حرب المهدي(ع) وأسلحته المتطورة في القرآن
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
قد ننبهر كثيراً عندما نرى أو نسمع عن تفاصيل التقنية العالية للأسلحة الغربية المختلفة ، ونتألم أكثر حينما نعاين حالنا نحن المسلمون في تراجع مستمر ، فيوم بعد آخر تكبر الهوة بيننا وبينهم وتتوالى الصناعات وتتطور الأسلحة فالكل في تسابق مستمر للحصول على أقوى وأكبر ترسانة من الأسلحة الفتاكة القادرة على هزيمة الخصم . وقد نتساءل كثيرا عن الكيفية التي سيحارب بها المهدي (ع) وما هي الأسلحة التي سيستخدمها ، فهل سيحاربهم بمثل أسلحتهم الحالية ؟ مع اختلاف الفارق بين قوة وكفاءة هذه الأسلحة أم إن أسلحتهم المتطورة هذه ستتوقف عن العمل عند القيام الشريف للمأمول المنتظر (ع) ويعود القتال بالسيف كما يظن بعض الناس . سنبين بعون الله وتوفيقه من خلال هذا البحث إشارات مهمة عن حرب المهدي المنتظر (ع) ونوعية وقوة الأسلحة التي سيستخدمها ضد أعداءه وعلاقة ذلك بالقرآن .
الحرب اللدنية : إن الحرب التي سيخوضها الإمام المهدي (ع) هي حرب الله ضد أعداءه ، لأن أشد حالات التجلي لله تعالى تكون في الإمام المهدي (ع) ، فقد ورد في بيعته مكتوب على رايته بايعوه فإن البيعة لله عز وجل ) دلائل الإمامة ص250 - وورد في الملاحم بإسناده عن نوف البكالي راية المهدي مكتوب عليها البيعة لله ) وجاء في بحار الأنوار ج52 ص290 عن علي بن مهزيار قال : قال أبو جعفر (ع) كأني بالقائم (ع) يوم عاشوراء يوم السبت قائماً بين الركن والمقام وبين يديه جبرائيل (ع) ينادي البيعة لله فيملها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) غيبة النعماني - قال تعالى {قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ }الكهف2 -والبأس الشديد هنا هو الحرب اللدنية التي ينذر بها الله تعالى ، وقوله تعالى {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ }النحل81 - وبأسكم هي الحرب ، وقد ورد في تفسير العياشي عن الإمام الباقر (ع) إنه قال في قوله تعالى {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ }قال : (هو القائم وأصحابه ، أولي بأس شديد ) . والحرب اللدنية شأنها شأن الأمور اللدنية الأخرى والتي هي من الله مباشرة بدون واسطة كالعلم اللدني لسيدنا الخضر (ع)والحنان اللدني لنبي الله يحيى (ع) والرزق اللدني لمكة المكرمة ، فإن سيدنا الخضر (ع) يتحرك ويعمل بتصرف المولى سبحانه وتعالى به وهو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال وتأويلها إلا بعد تحققها وهذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله جل وعلا ، قال تعالى {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }الكهف65 . وقد خص الله تبارك وتعالى نبيه يحيى (ع) بالحنان اللدني . قال تعالى {وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }مريم13 - وقوله تعالى عن مكة ورزقه اللدني لها :{ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا }القصص57- وبعد هذا كله قد يقول قائل إنما هذا غلو في القرآن . أقول : ألم يخاطب المولى عز وجل رسوله الكريم (ص) بقوله {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى }الأنفال17 -وقوله تعالى على لسان الخضر (ع) في جوابه لموسى (ع) عن قتل الغلام بقوله : {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }الكهف81 - وقد ورد في الحديث القدسي : ( ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإن أحببته كنت عينه التي يبصر بها ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها ) . إن الحرب اللدنية هي التي تعني حرب مع الله مباشرة ، لأن التجلي في المهدي يصل إلى مرحلة يكون تصرفه هو تصرف الله بدليل قول الخضر عند قتل الغلام : {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا }الكهف81 - وهذه الحرب اللدنية غير موجودة سابقاً ولم تحدث ولن تحدث إلا في قيام المهدي (ع) لذلك سمي قيامه الشريف بالقيامة الصغرى والساعة الصغرى ، وقد فصلنا ذلك في مواضيع كثيرة من الأعداد السابقة . وعليه سمي حزب المهدي بحزب الله وجنده بجند الله وسمي أعداءه بحزب الشيطان وكذلك جندهم بجند الشيطان أو جنود إبليس ، ويتبين ذلك في آيات قرآنية عديدة .
