إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية الحكم الأرضي الألفي للمسيح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية الحكم الأرضي الألفي للمسيح

    نظرية الحكم الألفي او الملك الأرضي للمسيح



    هي النظرية القائلة بضرورة وحتمية مجيء المسيح الثاني ليملك ويقيم دولته ومملكته على الأرض وذلك بعد الاختطاف والضيقة العظيمة لمدة الف سنة حرفية على الأرض يعم فيها السلام والرخاء ولا يكون فيها اي نوع من الحروب ، وتكون هذه الفترة هي العصر الذهبي الذي يدوم فيه السلام على الأرض فيسكن فيها الذئب مع الخروف ويعيش فيها الانسان مع الحيوان دون ان يخاف احدهما من الآخر ، بل يلعب الطفل مع شبل الأسد ، وتنتج الأثمار والفواكه بمثل احجامهما الحالية عشرات المرات ، وهي فكرة مستمدة في الأساس وفق فهم نصوص الكتاب المقدس بشقيه القدديم والجديد ، وسنستعرض هذه النصوص لكي نناقش اصل هذه النظرية ن لكن قبلها نحب ان ننوه اننا وجدنا ان اصل هذه النظرية او الفكرة والعقيدة انما يعود الى القرن الاول الميلادي على يد آباء الكنيسة القدامى من امثال (بابياس واريناؤس و يوستينوس الشهيد و ترتليان و هيبوليتوس و ميثوديوس و كودميانوس و لاكتانيوس ، حيث يقول بابياس (60-130 م) اسقف هيرابوليس انه سيكون هناك الف سنة بعد القيامة من الاموات يملك فيها السيد المسيح على الأرض مع قديسيه لمدة الف سنة ، وقد ركز فيها على الملاذ الحسية والجسدية فقال " ستأتي ايام تنمو فيها الكروم ، وعلى كل كرمة عشرة آلاف غصن ، وعلى كل غصن عشرة آلاف غصن صغير ، وفي كل غصن صغير حقيقي عشرة آلاف نصل ، وعلى كل قمحة ستنتج عشرة آلاف سنبلة ، وكل سنبلة ستنتج عشرة آلاف حبة قمح ن وكل حبة ستنتج عشرة آلاف رطل من الدقيق الفاخر " ، وكتب يوستينوس الشهيد يقول " نحن واثقون أنا والآخرون الذين لنا فكر سليم في كل الأمور كمسيحيين - من أنه سيكون هناك قيامة من الأموات وألف سنة في أورشليم التي ستبنى آنذاك وتزين وتتسع " . ولكنه عاد وقال أيضا " أن كثيرا من المسيحيين المعتبرين لا يأخذون بهذا التعليم ولا يقرونه " ، وقال ترتليان ( 150 - 225م ) " نعترف بأن لنا وعدا بمملكة على الأرض ، في حين أنها قبل السماء ، وإنما في حالة أخرى من الوجود ، بقدر ما ستكون بعد القيامة لمدة ألف عام في مدينة أورشليم التي يبنيها الله " ، كما ربط اريناؤس أسقف ليون (130 -202م ) ، وتبعه فيما بعد كل من كوموديانوس ( حوالي 250م ) وفيكتورينوس الذي كتب أقدم تفسير لسفر الرؤيا (حوالي 280م) وكذلك أيضا معاصره لاكتانيوس ، بين الملك الألفي للسيد المسيح وبين الرأي القائل بأن عمر العالم سبعة آلاف سنة فقط على أساس أن الله خلق الأرض في ستة أيام واستراح في اليوم السابع ، واليوم عند الله يساوى ألف سنة ، لذا فالمسيح سيأتي بعد خليقة آدم بستة آلاف سنة ويكون اليوم السابع أو الألف السابع هو يوم الراحة أو الملك الألفي السعيد . ويرى المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري المعاصر لمجمع نيقية أن هذه الأفكار انتقلت إلى الأباء عن طريق بابياس أسقف هيرابوليس الذي يصفه بأنه " محدود الإدراك " فيقول " ويدون نفس الكاتب ( أي بابياس ) روايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد غير المكتوب وأمثالا وتعاليم غريبة للمخلص ، وأمور أخرى خرافية . ومن ضمن هذه الأقوال انه ستكون فترة ألف سنة بعد قيامة الأموات ، وأن ملكوت المسيح سوف يؤسس على نفس هذه الأرض بكيفية مادية . وأظن أنه وصل إلى هذه الآراء بسبب إساءة فهمه للكتابات الرسولية ، غير مدرك أن أقوالهم كانت مجازية . إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه . وإليه يرجع السبب في أن الكثيرين من آباء الكنيسة من بعده اعتنقوا نفس الآراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عاش فيه ، كإريناؤس مثلا وغيره ممن نادوا بآراء مماثلة " ( ك39:3 ) .
