[color="darkgreen"]التقويم المهدوي
من المعلوم إن عدة الشهور اثنا عشر شهراً وهذا ثابت لدى الجميع منذ خلق الله السماوات والأرض وقد أكد الله تعالى ذلك في كتابه قال تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }
إن هناك تقاويم عديدة لحساب الشهور وأشهرها التقويم الميلادي الشمسي والتقويم الهجري القمري والتقويم الفارسي والتقويم العبري والتقويم الصيني وغيرها من التقاويم القليلة الإستعمال التي لا يعرفها أكثر الناس .
وهذه التقاويم التي ذكرناها تختلف بعضها عن البعض الآخر في حساب عدد أيام السنة وأسماء الشهور كما إنها تختلف فيما بينها في الشهر الذي تبدأ به السنة ، وهي تقاويم غير دقيقة .
فالتقويم الميلادي الشمسي الذي يعتمد على تاريخ ولادة المسيح يبدأ في كانون الثاني والمسيحيون أنفسهم يختلفون في تاريخ ولادة المسيح (عليه السلام) في الخامس من كانون الأول مع العلم إن اسمه كانون الأول فكان الأحرى أن تبدأ السنة به .
أما التقويم الهجري القمري فهو يعتمد على الأشهر العربية (محرم صفر ربيع الأول ... الخ) في أسماء الشهور وانه يعتمد على تاريخ هجرة الرسول في شهر محرم ، مع العلم إن الهجرة لم تكن في شهر محرم بل في شهر ربيع الأول وبدؤه كان بشكل رجعي أي بحساب الفترة المنقضية من الهجرة ، وكذلك التقويم الصيني والعربي والفارسي فهي تختلف بعضها عن البعض الآخر ....
ونحن نعرف إن السنة الميلادية الشمسية هي 365 يوماً وربع اليوم وخمس دقائق وإن كل أربع سنوات تسمى السنة الرابعة بالسنة الكبيسة وهي 366 يوماً. والسنة الهجرية تنقص عن السنة الميلادية بأحد عشر يوماً أي 365 – 11 = 354 يوم .
وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) قوله: ( إن السنة ثلاثمائة وأربع وخمسون يوماً )
إن أشهر السنة الميلادية تختلف عن بعضها البعض الآخر فأشهر حسابها 31 يوم وأشهر 30 وشهر واحد 28 وهكذا أما الهجرية فأشهرها شهر تام 30 يوماً وشهر ناقص 29 يوماً ، وهي تعتمد على رؤية الهلال
وفي مناسبات دينية كثيرة أختلف المسلمون فيما بينهم في حساب بداية الشهر أو نهايته كاختلافهم في بداية شهر رمضان ونهايته وكذلك أختلافهم في معرفة أيام الحج ونرى في البلد الواحد يختلف الناس فيما بينهم فقسم يصومون وآخرون يفطرون حتى إن الأمر وصل إلى إن في البيت الواحد نرى إن الأب مفطر والأم صائمة والأبن صائم والبنت مفطرة وعائلة صائمة وعائلة مفطرة وكل منهم يعتمد على مصادره في حساب أيام شهر رمضان .
وهذا الاختلاف يولد أخطاء في معرفة الأوقات الصحيحة للقيام بالواجبات الدينية المفروضة كالصوم والحج وغيره . وما في ذلك من ضياع معرفة أيام الله المباركة وضياع ثوابها بل الوقوع في اللعنات بدون علم وكذلك الاختلاف الحاصل بين الدولة الواحدة فهناك عدة تقاويم مستخدمة في نفس الوقت وهناك اختلاف داخلي في حساب هذه التقاويم المستخدمة أصلاً .
المهدي يأتي بأمر جديد
لقد وردت الكثير من الروايات عن أهل البيت (عليه السلام) إن الإمام المهدي (عليه السلام) سوف يأتي بدين جديد وأمر جديد وإنه سوف يغير الأيام والشهور ، حيث روي عن أحمد بن عجلان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام الجديد وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر قد ضلوا عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق )( ).
