إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكشف عن عملية الإنبات المتواصلة في الخلق البشري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكشف عن عملية الإنبات المتواصلة في الخلق البشري

    الكشف عن عملية الإنبات المتواصلة في الخلق البشري
    قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }الروم20. تعددت آراء المفسرين في تفسير هذه الآية المباركة ، فقد ذكر صاحب تفسير التبيان في تفسير هذه الاية قال : قال تعالى ( ومن آياته) اي ادلته الواضحة (أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ) يعني انه خلق آدم الذي هو أبوكم واصلكم (ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) من نسله وذريته ، وتتفرقون في أطراف الارض . وقال صاحب تفسير كنز الدقائق : ومن آياته ان خلقكم من تراب ، أي في أصل الإنشاء ، لانه خلق اصلهم منه . ثم اذا انتم بشر تنتشرون : ثم فاجأتم وقت كونكم بشراً منتشرين في الارض . وقال صاحب تفسير مقتنيات الدرر في هذه الاية : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب) أي خلق آدم الذي هو أبوكم واصلكم من تراب ثم خلقكم منه (ثم اذا انتم) ذرية (بشر تنتشرون) من لحم ودم تنبسطون في الارض وتنصرفون على ظهرها وتتفرقون في اطرافها . اما صاحب تفسير الميزان فقد قال في هذه الاية : المراد بالخلق من تراب انتهاء خلقة الانسان الى الارض فإن مراتب تكوّن الانسان من مضغة او علقة او نطفة او غيرها من مركبات ارضية تنتهي الى العناصر الارضية . ومنهم من جمع بين الرأيين ، فقد ذكر صاحب التفسير الجديد في هذه الاية : ومن آياته ان خلقكم من تراب ، أي من آدم واصله تراب . او المراد انكم مخلقون من النطفة وهي الاغذية الخارجة من الارض . وقد ذهب صاحب تفسير تقريب القرآن الى نفس الرأي فقال : (ومن آياته) اي ادلته الدالة على وجوده وسائر صفاته (ان خلقكم) ايها البشر (من تراب) فالتراب ينقلب نباتاً ، وحيواناً ، يأكلها الانسان ، فيصيران منياً ثم جنيناً انساناً (ثم) بعد ان كنتم تراباً (اذا انتم بشر تنتشرون) في الارض، تسيرون وتتجرون . وهذه خلاصة الآراء التي طرحها المفسرون في تفسير هذه الاية .
    لو ناقشنا هذه الاراء بشكل موضوعي لوجدناها بعيدة كل البعد عن الواقع ولا تنسجم مع الاية السالفة الذكر ، فإن الله تبارك وتعالى عندما خلق آدم(ع) فسواه ونفخ فيه من روحه اصبح من دم ولحم . قال تعالى :{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29 فقد تمت الخلقة لآدم (ع) ومن بعده اصبح تكوين الجنين من خلال مباشرة الرجل للمرأة واجتماع النطفة مع البويضة ، فقوله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } ليس المقصود منه ما ذكره المفسرون بانها تخص آدم(ع) فقط ومن ثم انتم من خلاله ذرية تنتشرون ، ولا المقصود منها ايضاً ما قاله بأن معناها يعود الى اصل النطفة التي تعود الى التراب ، فالاية الكريمة تتحدث عن عموم البشر المخلوقين اصلاً من التراب أي انهم الان من دم ولحم وليس الكلام عن اصل خلقة آدم(ع) ، والكلام هنا عن اصل نشوء الخلق بعد آدم أي عن استمرارية نشوء الخلق ، والله سبحانه وتعالى يقول : (والله انبتكم من الارض نباتاً) نوح 17، ومن غير الممكن ان تكون الحالة النباتية بدون وجود التراب ، وفي الاية التي تليها قال ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً) نوح 18، أي انكم مخلوقين فأخرجكم منها ، وقوله والله انبتكم من الارض نباتاً) يعني الانبات ، والانبات هو اخراج النبات من الارض حالاً بعد حال ، والنبات هو الخارج بالنمو حين بعد حين ، وقوله :{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً }نوح17 أي أنشأكم منها ، فكان الانبات للانشاء واستمرارية نشأة الخلق ، والانبات هو أدل على الحدوث والتكوين من الارض . وقوله (من الارض) هنا اي من بعض الارض . اذن فقوله : ( خلقكم من تراب) الروم20، يقصد جميع البشر وليس آدم لوحده وهنا يبرز تساؤلاً مهماً مفاده : اين عملية الانبات التي يتكون منها اصل نشوء الانسان مع العلم انها متواصلة مع استمرارية الخلق ؟؟
    لقد قدمنا بأن عملية الإنبات والحالة النباتية لاتتم بدون وجود التراب ، وان تواصل عملية الإنبات في تواصل نشأة وتكوين الاجيال ، ويتم ذلك عن طريق عملية المباشرة بين الرجل والمرأة والتي تكون عند إلتقاء الحيمن والبويضة . أقول : يتم ذلك عن طريق عملية المباشرة التي تجمع الحيمن الذكري مع البويضة ويكون الحيمن الذكري حاملاً لذرة من التراب ، وبأجتماع هذه العناصر الثلاثة تتكون (النبتة) والنبتة هي الجنين ، ويطلق على هذه العملية في العلم الحديث تسمية (عملية التخصيب) وهذه التسمية لها علاقة وطيدة مع الارض ، فالارض الصالحة للزراعة تسمى الارض الخصبة ، وعندها تفتقد هذه العملية الى (ذرة التراب) لا تتم عملية التخصيب وبالتالي لاتحدث عملية الانبات مما يؤدي الى عدم تكوين الجنين ، ومن المؤكد ان العلم الحديث إذا ماتوصل في يوم من الايام الى اكتشاف هذه الحقيقة العلمية المهمة والخافية على الناس سيكون ذلك سبباً رئيسياً في علاج الكثير من حالات العقم التي ليس لها علاج حيث اثبتت الفحوصات الطبية التي اجريت على كثير من المصابين بامراض العقم من الطرفين انهم سالمون من حيث (الحيمن والبويضة) ولا يوجد تبرير منطقي يبين السبب الحقيقي وراء عدم تكوين الجنين ، وهذا الامر الذي توصلنا اليه هو من فيض علوم ائمة الهدى(ع) الذين لم يفوتهم امر لم يذكروه ، ولكن الناس يتمسكون بغيرهم تارة ، او لايفهمون مايقولون تارة اخرى.
يعمل...
X