المهاجرين والأنصار
هذا المفهوم الذي ما زال عالقاً في الأذهان ولم ينساه المسلمون رغم الفارق الزمني بين ظهور مصداقه إثر هجرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وبين هذا العصر الذي طغت فيه المادة على كل شيء فلم يعد لتلك المعاني العظيمة اثر يذكر سوى الأسماء التي ما زالت ماثلة كما قلنا في أذهان المسلمين .
ونحن نعيش في هذا الزمن الصعب هذا الزمن الذي راحت فيه الناس تتكالب على الدنيا وحطامها وضيعت الأمة وأهملت تاريخها المجيد الذي أظهرها بأحسن حالتها وصورها عندما جاء الإسلام وبعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ومن ذلك اليوم وبعد أن كان العرب قبائل متفرقة ليس لديهم هم سوى إشباع رغباتهم وملئ بطونهم متناحرين يتخطفهم الناس من الفرس والروم أصبح يحسب لهم ألف حساب وتوحدت القبائل وصارت كلها مملكة واحدة اتسعت رقعتها على حساب بلاد فارس والروم حتى صارت الدولة الإسلامية أعظم دولة آنذاك .
كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا ما أنعم به المولى تبارك وتعالى على العرب إذ بعث إليهم رسولا من أنفسهم .
فقد قادهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجمعهم وبنى لهم دولتهم التي كان فيها مجدهم وعزهم واليوم وفي عصرنا هذا حيث لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ما أحوجنا إلى قائد كالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حاملاً لعلومه وفكره وهديه يجمع شملنا ويلم شعثنا ويوحد كلمتنا من جديد لكي تنهض الأمة بأعبائها وتعود لسالف مجدها .
وهذه الأمنية والأمل كما لا يخفى ليست صعبة المنال فالقائد موجود وحي ونحن ننتظره وقد آن أوانه إن شاء الله بعد ما ظهرت آيات وعلامات .
فإن الإمام المهدي (عليه السلام) على الأبواب إنشاء الله وهذا عصر ظهوره لا محالة وسوف يأتي بدعوة كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
حيث أنه سيرسل إلينا وزيره السيد اليماني الذي يقوم بالدعوة نيابة عنه (عليه السلام) لأن الإمام (عليه السلام) يقوم من مكة بالسيف ولكن دعوته تكون على يد وزيره كما هو ثابت .
ودعوة المهدي (عليه السلام) هي كدعوة جده كما قلنا حيث إنها تشبهها في مراحلها كلها كما بينا سابقاً .
ومن ضمن وجوه التشابه هذه والتي مرت بها دعوة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) هي مرحلة الهجرة من مكة إلى المدينة بعد أن قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث عشر سنة في مكة يدعو الناس إلى الإسلام ولكنه لم يظهر إلا بقلة قليلة آمنت به وصدقت بدعوته وكانوا اغلبهم من المستضعفين والفقراء والمساكين والعبيد .
وقد تلقوا من أذى قريش وأهل مكة ما يعجز عنه غيرهم إلى أن جاء الأمر الإلهي بالهجرة إلى المدينة حيث قبيلتي الأوس والخزرج الذين جاء رجال منهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة وامنوا به وطلبوا منه الهجرة إليهم .
وفعلاً ومنذ ذلك اليوم بدأ المسلمون الأوائل بالهجرة إلى المدينة فاستقبلهم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين بعملهم هذا نصروا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين على قريش وأهل مكة .
ومنذ ذلك الحين صار المسلمين الأوائل يسمون بالمهاجرين وهم الذين امنوا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل مكة وهاجروا إلى المدينة ، والأنصار وهم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين امنوا ونصروا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واستقبلوا المهاجرين وأووهم وحموهم فإن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) سوف تمر بنفس هذه المرحلة فإنها حينما تنطلق وتظهر بصورة علانية للناس سوف تحارب وتكذب .
