إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية الملك الروحي على الصليب كما يقول (الآرذدوكس والكاثوليك)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية الملك الروحي على الصليب كما يقول (الآرذدوكس والكاثوليك)


    نظرية الملك الروحي واتمامه على الصليب كما يقول الآرذدوكس والكاثوليك


    قلنا في مقدمة البحث ان الطوائف المسيحية الرئيسية لها اكثر من نقطة خلافية واشرنا الى بعض منها في تمهيد الكتاب ، والآن سنسلط الضوء على واحدة من تلك النقاط وهي قضية الملك الروحي للمسيح والذي يقول او يؤمن به كلا" من الآرذدوكس والكاثوليك معا" وهما طبعا" الطائفتين الأكثر انتشارا" في العالم المسيحي اليوم ومنذ زمن ، وقد بحثنا عن اصل هذه النظرية في الكتب فوجدنا ان اصل هذه الفكرة او النظرية يرجع الى القرن الثالث الميلادي حيث كانت نظرية الملك الأرضي للمسيح على الأرض هي الأسبق الى اذهان المؤمنين بيسوع في القرنين الاولين وحتى بداية ومنتصف القرن الثالث حيث بدأ بعض الرجال في كنيسة الأسكندرية الشرقية مثل العلامة (اوريجانوس) والبابا (ديونسوس الأسكندري) وهما قد زرعا البذرة الاولى لهذه النظرية حتى جاء من بعدهما القديس (اوغسطينوس 354-430 م) والذي بدوره دافع عن الملك الروحي للسيد المسيح الذي بدأ على الصليب كما يقول وان الكنيسة في الحاضر هي ملكوت المسيح على الأرض ، وان المسيح يحكم الآن مع قديسيه واننا نجوز الآن قيامتنا الاولى غير المنظورة ، وان الموت الثاني الجسدي لن يكون له سلطان علينا لأننا غلبن الموت الأول (الخطية) واعتبر ان كل من ينادي بالملكوت الألفي دون ان يدري يلغي حقيقة هذا الملكوت الحاضر الذي اسسه المسيح على الأرض (مصدر كتاب مجيء المسيح الثاني القس ابو الخيرص 160) ، اذن فقد بدات الفكرة في هذه الفترة بالذات وكان للكنائس الشرقية دور كبير كما يبدو في بلورة هذا المفهوم ومه انتشر الى سائر الكنائس ، وان لهذه النظرية الأثر البالغ فيما بعد في اضفاء الصبغة الروحية على العقيدة المسيحية ككل ، فقد القت بظلالها على الطقوس الكنسية والأسرار وحتى التعامل مع الناموس الألهي الذي في العهد القديم ، فأصبحت شرائع ربانية كانت ثابتة في الأيمان مثل الختان والزواج والطلاق متحركة عن مكانها القديم بتأثير هذا الفكر والاتجاه الروحاني ، حتى الجنة والنعيم في الفردوس اصبح روحيا" فقط بعد ان كانت تشترك الروح مع الجسد في مفهومه السائد في العهد القديم ، اضافة" الى محاولة مخالفة اليهودية في الكثير من مفاصلها ومبتنياتها بسبب موقفهم الرافض للأيمان بيسوع المسيح ، واننا نجد اليوم ان كنائسنا تفخر على باقي الأديان الرئيسية في العالم (اليهودية والأسلام) من ناحية تعاملها مع شريعة الرب من زاوية روحية لافتة اكثر مما سواها ، بينما تتهم كلا الديانتين انهما اوغلا في الامور والقضايا المادية وتعاملت عقائدهما وشرائعهما مع الله بحسب المنظور الجسدي المادي بعيدا" عن الروح وتساميها ورقيها ، ولهذا فان نظرية الملك الروحي لم تنفصل عن هذه الأيدلوجية في الفكر والتشريع ، صار آباء الكنيسة منذ ذلك الحين ينادون في كل المحافل ان وعد الرب قد نحقق يوم علق المسيح على الصليب ، يقول الأنبا شنودة الثالث في كتابه (تاملات في الجمعة العظيمة) بهذا الخصوص : ( يظن البعض ان اصلح صورة للسيد المسيح كملك هي صورته وهو داخل اورشليم والناس حوله بسعف النخل واغصان الزيتون يهتفون : اوصنا يا ابن داوود ، ولكنني ارى ان اصلح صورة للمسيح كملك ، هي صورته وهو مصلوب ، ينطبق عليها قول الوحي في المزمور "الرب ملك على خشبة" ذلك لأنه على الصليب اشترانا بدمه (رؤ 5: 9) فصرنا مكلا" له ، وهكذا ملك الرب على العالم الذي اشتراه ، وهكذا بدات مملكة روحية للرب .. ونحن ننظر الى هذا الملك الذي اشترانا ونغني له في يوم الجمعة الكبيرة لحن (بيك اثرونوس) اي عرشك يا الله الى دهر الدهور ، قضيب الأستقامة هو قضيب ملكك ..) (مصدر كتاب شنودة تاملات في الجمعة العظيمة ص ؟) ، ولكي تتوضح الصورة التي رسمناها وقلنا فيها ان التوجه الروحي هو الطاغي على الفكر المسيحي في كل الأتجاهات دون استثناء بما فيها قضية ملك المسيح نورد نصا" ىخر للأنبا شنودة الثالث في كتاب ىخر هو (احد الشعانين) وقال فيه : ( فما المعنى الروحي لجلوسه على كرسي داوود ابيه ؟.. كان لداوود في الملك قصة ، لقد مسح ملكا من صغره ولكنه لم يتسلم ملكه بعد مسحه مباشرة ، ولكن انتظر فترة حتى مات شاوول الملك المفروض وحينئذ ملك داوود ، وهكذا السيد المسيح مسح ملكا" بزيت البهجة اكثر من فقائه وغنى له المرتل في المزمور :" قضيب الأستقامة هو قضيب ملكك" (مز 44) ، ولكنه انتظر حتى ابصر الشيطان رئيس هذا العالم (يو 12 : 31) ساقطا" مثل البرق من السماء (لو 10 : 18) ثم ملك الرب اخيرا" على خشبة (مز 95) ..) (مصدر كتاب احد الشعانين ص؟) ، ان احد اهم مقومات النظرية بالأضافة الى ما ذكرنا هي فهم بعض النصوص الكتابية من كلا العهدين بما يتلائم مع هذا التوجه ، ويقال ان المسيح قد رفض الملك الأرضي وقال في الأنجيل : ( مملكتي ليست من هذا العالم ، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم لليهود ولكن الىن ليست مملكتي من هنا ) يوحنا 18 : 36 ، ويستدلون ايضا" بقضية دخوله الى مدينة اورشليم حيث حاولت لجامهير من شدة فرحها ان تقيمه ملكا" عليها لكنه رفض ذلك عندما انصرف الى الجبل : ( قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم ، واما يسوع فأذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا" انصرف ايضا" الى الجبل وحده ..) يوحنا 6 : 14 – 15 ، وهناك نص آخر يسحب الى دلائل النظرية ذاتها وهي حين اراد ابليس اللعين ان يجرب يسوع واراه جميع ممالك الأرض ، وقد قالوا ان هذا يؤكد ان المسيح يرفض الحكم الأرضي ،