بداية التقويم المهدوي
بعد التوكل على الله سوف نبدأ بالتقويم المهدوي وهو التقويم الإلهي لكل الكائنات من الإنسان والحيوان والنبات في كل الكون لأن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) هي لكل الكون وإنه سوف يقيم دولة العدل الإلهي ، وهذا التقويم يتكون من اثنا عشر شهراً أيضاً ولكننا سوف نقوم باستبدال أسماء الشهور العربية من محرم وصفروربيع الأول ....الخ ) باسماء الأئمة الأطهار مصداقاً لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : عدتهم عدة الشهور كما في الرواية الواردة في كشف اليقين حيث جاء عن الأصبغ بن نباتة عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
(...... فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدة الشهور وما عدة الأئمة فقال يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام باجمعه عدتهم عدة الشهور وهي عند الله اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ )( ).
وفي الاختصاص عن ابن طريف عن ابن نباتة عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( عدتهم عدة الشهور وهي إثنا عشر شهراً)( )
الشهور حسب التقويم المهدوي
1- شهر المرتضى ( شهر رمضان)
2- شهر المجتبى ( شهر شوال )
3- شهر الشهيد ( شهر ذي القعدة )
4- شهر السجاد ( شهر ذي الحجة )
5- شهر الباقر ( شهر محرم )
6- شهر الصادق ( شهر صفر )
7- شهر الكاظم (شهر ربيع الأول )
8- شهر الرضا ( شهر ربيع الثاني )
9- شهر الجواد ( شهر جمادي الأولى )
10 - شهر الهادي ( جمادي الآخر )
11 - شهر العسكري ( شهر رجب )
12 - شهر المهدي ( شهر شعبان)
الشهور هي الدين القيم
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }( ) إن معرفة الشهور هي الدين القيم كما قال تعالى في الآية ونحن نقول إن الأئمة هم الشهور لأن معرفتهم هي الدين القيم فإن معرفة اسماء الشهور مثل محرم وصفر وربيع الأول وغيرها ليست هي الدين القيم لأنها معروفة للناس على مر العصور وعلى مختلف الديانات من يهود ومجوس وغيرهم من المشركين في زمن الرسول فهي ليست الدين القيم حتماً ، بل الدين القيم هو معرفة الأشهر باسماءها الحقيقية التي سماها الله قبل خلق السماوات والأرض وقبل خلق آدم (عليه السلام) .
فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي حمزة الثمالي قال : ( كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال يا أبا حمزة من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو كافر به جاحد له ثم قال بأبي وأمي المسمى باسمي المكنى بكنيتي السابع من بعدي يأتي ليملئ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً يا ابا حمزة من أدركه فاليسلم ما سلم لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن لم يسلم { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر من هذا وأحسن منه قول الله عز وجل في محكم كتابه {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً})( )
ومعرفة الشهور محرم وصفر وربيع وما بعدها والحرم منها رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم وذلك لا يكون ديناً قيماً لأن اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعاً من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها باسمائها وليس هو كذلك إنما عني بهم القوامين بدين الله وأكرم منهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الذي أشتق الله سبحانه له اسماً من اسمه العلي كما اشتق لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) اسماً من اسمه المحمود وثلاثة من ولده اسمائهم علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد بهذا الاسم المشتق من أسماء الله عز وجل حرمة به يعني أمير المؤمنين وإنهم الشهور كتاب كتبه الله قبل خلق آدم بألفي عام( ).
عن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) بالمدينة فقال لي ما الذي أبطأ بك عنا يا داود قال : حاجة لي عرضت بالكوفة فقال من خلفت بها قلت جعلت فداك خلفت بها عمك زيداً تركته راكباً على فرس متقلداً مصحفاً ينادي بعلو صوته سلوني قبل أن تفقدوني بين جوانبي علماً جم وقد عرفت الناسخ والمنسوخ والمثاني والقرآن العظيم وإني العلم بين الله وبينكم فقال لي داود لقد ذهبت تلك المذاهب ثم نادى يا سماعة بن مهران اتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول رطبة أكلها واستخرج النواة من فيه وغرسها في الأرض ففلقت ونبتت وأطلعت وأعذقت فضرب بيد إلى شق من عذق منها فشقه واستخرج منها رق أبيض ففضه ووضعه إلي وقال أقرأه فقرأ له وإذا فيه مكتوب سطران الأول (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) والثاني (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، علي بن الحسين ، محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي ، الحجة وثم قال يا داود أتدري من كتب هذا في هذا قلت الله ورسوله وأنتم أعلم قال : قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام )( ).
