إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من النحل إلى النمل حقيقة الخير والشر

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من النحل إلى النمل حقيقة الخير والشر


    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

    خلق الله الخلق وجعل أسرار علمه عنده جل وعلا ، وعند من حباه برحمته وقرّبه بكرمه فضرب الامثال في كتابه بمخلوقاتة صغرت أم كبرت في أعين الناس ، وخاطب بأمثاله من له قلب ولب ليتأمل خلقه ويتمعن بصنعه وقد تحدثَ الكتاب المنزل على نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن كل شيء سواء كان جماداً أو نباتاً أو حيواناً أو انساناً قال تعالى:
    { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } ( )
    وكان كثيراً ما يضرب الأمثلة بالحيوانات والحشرات ، وقبل ان يهتمّ العلم الحديث بالحيوان ويخصّص له الدراسات المستقلة والمعاهد المتفرّغة لدراسته ، نجد ان القران الكريم يسبقه بأربعة عشر قرناً من الزمن بدعوة الناس إلى دراسة الحيوان ، وتوجيه النظر لملاحظته ومتابعته ومراقبته للوقوف على بعض أسرار معيشته وعلى اليسير من بدائع حياته .
    وفي هذا السياق أكّد القران الكريم اهتمامه بالحيوان بان أطلق أسماء بعض أصنافه على بعض سوره الشريفة مثل : سورة البقرة ، وسورة الانعام ، وسور النحل والنمل والعنكبوت ، وسورة العلق، وسورة العاديات، وسورة الفيل .
    وقد ذَكَرَ القران الكريم عدة انواع مختلفة من الحشرات تشمل كلاً من: النحل والنمل والذباب والبعوض والقمّل والجراد والعنكبوت .
    وقال تعالى{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} .
    ولم يكن التعرّض لذكر الحيوانات مراراً وتكراراً إلا لتبيين الضلال ودفع الغفلة واستلال العبرة وصرف الانتباه إلى التفكير في الخلق والتأمّل في حياة المخلوقات جميعها دون تفريقٍ بين الكواكب والجبال والبحار من جانبٍ . . والنحل والنمل والذباب من جانبٍ آخر .
    أي ان كلّ ما في الكون جلّ أو حقر في أعين الناس موضوع بحثٍ وتأمّلٍ وتدبّرٍ لا يصحّ من وجهة النظر الإسلامية إهماله ، ولا غنى عن إيلائه أقصى ما يستطاع من درسٍ وإعمال فكرٍ ، لما ينجم عن هذين - الدرس والتفكير – من ترسيخٍ للإيمان بالله وحكمته وقدرته ، ومن ثم عودة فوائده على الانسان نفسه في حياته وتدبير معاشه .
    بيد ان العبرة الكبرى التي لم يحسن تبيينها الأقدمون إجمالاً والمعاصرون على العموم انما هي أوجه التشابه الأساسية أو الفطرية بين كل انسان وحيوان يشابهه في تصرفاته وان كان التشابه نسبي حيث قال تعالى في الاية السالفة الذكر أمم أمثالكم .
    فالمخلوقات التي خلقها الله تعالى بانواعها تشابه الكثير من تصرفات وعادات ونزعات الانسان ، فكثيراً ما يمر بنا انه يقارن بين حيوان أو حشرة وبين انسان فمثلاً على أعلى المستويات نقارن بين الحجة في الأرض واليعسوب كما جاء عن لسانهم في الزيارات المروية عن العترة الطاهرة حيث ورد في الزيارة (أشهد انك يعسوب الدين ) وهذا وجه الشبه بين الحجة ويعسوب النحل هذا من ناحية الخير ، أما من ناحية الشر نجد ان القران ضرب عدة أمثلة في القران بتشبيه بعض الشخصيات بالحمير قال تعالى { كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً }( ) أو بالكلب قال تعالى { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ان تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}( ) .
    وقد ثبّت كتاب الله قاعدة عامة وهي ان كل انسان له مثل من المخلوقات قال تعالى { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم}
    فقد وبخ الله الكلب في كتابه ولكنه أراد بذلك التبويخ تبويخ الانسان الذي شابهت أفعاله أفعال الكلب من حيث ان تحمل عليه يلهث أو تتركة يلهث .
    ورفع من شان النحلة قاصدا الانسان الذي شابه بأفعاله النحل فقد أستخدم كتاب الله العزيز لغة الامثال ( إياك أعني واسمعي ياجارة) ، واستخدم لغة التاويل اللفظي والتأويل المعنوي حيث يتحدث عن الحيوان تارة ويوبخه تارة اخرى والمقصود منه الانسان المشابه في سلوكه سلوك لذلك الحيوان ، وهو بذلك عاص لله مخالفاً لاوامره والامثلة على ذلك كثير نتركها مراعاةً للإختصار .
    أما موضع بحثنا هنا هو النحل والنمل ودراسة الترابط والفرق بينهما واقترانهما بالانسان ترقياً وتسافلاً وما المقصود من تسمية السورتين بالنحل والنمل ، حيث ان النحل يمثل الخير وأهله وذلك واضح في أكثر تصرفاته والنمل الذي يمثل الشر وأهله وهو أيضاً له صفات تشابه صفات أهل الشر ، ولكل مخلوق من هذه المخلوقات معيشة وتصرفات خاصة أيضاً هي موضع بحثنا هذا .



    ماذا تعرف عن النحل

    سوف نورد بعض المعلومات عن هذا المخلوق من أجل ترابط البحث وإيضاح الحقائق ليس إلا .
    يحتل النحل المقام الأول في عالم الحشرات من ناحية الانواع التي تزيد على 928000 وفي مجال الحياة الاجتماعية وفي تحديد الواجبات والمسؤوليات ، وفي تصميم البيوت ، وفي ترتيب حُجر النحل ، وفي تربية الملكات والخادمات ، وفي الأخلاق والسلوك ، ولقد تعرّف علماء الحشرات على أكثر من 12000 نوع من انواع النحل منها حوالي 600 نوع أي (5%) من أعداد هذه الانواع يحيون حياة اجتماعية في مستعمرات متباينة الأحجام، والباقي يحيون حياة فردية.
    ويعتبر النحل إحدى المخلوقات المباركة، التي أودع الله فيها من الأسرار مالم يودع في غيرها ، وتتجلى فيها قدرته تعالى وحكمته وطلاقة مشيئته ، وفضله الكبير على الانسان بان جعل مما يخرج من بطون هذه المخلوقات الصغيرة شفاء لأسقام بني آدم وغذاء لجسده إضافة إلى جعله ما يخرج من بطونها آيات يتدبرها المؤمنون اناء الليل وأطراف النهار.
    ان خلية النحل المنتجة للعسل تحتوي بين 40000 – 80000 شغالة من اناث النحل اللواتي يشكلن 80% من مجموع أفراد الخلية، وحوالي200 من ذكور النحل ، وملكة واحدة تبيض حوالي 1500 بيضة في اليوم ، وما يلقح من هذا البيض ينتج اناثاً وملكات ، ومالا يلقح ينتج الذكور، ووظيفة ذكر النحل منحصرة في إخصاب الملكة بينما تقوم الشغالات بجميع أعمال الخلية.
    ان انتاج كيلوغرام واحد من العسل يتطلب من النحل القيام بـ 600.000 – 800.000 طلعة والوقوف على 6 – 8 مليون زهرة ، تقطع خلالها النحلات مسافة 1/2 مليون كيلومتر أي أكثر من 10 أضعاف محيط الكرة الأرضية، وتختزن الرحيق في معدة غير المعدة التي تختزن فيها الطعام ، وتطير النحلة بسرعة 24- 60 كم في الساعة وهي سرعة مذهلة، وتطير على ارتفاع 1 – 8 أمتار متجاوزة فيها الأشجار والأبنية والهضاب.
    وقد زوّد الله تعالى أجنحتها بعضلات مذهلة تضرب الهواء بسرعة تتجاوز 500 ذبذبة في الدقيقة الواحدة.
    هذا وعندما تعود النحلة الجامعة محملة بالرحيق تتلقاها النحلات الشابة الصانعة للعسل، فتأخذ منها الرحيق وتتقاسم هذا الحِمل من الرحيق ثلاث نحلات أو أكثر، ثم تخرج النحلة الجامعة ثانية إلى الأزهار.
    وقد زوّد الخالق العظيم شغالات النحل فقط بأربع مجموعات من الغدد التي تنتقي من غذائها : العسل ، والغذاء الملكي ، والشمع ، والخمائر ، والسموم .
    انظر عزيزي المسلم الى آية الله وحكمتة الذي جعلها في النحل إذ كيف تصنع لنا العسل ؟ وكيف تبني بيوتها ؟ وكيف تقسّم البيت إلى غرفٍ في نظامٍ هندسيٍّ عجيبٍ ؟ منها الصغيرة للعمال ، ومنها الكبيرة لليعاسب ، ومنها غرفٌ للملكه الحامل !
    وانظر كيف يتقاسمن الأعمال كما يتقاسمن المساكن ، فمنها ما يقوم بِجَنيِ الرحيق من كؤوس الأزهار ، ومنها ما يقوم بإعداد الغذاء للأطفال فيمضغ لها العسل ليسهل عليها هضمه ، فإذا بلغ الأطفال الحدّ الذي تستغني به عن هذه المساعدة كفّت العاملات الطابخات عن المضغ ، ويستمرّ هذا التعاون الجماعيّ من دون ان يختلّ أو يتبدّل على مرّ الأيام والسنين بدقّةٍ لا يتيسّر لنا ان نراى مثلها عند اي مجتمع يعمل فيه 10 أشخاص فقط بدون مشاكل .
    كيف بنا إذا علمنا ان خلية النحل الواحدة تحتوي على 40000 – 80000 شغالة فقط تعمل بدون أي مشكلة لانستطيع ان نرى مثل هذا المثل إلا عند المؤمنين الحقيقيين المتمثلين بسلسلة الحجج وانصارهم وخصوصاً عند خاتم الحجج الامام المهدي (عليه السلام) .




