دعوة النبي ودعوة المهدي
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
من المعلوم أن الأنبياء حين بعثهم الله عز وجل كانوا في بداية بعثاتهم دعاة ولم يلجئوا إلى القوة أو التهديد بالعقاب وبالعذاب الإلهي إلا عند انتهاء دعواتهم واستنـزاف كل السبل الممكنة لأجل ذلك وهذا الأمر لا يختلف فيه اثنان .
وقد تبع الأنبياء في ذلك أوصيائهم فإنهم كانوا لا يبدءون احد بقتال إلا بعد الدعوة وإقامة الحجة ومن هذا المنطلق ولما كانت دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) من الدعوات الإلهية .
وهي من سنن دعوات الأنبياء (عليهم السلام) فلا بد أن يكون لها شبه واضح وكبير بدعوات الأنبياء وبأنها كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
هذا ما دلت عليه الأحاديث النبوية وأكدته روايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) .
فقد جاء في الرواية الشريفة عن كامل عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )( بحار الأنوار ج13 ) .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال :
( الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء .
فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله .
فقال : يستأنف الداعي منا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )(المصدر نفسه ج13 ) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر فضّل عنه الجمهور ، وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق )(الوافي ج2 ) .
عن عبد الله بن عطاء المكي عن شيخ الفقهاء - يعني أبا عبد الله – قال : سألته عن سيرة المهدي؟ كيف سيرته ؟
فقال : ( يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية واستأنف الإسلام جديدا ) .
وعن عبد الله بن عطاء قال : سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) فقلت : ( إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير بالناس ؟
فقال : يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستأنف الإسلام جديداً ) .
وبعد تبين لنا واضحاً أن الإمام المهدي (عليه السلام) الذي سوف يكون قيامه من مكة المكرمة كما دلت على ذلك الأخبار والروايات مع العلم أن الروايات تؤكد أن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة قبل قيامه المقدس وأنه يقوم حينما يقوم بالسيف ولا يستتب أحداً .
فقد جاء في الرواية الواردة عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( قلت له : صالح من الصالحين سمه لي - أريد القائم عليه السلام - .
فقال إسمه إسمي .
قلت : أيسير بسيرة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سار في أمته بالمن كان يتألف الناس , والقائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتب أحداً ويل لمن ناواه)( غيبة النعماني ) .
وعن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) :
( يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم )( إثبات الهداة ج3) .
وعن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام ) يقول :
( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس , أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد , ولو كان من آل محمد لرحم )(بشارة الإسلام ) .
وهناك روايات كثيرة في هذا المعنى نتركها مراعاة للاختصار وفي هذه الروايات الشريفة المتقدمة دليل واضح على أن الإمام المهدي(عليه السلام) لا يقوم إلا بالسيف وليس المقصود السيف حصراً أنما في ذلك ( رمزية ) وإشارة إلى السلاح .
وجوابا على السؤال المتقدم أقول : إن هنالك ظهور للإمام المهدي (عليه السلام) وقيام ، وأن الظهور غير القيام فالقيام هو خروجه (عليه السلام) من مكة المكرمة بشخصه وشخصيته في اليوم الموعود في العاشر من محرم الحرام في وتر من السنين كما دلت عليه الروايات الشريفة .
أما الظهور فهو ظهور ممهديه وحركته ودعوته المباركة وذلك يسبق قيامه من مكة المكرمة حيث يكون ذلك الظهور إعدادا لقيامه المقدس وتهيئة لأنصاره ومريديه وقادته .
التي يكون القيام على أساسها فمن غير الممكن أن نتصور أن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم من مكة المكرمة من دون التمهيد له والإعداد له من قبيل نشر دعوته وتهيئة أنصاره المهمين والمخلصين وما إلى ذلك مستلزمات الظهور .
فيكونون النواة الأولى التي يقوم على أساسها الإمام من مكة المكرمة وإلا لم يكن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة أو حركة تعريفية بقضيته وأمره فما ذنب الذين لا يعرفونه ولا يحيطون علما بقيامه وظهوره الشريف .
وقد قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } فكما هو واضح أن الله عز وجل لا يعذب قوما ما لم يرسل لهم رسولا يبين لهم ويدعوهم ويرشدهم إلى طريق الحق والهداية والصلاح .
وليس المقصود في كل الأحوال هو الرسول والنبي فقط بل إنه مفهوم لكل من يدعوا إلى الحق وإلى صراط مستقيم .
قد يسأل السائل فيقول إذا كان الظهور معناه ظهور دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وحركته الشريفة ، فعلى يدي من ذلك يا ترى مع العلم أن الإمام (عليه السلام) لا يظهر ولا يخرج إلا في مكة المكرمة في العاشر من محرم الحرام ؟ .
الحقيقة أن الروايات الشريفة قد أكدت أن دعوة المهدي (عليه السلام) تكون على يد ممهديه حيث يرسل ممهداً له يأخذ توجيهاته من الإمام مباشرة وهو اليماني الذي جاء ذكره عن الباقر (عليه السلام) :
( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني … الملتوي عليه من أهل النار ) .
فلا يكون شخصاً الملتوي عليه من أهل النار إلا أن يكون من الواجب الالتحاق به وهو من سيقوم بالدعوة للإمام عليه السلام.
