المهدي ليس سني ولا شيعي وسيقاتله السنة والشيعة
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم وافضل الصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وسلم تسليما..
قد تحدثنا في البحث السابق كيف ان المسلمين (سنة وشيعة) لم يلتزموا بالثقلين، وقد هجروا الكتاب والعترة، وضاع الكثير من الارث النبوي في طيات هذه العلوم المبتدعة
التي ابتدعها الفقهاء ، واصبح الدين متفرق واصبح المسلمون متناحرون.
و في سلسلة الدروس القادمة سنبين كيف يكون الدين الحقيقي والفهم الصحيح للقران ،وسنبين مفصل مهم يكون من خلاله فرج هذه الامة وهو المهدي المنتظر او المهدي الموعود، بعد ان تكلمنا بلسان حال الشيعة ووجهنا كلامنا الى الشيعة وصححنا الفكرة الخاطئة حول المهدي المنتظر لديهم .
وقد بينا بأن المسلمون قد تفرقوا بسبب فهمهم الخاطئ للدين الصحيح ، فما الذي سيجمع كلمة المسلمين بعد التفرق؟ان الجواب دون ادنى شك هو ان من يجمع كلمة المسلمين ولا يوجد غيره هو المهدي المنتظر (ع) الذي سيأتي وينتشل الامة من هذا المستنقع الذي وقعت فيه بسبب افتراقهم، فهو الذي كما ورد في الحديث : " يرفع المذاهب من الارض ولا يبقى الا الدين الخالص ، اعداؤه مقلدة العلماء من اهل الاجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب اليه ائمتهم "فالمهدي سيصحح ويأتي بالاسلام الحقيقي.
ولفهم الدين الحقيقي و فهم القرآن يجب الرجوع الى النظريات القرآنية التي جاء بها السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني، واليوم من خلال دروسنا سنقوم بتصحيح الفكرة الخاطئة عند السنة، لان المذهب السني لديه فكرة فيها الكثير من الاخطاء التي سنقوم بتبيينها. لان الفهم السائد لدى المسلمين حول المهدي الموعود ومايعرفونه فقط انه يأتي بين الركن والمقام ، واسمه محمد بسبب ورود حديث عن النبي(ص) يقول فيه ان " اسمه اسمي " وصفات معينة موجودة من خلال الروايات، وانه يقضي على الظلم والجور ويأتي بالعدل والمساواة ويملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا . واكثر من هذه التفاصيل لا توجد فهذه الفكرة يتفق عليها السنة والشيعة ولكنهم يختلفون في بعض
المحاور، فالسنة يقولون ان المهدي حسني والشيعة يقولون ان المهدي حسيني ،فمن أين
جاء كل هذا الخلاف حول موضوع المهدي باعتباره منقذ هذه الامة من هذه
النزاعات والصراعات والباطل والبدع ؟
ان الفكرة الخاطئة جاءت بسبب التعصب العقائدي والتعصب السياسي والنزاعات
على كرسي الزعامة، فالكل يريد ان يكون هو القائد على هذه الامة، فبالتالي اسقط كل من الطرفين روايات الطرف الآخر لكي يستحوذ على فكرة خاصة للمهدي الذي هو ينتظره،فهو الذي انشأ فكرة خاصة للمهدي المنتظر، ولكن
المهدي لن يأتي لا على الاطروحة الشيعية ولا على الاطروحة السنية، فالاطروحة التي يأتي بها المهدي تجمع بين الاطروحتين لتجمع كل المسلمين، ولا يمكن ان يأتي المهدي ويكون معتنقا لمذهباً من المذاهب ولا يمكن ان يكون سنياً او شيعياً.
ان الاطروحة الحقيقية التي ستكون للمهدي الموعود، لو استقرأنا في بطون
الحديث، سنجد ان حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) يتحدث عن
مهديين. لان المهدي الذي يأتي في النصوص يشير الى انه (من الحسن والحسين
(عليهما السلام) يأتي مهدي هذه الامة) فهناك مهديين، مهدي حسني ومهدي حسيني،
وسنذكر فيما يلي احد النصوص التي تشير الى هذا المعنى: فقد ورد عن عليّ بن عليّ الهلالي،عن أبيـه، قال: " دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها، فـإذا فاطمـة عنـد رأسـه، فبكـت حتّـى ارتفـع صوتهـا، فرفـع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (طرفـه إليها)، فقال: حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟!
