إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين يحيى والمسيح(ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين يحيى والمسيح(ع)

    يذكر التأريخ ان الشعب اليهودي كان في تلك الحقبة من الزمان ينتظر المسيح المخلص بحسب ايمانهم بالنبوءات التي وردت على لسان انبياءهم السابقين ، وبعد ان ظهر لهم يحيى بن زكريا(عليه السلام) وشرع بحركته الجديدة الا وهي الدعوة الى التوبة والتعميد بالماء ، كان لا بد ان تتسرب فكرة قوية الى الاذهان في احتمال كون يحيى هو المسيح المنتظر ، او على الاقل احد المنتظرين في التراث الديني اليهودي آنذاك ، ويذكر الانجيل ما كان يحدث في تلك المرحلة المهمة من خلال نقل الاحداث الجارية في الاوساط المعاينة للمشهد مع ردة الفعل المتوقعة:-(اذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح16 اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 17 الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه.واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا. 18 وباشياء اخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.) لوقا 3 :15-18، وهنا نلاحظ كيف نفى يحيى ضمنياً ان يكون هو المسيح الموعود وذلك من خلال التذكير بأنه يعمد بالماء لا بالروح القدس التي هي خصوصية المسيح ، والحق ان النفي الصريح كان في موضع آخر من الانجيل حين وقعت الجماهير في شبهة كونه هو مخلص اليهود فأرسل اليه رجال دين كونهم من المفترض يحملون الثقل الديني النبوءاتي للتوراة المبشرة بالمنقذ الالهي لعلهم يتمكنون من التعرف على كنه هذا النبي (وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسالوه من انت. 20 فاعترف ولم ينكر واقر اني لست انا المسيح) يوحنا 1: 19-20 ان هذا الاشتباه قد وقع فيه الحاكم (هيرودس) نفسه حين لم يستطع ان يتبين شخص المسيح من يحيى حين اخذ نفوذ دعوة عيسى بالانتشار في البلاد وذلك بعد مقتل يحيى بفترة وجيزة ويوجد نص انجيلي تحت عنوان حيرة هيرودس يذكر هذه المسألةفسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه وارتاب.لان قوما كانوا يقولون ان يوحنا قد قام من الاموات. 8 وقوما ان ايليا ظهر.واخرين ان نبيا من القدماء قام.9 فقال هيرودس يوحنا انا قطعت راسه.فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا.وكان يطلب ان يراه)لوقا 9: 7-9 .
    على أي حال لا بد من التنويه في هذا المقام الى ان الشبهة في قضية المنقذ الالهي لها دور كبير في تبيان حقيقة الامر الالهي في كل زمان ومكان خصوصاً في آخر الزمان مع ظهور المهدي(عجل الله فرجه الشريف) لأن المؤمن الباحث عن الحق والحقيقة لا بد ان يمر بجميع المراحل حتى يكتمل ويسمو مع التسليم بأن الخالق عز وجل هو الهادي والمعين ولا يذر عباده الصالحين في تيه الشبهات ابداً من دون سلاح واداة يصل بهما الى طريق النجاة ، فقد ورد عن الامام الصادق(عليه السلام) في حديثه مع المفضل يقوليا مولاي فكيف يدرى ظهور المهدي(عليه السلام) وان اليه التسليم؟قال (عليه السلام) :يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين فيعلوا ذكره ويظهر امره وينادى بأسمه وكنيته..) مختصر بصائر الدرجات ص180، خلاصة القول ان امر المنقذ الالهي وظهوره ومعرفته هي من الامور التي تحتاج الى الكثير من التوفيق والايمان والاخلاص وان الحيرة التي اصابت الناس كهيرودس ومن عاصر حركة ودعوة يحيى والمسيح (عليهما السلام) لم ولن تنتهي حتى يورث الله الارض للصالحين من عباده لأن هذا هو ناموس الدنيا دار البلاء والامتحان قال عز من قالام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) الجاثية 21
    نسأل الله الواحد الاحد ان يوفقنا لنصرته مع امام حق وان نقتل بين يديه انه يعلم السر وما تخفي الصدور.
    (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)
يعمل...
X