أسمـــــاء اليمـــــاني وألقـــــابه
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
لليماني الموعود الكثير من الأسماء والألقاب أطلقت عليه لأجل أحاطته بشيء من الرمزية والغموض والضبابية نظراً لما لشخصيته من دور مهم ورئيسي في القضية الإلهية الكبرى قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
وكل ذلك لأجل الحفاظ على هذا الشخص وتوفير أسباب الحماية والحفظ له قدر المستطاع ، إضافة لأمر آخر هو في غاية الأهمية وهو عدم وضوح معالم هذه الشخصية كاملة لكي لا يتسنى لأحد من المنحرفين ، ودعاة الضلالة ومريدي الهوى والشيطان من انتحال هذه الشخصية ، ومحاولة تقمص دورها وبالتالي إضلال الناس وإغوائهم تحت هذا المسمى .
فإذا ما حاول أحدهم انتحال هذه الشخصية وتقمص دورها فإنه سوف يعجز عن إتيان ما سيأتي به اليماني الحقيقي .
وإن من أهم أسماء وألقاب هذه الشخصية هو اليماني وهو أشهرها على الإطلاق .
1- اليماني :
وهذا اللقب مما جاء ذكره في الأحاديث والروايات الشريفة المعتبرة ، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال :
( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا ؟ )( إثبات الهداة ج3 ص735 ؛ بحار الأنوار ج52 ص233 ) .
وفي رواية أخرى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال : ( النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم...)(غيبة النعماني ص262 ) .
وأيضاً عن أبي بصير عن محمد بن علي (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه :
( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لان يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم)( غيبة النعماني ص264 ) .
إلا أن جميع هذه الروايات وغيرها من التي لم نذكرها لم تتحدث كثيراً عن اليماني فقد تكلمت مجموعة منها عن اليماني كعلامة من العلامات الحتمية التي يسبق تحققها القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والتي تكون دالة على قرب قيامه المقدس .
كما أن البعض من تلك الروايات وصفت اليماني بكونه صاحب دعوة وان دعوته أهدى الدعوات ولا يصح مخالفته أو القعود عن نصرته أو عدم الالتحاق بدعوته إلا أننا نجد تلك الروايات قد سكتت عن ماهية دعوة اليماني وكيفية ظهورها وما تؤول إليه ومن أين تبدأ وتنطلق ؟ .
كما إن الروايات التي جاءت بلفظ اليماني لم تحدثنا عن شخص اليماني ونسبه وصفته وما إلى ذلك ونحن في هذا البحث سنحاول الكشف عن هذه الشخصية المهمة لأن الإحاطة بها ومعرفتها ومعرفة ماهيتها كل هذه الأمور سوف تقودنا حتماً لمعرفة إمامنا المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آبائه البررة .
فما هي العلة يا ترى في إطلاق هذا اللقب ؟ وما هو السبب في ذلك ؟ والحقيقة إن هناك عدة أطروحات :
الأطروحة الأولى :
لقب باليماني نسبة إلى بلاد اليمن فإن الذي ينتسب إلى تلك البلاد يسمى يمانياً أي انه ولد وعاش فيها ، وهناك الكثير من الأشخاص من أطلق عليهم هذا اللقب لأنهم كانوا من بلاد اليمن ، ومنهم أصحاباً للأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كصافي الصفا اليماني(وهو أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين من أهل اليمن وقد أوصى لولده أن يدفنه في أرض الغري وله مرقد بجوار مرقد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف ، وقصته معروفة ) أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإبراهيم بن عمر اليماني(ذكر النجاشي في رجاله إنه (أي إبراهيم بن عمر اليماني) صنعاني شيخ من أصحابنا ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) ) أحد أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) .
وقد لقبوا بهذا اللقب لأنهم من اليمن وقد تعارف وشاع واشتهر بين المجتمعات الإنسانية تسمية الشخص نسبة إلى بلده كفلان العراقي مثلاً أو الكوفي وكفلان المصري نسبة إلى مصر أو كفلان الشامي نسبة إلى بلاد الشام أو المغربي نسبة إلى بلاد المغرب أو الخراساني نسبة إلى خراسان وهكذا .
وقد عرفت الكثير من الشخصيات التاريخية والإسلامية بأسماء بلدانهم وتاريخنا الإسلامي حافل بهذا المعنى .
وهذه الأطروحة لها ما يؤيدها من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وروايات الأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .
فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا ، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخة إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك)(غيبة النعماني ) .
والمنصور هو اليماني ومن هذا الحديث نفهم أن اليماني من أهل اليمن .
وفي بشارة الإسلام وردت هذه الرواية : ( يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً وهادياً مهدياً وسيداً علوياً ) .
وجاء أيضاً في الرواية الواردة عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال بعد أن ذكر عنده السفياني :
( أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء )(غيبة النعماني ) .
وكل هذه الأحاديث لم تنص صريحاً على اليماني وإن كان الحديث الأول يتحدث عنه ولكن بصفة ولقب آخر ، إلا انه لا يثبت كون اليماني مولود في اليمن وقضى عمره فيها ، فإن غاية ما يفيده أن اليماني الذي سمي في الحديث بالمنصور هو من أهل اليمن .
وكون الشخص من أهل هذا البلد أو ذاك فيه عدة اعتبارات كأن يكون ولد وعاش في اليمن أو انه يرجع نسبه إلى أهل اليمن أو أنه سكن لفترة من الزمن في اليمن فنسب لها وبهذا فإن هذه الأطروحة غير كافية للإثبات .
الأطروحة الثانية :
إن اليماني يرجع نسبه إلى القبائل اليمنية وليس بالضرورة أن يكون مولود في اليمن أو انه قضى عمره فيها ، وهذا المعنى له وجه من الصحة والقبول ، فإن الكثير من القبائل اليمنية قد هجرت موطنها الأصلي واتجهت شمالاً نحو العراق وبلاد الشام وغيرها من الدول .
وهذا ما يؤكده علماء الأنساب ، فالكثير من القبائل العراقية والشامية يرجع أصلها ونسبها إلى القبائل اليمنية والى اليمن وبناء على هذا فمن المحتمل أن يكون اليماني قد ولد وعاش وسكن في بلد آخر غير اليمن إلا أن نسبه يعود إلى إحدى القبائل اليمانية .
الأطروحة الثالثة :
أن يكون اليماني من بلد آخر وليس من اليمن كما يتصور البعض إلا أنه قضى فترة من الزمن في اليمن أو يكون سافر من بلده إليها وأقام فيها ثم عاد منها إلى بلده أو أي بلد آخر وذلك أما نتيجة قيامه بالدعوة لنصرة الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) ، أو هرباً واختفاء من بعض أعدائه من الحكومات الجائرة كحكومة بني العباس أو غيرها فسمي ولقب باليماني لذلك السبب .
وهذا المعنى ليس غريباً فقد سمي النبي عيسى (عليه السلام) بالناصري نسبة إلى مدينة الناصرة علماً انه لم يولد فيها ولم يعيش فيها إلا انه قد سكن فيها مع أمه مريم (عليها السلام) لفترة من الزمن ثم عاد منها فسمي بالناصري فقد جاء في الإنجيل :
( ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم ، وهو في مصر وقال له : قم ، خذ الطفل وأمه وارجع إلى ارض إسرائيل ، لأن الذين أرادوا أن يقتلوه ماتوا فقام واخذ الطفل وأمه ورجع إلى ارض إسرائيل ، لكنه سمع أن ارخيلاس يملك على اليهودية خلفاً لأبيه هيرودس ، فخاف أن يذهب إليها . فأنذره الله في الحلم ، فلجأ إلى الجليل .. وجاء إلى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها ، ليتم ما قال الأنبياء : ( يدعى ناصرياً )( تى 2،3 ) .
فإن هذا النص يحكي لنا كيف أن يوسف النجار خطيب مريم (عليها السلام) هرب بها وبولدها عيسى (عليه السلام) من الحاكم الروماني إلى مصر ثم انه رأى في المنام أن الحاكم الروماني قد مات وقد أمره احد الملائكة بالرجوع إلى انه لم يرجع إلى بلدتهما اليهودية بل أخذهما إلى الجليل ومنها إلى مدينة الناصرة وذلك كله لحكمة من الله عز وجل ولتتم وتتحقق نبوءة أنبياء بني إسرائيل الذين أخبروا قومهم بأنه سيظهر لهم نبي من الناصرة فيدعى ذلك النبي ( بالناصري ) .
الأطروحة الرابعة :
فإن اليماني لقب بهذا اللقب لشبهه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولشبه دعوته بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يلقب باليماني علماً انه من مكة وليس من اليمن كما في الحديث الوارد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( إن خير الرجال أهل اليمن والإيمان يمان وأنا يماني )( بحار الأنوار ج6 ) .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ( الإيمان يماني والحكمة يمانية )( معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 ) .
