إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سقوط بغداد وعلاقته بمجيء المسيح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سقوط بغداد وعلاقته بمجيء المسيح

    سقوط بغداد وعلاقته بمجيء المسيح

    يربط بعض الناس احتلال العراق من قبل امريكا في عام 2003 عموما" وسقوط بغداد على وجه الخصوص ، انه حدث له علاقة بمجيء المسيح الثاني وقرب الدينونة ، والواقع ان تلك الأفكار لم تاتي من فراغ بل كان منشاها الكتاب المقدس نفسه واصلها يرجع للآيات عديدة ذكرت في الكتاب بعهديه القديم والجديد ، وعلى الرغم من ان بغداد تعرضت للعديد من الهجمات الشرسة كمدينة من قبل حكام متسلطين ومتجبرين على مر التأريخ ولمختلف الدوافع لسنا هنا بصدد نقاشها ، يصل عدد مرات احتلالها الى زهاء عشرين مرة من هولاكوعام 1258م الى السلطان العثماني سليمان بغداد عام 1534 م ، وكان آخرها دخول الولايات المتحدة وحلفاؤها والذي لفت الأنظار الى الخارطة القادمة للشرق الأوسط وما سيحدث في قادم الأيام ، وعلى اية حال فأن الكتاب المقدس لم يذكر صراحة" اسم بغداد في اي سفر من اسفاره ربما ، لكن وجدنا ذكر مدينة "بابل" في مواضع عديدة من الكتاب المقدس وهي من المدن التي تحدث عنها الكتاب كثيرا" وحول مجيء يوم عظيم مستقبلي ستدان فيه دينونة شديدة بحيث تعرى ويقتل ابنائها ويهرب منها التجار واصحاب الصنائع والحرف ، وتنوح عليها القبائل وكل من تنعم فيها ، والغريب اننا نجد تأكيد نبؤاتي واضح على هذا المستقبل الذي ستلاقيه بابل ، وقد سجل لنا التأريخ في سجلاته القديمة عن نهوض مملكة بابل ومن ثم افول نجمها وسقوطه في ازمان عديدة اهمها ربما زمان الملك نبوخذنصر الذي حكم بابل العظيمة في ذلك الوقت ، بابل قد حظيت بأهتمام النبؤات اكثر من غيرها من المدن –كما سنتحدث في فصل لاحق – ولا سيما قضية سقوطها وارتباطها بمجيء المخلص كما ورد في سفر الرؤيا : (ثم تبعه ملاك آخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها ) رؤيا 14 : 18 ، ( وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا" سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنا" لشياطين ومحرسا" لكل روح نجس ومحرسا" لكل طائر نس وممقوت ) رؤيا 18 : 2 ، لقد حيرت هذه الرؤيا المفسرين على مر التأريخ لأن سفر الرؤيا ببساطة سفر يتكلم بلغة الرمزية كما لا يخفى ، لكن العلماء والباحثين والمفسرين بالغوا في التعامل مع سفر رؤيا يوحنا بالرمزية الى الدرجة الذي اعتبر اشبه بسفر خرافي اشبه ما يكون بأسطورة او ملحمة من ملاحم كلكامش او هوميروس ، في حين ان الفرق واضح بين المنهجين ، فسفر الرؤيا سفر مقدس وكلام وحي الهي لا شك فيه فلا يمكن تقريبه بأي وجه من الوجوه الى الأسطورة او الخرافة كما يفعل المفسرين ، وهم وان كانوا لم يصرحوا بهذه النظرة الا ان القاريء حينما يبحر في تفسيراتهم العقلية والفلسفية الخاصة بالرؤيا يشعر انه امام كلام مبهم ووحي غامض لا يعطي حقا" او يصد عن باطل ، فمثلا" مدينة بابل قد ذكرت في كلا العهدين بانها مملكة او مدينة ستكون علامة سقوطها دلالة على قرب المجيء للمخلص الموعود ، لكننا نجد ان مفسرا" مثل القمص تادرس يعقوب ملطي بعد ان يشرق ويغرب في التفسيرالشخصي لسفر الرؤيا ، يستنتج ويقول ان بابل هنا لا تعني مدينة معينة بل هي تعبير عن مملكة الشر بشكل خاص : (هذا يكشف لنا أنه لا يقصد ببابل بلد معين ولا فترة معينة، بل كل المعاندين الذين احتقروا دم الأنبياء والقديسين وسفكوا دم شهود الرب. إنه حديث يميل إلى التعميم أكثر منه تخصيص فترة ضد المسيح وحدها. وهذا ما أخذت به حتى الكنائس غير الرسوليّة ) شرح الكتاب المقدس / تادرس يعقوب ملطي .
    وهذا الكلام مخالف لنص الرؤيا ، فالرب الذي اوحى هذا السفر واعطاه ليوحنا كان يعلم جيدا" ان هذه الرموز انما تحتاج الى مفسر ولذلك قال له في موضع آخر صريح : (ثم قال لي الملاك لماذا تعجبت.انا اقول لك سر المراة والوحش الحامل لها الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون ) رؤيا 17 : 7 ، اذن لماذا لا ناخذ التفسير من الملاك نفسه ؟...من الوحي نفسه بدلا" من اللجوء للعقل والرأي والتكهن الذي لا يفيدنا في العقيدة ولا الأيمان ؟!...لننظر ما يقول الملاك عن رمز المرأة والى ما تشير : ( والمرأة التي رأيت هي المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك الأرض ) رؤيا 17 : 18 ، وهل بعد هذا الكلام والوحي ما يحتاج الى بيان وتفسير ؟...وحي يفسر بعضه بعضا" ، لكن كل ما نحتاجه الى تجميع النبؤات وربط الرموز والحقائق النبؤاتية كي نصل للحقيقة والصواب ، ولكي نفهم من هي تلك المدينة نحتاج الى ان نقرا بقية الأوصاف والنعوت التي ذكرها السفر ومنها انها جالسة على المياه الكثيرة ، وحتى المياه الكثيرة هي رمز محلول وليس مبهم فقد فسره الملاك بنفس الطريقة للقديس يوحنا بقوله : ( وتكلم معي قائلا" لي هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة ..المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي شعوب وجموع وامم والسنة ) رؤيا 17 : 1 ، 15 ، وقد ذهب اكثر المفسرين ان معنى الأمم والشعوب هم من ينتمون الى مملكة الشر الأخيرة قبل مجيء المسيح والمتمثلة بمعسكر "ضد المسيح" او المسيح الكذاب ، لكن هذا المعنى غير صحيح والدليل هو نص آخر يقول فيه في الرؤيا : ( اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها ) رؤيا 18 : 4 ، فهذا دليل ان ليس كل الشعوب والناس الذين فيها هم من اتباع الدجال ضد المسيح بل فيهم من "شعب الله" او الصالحين او المختارين الذين يريد الرب ان ينجيهم من دينونتها وعذابها .
يعمل...
X