فقالت: أخشى الضيعـة من بعـدك.
فقال: يا حبيبتي! أما علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها
بعلكِ، وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إيّـاه. يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزّ وجلّ سبع خصال لم يعطِ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيّين، وأكرم النبيّين على الله
عزّ وجلّ، وأنا أبوك، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله، وهو حمزة بن عبـد المطّلب عمّ أبيك وعمّ بعلك، ومنّـا مَن له جناحـان (أخضران) يطير في الجنّـة مع
الملائكة حيث يشاء، وهو ابن [ عمّ ] أبيك وأخو بعلك، ومنّا سـبطا هذه الأُمّـة، وهما ابناكِ الحسـن والحسـين، وهما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة، وأبوهما والّذي بعثني بالحـقّ خير منهما. [ يا فاطمـة! ] والذي بعثني بالحقّ! إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّـة، إذا صـارت الدنيـا هـرجاً ومـرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطّعت السـبل، وأغـار بعضهـم على بعض، فـلا كبير يرحم صـغيراً، ولا صـغير يوقّـر كـبيراً،
فيبعـث الله عنـد ذلك منهمـا مـن يفتـح حصـون الضـلالـة وقلوبـاً غلفـاً، يقـوم بالدين في آخـر الزمان (كما قمتُ به في أوّل الزمان)، ويملأُ الأرض عدلا كما ملئت جـوراً.) انتهى
فالحديث هنا يشير الى ان من الحسن والحسين يخرج مهدي هذه الامة، وهنا لم
يفهم العلماء والمختصين في هذا المجال هذا الحديث ، فوقعوا في حيرة من امرهم، كيف يخرج من الحسن والحسين؟، لذا ارادوا ان يخرجوه تخريجا لكنهم لم يفلحوا في ذلك، فقالوا ان المهدي حسني الاب وحسيني الام ، يعني امه حسينية وابوه حسني، وهذا تفسير خاطئ للنص، لاننا نعلم ان الابن يلحق الى ابيه، فبالتالي لا يمكن ان يكون حسنيا او حسينيا في الوقت ذاته، فاما ان يكون حسني واما ان يكون حسيني.
والتفسير الصحيح لهذا النص هو وجود مهديين ، مهدي حسني ومهدي حسيني، لذلك
ورد في حديث آخر: (كأني بالحسني والحسيني، وقد قاداها فيسلمها إلى
الحسيني ....)
لذلك بسبب الفهم الخاطئ لدى المسلمين تجد ان الشيعة يقولون ان هذا المهدي حسيني
والسنة يقولون ان المهدي حسني ، والطرفين يتكلمون باطروحة منقوصة وليست تامة، وان في الحقيقة ان لدى السنة ولدى الشيعة مهديين في الروايات ، وليس مهدي واحد.
وفِي واقع الامر تجد في ساحة الاسلام ان فكرة المهدي هي من الافكار التي لا يرحب
بها، والسبب يكمن بأن العلماء عندما يتحدثون عن قضية الامام المهدي (ع) تتضارب اراؤهم ، حتى يوجد منهم من ينكر قضية الامام المهدي بالجملة، ويوجد منهم من قال بها ولكن توجد ثغرات كثيرة في الطرح الذي يطرح ، كارتباط المهدي بقضية عيسى ابن مريم ، وارتباط المهدي بقضية دابة الارض والدجال، وهذه
الامور تعتبر من مفاصل قضية الامام المهدي (ع) ومحاورها الرئيسية.
فلا يوجد لديهم طرح تام ، فالطرح المنقوص ادى الى عدم استكمال الفكرة وبالتالي
بدأ الشاب يفكر كيف سيأتي الامام المهدي(ع) ؟وما هي الآلية التي سيأتي بها ؟فلا توجد لديه اجوبة لان الساحة خالية من الاجوبة، وبالتالي اصبحت قضية الامام المهدي شيء اشبه بالخرافة.
