منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني (الجزء الثالث)
علم الأبجد وعلاقته بالجفر
الجفر :- اسم لعلم اشتهر بين الناس إنه من مختصات أهل البيت (عليهم السلام) ، ويمتاز عن باقي العلوم إن فيه علم البلايا والمنايا من أول الدهر إلى يوم القيامة وإن فيه علم الأولين وعلم الاخرين .
وفي الحقيقة قبل اجراء هذا البحث سألنا الكثير من علماء الحوزات في النجف وايران عن ماهية هذا العلم وموضوعيته ومكوناته فلم يكن هناك جواباً شافياً بل لم نرى أحداً منهم يحيط بهذا العلم شيئاً ، أكثرمن اسمه ونسبته للامام الصادق (عليه السلام) واكثرهم حظاً بالجواب قال : ( إن فيه كل شيء ) وانه مما يستدل به على صحة دعوة القائم إذا خرج والمتعارف عليه في المصادر اللغوية إن الجفر هو قطعة جلد كبيرة من جلد شاة وقيل جلد جدي وقيل غزال .
المهم إنه قطعة جلد كبيرة معدة للكتابة يبين هذا ما جاء في الأيضاح وهو قول الدميري في ( حياة الحيوان ) في باب الجيم تحت عنوان الجفرة ما نصه:
(فائدة- قال ابن قتيبة في كتاب ادب الكاتب : ( وكتاب الجفر) جلد جفر كَتب فيه الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) لآل البيت كل ما يحتاجون إلى علمه وكل ما يكون إلى يوم القيامة وإلى هذا الجفر اشار أبو العلا المعري بقوله:
لقد عجبوا لأهل البيت لما
اتاهم علمهم في مسك جفر
ومرأة المنجم وهي صغرى
ارتــه كـل عامرة وقـفر
وأيضاً في رواية طويلة عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ثم يشرح عنها أبو عبد الله زين الكافي قال وهو يبين الجفر الأكبر (واثبت فيه كل ما يحتاج إليه .. حتى فيه جَلدة ونصف الجَلدة )
والجفر من حيث اللغة فإنه رق الجدي .
وهناك استعمال اخر شائع لهذه الكلمة (جفرة) وجمعها (جُفَرْ) وتعني رموز والغاز .
وبعبارة أخرى لغة الرموز والالغاز، والتخاطب بين الاشخاص والجهات المهمة التي تعتمد في عملها على السرية والكتمان يعتمد على الجفر ( لغة الرموز والالغاز ) وهي مختلفة ومتفاوته بين الناس شدة وضعفاً .
ومثال ذلك ما هو متعارف بين الأوساط العسكرية بالجفرة العسكرية .
أما الذي عند أهل البيت (عليهم السلام) فهو الجفر وهو مجموعة من اللغات الرمزية التي تعتمد على الحروف المقطعة وقيمها العددية والتي يصنع منها أوفاقاً سواء كانت حرفية أو رقمية .
وعلم الجفر هو قواعد وضوابط أساسية لعلم خاص على لغات الحروف ولغات الأرقام .
الأمر الذي يعطي هذه القواعد القابلية على المرونة والاتساع ، والسعة والشمولية في التطبيق مع باقي مجالات الحياة وعلومها واستخراج نتائج حتمية يقينية لا تقبل الشك أو الخرق .
مما أعطاها هذه القابلية ، فترى تدوينها استوعبه رق جلد أو قطعة منه في حين إنها تشمل علوم الأولين وعلوم الاخرين وتشمل أخبار المنايا والبلايا والرزايا إلى يوم القيامة وهذا مستحيل كتابته مفصلاً في اطنان من مثل تلك القطعة من الجلد إلا على الوجه الذي ذكرناه.