العلوم التي يأتي بها المهدي (ع) :
يعتبر اكتشاف الحاسوب في العصر الحديث نقلة نوعية تربعت فيها على قمة العلوم المكتشفة ، والتي تكون فيها مدخلية واسعة لكل العلوم الأخرى ، والحاسبات المكتشفة لا تعمل إلا وفق نظام اللغة الرقمية المعروفة ( صفر - واحد) أي إن نظام الحاسبات يعتمد الحرفين المكونين لنظام اللغة الرقمية حيث إن الأرقام هي أصلاً متكونة من الحروف ، وهذا يتطابق تماماً مع الرواية الواردة عن الإمام الصادق (ع) حيث يذكر فيها العلم قبل القائم بأنه يعتمد على الحرفين ولا تعرف الناس قبله غير هذين الحرفين ، فقد ورد عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) قال : ( العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً ) بحار الأنوار ج52 - ص336 ، إن كل ما موجود اليوم من علم وتكنولوجيا وأنواع الأسلحة لدى الدول الغربية هي من هذين الحرفين ، فتصور أخي المؤمن العلوم والتقنيات والأسلحة التي يأتي بها القائم المهدي (ع) من الخمسة والعشرين حرفاً والتي سيضيف إليها الحرفين الموجودين الان ليبثها في الناس .
الأسلحة التي يستخدمها المهدي (ع) في حروبه :
ان اصل العلوم التي يأتي بها المهدي (ع) هي من علم الكتاب . قال تعالى {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43 - وقد أجمع المفسرون على إن من عنده علم الكتاب هم محمد وأهل بيته الطاهرين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) والمعلوم إن المهدي (ع) هو وارثهم جميعاً وعنده ما عندهم جميعاً ، وخير شاهد هنا هو نقل عرش بلقيس وكيفية قطع هذه المسافة البعيدة بهذه السرعة من قبل وصي نبي الله سليمان (ع) آصف بن برخيا وذلك لأن عنده علم من الكتاب .قال تعالى {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }النمل 40 هذا فعل من افعال من عنده علم الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب، ففي الاية السابقة قال : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } أي شمول كل علم الكتاب وفي هذه الاية قال: { الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} يعني بعض من الكتاب لان (من) هنا للتبعيض، وليس بمهمة سليمان (ع) اعظم من مهمة المهدي(ع) وهو المكّون لدولة العدل الالهي التي وعد بها الله تعالى الانبياء والمرسلين منذ نشأة التكوين. والفرق بين علم الكتاب وعلم من الكتاب كالفرق بين القطرة والبحر.
ومن خلال علم الكتاب سوف يستفيد المهدي(ع) من الايات القرانية باستخراج واستنباط اسلحة متطورة لم يشهدها العالم وطاقة هائلة لا مثيل لها الا في بعض افلام الخيال العلمي المنتشرة والرائجة في الاسواق ، ومن ذلك كله يستخدم المهدي (ع) هذا العلم ضد الغرب في عدة اماكن مختلفة وفي وقت واحد وقوة قاهرة مما يجعلهم يخضعون مجبورين في اخر المطاف . فيستخرج المهدي (ع) طاقات عديدة تكون اساساً لاسلحته المتطورة ، ومن هذه الطاقات التي يمكننا الاشارة لها .