وبهذا يتبين لنا واضحاً السبب في إطلاق هذا اللقب وهو (اليماني) على وزير المهدي (عليه السلام) وهذا السبب وجيه وصحيح .
حيث أن الرجل الذي يخرج قبل القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والذي يواجه دعوة المهدي (عليه السلام) ويحاربها وهو السفياني الملعون إنما لقب بهذا اللقب لشبهه بأبي سفيان فهو كما لا يخفى امتداد لبني أمية وأبي سفيان العدو الأول والأكبر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فكما لقب السفياني بهذا اللقب نسبة إلى أبي سفيان (عليه اللعنة) لقب اليماني بهذا اللقب نسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يلقب باليماني وبهذا يتبين لنا إن كلمة اليماني لا يراد منها اليمن بل الإيمان أو الحكمة كما في الروايتين الشريفتين الآنفتي الذكر .
وممكن انطباق أكثر من أطروحة في شخص اليماني والله أعلم بحقيقة الحال .
2- المنصور :
وهذا الاسم سمي به نبي الله داود (عليه السلام) كما أنه من أسماء الإمام المهدي (عليه السلام) قال تعالى :{وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}(الإسراء (33) ) .
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
( هو الحسين بن علي قتل مظلوماً ونحن أوليائه والقائم منا إذا قام طلب بثأر الحسين فيقتل حتى يقال : قد أسرف في القتل وقال : المقتول الحسين (عليه السلام) ووليه القائم والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله (انه كان منصورا) فأنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما )(تفسير العياشي ج2 ) .
وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الآية الشريفة قال :
( سمى الله المهدي المنصور كما سمي احمد ومحمد محموداً . وكما سمي عيسى : المسيح (عليه الصلاة والسلام) )( تفسير فرات الكوفي ج324 ص240 ) .
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في الآية : قال : ( ذلك القائم من آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً ، لم يكن ليصنع شيئاً يكون مسرفاً )( كامل الزيارات ص63 ) .
كما أن السيد اليماني لقب بهذا اللقب فهو يدعى المنصور ، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في كلام طويل جاء فيه :
( ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همه إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل الدجلة ويخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة ، ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ، لا يترك منهم أحداً إلا حبس ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة ، فيقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء ، وهو جيش الهملات (الهلاك) خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ، ومعه وزيره )( بحار الأنوار ج52 ) .
والمعلوم إن وزير الإمام المهدي (عليه السلام) هو السيد اليماني وقد صرح بذلك الكثير من العلماء والباحثين .
ففي الرواية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصف خروج المهدي قال :
( يخرج المهدي من اليمن من قرية يقال لها كرعة )( المصدر نفسه ج52 ) ، ذكر الشيخ الكوراني في الجزء الأول من كتابه معجم أحاديث الإمام المهدي معلقاً على هذا الحديث حيث قال :
(...فالأقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة اشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة ثم من صنعاء...).
وبهذا يتضح لنا إن المنصور وزير المهدي الذي يخرج معه من المدينة إلى مكة هرباً من جيش السفياني هو اليماني الموعود ، كما انه قد ورد في رواية أخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يتحدث عن تحرك جيش السفياني باتجاه المدينة فقال :
( ...فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبها وقد لحقا بحرم الله وأمنه )( معجم أحاديث الإمام المهدي ج3 ) .
فالذي يتبين لنا من هذه الرواية أن المبيض هو نفسه المنصور في الرواية السابقة .
فقد جاء في صفة اليماني انه ابيض الوجه مشرب بحمرة فيظهر لنا إن الشخص الموصوف في هذه الرواية هو نفسه السيد اليماني إذن يتبين لنا أن اليماني هو المنصور .
كما أن الحديث الذي سبق وأن ذكرناه - وسنذكره هنا - يؤكد كون اليماني هو المنصور ، فقد جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما وفد عليه أهل اليمن ، حيث قال : ( جاءكم أهل اليمن يبسون بسيساً ، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصييّ حمائل سيوفهم المسك )( غيبة النعماني ) .
3- القحطاني(وهو من ألقاب اليماني وقد ذكرت بعض الأحاديث نعته بهذا الاسم ) :
فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
( سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم من بعده القحطاني ، والذي بعثني بالحق ما هو دونه )(الملاحم والفتن ) .