و مما يؤيد كلامنا العديد من الروايات المنقولة من جهات وطوائف إسلامية وغير إسلامية منها :
ما نقله صاحب شرح المواقف قال :
( الجفر والجامعة : وهما كتابان لعلي (رضي الله عنه ) قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف ، الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم وكانت الأئمة من أولاده يعرفونها ويحكمون بها ، وفي كتاب قول العهد الذي كتبه علي بن موسى (رضي الله عنهما ) إلى المأمون : انك قد عرفت من حقوقنا مالم يعرفه اباؤك وقبلت منك عهدك إلا إن الجفر والجامعة يدلان على إنه لا يتم) ص276
ومحل الشاهد في هذه الرواية بمقطعيها :
الأول منها : يدل على إن الجفر معتمد على الحروف كما عبر في قوله ( على طريق علم الحروف ).
والثاني : قول الإمام الرضا (عليه السلام) ان الجفر والجامعة يدلان على إنه لا يتم ) وهذا يدل بوضوح على إنه استنتج ذلك من النظر بهما ولذا لم يقل ينصان بل قال يدلان.
ومنها : ما جاء عن علي (عليه السلام) : ( أول ما وضع مربع في مائة في الاسلام ، وقد صنف الجفر الجامع في أسرار الحروف ، وفيه ما جرى للأولين وما يجري للاخرين ، وفيه اسم الله الأعظم وتاج آدم ، وخاتم سليمان ، وحجاب اصف) ينابيع المودة :414
ومنها : ما جاء في ارجح المطالب : قال : علم الجفر والحساب لعلي (عليه السلام) ص162
من هذا تتضح لنا امور :
أولاً : إن علياً (عليه السلام) صنف كتاباً اسمه الجفر الجامع وهذا الكتاب موضوعه وقاعدته أسرار الحروف بدليل قوله : (الجفر الجامع في أسرار الحروف) .
ثانياً : إن هذا الكتاب فيه من السعة والشمول ما يحتوي على ما جرى للأولين وما يجري للاخرين بدليل قوله : (وفيه ما يجري للأولين وما يجري للاخرين ) وما بقي فيه مما ذكر ليس محل شاهد هنا .
ثالثاً : وإن كان هناك العديد من الروايات تؤكد إن هذا العلم ينسب إلى آدم (عليه السلام) ثم باقي الأنبياء من بعده لكن هذا لا يعارض ما صنفه أمير المؤمنين لاحقاً في هذا العلم مما يصحح نسبته إليه (عليه السلام) .
رابعاً : إن علم الأوفاق وما فيه من أسرار وخفايا مرتبط بالجفر لأنهما يعتمدان على الحروف والأرقام وإن علياً (عليه السلام) أضاف لعلم الأوفاق وفقاً جديداً من مئة مربع .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رق منشور ونكت في القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب ، ونقر في الأسماع ولا تنفر منه الطباع ، وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر والجفر الأكبر والجفر الأصغر ....) الخرائج والجرائح ج2 ص883 .
ومن الروايات التي تحتاج إلى تأمل وتفكر ما نقله الشيخ الكفعمي في ( محاسبة النفس ) في رواية طويلة عن الإمام الصادق (عليه السلام) مع جملة من أصحابه ، بعد أن سألوه عما اعتراه من حزن اثناء الجلسة قال الراوي:-
( فزفر الصادق (عليه السلام) زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد منها خوفه وقال : ( ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا ، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الذي خص الله به محمد والأئمة من بعده (عليهم السلام) ، وتأملت فيه مولد قائمنا ، وغيبته ، وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم التي قال الله {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ} يعني الولاية فاخذتني الرقة واستولت علي الأحزان) ونستفيد من هذه الرواية أموراً في نفس ما استفدنا من سابقاتها .
الأمر الأول :
إنه أكد إن كتاب الجفر مشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا , وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة , وبضم هذه الصفات مع ما أكدته الروايات من هذا الكتاب كله مكتوب في قطعة جلد الشاة أو الغزال أو جدي على اختلاف أهل اللغة.
فيتحصل عندنا ما اثبتناه من إن هذا الكم الهائل من العلوم والمعلومات لا يستوعبه قطعة جلد إلا إذا كان مكتوبا بالغاز محكمة على شكل قواعد تطبيقها وحسابها ينتج معلومات مختلفة واسعة وهائلة.
