليمن ؟
ج/ نعم لقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة .....)( ينابيع المودة ص449) والمقصود بالمهدي في هذه الرواية ليس الإمام المهدي (عليه السلام) وإنما المقصود به هو اليماني فان تسمية المهدي يصح إطلاقها على اليماني لأنه يهدي إلى طريق الإمام المهدي (عليه السلام) وكما أوضحنا في سؤال سابق.
س4/ لقد وردت روايات تذكر بان القائم (عليه السلام) يقوم من أماكن مختلفة فرواية تذكر قيامه من مكة وأخرى تذكر قيامه من خراسان وأخرى من جيلان، فما معنى ذلك ؟
ج/ إن اختلاف مكان قيام القائم في الروايات ليس المقصود به قيام الإمام (عليه السلام) بل المقصود به قيام غيره ممن يقومون بأمر الله تعالى ولكل شخص مكان خاص يقوم منه، فالذي يقوم من مكة هو الإمام المهدي (عليه السلام) كما اشرنا قبل قليل.
أما الذي يقوم من خراسان فهو السيد الحسني اليماني وزير الإمام المهدي (عليه السلام) حيث ورد عن المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: (ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم ! يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز، ليست من فضة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلا. فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام، ويقولون: يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا، فيقول: اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم أنه المهدي، وأنه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتى يبايعوه. فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر......)( - بحار الأنوار ج53 ص15
).
فكما يتضح من الرواية إن خروج الحسني أو اليماني من الطالقان وهي منطقة تقع في خراسان( إيران).
أما الرواية التي تذكر إن قيام القائم من جيلان وهي واردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال: ( إذا قام القائم بخراسان وغلب على ارض كوفان والملتان وجاز الجزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان وإجابته الابر والديلمان..... )( كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص283).
حيث ان المقصود من القائم الذي يقوم من جيلان هو قائم تابع لآل محمد يمهد للإمام المهدي (عليه السلام).
س5/ هل هناك علامات لظهور الإمام (عليه السلام) وعلامات لقيامه ؟
ج/ نعم هناك تمييز بين علامات الظهور وعلامات القيام، فكما نعلم إن العلامات الخمسة الحتمية هي العلامات الخاصة بقيام الإمام المهدي (عليه السلام) وهي اليماني والسفياني وقتل النفس الزكية والصيحة والخسف في البيداء، أما العلامات الخاصة بالظهور فهي كثير حيث ورد ذكر كم كبير من علامات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في الروايات وهي العلامات التي تسبق قيام الإمام، ومن هذه العلامات ذهاب حكم السنين وبدء حكم الشهور وجراد في أوانه وفي غير أوانه وركوب ذات الفروج السروج وهرج ومرج واختلاف الشيعة فيما بينهم وخسف بغداد وخسف في البصرة ويشمل أهل العراق خوف فضيع وتولي عبد الله الحكم في الحجاز وارتقاء الصبيان المنابر وغيرها من العلامات الكثيرة والمفصلة.
س6/ عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) يقول: ( في أي شئ أنتم ؟ هيهات هيهات، لا والله لا يكون ما تمدون إليه
أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا، لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد )( الكافي ج1 ص370 ).
ما المقصود بالتمحيص والتمييز والغربلة الواردة في هذه الرواية؟
ج/ إن المقصود من هذه التسميات هي مراحل ثلاث يمر بها أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) لأجل امتحانهم وافتتانهم لكي لا يبقى إلا الأندر فالأندر والخلص منهم الذين امتحن الله قلوبهم بالإيمان واجتباهم لنصرة القائم (عليه السلام)، وكل مرحلة تكون أصعب من سابقتها ولكل مرحلة خصوصيتها وظروفها فإن ما يريد الإقبال عليه الإمام (عليه السلام) هو إقامة العدل الإلهي وذلك يتطلب وجود أناس موحدون خالصون من الآفات ليكونوا أهلاً لقيادة المجتمع وهذه المراحل سوف تستخرج خلاصة القوم ومن هو أهلا لهذه المهمة حيث روي عن جابر الجعفي قال: (قلت لأبي جعفر (عليه السلام) متى يكون فرجكم ؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقى الصفو)(بحار الأنوار ج52 ص113 ).
