إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيد الصدر وتهيئة الطريق للمهدي (ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد الصدر وتهيئة الطريق للمهدي (ع)

    السيد الصدر وتهيئة الطريق للمهدي (ع)

    من كتاب
    الشهيد الصدر يوحنا القرن العشرين

    من فكر السيد القحطاني

    كثيراً ما تسآءل الناس عن سر ارتباط شخص السيد الشهيد بشخص الإمام المهدي (عليه السلام) ، إلى الدرجة التي اعتبر على أساسها عند عدد غير قليل منهم سفيراً خامساً يُضاف إلى السفراء الأربعة (رضوان الله عليهم) .
    ونحن إذ أرجئنا البحث في حقيقة هذا الاعتبار إلى آخر فصل من كتابنا هذا ، فإننا نريد أن نتكلم عن عدة جوانب تصلح كدليل إثبات على قوة ارتباط حركته بقضية المهدي الموعود وكونها حركة ممهدة بصورة كبيرة لظهور الإمام (مكن الله له في الأرض) .
    صحيح ان هنالك العديد من الحركات التي ظهرت كأنها حركة تمهيد به على مر التاريخ القديم والمعاصر ، إلا أن حركة السيد الصدر لها الكتف الاعلى من جميعها على أساس عدة اعتبارات أهمها :

