إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح مكة على حسب التأويل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح مكة على حسب التأويل

    فتح مكة على حسب التأويل

    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني


    قد بينا سابقاً المنطقة التي تظهر فيها دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وأثبتنا بالأدلة أن مكة بحسب التأويل هي الكوفة المقدسة حيث أنها تكون محلا لظهور دعوة الإمام (عليه السلام) وهي العاصمة التي يتخذها مقرا لإقامته ومنها ينطلق لفتح العالم كما أننا أثبتنا أن الصفا والمروة تأويلا هي مرقد الإمام علي (عليه السلام) ومرقد ولده الحسين (عليه السلام) .
    وقد سقنا الأدلة المتعددة على ذلك كما أن المدينة التي تكون الهجرة إليها هي خراسان ومنها يكون انطلاق جيش الفتح فبعد إعلان دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) ونشرها بين الناس في الكوفة والنجف أي (مكة بحسب التأويل) يشتد الأمر بصاحب الدعوة وأنصار الإمام (عليه السلام) حيث أنهم يكذبون ويتهمون بشتى الاتهامات ويحاربون ويعذبون ويسجنون ويتعرضون للقتل مما يضطرهم ذلك إلى ترك البلاد والهجرة في سبيل الله ونصرة الإمام (عليه السلام)
    ففي بلاد الهجرة يكثر الأنصار وتنتشر الدعوة انتشارا واسعا وسريعا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فإنهم يحاولون إطفاء نور الله والدعوة المهدية لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
    حيث أنهم أرادوا القضاء على دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) والقضاء على الممهدين للإمام (عليه السلام) وهناك في بلاد الهجرة يقوم الداعي إلى نصرة الحق والإمام (عليه السلام) بتأسيس جيشا لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ذا مواصفات وأخلاق حميدة .
    فهم قوم لا يعرفون إلا الله والإمام المهدي (عليه السلام) قوم موحدون طاهرة سرائرهم زكية أعمالهم نتيجة لما مر عليهم من التمحيص والتمييز والغربلة التي أهلتهم للوصول إلى هذا المستوى وبعد أن يكثر عددهم وتجهز عدتهم وتقوى شوكتهم يرفعون راياتهم السود منطلقين لفتح الكوفة (مكة بالتأويل) وراياتهم تخفق بالنصرة للإمام المهدي (عليه السلام) .
    حتى وردت الروايات الشريفة بمدح تلك الرايات فعن إبراهيم عن أبي جعفر(عليه السلام) قال :
    ( تقبل الرايات السود من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي (عليه السلام) بعثت إليه بالبيعة ) .
    وقد ورد عنهم (عليهم السلام) : ( إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي ) .
    وهنا يتضح ما للرايات السود من أهمية في نصرة الإمام (عليه السلام) والدعوة إلى الحق والسير من اجل الفتح للإمام (عليه السلام) .
    حيث أن أولئك الأنصار الذين يقبلون من خراسان يوطئون للمهدي (عليه السلام) سلطانه وعلى أيديهم تفتح الكوفة التي كما قلنا تكون مقرا للإمام (عليه السلام) وعاصمة له (عليه السلام) .
    فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( يخرج أناس من المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه فيفتحون له الكوفة ويبعثون إليه منها البيعة ) .
    وقد ورد في روايات أهل البيت (عليه السلام) أن للقائم (عليه السلام) دعوة كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فإن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) تمر بنفس المراحل التي مرت بها دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث سرية الدعوة والإعلان بها والهجرة ثم الفتح .