    يتبع


  • #2

    مدح النحل من قبل علماء الطبيعة

    لقد أثارت مثاليّة النحل في تصرّفاته و طرقة عيشه عقول الكثير من الباحثين والعلماء المختصين لمعرفة المزيد من هذه التصرفات ، وسنتعرف لما قاله بعض منهم في السطور التالية :-
    1- العالم فترلنك في كتابه ( حياة النحلة ) : ( لو ان أحداً من عالم آخر هبط إلى الأرض وسأل عن أكمل ما أبدعه منطق الحياة ، لما وسعنا إلا ان نعرض عليه مشط الشمع المتواضع الذي يبنيه النحل ) .
    ويقول أيضا ( ان ملكة النحل أو على الأصح (أم الخلية ) لا تعيش في مدينتها ، كما نتصور من سلطتها وإصدارها الأوامر ، بل هي كسائر أفراد هذه المدينة في إطاعتها للقواعد والانظمة الكلية السائدة اننا لا نعلم كيف وضعت هذه القوانين والانظمة ، وننتظر ان نفهم هذا الأمر يوما ما ، ونعرف واضع هذه المقررات ، إلا اننا نسميه مؤقتا ( روح الخلية ) ! ! ان الملكة تطيع روح الخلية شانها شان بقية الأفراد .
    اننا لا نعلم أين توجد روح هذه الخلية ؟ وفي أي فرد من سكنة مدينة النحل قد حلت ؟ إلا اننا نعلم ان روح الخلية ليست شبيهة بغريزة الطيور ، ونعلم أيضا ان روح الخلية ليست عادة وإرادة عمياء تحكم عنصر ونوع النحل ، ان روح الخلية تقوم بتحديد وظيفة كل فرد من أفراد الخلية وفق استعداده ، وتوجه كل واحد منها نحو عمل معين .
    ان روح الخلية تأمر النحل المهندس والبناء والعامل ببناء البيوت ، وهي التي تأمر سكنة المدينة جميعاً بالهجرة منها في يوم معين وساعة معينة ، وتتجه نحو حوادث ومشاق غير معلومة من أجل تحصيل مسكن ومأوى جديد !
    اننا لا نستطيع ان نفهم في أي مجمع شورى قد طرحت قوانين مدينة النحل التي وضعتها روح الخلية واتخذ قرارها بتنفيذها ، من يصدر الأمر بالحركة في اليوم المعين ؟ نعم ، ان في الخلية مقدمات هجرة من أجل إطاعة الإله الذي بيده مصير النحل) .
    انظر أخي ما توصل إليه هذا العالم ، ان من عجائب هذا المخلوق ودقة عمله وانضباطه ، وكل ذلك لا يكون لولا أراد الله لكي يضرب لنا الأمثال ويثبت ان هذه المخلوقات أمم أمثالنا ،فكما المؤمنون الحقيقيون مخلصون في عملهم كذلك النحل .
    وقد وصف ملك النحل بانه ليس من النوع المتجبر بل هو كأحدهم بإلتزامه بالانظمة واستشارته لباقي أفراد المملكة وهو هنا يشابه النبي أو الإمام (القائد الحقيقي) الذي طالما سمعنا عن تواضعه وكان يأتي الأعرابي لا يعلم أي واحد من الجالسين هو محمد أو علي (عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم) وكانوا أول الناس تطبيقاً للقوانين وأحتراماً لها .
    ويتوصّل هذا العالم إلى ان يد الله هي التي تسير هذا النظام العجيب وسماها بروح الخلية ، فان الله تعالى مطاع من قبل المؤمنين ومن قبل الإمام وهؤلاء يستخدمون مبدأ الشورى الذي نص عليه القران بقوله { وأمرهم شورى بينهم } .
    2- العالم كريس موريسون - رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك - بعد ان يستعرض وظائف الملكة والعاملات في خلية النحل ( لا بد ان يكون هناك خالقا أرشدها إلى كل تلك الأعمال العظيمة التي تقوم بها بإتقان بديع ) .
    3- الكاتب الفرنسي جان لوي داريفول : ( ان النحل يسلك في طيرانه نفس الطرق المعروفة ، ويتجنب بعناية فائقة التحليق فوق المسطحات المائية الواسعة كالبحار والبحيرات ، كما يتحاشى اجتياز الجبال .
    ويقول أيضاً : ان للنحلة الواحدة حياة محتمة ومقدرة مسبقة ، تخضع لقواعد محددة تحول دون شيوع الفوضى ، ولها سلوك محكوم كليا منذ أيام حياتها الأولى تبعاً للقوانين النافذة والمعمول بها في الخلية .
    4- أما العالم ميكولاهايداك فقد قام بتجربة رفع أقراص الحضنة من الخلية ومِن ثم لم يعد في الخلية يرقات ثم وضع فيها نحلاً صغيراً حديث الفقس ولم يكن في الخلية شغالات للحراسة أو لإفراز الشمع أو لجمع الرحيق ، وأخذ ميكولا هايداك ينتظر . . ويا لعجب ما رأى . . لقد ضبطت الأفراد الصغيرة نفسها وزادت من معدل نموها حتى قامت مجموعة من الأفراد بعمر ثلاثة أيامٍ بجولاتٍ داخل الخلية لتنظيفها ، وقامت مجموعة ثانية في العمر نفسه ببناء العيون السداسية . . وللعلم هذه أعمال لا يقوم بها إلا نحلات أعمارها ستة عشر يوماً ، بينما قامت مجموعة بعمر أربعة أيامٍ بجمع الرحيق وحبوب اللقاح . . وهكذا بدأت الخلية الفتية في أداء وظيفتها المعتادة خلال أسبوعٍ واحدٍ .

