إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو سفيان في عصر الظهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو سفيان في عصر الظهور

    أبو سفيان في عصر الظهور

    لم تقم دعوة حق وتظهر إلا وكان في قبالها ظهور دعوة باطلة أو عدة دعوات ولم يظهر داعي إلى الحق إلا ووقف بوجه داعي للباطل ولو استقرأنا كل دعوات الحق لوجدنا في قبالها ظهور دعوة للباطل أو أكثر .
    وخير شاهد على ذلك دعوات الأنبياء والمرسلين تلك الدعوات الإلهية السماوية التي حاربها دعاة الباطل وأهله.
    من تلك الشواهد والأمثلة الدعوة الإسلامية التي قادها رسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث نرى وبوضوح تام كيف تصدى لها دعاة الباطل وأهله من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم .
    بل إن أشد من وقف قبالها وحاربها ووقف بوجه الداعي لها – أي الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) - أكبر داعية للباطل رئيس المشركين وشيخهم أبو سفيان حيث حارب الدعوة المحمدية بكل ما أوتي من مال وجاه .
    وكان من أشد الناس على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقصته وحربه ضد الإسلام ورسوله والمسلمين لا تحتاج إلى بيان لأنها باتت معروفة لدى الصغير والكبير .
    فقد كان أبو سفيان من زعماء قريش وكبارها وسادتها ومن ذوي الجاه والمال فيها فقد كان صاحب تجارة كبيرة وكانت له قافلة معروفة باسمه وكان كما لا يخفى من أبناء عمومة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الداعي إلى الله وإلى صراط المستقيم .
    ولكنه وبدلا من أن ينصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يسمى من قبل أبو سفيان وأبناء قومه (الصادق الأمين) صار من اشد أعدائه .
    بل أنه صار قائد جبهة الباطل وجيش الضلالة والشرك وداعي الناس إلى عبدة الأصنام الحجرية والتمسك بها لأنها وعلى حسب قوله (آلهة آبائنا) .
    ولما كان من الثابت لدى المسلمين أن دعوة المهدي (عليه السلام) لها شبه من دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي مشابهة لها في عدة أمور ومراحل .
    فقد ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال : ( إن قائمنا إذا قام دعى الناس إلى أمر جديد كما دعى إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...) فإن هذه الرواية وغيرها الكثير من الروايات الواردة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) تثبت لنا الشبه الكبير بين دعوة المهدي (عليه السلام) ودعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    ولما تبين ذلك أقول : لابد أن يوجد في زمن ظهور دعوة المهدي (عليه السلام) التي تكون على يد وزيره السيد اليماني قريش وهم أبناء عمومة الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يقفون بوجه الإمام (عليه السلام) ويكذبون دعوته ويرفضونها كما فعلت قريش من قبل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    وسأحاول أولاً أن أثبت حقيقة واقعية لا تقبل الجدل ألا وهي أنه لابد أن يوجد أبو سفيان في زمن ظهور الدعوة المهدوية التي تدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم وتدعو لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ولكن من هو أبو سفيان ياترى ؟
    الحقيقة إن أبا سفيان في زمن الظهور هو السفياني وهو العدو الأكبر للإمام المهدي (عليه السلام) فهو من يقف بوجه دعوة الحق الدعوة المهدوية على صاحبها السلام والتحية فهو صاحب دعوة الباطل التي تواجه دعوة المهدي (عليه السلام) .
    وقبل الخوض في هذا المفهوم لابد من بيان أن مفهوم السفياني ينقسم إلى اثنين :
    سفياني الفتوى :
    وهو من أخذ صفة أبو سفيان العدائية من حيث مواجهة الدعوة المهدية دعوة الحق بالفكر السفياني الذي واجه به أبو سفيان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث الدعوة للتمسك بعبادة الآباء والأجداد عبادة الأصنام الحجرية التي كان يدعو إليها أبو سفيان عدو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
    وأما السفياني الثاني فهو سفياني السيف :
    وهو من يأخذ من أبي سفيان النسب والصفة وهو من ورد ذكره في الروايات الأخبار الواردة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) .
    وقبل الخوض في حركة السفياني (سفياني السيف) لابد من معرفة حركة سفياني الفتوى فهو لابد أن يكون من قريش وهم أهل مكة .