    وقد ذكرنا مسبقا" ان نظرية الحكم الروحي على الصليب انما نشطت بعد ظهور هذه النظرية الألفية ، بمعنى ان نظرية الحكم الأرضي المادي كان مولودا" قبيل ولادة نظرية الحكم الروحي بحوالي قرنين من الزمان ، غير ان ظهور النظرية الأخيرة ادى الى انتشارها بشكل اكبر من نظرية الحكم الأرضي المادي ، لكن سرعان ما عادت مرة اخرى بالظهور من جديد بعد ظهور حركة مارتن لوثر الأصلاحية ابان القرن السادس عشر وانتشرت بقوة في المانيا وباقي دول اوربا في القرنين السابع والثامن عشر ، وتوسعت النظرية والفكرة اكثر مع دخول القرن التاسع عشر حيث ظهرت حركة الاخوة(البليموث) ووصلت الى امريكا وباقي الدول ، هذه الحركة سميت بال(الحركة التدبيرية) ، يرجع تاريخ هذه المدرسة التفسيرية التدبيرية إلى " حركة الأخوة البليموث " كما قلنا، والتي نهضت في إنجلترا وأيرلندا حوالي سنة 1830م ، أي في الفترة التي حدد فيها الكثيرون تواريخ محددة للمجيء الثاني ونهاية العالم . وغالبا ما يؤرخ لتاريخ هذه الحركة بمقال نشره جون نيلسون - 1882م ) بعنوان " اعتبارات لطبيعة وحدة كنيسة المسيح " . وعرف أتباع هذه الحركة غالبا ب " الأخوة البليموث " لأن مدينة بليموث في إنجلترا كانت من أقوى مراكزهم . كما دعيت الحركة أيضا بالداربية ، وقد ركزت هذه الحركة على الكنيسة والنبوة ، وخاصة المجيء الثاني للسيد المسيح والذي توقعوا أن يأتي في لحظات قريبة جداً ، في أيامهم ، وفسروا نبوات ورؤى العهد القديم ، الخاصة بإسرائيل ، وسفر الرؤيا تفسيرا حرفيا دون أن يضعوا في الاعتبار الأسلوب الرمزي والمجازى الذي تتصف به معظم النبوات والرؤى ، بل وطبقوا الكثير من النبوات التي تمت بالفعل على إسرائيل بعد سبى بابل وقبل تجسد السيد المسيح على إسرائيل في المجيء الثاني ، وطبقوا بعض الأحداث التي تمت تاريخيا مثل دمار الآشوريين لمملكة إسرائيل أو الأسباط العشرة تطبيقا نبويا وخرجوا منها بشخصية ما يسمى بالآشوري الذي سيحاول تدمير إسرائيل قبل الملك الألفي مباشرة !! وصوروا الأحداث السابقة للمجيء الثاني بمنظور إسرائيلي بحت وبصورة أقرب ما تكون لما كان يحدث بين إسرائيل وجيرانها في فترة الأنبياء عندما كان الله يتدخل لنجدتهم عندما يحيط بهم الأعداء . كما اعتبروا أن كل تاريخ الكتاب المقدس ، بل والتاريخ البشرى كله ، مرتبط بإسرائيل كشعب الله إلى الأبد ، وأن المسيح لابد أن يأتي ليحكم العالم من خلال اليهود ، وأن الكنيسة ما هي إلا فترة عارضة في التاريخ ، ظهرت عندما فشل اليهود في قبول المسيح ورفضوه فرفضهم الله إلى حين " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله " (يو11:1-13) . كانت " فترة الكنيسة ، في نظرهم ، فترة عارضه لا علاقة لها بالأزمنة النبوية 000 إن النبوات الكتابية مرتبطة بالأرض والشعب الأرضي وليس بالسماء والسماويين ، لأن الكنيسة دعوتها سماوية وليست أرضية " كانت المواعيد لإسرائيل بحسب الجسد أما الكنيسة فمواعيدها سمائية بدأت بحلول الروح القدس بعد الصعود مباشرة وستنتهي بارتفاع الروح القدس في الاختطاف قبل الضيقة العظيمة والملك الألفي ، لتعود السيادة والريادة لإسرائيل من جديد ، في نهاية " أزمنة الأمم "وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم " (لو21 : 24) أو " ملء الأمم " أن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل إلي أن يدخل ملؤ الأمم " (رو25:11) . وفيما يلي جوهر عقائد هذه المدرسة المنتشرة في عده مذاهب بروتستانتية مثل الأخوة البليموث ، كنائس الأخوة المختلفة ، والكنائس الخمسينية والمعمدانية والرسولية ونهضة القداسة وبيت عنيا ومن تأثر بكتبهم وغيرهم .



