من فكر السسيد القحطاني
إحتلال بغداد كما تحدث عنه الإنجيل
تشتمل الكتب السماوية على الكثير من الحقائق والامور التي ظلت خافية لعقود طويلة من الزمن لأنها احيطت بشيء من الرمزية وتحدثت بشيء من الباطن ولولا ذلك لحرفت كما حرف الكثير من النصوص ، الا ان الصعوبة تكمن في القدرة على استخراج تلك الحقائق وبيانها للناس بشكل دقيق مؤيداً بالادلة والبراهين وهذا حتماً لا يحصل الا بتوفيق المولى تبارك وتعالى وتأييد وتسديد منه عز وجل فالعلوم الالهية لا يستطيع ان يقطف ثمارها الا من كان مرضيا عند الله عز وجل وذا صلة معه تبارك وتعالى وفي هذا الموضوع نتحدث عن احتلال بغداد كما ذكر ذلك لنا كتاب العهد الجديد حيث جاء في النص الذي ورد بعنوان ((الزانية العظيمة والوحش)) : ((وَجاءَني أحَدُ الملائِكَةِ السَّبعةِ الذينَ مَعَهُمُ الكُؤوسُ السَّبعُ وقالَ لي: "تَعالَ فَأُريَكَ عِقابَ الزّانِيَةِ العَظيمةِ القائِمَةِ على جانِبِ المِياهِ الكثيرةِ. 2بِها زَنى مُلوكُ الأرضِ، وسكِرَ سُكانُ الأرضِ مِنْ خَمرِ كأْسِ زِناها".3فحَمَلَني بِالرُّوحِ إلى الصَّحراءِ، فرَأَيتُ امرَأةً تَجلِسُ على وَحشٍ قِرمِزيٍّ مُغَطُى بِأَسماءِ التجدِّيفِ، لَه سَبعَةُ رُؤوسٍ وعَشَرَةُ قُرونٍ. 4وكانَتِ المرأَةُ تَلبَسُ الأُرجُوانَ والقِرمزَ وتتَحَلَّى بِالذَّهَبِ والحِجارَةِ الكَريمَةِ واللُؤلُؤِ، وبِيَدِها كأْسٌ مِنْ ذهَبٍ مُمَتِلئَةِ بِرِجسِ زِناها ونَجاسَتِهِ، 5وعلى جَبينِها اَسمٌ يَرمُزُ إلى بابِلَ العَظيمةِ، أُمِّ الزِّنى ودَنَسِ الأرضِ. 6ورأَيتُ المرأَةَ سَكرى مِنْ دَمِ القِدِّيسينَ ومِنْ دَمِ شُهَداءِ يَسوعَ. فلمَّا رأيتُها تَعجََّبتُ كَثيرًا. 7فقالَ لِيَ الملاكُ: "لِماذا تَعَجَّبتَ؟ سأكْشِفُ لكَ سِرَ المرأَةِ والوَحشِ الذي يَحمِلُها، صاحِبِ السَّبعةِ الرُؤوسِ والعَشَرَةِ القُرونِ. 8والوَحشُ الذي رأيتَهُ كانَ وما عادَ كائِنًا. سَيصعَدُ بَعدَ قليلٍ مِنَ الهاوِيَةِ ويَمضي إلى الهلاكِ. وسيَتَعجَّبُ سُكانُ الأرضِ الذينَ أسماؤُهُم غَيرُ مَكتوبَةٍ مُنذُ بَدءِ العالَمِ في كِتابِ الحياةِ عِندَما يَرَوْنَ الوَحشَ، لأنَّهُ كانَ وما عادَ كائِنًا وسيَظهَرُ ثانِيَةً.9وهُنا لا بُدَ مِنَ الحِكمَةِ والفَهمِ: فالرُؤوسُ السَّبعةُ . هِيَ التِّلالُ السَّبعةُ التي تَجلِسُ علَيها المرأَةُ. وهِيَ أيضًا سَبعةُ مُلوكٍ، 10مِنهُم خَمسةِ سَقَطوا، وواحِدٌ لا يَزالُ يَملِكُ، والآخَرُ ما جاءَ بَعدُ. ومتى جاءَ لا يَبقى إلاّ قَليلاً. 11أمّا الوَحشُ الذي كانَ وما عادَ كائِنًا، فهوَ مَلِكٌ ثامِنِ، معَ أنَّهُ مِنَ السَّبعةِ، ويَمضي إلى الهلاكِ".12وهذِهِ القُرونُ العَشَرَةُ التي تَراها هِيَ عَشَرَةُ مُلوكٍ ما مَلَكوا بَعدُ، لكنَّهُم سَيَملِكونَ ساعةً واحِدةً معَ الوَحشِ. 