    وما اشبه هذا الحال بحال انصار الإمام المهدي (عليه السلام) الذين يجتمعون وهم أضعف الناس فلا أموال ولا قوة ولا عدد فيناجزون العالم بأسره حتى يصلوا إلى نشر الحق على كل اقصاع الأرض قال تعالى : {وَنُرِيدُ ان نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }( )
    وبعد ان نشر هايداك أبحاثه واكتشافاته تسائل العلماء : إذا كان بإمكان النحل الصغير ان ينمو سريعاً ليتخطى ما يواجهه من صعابٍ فهل بإمكان النحل العجوز ان يعيد شبابه للغرض نفسه ؟
    وهذا ما حاولت إثباته السيدة فاسيليا موسكو ليبفك من يوغوسلافيا حيث قامت بوضع 503 نحلات من الشغالات الهرمة التي تجمع الرحيق عند عمر 28 يوماً وقد جفت لديها غدد إفراز الغذاء الملكي . . وضعتها في خليةٍ فيها قرص حضنةٍ منفصلٍ من ملكةٍ أخرى ، وبالطبع لم يكن أمام هذه المجموعة الهرمة من النحل إلا أحد خيارين : فإما ان تقوم بإفراز الغذاء الملكي لهذه اليرقات وقد جفت لديها غدد الغذاء الملكي ، وإما ان تترك اليرقات تموت جوعاً . .
    ومرت أيام دون ان يحدث شيء ، وفي أحد الأيام لاحظت السيدة فاسيليا ان إحدى الشغالات تنحني فوق إحدى العيون . . فنظرت السيدة بإمعان لترى عجباً ، لقد رأت هذه الشغالة تفرز قطرةً لامعةً من الغذاء في فم اليرقة حديثة الفقس . . فقامت الباحثة فوراً بفحص غُدَد هذه الشغالات تحت المجهر لِتجِد الدليل القاطع فقد انتفخت تلك الغُدَد الجافة وامتلأت بالغذاء الملكي ، وهكذا حدثت المعجزة وتجدّد الشباب عند شيخات النحل.
    عندما رأى الله تعالى عجز هذه النحلات عن الإستمرار بسبب وجود ما يمنع وهو كبر السن تدخل لكي يثبت عظمته وقدرته فجعل من عجائز النحل أمهات قادرات على القيام بكل وضائف الأم وهذا ما نقرأه في القران في قصة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) عندما بشره الملك بولده قالت إمرأته وكانت كبيرة السن وقد ذهبت قدرتها على الانجاب {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَاناْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً ان هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ }( ).
    5- العالم البلجيكي موريس يقول في كتاباته عن النحل : إذا تسلّل حيوان غريبٌ إلى داخل الخلية فانه يُقتل فوراً ، ثم يتخلّص النحل من جثته لكيلا تتعفّن ، فإذا ما استحال عليه التخلّص منها قام بإفراز مادةٍ شمعيةٍ تكون للجثة بمثابة قبرٍ محكمٍ – أو تابوتٍ ملفوفٍ – حتى يدرأ عن الخلية خطر الأوبئة فلا تتسمّم أفرادها حينما تشيع الرائحة الكريهة فيها ، وكان النحل قد شيّع بشموعه ذلك الميّت قبل ان يتعفّن.



    الصفات المشتركة بين النحل والمؤمنين

    بعد ان تعرفنا على القليل من أسرار النحل في تعامله داخل الخليه وخارجها بقي لدينا سؤالين مهمين جدا ، وهو هل لهذا المخلوق مدد إلهي يضاهي ماتقوم به من أعمال وتصرفات عجيبه ؟ وهل هذه الاعمال والتصرفات لها شبه بالمؤمنين ؟
    الجواب يأتي من القران والعترة الطاهرة حيث أشار القران إلى النحل بسورة النحل قال تعالى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ان اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }( ) ان النحل يوحى إليه ليلاً ونهاراً ـ فهو لا يخطأ المسير ولا يظل الطريق ويسير بخطوط مستقيمة فهو لا يخالف إيحاء ربه بل يسير بهداه وهو مطيع ، واقتران ذلك بالمؤمنين في قول الله تعالى {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ان آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِاننَا مُسْلِمُونَ }( ) فالحوايون في أمة عيسى (عليه السلام) أما في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهم انصار محمد وآل محمد وبالاخص انصار الإمام المهدي (عليه السلام) الذين هم حزب الله الحقيقي قال تعالى { أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَان وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْانهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا ان حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( ) .
    وقد سمي قائدهم وإمامهم بتسمية رئيس النحل وهو اليعسوب أي (( يعسوب الدين)) وهي من التسميات المختصة بالائمة الأطهار وخصوصاً أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والإمام المهدي (عليه السلام).
    وورد في الروايات ان المهدي (عليه السلام) تأوي إليه أصحابه كما تأوي النحل إلى يعسوبها كما في الرواية المروية عن الإمام علي (عليه السلام) في وصف أحداث الظهور المقدس وألتحاق الانصار بإمامهم قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فإذا كان ذلك بعث الله يعسوب الدين ، فضرب بذنبه ، فيجتمعون إليه قزع الخريف ، اني لأعلم اسم أميرهم ، ومتاخر رجالهم)( ).
    والروايات بهذا الصدد كثيرة نتركها مراعاة للاختصار .
    قد ذكرنا ان للنحل من التصرفات والأفعال ماهي مشابهة لتصرفات المؤمنين وسنلخص بعض منها في النقاط التالية :-
    1- ان الانتفاع من النحل كثيراً جداً لانه ينتج العسل وهو علاج لكثير من الأمراض وهو غذاء لا ضرر فيه ولا محذور منه قال تعالى: { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ ان فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}( ).
    ان العسل في التأويل معناه الحكمة والموعظة الحسنة و هذا الشيء مشابه لأولياء الله العابدين المتمسكين بشرعه حيث تخرج منهم الحكمة والنصيحة الطيبة وهي مستودعة في بطونهم فهي تخرج من بطونهم إلى الناس كي تشفي قلوبهم مما فيها وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال : (ان مثل المؤمن كمثل النحلة ان صاحبته نفعك وان شاورته نفعك وان جالسته نفعك وكل شانه منافع وكذلك النحلة كل شانها منافع)( ).
    2- ان النحل مشابهة للمؤمنين من حيث المحافظة على نظافة الشوارع والأماكن العامة في الخلية وهذا الشيء مشابه لما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المؤمنون في الحديث المشهور (النظافة من الإيمان).
    3- ان النحل لا يعرف التبذير في عملة ومعيشتة من خلال ما توصل العلماء بتجاربهم التي أكدت على ان للنحل من المهارة بحيث انه في عملية صنعه للعسل لم يبذر فيما تحويه النباتات والأوراد من خواص علاجية ، فالنحل ينقل تلك الخواص بالكامل ويجعلها في العسل !
    وقد صرح العلماء بكثير من تلك الخواص الوقائية والعلاجية والمقوية التي ينتقيها من النباتات ويجعلها في العسل ، دون ان يخسر أي شيء مهم منها أثناء عملية صنعة للعسل ، ان هذا العمل الذي يقوم به النحل لهو في صميم المؤمن الحق فقد أكد القران على ان المبذرين أخوان الشياطين قال تعالى {ان الْمُبَذِّرِينَ كَانواْ إِخْوَان الشَّيَاطِينِ وَكَان الشَّيْطَان لِرَبِّهِ كَفُوراً }( ).
    كما ذم المولى أبي عبد الله (عليه السلام) الإسراف قائلاً : ( ان القصد أمر يحبه الله ، وان السرف أمر يبغضه الله ، حتى طرحك النواة ، فانها تصلح لشئ ، وحتى صبك فضل شرابك ) ( ).
    4- ان لخلية النحل حارسات على باب الخلية يراقبن من دخل إليها ومن خرج .. يطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية , وهذا حال المؤمنين في دينهم يراقبون الأفكار الداخلة إلى سرائرهم ويطردون أي شيء يحاول العبث بأمن يقينهم بالله وقادتهم اللأئمة الاطهار (عليهم السلام) .


