المهدي دابة الأرض في آخر الزمان
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بعد أن أثبتنا أن دابة الأرض المذكورة في القرآن هي دابة من جنس البشر وهي إنسان معين يخرجه الله عز وجل كآية في آخر الزمان فيسم المؤمن بعصا موسى فيعرف انه مؤمن ، ويسم الكافر بخاتم سليمان فيعرف انه كافر .
وهذا الإنسان هو المهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان وهذا الأمر لا يتناقض مع ما أوردناه آنفاً حول إن الإمام علي (عليه السلام) هو دابة الأرض على حسب التنزيل الظاهري للقرآن في عصر صدر الإسلام والتي سترجع روحه في آخر الزمان لتسدد دابة الأرض في آخر الزمان وهو المهدي (عليه السلام) .
والدليل على ذلك وجود أخبار وروايات تفيد هذا المعنى ، منها وجود أخبار تؤكد اقتران خروج دابة الأرض زماناً مع خروج المهدي ( عليه السلام ) ، فعليه يكون هو دابة الأرض في آخر الزمان والمسدد بروح الإمام علي ( عليه السلام ) كما ذكرنا أعلاه .
لأنه لا يمكن أن نتصور أن الإمام علي (عليه السلام) يخرج في الوقت الذي يخرج فيه المهدي (عليه السلام) وهذا ما لم تدل عليه الروايات من جهة ، وكما هو معلوم إن قيادة الأمة وإمامتها في آخر الزمان تكون للمهدي (عليه السلام) لأنه خاتم الأئمة الاثنى عشر المعصومين كما دلت على ذلك الكثير من الروايات الواردة عن طرقهم (عليهم السلام) .
حيث ورد عن سلمان المحمدي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ( الأئمة بعدي اثنا عشر ثم قال كلهم من قريش ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين )( بحار الأنوار ج36 ص303 ) .
وجاء في رواية أخرى عن الصقر بن دلف بأنه سمع الإمام الهادي (عليه السلام) انه قال : ( الإمام بعدي الحسن وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلما )( بحار الأنوار ج50 ص239 ) .
وغيرها من الروايات التي تؤكد على ذلك( بحار الأنوار ج50 ص239 وما بعدها ، وسائل الشيعة ج16 ص246 ) .
وبناء على ذلك كله فلا يعقل ولا يصح القول أن الإمام علي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان على اعتبار رجعته مادياً ، وذلك لأنه لا يمكن أن يكون (عليه السلام) مأمور ومتابعاً للمهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان أيضاً ، لأنه افضل منه وهذا مما لا نقاش فيه .
وعلى هذا الأساس تكون رجعة الإمام علي ( عليه السلام ) الذي هو دابة الأرض بحسب التنزيل رجعة روحية لتسدد دابة الأرض الفعلية في آخر الزمان وبحسب التأويل وهو المهدي (عليه السلام) .
ومع قليل من التدبر في الروايات نجد أنها تشير إلى الترابط الذي بين الإمام علي (عليه السلام) وبين المهدي (عليه السلام) وعلاقة كل منهما بدابة الأرض سواء الظاهرية في صدر الرسالة أو الباطنية الحقيقة في آخر الزمان .
حيث ورد عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله الجدلي قال :
( دخلت على علي بن أبى طالب (عليه السلام) فقال : ألا أحدثك ثلاثاً قبل أن يدخل علي وعليك داخل ؟
قلت : بلى .
فقال : أنا عبد الله وأنا دابة الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيها ، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه ؟
قال : قلت بلى .
قال : فضرب بيده إلى صدره وقال أنا )(بحار الأنوار ج39 ص243 ، تأويل الآيات ج400 ) .
وهنا نجد إن الإمام علي (عليه السلام) بدأ حديثه عن دابة الأرض وأنها هو بحسب الظاهر ، ثم أتم حديثه عن المهدي (عليه السلام) مما يشير إلى وجود ترابط بين المهدي وبين دابة الأرض لأنه هو (عليه السلام) دابة الأرض بحسب الباطن والتي تكون مسددة بروح دابة الأرض الظاهري ، وذلك على اعتبار أن دابة الأرض ستخرج في آخر الزمان كما هو حال المهدي (عليه السلام) وهذا مما لا ينطبق على الإمام علي (عليه السلام) لأن رجعته تكون روحية فقط .
