سبب فتن عصر الظهور وسبيل الخروج منها
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها السادة الكرام، يطيب لنا ان نضع بين ايديكم هذا البحث والذي سنتناول فيه عدة محاور مما يتعلق بالقرآن والامام المهدي (ع) ومما تحتاج اليه الساحة الاسلامية ايضا، ولا يخفى على الجميع باننا نعيش اليوم وسط الفتن التي امتد الصراع فيها حتى طال اصحاب المذهب الواحد، فلا نكاد نرى جانباً او طرفاً من الاطراف الا وقد اشتعل بالقلاقل والفتن،فما هو سبب البلاء والفتن ثم ما هو العلاج؟.
قبل ان نضع اصابعنا على الاسباب التي ادت الى هذه الفتن وهذا البلاء الذي حل بالمجتمع وبالناس،علينا ان نعلم باننا نعيش عصر الظهور ، وبطبيعة الحال توجد في عصر الظهور هذه الفتن وهذا الابتلاء من فقدان الامن والقتل والقتال والنزاعات في كل انحاء العالم تقريباً ،والساحة اليوم تشتعل بالفتن حتى ان السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني اشار الى ان الفتن في آخر الزمان تمثل طوفان نوح (ع) الذي ستغرق به كل الارض.
ويوجد عدة اسباب ،ولكن السبب الحقيقي الاول الذي ادى بالناس للوصول الى هذه المرحلة هو عدم اتباع الثقلين لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كثيرا:" انّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي " ، فأين التمسك بالعترة والكتاب؟
وهذا الموضوع تحدث به السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني قبل ما يقارب الخمسة عشر سنة ، وقال ان المسلمين سنة وشيعة قد هجروا الثقلين، فالسنة تمسكوا بظاهر الكتاب وهجروا العترة، والشيعة تمسكوا بظاهر العترة وهجروا الكتاب، وبالنتيجة حدثت هذه الفتن بسبب تخليهم عن المعصوم وعن كتاب الله فالناس اتبعت الرجال ،وعندما اتبعوا رجال الدين تفرق المسلمون .
ان الفهم الذي رسخه العلماء في عقول الناس هو فهم خاطئ و لو نأتي الى واقع الحال فإن الامام المعصوم لا يدل الناس على ضلالة ،ونحن امام مرجعيات متعددة ومختلفة ومتناحرة، كل واحدة منهم تسقط الاخرى، فيا ترى على اي مراجع دلنا الامام العصوم؟ وعلى اي مدرسة او توجه دلنا ؟ وفي كل يوم يظهر لنا رجل دين يقول: "هذه المرجعية باطلة وهذه المرجعية عميلة"، فهل الامام المعصوم يدل الناس على ضلالة ؟ فلو ترك لنا المعصوم هذه المؤسسة فعلا لكان الالتفاف حولها قد زاد الناس هدى وليس ضلالاً او فتن كما يحدث اليوم .
فالنزاعات المسلحة بين الفصائل تظهر بين الحين والاخر ، وان التي تقودها هي مؤسسات دينية، فلا توجد ميليشيا ظهرت الا ومن ورائها مؤسسة دينية او عالم دين. ولو رجعنا الى كتاب الله لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى قال:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" والان المسلمون اتبعوا سبلا متعددة، فاين السبيل؟ ان السبيل دون ادنى شك هو الامام المهدي (ع) .
لوكانت هذه المؤسسات الدينية هي تركة الامام المهدي (ع) لكنا اليوم نهتدي بهداها ولكن هذه سبل متفرقة ادت الى انحراف الامة والدليل على ذلك قوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس".
ان هذا البلاء الذي نشاهده في الساحة اليوم هو نتيجة افعال البشر، ونتيجة الذنوب التي يرتكبها البشر، ونتيجة الظلم الذي انتشر بين الناس .
