موقف الإمام المهدي (ع ) من السفياني
من كتاب اسرار عصر الظهور من فكر السيد القحطاني
عند دخول المهدي (عليه السلام) إلى أرض العراق يقوم بتطهيرها ولا سيما الكوفة من الجيوب الباقية لجيش السفياني وينهي أمره إلى غير رجعة، وفي رواية: ( إذا صعد النجف قال لأصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح قال خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة خندق مخندق قلت خندق مخندق ؟ قال : أي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم (عليه السلام) بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني فيقول لأصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم قال أبو جعفر (عليه السلام): ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها ...)().
وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام): ( يقدم القائم حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه ويخبرهم انه مظلوم مقهور ويقول من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ....فيقولون أرجع من حيث جئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم فيتفرقون من غير قتال فإذا كان يوم الجمعة يعاود فيجيء سهم فيصيب رجلاً من المسلمين فيقتله فيقال إن فلان قد قتل فعند ذلك ينشر عليهم هو وأصحابه فيمنحهم الله أكتافهم ويولون فيقتلهم ...)().
وتذكر الروايات يوم الأبدال وهو اليوم الذي يلتقي فيه جيش الإمام(عليه السلام) مع جيش السفياني فيخرج أناس كانوا منضوين تحت لواء السفياني إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ويلحقوا به والتي عبرت عنهم المصادر بشيعة آل محمد، وبالمقابل يخرج أناس كانوا مع الإمام المهدي (عليه السلام) إلى السفياني ويلحقوا به وهؤلاء كانوا سفيانيين الهوى.
فعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ثم يأتي مرج العذراء هو ومن معه وقد التحق به ناس كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ويخرج أناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس على رايتهم وهو يوم الأبدال )().
ويلاحظ من سير الأحداث إن فيها شبهاً من حادثة استسلام أبي سفيان وإعلانه السلم ولم يكن ذلك إلا تقية بعد أن رأى الضعف قد بان في نفسه وأتباعه وعلا صوت الحق وقوي سلطانه وهذا هو ما يدفع السفياني إلى إعطاء البيعة سلماً للمهدي (عليه السلام) بعد أن رأى عجز جيشه عن مقاومة جيش المهدي وصار إمام الأمر الواقع بعد أن أصبحت المواجهة مباشرة وحتمية بين الجانبين فعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( إن المهدي يسير بجيشه لملاقاة السفياني ويقول لأصحابه سيروا إلى هذا الطاغية فيدعوا إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فيعطيه السفياني من البيعة سلماً )().
وأورد ابن حماد: ( إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً خسف بهم في البيداء وبلغ أهل الشام قالوا لخليفتهم قد خرج المهدي فبايعه واخل في طاعته وإلا قتلناك فيرسل إليه بالبيعة ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس )().
ولعل هذه الفئة المطالبة بالبيعة للإمام (عليه السلام) هم من الفئة التي تلتحق بالإمام بعد دخوله الشام لأن هواهم مع المهدي ومن المحتمل أن يكونوا من ذوي النفوذ أو من قيادات الجيش لذا يهددون بقتله، ولا ينكر ما لعلامة الخسف في نفوس هؤلاء لأنهم على علم مسبق بها من خلال الروايات.
وبعد مبايعة السفياني للإمام (عليه السلام) يستثيره أصحابه من كلب ويندمونه على فعلته هذه ويطالبونه بنقض هذه البيعة وبالمقابل يجددون البيعة للسفياني الذي لا يتباعد عن إمضاء رغبتهم بعد أن وجد العزم والإصرار فيهم على مقاتلة الإمام المهدي (عليه السلام) وإلا فإنه لم يرضخ لأمر البيعة إلا كرهاً ويعبئ جيشه لملاقاة جيش الإمام وتتلاقى الفئتان وتدور الدائرة على السفياني وجيشه وينهزمون شر هزيمة وتباد كلب عن بكرة أبيها، أما السفياني فتكون نهايته ذبحاً .
