من فكرالسيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
اهل بدر واهل فتح مكة في عصر الظهور
استمرت الدعوة الاسلامية لمدة ثلاثة عشر عاماً في مكة المكرمة وقد لقي فيها المسلمين الاوائل الذين لم يتجاوزوا المئة بين رجل وامراة اشد انواع الظلم والتعذيب والاتهامات والتكذيب وغير ذلك الكثير الا انهم صبروا ومضوا في ايمانهم غير مهتمين بما يلاقيهم من آذى وظلم وجور الى ان اذن الله عزوجل لهم بالهجرة حيث ظهرت لهم النصرة في المدينة المنورة وكثر عدد المسلمين وبدأت الدعوة بالانتشار واخذت بالاتساع فتضايق اهل مكة من ذلك ايما ضيق حتى جاءت السنة الثالثة للهجرة فوقعت المعركة الاولى بين المسلمين والمشركين والتي سميت معركة بدر الكبرى والتي كان المسلمون الذين خرجوا للقتال يومها ثلاثمائة وثلاثة عشر وهذا ما صرحت به الاخبار والروايات وقد ايد الله عز وجل المسلمين بنصره فهزموا المشركين واستمر الحال هكذا حتى جاء عام الفتح حيث توجه المسلمين بقيادة الرسول الاكرم (ص) لفتح مكة وقد بلغ عددهم انذاك عشرة الاف وفعلاً فقد دخلوا مكة وفتحوها وحطموا أصنام قريش وأزالوها واسلم الكثير من اهل مكة يومها وهكذا ظهر الإسلام وسطع نوره وانتشر في جزيرة العرب وازدادت رقعته وكثرت اتباعه ولله المنة . والذي اود لفت انتباه القارئ العزيز اليه هو ان هذا الامر بعينه سيقع مع الامام المهدي(ع) حيث دلت الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة على ان اصحاب المهدي(ع) يكونون بعدة اهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر كما ان الروايات اكدت ان الامام المهدي(ع) لايقوم حتى يكتمل له هذا العدد كما حصل مع جده المصطفى (ص) حيث لم يقم بقتال المشركين حتى اكتمل له ثلاث مائة وثلاثة عشر مقاتلاً فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير عن ابي جعفر الباقر (ع) قالان القائم عليه السلام يهبط من ثنية ذي طول في عدة اهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - حتى يسند ظهره الى الحجر الاسود ويهز الراية الغالبة) غيبة النعماني . وعن المفضل بن عمر قال: قال ابو عبد الله عليه السلام : اذا اذن الامام دعا الله باسمه العبراني فاتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم اصحاب الالوية منهم من يقعد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه ، قلت: جعلت فداك ايهم اعظم ايماناً ؟ قال الذي يسير في السحاب نهاراً ، وهم المقصودون ، وفيهم نزلت هذه الاية {َيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً} غيبة النعماني ص313 وهناك الكثير من الروايات في هذا الصدد نتركها مراعاة للاختصار. وبهذا يتبين لنا مزيداً من الشبه بين دعوة الامام المهدي(عليه السلام) وبين دعوة جده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) . اما فيما يخص العشرة الاف الذين وجه بهم الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) لفتح مكة فقد صرحت الروايات والاخبار بان الامام عليه السلام لايخرج من مكة حتى تكتمل الحلقة التي هي عشرة الاف رجل وهم جيش الغضب الجيش الخاص بالامام (عليه السلام) فان للامام عليه السلام عشرة الاف يتوجه بهم لفتح الكوفة التي هي مكة بحسب التأويل كما بينا سابقاً فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام الصادق(عليه السلام) (لايخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال(عليه السلام) عشرة الاف) بحار الانوار ج52ص367، وعن الامام الباقر(ع) انه قال في رواية طويلة القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر -الى ان قال- فاذا خرج اسند ظهره الى الكعبة وان كنتم مؤمنين ، ثم يقول : انا بقية الله وحجته وخليفته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم الا قال: السلام عليك يابقية الله في ارضه، فاذا اجتمع له العقد وهو عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به) الاكمال ص321. ومن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً الشبه الكبير بين دعوة الامام المهدي(عليه السلام) ودعوة النبي محمد(ص) فان فتح الكوفة التي هي مكة بحسب التأويل من قبل المهدي(عليه السلام) وجيشه يشبه فتح مكة من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واصحابه من قبل حيث بلغ عدد الفاتحين في كلا الزمنين عشرة الاف كما ان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد ازال الاصنام كلها عندما فتح مكة ولم يكن معبود انذاك الا الله عزوجل وهذا ماسيفعله الامام المهدي(عليه السلام) كما ذكرت الرواية المتقدمة التي جاء فيها ((فاذا اجتمع له العقد عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغيره)) فانظر عزيزي القارئ كيف اشار الامام الباقر(عليه السلام) الى ان الامام المهدي(عليه السلام) سوف يحطم الاصنام كما فعل جده المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الاصنام هذه المرة اصنام بشرية وليست اصنام حجرية ومعنى عبادتها هي طاعتها من دون الله عزوجل ، ولقد صدق اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في كل اقوالهم وافعالهم ولقد صدق الصادق(عليه السلام) حيث قال في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير عنه عليه السلام ((الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت: اشرح لي هذا اصلحك الله ، فقال: يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)) بحار الانوار ج13ص194.