ويوجد من الناس من شخص العلة وشخص الخلل فلم يخض في هذه الفتن وبقى متجنباً لها والله سبحانه وتعالى ضرب لنا في القرآن امثلة كثيرة حتى نهتدي بها كقصة قابيل واخاه هابيل - ابناء آدم (ع) - ، حيث كانت السباع متآلفة والوحوش ايضا متآلفة والارض لايوجد فيها فساد، ولكن يا ترى ماذا حدث عندما قتل قابيل اخاه هابيل ؟ لقد حدث ان السباع نفرت وبقية الحيوانات ايضا نفرت والارض سبخت والثمار احمضت وكل هذا السوء الذي انتشر في الارض كان سببه هذا الذنب وبعد هذا الذنب لم يتاثر فقط المذنبون وحسب بل تأثر كل الناس وحتى آدم(ع) قد عانى والمخلوقات كذلك هي الاخرى عانت بالرغم ان مرتكب الذنب شخصٌ واحد ولكن السوء انتشر في كل مكان والشر عم على الجميع هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن الباطل المنتشر والسوء المنتشر يجب ان يُردع من قبل الناس، و ان يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحتم علينا رفض هذا الباطل الموجود. فإذا قبل الانسان بهذا الباطل وسكت سيكون مشتركاً مع الظالمين في هذا الامر. نحن نعلم ان عاقر ناقة صالح هو شخصٌ واحد بينما ان الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه العزيز: "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها"، فهنا العذاب قد شملّ الجميع.
ان المعضلة تكمن بأن هناك الكثير من الناس يقولون: " لماذا ان الامام المهدي (ع) يقتل ذراري قتلة الحسين (ع)؟ فالحديث الشريف يقول: "يقتل ذراري قتلة الحسين لانهم رضوا بفعل آبائهم" كما قال الامام علي (ع) "للذنب اثمان اثم الرضا به واثم الدخول به" فالناس هنا في حقيقة الحال منقسمين الى قسمين، قسم سكتوا عن الحق وهادنوا الباطل وقبلوا بهذه الافعال والجرائم التي تحصل بالساحة وبالنتيجة صاروا مشتركين ،والقسم الاخر تجنبوا هذه الفتن ، لكن هؤلاء متواجدين في نفس المجتمع فيصيبهم ما يصيب المجتمع من الفتن وفقدان الامان فيذهب ضحيتها الكثير من الابرياء.
ان الذنب يؤثر على الاشياء المحيطة ويؤثر سلبا على الحياة وربما يتسائل البعض ويقول بان دول الغرب ترتكب ذنوباً اكثر من دول المسلمين فلماذا لا يعانون مثلنا؟. وللاجابة على هذا السؤال فانه يجب علينا ان نعلم بان هناك فرق بين ما يحدث في بلاد المسلمين وبينما يحدث اليوم في بلاد الغرب، ومن المعلوم ان الله سبحانه وتعالى لا يرد دعوة المظلوم والظلم اشد من الكفر، فنجد في الغرب حقوق الانسان متوفرة ،كما ان افراد المجتمع الغربي متثقف بثقافة انصاف الاخرين وعلى الرغم من ذلك فاننا لا نقول بانه لا يوجد سوء، ولكن نسبته ضئيلة ومحدودة فالمواطن الغربي يحرص على عدم ايذاء الاخرين، لذلك لا توجد في مجتمعاتهم فتن وربما لا تقارن بواحد من المئة من الفتن والفساد الموجودين في العراق وما حولها اليوم. والسبب التي جعل العراق حطباً للفتنة هو ان الظلم فيها بلغ السيل منه الزبى ووصل الى مرحلة متفاقمة جدا ،حتى وصل بالاخ بان يظلم اخاه الجار. فالغرب ذنوبهم من صنف آخر، لذلك نرى فيها الزلازل والفيضانات والاعاصير.
وتجدر الاشارة الى ان السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني طرح لنا الكثير من العلوم ، ومن الفقرات العلمية التي لم نظهرها او لم نترجمها للخارج هي نظرية ارتباط الذنب الذي يرتكبه الانسان بالانعكاس الخارجي، فالقرآن يقول: (تكاد السماوات يتفطرن منه وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) ، وهذا يعني بان ادعائهم ان للرحمن ولدا عكس نوع من البلاء، وكذلك الظلم يعكس نوع من البلاء، وانتشار الفاحشة يعكس نوع من البلاء.
