إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النفس الزكية في الإنجيل (من موسوعة القائم –ج2- للسيد القحطاني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النفس الزكية في الإنجيل (من موسوعة القائم –ج2- للسيد القحطاني)

    النفس الزكية في الإنجيل (من موسوعة القائم –ج2- للسيد القحطاني)

    إن شخصية النفس الزكية قد تم الإشارة إليها في الإنجيل ونعني به الكتاب المقدس عن المسيحيين وما يصطلح عليه (العهد الجديد)

    وذلك يبين مدى ارتباط نبي الله عيسى ابن مريم (عليه السلام) بقضية المهدي في آخر الزمان وصلته الوثيقة بحركة الظهور الشريف.

    وقد ورد ذكر هذهِ الشخصية تحت عنوان (مثل الكرّامين) وهذا نصه :
    (وأخذ يقول للشعب هذا المثل : غرس رجلُ كرماً وسلّمه إلى بعض الكرّامين وسافر مدة طويلة ، فلما جاء يوم القطاف أرسل إليهم خادماً ليعطوه حصته من ثمر الكرم ، فضربوه وأرجعوه فارغ اليدين . فأرسل خادماً آخر ، وهذا أيضاً ضربوه وشتموه وأرجعوه فارغ اليدين. فأرسل خادماً ثالثاً. وهذا أيضاً جرحوه ورموه في خارج الكرم. فقال صاحب الكرم : ما العمل؟ سأرسل لهم ابني الحبيب لعلهم يهابونه إذا رأوه. ولكنهم لما رأوه ، قالوا فيما بينهم : هاهو وارث الكرم! تعالوا نقتله ليعود الميراث إلينا! فرموه في خارج الكرم وقتلوه. فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟ سيجيء ويقتل هؤلاء الكرّامين ويسلم الكرم إلى غيرهم) متى 21: 33-46 ، مرقس 12 : 1-12 ، لوقا 20:9-19 .

    لقد اتفق المسلمون في عقيدتهم بأن من صفات الله تبارك وتعالى العدل بل إن أهل الإديان اتفقوا على ذلك أيضاً ومن مقتضيات العدل الإلهي أن يقيم الله (عزوجل) عدله في مخلوقاته حيث لا ظلم ولا جور ولا اعتداء ولا تجاوز على حقوق الآخرين بل قسط وعدل وخير.
    إلا أن الحال لم يستمر منذ بدأ الإفساد الأول على الأرض وإلى يومنا هذا علماً أن الخلق وعدوا من قبل خالقهم بيوم يقوم فيه العدل ليشمل كل مكان ويعم الخير وينتشر على ربوع هذهِ الأرض التي وعد الله (عز وجل) بخلافتها من قبل الصالحين.

    وقد سمي ذلك اليوم بـ (اليوم الموعود) وسمّاه بعضهم بـ (يوم الخلاص) والذي أقتضت الحكمة الإلهية كما دلت على ذلك الأخبار والروايات أن يكون على يد الإمام المهدي (عليه السلام) ذلك القائد العالمي المعصوم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

    والمتتبع للكتب السماوية والأحاديث والروايات المعصومية الشريفة يجد أن جميع الأنبياء (عليهم السلام) قد وعدوا بمجيء المخلّص أو المنقذ الذي يكون على يديه الهداية في آخر الزمان، ومن هذهِ الكتب الإنجيل حيث ضرب لنا النبي عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه الصّديقة الطاهرة سلام الله مثلاً أشار فيه إلى مجيئه وما يفعله مع الظلمة والمتجبرين الذين أضلوا الناس وخدعوهم حتى تسببوا في انحرافهم وابتعادهم عن تعاليم السماء وأخذوا ما ليس لهم فجلسوا على كراسيهم.

    إن المثل الذي نتناوله في هذا الموضوع يتحدث بوضوح عن غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) وإرساله لممهديه وما يكون من أولئك الظلمة الغاصبين حقه والمنتحلين صفته والسالبين مقامه.

    والآن نأتي على تأويل المثل : (وأخذ يقول للشعب هذا المثل : (غرس رجلاً كرماً وسلمه إلى بعض الكرّامين وسافر مدة طويلة).

    أشار بذلك إلى الإمام المهدي (عليه السلام)، فالكرم علوم أهل البيت (عليهم السلام) ورواياتهم وأخبارهم وحلالهم وحرامهم وسفره الطويل (عليه السلام) هو ماوقع من غيبته لمدة طويلة كما هو معلوم.