اولاً: الطاقة النورانية
وهذه الطاقة هي اقوى واسرع من طاقة الضوء المتعارفة في وقتنا الحاضر فيسخرها المهدي (ع) في اسلحته واسلحة اصحابه، فقد ورد عن محمد بن مسلم عن ابا عبد الله (ع) في وصفه اصحاب القائم (ع) : ( .... فاذا امرهم الامام بامر قاموا عليه ابداً حتى يكون هو الذي يامرهم بغيره لو انهم وردوا عل ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحده لا يختل فيهم الحديد لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد لو ضرب احدهم بسيفه جبلا لقده حتى يفصله) بحار الانوارج54-ص332- وورد عن ابي بصير قال: قال ابو عبد الله (ع) ما كان يقول لوط (ع) {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } إلا تمنياً لقوة القائم (ع) ولا ذكر إلا شدة أصحابه فان الرجل منهم يعطى قوة اربعين رجلاً وان قلبه لاشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل ) البحار ج52-ص327 .
يتبين من هاتين الروايتين عدة امور هي :-
1- ان اسلحتهم التي يحملون تعمل على نظام هذه الطاقة التي لها القابيلة ان تقد الجبل فتفصله، ولها الامكانية على تقطيع جبال الحديد أي انها مزودة بأشعة نورانية عالية قادرة على هذا الفعل العظيم الذي تعجز عنه اليوم كل الاسلحة الموجودة .
2- تتميز اسلحتهم عن السيوف التي كانت في ذلك الزمان الذي يتكلم فيه الامام الصادق(ع) فهي بقوله من حديد غير هذا الحديد أي تتكون من عناصر مؤثرة تجعلها قادرة على صنع الاعاجيب .
3- ان النورانية العالية التي يتمتع بها اصحاب الامام تصد وتمنع الرصاص وغيره من اختراق اجسادهم ، او قد يلبسون دروعاً واقية لها القابلية على صد كافة انواع الاسلحة ومنعها من اختراق الجسد وذلك واضح في قول الامام الصادق(ع) : ( لايختل فيهم الحديد) وبواسطة هذه الاسلحة والقوة التي يُعطون بها قوة اربعين رجل واستجابتهم وطاعتهم لإمامهم ، كل ذلك يمكنّهم على فني اهل المشرق والمغرب في ساعة واحدة ، وحسب الرواية التي ذكرها الامام الصادق(ع) والتي اوردناها انفاً.
ويستفيد المهدي (ع) من محصلة الطاقة النورانية في سرعتها القصوى والتي يكون فيها التلاشي بحيث لا ترى، وهذه معتمدة اعتماداً كلياً على معرفة المهدي لعلم الكتاب، فمن طريق ذلك يمكن الرجوع الى النقطة بحيث يمكن التنقل السريع والاختفاء بدليل قوله { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } النمل 40. وهي استخدام آصف بن برخيا وصي نبي الله سليمان لجزء قليل من الطاقة النورانية.