س7/ ما هو دورنا كمسلمين وكشيعة في هذا الوقت الذي بانت فيه بوادر زمن الظهور المقدس أفيدونا أفادكم الله؟
ج/ إن شعور المرء بان هذا هو زمن الظهور المقدس هو شيء في غاية الأهمية حيث يغفل الكثير من الناس عن ذلك بسبب الابتعاد عن الدين الحقيقي والانشغال التام بالشهوات الدنيوية التي تحول دون وصول الإنسان إلى التفكير ولو لوقت قصير في قضية من أهم قضايا الدين، لأن الدنيا احد اكبر الحواجز بين الإنسان وربه، وقد عُبر عن ذلك بان الدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب كلما اقترب من احدهما ابتعد عنه الآخر، فأول شيء يجب علينا عمله هو عدم الانقياد للدنيا والانغماس في شهواتها ليتسنى لنا تركها بسهولة عند بدأ دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) فلا نلاقي في أنفسنا ما يحول بيننا وبين نصرته (عليه السلام).
أما الأمر الآخر الذي يجب علينا التأكيد عليه هو التقوى والابتعاد عن المحرمات كلها لأن للذنب اثر كبير على القلب حيث إن كثرة الذنوب تؤدي إلى اسوداد القلب وإذا اسود القلب صعب علينا معرفة الحق وهو الإمام المهدي (عليه السلام) قال تعالى في كتابه: { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }(- الحج46
)
وقال أيضاً { إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ }( آل عمران155 ) فالذنب يعمي البصيرة ويجعل قلوبنا تعمى عن تمييز الحق من الباطل فنقف بوجه القائم (عليه السلام) بدل من أن ننصره جهلاً به، وأيضاً نكون فريسة سهلة للشيطان الرجيم فيتحكم بنا بسهولة ويضلنا عن الصراط الحق بسبب ذنوبنا التي أطفأت نورنا والنور هو الذي يحول بيننا وبينه لعنة الله عليه.
وأما الأمر الأخير الذي يساعدنا على النجاة هو التعلق بالله تعالى وبرسوله وبالحجة بن الحسن (عليه السلام) وتفريغ القلب من كل العوالق الدنيوية وملئه بحب إمامنا ليمدنا بمعونته وينتشلنا من الظلمات.
س8/ يكثر في هذا الوقت بالذات من يدّعون الاتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) أو يدّعون مقامات معينة فما هو تكليفنا وكيف نميز الصادق من الكاذب منهم ؟
ج/ أولاً يجب علينا في حال خروج أي دعوة أو مدعي لمقام معين ان لأنقطع للوهلة الأولى ببطلانه أو صحة موقفه ولكن علينا أن نتأكد من هذه الدعوة ونبحث حولها وحول شخصية الداعي.
وقد يقول احد إننا عاجزون عن التحقق من صحة هذه الدعوات لافتقارنا للمعلومات اللازمة لذلك.
نعم إن معرفة صحة الادعاء له شروط فقد يقول احدنا إن الدليل هو أن يخبرنا صاحب الدعوة عن ما نضمره في أنفسنا وهذا غير صحيح لأن الذين يسخرون الجن وأصحاب الرياضات باستطاعتهم الإخبار عن هذه الأشياء وإذا قلنا إن الدليل هو المعجزة فهذا غير صحيح أيضا لأن الأعور الدجال عند خروجه يقوم بإحياء الموتى. إذن فهذه الأمور ليست هي الأدلة على صحة دعوة المدعي.
إن مثل هذا الأمر المهم والجسيم الذي تبنى عليه قضية عظيمة وهي إقامة دولة العدل الإلهي لا يمكن أن يكون أهل البيت (عليهم السلام) قد سكتوا عن تبيين طريقة التعرف على الداعي إليها فإذا ما رجعنا إلى أقوالهم ( صلوات الله تعالى عليهم ) لبانت الحقيقة جلية لا غبار عليها.
حيث ورد عن جابر قال: حدثني من رأى المسيب بن نجبة، قال: (وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له: ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقد أعرض وأطول، يقول ماذا؟ فقال: يذكر جيش الغضب، فقال: خل سبيل الرجل، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقرا باقرا باقرا، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً)( - يحار الأنوار ج52 ص247
).