ان اكثر البلاء او جلّه يتركز في البلاد الشيعية خاصة لان الشيعة هم الموالين الذين ينادون بالامامة وينادون بالولاية، وباعتبار ان هؤلاء هم المقرون بهذه الامور ،فان الله سبحانه وتعالى يركز عليهم اكثر لانه كما ورد في قول احد الائمة (صلوات الله عليهم) في صدد الاشخاص الذين لا يمتلكون الولاية او غير مسلمين ،قال:" ان هؤلاء قوم فرغ الله منهم"، فليس بالضرورة ان يكون البلاء متركز على هؤلاء.
قد تكون ساحة الاحداث مع الموالين، وقد تكون مع الشيعة، او قد تكون كذلك مع الناس الذين يترقبون الامام، فهم يقولون نحن موالون او نحن منتظرون، والله سبحانه وتعالى يقول:" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"، فالغرض من الافتتان والابتلاء هو الاختبار والتمييز بين الناس.
وهذا الامر بينه السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني من خلال تفسير قوله تعالى:" اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"، فذنوب الانسان تؤثر في المحيط الخارجي ، كما ان الذنب له حقيقة خارجية، وهي عبارة عن ظلمة، وهذه هذه الظلمة نستطيع ان نلتمسها من خلال الوجود الخارجي وذلك عندما يرتكب الانسان ذنباً.
ولو سأل احدهم وقال : لماذا اليوم ينتشر المرض الفلاني؟و لماذا انتشرت الافة الفلانية؟ لماذا قلت الثمار؟
الجواب بكل بساطة يكمن في (الذنب) فالانسان عندما يرتكب ذنبا تتولد عنده ظلمة، وهذه الظلمة تزداد يوما بعد يوم كلما الانسان اذنب ذنبا، واما سبب تراكم هذه الذنوب هو قوله سبحانه وتعالى: ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ).
اذن ان الاعمال الصالحة ترتفع الى السماء والاعمال القبيحة تبقى مكدسة على الارض، وذلك فان انعكاس هذه الذنوب وهذا الشر في الوجود الخارجي يؤثر على الموجودات ويؤثر على الارض، وتنتشر الفتن وهكذا .
و باعتبار اننا نعيش في عصر الظهور، ونحن اعلنا بفضل الله سبحانه وتعالى بان السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني هو وزير الامام المهدي(ع) وهو صاحب دعوته ،وهو الطريق الى الامام المهدي (ع) وهو سفينة النجاة في وسط بحر الفتن او طوفان الفتن، ولا يوجد سبيل للوصول الى الامام المهدي الا ان يسلك طريق وزير الامام المهدي؛ لانه هو باب الامام.
نحن نعلم ان بعض الناس يفهمون فهم خاطئ بان الامام صلوات الله عليه يقوم بين الركن والمقام؛ فينتظرون الصيحة ويذهبون لنصرته.
ان هذا الفهم غير صحيح؛ لان الامام صلوات الله عليه تسبقه ثلاث رايات، وهي: راية السفياني واليماني والخراساني، فاليماني الموعود هو السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني قد اثبت بالادلة والبراهين انه هو وزير الامام المهدي، وجاء بالادلة والنصوص التي نصت على صدق دعوته فهو بقر الاحاديث، وجاء بالرجعة وتحدى بها كل العلماء، وان الائمة (صلوات الله عليهم) عندما تحدثوا بقضية الرجعة لم يتحدثوا عن كيفية الرجعة بالتفصيل، ولم يتحدثوا عنها حينما سألهم بعض اصحابهم عن الرجعة حيث قالوا ان هذا الذي تسالون عنه لم يجئ اوانه، وقال الله تعالى (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله)، ويقصد بالآية الرجعة.