والأئمة الأطهار إثنا عشر إماماً أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم الإمام المهدي (عليه السلام) خاتم الأئمة ، وفي هذه الأشهر أربعة أشهر حرم وفي الأئمة أربعة في اسم واحد وهو اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي اشتقه الله من اسمه العلي وهو الحرم : علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد .
فقد روى جابر الجعفي قال : (سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تأويل قول الله عز وجل إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ قال فتنفس سيدي الصعداء ثم قال يا جابر أما السنة فجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وشهورها إثنا عشر شهراً فهو أمير المؤمنين إلي وإلى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي إثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وامناءه على وحيه وعلمه والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد علي أمير المؤمنين وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا انفسكم أي قولوا بهم جميعاً تهتدوا)( ).
وبعد هذه الروايات البينات التي تؤكد على إن الشهور الاثنا عشر هم الأئمة الأطهار (عليه السلام) وهم الأكرم وهم الدين القيم وقد ورد في الروايات بأن الدين القيم هو دين القائم إذن فالتقويم المهدوي من مختصات القائم .
يتكون التقويم المهدوي من اثنا عشر شهراً أولها شهر المرتضى وهو يقابل شهر رمضان وينتهي بشهر المهدي وهو شهر شعبان ، والسنة فيه ثلاثمائة وأربع وخمسون يوماً ، والشهور فيه شهر تام ثلاثون يوماً وشهر ناقص تسعة وعشرون يوماً أي ما معناه ستة أشهر تامة وستة أشهر ناقصة فشهر رمضان تام والذي يليه شهر المجتبى (شوال) شهر ناقص وشهر الشهيد (ذي القعدة) تام وشهر السجاد (ذي الحجة) شهر ناقص .. وهكذا إلى شهر المهدي (شعبان) وهو شهر ناقص لا يتم أبداً .
وسنذكر الأدلة على هذه المكونات بالتفصيل إستناداً إلى آيات القرآن والأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والروايات الواردة عن أهل البيت (عليه السلام) .
أ. شهر المرتضى (شهر رمضان) أول شهر في السنة المهدوية ، ورب سائل يسأل لماذا وضع شهر رمضان كأول شهر في السنة المهدوية ؟ إن شهر رمضان أفضل الشهور وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر التي يقدر فيها كل أمر وهي رأس السنة .
قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }( ).
وقال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}( ).
1. عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله جل ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن )( ).
2. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ،. فغرة الشهور رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر)( ).
3. عن الأصبغ بن نباتة أنه خطب (عليه السلام)- يقصد علي بن أبي طالب (عليه السلام)- في الشهر الذي قتل فيه فقال: ( أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة وفيه تدور رحى ....)( ).
4. عن العبد الصالح (عليه السلام) قال : ( أدع بهذا الدعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السنة )( ).
5. عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (من اغتسل أول يوم من السنة في ماء جار وصب على رأسه ثلاثين غرفة كان دواء لسنته وإن أول كل سنة أول يوم من شهر رمضان)( ).
ب. الزكاة فرضت في شهر رمضان
فرض الله الزكاة في شهر رمضان أي إن فرضها في رأس السنة فإن الزكاة تخرج للحول أي تخرج زكاة عام كامل وإن فرضها في شهر رمضان دليل على إن أول السنة شهر رمضان وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( إن آية الزكاة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِها} نزلت في شهر رمضان فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) مناديه فنادى في الناس إن الله فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة ففرض الله عز وجل عليكم من ذهب وفضة وفرض الصدقة من الإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب فنادى فيهم بذلك في شهر رمضان وعفا عنهم فيما سوى ذلك ثم لم يفرض لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل فصاموا وافطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين أيها المسلمون زكوا أموالكم قبل صلاتكم قال ثم وجه عمال الصدقة ...)( ).
ج- إن أول مرة ذكرت فيها كلمة الشهر في القرآن كانت في سورة البقرة في قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ( )حيث ذكرت شهر رمضان وهو الشهر الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن وإن آخر مرة وردت فيها كلمة شهر في القرآن كانت في سورة القدر في قوله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }( ) أي إن كلمة شهر الأولى التي وردت في القرآن كانت في الآية التي ذكرت شهر رمضان وكما هو معلوم بأن القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر، وأتمها بكلمة شهر في سورة القدر والتي هي من ليالي شهر رمضان فتكون السنة ممتدة من ليلة القدر إلى ليلة القدر أي من رأس السنة إلى رأس السنة.