وكذلك ورد عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يرجع في احديهما إلى أهله والأخرى يقال: هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)( بحار الأنوار ج52 ص157 ).
فيتبين إن صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) لديه علم التأويل والباطن لأن بقر الحديث (شقه) هو استخراج ما بباطنه أي تأويله وكذلك باستطاعته الإجابة عن عظائم الأمور التي لا يستطيع الإجابة عليها إلا من هو متصل بالإمام (عليه السلام) ومن عظائم الأمور هي الرجعة فقد جاء في الرواية الشريفة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز وجل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
إضافة إلى العلامات الجسمانية والنفسية والأخلاقية التي ذكرها أهل بيت العصمة في الأحاديث والروايات والتي يحملها ويتحلى بها الداعي.
س9/ هل إن الإمام المهدي ( عليه السلام) يرتدي عمامة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أم انه يرتدي (العقال والشماغ ) مثلما سمعنا من بعض الناس؟
ج/ إن الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه المقدس يرتدي عمامة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) (السحاب) وهي من الأشياء المهمة التي يقدمها الإمام المهدي (عليه السلام) إلى السيد الحسني اليماني مع باقي الأمور التي يطلبها منه (عليه السلام) كدليل على إمامته (عليه السلام) حيث ورد ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم - إلى أن يقول- فيتصل بأصحابه خبر المهدي (عليه السلام) ويقولون بابن رسول من هذا الذي نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقة العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ فيخرج له ذلك ....)( بحار الأنوار ج53 ص15 ).
إذن عند قيامه (عليه السلام) يرتدي العمامة أما في زمن غيبته الكبرى فانه (عليه السلام) يرتدي الزي العربي والعقال، والدليل على ذلك المشاهدات العديدة من قبل المؤمنين الذين رأوا الإمام المهدي (عليه السلام) وهو يرتدي العقال وكذلك أيد هذا القول السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قده) في موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا القول قريب من الواقع لأن ذلك يتوافق مع كونه غائب عن عيون الناس.
س10/ هل هناك دور للنساء في مرحلة الظهور المقدس ارجوا أن يكون الجواب موثقاً بالروايات.
ج/ نعم هناك دور مهم للنساء في مرحلة الظهور المقدس وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( ينزل عيسى بن مريم على ثمان مائة رجل وأربعمائة امرأة أخيار من على الأرض واصلحاء من مضى )( كنز العمال ج12 ص338 ).
وعن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( يكر مع القائم ثلاث عشر امرأة ..)(دلائل الإمامة ص484 ).
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ): ( في حديث طويل ......ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف ......الخبر)( مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج 1 - ص 255).
(من فكر السيد القحطاني)
من الاسئلة التي وجهت الى مكتب السيد القحطاني
وتمت الاجابة عليها وفق احاديث النبي (ص) والائمة الاطهار (ع)
باب الظهور
س1/ ما هو الظهور وما هو القيام ؟
ج- إن معنى الظهور هو ظهور أمر معين أو دعوة أو حركة معينة وانتشارها بين الناس ومثال على ذلك إن للإمام المهدي (عليه السلام) ظهور وقيام، فالظهور هو حصول الإذن من الله تعالى للإمام بإظهار أمره واتصاله بالممهدين وإرسالهم إلى الناس لنصرة الإمام (عليه السلام) والالتحاق بدعوته الحقة.
وينقسم الظهور إلى ظهور اصغر وظهور اكبر أما الأصغر فهو اتصال الإمام (عليه السلام) بالممهدين وتحريكهم لأجل التمهيد والإعداد لنصرة الإمام ودعاته الحقيقيون ويكون ذلك عن طريق الكشف أو الرؤيا أو المشاهدة الحقيقية.
أما الظهور الأكبر فهو ظهور دعوة الإمام (عليه السلام) الحقيقية التي تكون على يد اليماني الموعود الذي ورد فيه عن الإمام الباقر(عليه السلام) بأنه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. وتكون الدعوة على يديه في آخر الزمان حيث انه يدعو بأمر الإمام المهدي (عليه السلام) ويكون ذلك عن طريق لقائه بالإمام المهدي واخذ التوجيهات منه (عليه السلام).
والدليل على أن هناك ظهور وقيام ما ورد عن أبي جعفر (عليه السلام): ( خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد )( - الإرشاد ج2 ص375
).