فلم يتطرق اليه اهل البيت (ع) وفي الوقت ذاته نلاحظ ان العلماء منذ ان تأسست الحوزة العلمية والى يومنا هذا، لم يكتب احد من رجالها عن الرجعة شيء، فقط اكتفوا ببعض الابحاث والادلة على الرجعة من الكتاب والسنة ، او الايات الروايات التي تخص الرجعة اما كيف تكون الرجعة ؟ او كيف تتحقق الرجعة ؟ او كيف الحسين يرجع ؟ او كيف الائمة يرجعون ؟ او كيف يرجع عيسى ابن مريم ؟ هذه التفاصيل لم يتطرق اليها احد ،فلذلك عندما جاء السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني بين لنا هذا الامر، والسيد القحطاني لم يدرس عند احد، ولقد جاء في مقتبل العمر واغتيل وعمره ثلاثون سنة، كما انه في خلال ثلاثة اشهر اخرج ما يقارب اربعون مؤلفا تحتوي نظريات لم يشهدها العالم قبل اليوم ، ومن هذه النظريات ما يلي:
نظرية التطابق الثلاثي , نظرية تجزئة القرآن , وهذه النظرية اثبتنا فيها بان جميع التفاسير خاطئة، فالعلماء والمفسرون يقولون ان الفرقان هو القرآن نفسه ككل ،بينما القرآن يقول ان الفرقان نزل على هارون وموسى، وهناك ادلة كثيرة تثبت هذا المطلب، لكن نحن لا نريد ان يتشتت هذا المبحث.
لذلك نقول لكم ان وزير الامام المهدي قد ظهر واثبت صدق دعوته بالادلة والبراهين حاملا جميع الصفات الشكلية، ونحن نعيش الآن في عصر الظهور ،والناس تترقب ظهور الداعي الى الامام، فمن يبحث عن دعوة الامام يجب عليه ان يسأل عن شخص الداعي وصفاته والعلم الذي يمتلكه، وما هو الشيء الذي يترقبه من الداعي وزير الامام المهدي حتى يصدقه؟، والامام علي (ع) يقول: " ذلك رجل من ولدي يبقر الحديث بقرا"، اي سوف يأتي الداعي ويبقر الحديث ويشقه ثم يخرج محتواه، أي تأويل الروايات التي فيها رموز.
وان الشخص الوحيد التي تحدث عن مسألة الرجعة هو السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني، ونحن نتحدى اي شخص يطرح طرحاً يشمل الروايات الصحيحة في الرجعة، او يطرح طرحاً متناسقاً وليس فيه اشكالات.
ومن جهة أخرى، علمه بالتوسم وهو العلم الذي لم يعرف احد من العلماء له سبيل قبل هذا اليوم، وكذلك علمه بالقرآن وسوف نبين في الابحاث القادمة الفرق الشاسع بين علم السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني وبين علم الحوزة العلمية التي منذ مئات السنين لم تستطع ان تصل الى علوم كثيرة جدا.
وبما ان قضية الامام المهدي (عليه السلام) هي من الأمور العقائدية ، والأمور العقائدية لا يجوز فيها التقليد بل هو محرم ، فلا يمكن الرجوع في مثلها الى الفقهاء ، هذا من ناحية.
اما من ناحية اخرى فإن علماء هذا الزمان صامتون وليسوا من المتكلمين ، وقد كانوا على هذا الحال منذ عهد الطاغوت صدام بحجة ان من يتكلم منهم يتعرض لأنواع التنكيل والاتهام ، والآن ؛ ها هو الزمن الذي كانوا يبحثوا عنه ويتمنونه من حرية الرأي والكلام . ولكن الناس تتعرض لأنواع القهر والقتل والتهجير وينظرون للعلماء عسى انهم يتكلمون وينصرونهم ، غير أن العلماء بدلا من ذلك يؤيدون الحكومة ، وقد بينا أن هذه الحكومة ظالمة وتمثل حكومة بني العباس ومع ذلك يؤيدونها فهل يجوز الرجوع اليهم لمعرفة صحة الدعوات من بطلانها ؟ الجواب بلا شك هو غير ممكن؛ لانه قد ورد في الحديث ما يلي:" إذا فسد العالِم فسد العالمَ "، ففساد العلماء يجر الى فساد المجتمع، والله سبحانه وتعالى يقول: " كيفما تكونوا يولى عليكم ".
