للأسف الشديد فأن البعض من المثقفين والكتاب الاسلاميين استبعدوا بل أنكروا الاحاديث الواردة عن النبي الاكرم (ص) واهل بيته (ع) والنصوص التوراتية والانجيلية التي تنص على وصول البشرية الى مملكة في اخر الزمان يحل فيها الامن والسلام بحيث يلعب الصبي بالحية فلا تؤذيه وترعى الشاه مع الذئب فلا يأكلها وما الى ذلك وسنحاول في هذا البحث المختصر اثبات صحة هذه الفكرة من خلال التوراة والانجيل والعلم الحديث وسنبدأ قبل ذلك بمناقشة الفكرة من وجهة نظر مادية صرفة فقد أجمع الماركسيون على قيام مملكة او دولة السلام ووجود المستقبل السعيد للبشرية اعتماداً لنظرية وضعت من قبل كبار الحركة الماركسية في تفسير التاريخ وهي النظرية التي أسموها بالمادة التاريخية التي تقوم على الديالكتيك العام الذي هو عبارة عن نظرية مفادها ان كل شيء يحوي في باطنه صراع مستمر بين نقيضه حتى ينتهي هذان النقيضان وينعدم الصراع فيتمخض عنه شيء جديد يحوي بطبيعته على الصراع نفسه وهكذا تتعدد الاشياء . فالمادة التاريخية تقوم على اساس انقسام المجتمع وانفصاله الى فئتين متنازعتين يولد منهما امر جديد يختلف عن السابق من الناحية الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية وما الى ذلك حتى تصل البشرية الى مرحلة من التطور على جميع الاصعدة والاحوال تتكفل بأنتاج السعادة للبشرية جمعاء اما من ناحية تحقيق المستقبل السعيد وقيام الدولة التي تعيش جميع شعوبها بسلام وامان وازدهار عن طريق العلم الحديث حيث تقوم هذه الفكرة على ما تصل اليه البشرية من تطور صناعي وغيره يتكفل بأيصال الناس الى المستقبل المنشود وهذا ما يسمى اليوم بالعولمة .وقال اخرون ان البشرية لن تصل الى مستقبلها وتحقق سعادتها الا عن طريق قانون وضعي يتكفل بأيجاد حل لجميع المشاكل التي مرت بها البشرية عبر مراحل مسيرتها او التي تقع لاحقاً . الا ان جميع هذه الاطروحات اما انها فشلت او انها غير قادرة على ايجاد السعادة ولو في مجتمع ضيق فكيف بالعالم بأسره ؟! فيما يخص الماركسية فقد رأينا كيف تحطمت هذه الفكرة وباءت بالفشل وعجزت عن ايجاد مجتمع سعيد فضلاً عن عالم بأكمله ، وبالنسبة لتطور العلم الحديث وانه هو من يتكفل بأيجاد المجتمع السعيد فانه لا يخفى على احد ما وصلت اليه الدول العظمى في هذه المسألة حتى الان الا اننا لم نجد دولة منها قد أستطاعت ان تحقق السعادة لشعبها ولو بنسبة 50% وهذا ما يؤكد ان هذا الامر قاصر لوحده في ايجاد مجتمع سعيد ومتوافق يعيش على اساس من الافق والسلام.
وبالنسبة لمن قال بأيجاد قانون وضعي يتكفل بتحقيق السعادة المرجوة نقول ان هذا الامر غير صحيح فقد فشلت الكثير من القوانين الوضعية في ايجاد دولة سعيدة ولا نجد اطلاقاً قانون او دستور لم يوجد فيه نقص . اذن فلم يبق القول بالحل الديني والذي اكدت واجمعت عليه الاديان كافة وخاصة الاديان السماوية الثلاثة اضافة لما أكده العلم الحديث حيث اجمعت الاديان السماوية على تحقيق المستقبل السعيد للبشرية على يد المخلص او المنقذ الالهي الذي يخرج في اخر الزمان وهو بحسب اعتقادنا كمسلمين انه المهدي المنتظر ( مكن الله له في الارض ) الذي جاء ذكره في الاحاديث والروايات وقد جاء ذكره في التوراة والانجيل فهو من يقوم بتأسيس الدولة العالمية الكبرى او ما يسمى في الانجيل بـ مملكة السلام) حيث يملأ الارض قسطاً وعدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا ويحل الامن والسلام في ربوع المعمورة.
