معالجة الحاسد والمحسود
من كتاب
الحسد في مفهومه العلمي
من فكر السيد القحطاني
ذكرنا ابتداءاً تباين انواع الحسد واختلاف درجاته ، ومن خلال هذا التباين يختلف الحُساد بعضهم عن البعض الآخر ، فهنالك حالات شديدة يصلها بعض الحُساد فلا ينفع معهم شيئاً لأن الحسد قد تطبع في قلوبهم وعشعش في نفوسهم وأمير المؤمنين (عليه السلام) يقول :
( الحسد يميت الايمان في القلب كما يميت الماء الثلج )( مستدرك الوسائل ج12 ص18 ) .
ولا يجتمع الايمان مع الكفر في مكان واحد ، أما الذي لا زال في بداية الامر يمكن علاجه بإذن الله تعالى القادر على كل شيء ، فاللجوء الى الله والتوسل به والتوبة على ما قام به من حسد وأذى سببه للناس ، فمن الممكن ان يستجيب له المولى عز وجل ، وذلك بعد أن ينزع جميع ما في قلبه من غل وحقد على الناس .
وقد ورد عن أئمة الهدى (عليهم السلام) في معالجة الحاسد :
( أن يمدد الحاسد ويُصلي عليه صلاة الجنازة ) .
فإن لهذا الامر مدخلية مهمة في إضعاف الطاقة المتهيجة في جسمه وتقليلها الى ادنى مستوياتها ، فهنالك آثار روحية عديدة في صلاة الجنازة تتركها على جسد الحاسد ، وبالتالي إضعاف المجال المغناطيسي لديه ، وتقليل إنبعاث الأشعة ، ومع تكرار هذه الطريقة يتم معالجة الحاسد وتقليل آثاره المؤذية الى أدنى حد .
أما معالجة المحسود فتكون غسل جسد الحاسد بالماء وامرار الماء على أشد المناطق التي تتجمع فيها طاقته ، ومن ثم غسل جسد المحسود بهذا الماء ، وبالتالي شفاء المحسود من ضرر الحسد الذي يصيبه .
فقد ورد في الحديث عن محمد بن أبي إمامة بن سهل بن حنيف انه سمع أباه يقول : (اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر اليه ، وكان سهل شديد البياض حسن الجلد ، فقال عامر : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء ، فوعك سهل مكانه ، واشتد وعكه ، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بوعكه .
فقيل له : ما يرفع رأسه ، وكان قد اكتتب في جيش ، فقالوا له : هو غير رائح معك يا رسول الله ، والله ما يرفع رأسه .
فقال : هل تتهمون له أحداً ؟
فقالوا : عامر بن ربيعة ، فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتغيظ عليه وقال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ألا بركت ؟ اغتسل له ، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله إزراره ، في قدح ، ثم صب عليه من ورائه ، فبرأ سهل من ساعته) .
وفي رواية أخرى نحو ذلك : إلا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ألا بركت ؟ إن العين حق ، توضأ له ، فتوضأ له عامر .
من كتاب
الحسد في مفهومه العلمي
من فكر السيد القحطاني
ذكرنا ابتداءاً تباين انواع الحسد واختلاف درجاته ، ومن خلال هذا التباين يختلف الحُساد بعضهم عن البعض الآخر ، فهنالك حالات شديدة يصلها بعض الحُساد فلا ينفع معهم شيئاً لأن الحسد قد تطبع في قلوبهم وعشعش في نفوسهم وأمير المؤمنين (عليه السلام) يقول :
( الحسد يميت الايمان في القلب كما يميت الماء الثلج )( مستدرك الوسائل ج12 ص18 ) .
ولا يجتمع الايمان مع الكفر في مكان واحد ، أما الذي لا زال في بداية الامر يمكن علاجه بإذن الله تعالى القادر على كل شيء ، فاللجوء الى الله والتوسل به والتوبة على ما قام به من حسد وأذى سببه للناس ، فمن الممكن ان يستجيب له المولى عز وجل ، وذلك بعد أن ينزع جميع ما في قلبه من غل وحقد على الناس .
وقد ورد عن أئمة الهدى (عليهم السلام) في معالجة الحاسد :
( أن يمدد الحاسد ويُصلي عليه صلاة الجنازة ) .
فإن لهذا الامر مدخلية مهمة في إضعاف الطاقة المتهيجة في جسمه وتقليلها الى ادنى مستوياتها ، فهنالك آثار روحية عديدة في صلاة الجنازة تتركها على جسد الحاسد ، وبالتالي إضعاف المجال المغناطيسي لديه ، وتقليل إنبعاث الأشعة ، ومع تكرار هذه الطريقة يتم معالجة الحاسد وتقليل آثاره المؤذية الى أدنى حد .
أما معالجة المحسود فتكون غسل جسد الحاسد بالماء وامرار الماء على أشد المناطق التي تتجمع فيها طاقته ، ومن ثم غسل جسد المحسود بهذا الماء ، وبالتالي شفاء المحسود من ضرر الحسد الذي يصيبه .
فقد ورد في الحديث عن محمد بن أبي إمامة بن سهل بن حنيف انه سمع أباه يقول : (اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر اليه ، وكان سهل شديد البياض حسن الجلد ، فقال عامر : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء ، فوعك سهل مكانه ، واشتد وعكه ، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بوعكه .
فقيل له : ما يرفع رأسه ، وكان قد اكتتب في جيش ، فقالوا له : هو غير رائح معك يا رسول الله ، والله ما يرفع رأسه .
فقال : هل تتهمون له أحداً ؟
فقالوا : عامر بن ربيعة ، فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتغيظ عليه وقال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ألا بركت ؟ اغتسل له ، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله إزراره ، في قدح ، ثم صب عليه من ورائه ، فبرأ سهل من ساعته) .
وفي رواية أخرى نحو ذلك : إلا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ألا بركت ؟ إن العين حق ، توضأ له ، فتوضأ له عامر .