إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فلسفة وفائدة العلامات الحتمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلسفة وفائدة العلامات الحتمية

    فلسفة وفائدة العلامات الحتمية

    من فكر السيد
    أبي عبد الله الحسين القحطاني

    هناك بعض الامور والاحداث التي عدها ائمة الهدى (صلوات الله عليهم) علامات دالة على قرب القيام المقدس للامام المهدي(ع) وهذه العلامات تنقسم الى عدة اقسام باعتبارات عديدة فمنها ماهو لابدي الوقوع او غيره ومنها ماهوحتمي وغير حتمي ، والحتمية تنقسم الى شرط وشطر اي (جزء) اي ان من العلامات الحتمية ما يعد شرطا لقضية الامام (ع) كصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء فان هذه العلامات تعد شرطا في قضية الامام وكما هو معلوم ان تخلف الشرط تخلف للمشروط واما الشطر والجزء فهو داخل ضمن القضية وليس منفصلا عنها كاليماني والسفياني واما بالنسبة للفوائد المتوخاة من تلك العلامات فسناتي على بيانها بعد بيان فلسفة هذه العلامات .
    فلسفة العلامات الحتمية :-قلنا ان العلامات الحتمية تنقسم باعتبار القضية (علاقتها بقضية الامام المهدي(ع)) الى علامات تكون شرط للقضية واخرى تكون شطر في القضية فاما العلامات التي تعد شروط لقضية الامام المهدي(ع) فهي(الصيحة او النداء ، قتل النفس الزكية ، الخسف بالبيداء) وهذه العلامات كما قلنا تعد شروط لاجل تحقق وظهور وقيام الامام (ع) فان تخلفت تخلف القيام لانه كما قلنا تخلف الشرط تخلف للمشروط .
    الصحية او النداء :- وهي شرط كما ذكرنا لقيام الامام المهدي(ع) فان الامام (ع) عند قيامه المقدس سوف يبدأ بمعاقبة الظالمين والمنافقين والمنحرفين والمفسدين الخارجين عن طاعة الله والامام المهدي (ع) وسوف يتخذ من منهج القتل والقتال اسلوبا يسير عليه عند قيامه الى ان يتحقق ويتم له النصر الكامل واقامة العدل في كل مكان وهذا ما بينته الاخبار والروايات الشريفة الواردة عن رسول الله (ص) واهل بيته(ع) فمما روي عن ابي جعفر (ع) قال : قلت له (صالح من الصالحين سماه لي اريد القائم (ع) فقال : اسمه اسمي فقلت ايسير بسيرة محمد(ص) قال هيهات هيهات يازرارة ما بسيرته قلت جعلت فداك لم؟ قال : ان رسول الله (ص) سار في امته باللين كان يتالف الناس والقائم يسير بالقتل بذلك امر في الكتاب الذي معه ، ان يسير بالقتل ولايستتب احدا ويل لمن ناواه). فلما كان قيام الامام (ع) حربا على هؤلاء الناس المذكورين كان من اللازم اتماما للحجة عليهم قبل وضع السيف فيهم فكانت الصيحة اتماما للحج بحيث لا تقبل الشك ليحيى من حيا عن بينه ويهلك من هلك على بينه و لكي لا يكون لهم عذرا فيعتذرون فان الامام بعد اقامة الحجة لايقبل توبة احد كما ذكرت ذلك لنا الروايات الشريفة والرواية السالفة الذكر وهذا المنهج وهو اقامة الحجة واتمامها هو مما سار عليه الانبياء . فهذا امير المؤمنين (ع) في جميع حروبه كان يتقدم بين الجيشين وينادي ويدعو الى الحق والانابه اليه وترك الباطل والرجوع عنه وفي بعض الاحيان يقدم فارسا من جيشه يدعو الاعداء الى الرجوع الى الحق وهكذا فعل الامام الحسين(ع) في كربلاء فقد تقدم وصاح في القوم وناداهم وبين لهم اهدافه ونواياه واقام الحجة عليهم ودعاهم الى نصرة الحق وترك الباطل ثم تتابع اصحابه يعضون القوم ويدعونهم الى اتباع الحق فخرج برير وزهير وغيرهم وما كان ذلك الا تاكيدا في اتمام الحجة عليهم .