13هَؤُلاءِ اَتَّفَقوا على أنْ يُعطوا الوَحشَ قُوَّتَهُم وسُلطانَهُم. 14وهُمْ سَيُحارِبونَ الحَمَلَ، والحَمَلُ يَغلِبُهُم لأنَّهُ رَبُّ الأربابِ ومَلِكُ المُلوكِ، والذينَ معَهُ هُمُ المَدُعُّوونَ والمُختارُونَ والمُؤمِنونَ".15ثُمَ قالَ لِيَ الملاكُ: "تِلكَ المياهُ التي رأَيتَها ورَأيتَ الزّانِيَةَ قائِمةً علَيها هِيَ شُعوبٌ وأجناسٌ وأُمَمٌ وألسِنةِ. 16وتِلكَ القُرونُ العَشَرَةُ التي رَأيتَها والوَحشُ سَيُبغِضونَ الزّانِيَةَ ويَعزِلونَها ويُعرّونَها مِنْ ثِيابِها ويَأكُلونَ لَحمَها ويَحرقونَها بِالنارِ، 17لأنَّ الله جَعَلَ في قُلوبِهِم أنْ يُنَفِّذوا رأيَهُ وأنْ يَتَّفِقوا على إعطاءِ الوَحشِ سُلطانَ مُلْكِهِمْ إلى أنْ تَتِمَ أقوالُ الله.18وتِلكَ المرأَةُ التي رأَيتَها هِيَ المدينةُ العَظيمَةُ التي تَتَسلَّطُ على مُلوكِ الأرضِ )) رؤيا يوحنا16، 17.
وقبل الخوض في تفسير فقرات هذا النص لا بد ان نعرف اولاً معنى الزنا ، والزنا لغةً هو الرقي او التسلط على الشيء كما قال صاحب التعاريف .وفي الاصطلاح هو ولوج او دخول الرجل في المرأة بشكل غير مشروع . والمقصود بالزانية العظيمة هي مدينة بغداد وسميت بالزانية لرقي وتسلط المحتلين عليها ودخولهم لها وسيطرتهم عليها بشكل غير مشروع اي احتلالها فهو اذن بمعنى الزنا للمرأة اما ما قيل عنها من انها عظيمة فذلك لعراقتها وحضارتها وجذورها الممتدة في التأريخ ولعلو شأنها ومكانتها من بين المدن فقد كانت بغداد لعقود طويلة من الزمن عاصمة الدولة الاسلامية واكبر المدن في العالم وأهمها على الاطلاق ، كما انها امتداد لبابل تلك المدينة التي كانت موطن الانبياء والتي قامت عليها اول الحضارات واقدمها على الاطلاق . والان نبدأ بشرح فقرات النص فقوله : ( وجاءني احد الملائكة السبعة الذين معهم الكؤوس السبع وقال لي : تعال فأريك عقاب الزانية العظيمة القائمة على جانب المياة الكثيرة ، بها زنى ملوك الارض ، وسكر سكان الارض من خمر كأس زناها )) ، بعد ان رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام وتوفاه ايد اصحابه وحواريه وتلامذته بالملائكة والروح القدس فكانوا مسددين ويعملون وفق التأييد الالهي لهم لذا فقد رأى يوحنا هذا الملاك الذي أخبره عن علامات ظهور السيد المسيح وكان منها هذا النص ومما يؤكد ان الزانية العظيمة هي بغداد قوله (( القائمة على جانب المياه الكثيرة )) فبغداد قائمة على ضفاف نهر دجلة ذو المياه الكثيرة وقوله : (( بها زنى ملوك الارض )) اشارة الى كثرة من احتلها من الملوك والدول وتعاقبوا على حكمها . واما قوله : (( وسكر سكان الارض من خمر كأس زناها )) أي ان اكثر سكان الارض التابعين لأولئك الملوك وتلك الدول التي قامت باحتلال بغداد وقد سرقوا ثرواتها ونهبوا خيراتها وسلبوا كنوزها فعاشوا في لذة ورفاهية بسبب ما استفادوه وجنوه من خيراتها ونهبوه من ثرواتها .