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
من المعلوم أن الأنبياء حين بعثهم الله عز وجل كانوا في بداية بعثاتهم دعاة ولم يلجئوا إلى القوة أو التهديد بالعقاب وبالعذاب الإلهي إلا عند انتهاء دعواتهم واستنـزاف كل السبل الممكنة لأجل ذلك وهذا الأمر لا يختلف فيه اثنان .
وقد تبع الأنبياء في ذلك أوصيائهم فإنهم كانوا لا يبدءون احد بقتال إلا بعد الدعوة وإقامة الحجة ومن هذا المنطلق ولما كانت دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) من الدعوات الإلهية .
وهي من سنن دعوات الأنبياء (عليهم السلام) فلا بد أن يكون لها شبه واضح وكبير بدعوات الأنبياء وبأنها كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
هذا ما دلت عليه الأحاديث النبوية وأكدته روايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) .
فقد جاء في الرواية الشريفة عن كامل عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )( بحار الأنوار ج13 ) .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال :
( الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء .
فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله .
فقال : يستأنف الداعي منا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )(المصدر نفسه ج13 ) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر فضّل عنه الجمهور ، وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق )(الوافي ج2 ) .
عن عبد الله بن عطاء المكي عن شيخ الفقهاء - يعني أبا عبد الله – قال : سألته عن سيرة المهدي؟ كيف سيرته ؟
فقال : ( يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية واستأنف الإسلام جديدا ) .
وعن عبد الله بن عطاء قال : سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) فقلت : ( إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير بالناس ؟
فقال : يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستأنف الإسلام جديداً ) .
وبعد تبين لنا واضحاً أن الإمام المهدي (عليه السلام) الذي سوف يكون قيامه من مكة المكرمة كما دلت على ذلك الأخبار والروايات مع العلم أن الروايات تؤكد أن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة قبل قيامه المقدس وأنه يقوم حينما يقوم بالسيف ولا يستتب أحداً .
فقد جاء في الرواية الواردة عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( قلت له : صالح من الصالحين سمه لي - أريد القائم عليه السلام - .
فقال إسمه إسمي .
قلت : أيسير بسيرة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سار في أمته بالمن كان يتألف الناس , والقائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتب أحداً ويل لمن ناواه)( غيبة النعماني ) .
وعن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) :
( يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم )( إثبات الهداة ج3) .
وعن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام ) يقول :
( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس , أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد , ولو كان من آل محمد لرحم )(بشارة الإسلام ) .
وهناك روايات كثيرة في هذا المعنى نتركها مراعاة للاختصار وفي هذه الروايات الشريفة المتقدمة دليل واضح على أن الإمام المهدي(عليه السلام) لا يقوم إلا بالسيف وليس المقصود السيف حصراً أنما في ذلك ( رمزية ) وإشارة إلى السلاح .
وجوابا على السؤال المتقدم أقول : إن هنالك ظهور للإمام المهدي (عليه السلام) وقيام ، وأن الظهور غير القيام فالقيام هو خروجه (عليه السلام) من مكة المكرمة بشخصه وشخصيته في اليوم الموعود في العاشر من محرم الحرام في وتر من السنين كما دلت عليه الروايات الشريفة .
أما الظهور فهو ظهور ممهديه وحركته ودعوته المباركة وذلك يسبق قيامه من مكة المكرمة حيث يكون ذلك الظهور إعدادا لقيامه المقدس وتهيئة لأنصاره ومريديه وقادته .
التي يكون القيام على أساسها فمن غير الممكن أن نتصور أن الإمام المهدي (عليه السلام) يقوم من مكة المكرمة من دون التمهيد له والإعداد له من قبيل نشر دعوته وتهيئة أنصاره المهمين والمخلصين وما إلى ذلك مستلزمات الظهور .
فيكونون النواة الأولى التي يقوم على أساسها الإمام من مكة المكرمة وإلا لم يكن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة أو حركة تعريفية بقضيته وأمره فما ذنب الذين لا يعرفونه ولا يحيطون علما بقيامه وظهوره الشريف .
وقد قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } فكما هو واضح أن الله عز وجل لا يعذب قوما ما لم يرسل لهم رسولا يبين لهم ويدعوهم ويرشدهم إلى طريق الحق والهداية والصلاح .
وليس المقصود في كل الأحوال هو الرسول والنبي فقط بل إنه مفهوم لكل من يدعوا إلى الحق وإلى صراط مستقيم .
قد يسأل السائل فيقول إذا كان الظهور معناه ظهور دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وحركته الشريفة ، فعلى يدي من ذلك يا ترى مع العلم أن الإمام (عليه السلام) لا يظهر ولا يخرج إلا في مكة المكرمة في العاشر من محرم الحرام ؟ .
الحقيقة أن الروايات الشريفة قد أكدت أن دعوة المهدي (عليه السلام) تكون على يد ممهديه حيث يرسل ممهداً له يأخذ توجيهاته من الإمام مباشرة وهو اليماني الذي جاء ذكره عن الباقر (عليه السلام) :
( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني … الملتوي عليه من أهل النار ) .
فلا يكون شخصاً الملتوي عليه من أهل النار إلا أن يكون من الواجب الالتحاق به وهو من سيقوم بالدعوة للإمام عليه السلام.