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً انه قال :
(القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه )(الملاحم والفتن ) .
ومعنى ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبين في الحديثين أعلاه أن القحطاني يكون بعد المهدي (عليه السلام) حاكماً وخليفة له وما هو دونه .
وقد ذكر بعض الباحثين في كتبهم بأن القحطاني هو احد أسماء السيد اليماني ومنهم السيد محمد علي الحلو في كتابه الموسوم (اليماني راية هدى)(الصادر من مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي التابع للسيد السيستاني ) حيث جاء في الصفحة (79) :
( أشارت الأخبار إلى أن نسب اليماني قرشي هاشمي قحطاني أما كونه قرشي ، فلما ذكرته أخبار الفتن بأنه من قريش .
قال أبو عبد الله نعيم :
( يخرج من قرية يقال لها يكلى خلف صنعاء بمرحلة ، أبوه قرشي ، وأمه يمانية ) .
وكونه هاشمي فكما ورد في حديث أبي قبيل من أنه من بني هاشم وأنه قحطاني ، تأكيداً على يمانيّته ، فإنّ قبائل اليمن كلها من قحطان ، تنتسب إليه ، وهو قحطان بن عابر بن شالخ ، وتنتسب إليه لانتساب قبائلها إليه ، كما صرح السمعاني في أنسابه :
( وقحطان هو الذي ينتسب جميع الأنصار إليه واليمن كلها ، وهم بنو يعرب بن يشجب بن قحطان وقيل : هو قحطان بن الهيمسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم وقحطان جُرثومة العرب)
وذكر ابن منظور في لسان العرب :
( أن قحطان أبو اليمن ، وهو في قول نسابتهم قحطان بن هود ، وبعض يقول قحطان بن ارفخشد بن سام بن نوح )
فاليماني إذن - كما في الأخبار - قرشي هاشمي قحطاني ) . انتهى كلام السيد الحلو .
أضف إلى ذلك أن الذي يخلف الإمام المهدي (عليه السلام) ويليه هو وزيره اليماني وهذا مما يؤكد أن اليماني يلقب بالقحطاني .
يتــــــــــبع لطفــــــــــــآ
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
لليماني الموعود الكثير من الأسماء والألقاب أطلقت عليه لأجل أحاطته بشيء من الرمزية والغموض والضبابية نظراً لما لشخصيته من دور مهم ورئيسي في القضية الإلهية الكبرى قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
وكل ذلك لأجل الحفاظ على هذا الشخص وتوفير أسباب الحماية والحفظ له قدر المستطاع ، إضافة لأمر آخر هو في غاية الأهمية وهو عدم وضوح معالم هذه الشخصية كاملة لكي لا يتسنى لأحد من المنحرفين ، ودعاة الضلالة ومريدي الهوى والشيطان من انتحال هذه الشخصية ، ومحاولة تقمص دورها وبالتالي إضلال الناس وإغوائهم تحت هذا المسمى .
فإذا ما حاول أحدهم انتحال هذه الشخصية وتقمص دورها فإنه سوف يعجز عن إتيان ما سيأتي به اليماني الحقيقي .
وإن من أهم أسماء وألقاب هذه الشخصية هو اليماني وهو أشهرها على الإطلاق .
1- اليماني :
وهذا اللقب مما جاء ذكره في الأحاديث والروايات الشريفة المعتبرة ، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال :
( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا ؟ )( إثبات الهداة ج3 ص735 ؛ بحار الأنوار ج52 ص233 ) .
وفي رواية أخرى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال : ( النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم...)(غيبة النعماني ص262 ) .
وأيضاً عن أبي بصير عن محمد بن علي (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه :
( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لان يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم)( غيبة النعماني ص264 ) .
إلا أن جميع هذه الروايات وغيرها من التي لم نذكرها لم تتحدث كثيراً عن اليماني فقد تكلمت مجموعة منها عن اليماني كعلامة من العلامات الحتمية التي يسبق تحققها القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والتي تكون دالة على قرب قيامه المقدس .
كما أن البعض من تلك الروايات وصفت اليماني بكونه صاحب دعوة وان دعوته أهدى الدعوات ولا يصح مخالفته أو القعود عن نصرته أو عدم الالتحاق بدعوته إلا أننا نجد تلك الروايات قد سكتت عن ماهية دعوة اليماني وكيفية ظهورها وما تؤول إليه ومن أين تبدأ وتنطلق ؟ .