وجاء في الفقرة التالية : (( فحملني بالروح الى الصحراء فرأيت امرأة تجلس على وحش قرمزي مغطى بأسماء التجديف )) المرأة هي بغداد والوحش هو جورج بوش الرئيس الامريكي ومعنى انها تجلس عليه اي انها تعتمد عليه في استقرارها وادراتها وما الى ذلك وبمعنى آخر عمالتها او عمالة رؤساءها لهذا الوحش ، ومعنى القرمزي : القرمزي هو اللون الاحمر الداكن الذي يشبه لون الدم ومعنى هذا ان هذا الوحش قائم في سياسته وحكومته على القتل والحرب واما معنى قوله : (( مغطى بأسماء التجديف )) اي انه يعتمد على الكذب والتضليل ولبس الحقائق والدجل فهو يدعي شيئاً ويضمر آخر غيره وهذا ما نراه بوضوح في سياسة جورج بوش الوحش . وقوله : (( كانت المرأة تلبس الارجوان والقرمز وتمتلئ بالذهب والاحجار الكريمة واللؤلؤ وبيدها كأس من ذهب ممتلئة برجس زناها ونجاستها )) وهذا فيه اشارة الى جمالها وحسن عمرانها وقوة حضارتها وكثرة تجارتها وخيراتها وثرواتها التي امتلئت منها فلا تكاد تجد ارضاً من اراضيها الا وفيها الكثير من الخيرات والثروات . وأما قوله ( وعلى جبينها اسم يرمز الى بابل العظيمة ، ام الزنى ودنس الارض )) فهذا مما يؤكد قولنا من ان المرأة هي بغداد والجبين فيه اشارة الى الفكر والحضارة ومعنى ذلك انها مكملة لبابل فحضارتها وفكرها امتداد لحضارة بابل وفكرها وقد وصف بابل بالعظيمة كما وصف المرأة بالعظيمة مما يؤكد ان المقصود بالمرأة هنا هي مدينة بغداد وقوله : (( ام الزنى دنس الارض )) وذلك اشارة الى ملوك بابل الذين حكموا العالم من قبل وقتلوا بني اسرائيل وانبيائهم وقاموا بسبيهم وظلمهم فقد سميت بام الزنى لتعاقب من حكمها واحتلها وسيطر عليها ورقى عرشها بقوة السلاح وليس بصورة شرعية .
وقوله : (( ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع )) القديسين هم العراقيون الذين منهم خرج الكثير من الانبياء والاولياء والمؤمنون والمجاهدون الذين قتلوا كلهم من قبل حكام هذه المدينة فهي سكرى من دمهم اي انها لا تهدأ بل لا تسكن وتترنح كحال السكران بين الحين والآخر تقوم فيها الثوارت طلباً لدماء هؤلاء الشهداء واما : (( شهداء يسوع )) فهم من يؤمنون بالسيد المسيح من العراقيين عند خروجه في وقت خروج الامام المهدي (ع) .
وقوله : (( وسيتعجب سكان الارض الذين اسماؤهم غير مكتوبة منذ بدء العالم في كتاب الحياة عندما يرون الوحش )) سكان الارض هم الذين لا يوفقون لنصرة الامام المهدي (عليه السلام) والسيد المسيح في آخر الزمان اما الذين اسماؤهم مكتوبة في كتاب الحياة فهم انصار الامام المهدي (ع ) والسيد المسيح عليه السلام لأنه وردت النصوص القرآنية والروائية في ذكر كتاب مذكورة فيه اسماءهم قال تعالى { كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} المطففين 18 - 21.