حيث يلعب الاطفال بالحية والعقرب فلا تؤذيهم وترعى الشاه مع الذئب فلا يأكلها كما ذكرت الاحاديث فقد جاء في الحديث الشريف الوارد عن رسول الله ص ( اذا نزل عيسى بن مريم وقتل الدجال تمتعوا تحيوا ليلة طلوع الشمس من مغربها وحتى تمنعوا بعد خروج الدجال أربعين سنة ، لا يموت احد ولا يمرض احد ويقول الرجل لغنمة ولدوابه أذهبوا فأرعوا في مكان كذا وكذا وتعالوا في ساعة كذا وكذا ويرى الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة ولا تكسر بضلعها عوداً والحيات والعقارب ظاهرة لا تؤذي احد ولا يؤذيها احد والسبع على ابواب الدور يستطعم لا يؤذي احداً ويأخذ الرجل الصاع او المد من القمح او الشعير فيبذره على وجه الارض بلا حراث ولا كرائب فيدخل المد الواحد سبعمائة مد ) الملاحم والفتن . والاحاديث في هذا الصدد كثيرة نتركها مراعاة للاختصار.
دولة المهدي في التوراة
ورد ذكر دولة المهدي (ع) في التوراة في سفر اشعيا تحت عنوان مملكة السلام وحينما نقرأ تلك النصوص نجدها مطابقة لما ورد في الاحاديث الشريفة الواردة عن النبي الاكرم ص والروايات الواردة عن اهل بيته الاطهار عليهم السلام فقد جاء في الاصحاح الحادي عشر من سفر اشعيا : ( يخرج فرع من جذع يسي وينمو غصن من اصوله ، روح الرب ينزل عليه ، روح الحكمة والفهم والمشورة روح القوة والمعرفة والتقوى ، ويبتهج بمخافة الرب ، لا يقضي بحسب ما ترى عيناه ولا يحكم بحسب سماع اذنيه ، بل يقضي للفقراء بالعدل وينصف الظالمين بكلام كالعصا ويميت الاشار بنفخة من شفتيه يكون العدل حزاماً لوسطه والحق مئزراً حول خصره . فيسكن الذئب مع الخروف ، ويبيت النمر بجانب الجدي .ويرعى العجل والشبل معاً وصبي صغير يسومهما . وتصاحب البقرة الدب ويبيت اولادهما معاً ويأكل الاسد التبن كالثور . يلعب الرضيع على وكر الافعى ، ويضع يده في مكمن الثعبان . لا يسيء احدولا يفسد اينما كان في جبلي المقدس لأن الارض تمتليء من معرفة الرب ، كما علا المياه البحر ) . وهذا المعنى بعينه موافق لما صرحت به الاحاديث النبوية والروايات الشريفة الواردة في طرق السنة والشيعة فقد دلت الاحاديث على ان الاطفال يلعبون بالحية والعقرب فلا تؤذيهم.
دولة المهدي المنتظر في منظار العلم الحديث
يعتقد البعض ان الديانات السماوية بعيدة عن العلم الحديث وان هناك فصل بين العلم والدين وغالباً ما يصف اهل العلم المتدينين بالتخلف والجمود وما الى ذلك ، فالعلم لم يوجد على الارض لولا الانبياء والاوصياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ولولا أصحابهم واتباعهم فهم من علم الناس واوجدوا المعرفة وبعلومهم قامت الحضارات والثقافات وظهرت العلوم وازدهرت ولو أخذنا مثالاً على ذلك فنقول من منا او من من غيرنا ينكر علم الامام الصادق عليه السلام ليس في مجال الدين فقط بل في جميع مجالات الحياة والعلوم الاخرى فهذا جابر بن حيان ابو الكيمياء وعلم الجبر قد اخذ علمه من الامام الصادق عليه السلام فهو تلميذه ولم يذكر التاريخ لنا ان الامام الصادق عليه السلام تتلمذ على يد احد فمن اين اخذ علومه حتى صار يعرف جابر في جامعات الدول الغربية بأبي الكيمياء واعترف الجميع ان علم الجبر الذي هو مفتاح استكشاف المجهولات وعلم ما يكون من املاء الصادق عليه السلام على جابر بن حيان.
اضف الى ذلك نظرياته في كافة العلوم فلا نكاد نجد علماً من العلوم وليس للصادق (ع) فيه باعاً او نظرية اوما شابه اما محاورته مع الطبيب الهندي فهي معروفة لدى الجميع حيث دلت على انه من اعلم الناس في هذا المجال.