    يتبع ...

  • #2
    التدابير السبعة



    تؤمن هذه المدرسة ، التدبيرية ، أن خطة الله للبشرية مكونة من سبعة تدابير أو " التدابير السبعة " التي هي " مراحل خطة الله للبشرية " من خلق آدم وحتى نهاية العالم ، والتدبير في نظرهم هو " اصطلاح 000 يعنى نظام إلهي معين يحكم علاقة الإنسان بالله خلال فترة من الزمان قد تطول وقد تقصر ، فيها ومن خلال هذا النظام يختبر الله مدى نجاح الإنسان في طاعته وفى خضوعه لتعليماته ووصاياه "(4).وهذه التدابير السبعة هي :
    (1) تدبير البراءة ؛ أو الإنسان في طهارته الأولى قبل السقوط والطرد من جنة عدن . فقد خلق الله آدم طاهرا لا يعرف الشر ، أي ، في حالة براءة ووضعه في جنة عدن وسلطه على جميع المخلوقات على الأرض وكان عليه أن يكون خاضعا لله حاكمه الأعلى وأوصاه أن يأكل من جميع شجر الجنة فيما عدا شجرة معرفة الخير والشر التي أن أكل منها موتاً يموت وذلك اختبار لطاعته وخضوعه لله . ولكنه سقط في الخطية ومخالفة وصية الله فصار تحت حكم الشيطان ، واستحق الطرد من جنة عدن . ومن ذلك الوقت صار الشيطان رئيسا لهذا العالم .
    (2) تدبير الضمير ؛ أو الفترة التي عاشها الإنسان الساقط تحت حكم ضميره ، بدون ناموس مكتوب ، من طرد آدم من جنة عدن وحتى الطوفان . فقد صار الإنسان تحت حكم الشيطان ولكنه صار أيضا ، بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، مميزا للخير والشر ، لديه ملكة التمييز بين الخير والشر ، أي الضمير ، ومن ثم فقد صار يعيش تحت حكم ضميره الذي كان عليه أن يدفعه لفعل الخير والامتناع عن الشر ولكنه باختياره أستسلم وخضع للشيطان " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وان كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم 000 فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته "(تك5:6،7) .
    (3) تدبير الحكومات البشرية ؛ الإنسان الساقط تحت حكم السيف ، الحكومات البشرية ، من الطوفان وحتى بلبلة الألسنة في بابل وتشتت الإنسان على وجه الأرض . فقد صار الإنسان بعد الطوفان تحت حكم الحكومات البشرية والحكام الطغاة وكان أول هؤلاء الحكام الطغاة هو نمرود مؤسس مملكة بابل ، المكان الذي بلبل الله فيه الألسنة عندما تجمع أحفاد نوح لبناء برج يقيهم خطر الطوفان إذا تكرر مرة أخرى متحديين بذلك لله ‍‍!! بالرغم من أن الله كان قد وعدهم بعدم تكرار مثل هذا الطوفان ، ولكن بدلا من طاعة الله فقد تمردوا عليه وانساقوا في عمل الشر .