    قتل النفس الزكية :- وهذه العلامة هي ايضا شرطا لقيام الامام (ع) فانه صلوات الله عيله لايقوم ولايعلن ثورته المباركة حتى يرسل الى اهل مكة رسولا منه يدعوهم ويعرفهم بامر الامام (ع) وثورته ويحذرهم من خذلانه ومحاربته لينظر ماهم فاعلين فان دعاة الله والقاده الالهين والائمة الطاهرين لايبدءون اعدائهم بقتال ابدا الا ان يقتل من اصحابهم احد وهكذا يفعل الامام المهدي (ع) فانه لايبدا اهل مكة والناس اجمعين بقتال الابعد ان تقتل النفس الزكية رسوله الى اهل مكة حتى انه ورد حينما يقوم الامام المهدي(ع) يقول لاهل مكة احاربكم بدم هذ ويقصد النفس الزكية الذي يقتلونه بين الركن والمقام . الخسف بالبيداء :- فانه اذا لم يقع الخسف بالبيداء في جيش السفياني الذي ياتي الى المدينة بحثا عن الامام (ع) فان ذلك الجيش سيكون خطرا على الامام(ع) وليس من المستبعد ان يلقوا القبض على الامام (ع) وهو في المدينة قبل قيامه وظهوره في مكة فقد ورد عن امير المؤمنين(ع) يذكر في رواية كيف ان جيش السفياني يبحث عن الامام يريد القبض عليه حيث قال ....فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة الى مكة فيبعث في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وامنه ) وعن ابي رمان عن اميرالمؤمنين(ع) قال: ( يبعث السفياني بجيش الى المدينة فياخذون ما قدروا عليه من آل محمد(ص) ويقتل من بني هاشم رجالا ونساءا فعند ذلك يهرب المهدي والمستنصر من المدينة الى مكة فيبعث في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وامنه). لذلك كان الخسف بهذا الجيش من قبل الله سبحانه وتعالى حفظا منه للامام(ع) ولكي يتحقق قيام الامام(ع) لان في تخلف هذا الشرط وهو عدم الخسف بالجيش يعني القضاء على الامام (ع) وبالتالي عدم تحقق قيام الامام(ع).
    اليماني والسفياني:- وهي جزء من حركة الامام المهدي(ع) وقضيته فهما شطران من القضيه وتحققهما تحقق لجزء من القضية لان بتحقق اجزاء القضية تتحقق القضية ككل فانه لابد من ان تظهر دعوة الحق ودعوة الباطل ثم يقع بعد ذلك القتال بين المعسكرين ومن المعلوم ان دعوة الحق تتمثل باليماني فهو الذي يدعو الى الله والى الامام المهدي(ع) وانه يتحرك بتوجيه من الامام (ع) كما ان الممثل لدعوة الباطل هو السفياني الذي يتحرك بتوجيه من الشيطان وعلى هذا لابد ان يمتاز المؤمنين من الكافرين وينحاز كل الى فريقه وجهته كما ان من المعلوم ان جميع الثورات فيها جهة مواليه وجيشا من المناصرين وجهة معادية وجيشا من الكافرين وهذا الشيء كما لايخفى جزء وشطرا من القضية التي لاتكتمل الا بتحقق اجزائها .
    فائدة العلامات الحتمية :-
    للعلامات الحتمية فوائد مشتركة واخرى خاصة بكل علامة على حده فاما الفائدة المشتركة فهي كون جميع العلامات الخمسة الحتمية اذا تحققت دلت على قرب القيام المقدس للامام المهدي(ع) وان كان بفترات متفاوتة . اما بالنسبة لفائدة كل علامة على حده فهو ما سنتعرض له الان ونبدا بالسفياني :-
    فائدة علامة السفياني:- كما لايخفى ان السفياني العدو الاكبر للامام المهدي(ع) وانه يخرج قبل قيام الامام(ع) ويبداحركته ويجمع الجيوش لمحاربة مذهب اهل البيت ومقاتلة انصار الامام المهدي(ع)كما انه صاحب فتنة كبيرة حيث انه يعيث في الارض فسادا وظلما واما ما تؤول اليه حركته ونتيجتها فانه سوف يقف بوجه الامام المهدي(ع) حينما يعلن ثورته المقدسة فيخوض بجيشه حربا ضد الامام(ع) تكون نتيجتها انتصار الامام (ع) وهزيمة السفياني وجيشه وقتله على يد الامام المهدي(ع) لذا فقد عد علامة من علامات الظهور الحتمية للتنبيه على خطر حركته وبيان انحرافه ولكي يحذر المؤمنين من سطوته او الوقوع في فتنته او الانجراف في حركته وهذه فائدة مهمة جدا كما يتضح لنا من خلال مناقشة هذه العلامة .
