الاوس والخزرج في عصر الظهور الشريف
من فكر الوزير السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
تلك القبيلتين اللتين دخلتا الى التاريخ من اوسع ابوابه عندما بزغ نور الاسلام وانتقل من مكة الى يثرب المدينة التي كان يقطنها افراد تلك القبيلتين الذين كانوا يعيشون صراعا داميا فيما بينهم وهم يرجعون الى اصل ونسب واحد فالاوس والخزرج اخوين وقع بينهم خلاف وعداء دامي ادى الى تناحر القبيلتين ورجالهما واستمر ذلك الخلاف جيل بعد جيل حتى مّن الله عليهم بالاسلام وبمحمد (ص) ورسالته المحمدية الجديدة فقد آلف الله بينهم ببركة رسولة الكريم (ص) بعد ان كانوا مستحقين للنار والعذاب قال تعالى((والف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعاً ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم))الانفال 63- وقد كان ذلك اثر مجيء بعض اهل يثرب (المدينة ) الى مكة بقصد الحج وكان المسلمون انذاك يقومون بالتبليغ بالدعوة المحمدية متحملين الاذى والالم من اجل ايمانهم بالدعوة الجديدة ولما رأى المسلمون جمع من اهل المدينة حول البيت جاءوا قريبا منهم وقرأوا القران حتى بلغ مسامعهم فراحوا يصغون اليه ولما فرغ المسلمون من قرائتهم سألهم اولئك الرجال عن هذا الكتاب الذي يقرؤنه فأخبروهم ببعثة النبي (ص) ودعوته فاراد اهل المدينة لقاء النبي (ص) وفعلا وقع اللقاء وآمن اهل المدينة وذهبوا الى قومهم مبشرين حتى جاء وفد منهم والتقى برسول الله(ص) وطلبوا منه الهجرة الى المدينة بعد ما راوا ما اصاب المسلمين من الاذى من اهل مكة وقريش كما دعوا الرسول (ص) الى الهجرة الى المدينة لينشر دعوته من هناك وجاء الاذن من الله بالهجرة الى يثرب التي صارت فيما بعد تعرف ((بمدينة الرسول)) ومن هنا ولما كانت دعوة الامام المهدي(ع) الدعوة المهدية الى الاسلام الجديد لها شبه كبير من دعوة جده رسول الله (ص) كما جاء في الرواية الواردة عن الامام ابو جعفر (ع) انه قال: ( ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى امر جديد كما دعا رسول الله(ص) ) بحار الانوار ج13- وعن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقلت اشرح لي هذا اصلحك الله .فقال: يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله(ص) ) بحار الانوار ج13- فعلى هذا وبناءً عليه لا بد ان تكون احداث الدعوة المهدوية الجديدة مشابهة لما جرى في دعوة الرسول الكريم(ص) وهذا ما قمنا باثباته في الاعداد السابقة من الصحيفة وبعد ان بينا المهاجرين والانصار في دعوة المهدي(ع) وان مدينة المهدي(ع)هي خراسان بحسب التاويل كما اثبتنا ذلك في العدد الثالث من الصحيفة فلا بد اذن من وجود الاوس والخزرج جهتين او تيارين في ايران وهذين التيارين تكون بيدهما ادارة البلاد الايرانية كما كانت ادارة المدينة بيد الاوس والخزرج ولا بد ان يقع بين هاتين الجهتين او التيارين خلاف وعداء ويكون بينهما قتال ووقوع دماء كثيرة كما ان هذا الخلاف تكون نهايته ووقوع الصلح بين هاتين الجهتين على يد صاحب دعوة المهدي(ع) وهو اليماني الموعود الذي يقوم بالدعوة للامام المهدي(ع) وللاسلام الجديد الذي يأتي به المهدي . ومن هنا وبعد ان تبين ان دعوة المهدي (ع) لها شبه بدعوة جده المصطفى (ص) فان اهل مدينة المهدي(ع) وهم الزوار الايرانيين الذين يأتون العراق لقصد زيارة العتبات المقدسة وكما لا يخفى ان معنى الحج هو القصد حيث ان هؤلاء الزوار يقصدون النجف وكربلاء وسوف يسمعون بدعوة المهدي التي تكون قد ظهرت في الكوفة عاصمة الشيعة وعاصمة الامام المهدي(ع) وسوف يؤمن قسم كبير منهم بتلك الدعوة فيذهبوا الى قومهم وبلدهم مبشرين بظهور دعوة المهدي(ع) وامره فيأتي قسم كبير اخر منهم ويلتقوا