    (4) تدبير الوعد بالحكم لنسل إبراهيم ؛ من دعوة إبراهيم وحتى العبودية في مصر . دعا الله إبراهيم من وسط سلالة مؤسسي بابل المشتتة وكان يدعى إبرام فدعاه ، بعد ذلك ، إبراهيم أي أب لجمهور ، ليكون أبا وأصلا لنسل يؤمن بالله ويعبده ويطيعه شهادة له في وسط عالم مرتد " الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طرقهم مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد " (أع16:14،17) . ووعد الله أن يكون نسل إبراهيم الذي هو " المسيح " (غل15:3،16) وارثا للعالم " (رو15:11) أو ملكا عليه لينزع منه الأوثان والوثنيين والطغاة ويجعل الله معبود الباقين الأوحد وحاكمهم الأعلى الذي إياه وحده يعبدون ويطيعون . ولكن بسبب خطايا يعقوب وأولاده قضى الله عليهم بالعبودية في مصر .
    (5) تدبير الناموس ؛ أو الحياة بحسب ناموس موسى ، من الخروج من مصر إلى يوم الخمسين الذي أنسكب فيه الروح القدس على التلاميذ . وينقسم هذا التدبير إلى أربعة مراحل :
    1- المرحلة الأولى من خروج بنى إسرائيل من مصر إلى نهاية حكم الملك سليمان.
    2 - المرحلة الثانية من انقسام المملكة بعد حكم سليمان إلى السبي البابلي .
    3 - المرحلة الثالثة من الرجوع من السبي إلى نهاية العهد القديم .
    4 - المرحلة الرابعة من بداية العهد الجديد إلى يوم الخمسين .
    وفى كل هذه المراحل فقد أخطأ بنو إسرائيل وحادوا عن الله وعبدوا الأوثان فانتهت المرحلة الأولى منها بانقسام المملكة والثانية بدمار أورشليم والهيكل والسبى إلى بابل والثالثة انتهت بسقوطهم تحت حكم دول مختلفة ، والرابعة انتهت برفضهم للمسيح ملكهم فرفضهم الله كشعبه ومملكته وسلمهم للسيف وللأمم ، فترة تسمى بأزمنة الأمم " ويقعون بفم السيف ويسبون إلى جميع الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم " (لو24:21) . ويرون أن أزمنة الأمم ستنتهي بمجيء المسيح ثانية واختطافه للمؤمنين وارتفاع الكنيسة عن العالم فلا يبقى في العالم سوى اليهود والأمم ( الأشرار ) ، وهنا يرد الله الملك لإسرائيل ويورثهم الأرض .
    (6) تدبير النعمة أو عهد الكنيسة ؛ من يوم الخمسين إلى المجيء الثاني واختطاف الكنيسة . ويرون أن فترة حلول الروح القدس أو زمن وجود الكنيسة على الأرض ، ستنتهي باختطاف الكنيسة إلى السماء .
    (7) تدبير الملك الألفي ؛ الذي سيحكم فيه المسيح العالم لمدة ألف سنة حرفية على الأرض من دينونة الأمم إلى أورشليم الجديدة . فبعد اختطاف الكنيسة إلى السماء يظهر ضد المسيح ، الأثيم الذي سيجلب حكمه الشيطاني القصير أعظم ضيقة تأتى على المسكونة تؤدى إلى معركة هرمجدون حيث يأتي المسيح من السماء مع جيوشه السمائية التي يعدها بالأسلحة اللازمة ويجردهم ضد الشياطين مفسدين الأحكام والحكام المسخرين لإيقاع الظلم على الإسرائيليين ، الذين سيفزعون إلى الرب وإلى جوده في فلسطين في آخر الأيام ، أي بعد الاختطاف . ويقول أحد الكتاب " لقد كان اليهود هم المشكلة المحيرة في جميع القرون فإسرائيل كانت أحيانا يضرب بها المثل ، وأحيانا تصبح موضع سخرية 000 أحيانا تكون بركة ، وأحيانا أخرى تكون لعنة بين الأمم (زك3:8) ولكنها عند مجيء المسيح ستستعيد مكانتها وتتجدد وتصبح كالقناة التي من خلالها تصل البشارة وتصل البركة إلى جميع الأمم في زمان الملك الألفي للمسيا الذي كان مرفوضاً .