فهذا الكتاب مكتوب فيه كل شيء ومن أهم ما كتب فيه اسماء انصار الامام عليه السلام ، وجاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : ( لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال ( الله ) فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فيبعث الله قوماً من اطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف ،والله اني لأعرفهم واعرف اسماءهم وقبائلهم واسم اميرهم ، وهم قوم يجمعهم الله كيف شاء .... فيتوافون من الافاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة اهل بدر . وهو قول الله { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً } البقرة 148 ، حتى ان الرجل ليجتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك ) غيبة الطوسي . وأما خطبة البيان التي رويت عن امير المؤمنين عليه السلام والتي يذكر فيها اسماء اصحاب الامام عليه السلام فهي معروفة لدى الجميع .
وقوله ( وهذه القرون العشرة التي تراها هي عشرة ملوك ما ملكوا بعد لكنهم سيملكون ساعة واحدة مع الوحش )) القرون العشرة كما بينا في السابق هم عشرة جيوش تابعين الى عشرة دول وعشرة رؤساء وحكام وقادة لتلك الدول والجيوش وهؤلاء سيملكون ويحكمون في نفس الوقت الذي يحكم ويملك فيه الوحش . وقوله : (( هؤلاء اتفقوا على ان يعطوا الوحش قوتهم وسلطانهم وهم سيحاربون الحمل )) وهذه الدول والجيوش وقادتها ستتفق مع أمريكا وقواتها ورئيسها الوحش ويدخلون في تحالف عسكري ليقاتلوا الحمل في هرمجدون .وأما قوله : (( ثم قال لي الملاك : تلك المياة التي رأيتها ورأيت الزانية قائمة عليها هي شعوب واجناس وامم والسنة )) ففي هذه الفقرة اشارة الى ان الكثير من الشعوب والامم على اختلاف اجناسها والسنتها سوف تنتفع من بغداد وثرواتها وخيراتها التي عبر عنها بالمياه لأن في الماء اشارة الى الحياة والخير الوفير ، قال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} الانبياء 30 اي ان المياه هي الدول التي احتلت بغداد والعراق . وقوله : (( وتلك القرون العشرة التي رأيتها والوحش سيبغضون الزانية ويعزلونها ويعرونها من ثيابها ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار )) فأن هذه الدول وقواتها سيدخلون في حرب مع الزانية (مدينة بغداد) ويجعلوها في عزلة وقوله ( يعرونها )) اي يسلبون خيراتها وثرواتها ومعتقداتها وحضارتها ويجعلونها خراب فتذهب زينتها وجمالها ، وقوله : (( ويحرقونها بالنار )) ففيه دلالة على انها سوف تدمر وتخرب بالاسلحة المختلفة التي يرمز لها بالنار . وقوله (وتلك المرأة التي رأيتها هي المدينة العظيمة التي تتسلط عليها ملوك الارض )) وهذا ما يؤكد ويدل على ان المقصود بالمرأة هي المدينة وانها وبعد كل ما يجري عليها سوف تتسلط على ملوك الارض اي انها سوف تتسلط على كل الدول والمدن وذلك في زمن دولة الامام المهدي ( ع ) حيث سيختار الامام من العراق عاصمة لدولته العالمية الكبرى .
وبهذا يتبين لنا ان هناك حقائق مهمة ذكرها الانجيل دلت على الكثير من الجرائم وبينت ان امريكا تقوم بأحتلال العراق وتنتهك الكثير من الحقوق وان احتلالها للعراق غير شرعي وغير صحيح وهو كالزنا بالنسبة للمرأة وان نتيجة هذا الاحتلال هو خراب بغداد والعراق ونهب ثروات البلد وخيراته وسرقتها ومحاولة سلب عقيدة ابناءه واهله ومحاولة تقسيم البلد الى عدة مناطق وتمزيق ابناء الوطن والمجتمع الواحد .