وكما هو معلوم أن مكة المهدي والتي تنطلق فيها الدعوة لنصرة الإمام (عليه السلام) والدعوة إلى الحق هي بحسب التأويل الكوفة والنجف الاشرف حيث تعتبر أم المدن الشيعية والتي يسكنها سادة القوم وزعمائهم وهم الفقهاء الذين يكذب قسم كبير منهم بالدعوة المهدية ويقفون بوجه الداعي مع من يتبعهم من عبيدهم آنذاك .
ويحاولون قتل صاحب الدعوة الجديدة ، كما حاول آبائهم من قبل وأسلافهم من قريش وأهل مكة ولكن الله سينجيهم من كيدهم وبعد أن تشتد مضايقة علماء السوء لتلك الدعوة وأنصارها يأتي الأمر من الإمام المهدي (عليه السلام) بالهجرة إلى المدينة مدينة المهدي التي هي خراسان بحسب التأويل .
حيث أن هناك رجال من إيران وبعد أن تنتشر دعوة اليماني يؤمنون بها وعندما يرون ما يجري على اخوانهم المؤمنين من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) في العراق يطلبون من اليماني أن يأتيهم ويترك العراق وفعلاً تكون الهجرة ويترك أنصار الإمام من أهل العراق وطنهم وبلدهم ويهاجرون إلى إيران - خراسان كما كانت تسمى سابقاً - التي هي مدينة المهدي (عليه السلام) .
وهناك يجدوا اخوانهم من الأنصار حيث كنوز الطالقان ومؤمني قم وغيرهم من المدن الإيرانية .
حيث تظهر في خراسان نصرة قوية للدعوة وتنتشر الدعوة هناك حتى يأتي عام الفتح حيث يقوم اليماني وبتوجيه من الإمام المهدي (عليه السلام) بجمع المهاجرين والأنصار ورفع الرايات السود والتوجه إلى الكوفة لفتحها .
حيث أن بني العباس الدولة التي تحكم العراق آنذاك سوف تَظلم الناس وتؤذيهم فتقبل عند ذلك الرايات السود من خراسان متجهة بقيادة السيد اليماني إلى الكوفة .
وفي نفس الوقت أيضاً يتجه السفياني بجيشه إلى الكوفة فيتسابق السفياني واليماني على الكوفة هذا من المغرب وهذا من المشرق كما جاء في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
( اليماني والسفياني يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) .
ومما يؤكد أن اليماني هو صاحب الرايات السود ما جاء عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصف اليماني حيث قال : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من خراسان فاتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي ) .
وخليفة الله المهدي هنا هو اليماني لأن قيام الإمام المهدي (عليه السلام) يكون من مكة وليس من خراسان فإن الذي يقوم من خراسان هو اليماني .
وعندما يدخل اليماني هو وجيشه من أنصار الدعوة المهدية من المهاجرين والأنصار إلى الكوفة يجدوا أن السفياني قد سبقهم إليها وقتل الرجال وسبى النساء فيخوضون ضده حرباً شرسة فينهزم على أثرها جيش السفياني وتتحرر نساء أهل الكوفة من سبي جيش السفياني وتتم سيطرة اليماني وجيشه على الكوفة فيبعثوا من هناك البيعة للإمام المهدي (عليه السلام) حيث يكون قيامه بعد تلك المعارك وبعد تحرير الكوفة وفتحها ويقوم عند ذلك الإمام (عليه السلام) بين الركن والمقام في مكة المكرمة ويتجه إلى الكوفة التي يتخذها عاصمة له ويبدأ انطلاقته لفتح العالم منها .
وبذلك يفتح الله على المؤمنين بدعوة المهدي (عليه السلام)كما فتح الله لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين به مكة المكرمة فيعود المهاجرين إلى أوطانهم وديارهم فرحين مستبشرين فاتحين ويزيلوا عندها الأصنام البشرية من الكوفة المقدسة وتنتهي عبادة تلك الأصنام إلى الأبد إنشاء الله على يد وزير الإمام المهدي (عليه السلام) السيد اليماني كما كانت نهاية الأصنام الحجرية وعبادتها على يد وزير النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) .
