إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام المهدي وعلم التوسم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام المهدي وعلم التوسم

    قضية الإمام المهدي (ع) وعلم التوسم.

    --------------------------------------------------------------------------------

    منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني (الجزء الثالث)


    الفصل الرابع
    قضية الإمام المهدي (ع) وعلم التوسم.

    إن قضية الإمام المهدي (عليه السلام) هي أهم قضية في هذا العالم لأنها مرتبطة بإقامة الخلافة الحقة التي أرادها لله عز وجل على هذه الأرض في قوله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} .
    وهذه القضية لها ارتباط وثيق بعلم التوسم لأن هذا العلم له مدخلية كبيرة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
    فهو (عليه السلام) سيقضي على أعدائه ويتبعهم واحداً واحداً بما أعطاه الله من علم التوسم هو وأصحابه – كما سيمر علينا لاحقاً – ويقوم بقتل هؤلاء الأعداء سواءاً من منافقي الشيعة الذين يظهرون التشيع وهم بعيدون عنه أو من أعدائه الظاهرين أمثال السفيانيين واليهود وغيرهم .
    وبما إن هذا الأمر هو من الأمور الحتمية الوقوع والتي ليس فيها بداء لذا وجب على المنتظرين الموالين للإمام المهدي (عليه السلام) وحتى غير الموالين معرفة مدخلية علم التوسم في قضية الإمام (عليه السلام) واستيعابها أولاً ليقوموا بتهيئة أنفسهم وتنقيتها من الشوائب ، وأن تكون سرائرهم موافقة لما عليه ظاهرهم لكي لا يكونوا عرضه لسيف الإمام (عليه السلام) وسطوته .
    ثم إن الإمام (عليه السلام) سيضع السيف في رقاب كل الكفار والمنافقين والمعاندين وذلك بمرأى ومسمع من الناس ، ومن لم يدرك إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو إمام معصوم ولا يقوم بما يقوم به إلا بإذن الله وبعهد معهود من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    وإنه لا يأخذ إلا الكافر والمنافق والمعاند والمخالف لله ولرسوله ولأهل البيت (عليهم السلام) بما أعطي من علم التوسم فإن (الكافر) سيقع في مفارقة عظيمة سيرى وبالها وينزلق وراء وساوس إبليس وحبائله فيرديه ويودي به إلى الهاوية.
    ومن هنا جاءت أهمية معرفة علم التوسم وارتباطه بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) ، ثم إن هذا العلم سيظهره الإمام المهدي (عليه السلام) ويطوره شانه في ذلك شأن العلوم الأخرى .
    والروايات الشريفة تدل على إن العلم الموجود الآن من لدن آدم إلى زماننا هذا لم يصلنا منه إلا حرفان ، فإذا قام القائم فإنه سيضيف إليها خمسة وعشرين حرفاً لتكتمل سبعاً وعشرين حرفاً .
    والآن سنأتي إلى بيان علم التوسم وإنه من مختصات الإمام المهدي (عليه السلام) والذي خصه الله عز وجل به ، وقد ورد في القرآن أكثرمن آية تدل على إن التوسم من مختصات الإمام (عليه السلام) وإنه يعرف وليه وعدوه عن طريق التوسم .
    ومن هذه الآيات هي قوله تعالى : {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} الرحمن41، والتي سبقت الإشارة إليها ، وأشارت الروايات الشريفة إلى ان هذه الآية نزلت في الإمام المهدي (عليه السلام) ، فقد روي عن معاوية الدهني عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية المتقدمة ، قال : ( يا معاوية ما يقولون في هذا ؟ قلت : يزعمون إن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار . فقال لي : وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم ؟ فقلت : جعلت فداك وما ذلك ؟ قال : ذلك لو قد قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافرين فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبطهم بالسيف خبطاً) بحار الأنوار ج52 ص320- 321 ، الاختصاص ص304 ، بصائر الدرجات ج7 ص356.