إحتلال بغداد كما تحدث عنه الإنجيل
تشتمل الكتب السماوية على الكثير من الحقائق والامور التي ظلت خافية لعقود طويلة من الزمن لأنها احيطت بشيء من الرمزية وتحدثت بشيء من الباطن ولولا ذلك لحرفت كما حرف الكثير من النصوص ، الا ان الصعوبة تكمن في القدرة على استخراج تلك الحقائق وبيانها للناس بشكل دقيق مؤيداً بالادلة والبراهين وهذا حتماً لا يحصل الا بتوفيق المولى تبارك وتعالى وتأييد وتسديد منه عز وجل فالعلوم الالهية لا يستطيع ان يقطف ثمارها الا من كان مرضيا عند الله عز وجل وذا صلة معه تبارك وتعالى وفي هذا الموضوع نتحدث عن احتلال بغداد كما ذكر ذلك لنا كتاب العهد الجديد حيث جاء في النص الذي ورد بعنوان ((الزانية العظيمة والوحش)) : ((وَجاءَني أحَدُ الملائِكَةِ السَّبعةِ الذينَ مَعَهُمُ الكُؤوسُ السَّبعُ وقالَ لي: "تَعالَ فَأُريَكَ عِقابَ الزّانِيَةِ العَظيمةِ القائِمَةِ على جانِبِ المِياهِ الكثيرةِ. 2بِها زَنى مُلوكُ الأرضِ، وسكِرَ سُكانُ الأرضِ مِنْ خَمرِ كأْسِ زِناها".3فحَمَلَني بِالرُّوحِ إلى الصَّحراءِ، فرَأَيتُ امرَأةً تَجلِسُ على وَحشٍ قِرمِزيٍّ مُغَطُى بِأَسماءِ التجدِّيفِ، لَه سَبعَةُ رُؤوسٍ وعَشَرَةُ قُرونٍ. 4وكانَتِ المرأَةُ تَلبَسُ الأُرجُوانَ والقِرمزَ وتتَحَلَّى بِالذَّهَبِ والحِجارَةِ الكَريمَةِ واللُؤلُؤِ، وبِيَدِها كأْسٌ مِنْ ذهَبٍ مُمَتِلئَةِ بِرِجسِ زِناها ونَجاسَتِهِ، 5وعلى جَبينِها اَسمٌ يَرمُزُ إلى بابِلَ العَظيمةِ، أُمِّ الزِّنى ودَنَسِ الأرضِ. 6ورأَيتُ المرأَةَ سَكرى مِنْ دَمِ القِدِّيسينَ ومِنْ دَمِ شُهَداءِ يَسوعَ. فلمَّا رأيتُها تَعجََّبتُ كَثيرًا. 7فقالَ لِيَ الملاكُ: "لِماذا تَعَجَّبتَ؟ سأكْشِفُ لكَ سِرَ المرأَةِ والوَحشِ الذي يَحمِلُها، صاحِبِ السَّبعةِ الرُؤوسِ والعَشَرَةِ القُرونِ. 8والوَحشُ الذي رأيتَهُ كانَ وما عادَ كائِنًا. سَيصعَدُ بَعدَ قليلٍ مِنَ الهاوِيَةِ ويَمضي إلى الهلاكِ. وسيَتَعجَّبُ سُكانُ الأرضِ الذينَ أسماؤُهُم غَيرُ مَكتوبَةٍ مُنذُ بَدءِ العالَمِ في كِتابِ الحياةِ عِندَما يَرَوْنَ الوَحشَ، لأنَّهُ كانَ وما عادَ كائِنًا وسيَظهَرُ ثانِيَةً.9وهُنا لا بُدَ مِنَ الحِكمَةِ والفَهمِ: فالرُؤوسُ السَّبعةُ . هِيَ التِّلالُ السَّبعةُ التي تَجلِسُ علَيها المرأَةُ. وهِيَ أيضًا سَبعةُ مُلوكٍ، 10مِنهُم خَمسةِ سَقَطوا، وواحِدٌ لا يَزالُ يَملِكُ، والآخَرُ ما جاءَ بَعدُ. ومتى جاءَ لا يَبقى إلاّ قَليلاً. 11أمّا الوَحشُ الذي كانَ وما عادَ كائِنًا، فهوَ مَلِكٌ ثامِنِ، معَ أنَّهُ مِنَ السَّبعةِ، ويَمضي إلى الهلاكِ".12وهذِهِ القُرونُ العَشَرَةُ التي تَراها هِيَ عَشَرَةُ مُلوكٍ ما مَلَكوا بَعدُ، لكنَّهُم سَيَملِكونَ ساعةً واحِدةً معَ الوَحشِ. 