ومن جهة أخرى فإن جميع روايات المعصومين من أهل البيت وعندما تتكلم عن زمن ظهور الإمام ، فإنها لا تمدح العلماء الموجودون في ذلك الزمان ولا تحث على الاستماع لهم بل على العكس من ذلك، فإن معظم الروايات تقول بأن " فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "، وحيث أن هذا هو رأي أهل بيت العصمة في علماء هذا الزمان ، فأولى بنا أن نتبع كلامهم فإذا اتبعنا العلماء نكون قد خالفنا أهل البيت (ع)...يتبع👇
من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها السادة الكرام، يطيب لنا ان نضع بين ايديكم هذا البحث والذي سنتناول فيه عدة محاور مما يتعلق بالقرآن والامام المهدي (ع) ومما تحتاج اليه الساحة الاسلامية ايضا، ولا يخفى على الجميع باننا نعيش اليوم وسط الفتن التي امتد الصراع فيها حتى طال اصحاب المذهب الواحد، فلا نكاد نرى جانباً او طرفاً من الاطراف الا وقد اشتعل بالقلاقل والفتن،فما هو سبب البلاء والفتن ثم ما هو العلاج؟.
قبل ان نضع اصابعنا على الاسباب التي ادت الى هذه الفتن وهذا البلاء الذي حل بالمجتمع وبالناس،علينا ان نعلم باننا نعيش عصر الظهور ، وبطبيعة الحال توجد في عصر الظهور هذه الفتن وهذا الابتلاء من فقدان الامن والقتل والقتال والنزاعات في كل انحاء العالم تقريباً ،والساحة اليوم تشتعل بالفتن حتى ان السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني اشار الى ان الفتن في آخر الزمان تمثل طوفان نوح (ع) الذي ستغرق به كل الارض.
ويوجد عدة اسباب ،ولكن السبب الحقيقي الاول الذي ادى بالناس للوصول الى هذه المرحلة هو عدم اتباع الثقلين لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كثيرا:" انّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي " ، فأين التمسك بالعترة والكتاب؟
وهذا الموضوع تحدث به السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني قبل ما يقارب الخمسة عشر سنة ، وقال ان المسلمين سنة وشيعة قد هجروا الثقلين، فالسنة تمسكوا بظاهر الكتاب وهجروا العترة، والشيعة تمسكوا بظاهر العترة وهجروا الكتاب، وبالنتيجة حدثت هذه الفتن بسبب تخليهم عن المعصوم وعن كتاب الله فالناس اتبعت الرجال ،وعندما اتبعوا رجال الدين تفرق المسلمون .
ان الفهم الذي رسخه العلماء في عقول الناس هو فهم خاطئ و لو نأتي الى واقع الحال فإن الامام المعصوم لا يدل الناس على ضلالة ،ونحن امام مرجعيات متعددة ومختلفة ومتناحرة، كل واحدة منهم تسقط الاخرى، فيا ترى على اي مراجع دلنا الامام العصوم؟ وعلى اي مدرسة او توجه دلنا ؟ وفي كل يوم يظهر لنا رجل دين يقول: "هذه المرجعية باطلة وهذه المرجعية عميلة"، فهل الامام المعصوم يدل الناس على ضلالة ؟ فلو ترك لنا المعصوم هذه المؤسسة فعلا لكان الالتفاف حولها قد زاد الناس هدى وليس ضلالاً او فتن كما يحدث اليوم .
فالنزاعات المسلحة بين الفصائل تظهر بين الحين والاخر ، وان التي تقودها هي مؤسسات دينية، فلا توجد ميليشيا ظهرت الا ومن ورائها مؤسسة دينية او عالم دين. ولو رجعنا الى كتاب الله لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى قال:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" والان المسلمون اتبعوا سبلا متعددة، فاين السبيل؟ ان السبيل دون ادنى شك هو الامام المهدي (ع) .
لوكانت هذه المؤسسات الدينية هي تركة الامام المهدي (ع) لكنا اليوم نهتدي بهداها ولكن هذه سبل متفرقة ادت الى انحراف الامة والدليل على ذلك قوله تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس".
ان هذا البلاء الذي نشاهده في الساحة اليوم هو نتيجة افعال البشر، ونتيجة الذنوب التي يرتكبها البشر، ونتيجة الظلم الذي انتشر بين الناس .
