إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هم العناكب في عصر الظهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هم العناكب في عصر الظهور

    من هم العناكب في عصر الظهور

    من كتاب الامثال في القرآن من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني


    للوقوف على حقيقة ما يمثله العنكبوت هذا المخلوق العجيب يجب علينا أن نتخلى عما وجدنا عليه آبائنا من مفاهيم أوهمنا بها البعض فصارت من مقومات الإسلام والإسلام منها بريء بل الحق أن بعض ما ترسخ في أذهان الأمة وصار مقدساً هو السبب الحقيقي في تفرقة الأمة وضلالها .
    إن البقاء على التقليد الأعمى للفقهاء جعل من هذه الأمة أمة خانعة جاهلة بما يحيط بها ولا ترى إلا ما يراه رجل الدين وإن كان مخالف لشريعة رب العالمين ، فغيبت العقول وهجر المنقول وصار الرجوع الى عقل واحد ليتحكم بمقدرات ومعتقدات الناس ، وما هي النتيجة بطبيعة الحال فإن النتيجة لن نقولها لأن الناس قد لمسوها وعاشوها وعانوا من ويلاتها وقدموا الأموال والأعراض والأرواح ضريبة لهذه الطاعة العمياء وأكثر من ذلك كانت الخسائر قد تعدت كل ذلك وفاقت كل النكبات هذه الخسارة هي خسارة الإنسان لدينه والانحراف عن الصراط القويم الذي رسمه لنا محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
    أحبتي إن الفكرة التي نحن بصدد توضيحها ستتعرفون من خلالها على المصداق الحقيقي الذي يمثل العناكب في عصر الظهور لقوله تعالى: { أمم امثالكم } وسيتم هذا الربط كما لاحظتم في مبحث النمل والنحل والذباب من خلال الآيات القرآنية التي وضع فيها الباري عز وجل الرموز والعلامات لنستدل بها على هذه الأمثال .
    قال الله عز وجل : {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ* إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }( ).
    للوقوف على حقيقة ما يمثل العناكب في عصر الظهور علينا ان نتمعن في الآيات التي تحدثت عن هذا المثل القرآني البليغ حتى نصل الى حقيقة الأمر . فقوله تعالى: { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} .
    إن هذه الآية ارتبطت بسلسلة الآيات التي تتحدث عن مثل العنكبوت في القرآن ونستطيع من خلالها أن نعرف أن هؤلاء الاشخاص الذين يمثلون العناكب يشبهون قارون من ناحية التسلط وكثرة الأموال، ويشبهون فرعون لادعائه الربوبية وهامان لإعانة الظلمة والطواغيت على ظلم المستضعفين، وهؤلاء سيكون لهم صفة التكبر على المصلح العالمي الذي يرسله الله تعالى في آخر الزمان وهو الإمام المهدي (عليه السلام) الذي هو شبيه موسى (عليه السلام) فالآية تقول: { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} فقد ورد في صفة الإمام المهدي أنه شبيه موسى (عليه السلام).
    فقد ورد عن الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: ( بأبي وأمي سمي جدي شبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام) عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس كم من حرى مؤمنة وكم مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين) ( )
    وهؤلاء الذين سيقفون بوجه الإمام المهدي (عليه السلام) سيدّعون مقام الربوبية ولا أعني أنهم يدعون أنهم الخالقين بل إنهم سيدعون أنهم هم قادة الأمة وأولياء نعمتها ومربوها فكلمة الرب يمكن أن تطلق على المربي وولي الأمر لقوله تعالى: { وَأَشْرَقَتِ الأْرْضُ بِنُورِ رَبِّها } عن صياح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قوله: (وَأَشْرَقَتِ الأْرْضُ بِنُورِ رَبِّها) قال: رب الأرض يعني إمام الأرض: قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: اذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام )( ) .
    فالمهدي هو رب الأرض وهؤلاء سيستولون على مقامه ولن يرضوا بالنذر والبينات التي سيأتيهم بها موسى آخر الزمان وهؤلاء سيكون لهم أموال طائلة مثلما كان لقارون: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }( ) وكذلك سيكون لهم يد في التعاون مع الظلمة والطواغيت في آخر الزمان وهو تعاونهم مع الدولة الحاكمة في عاصمة الإمام المهدي العراق ألا وهي دولة بني العباس الثانية التي سيقضي عليها جيش السفياني وجيش وزير الامام المهدي.