13هَؤُلاءِ اَتَّفَقوا على أنْ يُعطوا الوَحشَ قُوَّتَهُم وسُلطانَهُم. 14وهُمْ سَيُحارِبونَ الحَمَلَ، والحَمَلُ يَغلِبُهُم لأنَّهُ رَبُّ الأربابِ ومَلِكُ المُلوكِ، والذينَ معَهُ هُمُ المَدُعُّوونَ والمُختارُونَ والمُؤمِنونَ".15ثُمَ قالَ لِيَ الملاكُ: "تِلكَ المياهُ التي رأَيتَها ورَأيتَ الزّانِيَةَ قائِمةً علَيها هِيَ شُعوبٌ وأجناسٌ وأُمَمٌ وألسِنةِ. 16وتِلكَ القُرونُ العَشَرَةُ التي رَأيتَها والوَحشُ سَيُبغِضونَ الزّانِيَةَ ويَعزِلونَها ويُعرّونَها مِنْ ثِيابِها ويَأكُلونَ لَحمَها ويَحرقونَها بِالنارِ، 17لأنَّ الله جَعَلَ في قُلوبِهِم أنْ يُنَفِّذوا رأيَهُ وأنْ يَتَّفِقوا على إعطاءِ الوَحشِ سُلطانَ مُلْكِهِمْ إلى أنْ تَتِمَ أقوالُ الله.18وتِلكَ المرأَةُ التي رأَيتَها هِيَ المدينةُ العَظيمَةُ التي تَتَسلَّطُ على مُلوكِ الأرضِ )) رؤيا يوحنا16، 17.
وقبل الخوض في تفسير فقرات هذا النص لا بد ان نعرف اولاً معنى الزنا ، والزنا لغةً هو الرقي او التسلط على الشيء كما قال صاحب التعاريف .وفي الاصطلاح هو ولوج او دخول الرجل في المرأة بشكل غير مشروع . والمقصود بالزانية العظيمة هي مدينة بغداد وسميت بالزانية لرقي وتسلط المحتلين عليها ودخولهم لها وسيطرتهم عليها بشكل غير مشروع اي احتلالها فهو اذن بمعنى الزنا للمرأة اما ما قيل عنها من انها عظيمة فذلك لعراقتها وحضارتها وجذورها الممتدة في التأريخ ولعلو شأنها ومكانتها من بين المدن فقد كانت بغداد لعقود طويلة من الزمن عاصمة الدولة الاسلامية واكبر المدن في العالم وأهمها على الاطلاق ، كما انها امتداد لبابل تلك المدينة التي كانت موطن الانبياء والتي قامت عليها اول الحضارات واقدمها على الاطلاق . والان نبدأ بشرح فقرات النص فقوله : ( وجاءني احد الملائكة السبعة الذين معهم الكؤوس السبع وقال لي : تعال فأريك عقاب الزانية العظيمة القائمة على جانب المياة الكثيرة ، بها زنى ملوك الارض ، وسكر سكان الارض من خمر كأس زناها )) ، بعد ان رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام وتوفاه ايد اصحابه وحواريه وتلامذته بالملائكة والروح القدس فكانوا مسددين ويعملون وفق التأييد الالهي لهم لذا فقد رأى يوحنا هذا الملاك الذي أخبره عن علامات ظهور السيد المسيح وكان منها هذا النص ومما يؤكد ان الزانية العظيمة هي بغداد قوله (( القائمة على جانب المياه الكثيرة )) فبغداد قائمة على ضفاف نهر دجلة ذو المياه الكثيرة وقوله : (( بها زنى ملوك الارض )) اشارة الى كثرة من احتلها من الملوك والدول وتعاقبوا على حكمها . واما قوله : (( وسكر سكان الارض من خمر كأس زناها )) أي ان اكثر سكان الارض التابعين لأولئك الملوك وتلك الدول التي قامت باحتلال بغداد وقد سرقوا ثرواتها ونهبوا خيراتها وسلبوا كنوزها فعاشوا في لذة ورفاهية بسبب ما استفادوه وجنوه من خيراتها ونهبوه من ثرواتها .