    يتبع

    تعليق


    • #3

      5- تستطيع النحلة معرفة موقع الشمس في الأفق وتتذكره ، أي معرفة زاوية الميل التي يصنعها طريقها مع الشمس ، فهي تميّز خط مسارها من الخلية إلى موارد الرحيق عن طريق موقع الشمس في الأفق وهذا حال المؤمنين المنتظرين للإمام المهدي (عليه السلام) أيضا فالإمام هو الذي يمثل الشمس في التأويل وانصاره يعملون وينظرون له ويسمعون لأوامره ونواهيه وهم متمسكين به لانه حبل الله الذي يؤدي بهم إلى الصراط المستقيم كتمسك النحل بالشمس لمعرفة طريقها .
      6- ان النحلة تقوّم غناء الرحيق وصلاحيته بتذوقها لتعرف مقدار حلاوته وتركيزه ، فهي لا تأخذ كل انواع الرحيق بل لا بد ان تتوافر فيه الصفات التي تجعلها ميالة لامتصاصه ونقله للخلية.
      ولقد شَبَّهَ الرسول الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه المؤمن بالنحلة فقال : عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (مثل المؤمن كمثل النحلة ، ان أكلت أكلت طيباً ، وان وضعت وضعت طيباً ، وان وقعت على عود نخر لم تكسره ) ( ).
      7- ان للنحلة إحساساً مرهفاً بمرور الوقت يفوق في دقّته كلّ ما نتصور . . ولقد أُجريت في ذلك تجارب شتّى منها تجربةٌ لتقديم طعامٍ للنحل في لحظةٍ معينةٍ من لحظات النهار فلما ألِفت ذلك صارت تأتي طائرة في لحظتها تلك لا تتقدّم ولا تتأخّر وهذا الأمر أيضاً نشاهده عند المؤمنين الصالحين المتمسكين بتعاليم العترة الطاهرة فان الوقت له قيمة عندهم فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها)( ).
      8- ان النحل عندما تشروق الشمس ينطلق لجمع الغذاء من الأزهار والورود ويقوم بفتح أوراق الزهرة ليصل إلى رحيقها العذب أما المؤمنين فزهرتهم الجنة ورحيقهم ريحها العذب وأوراق زهرتهم أبواب جنتهم التي يفوزون بها عند شروق شمسهم المتمثلة ببقية الله في أرضه وحجتة على عبادة قال تعالى {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }( )( ).
      9- ان في النحل لفتات تجعل المرء يسرح في عالم آخر فيه يعسوب وشغالات وفيه نظام وانضباط وفيه دقة وأتقان للعمل المطلوب من كل فرد من أفراد الخلية .. وكلها مظاهر من عظمة الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالاً يحتذى به في التعاون والنظام .
      الكل يعمل حسب سنه ودوره والكل يعمل عمله بأتقان ، المهندسات والبناءات يشيدن قرص النحل . والعاملات يقمن برحلات للكشف عن أماكن الرحيق . والكيميائيات يتأكدن من نضوج العسل وحفظه وهذا نجده بوضوح في صفات المؤمنين الذي أمرنا الرسول الكريم بأتباعها وترحم على من يتبع هذه الصفات كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في الحديث المشهور (رحم الله أمرءا عمل عملاً فأتقنه ) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( قيمة المرئ ما يحسنه ) .
      10- ان للنحل نوعين من العيون فالنوع الأول هو العيون المركبة وهما اثنتان تقعان على جانبي رأس النحلة ، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات البصرية وهي سداسية الأضلاع .
      وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون النحلة خارج الخلية ، ولها القدرة على تمييز ذات الألوان التي تميزها عين الانسان باستثناء اللون الأحمر ، أما النوع الثاني فهو العيون البسيطة وعددها ثلاث تحتل أعلى الرأس ، وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل الخلية .
      فليس لدى النحل عيون كعيون باقي الحيوانات والتي فيها القدرة على الرؤية البعيدة والقريبة ، ولكن الله خلق فيها نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة .
      قال تعالى {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }( )
      وإذا نظرنا إلى صفات حاسة النظر في النحلة نجدها أيضاً موجودة في صفات المؤمنين بل هي من أهم صفاتهم فان المؤمن يرى على طريقتين طريقة يرى بها الأشياء المادية ويستخدم فيها العينين التين يقعان في أعلى الرأس ، وطريقة ثاني يستخدمها في رؤية الأشياء الغير مادية ويستخدم فيها البصيرة أو ما يعبر عنه النظر بالقلب .
      فقد جاء في في قوله تعالى {فَانهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }( ) أو ما عبر عنه الإمام الصادق (عليه السلام) بعيني القلب قال : (ألا من أجوَر الناس من رأى جوره عدلاً ، وعدل المهتدي جوراً ، ألا ان للعبد أربعة عيون ، عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ، ترك القلب بما فيه . ..........) ( ).
      ان العينين التين يرى بها الانسان الأمور المادية تقابل عيني النحلة التي ترى بها الأشياء القريبة أما البصيرة أو نظر بالقلب فانه يقابل عيون النحلة التي ترى بها الأشياء البعيدة .
      11- يطرد النحل أي فرد في الخلية غير عامل أو يحاول التكاسل في اداء أعماله اليومية أو يعصي الاوامر أو يتمرد على من هو أعلى منه مرتبة وان كانت هذه الحالة لاتكاد تُذكر لندرتها إلا انها موجودة بالفعل في أمة النحل ان هذه الصفة نجدها عند المرتدين والعصاة والعياذ بالله فانهم يطردون من مصاحبة المعصوم التي تمثل مصاحبته الجنة عند المؤمن كما طرد إبليس لعنه الله من جنة الجبار العليم وقد قال حكيم لتلامذته : كونوا كالنحل في الخلايا ، قالوا : وكيف النحل ؟ قال : انها لا تترك عندها بطّالا إلا أبعدته وأقصته من الخلية لانه يضيق المكان ويفني العسل ، ويعلم النشيط الكسل ( ).
      12- ان النحل لايدخل النار يوم الحساب فقد استثنى الرسول الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) هذا المخلوق عن سائر جنسه قائلاً : (الذباب كله في النار إلا النحل)( ).
      ان هذا الإستثناء يذكرنا بأستثناء المؤمنين من دخول النار وقوله تعالى {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }( ).
      13- لقد نهى الرسول الكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) المسلمين عامة عن قتل النحل فقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) ، عن آبائه ( عليهم السلام ) - في حديث المناهي - قال : (ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن ضرب وجوه البهائم ، ونهى عن قتل النحل .....)( ) . وبهذا التكريم قد حصل النحل على وسام يضاف الى أوسمته التي جناها بأخلاصه الدؤوب في عملهِ ومعيشته وبذلك قد تساوى النحل مع المسلم الذي نهى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن سفك دمه في الحديث المشهور عند جمهور المسلمين : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) .
      14- النقطة الأخيرة والأهم هي ان مملكة النحل لا تتقبل أكثر من يعسوب واحد فإذا ما ولد يعسوب جديد فان اليعسوب القديم يترك المملكة ويهاجر وهذا من أعظم الأمثال التي يضربها الله تعالى لنا في مخلوقاته فان هذا واضح جداً في صفة يعسوب الدين وهو الإمام حيث لا يمكن في الشرع وجود إمامين أو حجتين في ان واحد ولو وجد أخر غادر الذي قبله وهو يتمثل بتتابع الحجج في الأرض واحداً تلو الآخر.





      يعسوب النحل ويعسوب الدين

      بعد ان تعرضنا إلى دراسة ما ظهر من صفات النحل بشكل عام ومقارنتها بصفات المؤمنين بقي علينا ان ندرس صفات يعسوب النحل ومقارنتها بصفات يعسوب الدين في زماننا هذا المتمثل بالإمام المهدي (عليه السلام) وقبل ان ندرس هذا الموضوع لا بد من هذه المقدمة البسيطة لكي يكون المعنى واضع لديكم .
      هنالك اسلوب معروف في القران وفي الروايات وهو إطلاق أسماء أو ألقاب بعض المخلوقات على الانسان لأجل نقل صورة عن بعض الصفات من هذا المخلوق إلى المعنى الآخر المنقول له وحتى في الأمثال التي ضربها القران يكون ذلك واضحاً.
      ومن هذه الاستعمالات إطلاق لفظ الأسد على أمير المومنين (عليه السلام) وقطعاً لا يراد منه نقل كل صفات الاسد إلى الإمام علي (عليه السلام) بل بعضها لان الأسد حيوان مفترس وفيه صفات أخرى لا تليق ولا تصح على الإمام (عليه السلام) .
      ومثل هذا الإستعمال أيضاً يطلق لفظ يعسوب الدين على النبي وباقي الأئمة (عليهم السلام) وهذا وارد في الروايات وممن ورد فيه إطلاق هذا الإسم على الامام المهدي (عليه السلام) فكثيراً ما أطلق عليه بانه يعسوب الدين ولمعرفة سبب إطلاقهم هذا الإسم عليه نقدم بحثاً بسيطاً عن أصل اللفظ ونترك لكم ربط المعاني للوصول إلى النتيجة.

