إنطباق السُنن في الأمة الإسلامية :
من فكر السيد القحطاني
لقد تحدث كتاب الله عز وجل عن جريان السُنن التأريخية في هذه الأمة والتي مر بها اليهود والنصارى لا جبراً منه ولكن لعشق النفوس الامارة بالسوء لإتباع حبائل إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ وما أكثر أصحاب هذه النفوس المريضة بأمراض العصيان وحب الشيطان .
لقد أبت هذه الأمة إلا السير على سُنن الماضين خصوصاً سُنن اليهود والنصارى قال تعالى : ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾﴿ ﴾ .
لقد تواترت الأخبار لتشرح الآية الكريمة مبينة ركوب هذه الأمة سُنن من سبقها من الأمم السالفة وسنبين للقارئ الكريم بعض الأخبار التي تناقلتها الفرق الإسلامية كافة والتي جاءت لتبين مسألة إنطباق السُنن في أمة الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ منها ما جاء عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ انه قال : ﴿لتركبن سُنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لو أن رجلا منهم دخل جحر ضب لدخلتموه فقيل : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : فمن أرى﴾﴿ ﴾ . وقال الطبري في المسترشد معقباً على قول النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿فدل هذا القول منه لترتدن كما ارتدت اليهود والنصارى ، حين فقدوا موسى وعيسى ﴿عليهما السلام﴾﴿ ﴾
وروى الطبراني في المعجم الكبير عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿ والذي نفسي بيده لتركبن سُنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ﴾﴿ ﴾ .
وروى المتقي الهندي في كنز العمال العديد من الأحاديث التي تؤكد جريان هذه الأمة على سُنن السابقين ومن هذه الأحاديث قوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل ، لتركبن طريقتهم حذو القدة بالقدة حتى لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله﴾﴿ ﴾ . وقوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ ليحملن شرار هذه الأمة على سُنن الذين خلوا من قبلهم من أهل الكتاب حذوة القدة بالقدة ﴾﴿ ﴾ . وقوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ والذي نفسي بيده ! لتركبن سُنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل﴾﴿ ﴾
أما الإمامية فقد نقلوا أيضاً العديد من الأخبار التي تؤكد نفس المعنى منها ما جاء عن أبي جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ انه قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ والذي نفسي بيده لتركبن سُنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لا تخطؤون طريقهم ، ولا يخطئكم سُنة بني إسرائيل﴾﴿ ﴾ . وجاء عن الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ في قوله تعالى : ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾﴿ ﴾ قال : ﴿أي سير من كان قبلكم﴾ . وعنه ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿لتركبن سُنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم﴾﴿ ﴾.
أما فقهاء الإمامية فقد وقعوا في المحذور حين رد بعضهم هذه الأخبار بحجج واهية وأعذار خاوية وقد جرت مناقشة لطيفة جداً بين السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وبين السيد المحقق الخوئي قد بين السيد القحطاني تناقض المحقق في تعامله مع الأخبار الشريفة فقد ذهب الخوئي في كتابه ﴿التبيان في تفسير القرآن﴾ إلى القول بأن الروايات التي تتحدث عن السُنن وإنطباقها هي أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ثم رجع في موضع آخر وقال بأن حديث السُنن مأثور عن النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ وقد ناقشه السيد القحطاني وبين خطأه بشكل مفصل﴿ ﴾
إن ما أدهشني في المناقشة هو جهل المحقق الخوئي بروايات الكتب الاربعة ! حيث بين السيد القحطاني جهل المحقق بشكل واضح وصريح وذلك في قوله : ﴿ ثم إن العجيب من السيد الخوئي والذي يوصف بأنه المحقق يذكر أن هذه الروايات لم يرد لها ذكر في الكتب الاربعة حيث كتب يقول في صفحة ﴿220﴾ من كتابه : ﴿ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الاربعة﴾ .
والحقيقة أنه يوجد في كتاب الكافي ومن لايحضره الفقيهه هذه الرواية وهي واردة عن زرارة عن الإمام أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ في قوله تعالى : ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾ قال : ﴿ يازرارة أولم تركب هذه الأمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ﴾﴿ ﴾﴾﴿ ﴾
بعد ما تقدم من البيان نقول : إن السُنن التي جرت في الأمم السابقة وعلى وجه الخصوص اليهود والنصارى ستنطبق في أمة الرسول الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ وأنه أمرا لا بد منه فهو مصداق قوله تعالى : ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ ﴾ والذي جاءت الأخبار الشارحة له في بيان قد تواتر معناه عبر الازمان وعلى لسان الصادقين من آل محمد ﴿عليهم السلام﴾ وما نقلوه عن جدهم الرسول الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ يصبح أمرا لا بد من قبوله .
إن من أكثر السُنن إنطباقا على أمتنا هي سُنن اليهود والنصارى وما جرى عليهم وما أحدثوا من الأمور التي ميزتهم عن باقي الأمم ونطق القرآن بها وتحدث عنهم أكثر من الأمم الأخرى وقد ذكر الله تعالى سُننهم ليهدينا سواء السبيل حتى لا نقع فيما وقعوا فيه أو نتبع سبيلهم فنضل بعد أن اهتدينا قال تعالى : ﴿ يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾﴿ ﴾ .
إن الله تعالى قد بين لنا سُنن السابقين إلا إننا أبينا إلا أن نتبع سبيل من سبقنا من الأمم وعليه لا بد أن تجري علينا تبعات تلك السُنن مصداقا لقول الرسول والأئمة ﴿عليهم السلام﴾ في هذا الخصوص.
