أحداث شهر رمضان في سنة الظهور
تعيش الأمة الإسلامية حالة من الضعف السياسي الشديد بسبب الحروب والفتن والاقتتال ، وتدخل القوى الأجنبية (الروم) في المنطقة. فتحدث آيات (علامات) سماوية تبعث الأمل في قلوب المؤمنين ، وتصبح قضية المهدي (عليه السلام) الشغل الشاغل للناس .. فالآيات والدلائل التي تقع في هذا الشهر ، هي بمقدار لا يمكن للبشر أن يتجاهلها مثل:
1- كسوف الشمس و خسوف القمر في غير وقتهما:
تتدخل القدرة الإلهية (قانون المعجزات) وتعطى إشارة خصيصاً لتنبيه المؤمنين المخلصين على الظهور .. وذلك بأن تنكسف الشمس في شهر رمضان في الثالث عشر أو الرابع عشر منه ، وينخسف القمر في نفس الشهر في الخامس والعشرين منه. والمبرر لحدوث هاتين العلامتين قبل الظهور ، على عكس المألوف وبشكل لم يسبق له نظير منذ أول البشرية إلى حين حدوثه هو:
أ- ترسيخ فكرة المهدي (عليه السلام) عند المسلمين عامة.
ب- الإيعاز إلى المؤمنين المخلصين إلى قرب الظهور.
عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (آيتان تكونان قبل قيام القائم: كسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره ، قال: فقلت : يابن رسول الله، تكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف، فقال أبو جعفر (عليه السلام) أنا أعلم بما قلت : إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم) عن وردان أخي الكميت عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: (إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى - هذه الرواية تحدد الخسوف أول الشهر وليس آخره - والشمس لخمس عشر وذلك في شهر رمضان وعنده يسقط حساب المنجمين ، وعن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة أو أربع عشرة منه) خسوف القمر يكون عادة بتوسط الأرض بين الشمس والقمر ، وزمانه وسط الشهر. وكسوف الشمس يكون عادة بتوسط القمر بين الأرض والشمس وموعده أواخر الشهر. أما تصور حدوث الخسوف والكسوف في غير وقتهما من الشهر كما دلّت الروايات ، وأن البداء لا يلحق هذا الحدث .. فله عدة احتمالات وتصورات:
أولا: أن يتم ذلك بشكل إعجازي وبسببه (العلمي) الاعتيادي:
لكن مع اختلاف بسيط ، هو الفرق في التوقيت .. ولا يدلنا في هذا الإعجاز ولا تصور كيفيته ، حسبنا أنه يقع ، وهذا ما لم يحدث من قبل منذ هبوط آدم ، وعندها يسقط حساب الفلكيين.
ثانيا: أن يتم ذلك بتوسط جرم كبير:
(من الأجرام التي تعتبر علمياً تائهة في الفضاء) يقترب من المجموعة الشمسية ، فيحول هذا الجرم بين أشعة الشمس ووصولها إلى الأرض فيكون الكسوف وبعد عشرة أيام ، يحجب هذا الجرم أيضا عن وصول نور الشمس إلى القمر في أواخر الشهر ، أي حين يكون القمر بحالة الهلال ، فيقع خسوف جزئي أو كلي أو مؤلف منهما بحسب حجم الجرم و سرعته .. ومن علامات الظهور التي ذكرت ولها علاقة بالموضوع ، هو ذهاب نور الشمس من طلوعها إلى ثلثي النهار ، وذلك بأن يتوسط جرم فضائي بين الشمس و الأرض ، فيمنع وصول أشعة الشمس إلى الأرض لمدة ثلثي النهار ، وهذا بالطبع يختلف عن الكسوف الذي يستغرق فقط من ساعة إلى ثلاث ساعات.