وهكذا بالنسبة لباقر الائمة عليهم السلام ، ومن هنا فلا يصح للبعض ان ينظر الى الدين وكانه السبب في التخلف الذي تمر به بعض المجتمعات الدينية ثم ان ان دولة الامام المهدي ع لا تقوم الا على اساس من العلم رصين فقد صرحت الروايات بأن المهدي ع سيأتي بعلوم تفوق العلوم الموجودة والمعروفة في الزمن السابق لقيامه المقدس وقيام دولته الالهية . فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابان بن تغلب عن ابي عبد الله قال : ( العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فأذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم اليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً ) بحار الانوار ج52 . اذن فدولة الامام المهدي عليه السلام تقوم على العلم والعلم الحديث بالتحديد فهي دولة علم وتكنولوجيا متطورة جداً وقد ثبت بالعلم الحديث صحة قيام تلك الدولة العالمية اضافة لما ورد في الكتب السماوية والاحاديث النبوية والروايات المعصومية وقد انكر بعض دعاة العلم وللأسف الشديد مسألة وجود هكذا دولة وبالمواصفات التي ذكرها الانبياء والائمة عليهم السلام حيث أنكروا رغم ايمانهم بالقرآن وتلك الكتب لن يصل الامر في تلك الدولة بأن يلعب الاطفال بالحية والعقرب فلا تؤذيهم وترعى الشاه مع الذئب فلا ياكلها وانكروا هذه الاحاديث والروايات التي اجمع عليها المسلمون لذا فأننا سنناقش هذه المسألة من وجهة نظرعلمية قد أشار لها المولى تبارك وتعالى في كتابه الشريف قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر 10 . فقد أثبت العلم الحديث والدراسات الحديثة ان اقوال الانسان وافعاله لها كم ،وان الكلام اذا خرج من الفم يبقى محفوظ تحت طبقة الاوزون حتماً ولومرت عليه الاف السنين فأذا ما توصل العلم في هذا العصر لأيجاد اجهزة متطورة لها القدرة على تحليل الشحنات الصوتية الموجودة في الجو الى كلام بصورته المعروفة والمعهود مثلما يصدر من قائله فأنه سيتم اكتشاف الكثير من الحقائق ومعرفة الكثير من الامور الخافية علينا عبر الزمن والحوادث التاريخية التي لم تصل الينا كاملة بل وصلت مشوهة ومضربة ، وفعل الانسان ينقسم الى قول وعمل وكم القول اخف من كم اعمل لذا فهو يصعدبسرعة ويسير في الهواء اذا كان هذا القول طيباً بينما العمل يرتفع في الهواء بسرعة اقل أي ببطء أي ان القول يصعد اسرع من العمل ومن هنا يظهر لنا سر تأثير الموجودات بأفعال البشر فأن جميع المخلوقات من حيوانات ونباتات وجمادات كلها تتأثر سلباً وإيجابا بأفعال البشر فأن جميع المخلوقات من حيوانات ونباتات وجمادات كلها تتأثر سلباً وايجابا بأفعال واقوال البشر فأن عمل صالحاً وقال قولاً طيباً انعكس ذلك على الموجودات وتأثرت به ايجابياً فهنالك تناسب طردياً في هذه المسألة وبذلك نفهم سر التعايش في دولة آدم (ع) بسلام وأمن وامان ومن دون اعتداء او ظلم حيث تؤكد الاحاديث والروايات ان الحويانات كانت تعيش بعضها مع البعض الاخر من دون اعتداء او افتراس ومن دون ان تؤذي الحيوانات الناس فقد تأثرت هذه الموجودات ايجاباً بأفعال الخلق حيث لم يكن هناك ظلم او ما شابه وقد أكدت الاحاديث ان الحيوانات نفرت من بعضها البعض حينما قتل قابيل هابيل فتأثرت سلباً بأفعال قابيل فراح يعتدي بعضها على البعض الاخر فقد ورد عن ابي عبد الله ع انه قال ( كانت الوحوش والطير والسباع وكل شيء خلق الله عز وجل مختلطاً بعضه ببعض فلما قتل ابن