من كتاب
(المهدي يدعو الى اسلام جديد)
(من فكر السيد القحطاني)
هذا المفهوم الذي ما زال عالقاً في الأذهان ولم ينساه المسلمون رغم الفارق الزمني بين ظهور مصداقه إثر هجرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وبين هذا العصر الذي طغت فيه المادة على كل شيء فلم يعد لتلك المعاني العظيمة اثر يذكر سوى الأسماء التي ما زالت ماثلة كما قلنا في أذهان المسلمين .
ونحن نعيش في هذا الزمن الصعب هذا الزمن الذي راحت فيه الناس تتكالب على الدنيا وحطامها وضيعت الأمة وأهملت تاريخها المجيد الذي أظهرها بأحسن حالتها وصورها عندما جاء الإسلام وبعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ومن ذلك اليوم وبعد أن كان العرب قبائل متفرقة ليس لديهم هم سوى إشباع رغباتهم وملئ بطونهم متناحرين يتخطفهم الناس من الفرس والروم أصبح يحسب لهم ألف حساب وتوحدت القبائل وصارت كلها مملكة واحدة اتسعت رقعتها على حساب بلاد فارس والروم حتى صارت الدولة الإسلامية أعظم دولة آنذاك .
كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا ما أنعم به المولى تبارك وتعالى على العرب إذ بعث إليهم رسولا من أنفسهم .
فقد قادهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجمعهم وبنى لهم دولتهم التي كان فيها مجدهم وعزهم واليوم وفي عصرنا هذا حيث لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ما أحوجنا إلى قائد كالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حاملاً لعلومه وفكره وهديه يجمع شملنا ويلم شعثنا ويوحد كلمتنا من جديد لكي تنهض الأمة بأعبائها وتعود لسالف مجدها .
وهذه الأمنية والأمل كما لا يخفى ليست صعبة المنال فالقائد موجود وحي ونحن ننتظره وقد آن أوانه إن شاء الله بعد ما ظهرت آيات وعلامات .
فإن الإمام المهدي (عليه السلام) على الأبواب إنشاء الله وهذا عصر ظهوره لا محالة وسوف يأتي بدعوة كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
حيث أنه سيرسل إلينا وزيره السيد اليماني الذي يقوم بالدعوة نيابة عنه (عليه السلام) لأن الإمام (عليه السلام) يقوم من مكة بالسيف ولكن دعوته تكون على يد وزيره كما هو ثابت .
ودعوة المهدي (عليه السلام) هي كدعوة جده كما قلنا حيث إنها تشبهها في مراحلها كلها كما بينا سابقاً .
ومن ضمن وجوه التشابه هذه والتي مرت بها دعوة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) هي مرحلة الهجرة من مكة إلى المدينة بعد أن قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث عشر سنة في مكة يدعو الناس إلى الإسلام ولكنه لم يظهر إلا بقلة قليلة آمنت به وصدقت بدعوته وكانوا اغلبهم من المستضعفين والفقراء والمساكين والعبيد .
وقد تلقوا من أذى قريش وأهل مكة ما يعجز عنه غيرهم إلى أن جاء الأمر الإلهي بالهجرة إلى المدينة حيث قبيلتي الأوس والخزرج الذين جاء رجال منهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة وامنوا به وطلبوا منه الهجرة إليهم .
وفعلاً ومنذ ذلك اليوم بدأ المسلمون الأوائل بالهجرة إلى المدينة فاستقبلهم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين بعملهم هذا نصروا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين على قريش وأهل مكة .
ومنذ ذلك الحين صار المسلمين الأوائل يسمون بالمهاجرين وهم الذين امنوا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل مكة وهاجروا إلى المدينة ، والأنصار وهم أهل المدينة من الأوس والخزرج الذين امنوا ونصروا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واستقبلوا المهاجرين وأووهم وحموهم فإن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) سوف تمر بنفس هذه المرحلة فإنها حينما تنطلق وتظهر بصورة علانية للناس سوف تحارب وتكذب .