    وفى بداية الملك الألفي يقيد الله الشيطان مدة ألف سنة ثم يحله ثانية في نهاية الألف سنة ليضل الأمم من جديد لغربلة الأمم الألفية وكشف زوانها من حنطتها " لأنه وأن كان كل الذين دخلوا البركات الألفية كلهم أبرار ، من يهود وأمم ، إلا أن كثيرين من سلالة الأمم سيكونون غير متجددين وخاضعين للرب بخوف العين ، لأن حكمه يومئذ عادل ومرهب (أش23:66،24) ، فتحت تأثير المهيجات الشيطانية ، يرفع هؤلاء علم الثورة ، ويتجمعون حول أورشليم لإسقاطها والتخلص من نير قيصرها السماوي " فتنزل نار من السماء وتأكلهم " (رؤ7:20-9) ويطرح الشيطان نهائيا في البحيرة المتقدة ، فلا يعود يخرج ولا يضل "

    ويقولون أن الرب يسوع سيؤسس ملكوته في الملك الألفي بالقوة ، وسيعود إلي المجد لكي يحكم العالم كله (مز 7:7 ، 47 : 5؛رؤ 7: 15) . وسيجلس علي عرشه في السماوات ككاهن ، باعتباره ملكي صادق الحقيقي ، وسيحكم كملك بالسلام لمدة ألف سنة باعتباره مركز كل شئ في السماء وعلي الأرض (أف 1: 10) . وسيسود علي كل الكون ويحكمه كابن الإنسان (مز 8) ، وسيمتد ملكوته علي الأرض من البحر إلي البحر وسيحكم البر ، وسيسود السلام العالم ، ولن يكون لملكه نهاية (زك 5: 3 – 4، 14 : 11) . وسيكون هناك دائرتان للملكوت ؛
    دائرة سماوية يسمونها بملكوت الأب ، وتتكون من القديسين السماويين ، من أزمنة العهد القديم والكنيسة ، عروس المسيح ، الذين قاموا في القيامة الأولى واختطفوا ، إلى جانب شهداء الضيقة من اليهود والأمم . ودائرة أرضية يسمونها بملكوت ابن الإنسان علي الأرض ، والذي يتضمن البقية من اليهود الذين حفظوا أثناء الضيقة وأسباط إسرائيل الذي أعيد جمعهم مع الشعوب الأممية في الأرض .
    وتتصالح السماوات مع الأرض ويكون بينهما هناك توافق وانسجام ، وسيرث الرب كل المخلوقات بالقوة ، وستشاركه الكنيسة ، عروسه ، والقديسون السماويون في حكمه علي الأرض . وستظهر أورشليم السماوية فوق أورشليم الأرضية .
    وسينال المؤمنون أكاليلهم أمام عرش المسيح أمام العالم اجمع في يوم المسيح . وسيكون لهم الامتياز في الاشتراك في إدارة الأرض ، وسيكون لرسل الرب يسوع المسيح الاثني عشر امتياز خاص في إدارة الحكم علي إسرائيل مع المسيح من فوق (مت 19: 28) . وستكون إسرائيل زوجة لله بمعني رمزي " ويكون في ذلك اليوم يقول الرب أنك تدعينني رجلي " (هو6:12) . ثم تتطهر ارض إسرائيل من الموتى ، وذلك بإقامة مدفنة ضخمة واسعة تدعي " وادي جمهور جوج " (حز11:39) لدفن جماهير روسيا وجنود الأمم التي تبعتهم إلي المعركة . وحدود هذا المكان ستصبح في وداي عظيم في الجانب الشرقي من البحر الميت (حز 39: 11) . وسيستغرق دفن الموتى سبعة أشهر وحرق الأسلحة والمعدات سبعة سنوات (حز 39: 9 – 12 ) .