بالداعي اليماني وبعد ان يروا ما يعانيه انصار الدعوة من اذى وتكذيب من قبل علماء السوء ودولة بني العباس يطلبوا منهم الهجرة الى ايران ((مدينة المهدي)) وفعلا يأتي الاذن من الامام (ع) بالهجرة حيث تتزامن هجرتهم مع وجود خلاف سياسي بين جهتين او تيارين حكوميين في ايران يؤدي الى حصول قتال ووقوع دماء كثيرة كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول الكريم محمد (ص) حيث قال: ( ..... يكون اختلاف بين صنفين من العجم في لفظة كلمة عدل وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وقتل الوف الالوف اذ تقتتل الفئتان مقتلة عظيمة ودعوتهما واحدة) وهنا يتدخل اليماني في حسم ذلك النزاع الدامي بين الاخوة ويؤلف الله ببركته بين هاتين الجبهتين كما الف بمحمد(ص) بين الاوس والخزرج واعلم عزيزي القارئ فانه نظرا لتطور الاحداث وتغير المكان والزمان والحالة الاجتماعية التي تمر بها المجتمعات عبر السنين حيث كان النزاع سابقاً بين قبيلتين اما اليوم فان النزاع سيكون بين جهتين وتيارين حيث اختفت في ايران حالة النسب والرجوع الى القبيلة وظهور القبائل واختلف الناس كثيرا مما كانوا عليه سابقا ، ونتيجة لوقوف القتال ووقوع الصلح بسبب هذا الداعي فان الكثير من اهل ايران سوف يؤمنون بتلك الدعوة التي لولاها ما كان لتلك الفتنة التي ذهبت فيها الدماء ان تنطفي فيكثر الانصار في مدينة المهدي(ع) ويستقبلوا المهاجرين وينصرونهم ويعينونهم ومن هناك تظهر دعوة المهدي(ع) وتنتشر في البلاد الاسلامية ولكن يهود المدينة لن يدعوا الامر يمر بسهولة فأنهم بعلاقاتهم واتصالهم بقريش الكوفة يحاولون الكيد بالدعوة وصاحبها ولكنهم لن يفلحوا ابدا حتى يمن الله على اصحاب الدعوة المهدوية برفع الرايات السود والتوجه الى الكوفه ((مكة المهدي))فاتحين ومحررين ومزيلين لعبادة الاصنام البشرية التي تكون انذاك
من فكر الوزير السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
تلك القبيلتين اللتين دخلتا الى التاريخ من اوسع ابوابه عندما بزغ نور الاسلام وانتقل من مكة الى يثرب المدينة التي كان يقطنها افراد تلك القبيلتين الذين كانوا يعيشون صراعا داميا فيما بينهم وهم يرجعون الى اصل ونسب واحد فالاوس والخزرج اخوين وقع بينهم خلاف وعداء دامي ادى الى تناحر القبيلتين ورجالهما واستمر ذلك الخلاف جيل بعد جيل حتى مّن الله عليهم بالاسلام وبمحمد (ص) ورسالته المحمدية الجديدة فقد آلف الله بينهم ببركة رسولة الكريم (ص) بعد ان كانوا مستحقين للنار والعذاب قال تعالى((والف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعاً ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم))الانفال 63- وقد كان ذلك اثر مجيء بعض اهل يثرب (المدينة ) الى مكة بقصد الحج وكان المسلمون انذاك يقومون بالتبليغ بالدعوة المحمدية متحملين الاذى والالم من اجل ايمانهم بالدعوة الجديدة ولما رأى المسلمون جمع من اهل المدينة حول البيت جاءوا قريبا منهم وقرأوا القران حتى بلغ مسامعهم فراحوا يصغون اليه ولما فرغ المسلمون من قرائتهم سألهم اولئك الرجال عن هذا الكتاب الذي يقرؤنه فأخبروهم ببعثة النبي (ص) ودعوته فاراد اهل المدينة لقاء النبي (ص) وفعلا وقع اللقاء وآمن اهل المدينة وذهبوا الى قومهم مبشرين حتى جاء وفد منهم والتقى برسول الله(ص) وطلبوا منه الهجرة الى المدينة بعد ما راوا ما اصاب المسلمين من الاذى من اهل مكة وقريش كما دعوا الرسول (ص) الى الهجرة الى المدينة لينشر دعوته من هناك وجاء الاذن من الله بالهجرة الى يثرب التي صارت فيما بعد تعرف ((بمدينة الرسول)) ومن هنا ولما كانت دعوة الامام المهدي(ع) الدعوة المهدية الى الاسلام الجديد لها شبه كبير من دعوة جده رسول الله (ص) كما جاء في الرواية الواردة عن الامام ابو جعفر (ع) انه قال: ( ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى امر جديد كما دعا رسول الله(ص) ) بحار الانوار ج13- وعن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقلت اشرح لي هذا اصلحك الله .