    فقد ورد في الملاحم والفتن لأبن طاووس: (تخرج لبني العباس رايتان : احدها اولها نصر واخرها وزر لا تنصروها لا نصرها الله والاخرى اولها وزر واخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله)( ).
    وجاء في الرواية الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) إنه قال: ( إذا أختلف بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني)( ).
    وعن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (عليه السلام)قال:
    (لابد أن يملك بني العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما أنهما لا يبقون منهم أحداً أبدا ً)( ).
    أما قول الله تعالى: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}( ) ففيه إشارة إلى تعدد أنواع البلاء والعذاب الذي سيهلك الله بها هؤلاء القوم فمنهم من يقتل بالفتن من خلال طوفان الفتن التي ستحصل والتي لن ينجو منها إلا من ركب سفينة الإمام المهدي (عليه السلام).
    عن أبي عبد الله (عليه السلام) في كلام طويل جاء فيه ( .. ثم يسير المهدي (عليه السلام) إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف - إلى أن قال - ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف ...) ( )- وفي هذه الرواية دليل واضح على وجود طوفان من الفتن في زمن الإمام المهدي (عليه السلام) .
    وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ( يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي يكون عطائه هنيئاً ) ( )
    فهذه الفتن ستكون منوعة ومتعددة يهلك فيها خلق كثير وينتشر القتل كانتشار النار في الهشيم.
    ثم قال عز من قائل : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
    وهنا أكد الباري عز وجل على أن الناس اتخذوا هؤلاء الزعماء وكبار القوم أولياء بعد أن استولوا على مقام ولي الله الإمام المهدي (عليه السلام) وادعوا انهم أولياء لله تعالى فاتخذهم الناس أولياء وصدقوا بهذه الكذبة، وكان الناس يظنون أنهم بفعلتهم هذه قد اتخذوا بيتا حقيقياً محصناً يحرسهم من آفات الزمان العقائدية والاجتماعية ولكنهم في الحقيقة قد التجأوا الى بيت وهن، وهؤلاء الذين بنوا للناس بيوتا لم تكن هذه البيوت هي التي أراد الله أن يلجأ إليها لأن البيوت الحقيقية هي بيوت النحل وليس نسيج العنكبوت.
    لذلك فالذي لا يتخذ من أهل البيت (عليهم السلام) ويعسوب الدين قائداً وملجأ فإنه سيقع في مصائد العنكبوت التي هي اوهن البيوت من ناحية عدم حماية ساكنيها ومن لجأ إليها، بل هي في الحقيقة بيوت مميتة تهلك وتميت إيمان من يريد الفرار بدينه إليها .
    أما قوله تبارك وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }.
    إن هذه الآية تشير بوضوح إلى أن الله تعالى ضرب للناس الأمثال التي فيها عضة وعبرة ولكن لن يعقل ويفهم هذه الأمثال جميع الناس بل إن العالمون هم من سيفهمون هذه الأمثال ويوضحوها للناس والعالمون هم محمد وآل محمد وكما وضح ذلك الإمام علي (عليه السلام) في كلام له (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي قال كميل بن زياد : (أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها . فاحفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق(( )
    وهذه الأمثال التي نطرحها لكم حول النحل والنمل والذباب والعنكبوت والحمار لم يتم التطرق إليها قبل هذا الوقت إلى أن جاء السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وبينها للناس بعد أن أفاض بهذه التأويلات عليه الإمام المهدي (عليه السلام) لكي يعِي الناس طريق الحق ويهجروا طريق الباطل، فلو أن مثل العنكبوت وبيته الوهن كان المقصود به هو المعنى الظاهري لما احتاج أن يكون هذا المثل مجهولا وغير معقولا للناس فالجميع يعلم أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت ولا يحتاج إلى صنف خاص من الناس يكونون هم من يعقل هذا الأمر .
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة
يعمل...
X