عصر الجاهلية
ونحن نعيش عصر تطور العلوم وازدهارها وانتشار العلم حتى أصبح العسير سهل يسير وراح العلماء يتسابقون بلا هوادة في اكتشافاتهم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من التقنية والتكنولوجيا التي لم تعد خافية على الناس وهاهو علم الطب يقطع شوطا لا نظير له في معالجة الأمراض واكتشاف أسبابها وإلى غير ذلك من العلوم التي تطورت تطوراَ ملحوظ في القرنين الأخيرين .
ولكن وللأسف الشديد فأن هذا التطور الهائل قد شمل بعض الجوانب التي تتعلق بحياة الإنسان وأهمل جوانب أخرى مهمة بل هي أهم الجوانب وهي التي تجعل الإنسان أنسأن أي أنها تحفظ للإنسان إنسانيته لتميزه عن باقي المخلوقات ففي اكبر البلدان وأكثرها تطوراَ نجد جوانب مهمة في حياة الإنسان ما زالت مهملة لم يطلها التطور الحاصل في تلك البلدان.
حيث نجد أن اغلب تلك الشعوب ما زالت تجهل الكثير عن الأديان السماوية والاعتقادات الإلهية فهي تعيش في حالة الجاهلية فلا مبادئ يسيرون وفقها ولا أسس يتعاملون بها ولا قيم يرتبطون بها.
لو نظرنا أيضا إلى واقع البلاد الإسلامية ورغم انتشار العلم فيها لوجدنا أن الكثير من أهلها بدءوا يعيشون جاهلية جديدة فقد تركوا مبادئهم وانحرفوا وراء الثقافات الجانية تاركين لأرثهم العظيم ودينهم القويم لاهثين وراء عالم المادة والانحلال كما كان العرب قبل الإسلام في عصر الجاهلية الأولى.
حيث لم تكن لهم قيم يسيرون وفقها ولا مبادئ يرجعون إليها ولم يكن لهم هم إلا إشباع غرائزهم ولم تكن ثقافتهم سوى الافتخار بأنسابهم واحسباهم فاشتعلت بذلك نار العصبية وتأججت الحمية الجاهلية بينهم حتى وصل بهم الحال إلى قتل بناتهم خوفاَ من العار.
وفي مثل هذا الزمن الصعب والجاهلية في أوجها ظهرت الدعوة الإسلامية حيث بعث الله سبحانه وتعالى محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) رسولا وهاديا ومبشرا ونذيراَ.
فالقي المولى سبحانه وتعالى على عاتقه مسؤولية إصلاح ذلك المجتمع وإنهاء تلك الجاهلية وما كان من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن يشمر عن ساعديه راضيا قانعا بما أنيط به من مسؤولية .
فقد بدأ رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) صراعه مع أولئك القوم حتى نجح في أزالت الكثير من أمور الجاهلية وأخلا قها.
ونحن ألان وللأسف الشديد في عصر مشابه لذلك العصر عصر(الجاهلية الأولى) فأننا نعيش في زمن انحرفت فيه الناس عن مبادئ الدين الإسلامي الحقيقية .
وتأججت نار العصبية القبلية فيما بينهم كما كانت في عصر الجاهلية الأولى وما إلى ذلك من أخلاق الجاهلية فقد جاء عن الأمام الصادق ( عليه السلام) في تفسير قوله تعالى:{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى, قال عليه السلام) أي سيكون أخرى } .
هذا مما يؤكد ما قلناه من أنه لابد من حصول جاهلية أخرى أو ثانية وإلا فلماذا قال تعالى :{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} ، ونحن نعلم أن الجاهلية الأولى هي قبل الإسلام حيث قضى عليها الإسلام .
ومما يؤكد هذا المعنى أيضا من وجود جاهلية ثانية أو أخرى ما ورد عن أئمة الهدى ((عليهم السلام) ) من أن المهدي ( عليه السلام) يدعوا إلى إسلام جديد وكتاب جديد وهذا معناه أن قبل ظهور الأمام المهدي( عليه السلام) توجد جاهلية وإلا لو كان هناك إسلام حقيقي فما الحاجة يا ترى للدعوة إلى إسلام جديد أو كتاب جديد فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي بصير عن أبي عبد الله( عليه السلام) قال:
( الإسلام بدأ غريباَ وسيعود غريباَ كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت:اشرح لي هذا أصلحك الله فقال:يستأنف الداعي منا دعاءَ جديداَ كما دعا رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين أن المهدي ( عليه السلام) يقوم بدعوة وأن تلك الدعوة تكون دعوة جديدة مشابهة لدعوة جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وإجمالا فأن هذه الرواية تؤكد وتثبت الشبه الكبير بين بداية الإسلام وبداية دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الإسلام في آخر الزمان ودعوة المهدي( عليه السلام).
وعن عبد الله بن عطاء عن أبي عبد الله ( عليه السلام) قال : ( سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته قال يصنع ما صنع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية ويستأنف الإسلام جديداَ).
فأن الأمام المهدي( عليه السلام) يهدم الجاهلية التي تسبق قيامه المقدس كما فعل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وهدم الجاهلية التي سبقت الإسلام .