الأمر الثاني :
من قوله (عليه السلام) ( تأملت فيه مولد قائمنا, وغيبته ... الخ ) يتضح إنه لم يكن نصاً صريحاً بهذه المعلومات و تفاصيل حوادثها وإلا لما احتاج إلى التأمل فيها .
بل إنه نظر بالغاز ورموز أدخلها في قواعدها ليستخرج منها تلك التفاصيل ، وهل يمكن أن تكون تلك الرموز غير الأحرف وإعدادها ، بعد أن عرفنا إنه كلما ذكر الجفر ذكرت الحروف وقيم أعدادها وحسابها .
ومن أراد المزيد فليراجع المصادر التي ذكرناها وغيرها من كتب الحديث ففيها الكثير من هذا الخصوص تركناها رعاية للاختصار وهروباً من التكرار .
بقي أن نذكر إن حساب الجمل الشائع بين المختصين والمعروف بالأبجد الكبير منتشر بين أوساط أهل المشرق .
أما أهل المغرب أو المغاربة كما هو متعارف عنهم فإن لهم حساباً اخراً بالأبجد أي إن عندهم قيم عددية للحروف غير ما هو متعارف عند أهل المشرق سيأتي ذكرها لاحقاً في موضعها المناسب إن شاء الله تعالى .
المهم إن حساب المغاربة هو قسم اخر من الجفر ينسب للإمام الصادق (عليه السلام) يؤكد ذلك الكثير من الروايات ، نكتفي منها بما جاء في كتاب الفصول المهمة ( )وفيه :
( نقل بعض أهل العلم إن كتاب الجفر الذي بالغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي من كلام جعفر الصادق (عليه السلام) وله فيه المنقبة السنية والدرجة في مقام الفضل عليه ) .
وهذه الرواية تدل بوضوح على إن حساب الأبجد المعروف بحساب المغاربة والمشهور بين ذوي الاختصاص هو نابع من كتاب الجفر للإمام الصادق (عليه السلام) .
علم الأبجد وعلاقته بالجفر
الجفر :- اسم لعلم اشتهر بين الناس إنه من مختصات أهل البيت (عليهم السلام) ، ويمتاز عن باقي العلوم إن فيه علم البلايا والمنايا من أول الدهر إلى يوم القيامة وإن فيه علم الأولين وعلم الاخرين .
وفي الحقيقة قبل اجراء هذا البحث سألنا الكثير من علماء الحوزات في النجف وايران عن ماهية هذا العلم وموضوعيته ومكوناته فلم يكن هناك جواباً شافياً بل لم نرى أحداً منهم يحيط بهذا العلم شيئاً ، أكثرمن اسمه ونسبته للامام الصادق (عليه السلام) واكثرهم حظاً بالجواب قال : ( إن فيه كل شيء ) وانه مما يستدل به على صحة دعوة القائم إذا خرج والمتعارف عليه في المصادر اللغوية إن الجفر هو قطعة جلد كبيرة من جلد شاة وقيل جلد جدي وقيل غزال .
المهم إنه قطعة جلد كبيرة معدة للكتابة يبين هذا ما جاء في الأيضاح وهو قول الدميري في ( حياة الحيوان ) في باب الجيم تحت عنوان الجفرة ما نصه:
(فائدة- قال ابن قتيبة في كتاب ادب الكاتب : ( وكتاب الجفر) جلد جفر كَتب فيه الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) لآل البيت كل ما يحتاجون إلى علمه وكل ما يكون إلى يوم القيامة وإلى هذا الجفر اشار أبو العلا المعري بقوله:
لقد عجبوا لأهل البيت لما
اتاهم علمهم في مسك جفر
ومرأة المنجم وهي صغرى
ارتــه كـل عامرة وقـفر
وأيضاً في رواية طويلة عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ثم يشرح عنها أبو عبد الله زين الكافي قال وهو يبين الجفر الأكبر (واثبت فيه كل ما يحتاج إليه .. حتى فيه جَلدة ونصف الجَلدة )
والجفر من حيث اللغة فإنه رق الجدي .