    وفي رواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً في قوله تعالى { يعرف المجرمون ......} قال : ( الله سبحانه وتعالى يعرفهم ولكن هذه نزلت في القائم (عليه السلام) هو يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاًَ ما يعرف به سيماهم أي علاماتهم بأنهم مجرمون ) بحار الأنوار ج51 ص58 ، غيبة النعماني ص242 ، تأويل الآيات ص617.
    وفي هذه الروايات دليل واضح على إن علم التوسم هو من مختصات الإمام المهدي (عليه السلام) والذي به يعرف المجرمين فيأخذهم ويقتص منهم .
    ومن المعلوم إن الله سبحانه وتعالى سيكون في أشد تجلياته في الإمام (عليه السلام) وعليه فإن الإمام (عليه السلام) يكون على معرفة بالعلامات وتكون حاضره عنده بما أعطاه الله من السيماء أي من علامات هؤلاء.
    وعليه فهو سلام الله عليه المقصود بالآية السابقة ، وأشار إليه الأئمة (عليهم السلام) في ادعيتهم ومناجاتهم .
    فقد ورد عنهم (عليهم السلام) : ( ...أسألك الأمان يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والإقدام ) البلد الأمين ص319.
    فإذا كان المقصود بهذا اليوم القيامة فهو يوم الحساب الأكبر الذي ليس فيه أمان إلا للمؤمنين فإنهم يأمنون من الفزع الأكبر لا أن يأمنون من أخذ الله سبحانه وتعالى لهم وسوقهم إلى النار ، لأن في هذا اليوم كل يأتي مرهون بعمله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } وطلب الأمان لا ينفع هنا بالنسبة لأصحاب السيئات لأنهم مأخوذون إلى النار .
    أما إذا كان المقصود بهذا اليوم هو يوم قيام القائم (عليه السلام) وأخذه للمجرمين بسيماهم فهنا يصدق طلب الإمان لأن الإنسان لا بد وأن يكون لديه ذنب لأنه غير معصوم ، خلا الأنبياء والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وعليه فكل إنسان يخشى سيف الإمام (عليه السلام) وعقابه ويسألون الله العافية والأمان من ذلك العقاب ولا سيما إن باب التوبة يغلق بقيام الإمام المهدي (عليه السلام) وعليه فالإنسان يتوسل إلى الله عز وجل وأن يكون على استعداد لذلك اليوم وأن يخلص نفسه من الذنوب .
    وهنا لا بد من الإشارة إلى شيء مهم جداً هو الرجعة إن الرجعة في التأويل المعاصر هي ليست رجعة مادية أي رجعة أشخاص معينين بأجسادهم كما يفهمون عامة الناس ولكن الرجعة ستكون رجعة روحية ، أي إن أرواح الأئمة والأولياء والمؤمنين والصالحين سترجع لتسديد أصحاب الإمام (عليه السلام).
    وعليه فإن روح الإمام علي (عليه السلام) ستعود لتسدد القائم (عليه السلام) ، فيصدق القول عندها إن قوله تعالى {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ } المتعلقة برجعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ووسمه لأعداء الله على خراطيمهم إنما المقصود به هنا هو المهدي (عليه السلام) الذي يكون مسدداً بروح جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أي ستضع لهم علامة وسيماء يعرفون بها .
    فقد جاء في الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إنه قال : ( تخرج دابة الأرض ومعها عصى موسى (عليه السلام) وخاتم سليمان (عليه السلام) تجلو وجه المؤمن بعصا موسى (عليه السلام) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان (عليه السلام) ) بحار الأنوار ج53 ص111.
    وقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إنه قال وهو يصف دابة الأرض : ( ولا يدركها طالب ولا يفوتها هارب تسم المؤمن بين عينيه فتكتب بين عينيه ( مؤمن ) وتسم وجه الكافر وتكتب بين عينيه ( كافر) ومعها عصا موسى وخاتم سليمان (عليه السلام) فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال له يا مؤمن ويا كافر ) بحار الأنوار ج53 ص125..
    إن الروايات الشريفة تدل على اقتران خروج دابة الأرض زماناً بالإمام المهدي (عليه السلام) وعليه تكون دابة الأرض الواردة في الآية الشريفة هو القائم المهدي (عليه السلام) المسدد بروح جده أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وإنه (عليه السلام) صاحب العصا والميسم وهو الذي سيسم المؤمنين والكافرين بما أعطاه الله عز وجل من علم التوسم والسيماء .
    لا اله الا الله

    متى يشرق نورك ايها المنتظر
يعمل...
X