      يعسوب الدين ماخوذة أصلاً من يعسوب النحل . ويعسوب النحل فيه مجموعة من الصفات تنطبق على الإمام وصفات أخرى لا تنطبق كما ذكرنا في اسم الأسد .
      ان كل خلية تحتوي على يعسوب واحد ولا يمكن ان يكون أكثر من واحد وفي حال وجود يعسوبين يترك القديم المملكة له وياخذ مجموعة من النحل ويرحل إلى مكان آخر ليبني خلية جديدة .
      ولليعسوب صفات تختلف عن باقي النحل في الخلية منها
      1- اليعسوب أكبر حجماً وأقوى بدناً من باقي النحل فكل النحل يلسع مرة واحدة ويموت بعدها بخلاف اليعسوب فانه لا يموت بعد اللسع .
      2- اليعسوب أطول عمراً بكثيرعن باقي النحل لان معدل أعمار النحل يصل إلى ثلاثة أشهر، في حين يصل عمر اليعسوب ست سنوات وهذا فارق كبير جداً.
      3- لليعسوب قدرات عقلية هائلة تجعله قادراً على القيادة وتسيير شؤون المملكة بدقة عالية ودون أخطاء ، وهذا لا يوجد عند باقي النحل ، فاليعسوب يقوم ابتداءاً بتحديد أجناس المواليد الجدد واعدادهم من خلال إشرافه وتوجيهه لعملية الغذاء ، فإذا أراد ان ينتج يعسوباً جديداً يأمر بان تغذا الشرنقة (12 ) يوماً بالغذاء الملكي وباقي الأيام غذاء عادي وإذا أراد نحلات عاملات يأمر بتغذيتهن (5) أيام غذاء ملكي والباقي غذاء عادي والذكور غذاءهم (3) أيام غذاء ملكي والباقي غذاء عادي عادي ، وأيضاً يشرف على عملية انتاج العسل وتوزيعه وتخزينه ومما يميز قدراتهم القيادية انه في حال تعرض المملكة لخطر خارجي مثل بعض الطيور التي تعيش على النحل تقف فوق الخلية فتصطاد كل نحلة تخرج وهنا يصدر اليعسوب أوامره بالسكون والاقتيات على المخزون وعدم الخروج حتى يزول الخطر، وغير ذلك مما لا يسعنا ذكره هنا.


      يتبع

      تعليق


      • #4
        نقطة تحول
        في حال غياب اليعسوب لسببٍ ما ، تقوم النحلات بايجاد حلول بديلة مثل ان يتصدى أحد أفراد الخلية للزعامة ليكون يعسوباً بديلاً وهذا البديل يسمى في عرف النحالين باليعسوب الكاذب أو الملكة الكاذبة فيكوّن هذا الأخير حاشية خاصة به تجلب له الغذاء الملكي وتأخذ عنه التوجيهات (الفتاوى) .
        ونتيجة أكله الغذاء الملكي يظهر عليه الانتفاخ لانه أساساً غير مخلوق لتناول هذا الغذاء وبهذه الكميات ثم انه لا يستطيع ان يدير المملكة بنفس كفاءة اليعسوب الحقيقي فتظهر عنده الكثير من الأخطاء مما يستدعي ان يتصدى يعسوب كاذب آخر للزعامة ، وأيضاً تكون له حاشية تنقل له الغذاء الملكي وتأخذ منه التوجيهات وهكذا يزداد عدد القادة أو اليعاسيب الكاذبة حتى يصل إلى أكثر من عشرة وأحياناً يصل إلى (70) يعسوباً كاذباً كلاً له حاشية واتباع .
        وان هؤلاء الأتباع يأخذون من الغذاء الملكي أثناء نقله ، مما يظهر عليهم الانتفاخ والترهل والترف ، ولو استمر الحال على هذا المنوال فانه يعني انتهاء هذه المملكة خلال فترة قصيرة جداً.
        وهنا لابد من تدخل يد خارجية غيبية ان صح التعبير وهي هنا يد النحال (مربي النحل) لانقاذ هذه المملكة وطبعاً يقابله تدخل يد القدرة الالهية عند البشر لانقاذهم بادخال اليعسوب الحقيقي وهو الإمام (عليه السلام).
        أما عند النحل فيقوم النحال بإدخال اليعسوب تدريجياً ومحجوباً عن النحل لانه ان أدخله مباشرةً فانهم ينفرون منه لانهم غريبون عنه ، ثم يجتمعون على قتله وهو وان كان أقوى منهم إلا ان أعدادهم الهائلة التي تصل إلى عشرات الالف أو أكثر، اقوى منه .
        فيقوم المربي بوضعه في وعاء شفاف يمكنه ان يرسل راحته من خلاله ولا يمكنهم الوصول إليه لقتله وبالتالي تصلهم التوجيهات والأوامر وما ان يبدأ ببث رائحته تبدأ النحلات المستضعفة بالإرتباط به وتطبيق توجيهاته ونقلها إلى باقي النحل للتعرف عليه وانه اليعسوب الحقيقي من خلال رائحته فيزداد انصاره واعوانه باستثناء من أكل من الغذاء الملكي واعتاد على حياة الترف ، والقيادة فانه يرفض ان يسلم الامانة إلى أهلها ، ونتيجة اكله حقوق غيره عميت بصيرته أو حاسته فهو لا يميز رائحة اليعسوب الحقيقي من الكاذب لذا وبعد ان تقوى شوكة اليعسوب الحقيقي بكثرة انصاره يقوم بأهم خطوة والتي ينتظرها المربي ليطمئن على المملكة وهذه الخطوة هي قتل كل اليعاسيب الكاذبة الجالسة في غير مكانها هم وحاشيتهم وإلقاء جثثهم خارج المملكة فإذا شاهدها المربي اطمان على هذه المملكة لان هذه الجثث مميزة بالانتفاخ وغلظ الرقبة.
        وهنا نترك لكم الربط بين المعاني والوصول الى النتيجة سائلاً الله جل وعلى ان يخلصنا من العصبية وسوء الظن وأكل أموال اليتامى والمساكين، وان يطهر قلوبنا لتصبح محلاً قابلاً لاستقبال الفيوضات الربانية.