    " وسيعاد بناء كل ارض إسرائيل مرة أخري بعد خرابها ، وسيمتد ميراث إسرائيل الكامل من نهر مصر إلي نهر الفرات ، وستكون المساحة التي ستتسع من أرضهم حوالي 000ر300 ميل مربع ، وستسمي المساحة كلها " جبل بيت الرب " . " ولن يكون هناك رئيس كهنة أرضي من سلالة هرون لممارسة الخدمات في الهيكل ، لان الرب رئيس الكهنة العظيم سيكون حاضرا ، وسيعين الرب وصيا نائبا له ليجلس علي العرش في إسرائيل ليخدم ويتمم مطالب الرب ومسرته . هذا " ...الملك " سيكون من السلالة المباشرة للبيت الملكي وهو بيت داود ( فالملك ليس هو الرب يسوع المسيح ولكنه إنسان قابل للموت الذي سيقدم عن نفسه ذبائح للخطية "(14) . " وستعود الأشياء في الأرض إلى ترتيبها اليهودي ، حيث يحفظ السبت مرة أخري ، وليس اليوم الأول من الأسبوع الذي يخص التدبير المسيحي ، وسيحفظ ناموس الرب مرة أخري بكل فرائضه وأحكامه ، وستقدم مرة أخري الذبائح اللاوية ، هذه الذبائح ستكون للذكري ، ذكري إكمال عمل المسيح "(15) .
     " وسيعود إلي الهيكل مجد الشكينة ( أي حضور مجد الرب المنظور ) وسيري مرة أخري ، وسوف تكون هناك ذبائح دائمة صباحية كما كان في القديم (عد 28: 3- 4) ولكن لن تكون هناك ذبائح مسائية ، إذ لا يكون ليل بعد (حز 46: 13 – 15)(16) .
     وسيعيد اليهود ثلاثة أعياد فقط من الأعياد السبعة السنوية التي كانوا يحفظونها ، وهى ، أعياد الفصح والفطير والمظال . وسيحمد إسرائيل الرب (مز95) " ، وستنادي إسرائيل الأرض لكي تسبح الرب وتحمده (مز 96- مز 100) ، وستتصل أمم كثيرة لترتبط بالرب (زك 2: 11، مز 47: 9) . وستسجد الأرض كلها للرب يسوع المسيح وتتأسس عبادته وستكون عبادة الرب يسوع المسيح كل شهر وكل أسبوع ( من السبت إلي السبت ) (أش 66: 23) . وسيكون هناك تسبيح دائم نهار وليلا في الهيكل من كل اليهود والأمم إذ سيعبدون معا وستأتي كل الأمم إلي أورشليم سنويا لتسجد للرب وتصلي وكل جسد سيسجد للرب ، والأمم التي لا تأتي إلي أورشليم لتسجد وتحفظ عيد المظال فإنهم يجلبون علي أنفسهم الضربات والقصاص ( زك 14: 17- 19) . وستقدم البخور تذكارا في كل أمة باسم الرب (ملا 1: 11) ، وسيعاد بناء أورشليم أيضا وتصلح للسكني بعد خرابها ، وكل سكان مدينة أورشليم يكونون أبرارا (اش 60: 12) .
    " وستصبح أورشليم هي قصبة ( عاصمة ) العالم ،والمدينة المعتبرة أنها مركز الأرض ، وكما أن القديسين السماويين سيحكمون وهم في أورشليم السماوية فوق الأرض كذلك فإن إسرائيل ستحكم علي الأرض وأورشليم هي مقر حكومة الرب ، وستصبح إسرائيل رأسا لكل الأمم علي الأرض بحسب مقصد الله الأصلي من نحوهم . وباعتبارها رأسا للشعوب ، فإن الأرض كلها ستعطي الجزية لإسرائيل ، وسترضع من غني الأمم وستصبح أغني منطقة علي الأرض بلا مقارنة " .