لذلك ان كل من يتكلم عن المهدي يرمى بانه لا يريد الحياة ويجلس في البيت وينتظر ان يأتيه المهدي ويطرق بابه ويملأ الارض قسطا وعدلا! ان الفكرة الحقيقية لقضية الامام المهدي مبنية على الاسباب الواقعية ،والسيد
القحطاني هو الشخص الوحيد الذي جاء بالفكرة التامة لكل مفاصل قضية الامام
المهدي (ع).وهذا الامر لم يسبق ان طرحه احد وقال ان هناك مهديين، وبالحقيقة ان السيد القحطاني هو الوحيد الذي انفرد بفكرة وجود مهديين في آخر الزمان ، ولم يكن احد يتحدث بهذا الموضوع.
والسيد القحطاني رفع الخلاف في قضية الامام المهدي ، فكل الناس سواء كانوا فقهاء ام علماء حاولوا تقريب وجهات النظر في قضية الامام المهدي الموعود وكلهم لم يستطيعوا ان يقفوا على العلة والحقيقة لهذا الامر؛ فتجد ان الشيعي يقف ويريد ان يثبت ان المهدي هو من نسل الامام الحسين (ع) لاهل السنة ، واهل السنة يأتون للشيعي ليثبتون ان المهدي هو من نسل الامام الحسن (ع) ولكن الحقيقة غير ذلك، لذلك انفرد السيد
القحطاني وقال بان هناك مهديين ، مهدي حسني ومهدي حسيني يقودان هذه الامة.
ان جميع الاحاديث اكدت وأيدت ما جاء به السيد القحطاني في هذا الامر ؛ لانه ورد في الاحاديث ان المهدي يخرج مرة من مكة بين الركن والمقام وهذا الامر لا خلاف عليه، وهناك احاديث تشير بان المهدي يخرج من المشرق من جهة خراسان وهذا الامر قد يستغربه الكثير ويقول : لم نسمع بان هناك مهدي
يأتي من خراسان !. غير ان الاحاديث تقول بان هناك مهديان احدهم يخرج من جهة
خراسان والاخر يقوم في مكة بين الركن والمقام.
وسنذكر هنا اول الاحاديث التي تتحدث عن خروج المهدي من مكة، ثم نتحدث عن الاحاديث التي تتكلم عن خروج المهدي من خراسان.
فقد ورد في الأوسط انه:حدثنا أحمد، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيجهز إليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فتأتيه... )
وكذلك قال الطبراني في الكبير (23\390): حدثنا حفص بن عمر الرقي ثنا عبيد
الله بن عمرو عن معمر عن قتادة عن مجاهد عن أم سلمة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة إلى مكة فيجيئه ناس فيبايعونه بين الركن
والمقام وهو كاره فيجهز إليهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيهم عصائب أهل العراق وأبدال الشام وينشئ رجل بالشام أخواله كلب فيجهز إليهم جيشا فيهزمهم الله وتكون الدائرة عليهم وذلك يوم كلب والخائب من خاب من غنيمة كلب ويستخرج الكنوز ويقسم الأموال ويلقى الإسلام بجرابه إلى الأرض يعيش في ذلك سبع سنين أو ست سنين.
فهذه الاحاديث تتحدث عن خروج الامام المهدي (ع) بين الركن والمقام من مكة ، والنصوص الاخرى تتحدث عن خروج المهدي من المشرق ، وهذه النصوص كثيرة وتعطي نسقا بان هناك مهديان يخرجان لهذه الامة، والان نستعرض لكم النصوص التي تثبت
خروج المهدي من جهة المشرق:
فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصل إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم - ثم ذكر شيئاً – لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج،
فإنه خليفة الله المهدي)).
والمشرق يعني خراسان، وكذلك روى ثوبان أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي "
اذن توجد روايات تذكر ان المهدي يخرج من جهة المشرق وروايات تذكر انه يخرج
من مكة، اي ان المهدي من خلال الروايات الكثيرة والابحاث التي سنثبتها بان المهدي الحسني ياتي من قبل المشرق والمهدي الحسيني يقوم من مكة .