ثالثا: أن يتم ذلك بسبب حدوث تغيرات في الشمس:
والتفسير العلمي لذلك ، بأن تحدث انفجارات هائلة أو تحولات فيزيائية معينة في الشمس ، بحيث إنها لا ترسل أشعتها لمدة معينة من الزمن ، أو قد يحدث انفجاران متتاليان في الشمس في الشهر نفسه (رمضان) أحداهما يسبب الكسوف (وسط الشهر ) ، والآخر يسبب الخسوف (آخر الشهر والقمر هلال) ... ولعل هذا السبب هو الأقرب والأشد احتمالاً وهو المتوقع .. خاصة إذا ربطنا ذلك بالآيات والعلامات التي تكون من الشمس - كما أوضحناها سابقاً في أحداث شهر رجب - ركود الشمس في زمن السفياني (ولعل ذلك بسبب انفجار قوي في الشمس ، يمنعها عن التحرك أو حركة عكسية بطيئة كردة فعل على الانفجار لمدة ساعتين أو ثلاث) ، و ظهور بدن بارز في عين الشمس – في أحداث شهر رجب – نتيجة لهذا الانفجار القوي في الشمس ، تحدث منطقة كاتمة على سطح الشمس على شكل وجه وصدر إنسان ، ولا حظ العلماء مؤخراً حدوث هذا في الشمس وأطلقوا عليه (ظاهرة البقع ) ، ومما يؤكد ذلك الحديث الشريف (عن أمير المؤمنين (عليه السلام): في حديث طويل عند ذكر الصيحة والنداء في رمضان (23منه) ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس وتصفر فتصير سوداء مظلمة) وهذا دليل واضح على وقوع الخسوف للقمر يوم (25من شهر رمضان) بسبب ظلمة الشمس .. ولعل هذا أفضل تفسير علمي ، وأقرب احتمال توصلنا إليه - لم يشر إليه أحد من قبل- بعد تفكير مضنٍ عميق في علامات الظهور والآيات السماوية بعيداً عن المعجزة.
2- الصيحة السماوية: (من المحتوم)
هذه العلامة إحدى المحتومات الخمسة .. و الصيحة عبارة عن صوت ونداء ، يسمع من السماء في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان وهي ليلة القدر يسمعه أهل الأرض ، كل قوم بلغتهم ، فيذهلون له ، توقظ النائم وتقعد القائم ، وتوقف القاعد وتخرج الفتاة من خدرها لشدة مالها من الهيبة ، والمنادي بهذا النداء جبرائيل (عليه السلام) (قرب الصبح) بلسان فصيح: ألا إن الحق مع المهدي (عليه السلام) وشيعته. ثم ينادي إبليس اللعين بعد ذلك وسط النهار (قرب المغرب) بين الأرض والسماء ليسمعه جميع الناس: ألا إن الحق مع عثمان و شيعته (السفياني: عثمان بن عنبسة). عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): (خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم ، والنداء من المحتوم .. قلت له: وكيف يكون النداء؟ فقال: ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق مع آل علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس في آخر النهار ألا إن الحق مع عثمان و شيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون) فالمبرر لحدوث هذه الصيحة السماوية هو:
أ – التنبيه على قرب الظهور.
ب- إيجاد الإستعداد النفسي لدى المؤمنين المخلصين.
خاصة وان توقيت حدوث هذه العلامة ، في أفضل ليالي السنة ، وفي أفضل الشهور ، والتوجه الديني في هذا الوقت يبلغ ذروته لدى المسلمين .. وستكون ردة الفعل وأهميته متلائمة مع مضمونه ، كونه يشير إلى القائد (المهدي (عليه السلام)) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ، ويشرئبون حبه ، ولا يكون لهم ذكر غيره.
عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) إنه قال: (الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان ، لأن شهر رمضان شهرُ الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ، ثم قال ينادي مناد من السماء بإسم القائم ، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب ، لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه ، فزعاً من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت ، فأجاب: فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين ، وقال (عليه السلام) الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تشكوا في ذلك وأسمعوا و أطيعوا ، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير ، قد هوى في النار ، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان ، فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرائيل ، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام ، حنى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج ، وقال لا بدّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم ، صوت من السماء وهو صوت جبرائيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه ، والصوت الذي من الأرض هو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً يريد بذلك الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير إن تفتتنوا به .. ثم قال (عليه السلام) بعد حديث طويل .. إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم إن الله يفعل ما يشاء) عن عبد الله بن سنان قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) سمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة ، يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر ، وكان متكئاً فغضب وجلس ثم قال: لا ترووه عني وأرووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أني قد سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله (عليه السلام) لبيّن حيث يقول: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع ، وذلت رقبته لها ، فيؤمن أهل الأرض ، إذا سمعوا الصوت من السماء ، ألا إن الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى حتى يتوارى عن الأرض ثم ينادي ، ألا إن الحق في عثمان بن عفان و شيعته ، فانه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه ، قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق ، وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك يتبرؤون منا ، ويتناولونا فيقولون إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ، ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله (عليه السلام): (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (ينادي مناد من السماء إن فلانا هو الأمير ، وينادي مناد إن علياً وشيعته هم الفائزون ، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا ، فقال: رجل من بني أمية ، وإن الشيطان ينادي إن فلاناً و شيعته هم الفائزون ، قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب ، قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ، ويقولون انه يكون قبل أن يكون ، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون) وهذا النداء مصداق لقوله تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون) إذاً ، هذا النداء والصيحة السماوية (صوت جبرائيل) كحدث كوني كبير غير معهود ، فيه عنصر إعجازي ، يسبب فزعاً ورعباً في قلوب أعداء الله ، ويكون بشارة كبرى للمؤمنين عن قرب الفرج .. وهذا مصداق لقوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) . وقوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) ماذا يجب على المؤمنين أن يفعلوا أثناء حدوث الصيحة أو الفزعة؟
إن تعاليم أهل البيت تؤكد الآتي:
أ-فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة المذكور ، فادخلوا بيوتكم
واغلقوا أبوابكم ، وسدوا الكوى ، ودثروا أنفسكم ، وسُدّوا آذانكم - ففي الخبر: إن من آثار هذه الصيحة أن يصعق له سبعون ألفاً ، ويصم له سبعون ألفاً ، من شدة وقوة هذا الصوت - فإذا أحسستم بالصيحة فخروا سجداً وقولوا: سبحان ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ، ومن برز لها هلك. هذا ، إلى جانب ما ينبغي من الشكر الواجب لله تعالى على كل من وفقه الله سبحانه وتعالى لبلوغ نعمة إدراك العهد الميمون بظهور القائم المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
ب-تخزين الطعام ما يكفي الفرد وأهله مدة عام:
عن الإمام الباقر (عليه السلام): (آية الحوادث في رمضان: علامة في السماء من بعدها اختلاف الناس ، فإذا أدركتها فاكثر من الطعام) عند حدوث الصيحة السماوية يقع بعدها اختلاف الناس وحروب وفتن (وهي إشارة إلى معركة قرقيسيا) ويقع بعده قحط وغلاء في الأطعمة .. فمن التعاليم القيِّمة التي أخبر بها الأئمة عليهم السلام تحفظاً على المسلمين والمؤمنين من شيعتهم لئلا يقعوا في الضيق عند وقوع الحوادث ، الإكثار من تخزين الطعام والإستعداد للمؤنة ، والمراد منه مقدار سنة بحسب ما يكفي الفرد ومن يعول - سيأتي ذكر الموضوع لا حقا - .. لله در هؤلاء الأئمة العظام عليهم السلام ما أروعهم وما أعظم رأفتهم بشيعتهم ومحبيهم ، حقاً إنهم فخر لمن يواليهم ويرتبط بهم.