ادم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء الى شكله ) . ومعنى ذلك انها تأثرت طردياً بذلك الافساد والظلم وهذا الامر بعينه قد اثبته علماء الباراسيكولوجي فقد توصلوا الى ان النباتات وغيرها تتاثر سلبياً وأيجابياً باقوال واعمال العباد ومن هذا المنطلق ولما دلت الاخبار على ان الامام المهدي عليه السلام سوف يملأ الارض قسطاً وعدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا أي انه سوف يقضي على الظلم والجور ويعم الصلاح والخير والسلام بين بني البشر فأن الحيوانات والنباتات وجميع الموجودات ستتاثر ايجابياً بتلك الافعال فتعود الحياة كما بدأت فيزمن آدم عليه السلام وهذا ما أكدت الاحاديث والروايات الكثيرة فعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّة}قال : لا يبقى صاحب ملة الا صار الى الاسلام حتى تأمن الشاة من الذئب والبقر والغنم والانسان من الحية حتى لا تقرض الفارة جراباً وذلك عند قيام القائم (ع) . وعن رسول الله ص في حديث طويل ( حتى يدخل الوليد يده في جحر الحية فلا تضره وتنظر الوليدة الاسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ) . وبذلك فليس هناك أي مجال للقائلين من اهل العم لا يمكن ان توجد دولة بهذه المواصفات فقد ثبت العلم الحديث ان هذه الدولة ممكن ان تقوم خاصة اذا ما رجعنا الى الكتب السماوية والاحاديث والروايات الشريفة كما ان البعض من اهل العلم كتبوا وألفوا في هذا الصدد كأفلاطون حيث ألف كتاب أسماه ( جمهورية افلاطون ) والفارابي حيث كتب ( الدينة الفاضلة ) وما الى ذلك وبهذا فلم يبقى مجالاً للطعن او الشك
وبالنسبة لمن قال بأيجاد قانون وضعي يتكفل بتحقيق السعادة المرجوة نقول ان هذا الامر غير صحيح فقد فشلت الكثير من القوانين الوضعية في ايجاد دولة سعيدة ولا نجد اطلاقاً قانون او دستور لم يوجد فيه نقص . اذن فلم يبق القول بالحل الديني والذي اكدت واجمعت عليه الاديان كافة وخاصة الاديان السماوية الثلاثة اضافة لما أكده العلم الحديث حيث اجمعت الاديان السماوية على تحقيق المستقبل السعيد للبشرية على يد المخلص او المنقذ الالهي الذي يخرج في اخر الزمان وهو بحسب اعتقادنا كمسلمين انه المهدي المنتظر ( مكن الله له في الارض ) الذي جاء ذكره في الاحاديث والروايات وقد جاء ذكره في التوراة والانجيل فهو من يقوم بتأسيس الدولة العالمية الكبرى او ما يسمى في الانجيل بـ مملكة السلام) حيث يملأ الارض قسطاً وعدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا ويحل الامن والسلام في ربوع المعمورة.
حيث يلعب الاطفال بالحية والعقرب فلا تؤذيهم وترعى الشاه مع الذئب فلا يأكلها كما ذكرت الاحاديث فقد جاء في الحديث الشريف الوارد عن رسول الله ص ( اذا نزل عيسى بن مريم وقتل الدجال تمتعوا تحيوا ليلة طلوع الشمس من مغربها وحتى تمنعوا بعد خروج الدجال أربعين سنة ، لا يموت احد ولا يمرض احد ويقول الرجل لغنمة ولدوابه أذهبوا فأرعوا في مكان كذا وكذا وتعالوا في ساعة كذا وكذا ويرى الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة ولا تكسر بضلعها عوداً والحيات والعقارب ظاهرة لا تؤذي احد ولا يؤذيها احد والسبع على ابواب الدور يستطعم لا يؤذي احداً ويأخذ الرجل الصاع او المد من القمح او الشعير فيبذره على وجه الارض بلا حراث ولا كرائب فيدخل المد الواحد سبعمائة مد ) الملاحم والفتن . والاحاديث في هذا الصدد كثيرة نتركها مراعاة للاختصار.