وهذا المعنى سنبينه من خلال الابحاث القادمة لنثبت هذا المطلب، والمشرق هو خراسان بدليل ان الرواية السابقة قالت " تطلع الرايات السود من قبلالمشرق" والرواية الاخرى قالت " ان الرايات السود جاءت من قبل خراسان" ؛
وبالتالي تقع خراسان في المشرق وهي ايران التي ستأتي منها الرايات السود.
فهذه الاحاديث لم تطرح للناس، بل هي مدفونة في الكتب فقط، والمشكلة لدى
الفقهاء والعلماء بانهم يصوغون الدين وفق الاهواء والاراء والضغوط السياسية والنزاعات العقائدية وغيرها... الخ، و نجد المذهبين كل واحد عندما يجد عند المذهب الاخر مسالة معينة يحاول ان يخالفها الى نقيض هذه المسألة، وبالتالي تمسك علماء اهل السنة بان المهدي حسني، ولم يتطرقوا الى مسألة الرايات السود التي تأتي من المشرق وفيها
خليفة المهدي ، وكذلك تجنبوا ذكر ان المهدي حسيني، ولذلك السبب من وراء
بقاء هذه النصوص طي الكتمان هو ان العلماء الذين تناولوا فكرة المهدي متأثرين بالجوانب السياسية والخلافات العقائدية، ولذلك يصوغون فكرة المهدي المنتظر بتأثير الضغوط التي تمارس عليهم.
ان الاحاديث الموجودة في الكتب هي التي تحدد نسب الامام المهدي وليس ما
يتداول بين الناس ، واحاديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم) تبين ان هناك مهدي حسيني ، وكما بينا سابقا بان هناك احاديث تذكر بان المهدي يخرج من قبل المشرق ومهدي آخر يخرج من مكة بين الركن والمقام. وتوجد احاديث عند الطائفة السنية تتحدث عن المهدي الحسني ، وكذلك توجد احاديث تتحدث عن المهدي الحسيني.، ولكن هذه الاحاديث لم ترى النور بسبب الخلافات السياسية والعقائدية.
نذكر من هذه الاحاديث التي تبين هذا الامر ، فقد روى الكنجي الشافعي بسنده عن أبي هارون العبدي، قال: «أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له هل شهدت بدراً؟ فقال نعم، فقلت الا تحدثني بشيء مما سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في علي (عليه السّلام) وفضله فقال: بلى اخبرك، ان رسول
الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرض مرضة نقه منها فدخلت عليه فاطمة(عليها السلام) تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم فلما رأت ما برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الضعف خنقتها
العبرة حتى بدت دموعها على خدها، فقال لها رسول الله ما يبكيك يا فاطمة؟
أما علمتأن الله تعالى اطلع الى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبياً ثم اطلع ثانية فاختار بعلك فاوحى اليَّ فأنكحته واتخذته وصياً، أما علمت انك بكرامة الله تعالى اياك زوّجك اعلمهم علماً وأكثرهم حلماً
واقدمهم سلماً فضحكت واستبشرت فأراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
أن يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمّد وآل محمّد فقال لها: يا فاطمة ولعلي ثمانية أظراس، يعني مناقب، ايمان بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين، ولا يدركها من
الآخرين غيرنا أهل البيت، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك، ومنا سبطا هذه الأمة، وهما ابناك، ومنهما مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه، ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأمة))
وبالتاكيد ان هذا الحديث يثبت المطلبين ، يثبت بان هناك مهدين ؛ لانه يقول " وهما ابناك، ومنهما مهدي الأمة" – اي من الحسن والحسين (عليهما السلام) ويثبت كذلك ان المهدي من ذرية الحسين (ع).
وايضا حديث آخر ورد عن الرسول (ص)
( لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، من أيّ ولدك ؟ قال : من وَلَدي هذا. وضرب بيده على الحسين ).
بالجمع بين هذه الاحاديث نثبت المطلب، ونثبت بان المهدي الحسني والمهدي
الحسيني هما من سيقودان قضية الخلاص.
وهنا يظهر امر في غاية الاهمية بعد
ان علمنا بوجود مهديين احدهما يخرج من المشرق والآخر من مكة، والسؤال التي يتوارد في الأذهان هل ان المهديان يسيران على خط واحد ام لكل واحد منهما طريق يتعارض مع
الآخر، او هل سيظهران في وقت واحد؟
يتبع 👇
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم وافضل الصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وسلم تسليما..