    النتيجة التي وصلت الينا من خلال قراءة هذه المختارات من كلام الآباء الآرذدوكسيين هي ما يرونه ان وعد الرب في تنبؤات العهد القديم وآياته انما قد تحقق بكل اشكاله في زمن المجيء الاول ، وصارت كنيستهم الأرضية هي مظهرمن مظاهر ملكوته على القلوب والأجساد سوية ، وهم بذلك يرفضون كل مبدأ قائل بحتمية الملك الأرضي في آخر الأيام ، وهو مع ذلك لا يرفضون الدينونة الأخيرة او القيامة الاولى بل انهم يعتقدون بمجيء يوم الرب الذي سيخلص في مختاريه ويختطفهم الى ملكوته السماوي كما يقول الأنبا : ( ونحن نؤمن انه ياتي في ملكه ليدين الأحياء والاموات الذي ليس لملكه انقضاء ، وقد سماه الانجيل ملكا" في دينونته اذ يقول ذلك : " ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم " متى 25 : 34 ، ونحن ننتظر ملكوته هذا حينما ياتي في مجد ابيه ، على السحاب مع ملائكته ، في ربوات قديسيه ..) (المصدر : كتاب احد الشعانين للبابا شنودة الثالث ص ؟) ، هذه هي مجمل العقيدة والنظرية القائلة بتحقق ملك المسيح الروحي على الصليب ورفضه على الأرض مع انتظار دينونة اخروية وملكوت اخير حين ياتي المسيح في مجده ومجد ابيه في السماوات على سحابة ليجمع مختاريه وبعدها تقوم الدينونة وينهض الاموات من قبورهم وتبدأ ثم تنتهي المحاكمة الأاهلية العادلة ، نحن قد اختصرنا الكثير من الشرح واخترنا النماذج من الأدلة التي يعتقد بها ابناء الكنيسة التقليدية حول هذه القضية لأننا لو اطلقنا العنان للسرد والتفصيل فاننا سنحتاج الى عدد كبير من الصفحات لا ناسب بحثنا الموجز الذي يهدف لتعريف القاريء البسيط والمثقف على حد سواء بهذه الأفكار الدينية ، لونود ان نذكر القاريء اننا سنناقش مدى صحة هذه النظرية ونطرح اشكالات عديدة حولها ، ونحاول ان نضع الأدلة التي طرحها الآباء الكنسيين في استدلالهم حول صحة نظريتهم في الملك الروحي هذا ولكن بعد ان نلقي نظرة سريعة كذلك وموجزة نوعا" ما عن النظرية الأخرى التي تقف قبال نظرية الملك الروحي ، ونعني بها نظرية الحكم الألفي او ( ملك المسيح الأرضي ) او (ملكوت المسيح على الأرض ) والتي قال بها اكثر من قال هم الطوائف المخالفة للآرذدوكس والكاثوليك وغريمهما المعروف (البروتستنات) وبعض اصحاب المدرسة التدبيرية القديمة وحتى السبتيين (الأدفنتست) وكل تلك الطوائف والملل تقول بالملك او الملكوت الأرضي .



    عن كتاب (المسيح قادم في العراق) / بقلم تلامذة السيد المسيح - الفصل الثاني
يعمل...
X