دولة المهدي في التوراة
ورد ذكر دولة المهدي (ع) في التوراة في سفر اشعيا تحت عنوان مملكة السلام وحينما نقرأ تلك النصوص نجدها مطابقة لما ورد في الاحاديث الشريفة الواردة عن النبي الاكرم ص والروايات الواردة عن اهل بيته الاطهار عليهم السلام فقد جاء في الاصحاح الحادي عشر من سفر اشعيا : ( يخرج فرع من جذع يسي وينمو غصن من اصوله ، روح الرب ينزل عليه ، روح الحكمة والفهم والمشورة روح القوة والمعرفة والتقوى ، ويبتهج بمخافة الرب ، لا يقضي بحسب ما ترى عيناه ولا يحكم بحسب سماع اذنيه ، بل يقضي للفقراء بالعدل وينصف الظالمين بكلام كالعصا ويميت الاشار بنفخة من شفتيه يكون العدل حزاماً لوسطه والحق مئزراً حول خصره . فيسكن الذئب مع الخروف ، ويبيت النمر بجانب الجدي .ويرعى العجل والشبل معاً وصبي صغير يسومهما . وتصاحب البقرة الدب ويبيت اولادهما معاً ويأكل الاسد التبن كالثور . يلعب الرضيع على وكر الافعى ، ويضع يده في مكمن الثعبان . لا يسيء احدولا يفسد اينما كان في جبلي المقدس لأن الارض تمتليء من معرفة الرب ، كما علا المياه البحر ) . وهذا المعنى بعينه موافق لما صرحت به الاحاديث النبوية والروايات الشريفة الواردة في طرق السنة والشيعة فقد دلت الاحاديث على ان الاطفال يلعبون بالحية والعقرب فلا تؤذيهم.
دولة المهدي المنتظر في منظار العلم الحديث
يعتقد البعض ان الديانات السماوية بعيدة عن العلم الحديث وان هناك فصل بين العلم والدين وغالباً ما يصف اهل العلم المتدينين بالتخلف والجمود وما الى ذلك ، فالعلم لم يوجد على الارض لولا الانبياء والاوصياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ولولا أصحابهم واتباعهم فهم من علم الناس واوجدوا المعرفة وبعلومهم قامت الحضارات والثقافات وظهرت العلوم وازدهرت ولو أخذنا مثالاً على ذلك فنقول من منا او من من غيرنا ينكر علم الامام الصادق عليه السلام ليس في مجال الدين فقط بل في جميع مجالات الحياة والعلوم الاخرى فهذا جابر بن حيان ابو الكيمياء وعلم الجبر قد اخذ علمه من الامام الصادق عليه السلام فهو تلميذه ولم يذكر التاريخ لنا ان الامام الصادق عليه السلام تتلمذ على يد احد فمن اين اخذ علومه حتى صار يعرف جابر في جامعات الدول الغربية بأبي الكيمياء واعترف الجميع ان علم الجبر الذي هو مفتاح استكشاف المجهولات وعلم ما يكون من املاء الصادق عليه السلام على جابر بن حيان.
اضف الى ذلك نظرياته في كافة العلوم فلا نكاد نجد علماً من العلوم وليس للصادق (ع) فيه باعاً او نظرية اوما شابه اما محاورته مع الطبيب الهندي فهي معروفة لدى الجميع حيث دلت على انه من اعلم الناس في هذا المجال.
وهكذا بالنسبة لباقر الائمة عليهم السلام ، ومن هنا فلا يصح للبعض ان ينظر الى الدين وكانه السبب في التخلف الذي تمر به بعض المجتمعات الدينية ثم ان ان دولة الامام المهدي ع لا تقوم الا على اساس من العلم رصين فقد صرحت الروايات بأن المهدي ع سيأتي بعلوم تفوق العلوم الموجودة والمعروفة في الزمن السابق لقيامه المقدس وقيام دولته الالهية . فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابان بن تغلب عن ابي عبد الله قال : ( العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فأذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم اليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً ) بحار الانوار ج52 . اذن فدولة الامام المهدي عليه السلام تقوم على العلم والعلم الحديث بالتحديد فهي دولة علم وتكنولوجيا متطورة جداً وقد ثبت بالعلم الحديث صحة قيام تلك الدولة العالمية اضافة لما ورد في الكتب السماوية والاحاديث النبوية والروايات المعصومية وقد انكر بعض دعاة العلم وللأسف الشديد مسألة وجود هكذا دولة وبالمواصفات التي ذكرها الانبياء والائمة عليهم السلام حيث أنكروا رغم ايمانهم بالقرآن وتلك الكتب