من فكر السيد القحطاني
لقد تحدث كتاب الله عز وجل عن جريان السُنن التأريخية في هذه الأمة والتي مر بها اليهود والنصارى لا جبراً منه ولكن لعشق النفوس الامارة بالسوء لإتباع حبائل إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ وما أكثر أصحاب هذه النفوس المريضة بأمراض العصيان وحب الشيطان .
لقد أبت هذه الأمة إلا السير على سُنن الماضين خصوصاً سُنن اليهود والنصارى قال تعالى : ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾﴿ ﴾ .
لقد تواترت الأخبار لتشرح الآية الكريمة مبينة ركوب هذه الأمة سُنن من سبقها من الأمم السالفة وسنبين للقارئ الكريم بعض الأخبار التي تناقلتها الفرق الإسلامية كافة والتي جاءت لتبين مسألة إنطباق السُنن في أمة الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ منها ما جاء عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ انه قال : ﴿لتركبن سُنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لو أن رجلا منهم دخل جحر ضب لدخلتموه فقيل : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : فمن أرى﴾﴿ ﴾ . وقال الطبري في المسترشد معقباً على قول النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿فدل هذا القول منه لترتدن كما ارتدت اليهود والنصارى ، حين فقدوا موسى وعيسى ﴿عليهما السلام﴾﴿ ﴾
وروى الطبراني في المعجم الكبير عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿ والذي نفسي بيده لتركبن سُنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ﴾﴿ ﴾ .
وروى المتقي الهندي في كنز العمال العديد من الأحاديث التي تؤكد جريان هذه الأمة على سُنن السابقين ومن هذه الأحاديث قوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل ، لتركبن طريقتهم حذو القدة بالقدة حتى لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله﴾﴿ ﴾ . وقوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ ليحملن شرار هذه الأمة على سُنن الذين خلوا من قبلهم من أهل الكتاب حذوة القدة بالقدة ﴾﴿ ﴾ . وقوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ والذي نفسي بيده ! لتركبن سُنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل﴾﴿ ﴾
أما الإمامية فقد نقلوا أيضاً العديد من الأخبار التي تؤكد نفس المعنى منها ما جاء عن أبي جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ انه قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ : ﴿ والذي نفسي بيده لتركبن سُنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لا تخطؤون طريقهم ، ولا يخطئكم سُنة بني إسرائيل﴾﴿ ﴾ . وجاء عن الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ في قوله تعالى : ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾﴿ ﴾ قال : ﴿أي سير من كان قبلكم﴾ . وعنه ﴿عليه السلام﴾ قال : ﴿لتركبن سُنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم﴾﴿ ﴾.
أما فقهاء الإمامية فقد وقعوا في المحذور حين رد بعضهم هذه الأخبار بحجج واهية وأعذار خاوية وقد جرت مناقشة لطيفة جداً بين السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني وبين السيد المحقق الخوئي قد بين السيد القحطاني تناقض المحقق في تعامله مع الأخبار الشريفة فقد ذهب الخوئي في كتابه ﴿التبيان في تفسير القرآن﴾ إلى القول بأن الروايات التي تتحدث عن السُنن وإنطباقها هي أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ثم رجع في موضع آخر وقال بأن حديث السُنن مأثور عن النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليم﴾ وقد ناقشه السيد القحطاني وبين خطأه بشكل مفصل﴿ ﴾
إن ما أدهشني في المناقشة هو جهل المحقق الخوئي بروايات الكتب الاربعة ! حيث بين السيد القحطاني جهل المحقق بشكل واضح وصريح وذلك في قوله : ﴿ ثم إن العجيب من السيد الخوئي والذي يوصف بأنه المحقق يذكر أن هذه الروايات لم يرد لها ذكر في الكتب الاربعة حيث كتب يقول في صفحة ﴿220﴾ من كتابه : ﴿ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الاربعة﴾ .
والحقيقة أنه يوجد في كتاب الكافي ومن لايحضره الفقيهه هذه الرواية وهي واردة عن زرارة عن الإمام أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ في قوله تعالى : ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾ قال : ﴿ يازرارة أولم تركب هذه الأمة كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ﴾﴿ ﴾﴾﴿ ﴾
بعد ما تقدم من البيان نقول : إن السُنن التي جرت في الأمم السابقة وعلى وجه الخصوص اليهود والنصارى ستنطبق في أمة الرسول الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ وأنه أمرا لا بد منه فهو مصداق قوله تعالى : ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ ﴾ والذي جاءت الأخبار الشارحة له في بيان قد تواتر معناه عبر الازمان وعلى لسان الصادقين من آل محمد ﴿عليهم السلام﴾ وما نقلوه عن جدهم الرسول الخاتم ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ يصبح أمرا لا بد من قبوله .
إن من أكثر السُنن إنطباقا على أمتنا هي سُنن اليهود والنصارى وما جرى عليهم وما أحدثوا من الأمور التي ميزتهم عن باقي الأمم ونطق القرآن بها وتحدث عنهم أكثر من الأمم الأخرى وقد ذكر الله تعالى سُننهم ليهدينا سواء السبيل حتى لا نقع فيما وقعوا فيه أو نتبع سبيلهم فنضل بعد أن اهتدينا قال تعالى : ﴿ يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾﴿ ﴾ .
إن الله تعالى قد بين لنا سُنن السابقين إلا إننا أبينا إلا أن نتبع سبيل من سبقنا من الأمم وعليه لا بد أن تجري علينا تبعات تلك السُنن مصداقا لقول الرسول والأئمة ﴿عليهم السلام﴾ في هذا الخصوص.