ولو تمعنا قليلاً في الرواية الآنفة الذكر نجد أنها تشير إلى رجعة روح الإمام علي (عليه السلام) وتسديدها للمهدي (عليه السلام) وذلك لقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه انف المهدي وعينه ، ولا يمكن حمل ذلك على الظاهر وإنما لا بد من تأويله وفق المعاني الباطنية .
فعليه يكون التأويل بهذه الصورة بأن انف المهدي فيه إشارة إلى الروح ، أي أن روح المهدي (عليه السلام) هي روح جده أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنها تكون مسددة له . وذلك لوجود علاقة وثيقة بين الأنف والروح من حيث أن آخر موضع تستل منه الروح هو الأنف .
أما العين فالمقصود بها هنا البصيرة والدين والعقيدة من ذلك قوله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}( الحج (46) ) ، وقوله تعالى {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}( النور (44) ) .
والمراد هنا إن دين المهدي (عليه السلام) وعقيدته هو عينه دين وعقيدة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي هي التوحيد الخالص لله عز وجل الذي لا يشوبه شرك مطلقاً .
ومن ذلك فقد عدّ حب الإمام علي (عليه السلام) وولايته هي العلامة الفارقة بين المؤمنين وبين المنافقين والكفار ، حيث ورد عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال للإمام علي (عليه السلام) :
( يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك إلا منافق )( نهج البلاغة ج4 ص13 ) .
ومن ذلك نستدل إن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض بعينها في آخر الزمان لأنه سيقوم بالتفريق بين المؤمنين والكافرين بشكل صريح وواضح للعيان عن طريق وسم كل منهما بسمة تدل عليه وفقاً لما تنطوي عليه سرائر وبواطن كل منهم .
وذلك كما كان جده الإمام علي (عليه السلام) الذي يمثل دابة الأرض في عصره من حيث الظاهر علماً يميز به المؤمن من الكافر بحسب ظاهر كل منهما بدلالة المحبة والمولاة .
فضلاً عن ذلك توجد أدلة تؤكد على أن دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان هي المهدي (عليه السلام) خاصة دون غيره منها إشارة العديد من الروايات الواردة عن طريق آهل البيت (عليهم السلام) والتي تشير إلى أن المهدي يخرج ومعه عصا موسى وخاتم سليمان ، وهذا بعينه ما مذكور بالنسبة لدابة الأرض من أنها تخرج ومعها خاتم سليمان وعصا موسى .
فجاء عن الإمام علي (عليه السلام) انه قال : ( خروج دابة من الأرض من عند الصفا ومعها خاتم سليمان وعصا موسى...)( بحار الأنوار ج52 ص194 ، منتخب الأنوار ص85 ) .
وهذا بعينه ما سيقوم به المهدي (عليه السلام) عند خروجه في آخر الزمان فقد جاء في الرواية عن أبى الجارود عن الإمام أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : ( إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ...)( بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص238 ) .
كما ورد أيضاً عن عبد بن سنان انه سمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول : ( عصا موسى قضيب آس من ورد الجنة أتاه بها جبرائيل لما توجه تلقاء مدين وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا ولن يتغير حتى يخرجهما القائم (عليه السلام) إذا قام )(بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص218 ) .
ويتبين لنا من خلال هاتين الروايتين إن خاتم سليمان وعصا موسى يكونان عند المهدي (عليه السلام) ويخرجهما معه ولا تكونان مع غيره وهذا دليل قاطع أنه هو نفسه دابة الأرض التي أشرنا إلى أنها تخرج ومعها نفس الخاتم والعصا .
ولو إننا اعتبرنا أن دابة الأرض شيء أو شخص آخر غير المهدي فهذا يعتبر تضارباً في كلام المعصومين (عليهم السلام) ورواياتهم بالظاهر حاشاهم من ذلك ، وذلك على اعتبار أن هناك روايات تصرح بأن خاتم سليمان وعصا موسى يخرجها المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان تارة وفي روايات تخرجها دابة الأرض تارة أخرى .
بيد انه من الممكن الجمع بين هذه الروايات وذلك إذا قلنا أن المهدي (عليه السلام) ودابة الأرض هي شيء واحد ، وبمعنى آخر إن دابة الأرض هي المهدي نفسه والذي سيخرج في آخر الزمان ومعه خاتم سليمان وعصا موسى ، وبذلك يزول التناقض .
ومن الأدلة الأخرى التي تثبت أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض هو إشارة الروايات أن كل منها يسم ويتوسم بالمؤمنين والكافرين .