ويوجد من الناس من شخص العلة وشخص الخلل فلم يخض في هذه الفتن وبقى متجنباً لها والله سبحانه وتعالى ضرب لنا في القرآن امثلة كثيرة حتى نهتدي بها كقصة قابيل واخاه هابيل - ابناء آدم (ع) - ، حيث كانت السباع متآلفة والوحوش ايضا متآلفة والارض لايوجد فيها فساد، ولكن يا ترى ماذا حدث عندما قتل قابيل اخاه هابيل ؟ لقد حدث ان السباع نفرت وبقية الحيوانات ايضا نفرت والارض سبخت والثمار احمضت وكل هذا السوء الذي انتشر في الارض كان سببه هذا الذنب وبعد هذا الذنب لم يتاثر فقط المذنبون وحسب بل تأثر كل الناس وحتى آدم(ع) قد عانى والمخلوقات كذلك هي الاخرى عانت بالرغم ان مرتكب الذنب شخصٌ واحد ولكن السوء انتشر في كل مكان والشر عم على الجميع هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن الباطل المنتشر والسوء المنتشر يجب ان يُردع من قبل الناس، و ان يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحتم علينا رفض هذا الباطل الموجود. فإذا قبل الانسان بهذا الباطل وسكت سيكون مشتركاً مع الظالمين في هذا الامر. نحن نعلم ان عاقر ناقة صالح هو شخصٌ واحد بينما ان الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه العزيز: "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها"، فهنا العذاب قد شملّ الجميع.
ان المعضلة تكمن بأن هناك الكثير من الناس يقولون: " لماذا ان الامام المهدي (ع) يقتل ذراري قتلة الحسين (ع)؟ فالحديث الشريف يقول: "يقتل ذراري قتلة الحسين لانهم رضوا بفعل آبائهم" كما قال الامام علي (ع) "للذنب اثمان اثم الرضا به واثم الدخول به" فالناس هنا في حقيقة الحال منقسمين الى قسمين، قسم سكتوا عن الحق وهادنوا الباطل وقبلوا بهذه الافعال والجرائم التي تحصل بالساحة وبالنتيجة صاروا مشتركين ،والقسم الاخر تجنبوا هذه الفتن ، لكن هؤلاء متواجدين في نفس المجتمع فيصيبهم ما يصيب المجتمع من الفتن وفقدان الامان فيذهب ضحيتها الكثير من الابرياء.
ان الذنب يؤثر على الاشياء المحيطة ويؤثر سلبا على الحياة وربما يتسائل البعض ويقول بان دول الغرب ترتكب ذنوباً اكثر من دول المسلمين فلماذا لا يعانون مثلنا؟. وللاجابة على هذا السؤال فانه يجب علينا ان نعلم بان هناك فرق بين ما يحدث في بلاد المسلمين وبينما يحدث اليوم في بلاد الغرب، ومن المعلوم ان الله سبحانه وتعالى لا يرد دعوة المظلوم والظلم اشد من الكفر، فنجد في الغرب حقوق الانسان متوفرة ،كما ان افراد المجتمع الغربي متثقف بثقافة انصاف الاخرين وعلى الرغم من ذلك فاننا لا نقول بانه لا يوجد سوء، ولكن نسبته ضئيلة ومحدودة فالمواطن الغربي يحرص على عدم ايذاء الاخرين، لذلك لا توجد في مجتمعاتهم فتن وربما لا تقارن بواحد من المئة من الفتن والفساد الموجودين في العراق وما حولها اليوم. والسبب التي جعل العراق حطباً للفتنة هو ان الظلم فيها بلغ السيل منه الزبى ووصل الى مرحلة متفاقمة جدا ،حتى وصل بالاخ بان يظلم اخاه الجار. فالغرب ذنوبهم من صنف آخر، لذلك نرى فيها الزلازل والفيضانات والاعاصير.
وتجدر الاشارة الى ان السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني طرح لنا الكثير من العلوم ، ومن الفقرات العلمية التي لم نظهرها او لم نترجمها للخارج هي نظرية ارتباط الذنب الذي يرتكبه الانسان بالانعكاس الخارجي، فالقرآن يقول: (تكاد السماوات يتفطرن منه وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) ، وهذا يعني بان ادعائهم ان للرحمن ولدا عكس نوع من البلاء، وكذلك الظلم يعكس نوع من البلاء، وانتشار الفاحشة يعكس نوع من البلاء.