قد تحدثنا في البحث السابق كيف ان المسلمين (سنة وشيعة) لم يلتزموا بالثقلين، وقد هجروا الكتاب والعترة، وضاع الكثير من الارث النبوي في طيات هذه العلوم المبتدعة
التي ابتدعها الفقهاء ، واصبح الدين متفرق واصبح المسلمون متناحرون.
و في سلسلة الدروس القادمة سنبين كيف يكون الدين الحقيقي والفهم الصحيح للقران ،وسنبين مفصل مهم يكون من خلاله فرج هذه الامة وهو المهدي المنتظر او المهدي الموعود، بعد ان تكلمنا بلسان حال الشيعة ووجهنا كلامنا الى الشيعة وصححنا الفكرة الخاطئة حول المهدي المنتظر لديهم .
وقد بينا بأن المسلمون قد تفرقوا بسبب فهمهم الخاطئ للدين الصحيح ، فما الذي سيجمع كلمة المسلمين بعد التفرق؟ان الجواب دون ادنى شك هو ان من يجمع كلمة المسلمين ولا يوجد غيره هو المهدي المنتظر (ع) الذي سيأتي وينتشل الامة من هذا المستنقع الذي وقعت فيه بسبب افتراقهم، فهو الذي كما ورد في الحديث : " يرفع المذاهب من الارض ولا يبقى الا الدين الخالص ، اعداؤه مقلدة العلماء من اهل الاجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب اليه ائمتهم "فالمهدي سيصحح ويأتي بالاسلام الحقيقي.
ولفهم الدين الحقيقي و فهم القرآن يجب الرجوع الى النظريات القرآنية التي جاء بها السيد ابي عبدالله الحسين القحطاني، واليوم من خلال دروسنا سنقوم بتصحيح الفكرة الخاطئة عند السنة، لان المذهب السني لديه فكرة فيها الكثير من الاخطاء التي سنقوم بتبيينها. لان الفهم السائد لدى المسلمين حول المهدي الموعود ومايعرفونه فقط انه يأتي بين الركن والمقام ، واسمه محمد بسبب ورود حديث عن النبي(ص) يقول فيه ان " اسمه اسمي " وصفات معينة موجودة من خلال الروايات، وانه يقضي على الظلم والجور ويأتي بالعدل والمساواة ويملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا . واكثر من هذه التفاصيل لا توجد فهذه الفكرة يتفق عليها السنة والشيعة ولكنهم يختلفون في بعض
المحاور، فالسنة يقولون ان المهدي حسني والشيعة يقولون ان المهدي حسيني ،فمن أين
جاء كل هذا الخلاف حول موضوع المهدي باعتباره منقذ هذه الامة من هذه
النزاعات والصراعات والباطل والبدع ؟
ان الفكرة الخاطئة جاءت بسبب التعصب العقائدي والتعصب السياسي والنزاعات
على كرسي الزعامة، فالكل يريد ان يكون هو القائد على هذه الامة، فبالتالي اسقط كل من الطرفين روايات الطرف الآخر لكي يستحوذ على فكرة خاصة للمهدي الذي هو ينتظره،فهو الذي انشأ فكرة خاصة للمهدي المنتظر، ولكن
المهدي لن يأتي لا على الاطروحة الشيعية ولا على الاطروحة السنية، فالاطروحة التي يأتي بها المهدي تجمع بين الاطروحتين لتجمع كل المسلمين، ولا يمكن ان يأتي المهدي ويكون معتنقا لمذهباً من المذاهب ولا يمكن ان يكون سنياً او شيعياً.
ان الاطروحة الحقيقية التي ستكون للمهدي الموعود، لو استقرأنا في بطون
الحديث، سنجد ان حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) يتحدث عن
مهديين. لان المهدي الذي يأتي في النصوص يشير الى انه (من الحسن والحسين
(عليهما السلام) يأتي مهدي هذه الامة) فهناك مهديين، مهدي حسني ومهدي حسيني،
وسنذكر فيما يلي احد النصوص التي تشير الى هذا المعنى: فقد ورد عن عليّ بن عليّ الهلالي،عن أبيـه، قال: " دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها، فـإذا فاطمـة عنـد رأسـه، فبكـت حتّـى ارتفـع صوتهـا، فرفـع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (طرفـه إليها)، فقال: حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟!