    (فلما جاء يوم القطاف أرسل إليهم خادماً ليعطوه حصّته من ثمر الكرام، فضربوه وأرجعوه فارغ اليدين)

    يشير بذلك إلى أن الإمام المهدي (عليه السلام) عندما يقترب وقت قيامه يرسل أحد ممهديه إلا أن الكرامين (فقهاء زمانه) سوف يرفضوه ولا يقبلوا به بل إنهم يكذبونه ويردونه فارغ اليدين ويسيئون له.

    (فأرسل خادماً آخر، وهذا ضربوه وشتموه وأرجعوه فارغ اليدين)

    ثم أن الإمام (عليه السلام) سوف يرسل ممهداً آخر ولكن الكرامين لا يتعظون بل يزدادون ظلماً وتعسّفاً وجوراً فإنهم يفعلون نفس فعلهم مع الممهد الأول ويزيدون عليه، فقد قال في المرة الأولى عن الخادم الأول ضربوه وأرجعوه، بينما قال عن الخادم الثاني ضربوه وشتموه وأرجعوه مما يدل على أنهم سوف يزيدون في رفضهم ويصرّون على عملهم ويردون الممهد الثاني ولكن بشكل أقسى وأكثر أذية مما وقع مع الممهد الأول.

    (فأرسل خادماً ثالثاً، وهذا أيضاً جرحوه ورموه في خارج الكرم).

    وهذا هو الممهد الثالث الذي يرسله الإمام (عليه السلام) ولكنهم يزدادون ظلماً فوق ظلمهم ولا يرجعون عن غّيهم وسوف يلاقي هذا الممهد أذية وظلم أكثر من الممهدين الذين سبقوه وذلك يظهر من قول عيسى (عليه السلام) جرحوه ورموه في خارج الكرم.

    (فقال صاحب الكرم : ما العمل؟ سأرسل إليهم ابني الحبيب لعلهم يهابونه إذا رأوه).

    فإن الإمام (عليه السلام) هذهِ المرة وبعد أن يرسل ثلاثة ممهدين سيقوم بإرسال ممهد رابع أقرب ممن سبقه من الممهدين إلى الإمام (عليه السلام) ويكون بمثابة الابن للإمام (عليه السلام) وليس هو كذلك.

    (ولكنهم لما رأوه، قالوا فيما بينهم : هاهو وارث الكرم تعالوا نقتله ليعود الميراث إلينا) إن الكرامين سوف يجمعون على هذا الممهد ويآمرون عليه.

    (فرموه في خارج الكرم وقتلوه . فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟).

    إن الكرامين يقومون هذهِ المرة بتكذيب هذا الممهد وينفون كونه الممهد الرئيسي للإمام (عليه السلام) فهم بذلك يقتلونه قتلاً معنوياً.

    (سيجيء ويقتل هؤلاء الكرامين ويسّلم الكرم إلى غيرهم، فقال له السامعون لاسمح الله).

    في هذهِ الفقرة إشارة إلى قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فإنه سوف يقتل كل هؤلاء الظلمة ويعيد الحق إلى أهله ويعطي ذلك العلم إلى حملته الذين أجهدوا أنفسهم من أجله.

    (فنظر إليهم وقال : (إذن مامعنى هذهِ الآية : الحجر الذي رفضه البناؤون صار رأس الزاوية؟).

    أراد بذلك الإشارة إلى أنهم سوف يرفضون طريق الحق والهداية والصراط المستقيم ويسلكون طريق الضلالة والانحراف فإن طريق الحق الذي يمثله الإمام المهدي (عليه السلام) هو الأساس الذي يقوم عليه عمل العباد وهو الذي يأخذ بمن سلكهُ إلى الجنة والنعيم ورضى المولى تبارك وتعالى ، فهو كحجر الزاوية الذي كان البناؤون يجعلون البناء قائماً عليه ، فإن أزيل من مكانه خر البناء وسقط كله فهو كالأساس الذي يقوم عليه البيت ، فرفضوا أولئك هذا الحجر (الذي هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنهم يرون أنه ليس أهلاً أن يكون حجرالزاوية ولكن الله تعالى خيب آمالهم وخاب سعيهم فأصبح هذا الحجر الذي رفضوه هو حجر الزاوية.