ثانيا: الطاقة الصوتية
ويطلق عليها ايضاً الطاقة الموجية ، اصبح من الثابت في علم الهندسة وحتى المدنية منها وجود الذبذبات الصوتية حيث ان المختصين في هذا المجال لا زالوا يدرسون اسباب انهيار بعض الانفاق والجسور العملاقة في العالم وذلك بسبب تسلط حزمة من الذبذبات او الموجات الصوتية الغير محسوسة بالحس البشري حتى ان هؤلاء المختصين عرضوا نتائجهم على غيرهم من العلماء فجعلوا لذلك عدة مراكز خاصة للبحث في الذبذبات الصوتية و إمكانية الاستفادة منها ، وقد ورد عن سوره عن ابي جعفر(ع) قال: ( أما ان ذا القرنين قد خير السحابين فأختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب قال : قلت وما الصعب ؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة او برق فصاحبكم يركبه...) البحار ج52-ص321، ان الرعد والصاعقة يحويان الصوت، وعليه سيقوم المهدي(ع) بتصنيع الأسلحة الصوتية التي تتسبب في إهلاك الظالمين الذين يقاتلون المهدي (ع) وهذه الطاقة يستنبطها من قوله تعالى {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود67 - وقوله {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }المؤمنون41 ، وهناك آيات عديدة تدلل على استخدام المولى عز وجل للصيحة كعذاب على الأقوام التي عتت عن أمر ربها . وهناك شبه بين ذي القرنين والمهدي (ع) والقرنين هما قرن الغيب وقرن الشهادة ، فيستخدم علم من الغيب وعلم من الشهادة، وهذا ليس معناه الغيب الكلي فالغيب الكلي لا يعلمه الا الله سبحانه تعالى، ان الشبه بينهما لا يعني تساوي المهمة، فأن مهمة المهدي(ع) اعظم واكبر، وقد جاء في بحار الانوار ج52-ص321- عن ابي يحيى قال: قال ابو عبد الله (ع) : ( ان الله خير ذو القرنين السحابين الذلول والصعب فاختار الذلول وهو ليس فيه برق ولا رعد ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لان الله ادخره للقائم(ع)) فيستخدم المهدي (ع)حرب النجوم في الفضاء الخارجي . قال تعالى {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن33- فيحارب المهدي بالاسلحة النفاذة مثل الصاروخ النفاذ وغيره ، وهذه الاسلحة لها قابلية على التلاشي عبر محصلة الطاقة النورانية المتأتية من السرعة القصوى لها كما أسلفنا . فكلٌ يخضع للمهدي، من في الارض ومن في السماء ، وقد ورد عن الامام علي (ع) قوله : ( يركب المهدي الهواء لا بسحر ، ولا بفتنة عين ، بل بعلم يعرفه من سبقوه ......) كتاب المفاجأة لمحمد عيسى داود .
ثالثاً : الطاقة الظلية
لقد أثبت العلماء ان الانسان يعيش في عوالم متعددة قبل خروجه الى عالمنا هذا ومن ضمن هذه العوالم عالم الاظلة ، حيث اننا كثيراً ما نشاهد الموجودات ونرى ظلالها ، والعلم الحديث يقول بأن الظل هو عبارة عن مساحة مظلمة تتكون خلف كل جسم يسقط عليه ضوء صادر من مصدر واحد وقد تكون هذه المنطقة مظلمة تماماً وتتكون حولها مساحة مضيئة قليلاً تسمى شبه الظل وهذا هو التفسير الفيزيائي . والعلم الحديث لم يصل الى اقل من القليل في كشف هذا العلم الزاخر . قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً }الفرقان45. ان الله جل وعلا يؤكد بأن الظل ليس كما يفسره العلم بل هو ابعد من ذلك لأن المولى تبارك وتعالى بأمكانه ان يجعل الظل ساكناً ولكنه جعله متحركاً لحصول المنفعة ، وقد تطرق ائمة الهدى (ع) في رواياتهم الى ذكر عالم الاظلة مرات كثيرة . ان القرآن يذكر بأن الظل من الله وبأمكانه سبحانه ان يجعله ساكناً ، قال تعالى {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ }الرعد35. وقوله تعالى {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ }يس56. وقوله تعالى { وظل ممدود}. ان الله سبحانه وتعالى استخدم في هذه الايات الظل لمنفعة وراحة المتقين ، ولكنه تعالى يستخدم الظل ايضا ًلعذاب الكافرين والجاحدين . قال عز وجل {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ }المرسلات30. ومن هذه الاية الكريمة يستنبط فيستخرج الطاقة الظلية التي يكون منها الاسلحة الظلية المدمرة ضد الكافرين والجاحدين من اعدائه .