    وليس المقصود بمكة المسجد الحرام وإنما مكة بحسب التأويل وهي الكوفة عاصمة الإمام المهدي (عليه السلام) وأهم المدن الشيعية التي تظهر فيها دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) لتنشر منها إلى العالم الإسلامي وقريش فيها هم بني هاشم أبناء عمومة المهدي (عليه السلام) وهم سادتها وكبرائها من العلماء والفقهاء .
    حيث أن سفياني الفتوى سيكون من أولئك العلماء والفقهاء الذين سوف يكذبون بدعوة المهدي (عليه السلام) ويرفضونها بل أنهم يقولون للمهدي (عليه السلام) :
    ( ارجع من حيث أتيت لاحاجة لنا في بني فاطمة) وأولئك كما قلنا سابقاً هم علماء السوء المضلين الذين يواجهون دعوة المهدي (عليه السلام) بالفتاوى الباطلة التي يحاربون من خلالها دعوة الإمام (عليه السلام) .
    فقد ورد عن مالك بن ظمرة عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
    (عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد ) .
    وهؤلاء السبعين هم علماء السوء المضلين كما عبر عن ذلك الشيخ الكوراني في كتابه عصر الظهور .
    فهؤلاء الفقهاء الذين يتسببون في تظليل الكثير من الناس وإبعادهم عن دعوة الحق دعوة المهدي (عليه السلام) ومنعهم من الالتحاق بها من خلال إصدارهم لبعض الفتاوى الباطلة منهم يكون السفياني (سفياني الفتوى) الذي سيكون العدو الأكبر لدعوة المهدي (عليه السلام) كما كان أبو سفيان العدو الأكبر لدعوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    هذا العدو يدعو إلى ما دعا إليه أبو سيفإن وهو عبادة إلهة إبائه وعدم تركها أي عبادة الأصنام ولكن في هذا العصر تكون الأصنام بشرية كما قلنا وليست حجرية أي أن هذا السفياني يحاول صد الناس عن الدخول في أمر الإمام والالتحاق بدعوته لنبذ الشرك بالله بل أنه يؤكد على عبادة الأصنام البشرية وعدم تركها وعدم الدخول في الدعوة الإسلامية المهدية الجديدة بقيادة الداعي إلى الحق والهادي إلى الطريق المستقيم اليماني الموعود .
    واعلم عزيزي القارئ أن خطر هذا السفياني اشد من خطر سفياني السيف لأن حركة سفياني السيف حركة من خارج المذهب الشيعي وهي حركة عسكرية تنتهي بالرد العسكري عليها ومجابهاتها بقوة السلاح.
    لكن حركة سفياني الفتوى حركة من داخل المذهب الشيعي وهي حركة فكرية همها وأهدافها تظليل الناس وإبعادهم عن طريق الحق والهداية إلى طريق الباطل والغواية حيث أنه يتسبب في انحراف الكثير من المتشيعين لأهل البيت بسبب فتويه وفكره المنحرف القائم على طاعة الأصنام البشرية التي تكون في زمن الظهور .
    حيث أن فقهاء السوء وعلماء الضلالة سوف يخدعون الكثير من طلبة العلوم الدينية الذين ينقادون لهم ولفكرهم المنحرف كما أنهم سوف يقومون بخداع الكثير من الناس مما يتسبب في خروج هذه الفئات على المهدي (عليه السلام) .
    فقد ورد عن كتاب نور الأنوار للمحدث أبو الحسن المرندي :
    ( فإذا خرج القائم من كربلاء وأراد النجف والناس حوله قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر آلف فقيه ) .
    ومن هنا كان علينا الحذر خاصة إذا وصلنا إلى عصر الظهور المقدس لحركة ودعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وخاصة إذا ما رأينا تحقق بعض العلامات الدالة على زمن الظهور .
    أقول علينا الحذر من تكذيب دعوة المهدي (عليه السلام) إذا ما خرجت للناس في ذلك الزمان وعدم الانطواء بحجة أو أخرى ورفض دعوة الحق لقول زيد أو عمر بحجة أن هذا فقيه أو عالم .