3- مبايعة ثلاثين ألفاً من كَلَب للسفياني:
يخرج السفياني في شهر رجب ، ويحقق انتصارات عسكرية وميدانية وسياسية ، وتتوسع رقعة نفوذه ، وحينها تنضم إليه وتواليه الجماعات والقبائل غير المتدينة .. (عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يخرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب ، حتى يأتي دمشق فلا يأتي عليهم شهر رمضان حتى يبايعه من كَلَب ثلاثون ألفا) (82) فقبيلة كَلَب هم أخوال السفياني ، وهم قبائل الدروز ، وسوف يثورون معه ، وهذه القبيلة كانت في أيام معاوية تعتنق النصرانية ، وقد تزوج معاوية منهم أم يزيد قاتل الإمام الحسين (عليه السلام) ، فالسفياني من أولاد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .. وتسكن عائلته بلدة الرملة من منطقة الوادي اليابس في شرقي فلسطين ، وغربي الاردن ، وجنوب غربي سوريا ، وجنوب غربي دمشق بالتحديد ، على بعد أميال معدودة عنها
صحيفة القائم (ع)
تعيش الأمة الإسلامية حالة من الضعف السياسي الشديد بسبب الحروب والفتن والاقتتال ، وتدخل القوى الأجنبية (الروم) في المنطقة. فتحدث آيات (علامات) سماوية تبعث الأمل في قلوب المؤمنين ، وتصبح قضية المهدي (عليه السلام) الشغل الشاغل للناس .. فالآيات والدلائل التي تقع في هذا الشهر ، هي بمقدار لا يمكن للبشر أن يتجاهلها مثل:
1- كسوف الشمس و خسوف القمر في غير وقتهما:
تتدخل القدرة الإلهية (قانون المعجزات) وتعطى إشارة خصيصاً لتنبيه المؤمنين المخلصين على الظهور .. وذلك بأن تنكسف الشمس في شهر رمضان في الثالث عشر أو الرابع عشر منه ، وينخسف القمر في نفس الشهر في الخامس والعشرين منه. والمبرر لحدوث هاتين العلامتين قبل الظهور ، على عكس المألوف وبشكل لم يسبق له نظير منذ أول البشرية إلى حين حدوثه هو:
أ- ترسيخ فكرة المهدي (عليه السلام) عند المسلمين عامة.
ب- الإيعاز إلى المؤمنين المخلصين إلى قرب الظهور.
عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (آيتان تكونان قبل قيام القائم: كسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره ، قال: فقلت : يابن رسول الله، تكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف، فقال أبو جعفر (عليه السلام) أنا أعلم بما قلت : إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم) عن وردان أخي الكميت عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: (إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى - هذه الرواية تحدد الخسوف أول الشهر وليس آخره - والشمس لخمس عشر وذلك في شهر رمضان وعنده يسقط حساب المنجمين ، وعن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة أو أربع عشرة منه) خسوف القمر يكون عادة بتوسط الأرض بين الشمس والقمر ، وزمانه وسط الشهر. وكسوف الشمس يكون عادة بتوسط القمر بين الأرض والشمس وموعده أواخر الشهر. أما تصور حدوث الخسوف والكسوف في غير وقتهما من الشهر كما دلّت الروايات ، وأن البداء لا يلحق هذا الحدث .. فله عدة احتمالات وتصورات:
أولا: أن يتم ذلك بشكل إعجازي وبسببه (العلمي) الاعتيادي:
لكن مع اختلاف بسيط ، هو الفرق في التوقيت .. ولا يدلنا في هذا الإعجاز ولا تصور كيفيته ، حسبنا أنه يقع ، وهذا ما لم يحدث من قبل منذ هبوط آدم ، وعندها يسقط حساب الفلكيين.
ثانيا: أن يتم ذلك بتوسط جرم كبير:
(من الأجرام التي تعتبر علمياً تائهة في الفضاء) يقترب من المجموعة الشمسية ، فيحول هذا الجرم بين أشعة الشمس ووصولها إلى الأرض فيكون الكسوف وبعد عشرة أيام ، يحجب هذا الجرم أيضا عن وصول نور الشمس إلى القمر في أواخر الشهر ، أي حين يكون القمر بحالة الهلال ، فيقع خسوف جزئي أو كلي أو مؤلف منهما بحسب حجم الجرم و سرعته .. ومن علامات الظهور التي ذكرت ولها علاقة بالموضوع ، هو ذهاب نور الشمس من طلوعها إلى ثلثي النهار ، وذلك بأن يتوسط جرم فضائي بين الشمس و الأرض ، فيمنع وصول أشعة الشمس إلى الأرض لمدة ثلثي النهار ، وهذا بالطبع يختلف عن الكسوف الذي يستغرق فقط من ساعة إلى ثلاث ساعات.