هذه الرواية تدل على القيام أما ما ورد عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: (يخرج قبل السفياني مصري ويماني)(غيبة الطوسي 448).فهي تشير إلى الظهور.
إذن يكون ظهور اليماني قبل قيامه وقبل ظهور السفياني، وإننا نرى في هذا الوقت الكثير من العلماء والباحثين وحتى عامة الناس يقولون إننا الآن نعيش عصر الظهور.
أما القيام: فهو التحرك العسكري وقيادة الجيوش والخروج للقتال، فقيام الإمام المهدي (عليه السلام) بين الركن والمقام هو قيامه بالسيف أي قيادته لأصحابه الـ(313) وجيش الغضب المكون من عشرة آلاف وإعلان الثورة ضد الظلم والظالمين.
س2/ من أي مكان يقوم الإمام (عليه السلام) ؟
ج/ يكون قيام الإمام المهدي (عليه السلام) من مكة بين الركن والمقام وذلك كما ورد في الأحاديث والروايات حيث روي عن الصادق (عليه السلام) قال: ( ووالله يا مفضل كأني انظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجليه نعلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المخصوفة وفي يده هراوته (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ....إلى أن قال المفضل يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر ؟ قال : يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل وحده)( - البحار الأنوار ج53 ص6
).
كذلك ورد في الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال: ( إن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل احد منكم طعاماً وشرابا .....)(الكافي ج1 ص231
).
وذكر عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنين بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد)( الإرشاد للشيخ المفيد ج2 ص380).
س3/ إذا كان الإمام يقوم من مكة فما معنى الرواية التي تقول يخرج المهدي من اليمن ؟
ج/ نعم لقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة .....)( ينابيع المودة ص449) والمقصود بالمهدي في هذه الرواية ليس الإمام المهدي (عليه السلام) وإنما المقصود به هو اليماني فان تسمية المهدي يصح إطلاقها على اليماني لأنه يهدي إلى طريق الإمام المهدي (عليه السلام) وكما أوضحنا في سؤال سابق.
س4/ لقد وردت روايات تذكر بان القائم (عليه السلام) يقوم من أماكن مختلفة فرواية تذكر قيامه من مكة وأخرى تذكر قيامه من خراسان وأخرى من جيلان، فما معنى ذلك ؟
ج/ إن اختلاف مكان قيام القائم في الروايات ليس المقصود به قيام الإمام (عليه السلام) بل المقصود به قيام غيره ممن يقومون بأمر الله تعالى ولكل شخص مكان خاص يقوم منه، فالذي يقوم من مكة هو الإمام المهدي (عليه السلام) كما اشرنا قبل قليل.
أما الذي يقوم من خراسان فهو السيد الحسني اليماني وزير الإمام المهدي (عليه السلام) حيث ورد عن المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: (ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم ! يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز، ليست من فضة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلا. فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام، ويقولون: يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا، فيقول: اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم أنه المهدي، وأنه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتى يبايعوه. فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر......)( - بحار الأنوار ج53 ص15
).
فكما يتضح من الرواية إن خروج الحسني أو اليماني من الطالقان وهي منطقة تقع في خراسان( إيران).
أما الرواية التي تذكر إن قيام القائم من جيلان وهي واردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال: ( إذا قام القائم بخراسان وغلب على ارض كوفان والملتان وجاز الجزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان وإجابته الابر والديلمان..... )( كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ص283).
حيث ان المقصود من القائم الذي يقوم من جيلان هو قائم تابع لآل محمد يمهد للإمام المهدي (عليه السلام).
س5/ هل هناك علامات لظهور الإمام (عليه السلام) وعلامات لقيامه ؟
ج/ نعم هناك تمييز بين علامات الظهور وعلامات القيام، فكما نعلم إن العلامات الخمسة الحتمية هي العلامات الخاصة بقيام الإمام المهدي (عليه السلام) وهي اليماني والسفياني وقتل النفس الزكية والصيحة والخسف في البيداء، أما العلامات الخاصة بالظهور فهي كثير حيث ورد ذكر كم كبير من علامات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في الروايات وهي العلامات التي تسبق قيام الإمام، ومن هذه العلامات ذهاب حكم السنين وبدء حكم الشهور وجراد في أوانه وفي غير أوانه وركوب ذات الفروج السروج وهرج ومرج واختلاف الشيعة فيما بينهم وخسف بغداد وخسف في البصرة ويشمل أهل العراق خوف فضيع وتولي عبد الله الحكم في الحجاز وارتقاء الصبيان المنابر وغيرها من العلامات الكثيرة والمفصلة.