        النمل وصفاته

        سنقوم هنا بجولة أخرى لعالم أخر يمثل نقيضاً تاماً لعالم النحل هذا العالم الذي يعيش ساكنيه باطن الأرض ويتغذى مواطنيه على المزابل وبذور النباتات تاركاً ورائه الدمار والخراب الذي يحل بوجوده في أي مكان يذهب إليه كما أشار إلى ذلك الكثير من علماء الطبيعة والباحثين .
        وهو العدو الأول لخلية النحل السالفة الذكر هذا المخلوق الذي نزلت به سورة من القران هي سورة النمل سوف نتعرض في السطور التالية على طبيعة معيشته وكيف يبني مساكنه ومستعمراته وكيف يتغذى ويتكاثر.
        هذا المخلوق الذي تشابه في كثير من صفاته مع صفات أهل الشر كما سيأتي وبعد ان نتعرض لصفات هذا المخلوق سوف نجري مقارنة بين بعض صفاته وصفات النحل من جهة وصفات أهل الخير والشر من جهة أخرى والنبدأ بالنمل وصفاته :-
        ان طائفة النمل تنقسم إلى طبقات هي الشغالات والذكور والملكات وكل منها يقوم بأداء وظائف معينة .
        تكوّن الشغالات الجزء الأكبر من المستعمرة وهي اناث غير خصبة وتمتد حياتها من عدة شهور إلى عدة سنوات ، وهذه الشغالات يمكنها اللسع في بعض الانواع ، والشغالات تؤدي أغلب وظائف المستعمرة بما في ذلك جمع الغذاء والعناية بالأطوار غير البالغة .
        أما الملكة فتلقح مرة واحدة فقط ولكنها تضع البيض حتى نهاية حياتها وهي تعيش من (1 ـ 15 سنة) حسب النوع ، والشغالات هي التي تنظفها وتعتني بها فهي مدللة وغاية في الترف ، وبعض الطوائف من النمل يكون بها أكثر من ملكة فقد تصل من 10 ـ 30 ملكة ، ويعيش الذكر فترة قصيرة بعد تلقيح الملكة ، وفي بعض انواع الذكور والملكات ذات الطيران الضعيف يتم التلقيح في العش أو على سطح الأرض خارج العش.
        يمر النمل في نموه وتكوينه بتحول كامل تماماً فالفترة بين البيضة والحشرة الكاملة تتخللها دائماً أطوار شديدة التباين من اليرقات والعذارى ، والمدة التي تستغرقها دورة الحياة للفرد تتراوح في الانواع المختلفة من إسبوع إلى عدة أشهر ، أو ربما لأكثر من ثلاث سنوات ولكن عمر العذراء يكون قصيراً نسبياً إذ يندر ان يزيد على أسبوعين أو ثلاثة وتتراوح كمية البيض التي تضعها الملكة بين عدة مئات أو عدة آلاف حسب نوع النمل .
        وبالرغم من ان النمل في أكثر الأحيان يأكل بيضه فان هناك زيادة كبيرة في عدد سكان المستعمرة ، ان تكوين مستعمرة جديدة للنمل يتم بطريقتين أما عن طريق تلقيح ملكة جديدة أثناء الطيران أو عملية تطريد ، والتزاوج يحدث في الهواء ، وكثيراً ما يحدث بين أفراد المستعمرات المختلفة وتهبط الملكة الملقحة بعد التزاوج إلى الأرض مرة أخرى وأول شيء تفعله هو تحرير نفسها من أجنحتها ، فتفعل ذلك بتحريكها إلى الخلف وإلى الأمام أو بحكها بسيقان النباتات ، وبشدها بأرجلها وفكوكها حتى تكسرها وتتغير غرائزها وتبتعد عن ضوء النهار وتسرع في النزول تحت الأرض وهذه التصرفات تشبه تصرفات من يتسافل في أعماله ويكسر الوسيلة التي أعطاها الله تعالى له لكي يترقى وهي الأجنحة التي يطير بها في الملكوت ثم يبتعد عن النور الذي يمثل الهداية والعلم ويدخل الظلمة كما تفعل ملكة النمل .
        وتأخذ الملكة من الذكر قدراً من الحيوانات المنوية تكفيها طول حياتها ولهذه الظاهرة وقفة أخرى أيضاً فهي سيئة الظن بالله بان يبعث لها ذكور في وقت أخر بل هي تأخذ ما تحتاجه لتخصيبها مدى الحياة دفعة واحدة وعندما تهبط إلى الأرض فانها تفعل عادة أحد أشياء ثلاثة : أما ان ترجع إلى عشها الأصلي ، وأما ان تدخل عشاً آخر غير عشها ، أو ان تبني لنفسها عشاً جديداً ، والطريقة الأخيرة هي الطريقة المتبعة عادة فتحفر الملكة فجوة وتظل في عزلة حتى تتهيأ لوضع البيض ، وتعيش الملكة أثناء هذه الفترة التي قد تطول لعدة شهور على الغذاء المختزن في جسمها وذلك لكي تبقي على حياتها وعضلات أجنحتها المكسورة الضامرة مصدراً للمواد الغذائية المخزونة.
        وتبدأ الملكة في وضع البيض وعندما تفقس البيض تقوم بتغذية اليرقات الناتجة ، وبذلك فهي تعتني بالجيل الأول من الشغالات الذي يعتني بباقي الحضنة بعد ذلك ، وبذلك تتزايد الشغالات وتربي الملكات والذكور وتتكون الطائفة .
        وتعيش الملكة طويلاً وتخصص بالتتابع مجموعة من الشغالات تتولى تغذيتها والعناية بها في العش حتى في أحضار الطعام لها في أوقاته بدون تعب أوجهد تبذله في ذلك.
        قد أثبتت الدراسات الحديثة لعالم الحشرات ان النمل يقيم وادياً له تماماً كما ذكر القران الكريم (وادي النمل) إذ يقول العالم موريس مترلنك (في عش النمل الطراز الأفقي هو السائد وان به تعاريج كثيرة لا غاية منها ودهاليز لا تنتهي بحيث اننا لو دخلنا لما استطعنا ان نخرج منها أحياء)
        ان النمل يتميز بدهاء خارق والذي يدل على ذلك قيام النمل بعمليات العطل للحبوب قبل تخزينها في مخازن حتى لا تنبت والحبوب التي لا يستطيع أعطالها فانه يعمد إلى نشرها في الشمس بصفة دورية منظمة حتى لا يصيبها البلل أو الرطوبة ، بعد أن يقوم بشطر الحبوب إلى شطرين وبعضها تنبث رغم ذلك فيشطرها إلى أربع أقسام .
        نجد في النمل علاقات مشتركة بينه وبين غيره من الكائنات، وهذه العلاقات مبنية على المصالح الخاصة حيث يستفيد الواحد من الآخر ، مثل علاقة المعايشة بين النمل وحشرات المن وأبناء عمومتها من حشرات الجاسيد ، وأساس هذه العلاقة ما تقدمه هذه الحشرات من إفرازات لذيذة الطعم (الندوة العسلية) وفي المقابل يقوم النمل بحماية هذه الحشرات من أعدائها ، بل ان بعض انواع النمل يحتفظ في أعشاشه ببيض انواع معينة من المن تقضي بياتها الشتوي على هيئة بيض ، ومن الطريف ان النمل يبذل عناية فائقة بهذا البيض حتى يفقس منها المن ويضعه النمل على النبات المناسب ليتغذى وينمو .
        وعن قدرات النمل ، أفادت دراسة بريطانية أجريت مؤخراً عن قدرة النمل بانه يفرز مادة تعيق حركة بعض انواع حشرات "المن" التي تغزو النباتات المختلفة ، حيث يساعد ذلك على إبقائها قريبة من مستعمرات النمل ، ليضمن الأخير بذلك الحصول على كميات كافية من الطعام عند الحاجة ، والتي توفرها المادة اللزجة التي ينتجها المن.
        كما أوضح علماء من جامعة "إمبريال كوليج – لندن" البريطانية ان النمل يقوم بحبس حشرة المن كذلك بإفراز مواد تعيق حركة المشي عند حشرة المن ، ليمنعها من مغادرة المكان إلى جهة أبعد.
        وتشير الدراسة إلى ان النمل لجأ إلى إفراز مواد على السطوح التي مر فوقها ، لتعمل على التأثير في حركة حشرات المن ، فتبطئ الأخيرة من سرعتها لتبدو وكانها أصيبت بالشلل ، فيفيد النمل مما تفرزه تلك الكائنات الصغيرة من مواد دبقة غنية بالسكريات ، وقد يتغذى على ذات الحشرة ان دعت الحاجة إلى ذلك .
        كما ان له حواس على قرون الاستشعار وتستخدم النملة هذه القرون لفحص الأشياء ولنقل المعلومات الاستخباراتية عن أمكان تواجد الأعداء وأماكن الغذاء بين أفراد المستعمرة.