     وستخدم كل الأمم إسرائيل ،" وسيرعون قطعانهم ويحرثون حقولهم ويخدمون في كرومهم ، بينما تدعي إسرائيل لخدمة الرب والأمم التي لا تخدم إسرائيل ستباد (اش 60: 12) . وستصبح أورشليم مركزا لتعلم كلمة الله وكل الأمم ستصعد إلي أورشليم لهذا الغرض (اش 2: 2-3) . وستكون إسرائيل بركة للعالم . وستنسكب قوة الروح القدس علي إسرائيل بآيات ومعجزات ، وتستخدم إسرائيل هذه القوة لبركة العالم ، واللغات المختلفة للأمم ستستمر في الملك الألفي ، وكل
    وجه من أوجه الحياة في إسرائيل سيتصف بالقداسة . " قدس الرب " ستكتب علي أجراس الخيل ( وهي تصور الحياة العامة ) ، وعلي القدور في بيت الرب ( إشارة للحياة الدينية ) وعلي قدور أورشليم ويهوذا ( وهي تصور الحياة البدائية ) ( زك 14: 20- 21) "(17) . وسيصبح الناس طوال الأعمار كما كانوا قبل الطوفان . وستزول اللعنة ، ويقيد الموت . وسيعيش الذين يدخلون العصر الألفي في حالة عدم الخطية ، أما الذين سيخطئون سيموتون في عمر مائة سنة . وستتغير غرائز التوحش والإبادة في الحيوانات فيسكن الذئب والخروف معا ، ويرعى الأسد والعجل معا ولا يفترس أحدهما الأخر . ويلعب الأطفال مع الأسود والثعابين دون أن يخافوا منهما وسينام الناس في الوعور دون أذى ، ولا تعود الحيوانات إلى أكل اللحوم ثانية . ويأكل الأسد العشب مثل الثور . ويعود الإنسان إلى عصور ما قبل الطوفان ويكون طعامه النبات ( تك1: 29) والسمك ( حز 47: 9-10) .
     وستحدث تغيرات طوبوغرافيه كبيرة في الأرض (أش41: 15 – 20) . " وسيكون هناك نهر جديد ومياهه شافية تنساب من أسفل الهيكل إلي مركز أورشليم . ومن هناك تنقسم إلي رأسين إلي الشرق الذي يصب في البحر الميت ، وإلي الغرب ويصب في البحر المتوسط . والوادي الجديد إذ تشقه قدمي الرب عندما يأتي إلي جبل الزيتون ، فإن النهر يغني ويخصب الأرض . وسيشفي البحر الميت ومياهه تمتلئ بوفرة من السمك والصيادون يلقون شباكهم من الشواطئ (حز 47: 9 – 10) . أما البرك والمستنقعات في البحر الميت فلن تشفي (حز 47: 11) . وأنهار جديدة أخري ستنفجر وتتدفق في الأرض كذلك . وتزهر البرية مثل النرجس (أش 35 : 1- 2و7) " .
     وسيجف نهر الفرات ونهر النيل ويتوقف استخدامهما. ويلمع نور الشمس سبعة أضعاف والقمر يلمع نوره كالشمس (إش 30: 26) . " وستبقي الأربعة فصول بعينها في الأرض .


    يتبع لطفا" ....

    تعليق


    • #3
      وستزدهر الخصوبة الزراعية والنباتية . وستعطي الأرض محاصيل بطريقة لم تعرفها من قبل ( علي الأقل منذ سقوط الإنسان . وأكثر الأماكن في الأرض مثل قمم الجبال ستعطي وفرة في المحاصيل (مز 72: 16) . والحقول والمروج في الأرض تكتسي بالأغنام والوديان تتعطف بالبر ( القمح والذرة والشعير ) ، والأسلحة تستخدم كأدوات للزراعة (اش 2: 4،مي 4: 3) . أرض أدوم ، وهذا سيساهم بصورة كبيرة في الإنتاج (اش 34: 13، 55: 12- 13) . وسيكون الحصاد وفيرا بدرجة كبيرة للغاية حتى أنه لا يوجد وقت كافي لجمع المحاصيل قبل بداية وقت إلقاء البذار مرة أخري وسيدرك الحارث الحاصد ودائس العنب باذر الزرع (عا 9: 13) . ويحصد الذراع من القطيع نتائج وفيرة (اش7: 21- 22) " .