    فائدة الصيحة او النداء:- ان ما نستفيده من وقوع الصيحة او حدوث النداء اضافة لما ذكرناه من الادلة على قرب القيام المقدس فالذي نستفيده هو معرفة جانب الحق وتمييزه عن جانب الباطل فانه كما ورد تكون صيحتان واحده من جبرائيل في ليلة الثلاث والعشرين من شهر رمضان عند السحر والاخرى من الشيطان في عصر ذلك اليوم اما ما شاع بين عامة الناس من انتظار المهدي(ع) وعدم السير والالتحاق باي دعوة كانت حتى لو كانت دعوة اليماني الذي وصفته الروايات الشريفة باهدى الرايات وانتظار صوت الصيحة وقوعها عند ذلك ينصرون الامام (ع) اقول هذا الكلام غير تام لسببين فأما الاول فهو اذا فرضنا اننا كنا ننتظر حدوث الصيحة وحدثت فعلا فماذا نفعل عند ذلك ؟اين نذهب ؟ومن يدلنا على الامام المهدي (ع)؟وهو لم يظهر بعد .فأن وقوع الصيحة سابق كما هو معلوم لقيام الامام (ع) والامر الاخر هو مامدى صحت عملنا هذا من انتظار الصيحة وتركنا نصرة الامام (ع) بعدم التحاقنا بدعوة اليماني التي تكون قد سبقت الصيحة في حدوثها علما ان الامام الباقر(ع) يقول ان الملتوي على اليماني من اهل النار فقد ورد في الرواية الشريفة عن الامام ابي جعفر(ع) قال... وليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فانهض اليه فان رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل فهو من اهل النار لانه يدعو الى الحق والى طرق مستقيم) انظر عزيزي القارئ الى مدى مدح الامام الباقر(ع) لدعوة اليماني وكيف بين ان الملتوي عليه من اهل النار فكيف بمن ترك نصرته وهو الداعي الى الحق والى الامام (ع) كما ذكرت ذلك الرواية الشريفة وكيف انه يهدي الى طريق مستقيم .لذا فان من الواجب الالتحاق بدعوته وعدم التخلف عنها لعذر او لاخر متجاهلين قول الامام الباقر(ع) عندما يقول(واذا خرج اليماني فانهض اليه ) وبعد هذا البيان يتضح ان من ترك وتخلف عن الالتحاق بدعوة اليماني بحجة انتظار الدعوة فهو قد وقع في المحرم المنهي عنه وبذلك يكون من الملتوين عليه المستحقين لعذاب النار والعياذ بالله .
    قتل النفس الزكية :-
    حيث اننا لانستفيد من وقوع هذه العلامة الا الدلالة الاكيدة والقريبة جدا من قيام الامام (ع) حيث ان قتل النفس الزكية لايكون بينه وبين قيام الامام (ع) اكثر من خمسة عشر ليلة كما ذكرت ذلك الروايات ففي غيبة الطوسي عن صالح قال : ( سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ليس بين قيام القائم وبين قتل النفس الزكية الا خمسة عشر ليلة).
    الخسف بالبيداء :- ولانستفيد منه الا الدلالة والاشارة على ان الامام قد ظهر واشرق نوره على المعمورة وطلعت شمسه المضيئة لتكشف لنا دجى الليل المظلم اما اهم العلامات واكثرها فائدة فهي ظهور اليماني فاننا اضافة الى مانستفيده من الدلالة على قرب قيام الامام(ع) نستفيد ايضا فائدة غاية في الاهمية وهي اننا اذا علمنا بظهور اليماني امكننا الالتحاق به ونصرته فانه هو صاحب الدعوة للحق وللامام المهدي(ع) وهو الذي يدلنا وياخذ بايدينا الى نصرة الامام(ع)والتشرف بلقائه وخدمته ونصرته والالتحاق بجيشه فقد ورد في الروايات الشريفة انه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم ويدعو الى الامام المهدي(ع) ونصرته كما ان دعوته اهدى الدعوات جميعا لانه كما قال الشيخ علي الكوراني في كتابه عصر الظهور (ان ثورة اليماني اهدى لانها تحضى بشرف التوجيه المباشر من الامام المهدي(ع) وتكون جزءا مباشرا من خطة حركته (ع) وان اليماني يتشرف بلقائه (ع) وياخذ توجيهه منه ). ومن هنا تبرز جليا الفائدة الكبرى من هذه العلامة .
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة
يعمل...
X