حيث ورد عن دابة الأرض أنها تسم المؤمن بعصا موسى وتسم الكافر بخاتم سليمان ، وذلك في الحديث المروي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
( تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان تجلو وجه المؤمن بعصا موسى (عليه السلام) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان (عليه السلام) )(بحار الأنوار ج53 ص111 ) .
وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً واصفاً الدابة قائلاً : ( دابة الأرض ... لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو المؤمن وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال يا مؤمن ويا كافر )(بحار الأنوار ج6 ص300 ، مجمع البيان ج7 ص234 ) .
كما جاء في رواية ثالثة عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : ( خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم لسمان وعصا موسى تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقاً وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقاً حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وان الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وودت أني اليوم مثلك فأفوز...)(بحار الأنوار ج52 ص194 ، الخرائج ج3 ص136 ) .
ومن ذلك يتبين لنا أن دابة الأرض تسم المؤمن والكافر بخاتم سليمان وعصا موسى ، وهذا بدوره ما يؤكد انه والمهدي (عليه السلام) شيء واحد بدليلين :
الأول : انه (عليه السلام) معه الخاتم والعصا كما مر بنا آنفاً .
والدليل الثاني : هو أن الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين (عليه السلام) أن المهدي (عليه السلام) وبشكل عام يعرف الموالين المؤمنين من الأعداء الكافرين بالتوسم .
فجاء عن إبان بن تغلب عن الإمام أبى عبد الله الصادق (عليه السلام) انه قال : ( إذا قام القائم (عليه السلام) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح إلا وفيه آية للمتوسمين وهي السبيل المقيم )( بحار الأنوار ج52 ص325 ، كمال الدين ج2 ص671 ) .
وورد في رواية أخرى عن عبد الله بن عجلان عن الإمام الصادق (عليه السلام) كذلك انه قال : ( إذا قام قائم آله محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ...)( بحار الأنوار ج52 ص339 ، أعلام الورى ص464 ، الإرشاد ج2 ص386 ) .
في حين نجد أن هناك روايات أخرى تشير بوضوح إلى وسم الكفار في آخر الزمان فضلاً عن المؤمنين بطبيعة الحال ، وذلك يتم على يدي المهدي (عليه السلام) لأنه إمام آخر الزمان والذي يعرف وليه من عدوه بالتوسم فيسمه .
حيث جاء في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال : ( انه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة فهذا حين ينزل ، أما "قضي الأمر" ، فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر )(تفسير العياشي ج1 ص103 ) .
وهنا نجد الرواية تشير إلى أن وسم الكافرين يتم بعد نزول المهدي (عليه السلام) بظهر الكوفة ، وبطبيعة الحال إن هذا سيتم على يدي المهدي لأنه الوحيد القادر أن يعرف الكفار من المؤمنين بالتوسم فيستطيع أن يسمهم .
وهذا بدوره يدل على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان لأنها هي من يسم الكافر والمؤمن بخاتم سليمان وعصا موسى كما سبق أن أسلفنا.
ويمكن إضافة دليل آخر على كون المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض وذلك من خلال الإشارات التي تفيد أن دابة الأرض لها سيماء وعلامة من سيماء الأمم السابقة ، وذلك بحسب الرواية الواردة عن ابن عباس الآنفة الذكر والتي جاء فيها :
( الدابة مؤلفة ... وفيها من كل أمة سيماء وسيماها من هذه الأمة ...)( الدر المنثور ج5 ص117 ، معجم أحاديث الإمام المهدي ج2 ص173 ) .
وهذا بعينه ما ينطبق على المهدي (عليه السلام) حيث تشير انه له سنن وعلامات من سنن عدد من أنبياء الأمم السابقة ، ومن المعلوم أن النبي أو الرسول هو من أبناء هذه الأمة أو تلك ولكنه من أشرافها .
حيث ورد عن أبى بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال : ( في صاحب هذا الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد ...)( بحار الأنوار ج51 ص218 ) .
وفي هذا دلالة واضحة على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان والتي ذكرها الله عز وجل في القرآن بأنها آية من آياته وهذه الآية سيكذبها الكثير من الناس حال خروجها بشهادة القرآن في قوله تعالى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}( النمل(82) ) .
هذا وقد أشارت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) إلى تكذيب دابة الأرض من قبل الناس والى تحذير الأئمة (عليهم السلام) لمن يقوم بذلك ولأن الله عز وجل سيهلك من يظلمها .
