خير ما نفتتح به هذا البحث هو كلام سيد المرسلين ووالد البضعة الطاهرة الزهراء سيدة نساء العالمين فقد جاء عنه (صلى الله عليه . واله وسلم) {ما ازداد عبد علماً,فازاد في الدنيا رغبةً الا ازداد من الله بعداً} وقد قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)ايضاً{ اياكم والحسد فأن الحسد ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب} وعن سيدي ومولاي موسى بن جعفر (عليه السلام) عن ابائه(عليهم السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) قال:{قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ذات يوم لاصحابه:الا انه قد دب اليكم داء الامم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين....} وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال:{ان عندي الجفر الابيض- الى ان قال- فقال له عبد الله بن ابي يعفور اصلحك الله ايعرف هذا بنو الحسن فقال اي والله كما يعرفون الليل انه ليل والنهار انه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والانكار ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم} فانظر عزيزي القارىء الكريم كيف يفعل الحسد بصاحبه فيخرجه عن طريق الحق والهداية الى طريق الباطل والغواية نستجير بالله من ذلك ولا يخفى هذه الرواية التي تشير الى حسد بني فاطمة وهم بعض من ذرية الامام الحسن لابناء عمومتهم وسادتهم وأئمتهم.وعن علي بن الحسين(عليه السلام)جاء عنه في رواية طويلة:{ثم الحسد وهي معصية ابن ادم حيث حسد اخاه فقتله....} وعن ابي عبد الله قال:{ان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب} وهذه الاخبار المروية عن عترة الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)انما هي غيض من فيض في الحسد ذلك المرض الذي يأكل الدين اكلاً فلا يبقى منه شيئاً واعلم عزيزي القارىء ان ابغض الحسد ما كان بين العلماء والفقهاء الذين اصيبوا به حيث انه يقودهم الى الاختلاف الذي يكون سبباً لضلالة الناس وتيههم فأنه وكما قال سيد الاوصياء امير المؤمنين(عليه السلام){زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق}. واعلم عزيزي القارىء ان الحسد في اغلب احواله يكون بين اهل الصنف الواحد فأن الطبيب مثلا لا يحسد المهندس المتفوق او بالعكس ولكنه اذا حسد فأنه يحسد طبيبا ناجحا والعالم لايحسد التاجر غالبا انما اذا ازله الشيطان فأنه يحسد عالماً اخر اكثر منه شهرة وانصاراً وهكذا هو الحال في جميع اصناف البشر.عن ابي خالد الكابلي قال:لما مضى علي بن الحسين(عليه السلام) دخلت على محمد بن علي(عليه السلام) فقلت له:جعلت فداك قد عرفت انقطاعي الى ابيك وانسي به,ووحشتي من الناس قال:صدقت يا ابا خالد فتريد ماذا؟قلت جعلت فداك لقد وصف لي ابوك صاحب هذا الامر بصفة لو رأيته في بعض الطريق لاخذت بيده قال :فتريد ماذا يا ابا خالد؟ قلت:اريد ان تسميه لي حتى اعرفه باسمه فقال:سالتني والله يا ابا خالد عن سؤال مجهد,ولقد سألتني عن امر ما كنت محدثا به احداً ولو كنت محدثا به احدا لحدثتك ولقد سألتني عن امر لو ان بني فاطمة عرفوه حرصوا على ان يقطعوه بضعة بضعة.ومن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا كيف ان بني فاطمة يحسدون صاحب هذا الامر ومن حسدهم له انهم لو عرفوه لقطعوه ارباً ارباً او بضعة بضعة علماً ان بني فاطمة المقصودون هنا هما العلماء والفقهاء وانما يحسدوه لمقامه الذي وصل اليه.الخونة الذين يظهرون في اخر الزمان وانما يبغضونه ويحسدونه على ما اتاه الله من مقام وبسطة في العلم واعلم عزيزي القارئ انهم لا يحسدون الامام المهدي (عليه السلام) فيثقل عليك الامر وانما يحسدون صاحب هذا الامر وهو داعي الحق الذي يدعو لنصرة الامام(عليه السلام)حيث يكون اعلم اهل زمانه وقد حظي بلقاء الامام (عليه السلام) فلهاذين الامرين يحسده العلماء من بني فاطمة حتى انهم يريدون قتله واما الدليل على ذلك ففي نفس الرواية الشريفة حيث ان الراوي ابا خالد يطلب من الامام الباقر(عليه السلام)ان يعرفه باسم صاحب هذا الامر .