إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يوحنا والصدر ممهدان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوحنا والصدر ممهدان

    يحيى(عليه السلام) وتمهيد الطريق للمسيح

    قلنا ان نبي الله يحيى كان اول من صدق بعيسى كما جاء في القرآن ونقلت الاخبار ، حيث وصفت الآية الكريمة ان يحيى مصدقاً بكلمة من الله اذ قال تعالى في خبر زكريا(عليه السلام) (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين)آل عمران 39، وترمز الكلمة هنا الى عيسى المسيح(عليه السلام) حيث قال تعالى في موضع آخر( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين)آل عمران 35 ، وبهذا يتضح ان ابرز ما اتصف به النبي يحيى (عليه السلام) هو تصديقه بالمسيح ودعوته قبل حتى ان يولد في هذه الدنيا ، والتقارب ألنبوءاتي والآياتي يتجلى في هذا المعنى حين نقرأ النص الانجيلي الذي يصف المسيح(عليه السلام) بالوصف ذاته اي(الكلمة) ويصف يحيى بالوصف القرآني انه مصدق او (شاهد) للكلمة تلك او المسيح، وهذا ان دل على شيء فأنه يدل على ما اشرنا اليه في مقدمة كتابنا ان الاديان والكتب السماوية لديها الكثير من نقاط الاشتراك والتقارب ، كيف لا وهي من ينبوع واحد ومعين لا ينضب الا وهو وحي السماء على لسان انبياءه ورسله ، ليس علينا الا ان نمر على النص التالي لنتيقن بالحقيقة هذه حيث ورد في الانجيل فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ) يوحنا 1: 1-11ار لا تطفا) متي 3: 11-12 .
    - مرحلة بدء دعوة السيد المسيح(عليه السلام) الى جانب وجود يحيى(عليه السلام) كصاحب دعوة جنباً الى جنب ، وكلا منهما له اتباع وتلاميذ وهنا اصبحت العلاقة بينهما مباشرة عن طريق الاتصال واللقاء المباشر ، وقد كانت هذه المرحلة تتضمن ثلاث انواع من اللقاءات المباشرة بين عيسى ويحيى(عليهما السلام) :-
    الاول:- مجيء المسيح اثناء حركة التعميد لكي يتعمد على يدي يحيى(عليه السلام) امام الجمهور وقد شهد هذا اللقاء اعلان رسمي من قبل يحيى بأن عيسى الناصري هو المسيح الموعود حيث ورد في النصً: (وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم.30 هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي. 31 وانا لم اكن اعرفه.لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء.)يوحنا 1: 29-31.
    الثاني:- مجيء السيد المسيح(عليه السلام) بصحبة تلامذته الى اليهودية لأجل التعميد ومصادفة يحيى(عليه السلام) واتباعه في منطقة قريبة من نهر الاردن فحدث ان شهد يحيى(عليه السلام) امام انصاره ان عيسى(عليه السلام) هو رسول من السماء لذا هو يتكلم بكلام السماء (اي الوحي) :-( وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد.23وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليملانه كان هناك مياه كثيرة وكانوا ياتون ويعتمدون. 24 لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن 25 وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير. 26 فجاءوا الى يوحنا وقالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي انت قد شهدت له هو يعمد والجميع ياتون اليه. 27 اجاب يوحنا وقال لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء. 28 انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه. 29من له العروس فهو العريس.واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس.اذا فرحي هذا قد كمل. 30 ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص. 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع.والذي من الارض هو ارضي ومن الارض يتكلم.الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع.)يوحنا 3: 22-31.
    الثالث:- ارسال يحيى لتلامذته حين القي القبض عليه واودع السجن من قبل الحاكم الى عيسى الناصري لكي يسألوه عن هويته الحقيقية اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه.3 وقال له انت هو الاتي ام ننتظر اخر. 4 فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. 5 العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في..) متي11 : 2-6 .
    اذن يتضح جلياً ان يحيى بن زكريا(عليه السلام) قد ادى ما عليه من مهمة الا وهي التمهيد لظهور المخلص المنتظر لدى اليهود وقد بذل في سبيل ذلك الكثير من التضحيات وقدم اغلى القرابين ، فأن الله تعالى لا يوكل مهمة عظيمة كمهمة التمهيد الا لأولياءه المصطفين الذين لديهم الاستعداد لتحمل اصناف العذاب والصبر ، فكان كما وصفه اشعياء بأنه الصوت الصارخ ليس في ذلك الزمان فحسب بل الى يومنا هذا ليشحذ الهمة ويوقظ العزيمة لدى المؤمنين المنتظرين في كل زمان ومكان من العالم لنصرة المنقذ الموعود لكي يتحقق حلم الانبياء والرسل في اقامة الحكومة الالهية.