وهناك استعمال اخر شائع لهذه الكلمة (جفرة) وجمعها (جُفَرْ) وتعني رموز والغاز .
وبعبارة أخرى لغة الرموز والالغاز، والتخاطب بين الاشخاص والجهات المهمة التي تعتمد في عملها على السرية والكتمان يعتمد على الجفر ( لغة الرموز والالغاز ) وهي مختلفة ومتفاوته بين الناس شدة وضعفاً .
ومثال ذلك ما هو متعارف بين الأوساط العسكرية بالجفرة العسكرية .
أما الذي عند أهل البيت (عليهم السلام) فهو الجفر وهو مجموعة من اللغات الرمزية التي تعتمد على الحروف المقطعة وقيمها العددية والتي يصنع منها أوفاقاً سواء كانت حرفية أو رقمية .
وعلم الجفر هو قواعد وضوابط أساسية لعلم خاص على لغات الحروف ولغات الأرقام .
الأمر الذي يعطي هذه القواعد القابلية على المرونة والاتساع ، والسعة والشمولية في التطبيق مع باقي مجالات الحياة وعلومها واستخراج نتائج حتمية يقينية لا تقبل الشك أو الخرق .
مما أعطاها هذه القابلية ، فترى تدوينها استوعبه رق جلد أو قطعة منه في حين إنها تشمل علوم الأولين وعلوم الاخرين وتشمل أخبار المنايا والبلايا والرزايا إلى يوم القيامة وهذا مستحيل كتابته مفصلاً في اطنان من مثل تلك القطعة من الجلد إلا على الوجه الذي ذكرناه.
و مما يؤيد كلامنا العديد من الروايات المنقولة من جهات وطوائف إسلامية وغير إسلامية منها :
ما نقله صاحب شرح المواقف قال :
( الجفر والجامعة : وهما كتابان لعلي (رضي الله عنه ) قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف ، الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم وكانت الأئمة من أولاده يعرفونها ويحكمون بها ، وفي كتاب قول العهد الذي كتبه علي بن موسى (رضي الله عنهما ) إلى المأمون : انك قد عرفت من حقوقنا مالم يعرفه اباؤك وقبلت منك عهدك إلا إن الجفر والجامعة يدلان على إنه لا يتم) ص276
ومحل الشاهد في هذه الرواية بمقطعيها :
الأول منها : يدل على إن الجفر معتمد على الحروف كما عبر في قوله ( على طريق علم الحروف ).
والثاني : قول الإمام الرضا (عليه السلام) ان الجفر والجامعة يدلان على إنه لا يتم ) وهذا يدل بوضوح على إنه استنتج ذلك من النظر بهما ولذا لم يقل ينصان بل قال يدلان.
ومنها : ما جاء عن علي (عليه السلام) : ( أول ما وضع مربع في مائة في الاسلام ، وقد صنف الجفر الجامع في أسرار الحروف ، وفيه ما جرى للأولين وما يجري للاخرين ، وفيه اسم الله الأعظم وتاج آدم ، وخاتم سليمان ، وحجاب اصف) ينابيع المودة :414
ومنها : ما جاء في ارجح المطالب : قال : علم الجفر والحساب لعلي (عليه السلام) ص162
من هذا تتضح لنا امور :
أولاً : إن علياً (عليه السلام) صنف كتاباً اسمه الجفر الجامع وهذا الكتاب موضوعه وقاعدته أسرار الحروف بدليل قوله : (الجفر الجامع في أسرار الحروف) .
ثانياً : إن هذا الكتاب فيه من السعة والشمول ما يحتوي على ما جرى للأولين وما يجري للاخرين بدليل قوله : (وفيه ما يجري للأولين وما يجري للاخرين ) وما بقي فيه مما ذكر ليس محل شاهد هنا .