كما إن الروايات التي جاءت بلفظ اليماني لم تحدثنا عن شخص اليماني ونسبه وصفته وما إلى ذلك ونحن في هذا البحث سنحاول الكشف عن هذه الشخصية المهمة لأن الإحاطة بها ومعرفتها ومعرفة ماهيتها كل هذه الأمور سوف تقودنا حتماً لمعرفة إمامنا المهدي (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آبائه البررة .
فما هي العلة يا ترى في إطلاق هذا اللقب ؟ وما هو السبب في ذلك ؟ والحقيقة إن هناك عدة أطروحات :
الأطروحة الأولى :
لقب باليماني نسبة إلى بلاد اليمن فإن الذي ينتسب إلى تلك البلاد يسمى يمانياً أي انه ولد وعاش فيها ، وهناك الكثير من الأشخاص من أطلق عليهم هذا اللقب لأنهم كانوا من بلاد اليمن ، ومنهم أصحاباً للأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كصافي الصفا اليماني(وهو أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين من أهل اليمن وقد أوصى لولده أن يدفنه في أرض الغري وله مرقد بجوار مرقد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف ، وقصته معروفة ) أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإبراهيم بن عمر اليماني(ذكر النجاشي في رجاله إنه (أي إبراهيم بن عمر اليماني) صنعاني شيخ من أصحابنا ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) ) أحد أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) .
وقد لقبوا بهذا اللقب لأنهم من اليمن وقد تعارف وشاع واشتهر بين المجتمعات الإنسانية تسمية الشخص نسبة إلى بلده كفلان العراقي مثلاً أو الكوفي وكفلان المصري نسبة إلى مصر أو كفلان الشامي نسبة إلى بلاد الشام أو المغربي نسبة إلى بلاد المغرب أو الخراساني نسبة إلى خراسان وهكذا .
وقد عرفت الكثير من الشخصيات التاريخية والإسلامية بأسماء بلدانهم وتاريخنا الإسلامي حافل بهذا المعنى .
وهذه الأطروحة لها ما يؤيدها من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وروايات الأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .
فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا ، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخة إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك)(غيبة النعماني ) .
والمنصور هو اليماني ومن هذا الحديث نفهم أن اليماني من أهل اليمن .
وفي بشارة الإسلام وردت هذه الرواية : ( يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً وهادياً مهدياً وسيداً علوياً ) .
وجاء أيضاً في الرواية الواردة عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال بعد أن ذكر عنده السفياني :
( أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء )(غيبة النعماني ) .
وكل هذه الأحاديث لم تنص صريحاً على اليماني وإن كان الحديث الأول يتحدث عنه ولكن بصفة ولقب آخر ، إلا انه لا يثبت كون اليماني مولود في اليمن وقضى عمره فيها ، فإن غاية ما يفيده أن اليماني الذي سمي في الحديث بالمنصور هو من أهل اليمن .
وكون الشخص من أهل هذا البلد أو ذاك فيه عدة اعتبارات كأن يكون ولد وعاش في اليمن أو انه يرجع نسبه إلى أهل اليمن أو أنه سكن لفترة من الزمن في اليمن فنسب لها وبهذا فإن هذه الأطروحة غير كافية للإثبات .
الأطروحة الثانية :
إن اليماني يرجع نسبه إلى القبائل اليمنية وليس بالضرورة أن يكون مولود في اليمن أو انه قضى عمره فيها ، وهذا المعنى له وجه من الصحة والقبول ، فإن الكثير من القبائل اليمنية قد هجرت موطنها الأصلي واتجهت شمالاً نحو العراق وبلاد الشام وغيرها من الدول .
وهذا ما يؤكده علماء الأنساب ، فالكثير من القبائل العراقية والشامية يرجع أصلها ونسبها إلى القبائل اليمنية والى اليمن وبناء على هذا فمن المحتمل أن يكون اليماني قد ولد وعاش وسكن في بلد آخر غير اليمن إلا أن نسبه يعود إلى إحدى القبائل اليمانية .
الأطروحة الثالثة :
أن يكون اليماني من بلد آخر وليس من اليمن كما يتصور البعض إلا أنه قضى فترة من الزمن في اليمن أو يكون سافر من بلده إليها وأقام فيها ثم عاد منها إلى بلده أو أي بلد آخر وذلك أما نتيجة قيامه بالدعوة لنصرة الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) ، أو هرباً واختفاء من بعض أعدائه من الحكومات الجائرة كحكومة بني العباس أو غيرها فسمي ولقب باليماني لذلك السبب .