    السيد الصدر والتمهيد للامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)

    ان من اهم معالم حركة السيد الشهيد(قده) كانت ربط الامة بامامها الغائب(عجل الله فرجه الشريف) و التذكير الدائم بشخصه(عجل الله فرجه الشريف) باعتبار انه الامام المنسي من قبل الامة ، صحيح ان هنالك الكثير من الحركات الاسلامية على مر التأريخ قد استغلت قضية الحجة المنتظر في سبيل تحقيق مصالح معينة وخداع البسطاء من الناس ، وهذا كله للمعرفة الحقيقية من قبل اولئك بتعلق عوام الشيعة بأئمتهم (عليه السلام) الى الدرجة التي يمكن تضليل الاعم الاغلب من خلال ربط الدعوة الفلانية بشخصه الكريم، فكم من مدعي ادعى انه المهدي(عجل الله فرجه الشريف) او احد نوابه او احد شخصيات الظهور الرئيسية في احداث آخر الزمان، لكن قضية السيد الشهيد (قده) كانت بعيدة كل البعد عن ذلك النسق الناشز ، وكان ذلك احد اهم الاسباب الرئيسية في نجاح الحركة ، فأسلوبه مغاير تماماً لمثيله في تلك الحركات حيث لم يدعي مقاماًمهدوياً او نيابةً خاصة حين تصدى للمرجعية من اول نشوء الحركة حتى آخر يوم في حياته والا لكانت وجهت الكثير من علامات الاستفهام من قبل الناس ولحصل الطعن في شخصه من قبل الاعداء بمجرد ادعاءه ذلك المقام المزعوم.
    لقد كان السيد الشهيد(فده) يعد الامة لكي تكون على مستوى يليق بها لتلقي اطروحة الامام الغائب(عجل الله فرجه الشريف) ، فدعوته فئات المجتمع الى التوبة التي تحدثنا عنها في الفصل السابق كانت بمثابة المقدمات الضرورية لتنقية اتباع مدرسة اهل البيت(عليه السلام) وتخليصهم من شراك المخطط الاستعماري الكبير الرامي الى تأخير حركة الظهور المقدس ، وجعل المجتمع في مستوى متدني من الاستعداد لأستقبال امامه المعصوم ، فالمجتمع الغارق في الملذات الدنيوية وهموم الحياة حتماً لن يكون مهيئاً لنصرة المخلص المنتظر ليس من قبل الشيعة وحدهم بل كل شعوب العالم تنتظر ذلك الرجل الموعود، لذلك كان السيد الشهيد يشعر بأهمية المسؤولية الملقاة على عاتق رجل الدين والذين يفترض بهم ان يجعلوا القواعد الشعبية –وخصوصاً في العراق- على مستوى التهيئة ولو النسبية لتقبل اطروحة الامام(عليه السلام) ، ولم يكن ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه امام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) حديث العهد مع السيد الشهيد خلال مرحلة التصدي بل كان معايشاً لتفكيره وكيانه منذ الشباب من خلال الموسوعة المهدوية التي استوقفت الكثيرين باعتبارها عمل اسلامي ضخم مقارنةً بالعمر الصغير الذي تم كتابة الموسوعة فيه حيث لم يكن السيد الشهيد قد تعدى العشرين من العمر عند كتابة اول جزء من الموسوعة ، وعلى هذا الاساس لم يجد السيد الشهيد في كيان المجتمع التشيعي ما يسد ذلك الفراغ الناشيء من غياب التوعية الدينية وخصوصاً المهدوية منها باعتبارها المفصل المهم في تحقيق الخلافة الالهية في الارض.
    وبعد كل تلك السنون التي مرت على كتابة وطباعة الموسوعة لم يكن بالامكان التوقف عند هذا الحد من البناء الفكري للتعريف بقضية المنتظر الغائب والتي تضم بين طياتها الكثير من الاسرار فرأى السيد الشهيد ان البناء ذلك لن يكتمل الا بالخطاب الديني المهدوي ، ونعني به تسخير منبر الجمعة لاجل تحقيق الهدف والغاية المنشودة ، ولظروف عديدة كان يمر بها التشيع عامة وخصوصاً في العراق الحاوي على الارضية الخصبة لتلقي الخطاب الذي يتحدث عن الامام الثاني عشر للشيعة، وللقاريء ان يتخيل الوضع آنذاك الذين كان يمر به العراق والعالم اجمع من ظلم وحروب وكوارث انسانية وجوع وفقر على اعلى المستويات ، ولا من بصيص امل او خيط نجاة يتعلق به سوى الايمان بظهور المنقذ الالهي الذي ينتشل المجتمع من تلك الزاوية الحرجة والخطيرة، كل ذلك كان عاملاً مساعداً لكي يتفاعل الناس مع البيان المهدوي خصوصاً عند الحديث عن مظلومية الامام المهدي(عليه السلام) من دون البشر حيث قال في احدى الخطب فمثلاً ان صاحب الزمان صاحب الامر المهدي(عليه السلام) لا يستطيع ان يدافع عن نفسه او ان يطالب بحقه بالرغم من انه مظلوم اكثر من كل البشر وحقه اعظم من كل الناس الا ان مطالبته بحقه ينافي غيبته ويجب ان يحافظ على غيبته لا ان يعرف الناس بنفسه الى زمان موعد ظهوره .....ومن هنا نكون في هذا الجيل نحن المدافعون عنه ونحن المطيعون له ونحن القائمون بامره سلام الله عليه حتى يقضي بما هو قاض..)¹
    (1) الجمعة 23 –منبر الصدر تحقيق السيد محسن النوري الموسوي ص 273

    ان اسلوب السيد الصدر كان فريداً من نوعه من حيث جذب الانتباه الى قضية الحجة المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وذلك من خلال استغلال مناسبات المعصومين(عليه السلام) في هذا الصدد، حيث لا يفتأ يعرج على ذكر صاحب الامر(عليه السلام) على اعتبار انه الرجل الذي سيحقق حلم الانبياء والمعصومين(عليه السلام) ، ومثال ذلك في ذكرى وفاة الصديقة الزهراء(عليه السلام) كان حديثه عن خفاء قبرها على المنبر فقام بالربط بين الموضوع وبين غيبة المعصوم او ظهوره ،
    كان السيد الشهيد يرمي الى تعريف الناس دوماً بحقائق ربما كانت خافية على الكثيرين حول قضية الحجة المنتظر خصوصاً مع وجود تلك الهالة المصطنعة لرجال الدين ، صحيح ان الكثيرين سمعوا او قرأوا الروايات التي تتحدث عن موقف الفقهاء السلبي من الامام في آخر الزمان ولكن لا يزال البعض من المحسوبين على التيار الديني ينشرون الفكر المغاير محاولين تدليس الحقائق المثبتة بالدليل ، فكان احساس السيد الشهيد ان المجتمع مغرر به بسبب اولئك الذين من المفترض بهم ان يكونوا اولى الناس بنصرة الحجة المنتظر لكنهم لن يكونوا ابداً كذلك بحسب اخبار المعصومين(عليه السلام) وسنن الامم الساقبة ، المشكلة ان هذا الموضوع صعب القبول بالنسبة للعامة ، فكيف يمكن ان يكون الفقيه الذي يرتدي زي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ويقتفي اثره-بزعمهم- اشد الناس عداءاً للمهدي المنتظر (عليه السلام)؟!..من خلال هذا المفهوم المبسوط بين المجتمع وجد السيد الشهيد من الضروري ازاحة هذه الغمامة الكاذبة من سماء الفكر الصحيح حيث ذكرلا نكون غافلين في الرواية ان المهدي سلام الله عليه حينما يستتب له شيء من الامر يرسل باللغة الحديثة وفداً او ارسالاً الى بلاد الروم فيكتبون شيئاً على اقدامهم ويمشون على الماء –حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط- الى ان يصلوا الى شواطيء الروم –طبعاً هذا باللغة القديمة- فيراهم الروم وهم يمشون على الماء فيفتحون لهم الابواب سلماً ويدخل الناس في دين الله افواجاً في حين ان السيف مشتغل بالشرق في قتل الفلانيين الذين يعارضونه يخرج له جماعة من رجال الدين وغير رجال الدين يقولون لهالاسلام بخير والدين بخير ارجع من حيث اتيت ) فيضع السيف فيهم يقتلهم عن أخرهم ، هذا حال شرقنا العجيب الغريب الذي هو مليء بالمعاصي الباطنية فضلاً عن الظاهرية هناك سذج واهل صفاء في الجملة ، كل شخص قلبه طيب يتبع المعصوم سلام الله عليه يعني معناها نحن اسوأ من الاوربيين ومن اليهود والنصارى!!)¹ ، ما اعظمها من موعظة واجلها من عبرة ينطق بها السيد الشهيد ، فالفلانيين الذين يعنيهم بالكلام هم الذين يتشدقون منذ قرون من الزمان بكونهم اتباع مدرسة اهل البيت(عليه السلام) لكنهم في الواقع اشد الناس بعداً عنها وعن مضمونها وجوهرها الحق ، وكلام الائمة(عليه السلام) وخطاب السيد الشهيد خير دليل ، لقد حملت تلك العبارات الرنانة التي تفوه بها من على منبر الجمعة تلك الكثير من الناس الى البحث عن الاسباب الحقيقة وراء عداء رجال الدين لحركة المهدي الموعود (عليه السلام) ومن يبحث بشكل جدي لن يطول بحثه ، فواقع الامة الذي عاشته ولا زالت تعيشه من ويلات وانات انما كان بسبب صعود من ليس اهلاً للقيادة الدينية على اكتاف المظلومين ، فالذين استغلوا ارث الرسول والائمة في سبيل المصالح الدنيوية لن يرتجى منهم يوما ما ان يتخلوا عن العرش الديني الذي جلسوا عليه ظلماً وعدواناً ، فعلاً كما قال السيد الشهيد ، نحن اسوا من اليهود والنصارى لماذا؟...لأنننا نعلم ان هؤلاء هم اعداء المهدي(عليه السلام) كما ذكرت احاديث الرسول وروايات المعصومين(عليه السلام) لكننا لا زلنا نتمسك باذيالهم وتراقيهم ظناً منا انهم سفن النجاة من دون آل محمد صلوات ربي وسلامه عليهم. وسيأتي اليوم الذي نشهد بام اعيننا من سيرفع السيف بوجه الامام المنتظر بعد ان كان من المؤمل ان يرفعه الى جنبه ضد الاعداء .