يتبع لطفآ
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
قد ننبهر كثيراً عندما نرى أو نسمع عن تفاصيل التقنية العالية للأسلحة الغربية المختلفة ، ونتألم أكثر حينما نعاين حالنا نحن المسلمون في تراجع مستمر ، فيوم بعد آخر تكبر الهوة بيننا وبينهم وتتوالى الصناعات وتتطور الأسلحة فالكل في تسابق مستمر للحصول على أقوى وأكبر ترسانة من الأسلحة الفتاكة القادرة على هزيمة الخصم . وقد نتساءل كثيرا عن الكيفية التي سيحارب بها المهدي (ع) وما هي الأسلحة التي سيستخدمها ، فهل سيحاربهم بمثل أسلحتهم الحالية ؟ مع اختلاف الفارق بين قوة وكفاءة هذه الأسلحة أم إن أسلحتهم المتطورة هذه ستتوقف عن العمل عند القيام الشريف للمأمول المنتظر (ع) ويعود القتال بالسيف كما يظن بعض الناس . سنبين بعون الله وتوفيقه من خلال هذا البحث إشارات مهمة عن حرب المهدي المنتظر (ع) ونوعية وقوة الأسلحة التي سيستخدمها ضد أعداءه وعلاقة ذلك بالقرآن .
الحرب اللدنية : إن الحرب التي سيخوضها الإمام المهدي (ع) هي حرب الله ضد أعداءه ، لأن أشد حالات التجلي لله تعالى تكون في الإمام المهدي (ع) ، فقد ورد في بيعته مكتوب على رايته بايعوه فإن البيعة لله عز وجل ) دلائل الإمامة ص250 - وورد في الملاحم بإسناده عن نوف البكالي راية المهدي مكتوب عليها البيعة لله ) وجاء في بحار الأنوار ج52 ص290 عن علي بن مهزيار قال : قال أبو جعفر (ع) كأني بالقائم (ع) يوم عاشوراء يوم السبت قائماً بين الركن والمقام وبين يديه جبرائيل (ع) ينادي البيعة لله فيملها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) غيبة النعماني - قال تعالى {قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ }الكهف2 -والبأس الشديد هنا هو الحرب اللدنية التي ينذر بها الله تعالى ، وقوله تعالى {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ }النحل81 - وبأسكم هي الحرب ، وقد ورد في تفسير العياشي عن الإمام الباقر (ع) إنه قال في قوله تعالى {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ }قال : (هو القائم وأصحابه ، أولي بأس شديد ) . والحرب اللدنية شأنها شأن الأمور اللدنية الأخرى والتي هي من الله مباشرة بدون واسطة كالعلم اللدني لسيدنا الخضر (ع)والحنان اللدني لنبي الله يحيى (ع) والرزق اللدني لمكة المكرمة ، فإن سيدنا الخضر (ع) يتحرك ويعمل بتصرف المولى سبحانه وتعالى به وهو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال وتأويلها إلا بعد تحققها وهذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله جل وعلا ، قال تعالى {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }الكهف65 . وقد خص الله تبارك وتعالى نبيه يحيى (ع) بالحنان اللدني . قال تعالى {وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }مريم13 - وقوله تعالى عن مكة ورزقه اللدني لها :{ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا }القصص57- وبعد هذا كله قد يقول قائل إنما هذا غلو في القرآن . أقول : ألم يخاطب المولى عز وجل رسوله الكريم (ص) بقوله {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى }الأنفال17 -وقوله تعالى على لسان الخضر (ع) في جوابه لموسى (ع) عن قتل الغلام بقوله : {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }الكهف81 - وقد ورد في الحديث القدسي : ( ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإن أحببته كنت عينه التي يبصر بها ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها ) . إن الحرب اللدنية هي التي تعني حرب مع الله مباشرة ، لأن التجلي في المهدي يصل إلى مرحلة يكون تصرفه هو تصرف الله بدليل قول الخضر عند قتل الغلام : {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا }الكهف81 - وهذه الحرب اللدنية غير موجودة سابقاً ولم تحدث ولن تحدث إلا في قيام المهدي (ع) لذلك سمي قيامه الشريف بالقيامة الصغرى والساعة الصغرى ، وقد فصلنا ذلك في مواضيع كثيرة من الأعداد السابقة . وعليه سمي حزب المهدي بحزب الله وجنده بجند الله وسمي أعداءه بحزب الشيطان وكذلك جندهم بجند الشيطان أو جنود إبليس ، ويتبين ذلك في آيات قرآنية عديدة .