فقد ورد ذلك عن أبي عبد الله الجدلي بأنه دخل على الإمام علي (عليه السلام) فقال له : ( أحدثك بسبعة أحاديث إلا أن يدخل علينا داخل .
قال : فقلت أفعل جعلت فداك .
قال : أتعرف أنف المهدي وعينه ، قال : قلت أنت يا أمير المؤمنين ، قال : وحاجبا الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان .
قال : قلت أظن والله يا أمير المؤمنين انهما فلان وفلان ، فقال : الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك من ظلمها ...)( بحار الأنوار ج53 ص11 ) .
وفي هذه الرواية دلالة واضحة على الترابط ووحدة الجنس بين دابة الأرض والمهدي (عليه السلام) من حيث انهما شيء واحد بدلالة ذكر الإمام علي (عليه السلام) بأنه أنف المهدي وعينه في بداية الكلام ، وذكره دابة الأرض في نهاية الكلام ، وقد سبق أن بيان هذا الترابط آنفاً .
فضلاً عن ذلك فقد أشارت الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) إن المهدي ( عليه السلام ) أيضاً يتعرض إلى التكذيب والظلم من قبل الناس وحتى من الشيعة ولا سيما فقهاء السوء في آخر الزمان إلا أن الله عز وجل سيهلكهم بحد سيفه ( عليه السلام) .
حيث جاء عن أبي بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال :
( إذا ظهر القائم على نجف الكوفة يخرج إليه قراء أهل الكوفة قد علقوا المصاحف في أعناقهم وأطراف رماحهم شعارهم يا : 662121 - يا 247 - فيقولون لا حاجة لنا فيك يا ابن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيراً ، ارجعوا من حيث جئتم ، فيقتلهم حتى لا يبقى منهم مخبر)( منتخب الأثر ص193 ) .
وغيرها من الروايات التي تشير إلى ذلك ، وعلى هذا الأساس يمكن أن نضيف دليلاً آخر على أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) وذلك بدلالة إنكار الناس وتكذيبهم وظلمهم لها كما أشارت إلى ذلك كلا الروايتين الآنفتي الذكر .
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بعد أن أثبتنا أن دابة الأرض المذكورة في القرآن هي دابة من جنس البشر وهي إنسان معين يخرجه الله عز وجل كآية في آخر الزمان فيسم المؤمن بعصا موسى فيعرف انه مؤمن ، ويسم الكافر بخاتم سليمان فيعرف انه كافر .
وهذا الإنسان هو المهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان وهذا الأمر لا يتناقض مع ما أوردناه آنفاً حول إن الإمام علي (عليه السلام) هو دابة الأرض على حسب التنزيل الظاهري للقرآن في عصر صدر الإسلام والتي سترجع روحه في آخر الزمان لتسدد دابة الأرض في آخر الزمان وهو المهدي (عليه السلام) .
والدليل على ذلك وجود أخبار وروايات تفيد هذا المعنى ، منها وجود أخبار تؤكد اقتران خروج دابة الأرض زماناً مع خروج المهدي ( عليه السلام ) ، فعليه يكون هو دابة الأرض في آخر الزمان والمسدد بروح الإمام علي ( عليه السلام ) كما ذكرنا أعلاه .
لأنه لا يمكن أن نتصور أن الإمام علي (عليه السلام) يخرج في الوقت الذي يخرج فيه المهدي (عليه السلام) وهذا ما لم تدل عليه الروايات من جهة ، وكما هو معلوم إن قيادة الأمة وإمامتها في آخر الزمان تكون للمهدي (عليه السلام) لأنه خاتم الأئمة الاثنى عشر المعصومين كما دلت على ذلك الكثير من الروايات الواردة عن طرقهم (عليهم السلام) .
حيث ورد عن سلمان المحمدي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ( الأئمة بعدي اثنا عشر ثم قال كلهم من قريش ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين )( بحار الأنوار ج36 ص303 ) .
وجاء في رواية أخرى عن الصقر بن دلف بأنه سمع الإمام الهادي (عليه السلام) انه قال : ( الإمام بعدي الحسن وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلما )( بحار الأنوار ج50 ص239 ) .
وغيرها من الروايات التي تؤكد على ذلك( بحار الأنوار ج50 ص239 وما بعدها ، وسائل الشيعة ج16 ص246 ) .