    نستطيع القول الآن ان السيد الشهيد (قده) من بين كل من عاصره قد وضع قضية الامام الحجة (عليه السلام) نصب عينيه وتحمل كاهل المسؤولية على كتفيه في سبيل رفع الظلامة عن الامام المظلوم وتعريف الناس حجم تلك الظلامة ، فكان كما فعل نبي الله يحيى (عليه السلام) مبشراً بالمخلص وانك اينما ذهبت اليوم في ارجاع المعمورة ستجد من محبي امام الزمان الحقيقيين من يحتفظ في قلبه بمكانة خاصة لشخص السيد الشهيد (قده) لأن اي انسان منصف عاقل لا ينكر ان ما قام به في فترة دعوته ومرجعيته سيبقى علماً نيراً لكل من يأمل ان يبقى في الحياة حتى ظهور القائم بالعدل(عجل الله فرجه الشريف).(الخلاصة)وبما ان يوحنا بشر بقدوم المسيح واقبل من بعده المسيح سواءعلم بقدومه او لم يعلم وكذلك السيد الشهيد فقد بشر بقدوم المنقذ المخلص سواء علم بمن خلفه او لم يعلم فهو ادى رسالته تجاه ربه ومضى شهيدا وبما ان الامر الالهي لم يتوقف على السيد الشهيد (قد)فهو كان مرحلة من مراحل قضية الامام المهدي (ع)فقد جاء من بعده من هو اشبه الناس بعيسى بن مريم(ع)خلقا وخلقا وسمة وهيبة كما جاء في الحديث عن الصادق(ع)المهدي رجل من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخُلقا وسمةً وهيبةً)الحر العاملي...............فقد من الله علينا وارسل الينا من هو اشبه الناس بعيسى بن مريم ... وهو السيد اليماني القحطاني رسول الامام المهدي (ع)الى الناس كافة وبلغ الكثير من الناس وخصوصا القائلين بالامام(ع) من المراجع والاعلماء المتحجرين في بطون الحوزات الاعلمية والقى جميع الحجج عليهم وامرهم باتباعه وغلق باب الكذب والافتراء واتباع باب الهدي والفتاء كونه مرسل من الامام المهدي (ع) وهم يعلمون صدقه وامانته حيث لا ينكر احد منهم ذلك وكان يحارب الفساد داخل الحوزات لانه كان يرى طلاب العلم يتهافتون على الدنيا ليس الدين فكان كل همه هو نشر الدين الحق وتعريف الناس باحقية الامام المهدي ونصرته وانتهاج منهجه المستقيم الذي كان مفقود في اوساط الحوزات العلمية كذلك القران الكريم مهجور بينهم فبدأ يشن حملات اصلاح بمفرده حتى زجروه وطردوه من خارج الحوزات كما طردوا المسيح من خارج كنائسهم ومعابدهم التي يهيمنون عليها لان من ورائها ثروة كبيرة لا يمكن التخلي عنها بسهولة فالمخرج الوحيد لهم هو تكذيب هذا الرسول ورميه بالسح والجنون لانه يهدد مصالحهم الدنيوية فالذي جرى على السيد المسيح (ع)جرى على السيد القحطاني بل اكثر من ذلك واني ممن راى السيد القحطاني ذات يوم وكذلك رأيت السيد المسيح في منامي ذات يوم حيث اني لو رأيتهم سويا لا استطيع ان افرق بينهما لكثرة الشبه بينهم واني اقسم بذات الله الواحد الاحد على ذلك والله على ما اقول شهيد وفقنا الله واياكم لمعرفة امره واعتناق سره المكنون الذي لا يمسه الا المطهرون فانه لا يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم
    التعديل الأخير تم بواسطة فأس ابراهيم; الساعة 01-11-12, 01:12 AM.
    (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)
يعمل...
X