ويصف لنا الإمام الباقر (عليه السلام) ذلك بقوله: ( ثم ينصرف إلى أصحابه فيقولون له ما صنعت فيقول أسلمت وبايعت فيقولون له قبح الله رأيك بينما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً فيستقبله فيقاتله ثم يمسون تلك الليلة ثم يصبحون للقائم (عليه السلام) بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم فيقتلونهم حتى يفنوهم حتى إن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة فتقول الشجرة والحجرة يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله فيقتله قال فتشبع السباع والطيور منلحومهم فيقيم بها القائم (عليه السلام) ما شاء الله ثم يعقد بها (عليه السلام) ثلاث رايات لواء إلى قسطنطينية يفتح الله له ولواء إلى الصين فيفتح له ولواء إلى جبال الديلم فيفتح له )().
واحتجاج أصحاب السفياني عليه وإنه صار تابعاً بعد أن كان متبوعاً صار عن عقول وقلوب عمي وطبع عليها وران عليها ما صنع أصحابها وما خرجوا به عن ملة الإسلام إلى الكفر الصريح لأنهم في قرار أنفسهم لا يعترفون بالإمام المهدي (عليه السلام) وإمامته وأهليته لهذه الإمامة .
وفي رواية أخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ( يسير بهم في اثنا عشر ألفاً إن قلوا وخمسة عشر ألفاً إن كثروا شعارهم أمت أمت حتى يلقاه السفياني فيقول أخرجوا إلي ابن عمي حتى أكلمه فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له الأمر ويبايعه فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمه كلب فيرجع ليستقيله فيقيله فيقتتل هو وجيش السفياني ... فيهزمهم المهدي ....)().
وفي رواية أخرى (... فيمنحه الله أكتافهم ويأخذ السفياني أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده )().
أما فلول أصحاب السفياني ولا سيما من بني أمية الذين كانوا في الشام فإنهم يولون الدبر بعد أن ينكسر جيش السفياني ويهربون إلى الروم طلباً للأمان وهرباً من سيف الإمام(عليه السلام) ، ثم يسترجعهم أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بعد ممانعة من جانب الروم أول الأمر ثم يسلّمون إليهم فيما بعد فيقتلونهم، فعن ابن خليل الأزدي قال: ( سمعت أبا جعفر يقول في قوله تعالى فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قال إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم فيقول لهم الروم لا ندخلكم حتى تنصّروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم فإذا حضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب القائم لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا قال فيدفعونهم إليهم ...)().
وهذا الأمر بالذات وهو رفض تسليم الروم للأمويين يدل على وجود تحالف أو تأييد للسفياني وحركته ومعادات للإمام المهدي وأنصاره من خلال التمعن في بعض الروايات التي تشير إلى انحياز الروم إلى صف السفياني : ( ثم إن رجالاً من رجال قريش يهربون إلى القسطنطينية فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن ابعث إلي بهم في المجامع قال فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم على باب مدينة دمشق )().
ويلاحظ من خطاب السفياني لعظيم الروم العلاقة الوثيقة بين الجانبين حتى إنه ليلقي القبض على هؤلاء الرجال ويبعث بهم إلى السفياني مقيدين، وبالمقابل فإن الروم يمتنعون فيما بعد عن تسليم الأمويين اللاجئين إليهم إلى الإمام المهدي (عليه السلام) علماً إن تغيير رأيهم وتسليمهم إليه فيما بعد لإدراكهم بأنهم لا قبل لهم بالمهدي (عليه السلام) وأصحابه وإن بلادهم أصبحت على مرمى أسلحتهم، ثم إنهم في نيتهم استحصال أمان منهم ولذلك يغلبون مصالحهم على أي اعتبار آخر.
وبهذا تنطوي صفحة السفياني وعنجهيته الأموية بل تطوى صفحات ذلك السجال المرير في ذات الله وفي سبيله بين حزب الله ( محمد وآل محمد) وبين حزب الشيطان ( بنو أمية وأخرهم السفياني ) عليهم لعائن الله إلى غير رجعة وتشرق الأرض بنور الإسلام المحمدي الأصيل على يد المهدي آل محمد ويذهب الأمويين ومن لف لفهم من العباسيين وعلماء السوء والمنافقين إلى جهنم وبئس المصير، ويبقى الدين خالصاً لوجه الله ويظهره على الدين كله ولو كره الكافرون .