ثالثاً : وإن كان هناك العديد من الروايات تؤكد إن هذا العلم ينسب إلى آدم (عليه السلام) ثم باقي الأنبياء من بعده لكن هذا لا يعارض ما صنفه أمير المؤمنين لاحقاً في هذا العلم مما يصحح نسبته إليه (عليه السلام) .
رابعاً : إن علم الأوفاق وما فيه من أسرار وخفايا مرتبط بالجفر لأنهما يعتمدان على الحروف والأرقام وإن علياً (عليه السلام) أضاف لعلم الأوفاق وفقاً جديداً من مئة مربع .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رق منشور ونكت في القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب ، ونقر في الأسماع ولا تنفر منه الطباع ، وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر والجفر الأكبر والجفر الأصغر ....) الخرائج والجرائح ج2 ص883 .
ومن الروايات التي تحتاج إلى تأمل وتفكر ما نقله الشيخ الكفعمي في ( محاسبة النفس ) في رواية طويلة عن الإمام الصادق (عليه السلام) مع جملة من أصحابه ، بعد أن سألوه عما اعتراه من حزن اثناء الجلسة قال الراوي:-
( فزفر الصادق (عليه السلام) زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد منها خوفه وقال : ( ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا ، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الذي خص الله به محمد والأئمة من بعده (عليهم السلام) ، وتأملت فيه مولد قائمنا ، وغيبته ، وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم التي قال الله {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ} يعني الولاية فاخذتني الرقة واستولت علي الأحزان) ونستفيد من هذه الرواية أموراً في نفس ما استفدنا من سابقاتها .
الأمر الأول :
إنه أكد إن كتاب الجفر مشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا , وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة , وبضم هذه الصفات مع ما أكدته الروايات من هذا الكتاب كله مكتوب في قطعة جلد الشاة أو الغزال أو جدي على اختلاف أهل اللغة.
فيتحصل عندنا ما اثبتناه من إن هذا الكم الهائل من العلوم والمعلومات لا يستوعبه قطعة جلد إلا إذا كان مكتوبا بالغاز محكمة على شكل قواعد تطبيقها وحسابها ينتج معلومات مختلفة واسعة وهائلة.
الأمر الثاني :
من قوله (عليه السلام) ( تأملت فيه مولد قائمنا, وغيبته ... الخ ) يتضح إنه لم يكن نصاً صريحاً بهذه المعلومات و تفاصيل حوادثها وإلا لما احتاج إلى التأمل فيها .
بل إنه نظر بالغاز ورموز أدخلها في قواعدها ليستخرج منها تلك التفاصيل ، وهل يمكن أن تكون تلك الرموز غير الأحرف وإعدادها ، بعد أن عرفنا إنه كلما ذكر الجفر ذكرت الحروف وقيم أعدادها وحسابها .
ومن أراد المزيد فليراجع المصادر التي ذكرناها وغيرها من كتب الحديث ففيها الكثير من هذا الخصوص تركناها رعاية للاختصار وهروباً من التكرار .
بقي أن نذكر إن حساب الجمل الشائع بين المختصين والمعروف بالأبجد الكبير منتشر بين أوساط أهل المشرق .
أما أهل المغرب أو المغاربة كما هو متعارف عنهم فإن لهم حساباً اخراً بالأبجد أي إن عندهم قيم عددية للحروف غير ما هو متعارف عند أهل المشرق سيأتي ذكرها لاحقاً في موضعها المناسب إن شاء الله تعالى .
المهم إن حساب المغاربة هو قسم اخر من الجفر ينسب للإمام الصادق (عليه السلام) يؤكد ذلك الكثير من الروايات ، نكتفي منها بما جاء في كتاب الفصول المهمة ( )وفيه :
( نقل بعض أهل العلم إن كتاب الجفر الذي بالغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي من كلام جعفر الصادق (عليه السلام) وله فيه المنقبة السنية والدرجة في مقام الفضل عليه ) .
وهذه الرواية تدل بوضوح على إن حساب الأبجد المعروف بحساب المغاربة والمشهور بين ذوي الاختصاص هو نابع من كتاب الجفر للإمام الصادق (عليه السلام) .
تعليق