ثالثا: أن يتم ذلك بسبب حدوث تغيرات في الشمس:
والتفسير العلمي لذلك ، بأن تحدث انفجارات هائلة أو تحولات فيزيائية معينة في الشمس ، بحيث إنها لا ترسل أشعتها لمدة معينة من الزمن ، أو قد يحدث انفجاران متتاليان في الشمس في الشهر نفسه (رمضان) أحداهما يسبب الكسوف (وسط الشهر ) ، والآخر يسبب الخسوف (آخر الشهر والقمر هلال) ... ولعل هذا السبب هو الأقرب والأشد احتمالاً وهو المتوقع .. خاصة إذا ربطنا ذلك بالآيات والعلامات التي تكون من الشمس - كما أوضحناها سابقاً في أحداث شهر رجب - ركود الشمس في زمن السفياني (ولعل ذلك بسبب انفجار قوي في الشمس ، يمنعها عن التحرك أو حركة عكسية بطيئة كردة فعل على الانفجار لمدة ساعتين أو ثلاث) ، و ظهور بدن بارز في عين الشمس – في أحداث شهر رجب – نتيجة لهذا الانفجار القوي في الشمس ، تحدث منطقة كاتمة على سطح الشمس على شكل وجه وصدر إنسان ، ولا حظ العلماء مؤخراً حدوث هذا في الشمس وأطلقوا عليه (ظاهرة البقع ) ، ومما يؤكد ذلك الحديث الشريف (عن أمير المؤمنين (عليه السلام): في حديث طويل عند ذكر الصيحة والنداء في رمضان (23منه) ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس وتصفر فتصير سوداء مظلمة) وهذا دليل واضح على وقوع الخسوف للقمر يوم (25من شهر رمضان) بسبب ظلمة الشمس .. ولعل هذا أفضل تفسير علمي ، وأقرب احتمال توصلنا إليه - لم يشر إليه أحد من قبل- بعد تفكير مضنٍ عميق في علامات الظهور والآيات السماوية بعيداً عن المعجزة.
2- الصيحة السماوية: (من المحتوم)
هذه العلامة إحدى المحتومات الخمسة .. و الصيحة عبارة عن صوت ونداء ، يسمع من السماء في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان وهي ليلة القدر يسمعه أهل الأرض ، كل قوم بلغتهم ، فيذهلون له ، توقظ النائم وتقعد القائم ، وتوقف القاعد وتخرج الفتاة من خدرها لشدة مالها من الهيبة ، والمنادي بهذا النداء جبرائيل (عليه السلام) (قرب الصبح) بلسان فصيح: ألا إن الحق مع المهدي (عليه السلام) وشيعته. ثم ينادي إبليس اللعين بعد ذلك وسط النهار (قرب المغرب) بين الأرض والسماء ليسمعه جميع الناس: ألا إن الحق مع عثمان و شيعته (السفياني: عثمان بن عنبسة). عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): (خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم ، والنداء من المحتوم .. قلت له: وكيف يكون النداء؟ فقال: ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق مع آل علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس في آخر النهار ألا إن الحق مع عثمان و شيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون) فالمبرر لحدوث هذه الصيحة السماوية هو:
أ – التنبيه على قرب الظهور.
ب- إيجاد الإستعداد النفسي لدى المؤمنين المخلصين.
خاصة وان توقيت حدوث هذه العلامة ، في أفضل ليالي السنة ، وفي أفضل الشهور ، والتوجه الديني في هذا الوقت يبلغ ذروته لدى المسلمين .. وستكون ردة الفعل وأهميته متلائمة مع مضمونه ، كونه يشير إلى القائد (المهدي (عليه السلام)) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ، ويشرئبون حبه ، ولا يكون لهم ذكر غيره.
عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) إنه قال: (الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان ، لأن شهر رمضان شهرُ الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ، ثم قال ينادي مناد من السماء بإسم القائم ، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب ، لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه ، فزعاً من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت ، فأجاب: فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين ، وقال (عليه السلام) الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تشكوا في ذلك وأسمعوا و أطيعوا ، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير ، قد هوى في النار ، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان ، فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرائيل ، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام ، حنى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج ، وقال لا بدّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم ، صوت من السماء وهو صوت جبرائيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه ، والصوت الذي من الأرض هو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً يريد بذلك الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير إن تفتتنوا به .. ثم قال (عليه السلام) بعد حديث طويل .. إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم إن الله يفعل ما يشاء) عن عبد الله بن سنان قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) سمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة ، يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر ، وكان متكئاً فغضب وجلس ثم قال: لا ترووه عني وأرووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أني قد سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله (عليه السلام) لبيّن حيث يقول: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع ، وذلت رقبته لها ، فيؤمن أهل الأرض ، إذا سمعوا الصوت من السماء ، ألا إن الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى حتى يتوارى عن الأرض ثم ينادي ، ألا إن الحق في عثمان بن عفان و شيعته ، فانه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه ، قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق ، وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك يتبرؤون منا ، ويتناولونا فيقولون إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ، ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله (عليه السلام): (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (ينادي مناد من السماء إن فلانا هو الأمير ، وينادي مناد إن علياً وشيعته هم الفائزون ، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا ، فقال: رجل من بني أمية ، وإن الشيطان ينادي إن فلاناً و شيعته هم الفائزون ، قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب ، قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ، ويقولون انه يكون قبل أن يكون ، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون) وهذا النداء مصداق لقوله تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون) إذاً ، هذا النداء والصيحة السماوية (صوت جبرائيل) كحدث كوني كبير غير معهود ، فيه عنصر إعجازي ، يسبب فزعاً ورعباً في قلوب أعداء الله ، ويكون بشارة كبرى للمؤمنين عن قرب الفرج .. وهذا مصداق لقوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) . وقوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) ماذا يجب على المؤمنين أن يفعلوا أثناء حدوث الصيحة أو الفزعة؟
إن تعاليم أهل البيت تؤكد الآتي:
أ-فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة المذكور ، فادخلوا بيوتكم
واغلقوا أبوابكم ، وسدوا الكوى ، ودثروا أنفسكم ، وسُدّوا آذانكم - ففي الخبر: إن من آثار هذه الصيحة أن يصعق له سبعون ألفاً ، ويصم له سبعون ألفاً ، من شدة وقوة هذا الصوت - فإذا أحسستم بالصيحة فخروا سجداً وقولوا: سبحان ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ، ومن برز لها هلك. هذا ، إلى جانب ما ينبغي من الشكر الواجب لله تعالى على كل من وفقه الله سبحانه وتعالى لبلوغ نعمة إدراك العهد الميمون بظهور القائم المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
ب-تخزين الطعام ما يكفي الفرد وأهله مدة عام:
عن الإمام الباقر (عليه السلام): (آية الحوادث في رمضان: علامة في السماء من بعدها اختلاف الناس ، فإذا أدركتها فاكثر من الطعام) عند حدوث الصيحة السماوية يقع بعدها اختلاف الناس وحروب وفتن (وهي إشارة إلى معركة قرقيسيا) ويقع بعده قحط وغلاء في الأطعمة .. فمن التعاليم القيِّمة التي أخبر بها الأئمة عليهم السلام تحفظاً على المسلمين والمؤمنين من شيعتهم لئلا يقعوا في الضيق عند وقوع الحوادث ، الإكثار من تخزين الطعام والإستعداد للمؤنة ، والمراد منه مقدار سنة بحسب ما يكفي الفرد ومن يعول - سيأتي ذكر الموضوع لا حقا - .. لله در هؤلاء الأئمة العظام عليهم السلام ما أروعهم وما أعظم رأفتهم بشيعتهم ومحبيهم ، حقاً إنهم فخر لمن يواليهم ويرتبط بهم.
3- مبايعة ثلاثين ألفاً من كَلَب للسفياني:
يخرج السفياني في شهر رجب ، ويحقق انتصارات عسكرية وميدانية وسياسية ، وتتوسع رقعة نفوذه ، وحينها تنضم إليه وتواليه الجماعات والقبائل غير المتدينة .. (عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يخرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب ، حتى يأتي دمشق فلا يأتي عليهم شهر رمضان حتى يبايعه من كَلَب ثلاثون ألفا) (82) فقبيلة كَلَب هم أخوال السفياني ، وهم قبائل الدروز ، وسوف يثورون معه ، وهذه القبيلة كانت في أيام معاوية تعتنق النصرانية ، وقد تزوج معاوية منهم أم يزيد قاتل الإمام الحسين (عليه السلام) ، فالسفياني من أولاد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .. وتسكن عائلته بلدة الرملة من منطقة الوادي اليابس في شرقي فلسطين ، وغربي الاردن ، وجنوب غربي سوريا ، وجنوب غربي دمشق بالتحديد ، على بعد أميال معدودة عنها
صحيفة القائم (ع)
تعليق