من كتاب اسرار عصر الظهور من فكر السيد القحطاني
عند دخول المهدي (عليه السلام) إلى أرض العراق يقوم بتطهيرها ولا سيما الكوفة من الجيوب الباقية لجيش السفياني وينهي أمره إلى غير رجعة، وفي رواية: ( إذا صعد النجف قال لأصحابه تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح قال خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة خندق مخندق قلت خندق مخندق ؟ قال : أي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم (عليه السلام) بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني فيقول لأصحابه استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم قال أبو جعفر (عليه السلام): ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها ...)().
وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام): ( يقدم القائم حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه ويخبرهم انه مظلوم مقهور ويقول من حاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ....فيقولون أرجع من حيث جئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم فيتفرقون من غير قتال فإذا كان يوم الجمعة يعاود فيجيء سهم فيصيب رجلاً من المسلمين فيقتله فيقال إن فلان قد قتل فعند ذلك ينشر عليهم هو وأصحابه فيمنحهم الله أكتافهم ويولون فيقتلهم ...)().
وتذكر الروايات يوم الأبدال وهو اليوم الذي يلتقي فيه جيش الإمام(عليه السلام) مع جيش السفياني فيخرج أناس كانوا منضوين تحت لواء السفياني إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ويلحقوا به والتي عبرت عنهم المصادر بشيعة آل محمد، وبالمقابل يخرج أناس كانوا مع الإمام المهدي (عليه السلام) إلى السفياني ويلحقوا به وهؤلاء كانوا سفيانيين الهوى.
فعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ثم يأتي مرج العذراء هو ومن معه وقد التحق به ناس كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ويخرج أناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس على رايتهم وهو يوم الأبدال )().
ويلاحظ من سير الأحداث إن فيها شبهاً من حادثة استسلام أبي سفيان وإعلانه السلم ولم يكن ذلك إلا تقية بعد أن رأى الضعف قد بان في نفسه وأتباعه وعلا صوت الحق وقوي سلطانه وهذا هو ما يدفع السفياني إلى إعطاء البيعة سلماً للمهدي (عليه السلام) بعد أن رأى عجز جيشه عن مقاومة جيش المهدي وصار إمام الأمر الواقع بعد أن أصبحت المواجهة مباشرة وحتمية بين الجانبين فعن الإمام الباقر (عليه السلام): ( إن المهدي يسير بجيشه لملاقاة السفياني ويقول لأصحابه سيروا إلى هذا الطاغية فيدعوا إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فيعطيه السفياني من البيعة سلماً )().
وأورد ابن حماد: ( إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً خسف بهم في البيداء وبلغ أهل الشام قالوا لخليفتهم قد خرج المهدي فبايعه واخل في طاعته وإلا قتلناك فيرسل إليه بالبيعة ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس )().
ولعل هذه الفئة المطالبة بالبيعة للإمام (عليه السلام) هم من الفئة التي تلتحق بالإمام بعد دخوله الشام لأن هواهم مع المهدي ومن المحتمل أن يكونوا من ذوي النفوذ أو من قيادات الجيش لذا يهددون بقتله، ولا ينكر ما لعلامة الخسف في نفوس هؤلاء لأنهم على علم مسبق بها من خلال الروايات.
وبعد مبايعة السفياني للإمام (عليه السلام) يستثيره أصحابه من كلب ويندمونه على فعلته هذه ويطالبونه بنقض هذه البيعة وبالمقابل يجددون البيعة للسفياني الذي لا يتباعد عن إمضاء رغبتهم بعد أن وجد العزم والإصرار فيهم على مقاتلة الإمام المهدي (عليه السلام) وإلا فإنه لم يرضخ لأمر البيعة إلا كرهاً ويعبئ جيشه لملاقاة جيش الإمام وتتلاقى الفئتان وتدور الدائرة على السفياني وجيشه وينهزمون شر هزيمة وتباد كلب عن بكرة أبيها، أما السفياني فتكون نهايته ذبحاً .