العلوم التي يأتي بها المهدي (ع) :
يعتبر اكتشاف الحاسوب في العصر الحديث نقلة نوعية تربعت فيها على قمة العلوم المكتشفة ، والتي تكون فيها مدخلية واسعة لكل العلوم الأخرى ، والحاسبات المكتشفة لا تعمل إلا وفق نظام اللغة الرقمية المعروفة ( صفر - واحد) أي إن نظام الحاسبات يعتمد الحرفين المكونين لنظام اللغة الرقمية حيث إن الأرقام هي أصلاً متكونة من الحروف ، وهذا يتطابق تماماً مع الرواية الواردة عن الإمام الصادق (ع) حيث يذكر فيها العلم قبل القائم بأنه يعتمد على الحرفين ولا تعرف الناس قبله غير هذين الحرفين ، فقد ورد عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) قال : ( العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً ) بحار الأنوار ج52 - ص336 ، إن كل ما موجود اليوم من علم وتكنولوجيا وأنواع الأسلحة لدى الدول الغربية هي من هذين الحرفين ، فتصور أخي المؤمن العلوم والتقنيات والأسلحة التي يأتي بها القائم المهدي (ع) من الخمسة والعشرين حرفاً والتي سيضيف إليها الحرفين الموجودين الان ليبثها في الناس .
الأسلحة التي يستخدمها المهدي (ع) في حروبه :
ان اصل العلوم التي يأتي بها المهدي (ع) هي من علم الكتاب . قال تعالى {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43 - وقد أجمع المفسرون على إن من عنده علم الكتاب هم محمد وأهل بيته الطاهرين ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) والمعلوم إن المهدي (ع) هو وارثهم جميعاً وعنده ما عندهم جميعاً ، وخير شاهد هنا هو نقل عرش بلقيس وكيفية قطع هذه المسافة البعيدة بهذه السرعة من قبل وصي نبي الله سليمان (ع) آصف بن برخيا وذلك لأن عنده علم من الكتاب .قال تعالى {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }النمل 40 هذا فعل من افعال من عنده علم الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب، ففي الاية السابقة قال : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } أي شمول كل علم الكتاب وفي هذه الاية قال: { الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} يعني بعض من الكتاب لان (من) هنا للتبعيض، وليس بمهمة سليمان (ع) اعظم من مهمة المهدي(ع) وهو المكّون لدولة العدل الالهي التي وعد بها الله تعالى الانبياء والمرسلين منذ نشأة التكوين. والفرق بين علم الكتاب وعلم من الكتاب كالفرق بين القطرة والبحر.
ومن خلال علم الكتاب سوف يستفيد المهدي(ع) من الايات القرانية باستخراج واستنباط اسلحة متطورة لم يشهدها العالم وطاقة هائلة لا مثيل لها الا في بعض افلام الخيال العلمي المنتشرة والرائجة في الاسواق ، ومن ذلك كله يستخدم المهدي (ع) هذا العلم ضد الغرب في عدة اماكن مختلفة وفي وقت واحد وقوة قاهرة مما يجعلهم يخضعون مجبورين في اخر المطاف . فيستخرج المهدي (ع) طاقات عديدة تكون اساساً لاسلحته المتطورة ، ومن هذه الطاقات التي يمكننا الاشارة لها .