س6/ عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) يقول: ( في أي شئ أنتم ؟ هيهات هيهات، لا والله لا يكون ما تمدون إليه
أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا، لا والله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد )( الكافي ج1 ص370 ).
ما المقصود بالتمحيص والتمييز والغربلة الواردة في هذه الرواية؟
ج/ إن المقصود من هذه التسميات هي مراحل ثلاث يمر بها أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) لأجل امتحانهم وافتتانهم لكي لا يبقى إلا الأندر فالأندر والخلص منهم الذين امتحن الله قلوبهم بالإيمان واجتباهم لنصرة القائم (عليه السلام)، وكل مرحلة تكون أصعب من سابقتها ولكل مرحلة خصوصيتها وظروفها فإن ما يريد الإقبال عليه الإمام (عليه السلام) هو إقامة العدل الإلهي وذلك يتطلب وجود أناس موحدون خالصون من الآفات ليكونوا أهلاً لقيادة المجتمع وهذه المراحل سوف تستخرج خلاصة القوم ومن هو أهلا لهذه المهمة حيث روي عن جابر الجعفي قال: (قلت لأبي جعفر (عليه السلام) متى يكون فرجكم ؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقى الصفو)(بحار الأنوار ج52 ص113 ).
س7/ ما هو دورنا كمسلمين وكشيعة في هذا الوقت الذي بانت فيه بوادر زمن الظهور المقدس أفيدونا أفادكم الله؟
ج/ إن شعور المرء بان هذا هو زمن الظهور المقدس هو شيء في غاية الأهمية حيث يغفل الكثير من الناس عن ذلك بسبب الابتعاد عن الدين الحقيقي والانشغال التام بالشهوات الدنيوية التي تحول دون وصول الإنسان إلى التفكير ولو لوقت قصير في قضية من أهم قضايا الدين، لأن الدنيا احد اكبر الحواجز بين الإنسان وربه، وقد عُبر عن ذلك بان الدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب كلما اقترب من احدهما ابتعد عنه الآخر، فأول شيء يجب علينا عمله هو عدم الانقياد للدنيا والانغماس في شهواتها ليتسنى لنا تركها بسهولة عند بدأ دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) فلا نلاقي في أنفسنا ما يحول بيننا وبين نصرته (عليه السلام).
أما الأمر الآخر الذي يجب علينا التأكيد عليه هو التقوى والابتعاد عن المحرمات كلها لأن للذنب اثر كبير على القلب حيث إن كثرة الذنوب تؤدي إلى اسوداد القلب وإذا اسود القلب صعب علينا معرفة الحق وهو الإمام المهدي (عليه السلام) قال تعالى في كتابه: { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }(- الحج46
)
وقال أيضاً { إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ }( آل عمران155 ) فالذنب يعمي البصيرة ويجعل قلوبنا تعمى عن تمييز الحق من الباطل فنقف بوجه القائم (عليه السلام) بدل من أن ننصره جهلاً به، وأيضاً نكون فريسة سهلة للشيطان الرجيم فيتحكم بنا بسهولة ويضلنا عن الصراط الحق بسبب ذنوبنا التي أطفأت نورنا والنور هو الذي يحول بيننا وبينه لعنة الله عليه.
وأما الأمر الأخير الذي يساعدنا على النجاة هو التعلق بالله تعالى وبرسوله وبالحجة بن الحسن (عليه السلام) وتفريغ القلب من كل العوالق الدنيوية وملئه بحب إمامنا ليمدنا بمعونته وينتشلنا من الظلمات.
س8/ يكثر في هذا الوقت بالذات من يدّعون الاتصال بالإمام المهدي (عليه السلام) أو يدّعون مقامات معينة فما هو تكليفنا وكيف نميز الصادق من الكاذب منهم ؟
ج/ أولاً يجب علينا في حال خروج أي دعوة أو مدعي لمقام معين ان لأنقطع للوهلة الأولى ببطلانه أو صحة موقفه ولكن علينا أن نتأكد من هذه الدعوة ونبحث حولها وحول شخصية الداعي.