د- سبب تسمية شهر رمضان بـ (شهر المرتضى)
1. إن علي (عليه السلام) هو أول الأئمة وهو أول الشهور لأننا قلنا إن الأئمة هم الشهور فمن الواجب أن يكون علي هو أول الشهور .
2. شهر رمضان هو شهر الله وعلي (عليه السلام) اشتق اسمه من اسم الله العلي ..فهو يمثل اسم الله وهو يمثل شهر رمضان ، وكذلك ورد إن الأئمة (عليه السلام) كالشهور بل هم الشهور وتذكر الرواية إن أولهم علي وآخرهم المهدي أي أولها رمضان وآخرها شعبان .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ( لقد سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأنا عنده عن الأئمة (عليهم السلام) بعده فقال للسائل والسماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور إن عددهم كعدد الشهور فقال السائل : فمن هم يا رسول الله فوضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يده على رأسي فقال أولهم هذا وآخرهم المهدي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن أحبهم فقد أحبني ......)( ).
3. ورد في كتاب الروضة والفضائل لابن شاذان بالإسناد يرفعه عن جابر عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول : ( فضل علي بن أبي طالب على هذه الأمة كفضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل علي على هذه الأمة كفضل ليلة القدر على سائر الليالي فطوبى لمن آمن وصدق ) .
هـ- السنة المهدوية 354 يوم وشهر رمضان 30 يوم :
إن السنة المهدوية هي 354 يوم فقط وإن شهر رمضان كامل لا ينقص أبداً وإن حساب السنة يبدأ في شهر رمضان .. بدليل ما جاء عن محمد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه قال :
(قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن الناس يقولون إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) صام تسعة وعشرون يوماً أكثر مما صام ثلاثون يوماً فقال كذبوا ما صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلا تاماً وذلك قول الله تعالى (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ) فشهر رمضان ثلاثون يوماً وشوال تسعة وعشرون يوماً وذي القعدة ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً لأن الله تعالى يقول (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً) وذو الحجة تسعة وعشرون يوماً ثم الشهور على مثل ذلك شهر تام وشهر ناقص وشعبان لا يتم أبداً )( ).[/color]
يتبع
من المعلوم إن عدة الشهور اثنا عشر شهراً وهذا ثابت لدى الجميع منذ خلق الله السماوات والأرض وقد أكد الله تعالى ذلك في كتابه قال تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }
إن هناك تقاويم عديدة لحساب الشهور وأشهرها التقويم الميلادي الشمسي والتقويم الهجري القمري والتقويم الفارسي والتقويم العبري والتقويم الصيني وغيرها من التقاويم القليلة الإستعمال التي لا يعرفها أكثر الناس .
وهذه التقاويم التي ذكرناها تختلف بعضها عن البعض الآخر في حساب عدد أيام السنة وأسماء الشهور كما إنها تختلف فيما بينها في الشهر الذي تبدأ به السنة ، وهي تقاويم غير دقيقة .
فالتقويم الميلادي الشمسي الذي يعتمد على تاريخ ولادة المسيح يبدأ في كانون الثاني والمسيحيون أنفسهم يختلفون في تاريخ ولادة المسيح (عليه السلام) في الخامس من كانون الأول مع العلم إن اسمه كانون الأول فكان الأحرى أن تبدأ السنة به .
أما التقويم الهجري القمري فهو يعتمد على الأشهر العربية (محرم صفر ربيع الأول ... الخ) في أسماء الشهور وانه يعتمد على تاريخ هجرة الرسول في شهر محرم ، مع العلم إن الهجرة لم تكن في شهر محرم بل في شهر ربيع الأول وبدؤه كان بشكل رجعي أي بحساب الفترة المنقضية من الهجرة ، وكذلك التقويم الصيني والعربي والفارسي فهي تختلف بعضها عن البعض الآخر ....
ونحن نعرف إن السنة الميلادية الشمسية هي 365 يوماً وربع اليوم وخمس دقائق وإن كل أربع سنوات تسمى السنة الرابعة بالسنة الكبيسة وهي 366 يوماً. والسنة الهجرية تنقص عن السنة الميلادية بأحد عشر يوماً أي 365 – 11 = 354 يوم .
وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) قوله: ( إن السنة ثلاثمائة وأربع وخمسون يوماً )
إن أشهر السنة الميلادية تختلف عن بعضها البعض الآخر فأشهر حسابها 31 يوم وأشهر 30 وشهر واحد 28 وهكذا أما الهجرية فأشهرها شهر تام 30 يوماً وشهر ناقص 29 يوماً ، وهي تعتمد على رؤية الهلال
وفي مناسبات دينية كثيرة أختلف المسلمون فيما بينهم في حساب بداية الشهر أو نهايته كاختلافهم في بداية شهر رمضان ونهايته وكذلك أختلافهم في معرفة أيام الحج ونرى في البلد الواحد يختلف الناس فيما بينهم فقسم يصومون وآخرون يفطرون حتى إن الأمر وصل إلى إن في البيت الواحد نرى إن الأب مفطر والأم صائمة والأبن صائم والبنت مفطرة وعائلة صائمة وعائلة مفطرة وكل منهم يعتمد على مصادره في حساب أيام شهر رمضان .
وهذا الاختلاف يولد أخطاء في معرفة الأوقات الصحيحة للقيام بالواجبات الدينية المفروضة كالصوم والحج وغيره . وما في ذلك من ضياع معرفة أيام الله المباركة وضياع ثوابها بل الوقوع في اللعنات بدون علم وكذلك الاختلاف الحاصل بين الدولة الواحدة فهناك عدة تقاويم مستخدمة في نفس الوقت وهناك اختلاف داخلي في حساب هذه التقاويم المستخدمة أصلاً .
المهدي يأتي بأمر جديد
لقد وردت الكثير من الروايات عن أهل البيت (عليه السلام) إن الإمام المهدي (عليه السلام) سوف يأتي بدين جديد وأمر جديد وإنه سوف يغير الأيام والشهور ، حيث روي عن أحمد بن عجلان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام الجديد وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر قد ضلوا عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق )( ).
بداية التقويم المهدوي
بعد التوكل على الله سوف نبدأ بالتقويم المهدوي وهو التقويم الإلهي لكل الكائنات من الإنسان والحيوان والنبات في كل الكون لأن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) هي لكل الكون وإنه سوف يقيم دولة العدل الإلهي ، وهذا التقويم يتكون من اثنا عشر شهراً أيضاً ولكننا سوف نقوم باستبدال أسماء الشهور العربية من محرم وصفروربيع الأول ....الخ ) باسماء الأئمة الأطهار مصداقاً لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : عدتهم عدة الشهور كما في الرواية الواردة في كشف اليقين حيث جاء عن الأصبغ بن نباتة عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
(...... فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدة الشهور وما عدة الأئمة فقال يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام باجمعه عدتهم عدة الشهور وهي عند الله اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ )( ).
وفي الاختصاص عن ابن طريف عن ابن نباتة عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( عدتهم عدة الشهور وهي إثنا عشر شهراً)( )
الشهور حسب التقويم المهدوي
1- شهر المرتضى ( شهر رمضان)
2- شهر المجتبى ( شهر شوال )
3- شهر الشهيد ( شهر ذي القعدة )
4- شهر السجاد ( شهر ذي الحجة )
5- شهر الباقر ( شهر محرم )
6- شهر الصادق ( شهر صفر )
7- شهر الكاظم (شهر ربيع الأول )
8- شهر الرضا ( شهر ربيع الثاني )
9- شهر الجواد ( شهر جمادي الأولى )
10 - شهر الهادي ( جمادي الآخر )
11 - شهر العسكري ( شهر رجب )
12 - شهر المهدي ( شهر شعبان)
الشهور هي الدين القيم
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }( ) إن معرفة الشهور هي الدين القيم كما قال تعالى في الآية ونحن نقول إن الأئمة هم الشهور لأن معرفتهم هي الدين القيم فإن معرفة اسماء الشهور مثل محرم وصفر وربيع الأول وغيرها ليست هي الدين القيم لأنها معروفة للناس على مر العصور وعلى مختلف الديانات من يهود ومجوس وغيرهم من المشركين في زمن الرسول فهي ليست الدين القيم حتماً ، بل الدين القيم هو معرفة الأشهر باسماءها الحقيقية التي سماها الله قبل خلق السماوات والأرض وقبل خلق آدم (عليه السلام) .
فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي حمزة الثمالي قال : ( كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال يا أبا حمزة من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو كافر به جاحد له ثم قال بأبي وأمي المسمى باسمي المكنى بكنيتي السابع من بعدي يأتي ليملئ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً يا ابا حمزة من أدركه فاليسلم ما سلم لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن لم يسلم { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر من هذا وأحسن منه قول الله عز وجل في محكم كتابه {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً})( )
ومعرفة الشهور محرم وصفر وربيع وما بعدها والحرم منها رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم وذلك لا يكون ديناً قيماً لأن اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعاً من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها باسمائها وليس هو كذلك إنما عني بهم القوامين بدين الله وأكرم منهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الذي أشتق الله سبحانه له اسماً من اسمه العلي كما اشتق لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) اسماً من اسمه المحمود وثلاثة من ولده اسمائهم علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد بهذا الاسم المشتق من أسماء الله عز وجل حرمة به يعني أمير المؤمنين وإنهم الشهور كتاب كتبه الله قبل خلق آدم بألفي عام( ).
عن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) بالمدينة فقال لي ما الذي أبطأ بك عنا يا داود قال : حاجة لي عرضت بالكوفة فقال من خلفت بها قلت جعلت فداك خلفت بها عمك زيداً تركته راكباً على فرس متقلداً مصحفاً ينادي بعلو صوته سلوني قبل أن تفقدوني بين جوانبي علماً جم وقد عرفت الناسخ والمنسوخ والمثاني والقرآن العظيم وإني العلم بين الله وبينكم فقال لي داود لقد ذهبت تلك المذاهب ثم نادى يا سماعة بن مهران اتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول رطبة أكلها واستخرج النواة من فيه وغرسها في الأرض ففلقت ونبتت وأطلعت وأعذقت فضرب بيد إلى شق من عذق منها فشقه واستخرج منها رق أبيض ففضه ووضعه إلي وقال أقرأه فقرأ له وإذا فيه مكتوب سطران الأول (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) والثاني (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، علي بن الحسين ، محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي ، الحجة وثم قال يا داود أتدري من كتب هذا في هذا قلت الله ورسوله وأنتم أعلم قال : قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام )( ).
والأئمة الأطهار إثنا عشر إماماً أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم الإمام المهدي (عليه السلام) خاتم الأئمة ، وفي هذه الأشهر أربعة أشهر حرم وفي الأئمة أربعة في اسم واحد وهو اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي اشتقه الله من اسمه العلي وهو الحرم : علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد .
فقد روى جابر الجعفي قال : (سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تأويل قول الله عز وجل إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ قال فتنفس سيدي الصعداء ثم قال يا جابر أما السنة فجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وشهورها إثنا عشر شهراً فهو أمير المؤمنين إلي وإلى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي إثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وامناءه على وحيه وعلمه والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد علي أمير المؤمنين وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا انفسكم أي قولوا بهم جميعاً تهتدوا)( ).
وبعد هذه الروايات البينات التي تؤكد على إن الشهور الاثنا عشر هم الأئمة الأطهار (عليه السلام) وهم الأكرم وهم الدين القيم وقد ورد في الروايات بأن الدين القيم هو دين القائم إذن فالتقويم المهدوي من مختصات القائم .
يتكون التقويم المهدوي من اثنا عشر شهراً أولها شهر المرتضى وهو يقابل شهر رمضان وينتهي بشهر المهدي وهو شهر شعبان ، والسنة فيه ثلاثمائة وأربع وخمسون يوماً ، والشهور فيه شهر تام ثلاثون يوماً وشهر ناقص تسعة وعشرون يوماً أي ما معناه ستة أشهر تامة وستة أشهر ناقصة فشهر رمضان تام والذي يليه شهر المجتبى (شوال) شهر ناقص وشهر الشهيد (ذي القعدة) تام وشهر السجاد (ذي الحجة) شهر ناقص .. وهكذا إلى شهر المهدي (شعبان) وهو شهر ناقص لا يتم أبداً .
وسنذكر الأدلة على هذه المكونات بالتفصيل إستناداً إلى آيات القرآن والأحاديث الشريفة الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والروايات الواردة عن أهل البيت (عليه السلام) .
أ. شهر المرتضى (شهر رمضان) أول شهر في السنة المهدوية ، ورب سائل يسأل لماذا وضع شهر رمضان كأول شهر في السنة المهدوية ؟ إن شهر رمضان أفضل الشهور وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر التي يقدر فيها كل أمر وهي رأس السنة .
قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }( ).
وقال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}( ).
1. عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله جل ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن )( ).
2. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ،. فغرة الشهور رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر)( ).
3. عن الأصبغ بن نباتة أنه خطب (عليه السلام)- يقصد علي بن أبي طالب (عليه السلام)- في الشهر الذي قتل فيه فقال: ( أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة وفيه تدور رحى ....)( ).
4. عن العبد الصالح (عليه السلام) قال : ( أدع بهذا الدعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السنة )( ).
5. عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (من اغتسل أول يوم من السنة في ماء جار وصب على رأسه ثلاثين غرفة كان دواء لسنته وإن أول كل سنة أول يوم من شهر رمضان)( ).
ب. الزكاة فرضت في شهر رمضان
فرض الله الزكاة في شهر رمضان أي إن فرضها في رأس السنة فإن الزكاة تخرج للحول أي تخرج زكاة عام كامل وإن فرضها في شهر رمضان دليل على إن أول السنة شهر رمضان وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( إن آية الزكاة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِها} نزلت في شهر رمضان فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) مناديه فنادى في الناس إن الله فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة ففرض الله عز وجل عليكم من ذهب وفضة وفرض الصدقة من الإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب فنادى فيهم بذلك في شهر رمضان وعفا عنهم فيما سوى ذلك ثم لم يفرض لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل فصاموا وافطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين أيها المسلمون زكوا أموالكم قبل صلاتكم قال ثم وجه عمال الصدقة ...)( ).
ج- إن أول مرة ذكرت فيها كلمة الشهر في القرآن كانت في سورة البقرة في قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ( )حيث ذكرت شهر رمضان وهو الشهر الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن وإن آخر مرة وردت فيها كلمة شهر في القرآن كانت في سورة القدر في قوله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }( ) أي إن كلمة شهر الأولى التي وردت في القرآن كانت في الآية التي ذكرت شهر رمضان وكما هو معلوم بأن القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر، وأتمها بكلمة شهر في سورة القدر والتي هي من ليالي شهر رمضان فتكون السنة ممتدة من ليلة القدر إلى ليلة القدر أي من رأس السنة إلى رأس السنة.
د- سبب تسمية شهر رمضان بـ (شهر المرتضى)
1. إن علي (عليه السلام) هو أول الأئمة وهو أول الشهور لأننا قلنا إن الأئمة هم الشهور فمن الواجب أن يكون علي هو أول الشهور .
2. شهر رمضان هو شهر الله وعلي (عليه السلام) اشتق اسمه من اسم الله العلي ..فهو يمثل اسم الله وهو يمثل شهر رمضان ، وكذلك ورد إن الأئمة (عليه السلام) كالشهور بل هم الشهور وتذكر الرواية إن أولهم علي وآخرهم المهدي أي أولها رمضان وآخرها شعبان .
فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ( لقد سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأنا عنده عن الأئمة (عليهم السلام) بعده فقال للسائل والسماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور إن عددهم كعدد الشهور فقال السائل : فمن هم يا رسول الله فوضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يده على رأسي فقال أولهم هذا وآخرهم المهدي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن أحبهم فقد أحبني ......)( ).
3. ورد في كتاب الروضة والفضائل لابن شاذان بالإسناد يرفعه عن جابر عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول : ( فضل علي بن أبي طالب على هذه الأمة كفضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل علي على هذه الأمة كفضل ليلة القدر على سائر الليالي فطوبى لمن آمن وصدق ) .
هـ- السنة المهدوية 354 يوم وشهر رمضان 30 يوم :
إن السنة المهدوية هي 354 يوم فقط وإن شهر رمضان كامل لا ينقص أبداً وإن حساب السنة يبدأ في شهر رمضان .. بدليل ما جاء عن محمد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه قال :
(قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن الناس يقولون إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) صام تسعة وعشرون يوماً أكثر مما صام ثلاثون يوماً فقال كذبوا ما صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلا تاماً وذلك قول الله تعالى (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ) فشهر رمضان ثلاثون يوماً وشوال تسعة وعشرون يوماً وذي القعدة ثلاثون يوماً لا ينقص أبداً لأن الله تعالى يقول (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً) وذو الحجة تسعة وعشرون يوماً ثم الشهور على مثل ذلك شهر تام وشهر ناقص وشعبان لا يتم أبداً )( ).[/color]
يتبع
تعليق