من فكر السيد القحطاني
ونحن نعيش عصر تطور العلوم وازدهارها وانتشار العلم حتى أصبح العسير سهل يسير وراح العلماء يتسابقون بلا هوادة في اكتشافاتهم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من التقنية والتكنولوجيا التي لم تعد خافية على الناس وهاهو علم الطب يقطع شوطا لا نظير له في معالجة الأمراض واكتشاف أسبابها وإلى غير ذلك من العلوم التي تطورت تطوراَ ملحوظ في القرنين الأخيرين .
ولكن وللأسف الشديد فأن هذا التطور الهائل قد شمل بعض الجوانب التي تتعلق بحياة الإنسان وأهمل جوانب أخرى مهمة بل هي أهم الجوانب وهي التي تجعل الإنسان أنسأن أي أنها تحفظ للإنسان إنسانيته لتميزه عن باقي المخلوقات ففي اكبر البلدان وأكثرها تطوراَ نجد جوانب مهمة في حياة الإنسان ما زالت مهملة لم يطلها التطور الحاصل في تلك البلدان.
حيث نجد أن اغلب تلك الشعوب ما زالت تجهل الكثير عن الأديان السماوية والاعتقادات الإلهية فهي تعيش في حالة الجاهلية فلا مبادئ يسيرون وفقها ولا أسس يتعاملون بها ولا قيم يرتبطون بها.
لو نظرنا أيضا إلى واقع البلاد الإسلامية ورغم انتشار العلم فيها لوجدنا أن الكثير من أهلها بدءوا يعيشون جاهلية جديدة فقد تركوا مبادئهم وانحرفوا وراء الثقافات الجانية تاركين لأرثهم العظيم ودينهم القويم لاهثين وراء عالم المادة والانحلال كما كان العرب قبل الإسلام في عصر الجاهلية الأولى.
حيث لم تكن لهم قيم يسيرون وفقها ولا مبادئ يرجعون إليها ولم يكن لهم هم إلا إشباع غرائزهم ولم تكن ثقافتهم سوى الافتخار بأنسابهم واحسباهم فاشتعلت بذلك نار العصبية وتأججت الحمية الجاهلية بينهم حتى وصل بهم الحال إلى قتل بناتهم خوفاَ من العار.
وفي مثل هذا الزمن الصعب والجاهلية في أوجها ظهرت الدعوة الإسلامية حيث بعث الله سبحانه وتعالى محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) رسولا وهاديا ومبشرا ونذيراَ.
فالقي المولى سبحانه وتعالى على عاتقه مسؤولية إصلاح ذلك المجتمع وإنهاء تلك الجاهلية وما كان من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن يشمر عن ساعديه راضيا قانعا بما أنيط به من مسؤولية .
فقد بدأ رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) صراعه مع أولئك القوم حتى نجح في أزالت الكثير من أمور الجاهلية وأخلا قها.
ونحن ألان وللأسف الشديد في عصر مشابه لذلك العصر عصر(الجاهلية الأولى) فأننا نعيش في زمن انحرفت فيه الناس عن مبادئ الدين الإسلامي الحقيقية .
وتأججت نار العصبية القبلية فيما بينهم كما كانت في عصر الجاهلية الأولى وما إلى ذلك من أخلاق الجاهلية فقد جاء عن الأمام الصادق ( عليه السلام) في تفسير قوله تعالى:{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى, قال عليه السلام) أي سيكون أخرى } .
هذا مما يؤكد ما قلناه من أنه لابد من حصول جاهلية أخرى أو ثانية وإلا فلماذا قال تعالى :{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} ، ونحن نعلم أن الجاهلية الأولى هي قبل الإسلام حيث قضى عليها الإسلام .
ومما يؤكد هذا المعنى أيضا من وجود جاهلية ثانية أو أخرى ما ورد عن أئمة الهدى ((عليهم السلام) ) من أن المهدي ( عليه السلام) يدعوا إلى إسلام جديد وكتاب جديد وهذا معناه أن قبل ظهور الأمام المهدي( عليه السلام) توجد جاهلية وإلا لو كان هناك إسلام حقيقي فما الحاجة يا ترى للدعوة إلى إسلام جديد أو كتاب جديد فقد جاء في الرواية الشريفة عن أبي بصير عن أبي عبد الله( عليه السلام) قال:
( الإسلام بدأ غريباَ وسيعود غريباَ كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت:اشرح لي هذا أصلحك الله فقال:يستأنف الداعي منا دعاءَ جديداَ كما دعا رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم).
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين أن المهدي ( عليه السلام) يقوم بدعوة وأن تلك الدعوة تكون دعوة جديدة مشابهة لدعوة جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وإجمالا فأن هذه الرواية تؤكد وتثبت الشبه الكبير بين بداية الإسلام وبداية دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الإسلام في آخر الزمان ودعوة المهدي( عليه السلام).
وعن عبد الله بن عطاء عن أبي عبد الله ( عليه السلام) قال : ( سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته قال يصنع ما صنع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية ويستأنف الإسلام جديداَ).
فأن الأمام المهدي( عليه السلام) يهدم الجاهلية التي تسبق قيامه المقدس كما فعل رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) وهدم الجاهلية التي سبقت الإسلام .
من فكر السيد القحطاني