اولاً: الطاقة النورانية
وهذه الطاقة هي اقوى واسرع من طاقة الضوء المتعارفة في وقتنا الحاضر فيسخرها المهدي (ع) في اسلحته واسلحة اصحابه، فقد ورد عن محمد بن مسلم عن ابا عبد الله (ع) في وصفه اصحاب القائم (ع) : ( .... فاذا امرهم الامام بامر قاموا عليه ابداً حتى يكون هو الذي يامرهم بغيره لو انهم وردوا عل ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحده لا يختل فيهم الحديد لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد لو ضرب احدهم بسيفه جبلا لقده حتى يفصله) بحار الانوارج54-ص332- وورد عن ابي بصير قال: قال ابو عبد الله (ع) ما كان يقول لوط (ع) {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } إلا تمنياً لقوة القائم (ع) ولا ذكر إلا شدة أصحابه فان الرجل منهم يعطى قوة اربعين رجلاً وان قلبه لاشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل ) البحار ج52-ص327 .
يتبين من هاتين الروايتين عدة امور هي :-
1- ان اسلحتهم التي يحملون تعمل على نظام هذه الطاقة التي لها القابيلة ان تقد الجبل فتفصله، ولها الامكانية على تقطيع جبال الحديد أي انها مزودة بأشعة نورانية عالية قادرة على هذا الفعل العظيم الذي تعجز عنه اليوم كل الاسلحة الموجودة .
2- تتميز اسلحتهم عن السيوف التي كانت في ذلك الزمان الذي يتكلم فيه الامام الصادق(ع) فهي بقوله من حديد غير هذا الحديد أي تتكون من عناصر مؤثرة تجعلها قادرة على صنع الاعاجيب .
3- ان النورانية العالية التي يتمتع بها اصحاب الامام تصد وتمنع الرصاص وغيره من اختراق اجسادهم ، او قد يلبسون دروعاً واقية لها القابلية على صد كافة انواع الاسلحة ومنعها من اختراق الجسد وذلك واضح في قول الامام الصادق(ع) : ( لايختل فيهم الحديد) وبواسطة هذه الاسلحة والقوة التي يُعطون بها قوة اربعين رجل واستجابتهم وطاعتهم لإمامهم ، كل ذلك يمكنّهم على فني اهل المشرق والمغرب في ساعة واحدة ، وحسب الرواية التي ذكرها الامام الصادق(ع) والتي اوردناها انفاً.
ويستفيد المهدي (ع) من محصلة الطاقة النورانية في سرعتها القصوى والتي يكون فيها التلاشي بحيث لا ترى، وهذه معتمدة اعتماداً كلياً على معرفة المهدي لعلم الكتاب، فمن طريق ذلك يمكن الرجوع الى النقطة بحيث يمكن التنقل السريع والاختفاء بدليل قوله { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } النمل 40. وهي استخدام آصف بن برخيا وصي نبي الله سليمان لجزء قليل من الطاقة النورانية.
