من فكر السيد القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول المسدد والمنصور المؤيد ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الكرام .
ان للحرب قوانينها وللنصر مستلزماته ولله عاقبة الامور ففي البدء نريد طرح تساؤل مهم جدا الى الغرب وليعقلها اهل اللب في حياتهم وعاقبتهم ، ونحن نقول لهم لماذا تخوضون حربا خاسرة امام رجل منصور ؟ وهذا ما يعرفه الغرب من انه سياتي رجل منقذ ينقذ العالم من الظلم !وقبل ان نحصل على الجواب الشافي لا بد من طرح الادلة والاثباتات على اليقين الذي افردت به مفردات التساؤل من الحرب ونتيجتها الحتمية للغرب في خسارتها لها ومن هو المنصور ؟ ومن اين له قدرات النصر؟
ولكي نحصل على ضالتنا في الاجابة والمعرفة في تحصيل النتائج فلا بد من الخوض في ايات القرآن الكريم والروايات لاهل البيت لانها المترجم التام للاطروحة الالهية . ولذلك نرى ان قضية المنصور (ع) هي في رعاية الوعد الالهي الحق في اقامة دولة الحق واحقاق العدل ونشر التوحيد .
من هو المنصور؟
قال الله تعالى (( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا )) الاسراء33 . فعن الباقر(ع) في قوله ((ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)) قال: (الحسين) فلا يسرف في القتل ((انه كان منصورا)) قال : سمى الله المهدي المنصور كما سمى احمد محمدا وكما سمى عيسى المسيح (ع) .
وعن الصادق (ع) في ذكر نفس الاية الشريفة قال(ع): ذلك قائم ال محمد يخرج فيقتل بدم الحسين(ع) فلوا قتل اهل الارض لم يكن مسرفا وقوله لا يسرف في القتل ، لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا . ثم قال (ع) يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعال ابائها . وبعد معرفة شخصية المنصور والذي هو المهدي(ع) والقائم بامر الله والممدود من الله بمعونته نتوجه الى معرفة اسباب النصر الاكيدة والحتمية للامام المهدي(ع) ونجملها في امرين :-
الامر الاول : (وعد الله) قال تعالى(( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاَ )).
قال الصادق(ع) في معنى الاية ( عنى به ظهور القائم (ع))
وفي الغيبة للنعماني عن الباقر (ع) قال ( نزلت في القائم واصحابه ) .
وقال رسول (ص) (لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يفتح القسطنطينية والديلم ) . وبهذا تصريح تام من الله تعالى واهل البيت على ان الامر في القائم والقائم هو الموعود من الله بصلاح الكون وانتصار الحق كوعد غير مكذوب وبهذا يلزم التسديد التام من الله للامام المهدي(ع) بالنصر والظفر لا محالة وفتح الغرب له (ع) لانه المسدد من الله عز وجل .
الامر الثاني العهد المعهود ) وهو ما جاء في الرواية الذي معه هو العهد المعهود اليه من رسول الله باملائه(ص) وخط علي (ع) وفيه كما ورد : ( اقتل ، ثم اقتل ، ولا تستتيب احدا ) .
فبعد بيان هذا الامر يتبين لنا عمق التخطيط الالهي الخاص من شخص رسول الله(ص) لليوم الموعود والقائد المؤمل فكان منهج الحرب موضوعا من قبل رسول الله (ص) وموثقا بعلي(ع) ومحفوظا بايدي الائمة الاطهار (ع) وصولا بالامر الى صاحبه الامام المهدي (ع) فيلزم ذلك وجود التمكين والتسديد من الله لصاحب هذا الامر مما يؤيد تحركاته العسكرية باعلى صور القدرة والامكانيات المتطورة للسيطرة على المعارك وكسب الحرب ودحر العدو وفتح العالم . ومن اوجه التفوق للامام (ع) نوجزها من ناحيتين :
الناحية الاولى ( التسديد والقدرة من الغيب ) :
1- التسديد بالرعب : فعن محمد بن مسلم الثقفي قال سمعت ابا جعفر محمد بن علي (ع) يقول ( القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ....) فهذا تصريح واضح من اهل البيت (ع) في ان القائم بامر الله هو منصور بالرعب لا محالة ومؤيد من الله بالنصر وتسخرله الاشياء كلها لانه هو الخليفة المعد لقطع دابر الظلمة وتحطيم جبابرة العالم وقتل اساطين الكفر .
2-التمكين : ( قال ابو جعفرمحمد بن علي الباقر(ع) : نظر موسى بن عمران في السفر الاول الى ما يعطى قائم ال محمد من التمكين والفضل ، فقال موسى رب اجعلني قائم ال محمد فقيل له : ان ذلك من ذرية احمد ، ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك ، فقال مثله ، فقيل له مثل ذلك ، ثم نظر في السفر الثالث فراى مثله ، فقال مثله ، فقيل له مثله ) ! . وهنا يتضح بجلاء ما للقائم من تمكين من الله صرحت به الكتب السماوية وذلك لانه الموعود في اظهار امر الله عز وجل حتى ان كليم الله تمنى مقامه لعلو قدره عند الله تعالى .