    أولاً : إحياء ذكره :
    إن مرور أي بلد من البلدان الإسلامية بفترة عصيبة مريرة مثل تلك التي مر بها العراق تبرز بشكل ملحوظ فكرة المخلص المنتظر عند الناس وهذا ما حصل عند الكثيرين بعد حرب الخليج إلا ان ذلك كله لم يغير من كون الإمام المهدي (عليه السلام) كان (ميت الذكر) خاصة مع عدم وجود ذكر له على المنابر إضافة إلى غياب المنابر اصلاً .
    لذلك فإن التحول الملحظ الجذري من اللامنبر إلى المنبر الذي قام بهِ السيد الشهيد بعد بدأ الحركة واقامة صلاة الجمعة ، واستخدام ذلك المنبر كوسيلة لتذكير الجماهير بإمامها الغائب الجسم المتغيب الذكر ، كان بالفعل اداة وظيفية مثالية لتهيئة الطريق .
    وكان لخطبة (23) وغيرها الأثر البالغ في تحقيق هذا الهدف والذي كان من نتائجه أن اقبلت الناس على الحصول على الموسوعة التي كانت قد طبعت بنسبة قليلة أعيدت طباعتها على نحو يستوعب الطلب المتزايد عليها ولا يدل ذلك إلا على النقلة النوعية التي احدثها (المنبر التذكيري) للسيد الشهيد .
    ثانيا : البيانات المهدوية :
    لقد كان لانتشار بعض الكلمات التي ذكرها السيد في كتبه او خطاباته بخصوص الإمام المهدي (عليه السلام) الأثر البالغ في وصول الأمة إلى مرحلة التعطش للظهور المقدس والتشرف بلقاء الإمام واقامة دولة العدل ، خاصة مع تلك الظروف العصيبة التي أشرنا إليها .
    ومن اهم تلك الكلمات التي لازالت إلى اليوم تتناقلها الناس وتلقى صدىً كبير في الشارع هي هذه المقولات الشهيرة :
    - ( نحن مستعجلون بمعنى من المعاني على الظهور لتملئ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) .
    - ( نحن مفتقرون إلى ظهور الإمام (عليه السلام) كافتقار الصبي إلى محالب أمه أو أكثر من ذلك ) .
    - ( انه يوجد ملف كامل في البنتاغون عن الإمام المهدي (عليه السلام) ولاينقصه إلا صورته (عليه السلام) ) .
    ثالثاً : توظيف الشعائر الدينية في خدمة الظهور :
    وقد لوحظ هذا الاسلوب عند السيد الشهيد (رضي الله عنه) وهي مؤكدة ضمن احساسه بأن حركته هي حركة تمهيدية فلا يجب ان تخرج في شكل من الاشكال وفي مظهر من مظاهرها عن التمهيد لليوم الموعود .
    فهو يعلم جيداً ان تعلّق الناس بأهل البيت (عليهم السلام) ومناسبات مواليدهم ومقاتلهم على حد سواء ليس له حدود .
    وقد استغل السيد الشهيد هذا الجانب وسخره بأسلوب مباشر وغير مباشر في إدارة الحركة التميهدية .
    فنجده في خطبة الجمعة الرابعة التي صادفت في بداية شهر محرم وحيث الناس في اشد حالات التوجه نحو العلاقة مع اهل البيت (عليهم السلام) ، نجده تكلم عن الإمام الحسين في كلا الخطبتين ثم بأسلوبه الرشيق ومنطقه الأنيق اختتم الحديث بقضية الإمام المهدي ، حيث قال في نهايتها :
    (حبيبي حتى لا نكون غافلين في الرواية أن المهدي (عليه السلام) حينما يستتب له شيء من الأمر يُرسل باللغة الحديثة وفداً او ارسالاً إلى بلاد الروم فيكتبون شيئاً على أقدامهم ويمشون على الماء - حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط - إلى أن يصلون إلى شواطئ الروم - طبعاً هذا باللغة القديمة - فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الأبواب سلماً ويدخل الناس في دين الله أفواجاً ، في حين السيف مشتغل في الشرق حبيبي في قتل الملايين الذين يعارضوه وحيث انه يخرج له جماعة من رجال الدين ويقولون له الإسلام بخير والدين بخير ارجع من حيث أتيت ) .
    وفي ذكرى وفاة الزهراء (عليها السلام) كانت خطبته عن الزهراء (عليها السلام) وعن خفاء قبرها وفي نهاية الخطبة ذكر ان اشبه شيء بخفاء قبرها هو خفاء الإمام المهدي (عليه السلام) ، فكما انها (عليها السلام) منعت من زيارة قبرها غير المستحقين لذلك إن الإمام المهدي كذلك يستتر لعدم استحقاق أي من الناس اللقاء به (سلام الله عليه) .
    وهكذا كان ديدنه في المناسبات الدينية التي يحيها الناس لتعلقهم بأهل البيت (عليهم السلام) ، فإنه ينقل كلامه من الإمام أو المعصوم صاحب المناسبة إلى الحديث عن المهدي ولا يفتأ يوطد العلاقة والآصرة بين الأمة وإمامها المعصوم حتى لو كان غائباً .
    ولعل أهم المناسبات الدينية التي ارتبطت باسم السيد الشهيد هي ذكرى ولادة الإمام المنتظر (عليه السلام) في (15) شعبان من كل عام .
    حيث أوجب المسير إلى قبر الحسين في هذه المناسبة والاحتفاء بهذه المناسبة السعيدة واعتبارها من أهم المناسبات السنوية ومازالت الناس وحتى يومنا هذا تحيي هذه المناسبة بالسير على الأقدام حتى قبر الحسين (عليه السلام) من كل حد وصوب ، وهم يحملون صور السيد الشهيد مما يدل على ارتباط هذه المناسبة بشخصه الشريف .
    رابعاً : الموسوعة المهدوية :
    لا زالت لحد هذه اللحظة تحظى موسوعته الشريفة باهتمام كثر الناس الذين يطلبونها في شتى أنحاء العالم الإسلامي ويُعدونها ملية لحاجة الإنسان المؤمن في معرفة أكثر معالم قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
    وتُعد إرثاً فكرياً إسلامياً كبيراً أغنى حاجة المكتبة الإسلامية المفتقرة هكذا مبحث مختص بواحدة من أكبر القضايا إبهاماً وغموضاً في تاريخ البشرية .
    ولقد كتبها السيد في سن مبكرة جداً من حياته مما يؤكد أن التخطيط الإلهي للتمهيد كان وفق ترتيب متكامل لتربية شخصه الشريف وإعداده منذ تلك الحقبة من الزمن ليحمل على عاتقه مهمة التهيئة والإعداد لنصرة الإمام .
يعمل...
X