وجاء في الفقرة التالية : (( فحملني بالروح الى الصحراء فرأيت امرأة تجلس على وحش قرمزي مغطى بأسماء التجديف )) المرأة هي بغداد والوحش هو جورج بوش الرئيس الامريكي ومعنى انها تجلس عليه اي انها تعتمد عليه في استقرارها وادراتها وما الى ذلك وبمعنى آخر عمالتها او عمالة رؤساءها لهذا الوحش ، ومعنى القرمزي : القرمزي هو اللون الاحمر الداكن الذي يشبه لون الدم ومعنى هذا ان هذا الوحش قائم في سياسته وحكومته على القتل والحرب واما معنى قوله : (( مغطى بأسماء التجديف )) اي انه يعتمد على الكذب والتضليل ولبس الحقائق والدجل فهو يدعي شيئاً ويضمر آخر غيره وهذا ما نراه بوضوح في سياسة جورج بوش الوحش . وقوله : (( كانت المرأة تلبس الارجوان والقرمز وتمتلئ بالذهب والاحجار الكريمة واللؤلؤ وبيدها كأس من ذهب ممتلئة برجس زناها ونجاستها )) وهذا فيه اشارة الى جمالها وحسن عمرانها وقوة حضارتها وكثرة تجارتها وخيراتها وثرواتها التي امتلئت منها فلا تكاد تجد ارضاً من اراضيها الا وفيها الكثير من الخيرات والثروات . وأما قوله ( وعلى جبينها اسم يرمز الى بابل العظيمة ، ام الزنى ودنس الارض )) فهذا مما يؤكد قولنا من ان المرأة هي بغداد والجبين فيه اشارة الى الفكر والحضارة ومعنى ذلك انها مكملة لبابل فحضارتها وفكرها امتداد لحضارة بابل وفكرها وقد وصف بابل بالعظيمة كما وصف المرأة بالعظيمة مما يؤكد ان المقصود بالمرأة هنا هي مدينة بغداد وقوله : (( ام الزنى دنس الارض )) وذلك اشارة الى ملوك بابل الذين حكموا العالم من قبل وقتلوا بني اسرائيل وانبيائهم وقاموا بسبيهم وظلمهم فقد سميت بام الزنى لتعاقب من حكمها واحتلها وسيطر عليها ورقى عرشها بقوة السلاح وليس بصورة شرعية .
وقوله : (( ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع )) القديسين هم العراقيون الذين منهم خرج الكثير من الانبياء والاولياء والمؤمنون والمجاهدون الذين قتلوا كلهم من قبل حكام هذه المدينة فهي سكرى من دمهم اي انها لا تهدأ بل لا تسكن وتترنح كحال السكران بين الحين والآخر تقوم فيها الثوارت طلباً لدماء هؤلاء الشهداء واما : (( شهداء يسوع )) فهم من يؤمنون بالسيد المسيح من العراقيين عند خروجه في وقت خروج الامام المهدي (ع) .
وقوله : (( وسيتعجب سكان الارض الذين اسماؤهم غير مكتوبة منذ بدء العالم في كتاب الحياة عندما يرون الوحش )) سكان الارض هم الذين لا يوفقون لنصرة الامام المهدي (عليه السلام) والسيد المسيح في آخر الزمان اما الذين اسماؤهم مكتوبة في كتاب الحياة فهم انصار الامام المهدي (ع ) والسيد المسيح عليه السلام لأنه وردت النصوص القرآنية والروائية في ذكر كتاب مذكورة فيه اسماءهم قال تعالى { كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} المطففين 18 - 21.