فقالت: أخشى الضيعـة من بعـدك.
فقال: يا حبيبتي! أما علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها
بعلكِ، وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إيّـاه. يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزّ وجلّ سبع خصال لم يعطِ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيّين، وأكرم النبيّين على الله
عزّ وجلّ، وأنا أبوك، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله، وهو حمزة بن عبـد المطّلب عمّ أبيك وعمّ بعلك، ومنّـا مَن له جناحـان (أخضران) يطير في الجنّـة مع
الملائكة حيث يشاء، وهو ابن [ عمّ ] أبيك وأخو بعلك، ومنّا سـبطا هذه الأُمّـة، وهما ابناكِ الحسـن والحسـين، وهما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة، وأبوهما والّذي بعثني بالحـقّ خير منهما. [ يا فاطمـة! ] والذي بعثني بالحقّ! إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّـة، إذا صـارت الدنيـا هـرجاً ومـرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطّعت السـبل، وأغـار بعضهـم على بعض، فـلا كبير يرحم صـغيراً، ولا صـغير يوقّـر كـبيراً،
فيبعـث الله عنـد ذلك منهمـا مـن يفتـح حصـون الضـلالـة وقلوبـاً غلفـاً، يقـوم بالدين في آخـر الزمان (كما قمتُ به في أوّل الزمان)، ويملأُ الأرض عدلا كما ملئت جـوراً.) انتهى
فالحديث هنا يشير الى ان من الحسن والحسين يخرج مهدي هذه الامة، وهنا لم
يفهم العلماء والمختصين في هذا المجال هذا الحديث ، فوقعوا في حيرة من امرهم، كيف يخرج من الحسن والحسين؟، لذا ارادوا ان يخرجوه تخريجا لكنهم لم يفلحوا في ذلك، فقالوا ان المهدي حسني الاب وحسيني الام ، يعني امه حسينية وابوه حسني، وهذا تفسير خاطئ للنص، لاننا نعلم ان الابن يلحق الى ابيه، فبالتالي لا يمكن ان يكون حسنيا او حسينيا في الوقت ذاته، فاما ان يكون حسني واما ان يكون حسيني.
والتفسير الصحيح لهذا النص هو وجود مهديين ، مهدي حسني ومهدي حسيني، لذلك
ورد في حديث آخر: (كأني بالحسني والحسيني، وقد قاداها فيسلمها إلى
الحسيني ....)
لذلك بسبب الفهم الخاطئ لدى المسلمين تجد ان الشيعة يقولون ان هذا المهدي حسيني
والسنة يقولون ان المهدي حسني ، والطرفين يتكلمون باطروحة منقوصة وليست تامة، وان في الحقيقة ان لدى السنة ولدى الشيعة مهديين في الروايات ، وليس مهدي واحد.
وفِي واقع الامر تجد في ساحة الاسلام ان فكرة المهدي هي من الافكار التي لا يرحب
بها، والسبب يكمن بأن العلماء عندما يتحدثون عن قضية الامام المهدي (ع) تتضارب اراؤهم ، حتى يوجد منهم من ينكر قضية الامام المهدي بالجملة، ويوجد منهم من قال بها ولكن توجد ثغرات كثيرة في الطرح الذي يطرح ، كارتباط المهدي بقضية عيسى ابن مريم ، وارتباط المهدي بقضية دابة الارض والدجال، وهذه
الامور تعتبر من مفاصل قضية الامام المهدي (ع) ومحاورها الرئيسية.
فلا يوجد لديهم طرح تام ، فالطرح المنقوص ادى الى عدم استكمال الفكرة وبالتالي
بدأ الشاب يفكر كيف سيأتي الامام المهدي(ع) ؟وما هي الآلية التي سيأتي بها ؟فلا توجد لديه اجوبة لان الساحة خالية من الاجوبة، وبالتالي اصبحت قضية الامام المهدي شيء اشبه بالخرافة.