وكما هو معلوم أن مكة المهدي والتي تنطلق فيها الدعوة لنصرة الإمام (عليه السلام) والدعوة إلى الحق هي بحسب التأويل الكوفة والنجف الاشرف حيث تعتبر أم المدن الشيعية والتي يسكنها سادة القوم وزعمائهم وهم الفقهاء الذين يكذب قسم كبير منهم بالدعوة المهدية ويقفون بوجه الداعي مع من يتبعهم من عبيدهم آنذاك .
ويحاولون قتل صاحب الدعوة الجديدة ، كما حاول آبائهم من قبل وأسلافهم من قريش وأهل مكة ولكن الله سينجيهم من كيدهم وبعد أن تشتد مضايقة علماء السوء لتلك الدعوة وأنصارها يأتي الأمر من الإمام المهدي (عليه السلام) بالهجرة إلى المدينة مدينة المهدي التي هي خراسان بحسب التأويل .
حيث أن هناك رجال من إيران وبعد أن تنتشر دعوة اليماني يؤمنون بها وعندما يرون ما يجري على اخوانهم المؤمنين من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) في العراق يطلبون من اليماني أن يأتيهم ويترك العراق وفعلاً تكون الهجرة ويترك أنصار الإمام من أهل العراق وطنهم وبلدهم ويهاجرون إلى إيران - خراسان كما كانت تسمى سابقاً - التي هي مدينة المهدي (عليه السلام) .
وهناك يجدوا اخوانهم من الأنصار حيث كنوز الطالقان ومؤمني قم وغيرهم من المدن الإيرانية .
حيث تظهر في خراسان نصرة قوية للدعوة وتنتشر الدعوة هناك حتى يأتي عام الفتح حيث يقوم اليماني وبتوجيه من الإمام المهدي (عليه السلام) بجمع المهاجرين والأنصار ورفع الرايات السود والتوجه إلى الكوفة لفتحها .
حيث أن بني العباس الدولة التي تحكم العراق آنذاك سوف تَظلم الناس وتؤذيهم فتقبل عند ذلك الرايات السود من خراسان متجهة بقيادة السيد اليماني إلى الكوفة .
وفي نفس الوقت أيضاً يتجه السفياني بجيشه إلى الكوفة فيتسابق السفياني واليماني على الكوفة هذا من المغرب وهذا من المشرق كما جاء في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
( اليماني والسفياني يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) .
ومما يؤكد أن اليماني هو صاحب الرايات السود ما جاء عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصف اليماني حيث قال : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من خراسان فاتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي ) .
وخليفة الله المهدي هنا هو اليماني لأن قيام الإمام المهدي (عليه السلام) يكون من مكة وليس من خراسان فإن الذي يقوم من خراسان هو اليماني .
وعندما يدخل اليماني هو وجيشه من أنصار الدعوة المهدية من المهاجرين والأنصار إلى الكوفة يجدوا أن السفياني قد سبقهم إليها وقتل الرجال وسبى النساء فيخوضون ضده حرباً شرسة فينهزم على أثرها جيش السفياني وتتحرر نساء أهل الكوفة من سبي جيش السفياني وتتم سيطرة اليماني وجيشه على الكوفة فيبعثوا من هناك البيعة للإمام المهدي (عليه السلام) حيث يكون قيامه بعد تلك المعارك وبعد تحرير الكوفة وفتحها ويقوم عند ذلك الإمام (عليه السلام) بين الركن والمقام في مكة المكرمة ويتجه إلى الكوفة التي يتخذها عاصمة له ويبدأ انطلاقته لفتح العالم منها .
وبذلك يفتح الله على المؤمنين بدعوة المهدي (عليه السلام)كما فتح الله لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين به مكة المكرمة فيعود المهاجرين إلى أوطانهم وديارهم فرحين مستبشرين فاتحين ويزيلوا عندها الأصنام البشرية من الكوفة المقدسة وتنتهي عبادة تلك الأصنام إلى الأبد إنشاء الله على يد وزير الإمام المهدي (عليه السلام) السيد اليماني كما كانت نهاية الأصنام الحجرية وعبادتها على يد وزير النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) .
من كتاب
(المهدي يدعو الى اسلام جديد)
(من فكر السيد القحطاني)