لن يصل الامر في تلك الدولة بأن يلعب الاطفال بالحية والعقرب فلا تؤذيهم وترعى الشاه مع الذئب فلا ياكلها وانكروا هذه الاحاديث والروايات التي اجمع عليها المسلمون لذا فأننا سنناقش هذه المسألة من وجهة نظرعلمية قد أشار لها المولى تبارك وتعالى في كتابه الشريف قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر 10 . فقد أثبت العلم الحديث والدراسات الحديثة ان اقوال الانسان وافعاله لها كم ،وان الكلام اذا خرج من الفم يبقى محفوظ تحت طبقة الاوزون حتماً ولومرت عليه الاف السنين فأذا ما توصل العلم في هذا العصر لأيجاد اجهزة متطورة لها القدرة على تحليل الشحنات الصوتية الموجودة في الجو الى كلام بصورته المعروفة والمعهود مثلما يصدر من قائله فأنه سيتم اكتشاف الكثير من الحقائق ومعرفة الكثير من الامور الخافية علينا عبر الزمن والحوادث التاريخية التي لم تصل الينا كاملة بل وصلت مشوهة ومضربة ، وفعل الانسان ينقسم الى قول وعمل وكم القول اخف من كم اعمل لذا فهو يصعدبسرعة ويسير في الهواء اذا كان هذا القول طيباً بينما العمل يرتفع في الهواء بسرعة اقل أي ببطء أي ان القول يصعد اسرع من العمل ومن هنا يظهر لنا سر تأثير الموجودات بأفعال البشر فأن جميع المخلوقات من حيوانات ونباتات وجمادات كلها تتأثر سلباً وإيجابا بأفعال البشر فأن جميع المخلوقات من حيوانات ونباتات وجمادات كلها تتأثر سلباً وايجابا بأفعال واقوال البشر فأن عمل صالحاً وقال قولاً طيباً انعكس ذلك على الموجودات وتأثرت به ايجابياً فهنالك تناسب طردياً في هذه المسألة وبذلك نفهم سر التعايش في دولة آدم (ع) بسلام وأمن وامان ومن دون اعتداء او ظلم حيث تؤكد الاحاديث والروايات ان الحويانات كانت تعيش بعضها مع البعض الاخر من دون اعتداء او افتراس ومن دون ان تؤذي الحيوانات الناس فقد تأثرت هذه الموجودات ايجاباً بأفعال الخلق حيث لم يكن هناك ظلم او ما شابه وقد أكدت الاحاديث ان الحيوانات نفرت من بعضها البعض حينما قتل قابيل هابيل فتأثرت سلباً بأفعال قابيل فراح يعتدي بعضها على البعض الاخر فقد ورد عن ابي عبد الله ع انه قال ( كانت الوحوش والطير والسباع وكل شيء خلق الله عز وجل مختلطاً بعضه ببعض فلما قتل ابن ادم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء الى شكله ) . ومعنى ذلك انها تأثرت طردياً بذلك الافساد والظلم وهذا الامر بعينه قد اثبته علماء الباراسيكولوجي فقد توصلوا الى ان النباتات وغيرها تتاثر سلبياً وأيجابياً باقوال واعمال العباد ومن هذا المنطلق ولما دلت الاخبار على ان الامام المهدي عليه السلام سوف يملأ الارض قسطاً وعدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا أي انه سوف يقضي على الظلم والجور ويعم الصلاح والخير والسلام بين بني البشر فأن الحيوانات والنباتات وجميع الموجودات ستتاثر ايجابياً بتلك الافعال فتعود الحياة كما بدأت فيزمن آدم عليه السلام وهذا ما أكدت الاحاديث والروايات الكثيرة فعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّة}قال : لا يبقى صاحب ملة الا صار الى الاسلام حتى تأمن الشاة من الذئب والبقر والغنم والانسان من الحية حتى لا تقرض الفارة جراباً وذلك عند قيام القائم (ع) . وعن رسول الله ص في حديث طويل ( حتى يدخل الوليد يده في جحر الحية فلا تضره وتنظر الوليدة الاسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ) . وبذلك فليس هناك أي مجال للقائلين من اهل العم لا يمكن ان توجد دولة بهذه المواصفات فقد ثبت العلم الحديث ان هذه الدولة ممكن ان تقوم خاصة اذا ما رجعنا الى الكتب السماوية والاحاديث والروايات الشريفة كما ان البعض من اهل العلم كتبوا وألفوا في هذا الصدد كأفلاطون حيث ألف كتاب أسماه ( جمهورية افلاطون ) والفارابي حيث كتب ( الدينة الفاضلة ) وما الى ذلك وبهذا فلم يبقى مجالاً للطعن او الشك
تعليق