فقال: يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله(ص) ) بحار الانوار ج13- فعلى هذا وبناءً عليه لا بد ان تكون احداث الدعوة المهدوية الجديدة مشابهة لما جرى في دعوة الرسول الكريم(ص) وهذا ما قمنا باثباته في الاعداد السابقة من الصحيفة وبعد ان بينا المهاجرين والانصار في دعوة المهدي(ع) وان مدينة المهدي(ع)هي خراسان بحسب التاويل كما اثبتنا ذلك في العدد الثالث من الصحيفة فلا بد اذن من وجود الاوس والخزرج جهتين او تيارين في ايران وهذين التيارين تكون بيدهما ادارة البلاد الايرانية كما كانت ادارة المدينة بيد الاوس والخزرج ولا بد ان يقع بين هاتين الجهتين او التيارين خلاف وعداء ويكون بينهما قتال ووقوع دماء كثيرة كما ان هذا الخلاف تكون نهايته ووقوع الصلح بين هاتين الجهتين على يد صاحب دعوة المهدي(ع) وهو اليماني الموعود الذي يقوم بالدعوة للامام المهدي(ع) وللاسلام الجديد الذي يأتي به المهدي . ومن هنا وبعد ان تبين ان دعوة المهدي (ع) لها شبه بدعوة جده المصطفى (ص) فان اهل مدينة المهدي(ع) وهم الزوار الايرانيين الذين يأتون العراق لقصد زيارة العتبات المقدسة وكما لا يخفى ان معنى الحج هو القصد حيث ان هؤلاء الزوار يقصدون النجف وكربلاء وسوف يسمعون بدعوة المهدي التي تكون قد ظهرت في الكوفة عاصمة الشيعة وعاصمة الامام المهدي(ع) وسوف يؤمن قسم كبير منهم بتلك الدعوة فيذهبوا الى قومهم وبلدهم مبشرين بظهور دعوة المهدي(ع) وامره فيأتي قسم كبير اخر منهم ويلتقوا بالداعي اليماني وبعد ان يروا ما يعانيه انصار الدعوة من اذى وتكذيب من قبل علماء السوء ودولة بني العباس يطلبوا منهم الهجرة الى ايران ((مدينة المهدي)) وفعلا يأتي الاذن من الامام (ع) بالهجرة حيث تتزامن هجرتهم مع وجود خلاف سياسي بين جهتين او تيارين حكوميين في ايران يؤدي الى حصول قتال ووقوع دماء كثيرة كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول الكريم محمد (ص) حيث قال: ( ..... يكون اختلاف بين صنفين من العجم في لفظة كلمة عدل وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وقتل الوف الالوف اذ تقتتل الفئتان مقتلة عظيمة ودعوتهما واحدة) وهنا يتدخل اليماني في حسم ذلك النزاع الدامي بين الاخوة ويؤلف الله ببركته بين هاتين الجبهتين كما الف بمحمد(ص) بين الاوس والخزرج واعلم عزيزي القارئ فانه نظرا لتطور الاحداث وتغير المكان والزمان والحالة الاجتماعية التي تمر بها المجتمعات عبر السنين حيث كان النزاع سابقاً بين قبيلتين اما اليوم فان النزاع سيكون بين جهتين وتيارين حيث اختفت في ايران حالة النسب والرجوع الى القبيلة وظهور القبائل واختلف الناس كثيرا مما كانوا عليه سابقا ، ونتيجة لوقوف القتال ووقوع الصلح بسبب هذا الداعي فان الكثير من اهل ايران سوف يؤمنون بتلك الدعوة التي لولاها ما كان لتلك الفتنة التي ذهبت فيها الدماء ان تنطفي فيكثر الانصار في مدينة المهدي(ع) ويستقبلوا المهاجرين وينصرونهم ويعينونهم ومن هناك تظهر دعوة المهدي(ع) وتنتشر في البلاد الاسلامية ولكن يهود المدينة لن يدعوا الامر يمر بسهولة فأنهم بعلاقاتهم واتصالهم بقريش الكوفة يحاولون الكيد بالدعوة وصاحبها ولكنهم لن يفلحوا ابدا حتى يمن الله على اصحاب الدعوة المهدوية برفع الرايات السود والتوجه الى الكوفه ((مكة المهدي))فاتحين ومحررين ومزيلين لعبادة الاصنام البشرية التي تكون انذاك