    لذا ومن خلال ما صرحت به الروايات والأخبار الشريفة لأئمة الهدى (عليهم السلام) يتبين لنا أن هناك فتحا يكون حتما بعد الهجرة , التي يمر بها أنصار الإمام (عليه السلام) وكل ذلك يكون قبل القيام المقدس للإمام (عليه السلام) .
    فإنه من المعلوم لدى أكثر الباحثين أن الهجرة ستكون في زمن إعلان الدعوة المهدية وإن من بعد الهجرة يكون الفتح والعودة إلى الديار .
    علما أن دعوة الإمام (عليه السلام) تسبق قيامه (عليه السلام) حيث تبين في الروايات أن الإمام (عليه السلام) لا يظهر إلا في مكة بين الركن والمقام ، قائما بالسيف معلنا للحرب ضد الظالمين فلا مجال يومئذ للدعوة إنما الدعوة تكون على يد احد ممهديه وهو وزيره اليماني الذي يظهر قبله.
    فعن الإمام الباقر (عليه السلام) : (... وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم , فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح (على الناس) وكل مسلم , وإذا خرج اليماني فإنهض إليه , فإن رايته راية هدى , ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه , فمن فعل فهو من أهل النار , لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) .
    فإنظر عزيزي القارئ كيف يتبين لنا أن صاحب دعوة الإمام (عليه السلام) هو اليماني الموعود حيث ورد لفظ (يدعو) في الرواية الشريفة مرتين وفي ذلك دلالة واضحة على الدعوة كما ليخفى , وإن الإمام الباقر (عليه السلام) وصف رايته بأهدى الرايات والمقصود من الراية هي الدعوة التي تكون أهدى الدعوات على الإطلاق .
    إذا فقد تبين لنا جليا أن الهجرة والفتح سابقان لقيام الإمام, فقد ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) : (...إن بعد الغم فتحا عجيبا ) .
    فإن أنصار الإمام (عليه السلام) والممهدين له بعد ما يجري عليهم من تنكيل وتشريد وتكذيب يصيبهم الغم لما يشاهدونه من رد دعوة الإمام (عليه السلام) وعدم نصرة الناس وتصديقهم بدعوته (عليه السلام) لكن الله يعقب غمهم بفتح يكون على أيديهم بعد أن يزحفوا بالجيش من موطن الهجرة (خراسان) باتجاه (الكوفة) .
    فعند ذلك يدخلونها فاتحين ويحرروها من السفياني الذي دخلها قبلهم , قد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) : ( اليماني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) .
    إن إتباع اليماني سوف يسرعون من اجل دخول الكوفة وفتحها ولكن السفياني وأعوانه يدخلونها قبلهم وقد جاء هذا المعنى في الرواية الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) : ( سنة الفتح ينبثق (ينشق ) الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة ) .
    ومعنى ذلك في التوسم أن الماء هو الجيش الذي يدخل الكوفة بسرعة كما يحدث في الفيضانات ومعنى ذلك أن الفتح سيكون في الكوفة في السنة التي يدخل فيها هذا الجيش أزقة الكوفة فإن تلك السنة هي سنة الفتح .
    حيث يقوم هذا الجيش القادم من خراسان والحامل للرايات السود بالسيطرة على الكوفة المدينة الشيعية الأم وطرد السفياني وأعوانه منها وتوطئة أمر الإمام فيها وثم إرسالهم إلى الإمام (عليه السلام) بالبيعة بعد أن يستتب لهم الأمر فيسهل على الإمام (عليه السلام) قيامه وتحركه .
    وبعد أن يتحقق فتح مكة وهي الكوفة كما أثبتنا ويعلن أنصار الإمام سيطرتهم عليها يبدأ وزير الإمام بتحطيم الأصنام كما فعل وزير رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وحطم الأصنام وأزالها من الكعبة المشرفة .
    ولكن الفرق بين الزمنين هو أن الأصنام في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصنام مصنوعة من الخشب والحجارة ولكنها في زمن المهدي أصنام بشرية تطاع من دون الله وهم علماء السوء المضلين الذين يحللون ويحرمون بحسب أرائهم ومعتقداتهم وأهوائهم وميولهم فتطيعهم الناس من دون الله.
يعمل...
X