لذلك ان كل من يتكلم عن المهدي يرمى بانه لا يريد الحياة ويجلس في البيت وينتظر ان يأتيه المهدي ويطرق بابه ويملأ الارض قسطا وعدلا! ان الفكرة الحقيقية لقضية الامام المهدي مبنية على الاسباب الواقعية ،والسيد
القحطاني هو الشخص الوحيد الذي جاء بالفكرة التامة لكل مفاصل قضية الامام
المهدي (ع).وهذا الامر لم يسبق ان طرحه احد وقال ان هناك مهديين، وبالحقيقة ان السيد القحطاني هو الوحيد الذي انفرد بفكرة وجود مهديين في آخر الزمان ، ولم يكن احد يتحدث بهذا الموضوع.
والسيد القحطاني رفع الخلاف في قضية الامام المهدي ، فكل الناس سواء كانوا فقهاء ام علماء حاولوا تقريب وجهات النظر في قضية الامام المهدي الموعود وكلهم لم يستطيعوا ان يقفوا على العلة والحقيقة لهذا الامر؛ فتجد ان الشيعي يقف ويريد ان يثبت ان المهدي هو من نسل الامام الحسين (ع) لاهل السنة ، واهل السنة يأتون للشيعي ليثبتون ان المهدي هو من نسل الامام الحسن (ع) ولكن الحقيقة غير ذلك، لذلك انفرد السيد
القحطاني وقال بان هناك مهديين ، مهدي حسني ومهدي حسيني يقودان هذه الامة.
ان جميع الاحاديث اكدت وأيدت ما جاء به السيد القحطاني في هذا الامر ؛ لانه ورد في الاحاديث ان المهدي يخرج مرة من مكة بين الركن والمقام وهذا الامر لا خلاف عليه، وهناك احاديث تشير بان المهدي يخرج من المشرق من جهة خراسان وهذا الامر قد يستغربه الكثير ويقول : لم نسمع بان هناك مهدي
يأتي من خراسان !. غير ان الاحاديث تقول بان هناك مهديان احدهم يخرج من جهة
خراسان والاخر يقوم في مكة بين الركن والمقام.
وسنذكر هنا اول الاحاديث التي تتحدث عن خروج المهدي من مكة، ثم نتحدث عن الاحاديث التي تتكلم عن خروج المهدي من خراسان.
فقد ورد في الأوسط انه:حدثنا أحمد، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيجهز إليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فتأتيه... )
وكذلك قال الطبراني في الكبير (23\390): حدثنا حفص بن عمر الرقي ثنا عبيد
الله بن عمرو عن معمر عن قتادة عن مجاهد عن أم سلمة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة إلى مكة فيجيئه ناس فيبايعونه بين الركن
والمقام وهو كاره فيجهز إليهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيهم عصائب أهل العراق وأبدال الشام وينشئ رجل بالشام أخواله كلب فيجهز إليهم جيشا فيهزمهم الله وتكون الدائرة عليهم وذلك يوم كلب والخائب من خاب من غنيمة كلب ويستخرج الكنوز ويقسم الأموال ويلقى الإسلام بجرابه إلى الأرض يعيش في ذلك سبع سنين أو ست سنين.
فهذه الاحاديث تتحدث عن خروج الامام المهدي (ع) بين الركن والمقام من مكة ، والنصوص الاخرى تتحدث عن خروج المهدي من المشرق ، وهذه النصوص كثيرة وتعطي نسقا بان هناك مهديان يخرجان لهذه الامة، والان نستعرض لكم النصوص التي تثبت
خروج المهدي من جهة المشرق:
فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصل إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم - ثم ذكر شيئاً – لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج،
فإنه خليفة الله المهدي)).
والمشرق يعني خراسان، وكذلك روى ثوبان أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي "
اذن توجد روايات تذكر ان المهدي يخرج من جهة المشرق وروايات تذكر انه يخرج
من مكة، اي ان المهدي من خلال الروايات الكثيرة والابحاث التي سنثبتها بان المهدي الحسني ياتي من قبل المشرق والمهدي الحسيني يقوم من مكة .
وهذا المعنى سنبينه من خلال الابحاث القادمة لنثبت هذا المطلب، والمشرق هو خراسان بدليل ان الرواية السابقة قالت " تطلع الرايات السود من قبلالمشرق" والرواية الاخرى قالت " ان الرايات السود جاءت من قبل خراسان" ؛
وبالتالي تقع خراسان في المشرق وهي ايران التي ستأتي منها الرايات السود.