3- صفة اصحابه وجيشه: فالمتصفح للروايات يرى ان صفات جيش الامام (ع) ليس لها مثيل في باقي الجيوش وذلك لان مناهج تلك الجيوش هي مناهج علمية فقط وساحات للتدريب البدني اما عند الامام (ع) فافراد جيشه يكونون مدربين بالتمحيص والتمييز والغربلة حتى تصدر موافقة انتمائه لجيش الامام المهدي(ع) من الله وليس من احد . قال تعالى (( فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا)) عن حمران قال كان الباقر (ع) يقرأ ((بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد ))ثم قال هو القائم واصحابه ، اولي باس شديد . ( تفسير العياشي ج/2 ص281
وقال تعالى: (( قال لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد )) عن ابي بصير عن الصادق (ع) قال: ما كان قول لوط (ع) لقومه : - ((لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد )) الا تمنيا لقوة القائم (ع) ولا ذكر الا شدة اصحابه وان الرجل منهم ليعطى قوة اربعين رجلا ، وان قلبه لاشد من زبر الحديد ، ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل .
4- الراية الغالبة : وهذه الراية الشريفة هي من تسديد الله عز وجل للامام المهدي (ع) فعن ابي بصير قال : (قال ابو عبد الله (ع) لا يخرج القائم (ع) حتى يكون تكملة الحلقة قلت وكم تكملة الحلقة ؟ قال : عشرة الاف جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية ويسير بها.......وهي راية رسول الله (ص) نزل بها جبرائيل يوم بدر ثم قال : يا ابا محمد ما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير قلت من اي شيء هي ؟ قال من ورق الجنة نشرها رسول الله (ص) يوم بدر ثم لفها ودفعها الى علي (ع) فلم تزل عند علي (ع) حتى اذا كان يوم البصرة نشرها امير المؤمنين (ع)ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها احد حتى يقوم القائم .. ويسير الرعب قدامها شهر وورائها شهر وعن يمينها شهر وعن يسارها شهر .
الناحية الثانية : القدرة بالاسباب المادية وتكون على وجهين :
الوجه الاول : طول عمر الامام (ع) فلو تنزلنا مع الفكر المادي الغربي وطرحنا اطروحتنا في قدرة الامام على النصر فقط بالنظريات العلمية المادية لا الغيبية . نستطيع القول ان طول عمر الامام (ع) الذي يبلغ ما يقارب1169سنة ما يكفي على اكتساب شخصه الشريف اعلى جوانب القوة والقدرة والتكامل كخليفة لله عز وجل حيث كانت له الفرصة على مدى عمره الشريف في الاطلاع على مجريات الحروب والخطط العسكرية والاحداث التي مر بها العالم وعاصر انشاء دول وتحطمها وبزوغ حضارات واندثارها مما يثبت لنا بالدليل على قدرته الفريدة في مضمار الحياة وهو اقدر على كشف مخططات العدو واستراتيجية عمله ومنهج ادائه وانواع تسليحه .
الوجه الثاني : الجانب الوراثي ،، فمن المعلوم ان لعلم الوراثة ونظرياته وتطبيقاته الاثر البالغ في حياة الانسان عبر الاجيال ولو امعنا النظر في سلالة المهدي (ع) لراينا انه علاوة على امتلاكه جميع صفات المعصومين فهو يمتلك صفات الانبياء كذلك اضافة لتكامل صفاته كارقى من باقي الصفات السابقة الذكر وذلك حسب نظرية تكامل الاجيال التي تكلم عنها السيد الشهيد الصدر فنرى انه (ع) يمتلك جميع صفات القائد والخليفة في الارض فمن هو جده ؟ومن هم ابائه؟ ومن هي امه التي تنحدر من نسل الروم الذي عرفوا بالحرب وشدة القتال وشاهدنا على هذا ما جاء في زيارة الناحية المقدسة ( السلام على ادم صفوة الله من خليقته ، السلام على نوح نبي الله وخيرته ،. . . . . ) وما جاء في زيارة وارث للامام الحسين(ع) : (........السلام على وارث محمد حبيب الله ، السلام على وارث امير المؤمنين ولي الله ) وهذا تصريح واضح من اهل البيت (ع) على وراثة الامام المهدي(ع) من ابائه واجدادة من ما يمكنه من اكتساب جميع قدرات الانبياء واهل البيت(ع) للاستخلاف على الارض ومن هذا التحليل نصل الى اهم النتائج ان الغرب يعرفون اكثر من غيرهم انهم يقاتلون رجلا منصور وهو الذي سيحطم عروش ممالكهم ولكن صبغة الاستكبار التي احترفوها استملكتهم فاصبحوا جنودا للشيطان معلنين الحرب على حزب الله وجنوده الاولياء ولكنها حربا خاسرة بكل المقاييس وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .