إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يوحنا القرن العشرين(الحلقه الاولى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوحنا القرن العشرين(الحلقه الاولى)

    (تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ..) يوحنا المعمدان متي 3: 2

    (الفرصة للطاعة موجودة دائماًوالفرصة للتوبة موجودة وباب التوبة مفتوح دائماً ما دام النفس موجوداً) محمد الصدر /جمعة 17
    (وخفاء شخص المهدي سلام الله عليه وهذا معناه اننا لا زلنا على مستوى القصور والتقصير والذلة امام الله سبحانه وتعالى حتى السيد محمد الصدر..) محمد الصدر /جمعة 24
    مقدمةالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلى آلله الطاهرين وسلم تسليماً
    وبعد...
    فان الطبعة الاولى من الكتاب كانت قد نالت استحسان الكثير من القراء من عشاق الامام المهدي(مكن) واثرت في نفوس العديد من المتلقين الواعين من منتظري طلعة القائم الغراء بكل شغف وشوق ، الى الدرجة التي كان الكثير من اولئك من قرأوا تلك الاسطر يتصلون بمكتب السيد القحطاني وقتها مراراً وتكراراً ويبدون اعجابهم بالفكر المطروح بين ثنايا هذا الكتاب ، والحقيقة ان سبب ذلك التأثر الواضح على ملامح الجميع هو نوع الفكرة العميقة التي طرحت في البحث، وكيف تمكن تاريخ الانسانية من تكرار ذاته واعادة تصوير المشهد الرسالي بكيفية ونسق عجيبين من عصر السيد المسيح (عليه السلام) وصولاً الى العقد الاخير من القرن العشرين، وكيف يخط التأريخ اسطر حديثة في سجله لا تكاد تخطأ مثيلاتها قبل قرون مرت !.
    ان قصة نبي الله يحيى (عليه السلام) استوقفت العديد من الكتاب والمؤلفين من ديانات شتى وقوميات شتى وفي مناسبات شتى ايضاً، لأسباب عديدة منها اعتبار شخصية يوحنا حلقة وصل بين ديانات متعددة كالمسيحية والاسلام ، اضافةً الى النهاية التراجيدية المحزنة للقصة والتي انتهت بمقتل النبي يحيى (عليه السلام) ، كل ذلك دعى المفكرين والباحثين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والعقائدية الى الخوض في تناول ملامح هذه الشخصية العظيمة ، وان الدافع ذاته هو من كان وراء تناول العديد من الباحثين ايضاً الى خط القلم وسطر الكلمات حول شخصية السيد الشهيد(قده) والذي كانت حركته في العراق اواخر القرن الماضي محط انظار العالم الاسلامي وغيره ، ولا تكاد تخلو مكتباتنا اليوم من كتاب او مجلد يختص بتناول سيرة حياة الشهيد الصدر بالبحث والتحليل والنقاش ، الا ان هذا البحث يمكن ان يكون مختلف في اسلوب الطرح والسرد ، فهو ليس كتاب سردي كسيرة ذاتية بقدر ما حاول ان يتناول حركة السيد الصدر من جهة الربط التأريخي بين حقبة زمنية قديمة ترجع الى الفي سنة تقريباً وبين الواقع المعاصر للعقد الاخير من القرن العشرين ، ولا بد من التذكير بأن النصوص التي تعالج الحقبة التأريخية للنبي يحيى (عليه السلام) والمطروقة في هذا البحث كانت تستند بشكل كبير على النصوص الانجيلية للكتاب المقدس الى جانب القرآن والنصوص الاسلامية ، وليس السبب في ذلك الا لكون تفاصيل حركة يحيى تم تناولها بشكل اكثر تفصيلاً في الانجيل دون القرآن ، ولهذا حاولت جاهداً تبسيط المعلومة والتعريف بالمصطلحات الانجيلية التي تبدو للقاريء المسلم خصوصاًانها غريبة ومبهمة بعض الشيء بسبب الافتقار النسبي لدينا عامة المسلمين –ولا اعني الباحثين- الى ثقافة الاديان ان صح التعبير، وقد اعتمدنا في ذلك على مطبوعات الكتاب المقدس مع تفسيره لكي نعين القاريء على مهمة متابعة البحث بشكل يسير وسلس.
    وبالرغم من مما لاقاه كتابنا هذا من استحسان كبير من جمهور القراء من عشاق السيد الشهيد الصدر(قده) الا انه في الوقت ذاته وجهت الى الكتاب بعض الاشكالات والتي تتحدث عن عدم قبول اطروحة الكتاب اجمالاً بدعوى عدم جواز المقارنة بين شخص النبي المعصوم وبين السيد الشهيد ، فكانت هنالك ردة فعل عكسية تجاه هذا الكتاب من قبل اولئك الذين وجهوا الاشكال ، فبدلاً من استخلاص الفائدة من المقارنة بين الحركتين(حركة السيد الصدر وحركة نبي الله يحيى(عليه السلام)) من خلال المرور بلمحات مقتبسة من سيرة حياة كليهما والوقوف تاملاً على مراحل نشوء دعوة كل رجل منهما على حدة ومن ثم الانتقاء الترابطي بين فحوى رسالة يوحنا المعمدان (النبي يحيى) الى حركة السيد الشهيد النهضوية بالاسلام عموماً والتشيع خصوصاً، اثار المعترضين عدة اشكالات حول جدوى هذا البحث ، وانا شخصياً لا استغرب ردة الفعل السلبية تلك من اعداء ومبغضي شخص الشهيد الصدر(قده) من الذين وقفوا ضد حركته المباركة سواء في ايام نشوءها وظهورها في اواخر القرن الماضي او في ايامنا هذه ، فدأب اولئك على مر الازمنة القدح في سيرة العلماء العاملين كامثال السيد الشهيد واعتبار شخصه الشريف انموذجاً خطيراً ربما من شانه ان يلفت انظار وقلوب المسلمين الواعين الى حقيقة عنجهية المؤسسة الدينية التقليدية والتي طالما ظلت لعقود من الزمان ممسكة بزمام القيادة الاسلامية في سبيل تحقيق مصالح ومطامع شخصية لم تعد خافية على ذي حجى في عصر اضحت فيه الكلمة في المشرق تصل في طرفة عين الى المغرب ، لكن ما يثير انتباهي اكثر هو اعتراض البعض ممن يعتبرون من محبي السيد الشهيد وفي ذات الوقت يتحفظون على موضوع البحث بل ويعتبرون الطرح الموجود في الكتاب فيه الكثير من الغلو على حد وصفهم ، فكيف يكون السيد الصدر(قده) كالرسول يحيى بن زكريا(عليه السلام) .. ؟! وكيف تتم المقارنة بين رجل دين شيعي مهما بلغ حد القدسية بشخص الرسول المختار من السماء؟!، ومن يجرؤ على وضع تراث مرجع ديني من القرن العشرين قبال رجل اختارته السماء للوحي والتبليغ ..! ونحن نقول ان من يقول هذا الكلام انما لم يتوصل الى لب الفكرة الاساسية لموضوع الكتاب ، فليس هنالك اي باحث او مفكر اسلامي مهما كانت المدرسة التي ينتمي اليها يقول بعصمة غير انبياء الله ورسله وحججه (عليهم السلام) الموصوفون في القرآن والسنة الشريفة ، ومن هنا ننتهز الفرصة لكي نفند هذا الادعاء ونرد النقد اللاذع الموجه للكتاب من قبل المشككين ، ونؤكد ونقول اننا مع ما نعتبر صاحب البحث رجلاً مقدساً ممهداً الا اننا في ذات الوقت لا نقول بعصمة السيد الشهيد الصدر(قده) ولا ننسب اليه مقاربة منزلة النبي المعصوم او الامام المفترض الطاعة ، والذي ينسب الينا غيرهذا القول فبيننا وبينه اسطر وصفحات هذا السفر البسيط من ريع فكر السيد القحطاني.
    ان بحث(يوحنا القرن العشرين) كان اول ما رأى النور بين ثنايا صحيفة (القائم-مكن-) والتي صدرت في العراق في بداية عام 2005 وحتى استشهاد السيد القحطاني في اواخر 2006 ، وكان البحث عبارة عن مقالة من فكر السيد (رح) تحديداً في العدد(...) من الصحيفة واتذكر اني تأثرت بفصول البحث فصلاً بعد آخر وقتها لم اكن قد التقيت بشخص السيد القحطاني قبل ذاك اليوم وبعد مرور فترة وجيزة وفقت للقاء به وكان قد اوعز الي بكتابة بحث حول احد شخصيات الظهور وهي(النفس الزكية) وفعلاً قمت بالمهمة ولكن ليس بالشكل المطلوب بسبب ظروف خارجة عن ارادتي وقتئذ، فيما بعد طلب السيد القحطاني من احد الاخوة ان يكتب عن(يوحنا القرن العشرين) ويتوسع بالمقالة لتكون كتاباً مرموقاً يلقى صدى واسعاً بين الاوساط الشيعية المحبة لشخص الشهيد الصدر(قده) وبالمصادفة التقيت على غير ميعاد بذلك الاخ الذي انيطت اليه مهمة كتابة البحث وقد طلب مني ان اعينه على اتمام المهمة وفعلاً لم ابخل عليه ولله الحمد بشيء من الملاحظات وعلى قدر ما افاضه علينا الاستاذ بالاضافة الى توفيق من الله عز وجل ، ولم تمر الايام حتى فوجئت بان ذلك الاخ اعتذر عن كتابة البحث بسبب ظروف قاهرة فوجدت نفسي مرغمة تنجذب بشوق لنيل هذا الشرف العظيم ، فقلت في نفسي انا من اكون حتى اخط قلمي واحشره بين عشرات اولئك الذين كتبوا عن حياة وشخصية الشهيد الصدر؟! ، بل ما هو حجمي لكي اتشرف بمهمة كتابة فكر المفكر العظيم السيد القحطاني وتعريف الناس المتعطشين للقاء ولي الله الاعظم (روحي فداه) بقضية الظهورالمرتقب والشخصيات الممهدة لقدومه الميمون ومن بين تلك الشخصيات هو السيد الشهيد!؟.
    ولكن الظروف القاهرة لم تتركني هذه المرة ايضاً وعصفت بي بشدة فمع قلة المصادر لدي وضعف الامكانات المادية وضيق الوقت ، اظطررت في آخر الامر ان اكتب بين اروقة مستشفى مدينة الطب وتحديداً قسم العناية المركزة بسبب رقاد اخي الاكبر على احد اسرتها لانعاش الرئة قمت بعون الله وتسديد من الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) باتمام البحث في فترة قياسية لم تتجاوز الاسبوعين كان صوت الاستاذ القحطاني واتصالاته الهاتفية غير المنقطعة خير معين لي في هذه الساعات الشديدة من عمري اتخذتها جملاً لامتطاء رحلتي مع بحث الكتاب.
    واخيراً بعد ان اتممت البحث توجهت خجلاً الى مؤسسة القائم(مكن) حيث كان يقيم استاذي وسلمته الكتاب ففرح به ايما فرح واخبرني برضاه عن ما كتبت اناملي ودعا لي بكل خير من قلبه الحنون كحنية الام على ولدها .ولم تقف الفرحة عند هذا الحد بل تعدته الى يوم اقامة المعرض في مدينة الكاظمية المقدسة في ذكرى استشهاد الامام المظلوم موسى بن جعفر(عليه السلام) تحديداً يوم 25 رجب من عام (....) والذي اقيم قرب مكتب مؤسسة القائم آنذاك وتم وقتها عرض جميع اصدارات فكر القحطاني في المعرض من عشرات الكتب التي تتناول قضية الامام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) فكان هذا الكتاب الذين بين يدي القاريء الكريم هو الاكثر مبيعاً من بين الكتب الاخرى.
    لقد انتهجت في هذا الكتاب اسلوباً قد يكون غريباً بعض الشيء لاول وهلة ، فخلال سردنا لسيرة حياة نبي الله يحيى(عليه السلام) لم نكتفي بالمصادر الاسلامية وحدها بل تعدينا الى مصادر اخوتنا المسيحيين بواسطة كتابهم المقدس وخصوصاً الانجيل او ما يسمى بالعهد الجديد ، ولم اكن اهدف الا الى تقصي اكثر الجوانب تعلقاً بحياته (عليه السلام) ولكي تكتمل الصورة في البحث فيكون متكاملاً لا ينقصه شيء الا ما فاتنا كوننا كبشر غير معصومين من الخطأ ، وعموماً فأن القاريء الكريم ربما تكون له المعرفة ولو النسبية بشخص نبي الله يحيى(عليه السلام) من خلال ما ورد في شانه خلال مصادرنا الاسلامية الروائية او قصص الانبياء والمرسلين ، لكن يبقى السؤال : هل يعرف القاريء شيئاً عنه من نافذة اخرى تطل من جهة المصادر غير الاسلامية كالمسيحية مثلاً؟...ونحن قد اردنا في صفحات هذا الكتاب ان نلفت نظر القاريء الى مثل هكذا مصادر مهمة عانت من غبن كبير من قبل العلماء المسلمين طيلة عقود من الزمان ، فنحن نفتقر اجمالاً الى المعرفة ولو البسيطة بما يحتويه الكتاب المقدس –التوراة والانجيل- من ارث انساني كبير ولعل السبب يعود الى الفهم والتفسير الخاطيء لبعض آيات القرآن التي ذكرت مسالة التحريف الذي اصاب كتب اليهود او النصارى ، كقوله تعالىمن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بالسنتهم وطعنا في الدين) النساء 46، وقوله تعالىفبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )المائدة 13، وقوله تعالى ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم ياتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا) المائدة 41 ، والحقيقة ان الفهم الشائع لدى عوام الناس ممن لم يطلع على التفسير هو القول برفض نصوص الكتاب المقدس كلياً وهو احد أهم أسباب تغافل المسلمين عن موروث الكتب السماوية التي سبقت الاسلام ، لكن الحقيقة يزول عنها الغبار لدى المثقف الديني بمجرد ان يعرف التفسير الواضح الصائب للآيات المذكورة حول تلك الأسفار ، وكذلك حين نلتفت الى الاخبار التي تذكر محاججة الأئمة(عليه السلام) لعلماء أهل الكتاب من خلال الكتب التي بين أيديهم أنفسهم.
    لكن علينا أولاً ان نلقي الضوء على المعنى اللغوي والتفسيري للتحريف المذكور في الآيات القرآنية ، فالتحريف في اللغة العربية – كما هو واضح – يرجع إلى الجذر (حَرَفَ ) أي إمالة الشيء و العدول عنه عن مواضعه و اتجاهه الأساسي الموجود أو الذي ينبغي أن يكون .
    و تحريف الكلم عن مواضعه : تغييره و التحريف في القرآن و الكلمة : تغيير الحرف عن معناه و الكلمة عن معناها و هي قريبة الشبه كما كانت اليهود تغير معاني التوراة بالأشياء فوصفهم الله بفعلهم فقال تعالى ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه-ابن منظور ، لسان العرب ، ط1 ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، 1408 هـ ، مج3 ، ص129 ، ويقال كذلك حرف الكلام تحريفاً : بدله أو حرفه عن معناه . يحرفون ً: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) أي يصرفونه عن معناه )( معجم ألفاظ القرآن الكريم ، ط1،طهران : مطبعة أرمان ، 1363هـ ، ج1 ، ص248 ) .
    (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)

  • #2
    جهد تشكر عليه وكتاب جاء بوقت نحن بامس الحاجة اليه ولكن اخي الفاضل انتبه لأخطاءك اللغوية كي لاتضيع عنا كلمة هنا او كلمة هناك واكرر شكري ودعائي لكل من نهض الآن للكشف عن الحقائق التي علاها تراب المكر والنفاق واضهارها لنا
    أين الطالب بدم المقتول بكربلاء

    تعليق

    يعمل...
    X