ويصف لنا الإمام الباقر (عليه السلام) ذلك بقوله: ( ثم ينصرف إلى أصحابه فيقولون له ما صنعت فيقول أسلمت وبايعت فيقولون له قبح الله رأيك بينما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً فيستقبله فيقاتله ثم يمسون تلك الليلة ثم يصبحون للقائم (عليه السلام) بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم فيقتلونهم حتى يفنوهم حتى إن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة فتقول الشجرة والحجرة يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله فيقتله قال فتشبع السباع والطيور منلحومهم فيقيم بها القائم (عليه السلام) ما شاء الله ثم يعقد بها (عليه السلام) ثلاث رايات لواء إلى قسطنطينية يفتح الله له ولواء إلى الصين فيفتح له ولواء إلى جبال الديلم فيفتح له )().
واحتجاج أصحاب السفياني عليه وإنه صار تابعاً بعد أن كان متبوعاً صار عن عقول وقلوب عمي وطبع عليها وران عليها ما صنع أصحابها وما خرجوا به عن ملة الإسلام إلى الكفر الصريح لأنهم في قرار أنفسهم لا يعترفون بالإمام المهدي (عليه السلام) وإمامته وأهليته لهذه الإمامة .
وفي رواية أخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ( يسير بهم في اثنا عشر ألفاً إن قلوا وخمسة عشر ألفاً إن كثروا شعارهم أمت أمت حتى يلقاه السفياني فيقول أخرجوا إلي ابن عمي حتى أكلمه فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له الأمر ويبايعه فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمه كلب فيرجع ليستقيله فيقيله فيقتتل هو وجيش السفياني ... فيهزمهم المهدي ....)().
وفي رواية أخرى (... فيمنحه الله أكتافهم ويأخذ السفياني أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده )().
أما فلول أصحاب السفياني ولا سيما من بني أمية الذين كانوا في الشام فإنهم يولون الدبر بعد أن ينكسر جيش السفياني ويهربون إلى الروم طلباً للأمان وهرباً من سيف الإمام(عليه السلام) ، ثم يسترجعهم أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بعد ممانعة من جانب الروم أول الأمر ثم يسلّمون إليهم فيما بعد فيقتلونهم، فعن ابن خليل الأزدي قال: ( سمعت أبا جعفر يقول في قوله تعالى فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قال إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم فيقول لهم الروم لا ندخلكم حتى تنصّروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم فإذا حضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب القائم لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا قال فيدفعونهم إليهم ...)().
وهذا الأمر بالذات وهو رفض تسليم الروم للأمويين يدل على وجود تحالف أو تأييد للسفياني وحركته ومعادات للإمام المهدي وأنصاره من خلال التمعن في بعض الروايات التي تشير إلى انحياز الروم إلى صف السفياني : ( ثم إن رجالاً من رجال قريش يهربون إلى القسطنطينية فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن ابعث إلي بهم في المجامع قال فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم على باب مدينة دمشق )().
ويلاحظ من خطاب السفياني لعظيم الروم العلاقة الوثيقة بين الجانبين حتى إنه ليلقي القبض على هؤلاء الرجال ويبعث بهم إلى السفياني مقيدين، وبالمقابل فإن الروم يمتنعون فيما بعد عن تسليم الأمويين اللاجئين إليهم إلى الإمام المهدي (عليه السلام) علماً إن تغيير رأيهم وتسليمهم إليه فيما بعد لإدراكهم بأنهم لا قبل لهم بالمهدي (عليه السلام) وأصحابه وإن بلادهم أصبحت على مرمى أسلحتهم، ثم إنهم في نيتهم استحصال أمان منهم ولذلك يغلبون مصالحهم على أي اعتبار آخر.
وبهذا تنطوي صفحة السفياني وعنجهيته الأموية بل تطوى صفحات ذلك السجال المرير في ذات الله وفي سبيله بين حزب الله ( محمد وآل محمد) وبين حزب الشيطان ( بنو أمية وأخرهم السفياني ) عليهم لعائن الله إلى غير رجعة وتشرق الأرض بنور الإسلام المحمدي الأصيل على يد المهدي آل محمد ويذهب الأمويين ومن لف لفهم من العباسيين وعلماء السوء والمنافقين إلى جهنم وبئس المصير، ويبقى الدين خالصاً لوجه الله ويظهره على الدين كله ولو كره الكافرون .