وبناء على ذلك كله فلا يعقل ولا يصح القول أن الإمام علي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان على اعتبار رجعته مادياً ، وذلك لأنه لا يمكن أن يكون (عليه السلام) مأمور ومتابعاً للمهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان أيضاً ، لأنه افضل منه وهذا مما لا نقاش فيه .
وعلى هذا الأساس تكون رجعة الإمام علي ( عليه السلام ) الذي هو دابة الأرض بحسب التنزيل رجعة روحية لتسدد دابة الأرض الفعلية في آخر الزمان وبحسب التأويل وهو المهدي (عليه السلام) .
ومع قليل من التدبر في الروايات نجد أنها تشير إلى الترابط الذي بين الإمام علي (عليه السلام) وبين المهدي (عليه السلام) وعلاقة كل منهما بدابة الأرض سواء الظاهرية في صدر الرسالة أو الباطنية الحقيقة في آخر الزمان .
حيث ورد عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله الجدلي قال :
( دخلت على علي بن أبى طالب (عليه السلام) فقال : ألا أحدثك ثلاثاً قبل أن يدخل علي وعليك داخل ؟
قلت : بلى .
فقال : أنا عبد الله وأنا دابة الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيها ، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه ؟
قال : قلت بلى .
قال : فضرب بيده إلى صدره وقال أنا )(بحار الأنوار ج39 ص243 ، تأويل الآيات ج400 ) .
وهنا نجد إن الإمام علي (عليه السلام) بدأ حديثه عن دابة الأرض وأنها هو بحسب الظاهر ، ثم أتم حديثه عن المهدي (عليه السلام) مما يشير إلى وجود ترابط بين المهدي وبين دابة الأرض لأنه هو (عليه السلام) دابة الأرض بحسب الباطن والتي تكون مسددة بروح دابة الأرض الظاهري ، وذلك على اعتبار أن دابة الأرض ستخرج في آخر الزمان كما هو حال المهدي (عليه السلام) وهذا مما لا ينطبق على الإمام علي (عليه السلام) لأن رجعته تكون روحية فقط .
ولو تمعنا قليلاً في الرواية الآنفة الذكر نجد أنها تشير إلى رجعة روح الإمام علي (عليه السلام) وتسديدها للمهدي (عليه السلام) وذلك لقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه انف المهدي وعينه ، ولا يمكن حمل ذلك على الظاهر وإنما لا بد من تأويله وفق المعاني الباطنية .
فعليه يكون التأويل بهذه الصورة بأن انف المهدي فيه إشارة إلى الروح ، أي أن روح المهدي (عليه السلام) هي روح جده أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنها تكون مسددة له . وذلك لوجود علاقة وثيقة بين الأنف والروح من حيث أن آخر موضع تستل منه الروح هو الأنف .
أما العين فالمقصود بها هنا البصيرة والدين والعقيدة من ذلك قوله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}( الحج (46) ) ، وقوله تعالى {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}( النور (44) ) .
والمراد هنا إن دين المهدي (عليه السلام) وعقيدته هو عينه دين وعقيدة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي هي التوحيد الخالص لله عز وجل الذي لا يشوبه شرك مطلقاً .
ومن ذلك فقد عدّ حب الإمام علي (عليه السلام) وولايته هي العلامة الفارقة بين المؤمنين وبين المنافقين والكفار ، حيث ورد عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال للإمام علي (عليه السلام) :
( يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك إلا منافق )( نهج البلاغة ج4 ص13 ) .
ومن ذلك نستدل إن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض بعينها في آخر الزمان لأنه سيقوم بالتفريق بين المؤمنين والكافرين بشكل صريح وواضح للعيان عن طريق وسم كل منهما بسمة تدل عليه وفقاً لما تنطوي عليه سرائر وبواطن كل منهم .
وذلك كما كان جده الإمام علي (عليه السلام) الذي يمثل دابة الأرض في عصره من حيث الظاهر علماً يميز به المؤمن من الكافر بحسب ظاهر كل منهما بدلالة المحبة والمولاة .
فضلاً عن ذلك توجد أدلة تؤكد على أن دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان هي المهدي (عليه السلام) خاصة دون غيره منها إشارة العديد من الروايات الواردة عن طريق آهل البيت (عليهم السلام) والتي تشير إلى أن المهدي يخرج ومعه عصا موسى وخاتم سليمان ، وهذا بعينه ما مذكور بالنسبة لدابة الأرض من أنها تخرج ومعها خاتم سليمان وعصا موسى .