فهذه الاحاديث لم تطرح للناس، بل هي مدفونة في الكتب فقط، والمشكلة لدى
الفقهاء والعلماء بانهم يصوغون الدين وفق الاهواء والاراء والضغوط السياسية والنزاعات العقائدية وغيرها... الخ، و نجد المذهبين كل واحد عندما يجد عند المذهب الاخر مسالة معينة يحاول ان يخالفها الى نقيض هذه المسألة، وبالتالي تمسك علماء اهل السنة بان المهدي حسني، ولم يتطرقوا الى مسألة الرايات السود التي تأتي من المشرق وفيها
خليفة المهدي ، وكذلك تجنبوا ذكر ان المهدي حسيني، ولذلك السبب من وراء
بقاء هذه النصوص طي الكتمان هو ان العلماء الذين تناولوا فكرة المهدي متأثرين بالجوانب السياسية والخلافات العقائدية، ولذلك يصوغون فكرة المهدي المنتظر بتأثير الضغوط التي تمارس عليهم.
ان الاحاديث الموجودة في الكتب هي التي تحدد نسب الامام المهدي وليس ما
يتداول بين الناس ، واحاديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم) تبين ان هناك مهدي حسيني ، وكما بينا سابقا بان هناك احاديث تذكر بان المهدي يخرج من قبل المشرق ومهدي آخر يخرج من مكة بين الركن والمقام. وتوجد احاديث عند الطائفة السنية تتحدث عن المهدي الحسني ، وكذلك توجد احاديث تتحدث عن المهدي الحسيني.، ولكن هذه الاحاديث لم ترى النور بسبب الخلافات السياسية والعقائدية.
نذكر من هذه الاحاديث التي تبين هذا الامر ، فقد روى الكنجي الشافعي بسنده عن أبي هارون العبدي، قال: «أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له هل شهدت بدراً؟ فقال نعم، فقلت الا تحدثني بشيء مما سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في علي (عليه السّلام) وفضله فقال: بلى اخبرك، ان رسول
الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرض مرضة نقه منها فدخلت عليه فاطمة(عليها السلام) تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم فلما رأت ما برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الضعف خنقتها
العبرة حتى بدت دموعها على خدها، فقال لها رسول الله ما يبكيك يا فاطمة؟
أما علمتأن الله تعالى اطلع الى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبياً ثم اطلع ثانية فاختار بعلك فاوحى اليَّ فأنكحته واتخذته وصياً، أما علمت انك بكرامة الله تعالى اياك زوّجك اعلمهم علماً وأكثرهم حلماً
واقدمهم سلماً فضحكت واستبشرت فأراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
أن يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمّد وآل محمّد فقال لها: يا فاطمة ولعلي ثمانية أظراس، يعني مناقب، ايمان بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين، ولا يدركها من
الآخرين غيرنا أهل البيت، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك، ومنا سبطا هذه الأمة، وهما ابناك، ومنهما مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه، ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأمة))
وبالتاكيد ان هذا الحديث يثبت المطلبين ، يثبت بان هناك مهدين ؛ لانه يقول " وهما ابناك، ومنهما مهدي الأمة" – اي من الحسن والحسين (عليهما السلام) ويثبت كذلك ان المهدي من ذرية الحسين (ع).
وايضا حديث آخر ورد عن الرسول (ص)
( لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، من أيّ ولدك ؟ قال : من وَلَدي هذا. وضرب بيده على الحسين ).
بالجمع بين هذه الاحاديث نثبت المطلب، ونثبت بان المهدي الحسني والمهدي
الحسيني هما من سيقودان قضية الخلاص.
وهنا يظهر امر في غاية الاهمية بعد
ان علمنا بوجود مهديين احدهما يخرج من المشرق والآخر من مكة، والسؤال التي يتوارد في الأذهان هل ان المهديان يسيران على خط واحد ام لكل واحد منهما طريق يتعارض مع
الآخر، او هل سيظهران في وقت واحد؟
يتبع 👇
تعليق