وهذا المعنى ليس غريباً فقد سمي النبي عيسى (عليه السلام) بالناصري نسبة إلى مدينة الناصرة علماً انه لم يولد فيها ولم يعيش فيها إلا انه قد سكن فيها مع أمه مريم (عليها السلام) لفترة من الزمن ثم عاد منها فسمي بالناصري فقد جاء في الإنجيل :
( ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم ، وهو في مصر وقال له : قم ، خذ الطفل وأمه وارجع إلى ارض إسرائيل ، لأن الذين أرادوا أن يقتلوه ماتوا فقام واخذ الطفل وأمه ورجع إلى ارض إسرائيل ، لكنه سمع أن ارخيلاس يملك على اليهودية خلفاً لأبيه هيرودس ، فخاف أن يذهب إليها . فأنذره الله في الحلم ، فلجأ إلى الجليل .. وجاء إلى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها ، ليتم ما قال الأنبياء : ( يدعى ناصرياً )( تى 2،3 ) .
فإن هذا النص يحكي لنا كيف أن يوسف النجار خطيب مريم (عليها السلام) هرب بها وبولدها عيسى (عليه السلام) من الحاكم الروماني إلى مصر ثم انه رأى في المنام أن الحاكم الروماني قد مات وقد أمره احد الملائكة بالرجوع إلى انه لم يرجع إلى بلدتهما اليهودية بل أخذهما إلى الجليل ومنها إلى مدينة الناصرة وذلك كله لحكمة من الله عز وجل ولتتم وتتحقق نبوءة أنبياء بني إسرائيل الذين أخبروا قومهم بأنه سيظهر لهم نبي من الناصرة فيدعى ذلك النبي ( بالناصري ) .
الأطروحة الرابعة :
فإن اليماني لقب بهذا اللقب لشبهه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولشبه دعوته بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يلقب باليماني علماً انه من مكة وليس من اليمن كما في الحديث الوارد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( إن خير الرجال أهل اليمن والإيمان يمان وأنا يماني )( بحار الأنوار ج6 ) .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ( الإيمان يماني والحكمة يمانية )( معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 ) .
وبهذا يتبين لنا واضحاً السبب في إطلاق هذا اللقب وهو (اليماني) على وزير المهدي (عليه السلام) وهذا السبب وجيه وصحيح .
حيث أن الرجل الذي يخرج قبل القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والذي يواجه دعوة المهدي (عليه السلام) ويحاربها وهو السفياني الملعون إنما لقب بهذا اللقب لشبهه بأبي سفيان فهو كما لا يخفى امتداد لبني أمية وأبي سفيان العدو الأول والأكبر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فكما لقب السفياني بهذا اللقب نسبة إلى أبي سفيان (عليه اللعنة) لقب اليماني بهذا اللقب نسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يلقب باليماني وبهذا يتبين لنا إن كلمة اليماني لا يراد منها اليمن بل الإيمان أو الحكمة كما في الروايتين الشريفتين الآنفتي الذكر .
وممكن انطباق أكثر من أطروحة في شخص اليماني والله أعلم بحقيقة الحال .
2- المنصور :
وهذا الاسم سمي به نبي الله داود (عليه السلام) كما أنه من أسماء الإمام المهدي (عليه السلام) قال تعالى :{وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}(الإسراء (33) ) .
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
( هو الحسين بن علي قتل مظلوماً ونحن أوليائه والقائم منا إذا قام طلب بثأر الحسين فيقتل حتى يقال : قد أسرف في القتل وقال : المقتول الحسين (عليه السلام) ووليه القائم والإسراف في القتل أن يقتل غير قاتله (انه كان منصورا) فأنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما )(تفسير العياشي ج2 ) .
وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الآية الشريفة قال :
( سمى الله المهدي المنصور كما سمي احمد ومحمد محموداً . وكما سمي عيسى : المسيح (عليه الصلاة والسلام) )( تفسير فرات الكوفي ج324 ص240 ) .
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في الآية : قال : ( ذلك القائم من آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً ، لم يكن ليصنع شيئاً يكون مسرفاً )( كامل الزيارات ص63 ) .