    ويجب حينئذ تحديد العالم الصالح الذي يرشدنا إلى طريق الإمام (عليه السلام) عن طريق روايات وأخبار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا عن طريق العقول التي اختلف أصحابها في الفتوى حتى راح يخالف بعضهم البعض في مسألة من المسائل العامة في الدين فكيف بهم في أمر الإمام (عليه السلام) الذي لا يجوز التقليد فيه مطلقا لأنه من الأمور العقائدية الأصولية التي لا يجوز العمل فيها برأي الغير إطلاقا .
    وأما بالنسبة لسفياني السيف فهو الذي يخرج من الوادي اليابس من بلاد الشام .
    فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يتحدث عن السفياني ومكان خروجه وإتباعه قال : ( يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ) .
    وهذا الشخص السفياني ينتسب لمعاوية وأبو سفيان فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : ( يخرج ابن أكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعه وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه اثر الجدري إذا رأيته حسبته اعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها ) .
    وإضافة إلى انتسابه إلى أبي سفيان فإنه يعمل بعمل أبي سفيان حيث أنه يواجه الدعوة المهدية ويواجهه داعي الحق اليماني .
    حيث ورد في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
    ( اليماني والسفياني يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) .
    أضف إلى ذلك أنه ليس له هم إلا آل محمد ومحاربتهم وقتل كل من يواليهم فعن الصادق المصدق (عليه السلام) قال : ( كأني بالسفياني طرح رحله … بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس من شيعة علي فله إلف درهم.. ) .
    وعن الإمام ابو عبد الله (عليه السلام) قال : ( لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه علي وحسن وحسين وفاطمة ...بغضا وحنقا لآل محمد ) .
    فإن هذا الرجل سوف يبعث بجيش إلى الكوفة فيستولي عليها ويسبي النساء ويقتل الرجال والأطفال إلى أن يأتي السيد اليماني بالرايات السود من جهة خراسان ومعه جيشه وأنصاره فيحاربون السفياني ويخلصون النساء منه ويهزموا جيشه حتى يخرجوهم من الكوفة .
    لكن السفياني يستمر في حربه ضد الشيعة والدعوة المهدية ويحاول القضاء على أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) جاهدا حتى أنه يجعل العيون لكي يعرف شيئا عن مكانه فيرسل على اثر ذلك جيشا إلى المدينة وذلك قبل قيام الإمام (عليه السلام) بقليل وعندما يشعر الإمام (عليه السلام) بقدوم ذلك الجيش يخرج هو ووزيره السيد اليماني المنصور من المدينة هاربين إلى مكة.
    فقد ورد في رواية طويلة عن أبي جعفر (عليه السلام) يصف فيها السفياني وجيشه الذي يبعثه إلى المدينة قال : ( ويبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ) .
    وهذا الجيش عندما يصل إلى المدينة يكون المهدي (عليه السلام) واليماني خرجوا قد منها إلى مكة فيخرج في أثرهم وعندما يصل إلى منتصف الطريق حيث منطقة البيداء يقع فيهم الخسف بإذن الله ويهلك أعداء الله - جيش السفياني - .
    ثم يقوم بعد ذلك الإمام بين الركن والمقام ويلتحق به أصحابه وجيشه ويسير إلى الكوفة فيفتحها ثم يسير من الكوفة إلى بيت المقدس ويلتقي مع جيش السفياني في معركة يهزم فيها السفياني وجيشه وفيها يقتل الإمام المهدي (عليه السلام) السفياني لعنة الله عليه .
    أما سبب تسميته بالسفياني وذلك للمناسبة والعلاقة بين حركة السفياني الأخير الذي يظهر عند ظهور دعوة المهدي (عليه السلام) وبين أبو سفيان فلما كان هناك شبه كبير بين دعوة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين دعوة المهدي (عليه السلام) وقد وقف قبال دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو سفيان فإن الذي يقف في وجه دعوة المهدي (عليه السلام) حتما يكون سفياني.
    كما أن السبب في تسمية اليماني هو أنه شابه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث الدعوة فإن اليماني كما هو ثابت يقوم بالدعوة وهو صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) لأن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يدعو بشخصه لأنه يقوم في مكة بالسيف وقد اجتمع له أصحابه وجيشه .
    ولما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمى يماني سمي كذلك الداعي في آخر الزمان للحق والهادي إلى الطريق المستقيم وهو وزير الإمام سمي باليماني لأن له شبه من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث الدعوة .

    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد
يعمل...
X