فهل يا ترى ان شخص كابي خالد الكابلي لازم الامام علي بن الحسين (عليه السلام)وكان من خاصته واصحابه ومن ثم كان من اصحاب الامام الباقر (عليه السلام)لا يعرف اسم الامام المهدي (عليه السلام) الذي ذكره رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في احاديث كثيرة وذكره امير المؤمنين (عليه السلام)والحسن والحسين وجميع الصحابة وعلي بن الحسين (عليه السلام) فهل يعقل هذا ياترى؟ ثم ان الامام الباقر (عليه السلام) قد اخبره بان هذا السؤال مجهد وان الامام (عليه السلام)لا يستطيع الاجابة عليه وذكر اسم صاحب هذا الامر خوفاَعليه من بني فاطمة وقد اكد ان هذا الامر لايجوز التحدث به كثيراَ وهولا يخفى ليس على ولد فاطمة فقط بل على جميع الناس المطلعين على هذا الامر ولكن الحق ان صاحب هذا الامر الذي لم يصرح باسمه الامام الباقر ولا آبائه وابناءه المعصومين (عليه السلام)انما هو احد ممهدي الامام (عليه السلام) بل هو صاحب راية الامام (عليه السلام)وصاحب دعوته وامره . والذي يعرفه بني فاطمة كشخص طبيعي ولكنه بعد ان يحضى بشرف لقاء الامام المهدي (عليه السلام)ويعطيه من العلوم ،بحيث لايجاريه فيها احد يقع الحسد من بني فاطمة له ويحاولون قتله .ومما يؤكد هذا المعنى ما وقع بين يوسف (عليه السلام)واخوته حيث انهم حسدوه وارادوا قتله وهم عقلاء الباء اسباط اولاد انبياء حتى رموه في الجب فكيف لايقع بمن هو دونهم كما وان خير شاهد على ذلك ما وقع من جعفر الكذاب اخو الامام العسكري (عليه السلام)وعم الامام المهدي (عليه السلام)حيث انه حسد ابن اخيه على ما اتاه الله من فضله فوشى به عند الخليفة العباسي ونهب امواله واستولى على ميراثه وطلب الامر والامامة لنفسه فقد ورد في الكافي عن اسحاق بن يعقوب قالسألت محمد بن عثمان العمري(ره)ان يوصل لي كتابا قد سألت عن مسائل اشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عج):اما ماسالت عنه ـ ارشدك الله وثبتك ووقاك من امر المنكرين لي من اهل بيتنا وبني عمنا ـ فاعلم انه ليس بين الله وبين احد قرابه،ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل (بن نوح)اما سبيل عمي جعفروولده فسبيل اخوة يوسف،...)وبهذا يتبين ان علماء السوء المظلين الذين يظهرون في زمن الظهور المقدس للامام(عليه السلام)هم من يحسدون صاحب هذا الامر الذي هو الداعي الى الحق والى نصرة الامام المهدي (عليه السلام) كما اوضحنا وانهم يحاولون قتله بل انهم لو مسكوه لقطعوه بضعة بضعة حسب ما جاء في تعبير امامنا الباقر(عليه السلام) في الحديث المتقدم الذكر
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
فلسفة حسد بني فاطمة
تقليص
X
-
دع الحسود وما يلقاه من كمده كفاك منه لهيب النار في جسده
إن لمت ذا حسدٍ نفست كربته وإن سكت فقد عذبته بيده.
*******
- لله در الـحـســـد ما أعـدلـهْ... بـــدأ بـصاحـبـه فـقـتـلهْ.
*******
- الحاسد جاحد، لأنه لا يرضى بقضاء الواحد.
- قيل: يصل الحاسد خمس عقوباتٍ قبل أن يصل حسده إلى المحسود، أوّلها: غمٌ لا ينقطع، وثانيها: مصيبةٌ لا يؤجر عليها، وثالثها: مذمةٌ لا يحمد عليها، ورابعها: سخط الرب، وخامسها: يُـغْـلَـق عنه باب التوفيق.
*******
كل التحية والود للفرزدق العزيزعن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))
-
بارك الله فيك أخي العزيز(فرزدق)
مشاركاتك في غاية الروعة ومهمة
ومفيدة
أحسنت أخي وتقبل مروري المتواضعإن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .
تعليق
تعليق