ان اكثر البلاء او جلّه يتركز في البلاد الشيعية خاصة لان الشيعة هم الموالين الذين ينادون بالامامة وينادون بالولاية، وباعتبار ان هؤلاء هم المقرون بهذه الامور ،فان الله سبحانه وتعالى يركز عليهم اكثر لانه كما ورد في قول احد الائمة (صلوات الله عليهم) في صدد الاشخاص الذين لا يمتلكون الولاية او غير مسلمين ،قال:" ان هؤلاء قوم فرغ الله منهم"، فليس بالضرورة ان يكون البلاء متركز على هؤلاء.
قد تكون ساحة الاحداث مع الموالين، وقد تكون مع الشيعة، او قد تكون كذلك مع الناس الذين يترقبون الامام، فهم يقولون نحن موالون او نحن منتظرون، والله سبحانه وتعالى يقول:" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"، فالغرض من الافتتان والابتلاء هو الاختبار والتمييز بين الناس.
وهذا الامر بينه السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني من خلال تفسير قوله تعالى:" اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"، فذنوب الانسان تؤثر في المحيط الخارجي ، كما ان الذنب له حقيقة خارجية، وهي عبارة عن ظلمة، وهذه هذه الظلمة نستطيع ان نلتمسها من خلال الوجود الخارجي وذلك عندما يرتكب الانسان ذنباً.
ولو سأل احدهم وقال : لماذا اليوم ينتشر المرض الفلاني؟و لماذا انتشرت الافة الفلانية؟ لماذا قلت الثمار؟
الجواب بكل بساطة يكمن في (الذنب) فالانسان عندما يرتكب ذنبا تتولد عنده ظلمة، وهذه الظلمة تزداد يوما بعد يوم كلما الانسان اذنب ذنبا، واما سبب تراكم هذه الذنوب هو قوله سبحانه وتعالى: ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ).
اذن ان الاعمال الصالحة ترتفع الى السماء والاعمال القبيحة تبقى مكدسة على الارض، وذلك فان انعكاس هذه الذنوب وهذا الشر في الوجود الخارجي يؤثر على الموجودات ويؤثر على الارض، وتنتشر الفتن وهكذا .
و باعتبار اننا نعيش في عصر الظهور، ونحن اعلنا بفضل الله سبحانه وتعالى بان السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني هو وزير الامام المهدي(ع) وهو صاحب دعوته ،وهو الطريق الى الامام المهدي (ع) وهو سفينة النجاة في وسط بحر الفتن او طوفان الفتن، ولا يوجد سبيل للوصول الى الامام المهدي الا ان يسلك طريق وزير الامام المهدي؛ لانه هو باب الامام.
نحن نعلم ان بعض الناس يفهمون فهم خاطئ بان الامام صلوات الله عليه يقوم بين الركن والمقام؛ فينتظرون الصيحة ويذهبون لنصرته.
ان هذا الفهم غير صحيح؛ لان الامام صلوات الله عليه تسبقه ثلاث رايات، وهي: راية السفياني واليماني والخراساني، فاليماني الموعود هو السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني قد اثبت بالادلة والبراهين انه هو وزير الامام المهدي، وجاء بالادلة والنصوص التي نصت على صدق دعوته فهو بقر الاحاديث، وجاء بالرجعة وتحدى بها كل العلماء، وان الائمة (صلوات الله عليهم) عندما تحدثوا بقضية الرجعة لم يتحدثوا عن كيفية الرجعة بالتفصيل، ولم يتحدثوا عنها حينما سألهم بعض اصحابهم عن الرجعة حيث قالوا ان هذا الذي تسالون عنه لم يجئ اوانه، وقال الله تعالى (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله)، ويقصد بالآية الرجعة.