ثانيا: الطاقة الصوتية
ويطلق عليها ايضاً الطاقة الموجية ، اصبح من الثابت في علم الهندسة وحتى المدنية منها وجود الذبذبات الصوتية حيث ان المختصين في هذا المجال لا زالوا يدرسون اسباب انهيار بعض الانفاق والجسور العملاقة في العالم وذلك بسبب تسلط حزمة من الذبذبات او الموجات الصوتية الغير محسوسة بالحس البشري حتى ان هؤلاء المختصين عرضوا نتائجهم على غيرهم من العلماء فجعلوا لذلك عدة مراكز خاصة للبحث في الذبذبات الصوتية و إمكانية الاستفادة منها ، وقد ورد عن سوره عن ابي جعفر(ع) قال: ( أما ان ذا القرنين قد خير السحابين فأختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب قال : قلت وما الصعب ؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة او برق فصاحبكم يركبه...) البحار ج52-ص321، ان الرعد والصاعقة يحويان الصوت، وعليه سيقوم المهدي(ع) بتصنيع الأسلحة الصوتية التي تتسبب في إهلاك الظالمين الذين يقاتلون المهدي (ع) وهذه الطاقة يستنبطها من قوله تعالى {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود67 - وقوله {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }المؤمنون41 ، وهناك آيات عديدة تدلل على استخدام المولى عز وجل للصيحة كعذاب على الأقوام التي عتت عن أمر ربها . وهناك شبه بين ذي القرنين والمهدي (ع) والقرنين هما قرن الغيب وقرن الشهادة ، فيستخدم علم من الغيب وعلم من الشهادة، وهذا ليس معناه الغيب الكلي فالغيب الكلي لا يعلمه الا الله سبحانه تعالى، ان الشبه بينهما لا يعني تساوي المهمة، فأن مهمة المهدي(ع) اعظم واكبر، وقد جاء في بحار الانوار ج52-ص321- عن ابي يحيى قال: قال ابو عبد الله (ع) : ( ان الله خير ذو القرنين السحابين الذلول والصعب فاختار الذلول وهو ليس فيه برق ولا رعد ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لان الله ادخره للقائم(ع)) فيستخدم المهدي (ع)حرب النجوم في الفضاء الخارجي . قال تعالى {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن33- فيحارب المهدي بالاسلحة النفاذة مثل الصاروخ النفاذ وغيره ، وهذه الاسلحة لها قابلية على التلاشي عبر محصلة الطاقة النورانية المتأتية من السرعة القصوى لها كما أسلفنا . فكلٌ يخضع للمهدي، من في الارض ومن في السماء ، وقد ورد عن الامام علي (ع) قوله : ( يركب المهدي الهواء لا بسحر ، ولا بفتنة عين ، بل بعلم يعرفه من سبقوه ......) كتاب المفاجأة لمحمد عيسى داود .
ثالثاً : الطاقة الظلية
لقد أثبت العلماء ان الانسان يعيش في عوالم متعددة قبل خروجه الى عالمنا هذا ومن ضمن هذه العوالم عالم الاظلة ، حيث اننا كثيراً ما نشاهد الموجودات ونرى ظلالها ، والعلم الحديث يقول بأن الظل هو عبارة عن مساحة مظلمة تتكون خلف كل جسم يسقط عليه ضوء صادر من مصدر واحد وقد تكون هذه المنطقة مظلمة تماماً وتتكون حولها مساحة مضيئة قليلاً تسمى شبه الظل وهذا هو التفسير الفيزيائي . والعلم الحديث لم يصل الى اقل من القليل في كشف هذا العلم الزاخر . قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً }الفرقان45. ان الله جل وعلا يؤكد بأن الظل ليس كما يفسره العلم بل هو ابعد من ذلك لأن المولى تبارك وتعالى بأمكانه ان يجعل الظل ساكناً ولكنه جعله متحركاً لحصول المنفعة ، وقد تطرق ائمة الهدى (ع) في رواياتهم الى ذكر عالم الاظلة مرات كثيرة . ان القرآن يذكر بأن الظل من الله وبأمكانه سبحانه ان يجعله ساكناً ، قال تعالى {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ }الرعد35. وقوله تعالى {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ }يس56. وقوله تعالى { وظل ممدود}. ان الله سبحانه وتعالى استخدم في هذه الايات الظل لمنفعة وراحة المتقين ، ولكنه تعالى يستخدم الظل ايضا ًلعذاب الكافرين والجاحدين . قال عز وجل {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ }المرسلات30. ومن هذه الاية الكريمة يستنبط فيستخرج الطاقة الظلية التي يكون منها الاسلحة الظلية المدمرة ضد الكافرين والجاحدين من اعدائه .
يتبع لطفآ
تعليق