وقد يقول احد إننا عاجزون عن التحقق من صحة هذه الدعوات لافتقارنا للمعلومات اللازمة لذلك.
نعم إن معرفة صحة الادعاء له شروط فقد يقول احدنا إن الدليل هو أن يخبرنا صاحب الدعوة عن ما نضمره في أنفسنا وهذا غير صحيح لأن الذين يسخرون الجن وأصحاب الرياضات باستطاعتهم الإخبار عن هذه الأشياء وإذا قلنا إن الدليل هو المعجزة فهذا غير صحيح أيضا لأن الأعور الدجال عند خروجه يقوم بإحياء الموتى. إذن فهذه الأمور ليست هي الأدلة على صحة دعوة المدعي.
إن مثل هذا الأمر المهم والجسيم الذي تبنى عليه قضية عظيمة وهي إقامة دولة العدل الإلهي لا يمكن أن يكون أهل البيت (عليهم السلام) قد سكتوا عن تبيين طريقة التعرف على الداعي إليها فإذا ما رجعنا إلى أقوالهم ( صلوات الله تعالى عليهم ) لبانت الحقيقة جلية لا غبار عليها.
حيث ورد عن جابر قال: حدثني من رأى المسيب بن نجبة، قال: (وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له: ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقد أعرض وأطول، يقول ماذا؟ فقال: يذكر جيش الغضب، فقال: خل سبيل الرجل، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقرا باقرا باقرا، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً)( - يحار الأنوار ج52 ص247
).
وكذلك ورد عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، يرجع في احديهما إلى أهله والأخرى يقال: هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله)( بحار الأنوار ج52 ص157 ).
فيتبين إن صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) لديه علم التأويل والباطن لأن بقر الحديث (شقه) هو استخراج ما بباطنه أي تأويله وكذلك باستطاعته الإجابة عن عظائم الأمور التي لا يستطيع الإجابة عليها إلا من هو متصل بالإمام (عليه السلام) ومن عظائم الأمور هي الرجعة فقد جاء في الرواية الشريفة عن زرارة قال: ( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عز وجل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
إضافة إلى العلامات الجسمانية والنفسية والأخلاقية التي ذكرها أهل بيت العصمة في الأحاديث والروايات والتي يحملها ويتحلى بها الداعي.
س9/ هل إن الإمام المهدي ( عليه السلام) يرتدي عمامة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أم انه يرتدي (العقال والشماغ ) مثلما سمعنا من بعض الناس؟
ج/ إن الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه المقدس يرتدي عمامة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) (السحاب) وهي من الأشياء المهمة التي يقدمها الإمام المهدي (عليه السلام) إلى السيد الحسني اليماني مع باقي الأمور التي يطلبها منه (عليه السلام) كدليل على إمامته (عليه السلام) حيث ورد ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم - إلى أن يقول- فيتصل بأصحابه خبر المهدي (عليه السلام) ويقولون بابن رسول من هذا الذي نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقة العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ فيخرج له ذلك ....)( بحار الأنوار ج53 ص15 ).
إذن عند قيامه (عليه السلام) يرتدي العمامة أما في زمن غيبته الكبرى فانه (عليه السلام) يرتدي الزي العربي والعقال، والدليل على ذلك المشاهدات العديدة من قبل المؤمنين الذين رأوا الإمام المهدي (عليه السلام) وهو يرتدي العقال وكذلك أيد هذا القول السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قده) في موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا القول قريب من الواقع لأن ذلك يتوافق مع كونه غائب عن عيون الناس.
س10/ هل هناك دور للنساء في مرحلة الظهور المقدس ارجوا أن يكون الجواب موثقاً بالروايات.
ج/ نعم هناك دور مهم للنساء في مرحلة الظهور المقدس وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( ينزل عيسى بن مريم على ثمان مائة رجل وأربعمائة امرأة أخيار من على الأرض واصلحاء من مضى )( كنز العمال ج12 ص338 ).
وعن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ( يكر مع القائم ثلاث عشر امرأة ..)(دلائل الإمامة ص484 ).
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ): ( في حديث طويل ......ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف ......الخبر)( مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج 1 - ص 255).