فجاء عن الإمام علي (عليه السلام) انه قال : ( خروج دابة من الأرض من عند الصفا ومعها خاتم سليمان وعصا موسى...)( بحار الأنوار ج52 ص194 ، منتخب الأنوار ص85 ) .
وهذا بعينه ما سيقوم به المهدي (عليه السلام) عند خروجه في آخر الزمان فقد جاء في الرواية عن أبى الجارود عن الإمام أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : ( إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ...)( بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص238 ) .
كما ورد أيضاً عن عبد بن سنان انه سمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول : ( عصا موسى قضيب آس من ورد الجنة أتاه بها جبرائيل لما توجه تلقاء مدين وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا ولن يتغير حتى يخرجهما القائم (عليه السلام) إذا قام )(بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص218 ) .
ويتبين لنا من خلال هاتين الروايتين إن خاتم سليمان وعصا موسى يكونان عند المهدي (عليه السلام) ويخرجهما معه ولا تكونان مع غيره وهذا دليل قاطع أنه هو نفسه دابة الأرض التي أشرنا إلى أنها تخرج ومعها نفس الخاتم والعصا .
ولو إننا اعتبرنا أن دابة الأرض شيء أو شخص آخر غير المهدي فهذا يعتبر تضارباً في كلام المعصومين (عليهم السلام) ورواياتهم بالظاهر حاشاهم من ذلك ، وذلك على اعتبار أن هناك روايات تصرح بأن خاتم سليمان وعصا موسى يخرجها المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان تارة وفي روايات تخرجها دابة الأرض تارة أخرى .
بيد انه من الممكن الجمع بين هذه الروايات وذلك إذا قلنا أن المهدي (عليه السلام) ودابة الأرض هي شيء واحد ، وبمعنى آخر إن دابة الأرض هي المهدي نفسه والذي سيخرج في آخر الزمان ومعه خاتم سليمان وعصا موسى ، وبذلك يزول التناقض .
ومن الأدلة الأخرى التي تثبت أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض هو إشارة الروايات أن كل منها يسم ويتوسم بالمؤمنين والكافرين .
حيث ورد عن دابة الأرض أنها تسم المؤمن بعصا موسى وتسم الكافر بخاتم سليمان ، وذلك في الحديث المروي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
( تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان تجلو وجه المؤمن بعصا موسى (عليه السلام) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان (عليه السلام) )(بحار الأنوار ج53 ص111 ) .
وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً واصفاً الدابة قائلاً : ( دابة الأرض ... لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو المؤمن وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال يا مؤمن ويا كافر )(بحار الأنوار ج6 ص300 ، مجمع البيان ج7 ص234 ) .
كما جاء في رواية ثالثة عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : ( خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم لسمان وعصا موسى تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقاً وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقاً حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وان الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وودت أني اليوم مثلك فأفوز...)(بحار الأنوار ج52 ص194 ، الخرائج ج3 ص136 ) .
ومن ذلك يتبين لنا أن دابة الأرض تسم المؤمن والكافر بخاتم سليمان وعصا موسى ، وهذا بدوره ما يؤكد انه والمهدي (عليه السلام) شيء واحد بدليلين :
الأول : انه (عليه السلام) معه الخاتم والعصا كما مر بنا آنفاً .
والدليل الثاني : هو أن الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين (عليه السلام) أن المهدي (عليه السلام) وبشكل عام يعرف الموالين المؤمنين من الأعداء الكافرين بالتوسم .
فجاء عن إبان بن تغلب عن الإمام أبى عبد الله الصادق (عليه السلام) انه قال : ( إذا قام القائم (عليه السلام) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح إلا وفيه آية للمتوسمين وهي السبيل المقيم )( بحار الأنوار ج52 ص325 ، كمال الدين ج2 ص671 ) .
وورد في رواية أخرى عن عبد الله بن عجلان عن الإمام الصادق (عليه السلام) كذلك انه قال : ( إذا قام قائم آله محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ...)( بحار الأنوار ج52 ص339 ، أعلام الورى ص464 ، الإرشاد ج2 ص386 ) .
في حين نجد أن هناك روايات أخرى تشير بوضوح إلى وسم الكفار في آخر الزمان فضلاً عن المؤمنين بطبيعة الحال ، وذلك يتم على يدي المهدي (عليه السلام) لأنه إمام آخر الزمان والذي يعرف وليه من عدوه بالتوسم فيسمه .