اهل بدر واهل فتح مكة في عصر الظهور
استمرت الدعوة الاسلامية لمدة ثلاثة عشر عاماً في مكة المكرمة وقد لقي فيها المسلمين الاوائل الذين لم يتجاوزوا المئة بين رجل وامراة اشد انواع الظلم والتعذيب والاتهامات والتكذيب وغير ذلك الكثير الا انهم صبروا ومضوا في ايمانهم غير مهتمين بما يلاقيهم من آذى وظلم وجور الى ان اذن الله عزوجل لهم بالهجرة حيث ظهرت لهم النصرة في المدينة المنورة وكثر عدد المسلمين وبدأت الدعوة بالانتشار واخذت بالاتساع فتضايق اهل مكة من ذلك ايما ضيق حتى جاءت السنة الثالثة للهجرة فوقعت المعركة الاولى بين المسلمين والمشركين والتي سميت معركة بدر الكبرى والتي كان المسلمون الذين خرجوا للقتال يومها ثلاثمائة وثلاثة عشر وهذا ما صرحت به الاخبار والروايات وقد ايد الله عز وجل المسلمين بنصره فهزموا المشركين واستمر الحال هكذا حتى جاء عام الفتح حيث توجه المسلمين بقيادة الرسول الاكرم (ص) لفتح مكة وقد بلغ عددهم انذاك عشرة الاف وفعلاً فقد دخلوا مكة وفتحوها وحطموا أصنام قريش وأزالوها واسلم الكثير من اهل مكة يومها وهكذا ظهر الإسلام وسطع نوره وانتشر في جزيرة العرب وازدادت رقعته وكثرت اتباعه ولله المنة . والذي اود لفت انتباه القارئ العزيز اليه هو ان هذا الامر بعينه سيقع مع الامام المهدي(ع) حيث دلت الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة على ان اصحاب المهدي(ع) يكونون بعدة اهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر كما ان الروايات اكدت ان الامام المهدي(ع) لايقوم حتى يكتمل له هذا العدد كما حصل مع جده المصطفى (ص) حيث لم يقم بقتال المشركين حتى اكتمل له ثلاث مائة وثلاثة عشر مقاتلاً فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير عن ابي جعفر الباقر (ع) قالان القائم عليه السلام يهبط من ثنية ذي طول في عدة اهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً - حتى يسند ظهره الى الحجر الاسود ويهز الراية الغالبة) غيبة النعماني . وعن المفضل بن عمر قال: قال ابو عبد الله عليه السلام : اذا اذن الامام دعا الله باسمه العبراني فاتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم اصحاب الالوية منهم من يقعد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم ابيه وحليته ونسبه ، قلت: جعلت فداك ايهم اعظم ايماناً ؟ قال الذي يسير في السحاب نهاراً ، وهم المقصودون ، وفيهم نزلت هذه الاية {َيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً} غيبة النعماني ص313 وهناك الكثير من الروايات في هذا الصدد نتركها مراعاة للاختصار. وبهذا يتبين لنا مزيداً من الشبه بين دعوة الامام المهدي(عليه السلام) وبين دعوة جده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) . اما فيما يخص العشرة الاف الذين وجه بهم الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) لفتح مكة فقد صرحت الروايات والاخبار بان الامام عليه السلام لايخرج من مكة حتى تكتمل الحلقة التي هي عشرة الاف رجل وهم جيش الغضب الجيش الخاص بالامام (عليه السلام) فان للامام عليه السلام عشرة الاف يتوجه بهم لفتح الكوفة التي هي مكة بحسب التأويل كما بينا سابقاً فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الامام الصادق(عليه السلام) (لايخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة قال الراوي وكم الحلقة فقال(عليه السلام) عشرة الاف) بحار الانوار ج52ص367، وعن الامام الباقر(ع) انه قال في رواية طويلة القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر -الى ان قال- فاذا خرج اسند ظهره الى الكعبة وان كنتم مؤمنين ، ثم يقول : انا بقية الله وحجته وخليفته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم الا قال: السلام عليك يابقية الله في ارضه، فاذا اجتمع له العقد وهو عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به) الاكمال ص321. ومن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحاً الشبه الكبير بين دعوة الامام المهدي(عليه السلام) ودعوة النبي محمد(ص) فان فتح الكوفة التي هي مكة بحسب التأويل من قبل المهدي(عليه السلام) وجيشه يشبه فتح مكة من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واصحابه من قبل حيث بلغ عدد الفاتحين في كلا الزمنين عشرة الاف كما ان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد ازال الاصنام كلها عندما فتح مكة ولم يكن معبود انذاك الا الله عزوجل وهذا ماسيفعله الامام المهدي(عليه السلام) كما ذكرت الرواية المتقدمة التي جاء فيها ((فاذا اجتمع له العقد عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عز وجل من صنم ووثن وغيره)) فانظر عزيزي القارئ كيف اشار الامام الباقر(عليه السلام) الى ان الامام المهدي(عليه السلام) سوف يحطم الاصنام كما فعل جده المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الاصنام هذه المرة اصنام بشرية وليست اصنام حجرية ومعنى عبادتها هي طاعتها من دون الله عزوجل ، ولقد صدق اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في كل اقوالهم وافعالهم ولقد صدق الصادق(عليه السلام) حيث قال في الرواية الشريفة الواردة عن ابي بصير عنه عليه السلام ((الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت: اشرح لي هذا اصلحك الله ، فقال: يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)) بحار الانوار ج13ص194.