تقييد الشيطان :
ان مسالة تقييد الشيطان هي عبارة وردت في سفر الرؤيا ومفادها انه خلال المجيء الثاني للمسيح وبعد ان يقود معركة هرمجدون العظيمة ضد قوات الشر وحلفاء ابليس ، وبعد ان ينتصر على تلك القوى الغاشمة فيقوم ملاك من قبل الرب بتقييده الف سنة ويطرحهه في الهواية كي لا يضل الأمم من بعد : (وطرحه في الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ) رؤيا 20 : 3 ، ولما كان تعامل الآباء مع رؤيا يوحنا على نحو الرمزية وعدم قبول التفسير الظاهري الصريح ، فكما تعاملوا مع عبارة الملك الألفي التي انفرد بها يوحنا في رؤياه بشكل رمزي وتم تفسيرها رمزيا" كذلك ، بنفس الأسلوب تعاملوا مع هذا عبارة تقييد الشيطان بالكيفية ذاتها ، حيث قال الأنبا : (قيل إن الملاك قيد الشيطان 1000 سنة (رؤ2:20). وهنا يسأل البعض: كيف يكون الشيطان مقيدًا، بينما الشيطان يسقط عددًا لا يُحصى من الناس، وفي خطايا لا تحصي، فهل يتفق هذا مع تقييد الشيطان؟! ونحن نقول: تقييد الشيطان لا تعني إبادته أو إلغاء عمله، إنما تعني أنه ليس في حريته الأولي. مثلا نقول إن موظفًا مقيد في وظيفته، فهذا يعني أنه يعمل، ولكن ليس في حرية، إنما عليه قيود في عمله، وعدم حرية الشيطان عبر عنها بعبارة سجنه. فهو بلا شك ليس في الحرية التي كانت له قبل فداء المسيح للبشرية، أعني الفترة التي قيل عنه فيها إنه (رئيس هذا العالم) (يو11:16).
وما الدليل علي ذلك: الدليل هو علي الأقل أمران: والنقطة الثانية أن الشيطان حينما يحل من سجنه،سيضل الأمم، ويسبب الارتداد العام.ويحاول لو أمكن أن يضل المختارين أيضًا. ولو لم يقصر الله تلك الأيام، ما كان يخلص أحد (مت24: 22، 23). كذلك يصنع آيات عظيمة وعجائب (مت24:24). ويؤيد إنسان الخطية المسبب للارتداد (بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين) (تس2: 9، 10).نشكر الله أنه الآن مقيد. مجرد ان الكنائس ممتلئة بالمصلين والملايين يتناولون كل أحد، دليل علي أن الشيطان مقيد. وفي أيامنا هذه، عودة كثير من البلاد الشيوعية الملحدة إلي الله وإلي الإيمان، بمئات الملايين دليل علي أن الشيطان مقيد.في حريته يجعل المؤمنين يرتدون. أما الآن فملايين المرتدين يعودون إلي الإيمان. وننكر أن هناك خطايا عديدة بأغراء الشيطان. ولهذا نقول إنه لا يزال يعمل، ولكن ليس في حرية.ليس في حريته التي كانت له قبل الفداء.ولا في الحرية التي تكون له بعد الألف سنة ..) اللاهوت المقارن ج1 / شنودة الثالث ، نرد على هذا الكلام بما يلي :-
1. ناقض الانبا بكلامه هذا نص صريح للكتاب المقدس وهو النص اعلاه من سفر الرؤيا ، حيث يقول يوحنا في سفره : (وطرحه في الهاوية واغلق عليه وختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة وبعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ) ترى ما الهدف وما الغية المنشودة التي منها سيقيد الرب الشيطان ؟... لو وجهت هذا السؤال الى تلميذ مدرسة في مرحلة المتوسطة لنظر الى الآية واجابك بملأ الفم : كي لا يضل الامم !!...اذن فالشيطان ليس مقيد كما يقول الانبا بل ان وظيفته منذ خلق العالم ومنذ طرده من الجنة هو اضلال ولد آدم بقدر المستطاع وايقاعهم في المعصية والخطيئة ، والدليل معلوم من نص الكتاب ، ولهذا سيحل زمانا" يسيرا" كي يتمم مهمته التضليلة الى نهاية العالم تماما" .
2. اتمنى من كل قلبي ان ياتي سجين مظلوم يقبع في زنزانات الدول الدكتاتورية العربية او في احدى الدول الغربية الأستكبارية فيقرأ كلام الانبا الأخير حول تقييد الشيطان منذ الفي سنة وانه لا يعمل بحرية ، واتمنى ان ياتي فقير رث الحال يعيش حالة جوع وعوز متقعة في بلادنا العربية كمصر او العراق او تونس او الصومال ليخبر الانبا ان الشيطان نجح كل النجاح في اقناع الأغنياء لسرقة حقه الذي اعطاه الله له ولعائلته المحرومة من ابسط مقومات الحياة الانسانية ، ويا ليت امراة ارملة فقدت معيلها او ابنها او اخيها في انفجار سيارة او قنبلة ببغداد لتسال الانبا عن السجن الذي وضع فيه ابليس لتعلم من هو المسؤول عن مقتل عزيز قلبها او فلذة كبدها ، وليت عشرات اللقطاء في امريكا واوربا ولدوا لا يعلمون من يكون والدهم الذي ينسبون اليه ليخبروا الانبا بعد قراءة كلماته اعلاه ويقولون له : ايها الانبا اخرج من سباتك واصحى من رقدتك فالشيطان يرتع ويلعب في امريكا واوربا والشرق الاوسط والعالم العربي وانت تخدع الناس بكتاباتك الروحانية غير الواقعية المضللة .
3. ان افضل انجاز للشيطان والذي يثبت انه يعمل بحرية تامة هو تمزيقه جسد الكنيسة في المجامع حيث تحولت من بعدها الى كنائس شرقية وغربية والفيين وادفنتست وانجيليين وبروتستانت وشهود يهوة ، ونجح في اقناع البسطاء من اكثرالمسيحيين ان المسيح لن ياتي على الأرض بل ملك على الصليب وتحققت النبؤات فلا تنتظروا دولة العدل والامان حيث يلعب الذئب مع الغنم والطفل في جحر الحية .
عن كتاب (المسيح قادم في العراق) / بقلم تلامذة السيد المسيح
تعليق