كما أن السيد اليماني لقب بهذا اللقب فهو يدعى المنصور ، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في كلام طويل جاء فيه :
( ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همه إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل الدجلة ويخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة ، ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ، لا يترك منهم أحداً إلا حبس ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة ، فيقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء ، وهو جيش الهملات (الهلاك) خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ، ومعه وزيره )( بحار الأنوار ج52 ) .
والمعلوم إن وزير الإمام المهدي (عليه السلام) هو السيد اليماني وقد صرح بذلك الكثير من العلماء والباحثين .
ففي الرواية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصف خروج المهدي قال :
( يخرج المهدي من اليمن من قرية يقال لها كرعة )( المصدر نفسه ج52 ) ، ذكر الشيخ الكوراني في الجزء الأول من كتابه معجم أحاديث الإمام المهدي معلقاً على هذا الحديث حيث قال :
(...فالأقرب فيه عندنا أن وزيره اليماني الذي يظهر قبله ببضعة اشهر يخرج من قرية يقال لها كرعة ثم من صنعاء...).
وبهذا يتضح لنا إن المنصور وزير المهدي الذي يخرج معه من المدينة إلى مكة هرباً من جيش السفياني هو اليماني الموعود ، كما انه قد ورد في رواية أخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يتحدث عن تحرك جيش السفياني باتجاه المدينة فقال :
( ...فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبها وقد لحقا بحرم الله وأمنه )( معجم أحاديث الإمام المهدي ج3 ) .
فالذي يتبين لنا من هذه الرواية أن المبيض هو نفسه المنصور في الرواية السابقة .
فقد جاء في صفة اليماني انه ابيض الوجه مشرب بحمرة فيظهر لنا إن الشخص الموصوف في هذه الرواية هو نفسه السيد اليماني إذن يتبين لنا أن اليماني هو المنصور .
كما أن الحديث الذي سبق وأن ذكرناه - وسنذكره هنا - يؤكد كون اليماني هو المنصور ، فقد جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما وفد عليه أهل اليمن ، حيث قال : ( جاءكم أهل اليمن يبسون بسيساً ، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصييّ حمائل سيوفهم المسك )( غيبة النعماني ) .
3- القحطاني(وهو من ألقاب اليماني وقد ذكرت بعض الأحاديث نعته بهذا الاسم ) :
فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
( سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم من بعده القحطاني ، والذي بعثني بالحق ما هو دونه )(الملاحم والفتن ) .
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً انه قال :
(القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه )(الملاحم والفتن ) .
ومعنى ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبين في الحديثين أعلاه أن القحطاني يكون بعد المهدي (عليه السلام) حاكماً وخليفة له وما هو دونه .
وقد ذكر بعض الباحثين في كتبهم بأن القحطاني هو احد أسماء السيد اليماني ومنهم السيد محمد علي الحلو في كتابه الموسوم (اليماني راية هدى)(الصادر من مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي التابع للسيد السيستاني ) حيث جاء في الصفحة (79) :
( أشارت الأخبار إلى أن نسب اليماني قرشي هاشمي قحطاني أما كونه قرشي ، فلما ذكرته أخبار الفتن بأنه من قريش .
قال أبو عبد الله نعيم :
( يخرج من قرية يقال لها يكلى خلف صنعاء بمرحلة ، أبوه قرشي ، وأمه يمانية ) .
وكونه هاشمي فكما ورد في حديث أبي قبيل من أنه من بني هاشم وأنه قحطاني ، تأكيداً على يمانيّته ، فإنّ قبائل اليمن كلها من قحطان ، تنتسب إليه ، وهو قحطان بن عابر بن شالخ ، وتنتسب إليه لانتساب قبائلها إليه ، كما صرح السمعاني في أنسابه :
( وقحطان هو الذي ينتسب جميع الأنصار إليه واليمن كلها ، وهم بنو يعرب بن يشجب بن قحطان وقيل : هو قحطان بن الهيمسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم وقحطان جُرثومة العرب)
وذكر ابن منظور في لسان العرب :
( أن قحطان أبو اليمن ، وهو في قول نسابتهم قحطان بن هود ، وبعض يقول قحطان بن ارفخشد بن سام بن نوح )
فاليماني إذن - كما في الأخبار - قرشي هاشمي قحطاني ) . انتهى كلام السيد الحلو .
أضف إلى ذلك أن الذي يخلف الإمام المهدي (عليه السلام) ويليه هو وزيره اليماني وهذا مما يؤكد أن اليماني يلقب بالقحطاني .
يتــــــــــبع لطفــــــــــــآ
تعليق