        يتبع


        تعليق


        • #5
          أوجه الشبه بين النمل وأهل الشر

          بعد ان تعرضنا إلى بعض صفات النمل نأتي الان إلى بيان تصرفات وأفعال النمل التي تشابه تصرفات أهل الشر وأتباع إبليس عليه اللعنة وسنلخص بعض منها في النقاط التالية :-
          1- ان النمل غير منتج بل هو مستهلك ومستهلك فضيع للنباتات والبذور ويلتهم أي شيء أمامه فيشابه بهذه الأفعال أهل الشر من الكفار والمشركين الذين لا يتصفون بصفات الايمان وحب الناس ، فهم يسعون دائماً إلى جمع قوتهم من أي جهة وتوظيف كل إمكانياتهم لذلك دون ان يميزوا بين الطيب من الخبيث والحلال من الحرام وهذا مايفعله النمل فهو يسعى دون ملل لجمع الغذاء وبأي وسيلة كانت .
          2- ان النمل يخطأ دائماً في أداء أعماله وكذلك يوجد عندهم قانون لمعاقبة المخالفين فمثلاً إذا دلتهم أحدى النملات على مصدر خاطئ للطعام فان باقي النملات يقمن بقتل تلك النملة عقاباً على كذبها ، كما أثبتت ذلك التجارب العلمية الحديثة وهذه الصفة نجدها عند الذي لا يلتزم بتعاليم الدين الحنيف فهم كثيري الذنوب فوضع قانون الحدود لمنعهم من التعدي على الآخرين .
          3- ان ملكة النمل تأخذ ما تحتاجة من اللقاح مدى حياتها من ذكر النمل دفعة واحدة وهي بذلك تكون مسيئة الظن بالله بان يبعث لها ذكور وهذه الصفة نجدها عند أهل الشر فانهم دائماً مسيئون للظن بالله قال تعالى : { يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}( ) .
          4- ان أغلب علاقات النمل مع المخلوقات الأخرى مبنية على المصالح الخاصة وذلك من خلال تربيتها واعتناءها بحشرة المن ، وذلك مشابه لما يقوم به أهل الشر من مدارات من ينتفعون منه وإذا انتفت الحاجة فانهم يتركونه .
          5- ان النمل كثير الأكل فلو مر على النباتات أو بذورها مثلاً تجده يلتهم ما يجده أمامه ويملىء بطنه تماماً ان لم نقل أكثر بكثير عن قابلية الشبع التي أعطاها الخالق له ، وهذه من الصفات المذمومة في الدين والممدوحة عند جنود إبليس عليهم اللعنة أجمعين وقد ذم الله هذه الصفة على لسان أوليائه (عليهم الصلاة والسلام أجمعين) حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام) ان الله يبغض كثرة الأكل) ( ).
          وعن الباقر ( عليه السلام ) انه قال : (ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مملوء )( ).
          6- ان المتتبع لحياة الحيوانات يجد ان النمل أكثرها أحتكاراً للغذاء فهو يقضي أغلب أوقاته بجمع الغذاء لفائدة تعود عليه دون غيرة من المخلوقات وهذه صفة المحتكرين الذين ذمهم الله ورسوله وأهل البيت في العديد من الروايات المروية عند كافة الطوائف الإسلامية فقد ورد عن النبى ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال : ( لا يحتكر إلا خاطئ ) أي آثم ( ).
          وقال الامام الصادق ( عليه السلام ) : ( من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه )( ).
          7- بأمكان النمل العيش في أي مكان على سطح الأرض وبناء مستعمرات ومساكن بسرعة هائلة جداً فهو يشابه أهل الشر في سرعة تكوينهم وأعدادهم في أي مكان لان إجتماعهم دائماً يكون وفق مصالح دنيوية مشتركة .
          8- أثبتت الدراسات العلمية الحديثة ان النمل يأكل بيضه أي يقتل أبناءه قبل الولادة وهذا يذكرنا بأفعال المشركين الذين كانوا يأدون بناتهم في التراب وهن أحياء وكذلك ما هو مشهور عند من لا دين لهم في المجتمعات المنحلة خلقياً نراهم يسقطون أطفالهم من بطون أمهاتهم عمداً بحجج واهية غير مبالين بعظيم جنايتهم عند ربهم والعياذ بالله ان هذا الفعل الرديء الذي ان دل على شيء انما يدل على وحشيتهم وقساوة قلوبهم .






          الفرق بيت تصرفات النحل والنمل

          بعد ان تعرضنا إلى بعض صفات النمل نتجه الان إلى بيان الفرق بين تصرفات النحل والنمل من حيث الخير والشر الذي يمثلانه في أغلب تصرفاتهم وسوف نجعل لهذا الفرق مقارنة بينهما في عدة نقاط :-
          1- ان كلمتي النحل والنمل يوجد بينهما فارق واحد وهو حرفي الحاء والميم حيث ان الحاء تشير إلى الأحياء ، فالنحل معيشته حية أي يكون تنقله وأماكن وجوده وغذائه بكل ما يتصل بصفاء الحياة ما بين الأشجار والثمار والزهور والهواء والطبيعة الخضراء التي تؤنس النفس وتسر الناظر واقترانها بالانسان وارتباطها بأهل الدين العابدين الورعين المتقين المهتدين الذين تصفى نفوسهم بدخولهم الدوحة الإلهية الصافية .
          أما النمل فان الميم تعني الموت فهم يعيشون تحت الأرض في ممالك متشعبة وفي ثقوب الجدران وباطن الأرض وقد وصف العالم موريس مترلنك مساكن النمل قائلاً ( وان به تعاريج كثيرة لا غاية منها ودهاليز لا تنتهي بحيث اننا لو دخلنا أحدها لما استطعنا ان نخرج منها أحياء) فهم بهذه المساكن يمثلون الأموات الذين يدفنون بعد الموت في باطن الأرض.

          2- ان النحل يوحى إليه ليلاً ونهاراً فهو لا يخطأ المسير ولايظل الطريق ويسير بخطوط مستقيمة قال تعالى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} فهو لا يخالف إيحاء ربه بل يسير بهداه وهو مطيع واقتران ذلك بالانسان قول الله تعالى {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} الحوايون في أمة عيسى (عليه السلام).
          أما النمل فهو يعتمد على قدراته الذاتية أي على نفسه وله نظام معقد متشابك ورغم ذلك يخطأ ويكذب وقد ثبت ذلك من خلال التجارب والابحاث العلمية واقتران لذلك فهو لا يوحى إليه ، واقترانهم بالانسان مثل الذي يكله الله إلى نفسه وذاته فهو غير متوكل ولا يقبل الهداية فنرى النمل يسير بشكل متخبط متعرج على غير هدى ويرتطم بالاشياء كالاعمى وصفة العمى مرتبطة بالكافرين يوم القيامة فقد قال تعالى {وَمَن كَان فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً }( ) .
          3- ان النحل يتخذ من الأماكن العالية والعروش والجبال والأشجار بيوتاً يسكن فيها ويأوي إليها ويجعل فيها خلايا سداسية من أجل إقامة مملكة كاملة قال تعالى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ان اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} حيث ان هذه الأماكن مرتفعة عن الأرض وتدل على الترقي فقد وصف المولى تبارك و تعالى حال المؤمنين في الجنة بقوله {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا انهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَانهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَانهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَانهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ }( )
          وكذلك ذكر الله ان للنحل البيوت كما في الآية وكذلك قال الله تعالى أهل البيت وهم محمد وآل محمد ولم يقل أهل المسكن الذي يكون اسم منازل النمل { يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَان وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } ( )ذكرالله المسكن للنمل ولم يقل بيت كما قال للنحل حيث ترتبط كلمة مسكن بالكافرين دليل قوله تعالى{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ }( ) وقال تعالى { حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ} وكما نعلم ان لجهنم وديان يعذب فيها الكافرون وقد ورد في الكثير من الاحاديث مايدل على ذلك .
          4ـ شابه النحل الملائكة عن طريق خلقتها أي الاجنحة قال تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ان اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }( ) أما النمل شابه جنود ابليس وهم الجن الذين يسكنون الوديان والخرائب وباطن الأرض كما ان مثل ملكة النمل مثل أبليس عليه اللعنة حين كان له أجنحة في الجنة وطرد منها جراء ظلمه لنفسه قال تعالى في سورة {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَانكَ رَجِيمٌ }( ) فملكة النمل أيضا تُسقط أجنحتها وتهبط في أسفل التربة كما فعل أبليس وهبط أسفل السافلين .
          5ـ العطل والعسل: ان النمل لا يصدر منه إلا العطل وذلك لانه ياخذ المواد فيعطلها مثل ان يأخذ بعض الحبوب كالقمح وغيره فيشطرها إلى شطرين أو أكثر حسب نوع الحبه لكي لا تنمو عند الخزن وهو وان كان اسلوب صحيح في التخزين لكنه واقعاً يعطل بالنسبة لغيره من المخلوقات وذلك خلاف عمل النحل فهو ينتج مابه فائدة للاخرين كالعسل والشمع والغذاء الملكي ثم انه اثناء تنقله بين الأزهار يقوم بعملية التلقيح للنباتات .
          فعلى هذا الاختصار اصبح الفرق واضحاً بين ما ينتجه النمل وما ينتجه النحل ، وقد ذكر الله ذلك تعالى في كتابه فاشار إلى العلاقة بينهما حيث افتتح سورة النمل (طس) فالطاء رمز يشير إلى العطل الملازم للنمل والسين يشير إلى العسل الملازم للنحل فسبحان الله تعالى في خلقه.
          يتبع