حيث جاء في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال : ( انه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة فهذا حين ينزل ، أما "قضي الأمر" ، فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر )(تفسير العياشي ج1 ص103 ) .
وهنا نجد الرواية تشير إلى أن وسم الكافرين يتم بعد نزول المهدي (عليه السلام) بظهر الكوفة ، وبطبيعة الحال إن هذا سيتم على يدي المهدي لأنه الوحيد القادر أن يعرف الكفار من المؤمنين بالتوسم فيستطيع أن يسمهم .
وهذا بدوره يدل على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان لأنها هي من يسم الكافر والمؤمن بخاتم سليمان وعصا موسى كما سبق أن أسلفنا.
ويمكن إضافة دليل آخر على كون المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض وذلك من خلال الإشارات التي تفيد أن دابة الأرض لها سيماء وعلامة من سيماء الأمم السابقة ، وذلك بحسب الرواية الواردة عن ابن عباس الآنفة الذكر والتي جاء فيها :
( الدابة مؤلفة ... وفيها من كل أمة سيماء وسيماها من هذه الأمة ...)( الدر المنثور ج5 ص117 ، معجم أحاديث الإمام المهدي ج2 ص173 ) .
وهذا بعينه ما ينطبق على المهدي (عليه السلام) حيث تشير انه له سنن وعلامات من سنن عدد من أنبياء الأمم السابقة ، ومن المعلوم أن النبي أو الرسول هو من أبناء هذه الأمة أو تلك ولكنه من أشرافها .
حيث ورد عن أبى بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال : ( في صاحب هذا الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد ...)( بحار الأنوار ج51 ص218 ) .
وفي هذا دلالة واضحة على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان والتي ذكرها الله عز وجل في القرآن بأنها آية من آياته وهذه الآية سيكذبها الكثير من الناس حال خروجها بشهادة القرآن في قوله تعالى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}( النمل(82) ) .
هذا وقد أشارت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) إلى تكذيب دابة الأرض من قبل الناس والى تحذير الأئمة (عليهم السلام) لمن يقوم بذلك ولأن الله عز وجل سيهلك من يظلمها .
فقد ورد ذلك عن أبي عبد الله الجدلي بأنه دخل على الإمام علي (عليه السلام) فقال له : ( أحدثك بسبعة أحاديث إلا أن يدخل علينا داخل .
قال : فقلت أفعل جعلت فداك .
قال : أتعرف أنف المهدي وعينه ، قال : قلت أنت يا أمير المؤمنين ، قال : وحاجبا الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان .
قال : قلت أظن والله يا أمير المؤمنين انهما فلان وفلان ، فقال : الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك من ظلمها ...)( بحار الأنوار ج53 ص11 ) .
وفي هذه الرواية دلالة واضحة على الترابط ووحدة الجنس بين دابة الأرض والمهدي (عليه السلام) من حيث انهما شيء واحد بدلالة ذكر الإمام علي (عليه السلام) بأنه أنف المهدي وعينه في بداية الكلام ، وذكره دابة الأرض في نهاية الكلام ، وقد سبق أن بيان هذا الترابط آنفاً .
فضلاً عن ذلك فقد أشارت الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) إن المهدي ( عليه السلام ) أيضاً يتعرض إلى التكذيب والظلم من قبل الناس وحتى من الشيعة ولا سيما فقهاء السوء في آخر الزمان إلا أن الله عز وجل سيهلكهم بحد سيفه ( عليه السلام) .
حيث جاء عن أبي بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال :
( إذا ظهر القائم على نجف الكوفة يخرج إليه قراء أهل الكوفة قد علقوا المصاحف في أعناقهم وأطراف رماحهم شعارهم يا : 662121 - يا 247 - فيقولون لا حاجة لنا فيك يا ابن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيراً ، ارجعوا من حيث جئتم ، فيقتلهم حتى لا يبقى منهم مخبر)( منتخب الأثر ص193 ) .
وغيرها من الروايات التي تشير إلى ذلك ، وعلى هذا الأساس يمكن أن نضيف دليلاً آخر على أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) وذلك بدلالة إنكار الناس وتكذيبهم وظلمهم لها كما أشارت إلى ذلك كلا الروايتين الآنفتي الذكر .
تعليق