فهذا الكتاب مكتوب فيه كل شيء ومن أهم ما كتب فيه اسماء انصار الامام عليه السلام ، وجاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : ( لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال ( الله ) فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فيبعث الله قوماً من اطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف ،والله اني لأعرفهم واعرف اسماءهم وقبائلهم واسم اميرهم ، وهم قوم يجمعهم الله كيف شاء .... فيتوافون من الافاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة اهل بدر . وهو قول الله { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً } البقرة 148 ، حتى ان الرجل ليجتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك ) غيبة الطوسي . وأما خطبة البيان التي رويت عن امير المؤمنين عليه السلام والتي يذكر فيها اسماء اصحاب الامام عليه السلام فهي معروفة لدى الجميع .
وقوله ( وهذه القرون العشرة التي تراها هي عشرة ملوك ما ملكوا بعد لكنهم سيملكون ساعة واحدة مع الوحش )) القرون العشرة كما بينا في السابق هم عشرة جيوش تابعين الى عشرة دول وعشرة رؤساء وحكام وقادة لتلك الدول والجيوش وهؤلاء سيملكون ويحكمون في نفس الوقت الذي يحكم ويملك فيه الوحش . وقوله : (( هؤلاء اتفقوا على ان يعطوا الوحش قوتهم وسلطانهم وهم سيحاربون الحمل )) وهذه الدول والجيوش وقادتها ستتفق مع أمريكا وقواتها ورئيسها الوحش ويدخلون في تحالف عسكري ليقاتلوا الحمل في هرمجدون .وأما قوله : (( ثم قال لي الملاك : تلك المياة التي رأيتها ورأيت الزانية قائمة عليها هي شعوب واجناس وامم والسنة )) ففي هذه الفقرة اشارة الى ان الكثير من الشعوب والامم على اختلاف اجناسها والسنتها سوف تنتفع من بغداد وثرواتها وخيراتها التي عبر عنها بالمياه لأن في الماء اشارة الى الحياة والخير الوفير ، قال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} الانبياء 30 اي ان المياه هي الدول التي احتلت بغداد والعراق . وقوله : (( وتلك القرون العشرة التي رأيتها والوحش سيبغضون الزانية ويعزلونها ويعرونها من ثيابها ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار )) فأن هذه الدول وقواتها سيدخلون في حرب مع الزانية (مدينة بغداد) ويجعلوها في عزلة وقوله ( يعرونها )) اي يسلبون خيراتها وثرواتها ومعتقداتها وحضارتها ويجعلونها خراب فتذهب زينتها وجمالها ، وقوله : (( ويحرقونها بالنار )) ففيه دلالة على انها سوف تدمر وتخرب بالاسلحة المختلفة التي يرمز لها بالنار . وقوله (وتلك المرأة التي رأيتها هي المدينة العظيمة التي تتسلط عليها ملوك الارض )) وهذا ما يؤكد ويدل على ان المقصود بالمرأة هي المدينة وانها وبعد كل ما يجري عليها سوف تتسلط على ملوك الارض اي انها سوف تتسلط على كل الدول والمدن وذلك في زمن دولة الامام المهدي ( ع ) حيث سيختار الامام من العراق عاصمة لدولته العالمية الكبرى .
وبهذا يتبين لنا ان هناك حقائق مهمة ذكرها الانجيل دلت على الكثير من الجرائم وبينت ان امريكا تقوم بأحتلال العراق وتنتهك الكثير من الحقوق وان احتلالها للعراق غير شرعي وغير صحيح وهو كالزنا بالنسبة للمرأة وان نتيجة هذا الاحتلال هو خراب بغداد والعراق ونهب ثروات البلد وخيراته وسرقتها ومحاولة سلب عقيدة ابناءه واهله ومحاولة تقسيم البلد الى عدة مناطق وتمزيق ابناء الوطن والمجتمع الواحد .