    (من وقع على هذا الحجر تهشّم ومن وقع الحجر عليه سحقه)

    (فأراد معلموا الشريعة ورؤساء الكهنة أن يقتلوه في تلك الساعة ، لأنهم عرفوا أنه قال هذا المثل عليهم ، لكنهم خافوا من الشعب).

    أشار بهذا القول إلى فقهاء السوء المضلين في آخر الزمان الذين يعرفون جيداً أن الإمام المهدي (عليه السلام) حينما يقوم فإنه سوف يقتلهم لذلك فإنهم يحاربون ممهديه وأنصاره الذين يؤمنون به وينصرونه.

    هكذا أشار النبي عيسى (عليه السلام) إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ونحن بأعتقادنا أن (الخادم الأول) أي الممهد الأول الذي أرسله الإمام (عليه السلام) لنا هو سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سّره) الذي دعا إلى الحق ونادى به ، وجاء بأشياء وعلوم جديدة ، وقام بتأليف كتب في مجالات بعيدة عن المجال الذي كان يمارسه رجال الدين ، فقد كتب في الاقتصاد والفلسفة والاجتماع ، وقد رفض السيد محمد باقر الصدر الكثير من الأساليب المتبعة في ذلك الوقت ، وغّير الكثير منها ، وقام بأعمال لم يسبق لرجال الدين في زماننا المعاصر أن دعوا لها إلاّ أنه كُذّب واتهم ولم يقبله الآخرون ولم يعطوه الحق.

    كما إننا نعتقد أن الممهد الثاني أي (الخادم الثاني) هو سماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس سّره) فقد خدم الإمام المهدي (عليه السلام) كثيراً ودعا له ومهد له وقام بأعمال كثيرة وجديدة لم يسبق لغيره من العلماء أن دعا لها وقام بها ، وما حصل مع الممهد الأول حصل معه فقد كُذب واتهم أيضاً ولم يعط الحق الذي دعا له ورُفضت دعوته.

    أما بالنسبة للممهد الثالث أي (الخادم الثالث) فهو بأعتقادنا النفس الزكية التي تُقتل في سبعين من الصالحين بظهر الكوفة الذي سيدعو أيضاً إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) واتباع الحق، ولكنه يكذب أيضاً ويتهم بل يزيدون في رفضه أكثر من الأثنين الذين سبقوه ويتهم بأكثر مما اتهموا به كما عبر عنه بأنهم يجرحوه كناية عن القتل.

    وبعد أن ينتهي دور الممهدين سيأتي حينها دور اليماني الموعود الذي عبر عنه المثل المذكور في الإنجيل الذي تقدم ذكره (سأرسل إليهم ابني الحبيب) فهو أقرب الممهدين للإمام وآخرهم والذي يكون اتصاله بالإمام اتصالاً مباشراً ويأخذ توجيهاته منه (عليه السلام).

    حيث يرسله الإمام (عليه السلام) ليمهد له ويدعو الناس إلى نصرته وإعادة الحق إلى أهله – الإمام المهدي – إلا أنه سيواجه نفس مصير الممهدين الذين سبقوه وأزيد من حيث التكذيب والاتهام ورد الدعوة حتى عبر عنه في المثل بأنهم يقتلوه ، ولربما يكون هذا القتل معنوياً.

    إن هذا المعنى يظهر واضحاً فإن الكرامين الذين هم فقهاء السوء وأتباعهم يرفضون دعوة الإمام المهدي(عليه السلام)للحق ولا يقبلون أو يصّدقون دعاته وممهديه ، بل إنهم يحاربونهم ويكذبونهم ولا يعطونهم ما أراده الإمام (عليه السلام) منهم أي التصديق بهم واتباعهم ونصرتهم.

    وسيحاولون من أجل الحفاظ على الثمار التي جنوها من ذلك الكرم محاربة وتكذيب ورد كل من يأتي مطالباً بذلك الثمر بل إنهم سوف يحاولون قتل صاحب الكرم نفسه لو تمكنوا من ذلك.

    نقلاً عن / موسوعة القائم (حرب القائم- الجزء الثاني)
    من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني


    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

  • #2
    بارك الله فيك اخي المشرف المحترم موضوع رائع جدآ
    رب إني مغلوب فانتصر

    تعليق


    • #3
      نشكر مرورك اخ ابا جعفر وردك الطيب
      إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

      تعليق

      يعمل...
      X