       " وستصبح ارض إسرائيل خصبة جدا مثل جنة عدن (حز 36: 35) . أما قطيع الأغنام والماشية الضخم الكثير العدد فإنه سيملأ الأرض إلى الدرجة التي فيها أنها تغمر شوارع تلك المدن . وعلي شواطئ النهر ستنمو كل أنواع الأشجار المثمرة التي ستعطي ثمراً في كل شهر ، وليس كل سنة كما هو حادث ألان
      وستستخدم عقاقير الأعشاب لشفاء الرضوض والقطع ، والتي تعمل من أوراق الأشجار التي تنمو علي شواطئ البحر الميت (حز47: 12) . ولن يكون هناك فقر بعد . وسينقطع الفقير من الأرض ، وستكون المؤونة متوفرة للمحتاجين ، وللأيتام والأرامل
      وستبقي ارض أدوم في خراب دائم من جيل إلى جيل أثناء الملك الألفي . فالأشواك والقريس ينبتان في تلك الأرض الخربة ، وستصبح تذكارا أبديا لكل الأمم ليروا ما يلحق بأولئك الذين كرهوا الرب وكرهوا شعبه إسرائيل .
      أما المدن الكبرى في أوروبا وأمريكا فلن يعاد بناؤها. بل ستبقي خراباً وغير مسكونة أثناء فترة الملك الألفي بعد أن يعبر الملائكة لكي يأخذوا الأشرار بقسوة من بين الأبرار ، وترعي وحوش الحقل في بيوت هذه المدن الخربة .
      وإذ يقترب حكم المسيح الألفي من نهايته ، فإن الشيطان يحل زمانا يسيرا من الهاوية ليجرب الساكنين علي الأرض ( وليس الذين في السماء ) . وسيخدع أولئك الذين تظاهروا بالطاعة أثناء ملكه ويجمعهم ليحاربوا المدينة المحبوبة أورشليم ( رؤ20: 7-9) . وعندما يحيط هؤلاء المتمردون بقيادة الشيطان أورشليم ، فإن الرب يمطر عليهم نارا من السماء ويقضي عليهم (رؤ 20: 9 –10) . وسيلقي الشيطان في بحيرة النار إلي الأبد . وفي ذلك الوقت فإن الرب يدفع السماوات والأرض إلي حريق عظيم .
      ) ع) انتهاء الأزمنة والقيامة الثانية ودينونة الأموات:
      1 – وتتخذ القيامة الثانية ، والتي تسمي " قيامة الدينونة " أو " قيامة الأشرار" مجراها (يو 5: 29، أع 24: 15) بعد الملك الألفي . فالذين ماتوا في خطاياهم بدون إيمان في كل الأزمنة السابقة ، من قايين إلي نهاية الملك الألفي ، فانهم سيقامون ليقفوا أمام الرب في عرشه العظيم ليدانوا - هذه هي دينونة الأموات والأشرار " وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة " [رؤ 20: 5] . هؤلاء سيقدمون لدينونة الأموات [ وهي غير الأحياء – مت 25، رؤ 19 ] ، كما سبق القول . وقد جاء زمانها . ويقولون أن الأشرار سيقومون بأرواحهم من الهاوية [ لو 16 ] وسيلبسون أجسادهم سواء من القبور أو البحر أو أي بقعة ويتم هذا بقدرة الله العجيبة ، ليطرحهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت . وبين هاتين القيامتين ، كما يقولون ، نحو 1007 سنين .
      2- أما الملائكة الساقطون الذين حفظوا في سلاسل الظلام فإنهم سيحضرون من الظلام ليحاكموا . وسيشترك القديسون مع الرب في دينونة الملائكة (1كو 6: 3) .
      عندئذ يسلم الرب ملكوته ( باعتباره أبن الإنسان ) إلي الله أبيه وذلك حتى يكرس نفسه تماما لعروسه . ومع انه قد سلم الملك ، إلا أنه لا يفرط في إنسانيته . فسيبقي إنسانا طوال الأبدية كلها . وكإنسان ، فان الابن سيخضع للأب إلى الأبد .(المصدر : المجيء الثاني للمسيح القس ابو الخير ص ..112-125)



      عن كتاب (المسيح قادم في العراق) / بقلم تلامذة السيد المسيح - الفصل الثاني

      تعليق

      يعمل...
      X