          تعليق


          • #6
            6- نشاهد ان النحل عندما ينطلق لجمع الرحيق من الأزهار ويقوم بفتح أوراق الزهرة ليصل إلى رحيقها العذب ، فتمثل الزهرة جنة الخلد واوراقها أبواب الجنة التي تفتح عند شروق الشمس عكس مساكن النمل حيث نشاهدها بدون ابواب وليس لمصادر قوتها أبواب فهي تاكل من المزابل وتتطفل على الآخرين وتسرق الطعام وتأكل من ميتة الحيوانات والحشرات وبذور النباتات البرية ذات الأشكال الغريبة التي تشبه رؤوس الشياطين وقد قارن الله تعالى بين المؤمنين والكفار في سورة الزمر حيث يقول سبحانه وتعالى {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}( ) وقوله{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }( ) ان الفارق بين الصنفين هو الواو حيث جعلت الواو أشارة إلى التراخي والتاني والأستئذان لفتح الباب واذن البواب وذلك كله في الجنة أما جهنم فلا حاجة لفتح أبوابها والأذن لدخولها .
            7- ان في سورة النحل تركيز واضح على كلمة الملائكة قال تعالى {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ} , {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ}, {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ان تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ},{ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } . أما في سورة النمل فالتركيز فيها على كلمة الجن قال تعالى { َلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَانهَا جَان}, {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَان جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ} ، {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ} وكذلك يوجد في كل سورة من السورتين سجدة حيث ان سجدة النحل فيها ذكر الملائكة وانهم لا يستكبرون بخلاف آية السجدة في سورة النمل حيث ان فيها زجر شديد .
            8- ان النحل يعيش في النور ولايعمل إلا في النهار فهو مبصر وهو بلون النور أما النمل فهو ضعيف البصر حيث يستخدم الشم للوصول إلى الأماكن التي يريدها وهو يعمل ليلاً ونهاراً ولونه بلون الظلام .
            9- ان النحل معطي ومنتج فهو يعطي طعامه للناس بكل رحابة صدر حتى لو أخذ منه كل مايملك من الطعام فهو متوكل على الله غاية التوكل على خلاف النمل الذي نراه يحمل نفسه فوق طاقتها فهو يحمل أضعاف وزنه من الطعام وذلك لسوء ظنه بالله تعالى ، وهو يعمل لنفسه فقط ولايسمح لأحد ان ياخذ من طعامه وكذلك حمله للأشياء على ظهره مثله بهذا العمل مثل الكافر الذي يحمل أوزاره على ظهره يوم القيامة .
            ان المؤمن كريم ومتوكل ويكون كالشمعة التي تحترق لتضيء طريق الأخرين خلاف الكافر الطماع الجشع السيء الظن بالله تعالى والذي يقضي حياته من أجل نفسه وفي النهاية يخسر الدنيا والأخرة ألا ذلك هو الخسران المبين .
            10- يعتبر النمل العدو الأول للنحل كما يقر بذلك أكثر الباحثين في مجال تربية خلايا النحل ويستعد النحل لمواجهة النمل بكل طاقاتة وأعداده الموجودة في الخلية فيطرد النمل من الخلية بعد معارك يقتل فيها العديد من الطرفين وغالباً ما يتغلب النحل على النمل في المواجهة إلا في أوقات ضعف الخلية بسبب نقص أعدادها وإذا كانت الخلية بدون يعسوب أي في حالة موت أوغياب اليعسوب فتكن الخلية ضعيفة نسبياً بسبب فقدان القائد , ونشاهد مثل هذا الشيء تماماً عند المؤمنين فانهم إذا قاتلوا بوجود الإمام فانهم يغلبون ومثال ذلك النصر الذي تحقق تباعاً للمسلمين حينما كان بينهم رسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهم) بينما نرى ضعف المسلمين إذا ما غاب عنهم الإمام فيكونون عرضة لنائبات الدهر ونعني بالمسلمين هنا هم الباقون على الإقتداء بنهج أهل البيت الذين يكونون مستضعفين حتى يأتي إمامهم فيخرجهم من هذا الحال.
            11- ان مجموع الخلايا في مخّ النحلة يساي (900) خليةٍ بالرغم من صغر رأس النحلة كما ان هذا العدد يشير إلى ان النحل يتمتع بذكاء عالي وذلك واضح في تصرفاتة وطريقة عيشه في الخلية .
            أما مجموع الخلايا في مخ النملة فهو (150) خلية فقط وهذا ان دل على شيء فانه يدل على تسافل مستوى ذكاء النمل عن مستوى ذكاء النحل الذي يفوقة بستة أضعاف .
            وهذا يدل على ان المؤمن هو صاحب العقل فقد مدح الله تعالى المؤمنين لان لهم عقولاً يتقون الله ويحذرونه من خلالها قال تعالى {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } وكذلك قوله تعالى {ان فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } .
            أما الكافر فان الله قد وبخه لفقدانه التفكير بقوله تعالى {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.
            12- ان ملكة النمل منفردة في سلطة المستعمرة وتعيش في ترف ولها خادمات يجلبن لها الطعام وينظفن جسمها من حين إلى حين على عكس مملكة النحل فان الملكة تعمل ليل نهار في خلية النحل ، كما أثبتت التجارب العلمية ان ملكة النحل غير منفردة بأصدار الأوامر في الخلية فانها تعتمد على خبرة الشغالات الكبيرات في الخلية فتقوم من حين إلى حين بمشاورات لإتخاذ القرارات الازمة كهجرة النحل من مكان إلى أخر وغيرها من الأمور المصيرية بالنسبة لحياة الخلية ككل .
            وهذا ما نجده عند يعسوب الدين فهو يعيش في وسط أصحابه كأحدهم ولا يتميز عليهم ولا يتكبر بل هو من يقوم بخدمتهم وكذلك يستشير أصحابه في الكثير من الأمور وخير دليل استشارة الرسول لأصحابه في معركة الخندق فأشار عليه سلمان المحمدي بحفر الخندق .
            أما السلاطين المتجبرين الذين يتسلطون على الرقاب فانهم لا يعبأون برأي أحد ويكونون منفردين برأيهم ويقتلون كل من يعارضهم في شيء ، وكذلك يعيشون حياة الترف والبذخ ويكونون في جو مليئ بالخدم والحاشية مثل ملكة النمل .
            13- ان اعداد النمل تفوق بكثير أعداد النحل على سطح الكرة الارضية حيث يخبرنا الدكتور رمضان مصري هلال أستاذ كلية الزراعة في مصر قائلاً : (يوجد النمل تقريباً في كل متر مربع على سطح الأرض فهو يغزو البيئات الطبيعية والزراعية والحضرية ويمثل ثلث الحيوانات الموجودة بالتربة ) .
            وهذه الأعداد إذا ما قارناها بأعداد النحل فان أعداد النحل سوف تكون قليلة جداً ، فقد أكد القران الكريم والروايات الشريفة بان الخير دائماً أقل من الشر على مر العصور والازمنة القديمة والحديثة وان أهل الباطل كثيرون وكثيرون جداً في قبال جهة الحق وكما ورد في دعاء الإفتتاح المروي عن لسان يعسوب الدين الامام المهدي (عليه السلام) قائلاً : (اَللّـهُمَّ انا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا) وكما جاء في الرواية الواردة عن هشام بن الحكم عن أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل إلى ان قال له الإمام (عليه السلام) : ( يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ اللَّهُ الْكَثْرَةَ فَقَالَ وَ ان تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ قَالَ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَ قَالَ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ يَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ وَ قَالَ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ وَ قَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا ان يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَالَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ وَ قَالَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَقَالَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَشْعُرُونَ يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ وَ حَلَّاهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ فَقَالَ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) ( ) .

            تعليق

            يعمل...
            X