فلم يتطرق اليه اهل البيت (ع) وفي الوقت ذاته نلاحظ ان العلماء منذ ان تأسست الحوزة العلمية والى يومنا هذا، لم يكتب احد من رجالها عن الرجعة شيء، فقط اكتفوا ببعض الابحاث والادلة على الرجعة من الكتاب والسنة ، او الايات الروايات التي تخص الرجعة اما كيف تكون الرجعة ؟ او كيف تتحقق الرجعة ؟ او كيف الحسين يرجع ؟ او كيف الائمة يرجعون ؟ او كيف يرجع عيسى ابن مريم ؟ هذه التفاصيل لم يتطرق اليها احد ،فلذلك عندما جاء السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني بين لنا هذا الامر، والسيد القحطاني لم يدرس عند احد، ولقد جاء في مقتبل العمر واغتيل وعمره ثلاثون سنة، كما انه في خلال ثلاثة اشهر اخرج ما يقارب اربعون مؤلفا تحتوي نظريات لم يشهدها العالم قبل اليوم ، ومن هذه النظريات ما يلي:
نظرية التطابق الثلاثي , نظرية تجزئة القرآن , وهذه النظرية اثبتنا فيها بان جميع التفاسير خاطئة، فالعلماء والمفسرون يقولون ان الفرقان هو القرآن نفسه ككل ،بينما القرآن يقول ان الفرقان نزل على هارون وموسى، وهناك ادلة كثيرة تثبت هذا المطلب، لكن نحن لا نريد ان يتشتت هذا المبحث.
لذلك نقول لكم ان وزير الامام المهدي قد ظهر واثبت صدق دعوته بالادلة والبراهين حاملا جميع الصفات الشكلية، ونحن نعيش الآن في عصر الظهور ،والناس تترقب ظهور الداعي الى الامام، فمن يبحث عن دعوة الامام يجب عليه ان يسأل عن شخص الداعي وصفاته والعلم الذي يمتلكه، وما هو الشيء الذي يترقبه من الداعي وزير الامام المهدي حتى يصدقه؟، والامام علي (ع) يقول: " ذلك رجل من ولدي يبقر الحديث بقرا"، اي سوف يأتي الداعي ويبقر الحديث ويشقه ثم يخرج محتواه، أي تأويل الروايات التي فيها رموز.
وان الشخص الوحيد التي تحدث عن مسألة الرجعة هو السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني، ونحن نتحدى اي شخص يطرح طرحاً يشمل الروايات الصحيحة في الرجعة، او يطرح طرحاً متناسقاً وليس فيه اشكالات.
ومن جهة أخرى، علمه بالتوسم وهو العلم الذي لم يعرف احد من العلماء له سبيل قبل هذا اليوم، وكذلك علمه بالقرآن وسوف نبين في الابحاث القادمة الفرق الشاسع بين علم السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني وبين علم الحوزة العلمية التي منذ مئات السنين لم تستطع ان تصل الى علوم كثيرة جدا.
وبما ان قضية الامام المهدي (عليه السلام) هي من الأمور العقائدية ، والأمور العقائدية لا يجوز فيها التقليد بل هو محرم ، فلا يمكن الرجوع في مثلها الى الفقهاء ، هذا من ناحية.
اما من ناحية اخرى فإن علماء هذا الزمان صامتون وليسوا من المتكلمين ، وقد كانوا على هذا الحال منذ عهد الطاغوت صدام بحجة ان من يتكلم منهم يتعرض لأنواع التنكيل والاتهام ، والآن ؛ ها هو الزمن الذي كانوا يبحثوا عنه ويتمنونه من حرية الرأي والكلام . ولكن الناس تتعرض لأنواع القهر والقتل والتهجير وينظرون للعلماء عسى انهم يتكلمون وينصرونهم ، غير أن العلماء بدلا من ذلك يؤيدون الحكومة ، وقد بينا أن هذه الحكومة ظالمة وتمثل حكومة بني العباس ومع ذلك يؤيدونها فهل يجوز الرجوع اليهم لمعرفة صحة الدعوات من بطلانها ؟ الجواب بلا شك هو غير ممكن؛ لانه قد ورد في الحديث ما يلي:" إذا فسد العالِم فسد العالمَ "، ففساد العلماء يجر الى فساد المجتمع، والله سبحانه وتعالى يقول: " كيفما تكونوا يولى عليكم ".
ومن جهة أخرى فإن جميع روايات المعصومين من أهل البيت وعندما تتكلم عن زمن ظهور الإمام ، فإنها لا تمدح العلماء الموجودون في ذلك الزمان ولا تحث على الاستماع لهم بل على العكس من ذلك، فإن معظم الروايات تقول بأن " فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "، وحيث أن هذا هو رأي أهل بيت العصمة في علماء هذا الزمان ، فأولى بنا أن نتبع كلامهم فإذا اتبعنا العلماء نكون قد خالفنا أهل البيت (ع)...يتبع👇
تعليق